• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / رمضان / مواعظ وخواطر وآداب
علامة باركود

العبادات تعذيب أم تهذيب؟

د. حسام الدين السامرائي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 30/5/2016 ميلادي - 22/8/1437 هجري

الزيارات: 8588

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

العبادات.. تعذيب أم تهذيب؟

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن اقتفى أثره واهتدى بسنته إلى يوم الدين، أما بعد:

فقد روى البخاري في الصحيح من حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنهما: بينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب، إذا هو برجل قائم، فسأل عنه فقالوا: أبو إسرائيل، نذر أن يقوم في الشمس ولا يستظلَّ، ولا يتكلمَ، ويصومَ؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مُرُوه فليجلس وليستظلَّ وليتكلمْ وليتمَّ صومه)).

 

يمر علينا شهر رمضان هذا العام في قلب الصيف، فالنهار طويل والليل قصير، والمسلمون مقبلون في رمضان على عبادات كثيرة: صيام طويل، وقيام طويل، وكثرة في قراءة القرآن، وهنا نتساءل: هل العبادات هذه شُرعت لتعذيب النفس أم أنها للتهذيب؟


موقف النبي صلى الله عليه وسلم السابق الذكر مع أبي إسرائيل - فيه إشارة واضحة إلى أن الشرع لم يأتِ ليعذِّب أو يعنِّف أو يؤذيَ البدن أو الروح؛ يقول ربنا جل وعلا: ﴿ مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ ﴾ [النساء: 147]، ولطالما كان عليه الصلاة والسلام يقول في أصحابه: ((لولا أن أشق على أمتي...))، وهو يرشد إلى المراد من أوامر الشرع، وأن المقصود منها التربية الإيمانية والسلوكية، فمن الخطأ البيِّن الظن بأن العبادات جاءت لتعذيب الجسد وتأنيبه وتذويبه - كما يتصور البعض - فيحمل عليه طقوسًا وأنساكًا وغلظة وشدة، وكأنها هي المقصد من تلك الطاعات.

 

عند البخاري من حديث عمران بن حصين رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((صلِّ قائمًا، فإن لم تستطع فقاعدًا، فإن لم تستطع فعلى جنب))، فالغاية هي وصول الروح والنفس وتعلُّقها بالخالق بحسب القدرة والاستطاعة.

 

وفي رمضان: تتنوع الطاعات، وتتكاثر العبادات، فربما يتوهم متوهِّم أن التكليف الذي أراده المولى سبحانه هو إنهاك البدن، ويغفل عن الأصل الذي من أجله كُتِب الصيام: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183].

 

تأمل معي ما جاء عند مسلم في الصحيح من حديث أنس رضي الله عنه قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد وحبلٌ ممدود بين ساريتين، فقال: ((ما هذا؟))، قالوا: "لزينب؛ تصلي، فإذا كسلت - أو فترَت - أمسكت به"، فقال: ((حُلُّوهُ؛ لِيصلِّ أحدكم نشاطَه، فإذا كسل - أو فتر - قعد))، وفي الصحيحين من حديث عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا نعس أحدكم وهو يصلي، فليرقد حتى يذهب عنه النوم؛ فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعسٌ لا يدري لعله يذهب فيستغفر فيسُب نفسه)).

 

وعند الطبراني من حديث كَهْمَس الهلالي رضي الله عنه - وهو يبين لنا بجلاء زجْر النبي عليه الصلاة والسلام لمن يظن أن العبادات شُرعت للتعذيب - فقال: "قدمتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقمتُ عنده ثم خرجتُ عنه، فأتيتُه بعد حَوْلٍ فقلتُ: "يا رسول الله، أما تعرفني؟"، قال: ((لا))، قلتُ: "أنا الذي كنتُ عندك عام أوَّل"، قال: ((فما غيَّرك بعدي؟))، قال: "ما أكلت طعامًا بنهار منذ فارقتُكَ"، قال: ((فمَن أمرك بتعذيب نفسك؟! صم يومًا من السَّرَر))، قلتُ: "زدني"، فزادني حتى قال: ((صم ثلاثة أيام من الشهر)).

 

وفي الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى شيخًا يُهادَى بين ابنيه، فقال: ((ما بال هذا؟))، قالوا: "نَذَر أن يمشي"، قال: ((إن الله عن تعذيب هذا نفسَه لغنيٌّ)) وأمَرَه أن يركب.

 

وعند الإمام أحمد أن أخت عقبة بن عامر رضي الله عنه نذرت أن تحج ماشية، فسأل عقبةُ عن ذلك النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال: ((مُرْها فلتركب))، فظَن أنه لم يفهم عنه، فلما خلا من كان عنده، عاد فسأله، فقال: ((مرها فلتركب؛ فإن الله عز وجل عن تعذيب أختِكَ نفسَها لغنيٌّ)).

 

وعند البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم مَرَّ - وهو يطوف بالكعبة - بإنسان ربط يده إلى إنسان بسَير أو بخيط أو بشيء غير ذلك، فقطعه النبي صلى الله عليه وسلم بيده ثم قال: ((قُدْهُ بيده)).

 

وعند الإمام أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أدرك رجلين وهما مقترنان يمشيان إلى البيت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما بال القِران؟))، قالا: "يا رسول الله، نذرْنا أن نمشي إلى البيت مقترنين"، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس هذا نذرًا))، فقطع قرانهما، قال سُرَيْجٌ في حديثه: ((إنما النذر ما ابتُغي به وجه الله عز وجل)).

 

فهذه مجموعة من الآثار ترشدنا بوضوح إلى أن الوحي منزَّهٌ عن مُبتغَى التعذيب للبدن، وهذا ما فهمه الأصحاب رضوان الله عليهم، كما أخرج ابن أبي شيبة في المصنَّف عن سعيد بن جبير قال: جاء رجل إلى ابن عباس فقال: "إني نذرتُ أن أقوم على قعيقعان عريانًا إلى الليل"، فقال: "أراد الشيطان أن يبدي عورتك، وأن يضحك الناس بك؛ الْبس ثيابك وصلِّ عند الحِجْر ركعتين".

 

فالعبادات شُرعت للتهذيب، لا للتعذيب:

الصلاة.. للروح؛ ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾ [العنكبوت: 45].

الصيام.. للروح؛ ﴿ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183].

الزكاة.. للروح؛ ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ﴾ [التوبة: 103].

 

قال ابن عقيل: "قال لي رجل: إني أنغمس في الماء مرارًا كثيرة وأشكُّ هل صحَّ لي الغسل أم لا؛ فما ترى؟ فقلتُ له: اذهب فقد سقطت عنك الصلاة، قال: وكيف؟ قلتُ: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((رُفِع القلم عن ثلاثٍ: عن المجنون حتى يفيق، والنائم حتى يستيقظ، والصبي حتى يبلغ))، ومن ينغمس في الماء مرارًا ويشك هل أصابه ماء أم لا، فهو مجنون".

 

أخي المبارك:

ربك لا يريد أن يعذبك، ولا يرغب في التنكيل بك، ولا يتلذذ بآلامك، بل هو القائل جل وعلا في الحديث القدسي: ((يا عبادي، لو أن أولكم وآخِركم، وإنسكم وجنكم، كانوا على أتقى قلب رجلٍ واحدٍ منكم، ما زاد ذلك في ملكي شيئًا. يا عبادي، لو أن أولكم وآخِركم، وإنسكم وجنكم، كانوا على أفجر قلب رجلٍ واحدٍ، ما نقَص ذلك من ملكي شيئًا)).

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • العبادات بين الإفراط والتفريط
  • العبادات الإسلامية
  • أنواع العبادات في الإسلام
  • جانب العبادات في الزواج

مختارات من الشبكة

  • مقاصد العبادات في الإسلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضل تكميل فرائض العبادات بنوافلها وعبادة الصوم والصوم في المحرم(محاضرة - موقع الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر)
  • أقسام العبادات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • جدول العبادات التي تقوي سلوك المسلم أثناء الصوم(مقالة - ملفات خاصة)
  • الصيام والأعمال الصالحة(مقالة - ملفات خاصة)
  • أنواع العبادة في الاسلام(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر)
  • من العبادات القولية: الذكر(مقالة - موقع أ.د. مصطفى مسلم)
  • العقاب وسيلة للتهذيب أم التعذيب؟(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • رفع الدرجات بنوافل العبادات (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • عبادة أفضل من الصيام والصلاة والصدقة(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب