• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    القيادة في عيون الراشدين... أخلاقيات تصنع
    د. مصطفى إسماعيل عبدالجواد
  •  
    حقوق الأولاد (3)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    جرعات سعادة يومية: دفتر السعادة
    سمر سمير
  •  
    التاءات الثمانية
    د. خميس عبدالهادي هدية الدروقي
  •  
    المحطة الثانية عشرة: الشجاعة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    البطالة النفسية: الوجه الخفي للتشوش الداخلي في ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حقوق الأولاد (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    مقومات نجاح الاستقرار الأسري
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    تطوير المهارات الشخصية في ضوء الشريعة الإسلامية
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    المحطة الحادية عشرة: المبادرة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة
علامة باركود

عرس الشيطان (قصة)

محمد حسن جباري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 24/1/2015 ميلادي - 3/4/1436 هجري

الزيارات: 7313

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عرس الشيطان!


الساعة 01:00 بعد منتصف الليل.

ها هو ذا يجلس وحيدًا بعد أن انفضَّ من حوله مجلس السُّمَّار، ولم يبقَ من ذكراهم سوى جو يعبق برائحة السجائر الخانقة، وشابورة من الدخان المتصاعد، وأرضية ملأى بأعقاب السجائر، وكتل النشوق، ورشقات البزاق.

 

كعادته، كان يجلس مُقَرفصًا، محتبيًا، مشبكًا بين أصابعه المعروقة التي لم يبقَ منها سوى براجم متيبسة، مطأطئًا رأسه الصغير الذي غمرته فروة من الشعر الثائر المجعد، نَدَّتْ عنها خصلاتٌ متيبسة كأنها تعلن سخطها الشديد على هذا الوضع اللعين، تحت هذه الأجَمَة انبثق وجه مكدود، جامد الملامح والقسمات، تكسوه طبقةٌ من الشحوب كصفحة عتيقة، خط قلمُ الدهر على أعلاها سطورًا من التجاعيد والتغضنات العميقة، وخرقت فيها أصابعُه عينين غائرتين واهنتين، تسبح فيهما حدقتان باهتتان.

 

كان ساكنًا كتمثال، حتى إنه لم يكن ليمسح ذلك الرشح الذي كان يسح من أنفه الأفطس، فيغرق شاربه الكث، ويتسرب عبر شقوق شفتيه اليابستين.

 

في هذه الأثناء، كانت نسائم الخريف تتسلل لاهثة عبر الأزقة الضيقة إلى الشارع العام، حيث تحتدم في عراك من الزوابع، وتستحيل إلى رياح عاتية تصب جام حنقها على الجدران المهترئة، التي تكشَّفت قشرتها الخارجية عن حجارة مصفرة كأسنان صدئة، ويتضخم صفيرها إلى عواء شنيع تتردد أصداؤه في الأرجاء.

 

تململ الصنمُ، نفض عنه وشاحًا من الغبار كلَّلتْه به الرياح، وامتد بقامته الفارعة وعوده النحيل مغادرًا معتكفه إلى البيت.

 

بَعَجَ صمتَ الزقاق بخشخشة نعله المتهالك الذي كان يجره على الأرض بخطى وئيدة كأنما يمشي على أرض من إسفنج، وصوت احتكاك سروال الجينز الذي لم يبقَ منه سوى خيوط مهترئة تطل برؤوسها من ذلك النسيج المهلهل متطلعة إلى المزيد من الانطلاق.

 

أما (الجاكيتة)؛ فلم يبقَ منها سوى الاسم، توضعت كقشرة رقيقة على جسده الذاوي، تفصح في وضوح عن كتفين مدببتين، وبقعة من التفسخ تمتد على طول العاتقين وسط اللون الغامق، كمجرَّة التبانة في ليل حالك، وأكمام مخنوقة تقاصرت عن ذراعيه الطويلتين، تطل منهما كفاه المعروقتان.

 

لم يكن يفارق بنظرته الأرض، كأنما يبحث عن شيء ضائع، ملتصقًا بالجدار كأنما يلوذ به من شر محدق.

 

دلف إلى المنزل بخطى خرساء، تشي بحذر من أمر مخوف.

 

لم يجاوز ردهة البيت حتى صادفه يسد عليه الطريق بقامته الفارعة وجسده الضخم، يحملق فيه بعينين تتوقدان غيظًا، ويكز عن أسنان صدئة كأنه شيطان رجيم.

 

بصوت يشبه الفحيح:

• أين كنت؟

....

• لست أدري كيف تركك أبوك حيًّا إلى هذه السن؟ لا عمل، لا دراسة..

 

شده بكلتا يديه مِن ياقة سترته ودفع به عن طريقه.

• اغرب عن وجهي يا...

 

دخل غرفته، كانت غرفة باردة خالية إلا من بعض الأغراض الحقيرة؛ دولاب مهشم يخفي أشتاتًا من الأسمال، حصير بالية تناثرت على وجهها الخروق، وسرير معدني أكل الصدأ حواشيَه، تكومت عليه بطانية رقيقة ذابت حرارة ألوانها من طول ما استُعملت.

 

ألقى بجسده المتهالك على السرير، أشعل سيجارة وغرق في بحر من ذكريات الأيام المُرة...

 

كالعادة، افتتح يومه بفنجان من القهوة، وسيجارة أحرقها في أتُّون همومه المستعرة.

 

فجأة، وقعت عيناه على محفظة نقود، تركها بَعْلُ أمه مع بعض أغراضه ودخل يستحم.

 

دون تردُّد أخذها.

 

قرر أن يحطم جدار التردد، سيجرب اليوم ما كان ينهش عقله من زمن؛ لعله ينسى كما ينسى بقية الشباب من معارفه.

 

ابتاع زجاجة خمر، اختلى بنفسه في خربة من الخرب، انتزع سدادة الفلين فانبعثت منها رائحة معتقة جاست خلال المكان، معلنةً عن فرحتها الغامرة بهذا النديم الجديد.

 

التقمها، وذاب معها في قُبلة عميقة نقلته إلى عالم جديد؛ عالم وردي وادع يبتسم فيه كل شيء؛ الحجر، الشجر، الشمس، أضحى أديم الأرض أكثر طراوة، ها هو يشعر به وهو يتلقى خطواته برخاوة بالغة، أحس أنه استحال مخلوقًا آخر، يفهم كل شيء، تزقزق حوله الطيور فيرد عليها، وتنبح عليه الكلاب فيجيبها، وتعزف له الريح فيرقص على أنغام صفيرها، حتى إنه كان يناغي الذِّبَّان الذي يقع على جسده القذر بين الفينة والأخرى.

 

غمرت قلبَه شجاعة دافقة، سرى تيارها إلى سائر جسده، أضاءت عينيه الباهتتين ببريق يوحي بالثقة والصمود، وشمخ بهامته ينفض فتات الصدأ الذي كسا فقاره لطول الخضوع، وتخلص لسانه من طبقة الخرس التي كبَّلت فيه أجنحة البلاغة والبيان، فانطلق يصدح بصوت شجي غارت منه البلابل فلزمت أوكارها، وراوده شعور جارف بأنه أصبح ملكًا متوجًا على الدنيا.

 

• ما أحلى الحياة! (قال لنفسه).

 

صوت خطيب الجمعة يخرق أجواز الفضاء عبر مكبرات الصوت، وهو يصب جام لعناته على الخمرة التي أفسدت عقول الشباب وسلوكهم، ويصيح في حنق محذرًا الأولياء من مغبة أثرها على أبنائهم، ويتلو قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ ﴾ [المائدة: 91].

 

نظر بطرف عينه صوب الصوت، ونَدَّت عن شدقه ابتسامةُ سخرية وهزء، لم تلبث أنِ استحالت إلى قهقهة ملأت الفضاء.

 

بعد ساعة من الزمن كان في الزقاق يتهادى بقامته المديدة، يحملق في وجوه السابلة بعينين محمرتين، ويشوي أعراضهم بسياط من الشتائم القذرة، كانت تتدفق مع سيول لعابه من فيهِ العفن..

.

فاجأته صفعة قوية على قفاه، ترنح جسده لكنه لم يسقط، استدار...

• تَسكر يا... وبمالي؟!

 

شعر كأنه يسبح في فقاعة صمَّاءَ مظلمة، لا يرى، لا يسمع، صوته لا يبارح حنجرته، ضيقٌ شديد يبرك على صدره ويخنق رئتيه.

• لا بد من فقء هذه الفقاعة.

 

في هذه اللحظات، كان الشيطان يُسَعر نار الانتقام بكميات هائلة من الوقود، وافْتَرَّتْ وجوه الموتى عن ابتسامة صفراء؛ احتفاءً بالقادم الجديد، وأطل مارد الشر برأسه الأسود من قمقم الفتنة.

 

سحب سكينًا من جيب بنطاله الخلفي، وطعن الفقاعة.

 

وأخيرًا، طلع عليه يوم مختلف.

 

ها هو ذا ينقل بصره ذاهلاً في زنزانته المعتمة، وإذا به يرى الشيطان مقرفصًا في إحدى زواياها، ينظر إليه ويبتسم!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حلوى ملحة! (قصة)
  • آباء صغار! (قصة قصيرة)
  • دراجة يتيم (قصة)
  • عرس في بغداد (شعر)
  • ابنة الخال.. منظومة تتكرر (قصة)

مختارات من الشبكة

  • ليلة عرس (قصة)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • يوم عرسي (قصة قصيرة)(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • أحكام وليمة العرس (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • لباس المرأة في عرسها: أحكامه وضوابطه في الفقه الإسلامي (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الإسراف في وليمة العرس(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • جهزنا للعرس ولكن أهله اعتذروا(استشارة - الاستشارات)
  • حضور وليمة العرس.. احتفال بمشروع أسرة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • قافلة العرس تجمدت (قصيدة تفعيلة)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • مملكة سبأ وعرس الوطن(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • عرس قرآني ( قصيدة )(مقالة - حضارة الكلمة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 24/11/1446هـ - الساعة: 12:14
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب