• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    القيادة في عيون الراشدين... أخلاقيات تصنع
    د. مصطفى إسماعيل عبدالجواد
  •  
    حقوق الأولاد (3)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    جرعات سعادة يومية: دفتر السعادة
    سمر سمير
  •  
    التاءات الثمانية
    د. خميس عبدالهادي هدية الدروقي
  •  
    المحطة الثانية عشرة: الشجاعة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    البطالة النفسية: الوجه الخفي للتشوش الداخلي في ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حقوق الأولاد (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    مقومات نجاح الاستقرار الأسري
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    تطوير المهارات الشخصية في ضوء الشريعة الإسلامية
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    المحطة الحادية عشرة: المبادرة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة
علامة باركود

التوحد: صرخات في عالم الصمت

سجى رياض صالح

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 3/2/2016 ميلادي - 23/4/1437 هجري

الزيارات: 6631

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التوحد: صرخات في عالم الصمت

سجى رياض صالح (ماجستير تعليم خاص)

التوحد: صرخات في عالم الصمت  سجى رياض صالح (ماجستير تعليم خاص)

 

كانت الغرفة مليئة بالضوء والنور، ومليئة بصفحات ملوَّنة من خربشة أطفالٍ صغار، تحمل في طيَّاتها أحلامًا وخطوطًا ملونة كقوس قزح، أو خربشات عابسة كعاصفة رمادية، وأرض ندية.

 

تجولَت عينا سوسن حول أرفف الأطفال، حتى وجدَت عيناها ما تبحث عنه؛ صورة ابنتها الحبيبة (رغد)! كانت الصورة تمثِّلها وهي ضاحكةٌ تَلعب تحت أشعة الشمس، في يوم خريفي، قرب شجرة الليمون في حديقة منزلهم.

 

قرأَت الكلمات المكتوبة تحت الصورة وكأنها نقش منحوت: اسمي: رغد، عمري: خمس سنوات، هوايتي: قراءة الكتب واللعب بالماء.

 

أحسَّت بالغصَّة في حلقها. نعَم، مِن نِعَم الله تعالى أن أعطى لابنتها محبة القراءة، أو بالأصح: الاطلاع على الكتب؛ كانت سوسن تعلم أنه إن كان هناك شيء سيُخرج ابنتها من ظلمات التِّيه التي تعيش فيه بعد رحمة الله؛ فإن ذلك الشيء سوف يكون القراءة.

 

وقفَت المدرِّسة في زاوية الفصل وهي تنتظر من أم رغد أن تأتيَ إليها، وابتدأَتها بالتحية:

• صباح الخير يا سيدتي، استلمتُ رسالتك الهاتفية يوم أمس، وعلمتُ أنه لا بد أن يكون هناك أمر هام أردتِ أن تكلميني عنه؛ ولذا أحببتُ أن نلتقي وجهًا لوجه حتى نتكلم. تفضلي بالجلوس.

 

جلسَت أم رغد، ولفَّت ساقَيها أمامها، واضعةً كفيها على ركبتيها. كانت تحاول أن تسيطر على الرِّعدة التي تملَّكَت يدَيها وهي تجمع أشتات أفكارها المبعثَرة.

 

وكأنَّ المدرِّسة أحست باضطرابها وقلقها، فقالت لها:

• وكيف حال رغد؟ لقد اشتقنا إليها في الأسبوع الماضي.

 

قالت الأم:

• هي بخير والحمد لله. كما تعلمين الإصابة بذات الرئة مخيفٌ وصعب، ويحتاج إلى وقت حتى يتَعافى الشخص منه، فما بالك بطفلةٍ صغيرة ضعيفة الإرادة والقوة؟! لكن الحمد لله، صحتها في تحسُّن، والطبيب يتوقع لها أن تعود إلى المدرسة خلال يومين إن شاء الله.

 

أومأَت المدرِّسة برأسها، وانتظرت من الأم أن تكمل حوارها.

 

قالت الأم:

• في الحقيقة إن سبب زيارتي لك اليوم هي أنني أردت أن أحدِّثكِ عن تطور رغد التعليمي. ترددتُ كثيرًا قبل أن آتي إليك، ولكن في الحقيقة لا أدري من أين أبدأ!

 

قالت المدرسة:

• أرجو أن تأخذي راحتك في الكلام؛ فنحن وحدَنا في الفصل الآن، لأن الطلبة في الكافتيريا لأخذِ وجبة غدائهم.

 

قالت الأم بتردد:

• نعم. كما تعلمين بأن رغد صار لها الآن تقريبًا سنة في المدرسة هنا معكم، وقبل أن تأتي هنا لمدة سنتين ونصف كانت تتلقى العلاج الطبيعي في المنزل؛ من علاج تخاطب، وعلاج حركي، وغيره. لكن.

 

وهنا غصَّت سوسن بكلماتها وهي تحاول أن تُخرج ما في قلبها دون أن تسمح لنفسها بالبكاء. فاستمرت قائلة بيأس:

لكن رغد لم تتكلم إلى الآن، ولا حتى كلمة واحدة! طبعًا أنا وزوجي مقدِّران لكل الجهد والتعب والاهتمام الذي تقدمينه أنت والمدرسة لابنتنا. ونحن نلمَس العديد من التطورات الجسدية والعقلية ما بين حين وحين!

 

توقفَت سوسن عن الكلام للحظات، نظرَت إلى المدرِّسة بعيون مرهقة من السهر والدموع، وذهنٍ متعب من الأفكار والأسئلة الحائرة التي تدور في ذهنها. تساؤلات مكتومة؛ لماذا يحدث هذا؟ ولماذا ابنتي البريئة؟ تلك المخلوقة الضعيفة، المليئة ببراءة الطفولة؟ لماذا يَكتب عليها القدر أن تُبتلى بإعاقة تُلازمها مدى الحياة؟!

 

حاولَت سوسن أن تسيطر على أفكارها المبعثرة وقالت بنبرة تنطق ألَمًا:

• ولكنها لم تتكلم بعد، ولا كلمة واحدة. بقيَت خرساءَ لا تُخرج إلا أصواتًا مكتومة بلا معنى!

 

نظرَت إلى المدرِّسة بنظرات متوسلة:

• قولي لي ماذا يمكن لي أن أفعل؟ كيف يمكن لي أن أساعدها؟

 

قالت المدرِّسة بصوت هادئ:

• صدِّقيني. أنا أتفهم صعوبة الموقف؛ إنه صعبٌ في أقل تقدير كما تَعلمين؛ فإن تشخيص رغد بالتوحد هو مجرد بداية الطريق. ربما يكون المشوار أسهل إذا كان بإمكانك تفهُّمُ ما هي صفات متلازمة التوحُّد؛ سواء من ناحية جهاز الطفل التطوري، وخاصة فيما يتعلق بالتواصل الاجتماعي، وأساليب أو أنماط التخاطب أو التواصل اللُّغوي؟

 

قالت الأم:

• أحيانًا أحس أنها لا تسمعني؛ فأنا أناديها، ولكنها لا تلتفت إليَّ، أو أحدِّثها وهي تنظر في اتجاهي، ولكن كأنها تنظر من خلالي وليس إليَّ أنا! كما تعلمين لقد عملنا لها العديد من فحوصات السمع التي أثبتَت كلُّها أنها والحمد لله ليس عندها أي نوع من الإعاقة السمعية. أحيانًا أكرَه الأطباء لعجزهم عن تفسير الأمور أو إيجاد حل لها! هم يقولون: إنه لا يوجد شيء عضوي يمنع رغد من الكلام، لكنهم عاجزون عن أن يخبروني بالحل.

 

قالت المدرسة بنبرة حزن:

• بكل أسف، كثير من الأهالي يحسُّون بما تُحسين أنت به؛ فنحن كأباء وأمهات نحاول أن نبحث عن حبة الدواء السحرية التي سوف تعافي أولادنا! نريد أن نجد الحل الذي سوف يُنطق عجز ألسنتِهم، ويخرجهم من عالم التوحد الفريد. ولكن - بكل أسف - لا وجود لهذه الحبة السحرية! وبكل أسف أيضًا هناك نسبة كبيرة من أطفال التوحد لا يتكلمون على الإطلاق!

 

ولكن - على الصعيد الآخر - هناك نسبة طيبة وكبيرة من الأطفال الذين نجَحوا في اجتياز حواجز التوحد، وتمكَّنوا من التواصل اللُّغوي والاجتماعي والذهني مع مَن حولهم.

 

نظرَت المدرسة إلى سوسن بنظرة تفهم، وقالت:

• كما تعلمين؛ نحن نعمل مع رغد في كل يوم؛ من أجل تعليمها لغةً للتواصل. إن كانت لغة الحروف والكلمات غيرَ ممكنة لها فإذًا لغة الإشارة أو لغة الصور، وأنا أرى أن رغد بدأَت تستعمل لغة الإشارة، خاصة إن كانت تريد شيئًا؛ مثلًا في الأسبوع الماضي كانت تريد المزيد من العصير عند وقت الاستراحة، فاستعمَلت إشارة أريد المزيد بيديها وهي تؤشر على صورة العصير، لقد كنت أنا ومساعِدتي فرِحتين جدًّا بهذا التواصل الرائع، حتى إننا أعطيناها العصير على الفور!

 

قالت الأم بتنهُّد:

• تعرفين؟ في كثير من الأحيان أفكر في أخذ (كورس) في تعلم لغة الإشارة، ولكني أتوقف في آخر لحظة ولا أسجِّل!

 

قالت المدرِّسة:

• لماذا؟

 

أجابت الأم:

• الخوف! أحس أنني إن أخذت هذا (الكورس) وتعلمتُ لغة الإشارة واستعملتها مع رغد فسيكون ذلك نوعًا من أنواع القَبول بالواقع، والخوف من أن تعتمد رغد على هذا النوع من التواصل، بدلًا من أن تتعلم لغة التواصل بالكلمات.

 

المدرِّسة:

• اسمحي لي أن أقول لك: إن هذا الأمر غير صحيح؛ فهناك كثير من الأطفال تعلَّموا لغة الإشارة، ومن ثَم تعلَّموا لغة الكلمات، خاصة إن كان المتكلِّم معهم يستعمل الإشارة والكلمات في نفس الوقت، ولا يَكتفي بالإشارة فقط.

 

• لكني أريد لابنتي أن تتعلم الكلام!

قالت سوسن بلهجة حادة وخشنة.

 

قالت المدرِّسة بلهجة حنونة، حزينة، وصارمةٍ نوعًا ما:

• لكن ما العمل إن كان الطفل غير قادر على ذلك في الوقت الحالي؟! سوف تَستمرِّين في خداع نفسك وإيهامِها أنَّ تشخيصَها أمر خاطئ، وأن الطبيب غلط في العنوان!

 

توقفَت المدرِّسة عن كلماتها الحادة وقالت معتذِرةً:

• أنا آسفة إذا كنتُ قد تجاوزتُ الحدود معكِ للَحظات، ولكني أنظر إلى رغد. إنها طفلة رائعة، مليئة بالحياة، والابتسامة دائمًا تملأ وجهها. هل تعلمين كم هذا نادر! أنا متأكدة أن فرحة رغد وبسمتَها ما هي إلا انعكاس لإحساسها بالأمان والمحبة من قِبَل أمها وأبيها ومَن حولها.

 

نظرَت المدرِّسة إلى سوسن التي كانت تحاول أن تبتسم وسط الدموع التي تنسال على وجهها، واسترسلت قائلة:

• ابنتك تحتاجك الآن اكثر من أي وقت مضى. كوني شجاعة ومتفائلة برحمة الله أولًا، ثم بقدرتنا هنا في التعليم الخاص على تقديم ما تحتاج ابنتُك إليه. أنا أعلم أنك تحاولين أن تفعلي الشيء ذاتَه في المنزل، وهذا أفضل ما يمكن لنا أن نأمُلَه؛ أن تكون المدرسة والبيت سائرَيْن في خطين متوازيَين يُكمل أحدنا فيه الآخَر.

 

لا تيئسي من المحاولة، ولا تَقنَطي من النتائج الصغيرة التي تتوصلين إليها. كلمي رغد واضحكي معها، عيشي اللحظة التي أنتِ فيها. أحِبِّيها واقبَليها ببسمتها ومَشاكلها، وادعي لها أن يخرجها الله تعالى من عالم الصمت الذي تعيش فيه. صدقيني، أنا ما أقول لك هذا الكلام إلا لمحبتي، وحرصي على مستقبل رغد.

 

قالت الأم:

• أنا أحاول ولكن ما بين حين وآخر أعود وأسقط في متاهة الخوف والشجن! أحس أنه كلما أبصرتُ بصيصَ ضوء وأمل جاء اليأس والحسرة ليَخنقوا ويقتلوا هذا البصيص! أريد أن أحافظ على الأمل في قلبي، ولكن الأمر صعب للغاية.

 

قالت المدرسة:

• وهذا حال البشر. حاولي أن تتذكَّري أنكِ لستِ في هذا المصاب وحدَك، وإنما الكثيرون يعانون من نفس الشيء أو مما هو أشد منه بأسًا؛ كم من الأطفال حُرموا نِعمة النظر أو السمع أو الكلام أو الحركة، أو حتى نعمة أكل اللقمة الطيبة! فتَرينَهم لا يأكلون إلا بأنابيبَ مربوطةٍ حولهم تُعطيهم الماء والطعام والهواء! وقبل هذا. كم من الأطفال قُفلت عليهم الأبواب في مَراكزَ خاصة؛ خَجلًا منهم ويأسًا من محاولة مساعدتهم! أنا سعيدة أني أراكِ من العوائل التي لا تستسلم لليأس، ولا تقنط من المحاولة مِرارًا وتَكرارًا. رغد محظوظة أنها جزءٌ من عائلةٍ مُحبة وحريصة مثلِ عائلتك.

 

تبسمَت المدرسة قائلة:

• أنت ورغد. أقول: ما شاء الله كلَّما رأيتُكما معًا، هل تعلمين أن علاقتكما قوية وحميمة للغاية؛ هل تعلمين كم هو نادر أن تَجدي طفلًا يُعاني من التوحد يَحتضن أمه أو أباه!

 

قالت الأم مبتسمة:

• لم يكن ذلك سهلًا، ولكن بفضل الله هي الآن تحبُّ أن تحتضننا أنا ووالدها، وترتاح بين ذراعيَّ.

 

استمرَّت المدرسة قائلة:

• وتذكري أيضًا أن ابنتك ذاتُ طبيعة مُسالمة غير عدائية. وعندنا طالب في الصف الآخر مؤذٍ وعدائيٌّ لكل مَن حوله من المدرِّسات والطلبة، إلى درجة أنَّ المدرَسة أعلَمَت الأهل أنه لا يمكن لطفلهم أن يأتي إلى هذا الصف مرة أخرى، وسوف يتم نقله إلى مدرسة تعالج الأطفال العدوانيِّين أو الذين يٌعانون من السلوك العدائي.

 

قالت الأم:

• الآن، وفي هذه المرحلة من عمر وتطور رغد، ماذا يمكن لي أن أتوقَّع؟ هل يمكن لها أن تتكلم؟ كيف سيكون حالها إن كبرَت ولم تنطق بعد؟

 

قالت المدرسة:

هناك أمل كبير في أن رغد سوف تتكلم؛ هي الآن عندها نطقٌ لبعض مقاطع الحروف، وهي بدايةٌ مشجِّعة، كما أنها تفهَم ما نقول، وتتبع إرشاداتنا إن تكلَّمْنا معها ببُطءٍ وبتَكرار بعض الكلمات المهمة.

 

وبالنسبة إلى سؤالكِ: متى سوف تتكلم؟ ففي الحقيقة لا أعلم، وهذا في علم الله سبحانه وحده؛ يمكن لها أن تستيقظ غدًا صباحًا وهي تتكلم، ويمكن لها أن تستمر طول عمرها من دون كلمات. فالعلم عند الله، لكن حتى لو تكلَّمَت الآن فإنَّ كلماتها في بادئ الأمر سوف تكون كلماتٍ معوجَّة، غير سلسة، ولكن يمكن مع التدريب المستمر والصبر الطويل أن تتحسَّن مخارج نطق الحروف عندها، وتتحسن أمورها بإذن الله تعالى.

 

استرسلَت المدرسة قائلة:

أنصحك أن تكون توقعاتك واقعية، وأن لا تبني قصورًا في الهواء. أنا لا أريد أن أَجرَحك بكلماتي، ولكن لا بد لكل أبٍ وأم أن لا يتوقَّعوا مِن طفلهم أكثر مما يستطيع الطفل تقديمَه. ومرةً أخرى أقول لك: تمتَّعي بأمومتك، ولا تفكري في سيناريو متشعبِ الخطوط، يبدأ بماذا لو، أو ماذا إذا! توكَّلي على الله واصبري؛ إن الله مع الصابرين.

 

قالت الأم متنهدة:

• الصبر صعب! جعَلَنا الله من الصابرين، ويسَّر أمورنا في الدنيا والآخرة.

 

شكرَت الأم المدرِّسة ثم جمعَت حقيبتها وخرجَت من المدرسة. كانت تمشي عائدة إلى البيت وهي ما زالت تفكر في كلمات المدرِّسة، وتأكيدها على أهمية استغلال اللَّحظة، والتذكر أن اليوم الذي سوف يذهب لن يعود أبدًا، وأن كل لحظة تقضيها سوسن مع رغد هي فرصة لا تعوَّض. وتذكرَت أهمية التصبر حتى تصل إلى مرحلة الصبر.

 

تذكرت سوسن الكلمات التي تقول: كيف يكون المرء وحيدًا والله معه أينما كان؟! وكيف يكون مريضًا والله طبيبه؟! وكيف يكون غريبًا وعنده صِلة متواصلة بالله تعالى من دون وسيط أو مترجم؟! تذكَّرَت سوسن كلَّ هذه الكلمات، وعاهدَت نفسها أن تحافظ على باب الرجاء مفتوحًا على مصراعيه، وأن تتخذ الرجاء سُلمًا إلى رب العباد.

 

دخلت سوسن إلى منزلها، وأول شيء عمِلَته عندما دخلت إلى المنزل أنها ذهبَت إلى ابنتها، وأعطَتها قُبلة على وجنتيها، وعانقَتها إلى صدرها. لم تُحسَّ بالوقت إلى أن تمَلَّصَت ابنتها من بين يديها فَرِحة، ذاهبةً إلى لعبتها، وكتبها المشرقة، وألوانها البرَّاقة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • اضطراب التوحد
  • احذري التوحد.. فإنه مرض العصر لدى الأطفال
  • التوحد والتآخي وعدم التفرق
  • عندما عبث بك التوحد يا بني
  • ثلاثون أمرا عن التوحد يجب أن يعرفهم المعلم

مختارات من الشبكة

  • مسجد إنجليزي يقيم جلسات للأطفال مصابي التوحد(مقالة - المسلمون في العالم)
  • مدرسة إسلامية لمرضى التوحد بمدينة Preston(مقالة - المسلمون في العالم)
  • أثر برنامج حس حركي في التخفيف من المشكلات الحسية لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • التوحد والتفاعل الاجتماعي عند الطفل(استشارة - الاستشارات)
  • هل يصنف طفلي من أطفال التوحد؟(استشارة - الاستشارات)
  • التوحد: أعراضه وعلاجه(استشارة - الاستشارات)
  • صرخة الصمت(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • مهارة الصمت(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • حديث الخيال(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الصمت بين المدح والذم(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 23/11/1446هـ - الساعة: 18:47
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب