• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    القيادة في عيون الراشدين... أخلاقيات تصنع
    د. مصطفى إسماعيل عبدالجواد
  •  
    حقوق الأولاد (3)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    جرعات سعادة يومية: دفتر السعادة
    سمر سمير
  •  
    التاءات الثمانية
    د. خميس عبدالهادي هدية الدروقي
  •  
    المحطة الثانية عشرة: الشجاعة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    البطالة النفسية: الوجه الخفي للتشوش الداخلي في ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حقوق الأولاد (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    مقومات نجاح الاستقرار الأسري
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    تطوير المهارات الشخصية في ضوء الشريعة الإسلامية
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    المحطة الحادية عشرة: المبادرة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية
علامة باركود

تصحيح نسبة أبيات وصفت أنها من قول الإمام الشافعي

خالد بن محمد بن إبراهيم السكران التميمي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 24/11/2012 ميلادي - 10/1/1434 هجري

الزيارات: 61440

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تصحيح نسبة أبيات وُصفت أنها من قول الإمام الشافعي - رحمه الله -


الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مَن لا نبي بعده، ثم أما بعد:

فهذا تخريج وتحقيق للأبيات الشهيرة التي نُسبَت للإمام الشافعي - رضي الله عنه - والتي اشتهرت اشتِهارًا كبيرًا في أوساط الناس بأنها له - رحمه الله.

 

والتي مطلعها:

إليكَ إلهَ الخَلق أرفَع رغبَتي
وإن كنتُ يا ذا المنِّ والجود مُجرِما

 

وواقعًا لم أقف على مَن بيَّن أمرَها، أو أوضح حالها، فلذلك استعنْت الله - سبحانه - في تحقيق نسبتِها بما ستراه - إن شاء الله - فأقول - وبالله التوفيق -:

هذه الأبيات على الصحيح الصواب فيها - بحسب ما توصَّلتُ إليه - ما هي إلا مِن نظْم أبي نواس الحسن بن هانئ استَقاها الإمام الشافعي - رضي الله عنه - واستشهَد بها وتمثَّل.

 

ومَن عرَف نظْم أبي نواس وأبياته لم يَشكَّ أنها مِن شِعره - رحمه الله - وهذا ديوانه مطبوع مليء بمثل هذه الأبيات الزُّهدية ذات طابع الندم والتوبة، وكذا أبياته المَبثوثة في بطون الكتب.

 

فمِن ذلك قول أبي نواس:

يا ربِّ إن عَظُمت ذنوبي كثرةً
فلقد علمتُ بأن عَفوك أعظم
إن كان لا يرجوك إلا مُحسِن
فبمَن يَلوذ ويَستجير المُجرِم

 

وغيرها كثير لمَن تتبَّع شِعره.

 

كيف، وقد أخبر الإمام الشافعي - رضي الله عنه - بأنه سمعها مِن أبي نواس نفسه فيما نقله عنه الربيع بن سليمان، فيما أخرجه الخطيب في "التاريخ" (8: 475) ومِن طريقه ابن عساكر في تاريخه (13: 458).

 

قال:

أخبرَنا القاضي أبو زُرعة رَوح بن محمد بن أحمد الرازي[1]، قال: أخبرَنا أبو الهيثم أحمد بن عُمر بن محمد بن شبويه المَروَزي[2] بالرِّيِّ، قال: حدثنا القاسم بن عبدالله بن مهدي[3]، قال: حدَّثَنا محمد بن هشام الرازي[4]، قال: حدَّثَنا محمد بن أحمد بن سلَمة الأنصاري[5]، قال: حدثنا الربيع بن سليمان، قال: سمعتُ الشافعي يقول: "دخلنا على أبي نُواس وهو يَجود بنفسه؛ فقلنا: ما أعددتَ لهذا اليوم؟"... فذكر الأبيات.

 

وفيما نقَله عنه أيضًا أحمد بن محمد الأُمويُّ، فيما أخرجه ابن عساكر في تاريخه (13: 458) قال:

أخبرَنا أبو الفرج الخطيب[6] في كتابه، وأخبرني أبو إسحاق الخشوعي[7] عنه، أنا مُشرَّف بن علي[8] إجازةً، أنا محمد بن الحسين[9]؛ قال: قرأت على عبدالرحمن بن عُمر المالكي[10] بمصر، نا أبو العباس محمد بن عتيق بن إسماعيل الكتاني[11]، نا عبدالعزيز بن عبدالخالق[12]، نا أحمد بن محمد الأموي[13]؛ قال: سمعتُ محمد بن إدريس الشافعي يقول: "دخلنا على أبي نواس في اليوم الذي مات فيه وهو يجود بنفسه، فقلنا له: ما أعددتَ لهذا اليوم؟..." ثم ذكَر الأبيات.

 

وسند هذَين الطريقَين وإن كانا ضعيفَين؛ بسبب جهالة بعض الرواة كما تبيَّن لك؛ لكنَّهما عَضدا بعضهما البعض في تقوية الخبر، ولو نسبيًّا، وقد أشار الإمام ابن كثير في تاريخه إلى هذا الخبر بوروده عن الربيع وغيره أيضًا؛ فقال[14]: "وقال الربيع وغيره عن الشافعي..."، فذكر الخبر، ولكني لم أقف عليه مِن غير روايَة الربيع.

 

وممَّن شكَّك في صدور هذه الأبيات من الإمام الشافعي مباشَرة:

♦ ابن عبدالبرِّ في "البهجة"[15]؛ فقال: (للحسن بن هانئ؛ وتُنسَب للشافعي - رضي الله عنهما - والله أعلم:

خَفِ الله وارجُوه لكل عَظيمة
ولا تُطع النَّفسَ اللَّجوج فتَندَما
وكن بين هاتَين مِن الخَوف والرجا
وأَبشِر بعَفو الله إن كنتَ مُسلِما

 

وفيها:

فلمَّا قسا قلبي وضاقَت مذاهبي
جعلتُ الرجا منِّي لعفوك سُلَّما

 

♦ العلامة الألوسي في تفسيره[16]؛ فقال: "ومما يُنسَب للإمام الشافعي - رضي الله عنه -..."، فذكرها.

 

وأيضًا مما يؤيِّد كَونها لأبي نواس - رحمه الله -:

♦ ما أخرجه الدينَوري في المُجالسة رقم (608) ومن طريقه ابن عساكر في التاريخ (13: 463) بسنده عن الحسن بن عبدالسلام الخطيب؛ قال: [دخلت على] دعبل الشاعر [فـ]ـسمعتُـ[ـه] يقول: كان للحسن بن هانئ خاتمان:

خاتَم فصُّه مِن عقيق مربع عليه مكتوب:

تَعاظَمني ذنبي فلما عدلتُه
بعفوك ربي كان عَفوك أعظَما

 

والآخَر حديد صينيٌّ مكتوب عليه: "لا إله إلا الله مُخلِصًا"، فأوصى عند موته أن تُقلع وتُغسل وتجعل في فيه.

 

قلتُ: ودِعْبل الخُزاعي مِن ندماء أبي نواس وأقرانه.

 

♦ وقال الأصفهاني في "الأغاني"[17]: قال محمد بن عبدالواحد: "كان الحسن بن هانئ نازلاً عليَّ فحضَره الموتُ، وكان له خاتمان..." فذكَر نحوًا مما سبَق.

 

♦ وانظر أيضًا: "عيون الأخبار" لابن قتيبة (1: 420).

 

وقد روى هذه الأبيات عن الإمام الشافعي - رضي الله عنه - أبو إبراهيم إسماعيل بن يَحيى المزني، والربيع بن سليمان - رحمهما الله تعالى.

 

حيثُ نقلها عن المزني كلٌّ مِن:

(1) أبو حاتم سهل بن محمد السَّجِسْتاني[18]؛ فيما أخرَجه الشجَري في "أماليه"؛ قال:

♦ أخبرنا أبو محمد عبدالله بن عُمر بن عبدالله بن رستة بن المهيار البَغدادي نَزيل أصفهان بقراءتي عليه؛ قال: حدَّثنا أبو علي عبدالله علي بن إبراهيم الحطوط إملاءً سنة سبع وستين وثلاثمائة؛ قال: حدَّثنا أبو بكر بن دُرَيد؛ قال: حدثنا أبو حاتم[19]؛ قال: حدَّثني المُزني؛ قال: "دخلتُ على الشافعي - رحمه الله تعالى - غداة اليوم الذي تُوفِّي فيه..." فذكَر القصة الشهيرة المعروفة، وفيها: (وأنشد).

 

(2) أبو الحسن محمد بن أحمد بن البراء[20]؛ فيما أخرجه الطائي في الأربعين (ص: 141) ومِن طريقه السبكي في الكُبرى (1: 295) والموقَّت في "العقد التليد" (ص: 270)؛ قال:

♦ أخبرنا الشيخ أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن أحمد الهرَوي الزاهِري، أخبرنا أبي، أخبرنا زاهر بن أحمد، أخبرنا أبو عَمرو بن السماك، أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن البراء، عن المُزَني؛ قال: دخلتُ على الشافعي - رضي الله عنه - في مرضه الذي مات فيه... فذكَر القصة الشهيرة المعروفة، وفيها: (وأنشد).

 

(3) أبو محمد ياسين بن محمد بن ياسين[21]؛ فيما أخرَجه الدمياطي في جزء المصافَحة؛ قال:

♦ قرأتُ على أبي الفضل مرجي بن أبي الحسن بن عبدالله بن شقيرة القزَّاز المصري الواسطي - قدم علينا القاهِرة تاجرًا فتركتُه حيًّا [وكان][22] بالعراق يُقرئ القرآن بواسط في سنة [خمسين وستمائة] - قلتُ له: أخبرَك أبو طالب محمد بن علي بن أحمد بن الكتاني المُحتسب بواسط في رجب سنة سبع وثمانين وخمسمائة فأقرَّ به، أخبرَنا أبو سعد عبدالجليل بن محمد بن الحسن النشاوي في كتابه وذلك في جمادى الآخِرة سنة اثنين وسبعين وخمسمائة، أخبرنا أبو القاسم خلَف بن الحوفي - هو ابن أحمد بن الفضل - حدَّثنا القاضي أبو الحسن علي بن محمد الحلبي إملاءً، حدثنا أبو عمرو عثمان بن محمد بن شاذان، قال: حدثني محمد بن عثمان، قال: حدثني أبو محمد ياسين بن محمد بن ياسين، حدثنا المزني - وهو إسماعيل بن يَحيى أبو إبراهيم - قال: دخلتُ على الشافعي - رضي الله عنه - في اليوم الذي ماتَ فيه... فذكر القصة الشهيرة المعروفة، وفيها: (وأنشأ).

 

(4) محمد بن عبدالرحيم بن عبدالله[23]؛ فيما أخرجه ابن الجوزي في تاريخه (10: 138) قال: أخبرَنا إسماعيل بن أحمد؛ قال: أخبرنا حمد بن أحمد؛ قال: أخبرنا أبو نعيم [الأصبهاني]؛ قال:

♦ حدَّثنا محمد بن إبراهيم[24]؛ قال: سمعت محمد بن عبدالرحيم بن عبدالله يَحكي عن المُزني؛ قال: دخلتُ على الشافعي في عِلَّته التي ماتَ فيها... فذكر القصة الشهيرة المعروفة، وفيها: (وأنشأ).

 

♦ وأخرَجه عنه الدمياطي في جزء المصافَحة؛ قال: أخبَرَنا أعلى مِن هذا بدرجتَين الحافظ أبو الحجاج يوسف بن خليل الدِّمَشقي - رحمه الله - بقراءتي عليه في "الحِلية"[25] لأبي نعيم، أخبرنا أبو المَكارم أحمد بن محمد بن محمد اللبان، عن أبي علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد، أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبدالله بن أحمد الأصبهاني الحافظ؛ قال: أخبرنا محمد بن إبراهيم؛ قال: سمعتُ محمد بن عبدالرحيم بن عبدالله بن يحيى[26]، عن المزني؛ قال: دخلتُ على الشافعي - رضي الله عنه - في عِلَّته التي مات فيها... فذكر القصة الشهيرة المعروفة، وفيها: (وأنشأ).

 

(5) فقير بن مسكين[27]؛ فيما أخرَجه المسعودي في "المروج" (2: 46)؛ قال:

♦ حدَّثني فقير بن مسكين، عن المزني بهذا، وكان فقيرُ يحدِّث عن المزني، وكان سماعنا مِن فقير بن مسكين بمدينة أسوان بصعيد مصر؛ قال: قال المزني: "دخلت على الشافعي غداة وفاته..."، فذكر القصة الشهيرة المعروفة، وفيها: (وأنشأ).

 

(6) أبو محمد لؤلؤ الخادِم مولى خُمارَويه[28]؛ فيما أخرجه ابن عساكر في تاريخه (50: 331)؛ قال:

♦ أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني إذنًا، أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي بن عبدالصمد اللباد وأبو بكر محمد بن علي بن محمد الحداد إجازةً؛ قالا: أنبأنا تمَّام بن محمد، أنبأنا أبي، أخبرني أبو محمد لؤلؤ الخادم مولى خُمارَويه بن أحمد بن طولون المِصري بدِمَشق، عن المزني؛ قال: "دخلت على الشافعي في اليوم الذي مات فيه..."، فذكر القصة الشهيرة المعروفة، وفيها: (وأنشأ).

 

(7) محمد بن إسحاق بن خُزيمة[29]؛ فيما أخرجه ابن عساكر في تاريخه (50: 331)؛ قال:

♦ أخبرتنا بهذه الحكاية أعلى مِن هذا وأتمُّ؛ أمُّ البهاء فاطمة بنت محمد بن البغدادي؛ قالت: أنبأنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمد، أنبأنا أبو محمد عبدالله بن أحمد بن محمد الرُّومي؛ قال: سمعت محمد بن إسحاق بن خزيمة[30]؛ يقول: سمعتُ إسماعيل بن يَحيى المزني؛ قال: "دخلت على محمد بن إدريس الشافعي في مرضه الذي مات فيه..." فذكر القصة الشهيرة المعروفة، وفيها: (وأنشأ).

 

♦ وقال أيضًا؛ "تاريخ دمشق" لابن عساكر (51: 429): أخبرَنا أبو محمد السيدي وأبو المظفَّر بن القشيري؛ قالا: أنبأنا سعيد بن محمد بن أحمد البحيري؛ قال: سمعتُ، (ح) وأخبرنا أبو عبدالله الخلال، أنبأنا أبو عثمان العيار؛ قال: سمعتُ أبا محمد عبدالله بن أحمد بن محمد الصيرفي يقول: سمعتُ محمد بن إسحاق بن خزيمة[31] يقول: سمعتُ إسماعيل بن يَحيى المزني؛ قال: "دخلتُ على محمد بن إدريس الشافعي في مرضِه الذي ماتَ فيه..."، فذكر القصة الشهيرة المعروفة، وفيها: (وأنشأ).

 

(7) أبو عبدالله أحمد بن محمد بن شاكر[32]؛ فيما أخرجه ابن عساكر في تاريخه (51: 430)؛ قال:

♦ أخبرنا أبو الفضل محمد بن حمزة بن إبراهيم القرائي، أنبأنا والدي الشيخ العالم أبو يعلى حمزة بن إبراهيم، حدثنا الشيخ إسماعيل بن موسى البقلي، حدثنا الشيخ أبو بكر محمد بن نصر، حدَّثنا أبو بكر محمد بن أحمد الخطيب؛ قال: سمعت أبا عبدالله أحمد بن محمد بن شاكر؛ قال: سمعت المزني؛ قال: "دخلتُ على الشافعي عند وفاته..."، فذكر القصة الشهيرة المعروفة وفيها زيادة"، وفيها: (وأنشأ).

 

(♦♦) ونقَلها عن الربيع؛ أبو بكر محمد بن أبي يعقوب الدينَوري[33]؛ فيما أخرجه السلفي في الجزء (31) مِن المشيَخة البغدادية؛ قال: أخبَرنا الشيخ أبو الحسين بن الطُّيُوري بقراءة عبدالوهاب بن المبارَك الأنماطي عليه، وبقراءتي أيضًا ثانيًا؛ أنا أبو الحسين بن الطيُوري العتيقي، أنا أبو عبدالله بن حمدان - هو ابن بطة - نا أبو بكر محمد بن أبي يَعقوب الدينَوري؛ قال: سمعتُ الربيع بن سليمان، يقول: سمعتُ الشافعي يتمثَّل بهذه الأبيات، فذكَرها.

 

والناظر في صِيَغ نسبة الأبيات وأسانيد روايتها يجد الاختِلاف والتبايُن فيها؛ فأنت تجد: (أنشد)، (أنشأ)، (تمثَّل)، ولو نظرنا في أصحِّ طريق وصلَتنا به الأبيات عن المزني وجدت أن لفظتَه فيه؛ هي (أنشد)، وهذا يضعف ويُبعد أن تكون قد صدرَت من الإمام الشافعي ابتداءً، خاصَّة إذا عضدناها برواية الربيع - رغْم ضعفِها.

 

كل هذا جعلني أُحقِّق أن هذه الأبيات لا تصح نسبتها للإمام الشافعي - رضي الله عنه - إنما هي لأبي نواس - رحمه الله - تمثَّل بها الإمام حين راقَت له وأتَتْ مُناسَبتُها، والله أعلم.

 

وها هي الأبيات:


إليك - إله الخلق - أرفع رغبتي
وإن كنتُ - يا ذا المنِّ والجود - مجرما
ولَّما قسا قَلبي، وضاقَت مَذاهِبي
جَعَلْتُ الرَّجَا مِنِّي لِعَفْوِكَ سُلَّمَا
تعاظَمَني ذنبي فلَّما قرنتهُ
بعفوكَ ربي كانَ عفْوكَ أعظَما
فَمَا زِلْتَ ذَا عَفْوٍ عَنِ الذَّنْبِ، لَمْ تَزَلْ
تَجُودُ وَتَعْفُو مِنَّةً وَتَكَرُّمَا
فلولاكَ لم يَصمُد لإبليسَ عابدٌ
فكيفَ وقد أغوىَ صفيَّكَ آدَما
فيا ليتَ شِعري هل أصير لجنةٍ
أهنَّا وأما للسعير فأندَما
فإن تعفُ عني تعفُ عن متمرِّدٍ
ظَلُومٍ غَشُومٍ لا يُزايلُ مأثَما
وإن تنتقِمْ مني فلستُ بآيسٍ
ولو أدخَلوا نفسي بجُرْم جهنَّما
فَللَّهِ دَرُّ الْعَارِفِ النَّدْبِ إنَّهُ
تفيض لِفَرْطِ الْوَجْدِ أجفانُهُ دَما
يُقِيمُ إذَا مَا الليلُ مَدَّ ظَلاَمَهُ
على نفسهِ مِن شدَّة الخوفِ مأتَما
فَصِيحًا إِذَا مَا كَانَ فِي ذِكْرِ رَبِّهِ
وَفِي مَا سِواهُ فِي الوَرى كَانَ أَعْجَمَا
ويذكرُ أيامًا مضَت مِن شبابهِ
وَمَا كَانَ فِيهَا بِالجَهالَةِ أَجْرَمَا
فَصَارَ قَرِينَ الهَمِّ طُولَ نَهارِهِ
أخا السُّهدِ والنَّجوى إذا الليلُ أظلَما
يَقُولُ حَبيبي أَنْتَ سُؤْلِي وَبُغْيَتِي
كفى بكَ للراجينَ سؤلاً ومغنَما
ألستَ الذي غذَّيتني وهدَيتَني
ولا زِلْتَ مَنَّانًا عَلَيَّ وَمُنْعِمَا
عَسَى مَن لَهُ الإِحْسانُ يَغْفِرُ زَلَّتي
ويسترُ أوزاري وما قد تقدَّما


[1] قاضي أصبهان، صدوق، حسَن الحديث.

[2] ويقال أبو القاسم، وقد تحرَّفت في الطبعتين نسبة (شبويه)، لم أقف له على جرح أو تعديل، ومحلُّه الصِّدق - إن شاء الله.

[3] قاضي الطف، اتُّهم بلا بُرهان، والصواب أنه صدوق حسن الحديث على قِلته.

[4] لم أقف له على ترجمة له، ولم أَعرِف مَن هو.

[5] مجهول الحال، لم أَعرِفه.

[6] غيث بن علي بن عبدالسلام الأرمنازي، خطيب صور: (ثِقَة فاضِل).

[7] إبراهيم بن طاهر بن بركات الخشوعي: (ثقة فاضل).

[8] المشرف بن علي بن الخضر المصري التمّار (ثقة فاضل).

[9] محمد بن الحسين بن محمد بن خلف الفراء، أبو حازم: (ثقة فاضل).

[10] عبدالرحمن بن عمر بن محمد بن سعيد الكندي المالكي المصري المعدل: (ثقة فاضل).

[11] لم أعرفه، ولم أقف له على ترجمة.

[12] أبو عمر الكتاني: (مقبول).

[13] أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبدالعزيز بن رباح المؤدِّب الأموي المعروف بأبي الرقراق: (صدوق).

[14] "البداية والنهاية"، طبعة هجَر (14: 82).

[15] "بهجة المجالس" (ص: 82).

[16] "روح المعاني" (5: 66).

[17] في أخبار أبي نُواس.

[18] صدوق، والسند إليه ضَعيف.

[19] هكذا بلا نِسبة، فتأمَّلْ.

[20] ثقة، والسند إليه حسن، وهو أصحُّ ما ورَد عن المزني.

[21] لم أعرفه، والسنَد إليه ضَعيف.

[22] في المصدر (أو كنت) ولعلَّ الصواب ما أثبته.

[23] لم أعرفه، والسند إليه ضعيف.

[24] يَروي أبو نعيم عن (محمد بن إبراهيم) بهذا الاسم هكذا ما يُقارِب الثلاثة رُواة على الأقل.

[25] لم أقف عليه في "الحلية" إطلاقًا.

[26] قِف على هذا الاختِلاف؛ في "المنتظم" (يحكي)؛ وهنا (يحيى).

[27] مجهول الحال والعين، لم أقف له على ترجمة، والراوي عنه مُتفرِّدًا بذلك المسعودي الإخباري.

[28] لم أقف له على جرح أو تعديل، والسند إليه حسن.

[29] هكذا في المطبوعة أنه (ابن خزيمة)، وأنا أشك في صحة هذه النسبة جدًّا، بل أجزم بعدم صحَّتها، وإنما هو (محمد بن إسحاق بن إبراهيم السراج) فإن عبدالله الرومي لا يَروي إلا عنه، ورواية أبو عثمان سعيد العيار عنه تفرَّدت بها أم البَهاء فاطمة بنت محمد البغدادية؛ تكاد تكون نسخة، فتنبَّه.

والسراج ثِقة؛ لكن السند إليه ضعيف جدًّا فيه العيار وشيخه الرومي، وما أظنُّ آفتَه إلا العيار لا تَعدوه، على ضعف الرومي أيضًا.

[30] انظر: الحاشية السابقة.

[31] انظر: الحاشية السابقة.

[32] الزنجاني: (صدوق)، والسند إليه ضعيف مُسلسَل بالمَجاهيل.

[33] متكلَّم فيه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • موقف الإمام الشافعي من مدرسة العراق
  • الفكر المقاصدي عند الإمام الشافعي
  • خطأ القول بأن الإمام الشافعي غير مذهبه في مصر مراعاة للعوائد والبيئة المصرية
  • الوعي الصحي عند الإمام الشافعي
  • صحح نسختك (1)

مختارات من الشبكة

  • نسبة القول أو الفعل إلى الله تعالى وهو قول أو فعل الملائكة بأمره(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من عبقرية الإمام أحمد في قوله "الحكم الشرعي خطاب الشرع وقوله"(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • النهي عن قول المملوك: ربي وربتي وقول السيد: عبدي وأمتي ونحوهما(مقالة - آفاق الشريعة)
  • رقية المريض بقول: باسم الله أَرقيك، وقول: باسم الله يبريك(مقالة - آفاق الشريعة)
  • القول الأكمل في معنى قول الناس غدا أجمل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • قرة العيون بإشراقات قوله تعالى {إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون}(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • قول على قول (قصيدة تفعيلة)(مقالة - موقع أ. محمود مفلح)
  • تفسير قوله تعالى: {فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم...}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • القول في صفات الله تعالى كالقول في ذاته(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
2- جهود مباركة
محمود نسيرة - مصر 22-01-2023 10:55 AM

عمل رائع ومتقن؛ بارك الله جهودكم الطيبة، وجزاكم الله خيرًا ونفع بكم.

1- مشكور
تناهيد الروح - السعودية 27-11-2012 11:56 PM

الله يعطيك العافية
ويجعل مافعلته في ميزان حسناتك

تقبل مروري

لك خالص ودي واحترامي

تناهيد

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 23/11/1446هـ - الساعة: 18:47
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب