• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحطة الرابعة عشرة: الطموح
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الجهل الرقمي كفجوة بين الأجيال: حين لا يفهم ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    التعلق المرضي ليس حبا، فكيف لنا أن نفرق بين الحب، ...
    أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي
  •  
    عين على الحياة
    د. خالد النجار
  •  
    التجارب
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    الإسلام يحافظ على الكيان الأُسري
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    حقوق المسنين (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    المحطة الثالثة عشرة: التسامح
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    تربية الأبناء في عصر "الشاشة" كيف نربي طفلا لا ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    تطوعي نجاحي
    د. زيد بن محمد الرماني
  •  
    القيادة في عيون الراشدين... أخلاقيات تصنع
    د. مصطفى إسماعيل عبدالجواد
  •  
    حقوق الأولاد (3)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    جرعات سعادة يومية: دفتر السعادة
    سمر سمير
  •  
    التاءات الثمانية
    د. خميس عبدالهادي هدية الدروقي
  •  
    المحطة الثانية عشرة: الشجاعة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    البطالة النفسية: الوجه الخفي للتشوش الداخلي في ...
    محمود مصطفى الحاج
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة
علامة باركود

مدارس الأونروا من الجد إلى الحفيد

خليل محمود الصمادي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 19/11/2009 ميلادي - 2/12/1430 هجري

الزيارات: 9082

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
أمسك الجد الخمسيني بيد حفيده في صباح يوم باكر، ينذر بنهاية الصيف، ويبشِّر بالخريف، الوقت مبكرٌ جدًّا، والساعة تدق السادسة وأربعين دقيقة، آلاف من الطلَبة وذويهم على موعد جديد، موعد يأتي كل عام في مثْل هذا الوقت، موعد يستعد له الناسُ جميعًا، حتى هنا في المخيم الاستعداد على أكمل وجه.

أحبَّ الجدُّ أن يصحبَ حفيده في هذا اليوم إلى مدرسته الجديدة؛ لذكريات دفينة في أعماقه، أحَبَّ أن يسترجعها بصُحبة أحب الناس إليه.

قال الجد لحفيده: اسمع يا إياد، هذه المدرسة التي تتوشح باللونيين الأبيض والأزرق هي المدرسة نفسها التي كنتُ طالبًا فيها، وأنا في سني عمرك، قبل خمسة وأربعين عامًا ونيِّف، يومها لم يصحبني جدي ولا جدتي، ولا أبي ولا أمي، بل صحبني أولاد الحي الأشقياء في هذا المخيم، هذا المخَيَّم الذي كان من قبل مخيمًا بمعنى الكلمة، كله زفت إلا الشوارع، بيوت متواضعة ومتراصة، سقفها من الخشب أو الزنك، يضع الناس في غرفهم في فصل الشتاء عددًا من الأواني الكبيرة، حتى تستوعب مطر الشتاء، هذه الأراضي وزعتها مؤسسة اللاجئين على المستحقين منَّا، أسماها الناس بالنمرة، مساحة كل قطعة منها خمسون مترًا، تزيد أو تنقص قليلاً، والناس يومها لم يهتموا بالبناء كثيرًا؛ لضيق ذات اليد، ولأمل العودة الذي ظنوه قريبًا.

هذا البيوت يا أياد أصبحت اليوم سوقًا تجاريًّا بامتياز، يحمل أشهر الماركات العالمية، اعتاش منه عدد منَ اللاجئين، وإخوتهم السوريين والعراقيين.

هذا الشارع يا إياد هو الشارع نفسه الذي درجتْ فيه المحلات نفسها، ولكنها اليوم تطورتْ، ولحقت بها الديكورات الخلاَّبة، هذه المكتبة يا أياد كانتْ في أيامنا محلاًّ لتأجير الدراجات، كنَّا نخرج من المدرسة، ونعطي أبا عبده - يرحمه الله - فرنكًا أجرة مقابل ربع ساعة، نطوف بها مزهوين في شوارع المخيم الترابيَّة، والويلُ لِمَن يتأخَّر عن تسليم الدراجة، أو يأتي بها "مبنشرة"، وأما مطعم أبي رضوان هذا، فهو نفسه المطعم القديم، وأبو رضوان هذا العجوز كان يبيع لنا سندويتش الفلافل بفرنكين، واليوم يبيعها لكم بعشرين ليرة.

سأل إياد جده: شو يعني فرنك وفرنكين؟

تبسَّم الجد - وهو يتمتم -: سقى الله أيام زمان.

وهذا المستوصف يا إياد هو المستوصف نفسه الذي كنَّا نتعالج فيه، ونحن في مثْل سنك كنَّا نصطفُّ فجرًا لنقطع النمرة من حسين السليم - يرحمه الله - لم يتغيَّر اسمه؛ إنه مستوصف محمد الخامس، أذكرُ يا أياد وأنا أصغر منك بسنة أو سنتين، يوم زار ملك المغرب محمد الخامس - يرحمه الله - هذا المخيم، ووضع حجر الأساس في هذه الزاوية التي أصبحتْ موقفًا لسيارات أطباء الوكالة، أذكر الواقعة وكأنها طيف خفيف.

وما أن ولج الجد وحفيده باب المدرسة، حتى شد الجد على يد حفيده، ورافعًا صوته من ضجة الطلاب وذويهم:
هنا في هذه المدرسة درجتُ وتعلَّمتُ، الثوابت كما هي، والمتغيرات كثيرة، الملعب في مكانه، وكذا الفصول والحمامات والجدران نفسها، إلا أنها أصبحتْ ملونة، ومليئة بالرُّسومات الجميلة، حتى تتلاءَم مع التربية الحديثة، كما يدَّعي ذوو الخبرة والفهْلوة، وأسماء المدارس لم تتغيَّر، إنها الأسماء نفسها: صرفند، والنقب، والفالوجة، وصبارين، ونمرين.

كان دوامنا فترة واحدة، وكنَّا في أيام السبت والاثنين والأربعاء نذهب لمنازلنا أو إلى مطعم الوكالة القريب من هنا؛ لتناول طعام الغداء، ثم نعود إلى الفصول لنتابع الدروس حتى العصر، وكانت المدرسة تقدِّم لنا في الفسحة الأولى كوبًا من الحليب، وحبتين أو ثلاثًا من "زيت السمك"؛ لأنَّ أكثر الطلاب كانوا فقراء، لَم يتناوَلوا الإفطار في بيوتهم.

طبعًا المعلمون الذين علَّموني يا إياد نصفهم في ذمَّة الله، ومنهم من ينتظر، والغريب أنَّ كثيرًا منهم مات بالجلطة؛ بسبب شركات توظيف الأموال التي وضعوا فيها كلَّ مُدخراتهم، فطارتْ ثم طاروا بعدها إلى مستقرِّ رحمته.

ألقى الجد نظرة سريعة على المدرسة ومعلميها، فقال لحفيده:
يا بني، كان مُدَرِّسونا كلهم من الرجال، واليوم أرى معلمات كثيرات يحملْن دفاتر التحضير والطباشير الملونة؛ استعدادًا للعطاء، أما مُدَرِّسونا فكانوا يحملون العصي الغليظة، والويل لمن قصَّر في دروسه، أو خالفَ النظام.

كنَّا نرتدي المرايل ذات الألوان الكاكية، حتى تتناسَب أكثر مع أحلامنا، أما أنتم اليوم، فترتدون المرايل ذات الألوان الزرقاء، ربما تكون أجمل من مرايلنا، ولكنني لو رجعت صغيرًا وخيَّروني، لاخترت (المريول) ذا اللون الكاكي.

ما زلت أحفظ دروسًا من الصف الأول:
سافر قطار درعا
يا سوزان قولي عاش بابا
ساعد خالي جارنا
حارب جميل اليهود في فلسطين

أظن أن هذه العبارات تغيَّرتْ من مناهجكم، فلا قطار درعا بقي، ولا خالي غدا يُساعد حتى أقاربه، وصارتْ سوزان تقول: عاشتْ ماما، وترك جميل فِلَسطين، وصار يُحارب المسلمين في العراق، والصومال، واليمن.

هنا يا حفيدي كنَّا نصطف في الطابور، كان المديرُ محمد عطية - يرحمه الله - يقف على هذه الشرْفة بعد قرع الجرس، كنا - ليس كأيامكم هذه - نقف وكأن العصافير فوق رؤوسنا، لا تطير خوفًا مِن عصاه الغليظة، بعدها يُعطي المدرس المناوب أوامره للطلاب: "ترادف، أسبل، استرح، استعد".

صاح الحفيد: "شو يعني ترادف أسبل؟
ابتسم الجد قائلاً: ما زلتَ في اليوم الأول يا إياد، وغدًا تعرف لغة الانضباط الجديدة.

كنَّا يا إياد نحلم بأن يطول شعرنا، كانت التعليمات تقتضي بأن نحلقَ على الصفر؛ خوفًا على طُلاب الوكالة من القُمَّل والسيبان، أما أنتم اليوم فلم أرَ طالبًا شعرُه قصير، بل أرى قصَّات بموديلات مختلفة.

كان والدي عندما يزور المدرسة - وقلَّما يزورها - يقول للمدرس: "اللحم لك، والعظم لنا".

تابع الجد قائلاً: أهم شيء يا إياد كنَّا في الطابور الصباحي ننشد يوميًّا نشيد الشاعر هارون هاشم رشيد:
عَائِدُونَ    عَائِدُونَ    إِنَّنَا     لَعَائِدُونْ
فَالقِلاعُ وَالحُصُونُ لَنْ تَكُونَ لَنْ تَكُونْ
فَاصْرُخُوا يَا نَازِحُونَ عَائِدُونَ عَائِدُونْ
كان أهل المخيم يظنون أنهم سيعودون قريبًا؛ لذا كان هذا نشيدنا اليومي، حتى نقلناه إلى بيوتنا، فصارتْ أمهاتنا تغنين به، إلى أن انتقلن إلى رحمة الله، ودفنَّ في مقبرة اليرموك القديمة والجديدة، والتي لم تَعُد تتَّسع لموتى جُدد، حتى إن اليهود هجروا لنا رفات عشرات الشهداء الذين قضوا نحْبهم على أرض الوطن السليب، فضاق المكان على السكان.

أشار الجد إلى أحد الفصول قائلاً: انظر إلى هذا الفصل يا بني، لقد كان فصل أمك الغالية، وهي بالصف الثاني، يومها هربنا من حرب الخليج الثانية إلى هذا المخيم، ففتحت الأونروا أبوابها للطلاب القادمين من الخليج، دون قيْد أو شرْط، لم تمكُث أمك فيه سوى شهرين، لقد انتهتْ حرب الخليج سريعًا، وعاد صدام حسين من حيث أتى، وعُدنا نحن إلى أعمالِنا في الرياض.

قرع الجرس، واصطف التلاميذُ دون خَوْف أو وجَل، ووقفت المعلمات أمامهم يحْملن لطلاب الصف الأول الحلْوى والألعاب، يوزعنها على الضيوف الجُدد، رجع الجد القهقرى، وراح يتحسَّر على طفولته البائسة، وتذكر اليوم الأول، يوم استقبله الأستاذ المحترم في المدرسة نفسها بالعصا الغليظة والعبوس، الذي يشبه عبوس المخيم في حينه.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • عرض كتاب: الأونروا برامج العمل وتقييم الأداء

مختارات من الشبكة

  • مدارس إمام خطيب ليست مجرد مدارس ثانوية متخصصة(مقالة - المسلمون في العالم)
  • المدرسة الإسلامية بمانشستر تصنف ضمن أفضل مدارس المدينة(مقالة - المسلمون في العالم)
  • فرنسا: مدرسة ابن رشد الثانوية الإسلامية من أفضل مدارس فرنسا(مقالة - المسلمون في العالم)
  • مدارس الاستشراق .. المدرسة الهولندية(مقالة - موقع د. أنور محمود زناتي)
  • مدارس الاستشراق .. المدرسة الإيطالية(مقالة - موقع د. أنور محمود زناتي)
  • مدارس الاستشراق .. المدرسة الإسبانية(مقالة - موقع د. أنور محمود زناتي)
  • مدارس الاستشراق .. المدرسة الروسية(مقالة - موقع د. أنور محمود زناتي)
  • مدارس الاستشراق .. المدرسة الأمريكية(مقالة - موقع د. أنور محمود زناتي)
  • مدارس الاستشراق .. المدرسة الألمانية(مقالة - موقع د. أنور محمود زناتي)
  • مدارس الاستشراق .. المدرسة البريطانية(مقالة - موقع د. أنور محمود زناتي)

 


تعليقات الزوار
2- نعم ولكن
الطيماوي - فلسطين ـ قطاع غزة 28-02-2010 02:17 PM
جزاك الله خيرا
ولكن لم استن من كل هذا هل انت مع القديم ام مع الحديث
ولماذا لم تتعرض لواقع مدارس الوكالة المخزية في زماننا بشكل أكبر وكيف هبط التعليم والتلاميذ على حد سواء.

احببت لو كان النقد لاذعا لحال الوكالة اليوم
فسخطنا عليها كبير وعلى التوافه التي يعلمونا لابنائنا
1- مقال ممتاز
أحمد السعدي - سورية 20-11-2009 04:52 PM
مقال ممتاز
بارك الله فيك يا أستاذ خليل
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد عامين من البناء افتتاح مسجد جديد في قرية سوكوري
  • بعد 3 عقود من العطاء.. مركز ماديسون الإسلامي يفتتح مبناه الجديد
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 7/12/1446هـ - الساعة: 2:15
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب