• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الدعاء للأبناء سنة الأنبياء
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    إدمان متابعة المشاهير
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    الإعاقات الحسية
    سلامة إبراهيم محمد دربالة النمر
  •  
    الإهمال في تربية الطفل وكيفية علاجه من المنظور ...
    مازن أيمن عبدالإله محمد شتا
  •  
    إدمان الوجبات السريعة
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    التربية النبوية منهج حياة
    أحمد محمد القزعل
  •  
    استخدام الألعاب اللغوية بين الوعي وسوء الفهم
    محمد عبدالله الجالي
  •  
    الإعاقة الجسدية
    سلامة إبراهيم محمد دربالة النمر
  •  
    أثر النية الحسنة في الأعمال
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    ما فوائد النجاح؟
    أسامة طبش
  •  
    كيف تختار زوجة أو زوجا لحياة سعيدة في المغرب؟ ...
    بدر شاشا
  •  
    كيف كانت تربينا أمي بدون إنترنت؟
    آية عاطف عويس
  •  
    فخ أكاذيب التنمية البشرية
    سمر سمير
  •  
    إدمان العادة السرية
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    تأخر الزواج بين الفطرة والواقع: معضلة تبحث عن
    سيد السقا
  •  
    المبادرة حياة والتسويف موت بطيء
    سمية صبري
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي
علامة باركود

التحليل الدلالي ونظرية السياق (PDF)

د. أحمد محمود الخضري

عدد الصفحات:15
عدد المجلدات:1

تاريخ الإضافة: 6/12/2025 ميلادي - 16/6/1447 هجري

الزيارات: 489

 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تحميل ملف الكتاب

التحليل الدلالي ونظرية السياق

 

توطئة:

تعد معالجة المعنى من أصعب القضايا اللغوية، وأكثرها تعقيدا؛ وذلك لعدة اعتبارات منها: التغيرات الدلالية التي تصيب الألفاظ مفردة كانت أو مركبة في سياقات مختلفة أو داخل النص وانتقالها من مجال إلى مجال آخر، وما تكتنزه من حمولة اجتماعية وثقافية[1] وقد ظهرت بعض النظريات المتعددة التى تناولت المعنى وعنيت بدراسته وتحليله، ويراد بالتحليل الدلالي: " بيان مكونات المعنى ووصفه بطريقة علمية منهجية لا تخضع للانطباعات الشخصية" [2]، ويذهب د/على إبراهيم إلى أن المراد بنظريات التحليل الدلالي تلك " النظم التي تستخدم في دراسة العلاقات بين الكلمات، أو النظم المستخدمة في بيان مكونات المعنى ووصفه "[3].


وفي الأسطر القادمة سوف أسلط الضوء على أحد أهم نظريات التحليل الدلالي وهى نظرية السياق؛ لما امتازت به من كونها " تمثل منهجا علميا موضوعيا يقوم على التعامل المباشر مع اللغة بمستوياتها المختلفة، وربط هذا التعامل بمستعمل اللغة والجوانب الخارجية المؤثرة في عملية الفهم "[4].


نظرية السياق (theory of meaning):

تعد نظرية السياق من أهم النظريات التي تناولت المعنى وعنيت بتحليله، وكان لها النصيب الأوفر من التنقيب والبحث سواء في الموروث العربي، أو الدراسات اللغوية الحديثة العربية، أو الغربية؛ لما للسياق من أهمية كبيرة في الكشف عن المعنى وتوجيهه وبيان المراد من الكلمة أو العبارة " فمعظم الكلمات من حيث هي وحدات معجمية تحتمل أكثر من معنى واحد، والذي يحدد هذه المعاني ويفصلها هو: السياق الذي يرد فيه النص، لذلك نلاحظ أن اللغويين يصفون المعنى المعجمي للكلمة بأنه متعدد، ويحتمل أكثر من معنى واحد، في حين يصفون المعنى السياقي لها بأنه واحد ولا يحتمل غير معنى واحد"[5].


المفهوم اللغوي والاصطلاحي للسياق.

أ ـــ السياق في دائرة اللغة.

تعود كلمة السياق إلى الجذر اللغوي ( س و ق) وبالكشف عن هذا الجذر ومشتقاته في المعجم العربي يلاحظ أنه يدور حول: التتابع والتوالي، يقول الأزهري: "وتَسَاوَقَتِ الإبلُ تَسَاوُقاً: إِذا تتابعتْ "[6]، وصرح ابن فارس في مقاييسه أن: "السِّينُ وَالْوَاوُ وَالْقَافُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ حَدْوُ الشَّيْءِ. يُقَالُ سَاقَهُ يَسُوقُهُ سَوْقًا. وَالسَّيِّقَةُ: مَا اسْتِيقَ مِنَ الدَّوَابِّ "[7]، وذكر الزمخشري أن من المجاز قولنا " هو يسوق الحديث أحسن سياق، وإليك يساق الحديث، وهذا الكلام مساقة إلى كذا، وجئتك بالحديث على سوقه: على سرده "[8]، وجاء في المعجم الوسيط " وساق فلانا...حثه من خلفه على السير، ويقال ساق الله إليه خيرا ونحوه.. بعثه وأرسله وساق الحديث: سرده وسلسله، وإليك يساق الحديث: يوجه، والمهر إلى المرأة أرسله وحمله إليها... والسياق: المهر، وسياق الكلام تتابعه وأسلوبه الذي يجري عليه"[9].


من النصوص السابقة يتجلى لنا أن المعنى اللغوي للسياق هو: التتابع على نظام واحد، وهذا التتابع لا يكون فيه انقطاع ولا انفصال، وأن العلامة الزمخشري قد جعل سياق الكلام من قبيل المجاز، كما يدل أصل مادة ( س و ق ) على التتابع والتسلسل ولحوق شيء بشيء آخر، واتصاله به، كما يعنى الارتباط والانتظام:

ب ـــ السياق في دائرة الاصطلاح.

وأما السياق في اصطلاح اللغويين فهو " ما يتلو المفردة التي يراد بيان معناها، أو يتقدمها من عبارات، تقضي إما ببيان معناها، أو بتحديد المعنى المراد من معانيها"[10]، أو هو " المحيط اللغوى الذي تقع فيه الوحدة اللغوية، سواء أكانت كلمة، أو جملة في إطار من العناصر اللغوية أو غير اللغوية "[11].


كما عرفه أحد الباحثين بأنه " إطار عام تنتظم فيه عناصر النص ووحداته اللغوية ومقياس تتصل بواسطته الجمل فيما بينها وتترابط، وبيئة لغوية وتداولية، ترعى مجموع العناصر المعرفية التي يقدمها النص للقارئ، ويضبط السياق حركات الإحالة بين عناصر النص، فلا يفهم معنى أو جملة إلا بوصلها بالتي قبلها أو بالتي بعدها داخل إطار السياق "[12].


ويرى أولمان أن السياق هو " النظم اللفظي للكلمة وموقعها من ذلك النظم... وكل ما يتصل بالكلمة من ظروف وملابسات، والعناصر غير اللغوية المتعلقة بالمقام "[13].


وبالعودة إلى دلالة السياق اللغوية يتبين لنا وجود تشابه بينها وبين دلالته الاصطلاحية، حيث إن في اللغة تتابعا للألفاظ والجمل، الواحدة منها وراء السابقة وقبل اللاحقة وفق تنظيم محكم، وتحيط بها ملابسات خارجية تحدد معانيها بدقة.


أنواع السياق:

كان للاهتمام الذي حظى به السياق دوره في تقعيد النظرية السياقية وتوضيح تفصيلاتها، ووضع منهجية لها، ففصل العلماء في أنوع السياق وصنفه بعضهم إلى ما يأتي:

1ـــ السياق اللغوي.

ويقصد به تلك " البيئة اللغوية التي تحيط بصوت، أو فونيم، أو مورفيم، أو كلمة أو عبارة، أو جملة"[14] و" يتمثل في العلاقات الصوتية، والفونولوجية، والمورفولوجية، والنحوية، والدلالية، كما يشمل ترتيب الوحدات داخل الجمل وعلاقاتها"[15].


ومن أمثلة ذلك: كلمة (حسن) والتي تقع في سياقات لغوية متنوعة، وبالتالي فمعناها يتعدد يتبعا لتعدد السياقات التي تقع فيها، فإذا وردت في سياق لغوي مع رجل فإنها تعنى حينئذ الناحية الخلقية، وإذا وردت وصفا لطبيب مثلا، فإنها تعنى التفوق في الأداء، وإذا وردت وصفا للمقادير كان معناها الصفاء والنقاء وهكذا[16].


ويشمل السياق اللغوي: المصاحبات اللغوية، أو المتلازمات اللفظية، والتي تعرف بأنها " الارتباط المعتاد لكلمة ما في اللغة بكلمات أخرى معينة "[17] أي: " إمكانية معرفة الكلمة من خلال قرينتها"[18] ومن أمثلة ذلك: ارتباط كلمة منصهر مع مجموعة الكلمات: حديد، نحاس، ذهب. . . ولكن ليس مع كلمة جلد مطلقا [19].


وتتجلى قيمة السياق اللغوي في أنه " يوضح كثيرا من العلاقات الدلالية عندما يستخدم مقياسا لبيان الترادف، أو الاشتراك، أو العموم أو الخصوص، أو الفروق، فالمعنى الذي يقدمه المعجم عادة هو معنى متعدد وعام ويتصف بالاحتمال، على حين أن المعنى الذي يقدمه السياق ـــ ولا سيما اللغوي ــــ هو معنى معين له حدود واضحة وسمات محددة غير قابلة للتعدد أو الاشتراك، أو التعميم "[20].


2ـــ سياق الموقف، أو الحال، أو المقام.

عرف هذا النوع من أنواع السياق بأنه " الموقف الخارجي الذي جرى فيه التفاهم بين شخصين أو أكثر، ويشمل ذلك زمن المحادثة ومكانها والعلاقة بين المتحادثين، والقيم المشتركة بينهما، والكلام السابق للمحادثة" [21]، أو هو " كل ما يحيط باللفظ من ظروف تتصل بالمكان، أو المتكلم، أو المخاطب فتعطى اللفظ دلالته، وتوجهها باتجاه معين"[22].


فهو إذا مجموعة العوامل والعناصر المحيطة بالنص من خارجه، والتي تعين على فهمه وتفسيره، وقد مثل له أحد المحدثين بلفظ (يرحم) الذي يستعمل في مقام تشميت العاطس فتقول له: يرحمك الله، بالبدء بالفعل، والمقصود به: طلب الرحمة في الدنيا، أما في مقام الترحم بعد الموت فتقول: الله يرحمه، بالبدء بالاسم، فيكون المقصود به طلب الرحمة في الآخرة، وقد دل على هذا سياق الموقف[23]


3ـــ السياق الاجتماعي أو الثقافي:

ويقصد به: المحيط الاجتماعي والثقافي الذي تستعمل فيه الكلمة، بمعنى أن الثقافة لها دور هام في تحديد المدلول[24] أو هو "السياق الذي يكشف عن المعنى الاجتماعي، ذلك المعنى الذي توحي به الكلمة أو الجملة، والمرتبط بحضارة معينة، أو مجتمع معين"[25] فاختلاف البيئات الثقافية في المجتمع يؤدي إلى اختلاف دلالة الكلمة من بيئة إلى أخرى [26].


ومن أمثلة هذا النوع من السياق " كلمة (عقيلته) تعد في العربية المعاصرة علامة على الطبقة الاجتماعية المتميزة بالنسبة لكلمة زوجته مثلا، وكلمة (جذر) لها معنى عند المزارع، ومعنى ثان عند اللغوي، وثالث عند عالم الرياضيات"[27].


4ـــ السياق العاطفي:

ويراد به "مجموعة المشاعر والانفعالات التي حملها معاني الألفاظ، والتي تتفاوت ــــ كثرة وقلة ــــ في هذه الألفاظ"[28] ويتجلى دوره في كونه " يحدد درجة القوة والضعف في الانفعال؛ مما يقتضي تأكيدا، أو مبالغة، أو اعتدالا. . . فكلمة ( يكره) غير كلمة يبغض رغم اشتراكهما في أصل المعنى"[29] ذلك أننا "نلمس شعورا بالنفور والكراهية أشد في الفعل يبغض منه في الفعل يكره، مما يجعل كلا منهما في سياق لا تكون فيه الأخرى "[30].


هذه هى الشعب الأربعة التي اقترحها أحد اللغويين الغربيين، وهوk. ammer، كأنواع أو أقسام للسياق [31] وهذه التقسيم كان عرضة للنقد من البعض[32]، ويرى ( فيرث) أن السياق ينقسم إلى نوعين فقط هما:

أ ـــ السياق اللغوي

ب ـــ السياق الخارجي، أو سياق الحال[33].


وهناك من ذهب إلى القول بأن السياق يمكن تقسيمه إلى ثلاثة أنواع هى:

1ـــ السياق المباشر: وتستعمل الكلمة فيه لتحديد هوية الشيء في البيئة المباشرة.


2ـــ السياق غير المباشر: وتستعمل فيه الكلمة للحديث عن مدلولات غير حاضرة


3ـــ السياق المحول: وهو السياق الذي تتحول فيه الكلمات من حالة إلى أخرى كأن تصف الأرض بأنها فقيرة أو غنية، أي: الاستعمال المجازي للكلمات، والذي تعرفه جميع اللغات، وإن كانت تختلف في أساليب تعبيراتها المجازية [34].


نظرية السياق بين القدامى والمحدثين:

لقد اهتدى علماء العرب القدامى ــــ منذ وقت مبكر ــــ على اختلاف مشاربهم المعرفية واهتماماتهم العلمية إلى معرفة السياق، والكشف عن أثره وأهميته في تحديد الدلالة، وبيان المعنى المراد، بما لم يزد عليه المعاصرون إلا ترتيبا وتصنيفا، أما الإطار العام للسياق وملابساته فقد كان لهم فضل السبق والريادة[35].


وقد تصدى بعض الباحثين إلى بيان مظاهر عناية علماء العرب الأوائل من: لغويين، وفقهاء، ومفسرين، وشراح حديث، وغيرهم بالسياق، وأهميته تنظيرا وتطبيقا[36]، مما يدل على وعيهم التام بالسياق وأنواعه، والدور الذي يؤديه في بيان المراد من اللفظ أو العبارة.


ويمكن تلخيص أسس النظرية السياقية عند المتقدمين من علماء العرب فيما يأتي:

1) يعد اللغويون العرب ( الجملة ) هى وحدة التحليل الدلالي.

2) مراعاة السياق اللغوي عند تحديد المعنى المراد من الوحدة اللغوية.

3) مراعاة المقام أو السياق الخارجي.

4) مراعاة قيود التوارد.

5) مراعاة جميع الوظائف التي تنهض بها الوحدات اللغوية[37].


وفي العصر الحديث حظيت نظرية السياق في الدراسات اللغوية الحديثة بعناية خاصة من لغويي الغرب، وشغلت حيزا واسعا من دراساتهم، حيث بدأت ملامح النظرية السياقية تتشكل منذ أوائل القرن العشرين، إذ نبه فندريس إلى أهمية السياق في تحليل النصوص الأدبية، لكن جهوده انصبت على الجانب الخاص بالتركيب اللغوي( العناصر اللغوية) ولم يعن كثيرا بالجانب الاجتماعي للمعنى، وهو ما يفهم من قوله: "الذي يعين قيمة الكلمة في كل الحالات إنما هو السياق، إذ أن الكلمة توجد في كل مرة تستعمل فيها في جو يحدد معناها تحديدا دقيقا، والسياق هو الذي يفرض قيمة واحدة بعينها على الكلمة بالرغم من المعاني المتنوعة التي في وسعها أن تدل عليها، والسياق أيضا هو الذي يخلص الكلمة من الدلالات الماضية التي تدعها الذاكرة تتراكم عليها، وهو الذي يخلق لها قيمة حضورية"[38].


ويعد عالم اللغة البريطاني firth ( فيرث) مؤسس المدرسة الاجتماعية لدراسة اللغة في انجلترا، رائد نظرية السياق، وزعيمها، والمؤسس الحقيقي لها، فلقد توسع هذا العالم في معالجة النظرية، حتى أصبحت نظرية لغوية متكاملة، عالج من خلالها جميع الظروف اللغوية لتحديد المعنى، مؤمنا بأن معنى الكلمة لا ينكشف إلا من خلال وضعها في سياقات مختلفة[39]، وقد تأثر في نظريته السياقية بآراء عالم الأنثروبولوجيا البولندي malinowisky ( مالينوفسكي) الذي كان يرى أن اللغة نوعا من السلوك وضربا من ضروب العمل، وقد توصل إلى ذلك نتيجة العديد من الصعوبات التي صادفته في ترجمة بعض آداب الشعوب البدائية، ووجد من الضروري وضع الكلمات في سياقها الذي استخدمت فيه[40].


الأسس الجوهرية للنظرية السياقية عند فيرث:

تعتمد النظرية السياقية عند فيرث على عدة أسس منها:

1ـــ النظر بالتساوي إلى كل من:

◘ السياق اللغوي، وسياق الموقف في عملية التحليل اللغوي.


◘ كل عناصر السياق اللغوي، صوتية كانت، أو صرفية، أو نحوية، أو معجمية، أو دلالية.


2ــــ الرفض المطلق لما يسمى بالوظيفة الأساسية؛ لأن كل وظيفة تؤدى هى وظيفة أساسية في المقام الذي قيلت فيه.


3ـــ ليست اللغة نظاما شكليا فحسب؛ وإنما هى جزء من النتاج الاجتماعي.


4ـــ وحدة الاستخدام اللغوي الأساسية هى: الجملة.


5ـــ المعنى ذو طبيعة متغيرة؛ لارتباطه بالكلام الفعلي.


وفيما يتعلق بالسياق اللغوي، فقد أضاف فيرث إلى عناصر تحليل هذا السياق ما يعرف باسم " الرصف"، أو " النظم"[41] ويراد به " الارتباط الاعتيادي لكلمة ما في لغة ما بكلمات أخرى معينة، أو هو استعمال وحدتين معجميتين منفصلتين، استعمالهما عادة مرتبطتين الواحد بالأخرى، وذلك كارتباط (منصهر) مثلا بمجموعة الكلمات: حديد، نحاس، ذهب، فضة، ولكن ليس مع جلد مطلقا"[42].


أما المحدثون من علماء العربية، فيظهر في كتاباتهم تأثرهم في تناول السياق بنظرية فيرث، ومنهم: د/ تمام حسان، د/ كمال بشر، د/ محمود السعران، د/ أحمد مختار عمر. . . وغيرهم، ويبدوا ذلك واضحا في مؤلفاتهم[43]" فقد استفاد اللغويون المعاصرون من هذه النظرية سواء بالتتلمذ على يد فيرث، أو مؤلفاته، أو تلاميذه، ويبقى الفارق بين جهود القدماء والمعاصرين، أن المعاصرين صاغوا هذه الأفكار والآراء في نظرية علمية متكاملة، أما الأقدمون فترى آرائهم مبثوثة ومتناثرة بين كتاباته[44]


مميزات النظرية:

نظرية السياق واحدة من أفضل النظريات اللغوية في تفسير وتحليل المعنى، ويتضح ذلك من خلال ما يلي:

1ـــ تعد نظرية السياق بمثابة حجر الأساس في علم المعنى، فقد قادت بالفعل إلى الحصول على مجموعة من النتائج الباهرة، إذ أحدثت ثورة في طرق التحليل الأدبي، وقدمت وسائل فنية حديثة لتحديد معاني الكلمات، كما قامت بوضع مقاييس لشرح الكلمات وتوضيحها عن طريق التمسك بما سماه فيرث ( ترتيب الحقائق في سلسلة من السياقات) أي: سياقات كل واحد منها ينضوي تحت سياق آخر، ولكل واحد منها وظيفة بنفسه، وهو عضو في سياق أكبر، وفي كل السياقات الأخرى[45]


2ـــ تعنى هذه النظرية ببيان الخصائص النحوية والصرفية، وتستخدمها في تحديد السياقات التي تقع فيها الكلمة.


3ـــ أنها لا تعتبر الجملة كاملة المعنى إلا إذا صيغت طبقا لقواعد النحو، وراعت توافق الوقوع بين مفردات الجملة، وتقبلها أبناء اللغة وفسروها تفسيرا ملائما.


4ـــ تساهم في تحديد مجالات الترابط والانتظام لكل كلمة، مما يعنى تحديد استعمالات هذه الكلمة في اللغة، وتحديد هذه المجالات يساعد على كشف بين ما يعد ترادفا في اللغة[46].


المآخذ التي وجهت إليها:

مهما كان لهذه النظرية من مزايا، فهى كغيرها من النظريات اللغوية، لها ما لها وعليها ما عليها، ويمكن إجمال بعض المآخذ والنقود التي وجهت إليها في النقاط التالية:

1ــ لم يقدم (فيرث) نظرية شاملة للتركيب اللغوي، واكتفى بتقديم نظرية للسيمانتك، مع أن المعنى يجب أن يعتبر مركبا من العلاقات السياقية، والأصوات، والنحو، والمعجم، والدلالة.


2ـــ كان فيرث مبالغا ـــ إلى حد كبير ـــ حينما أعطى ثقلا زائدا لفكرة السياق.


3ــ منهج هذه النظرية لا يفيد من تصادفه كلمة ما، عجز السياق عن إيضاح معناها؛ لأنه حينئذ لن يفيد شيئا أن تقول له إن هذه الكلمة ترد في السياقات الآتية. . . ولكنه يفيد الباحث الذي يريد أن يتتبع استعمالات الكلمة الواحدة، واستخداماتها العلمية في التعبيرات المختلفة[47].



[1]ينظر: من نظريات التحليل الدلالي في التراث العربي: د/ حلام الجيلالي، ص301.

[2]في الدلالة اللغوية: د/ عبد الفتاح البركاوي، ص45.

[3] في التحليل الدلالي دراسة تطبيقية على الفصحي المعاصرة: د/ على إيراهيم محمد، ص 6، 7.

[4]علم الدلالة بين النظرية والتطبيق: د/ هويدى شعبان هويدي، ص136.

[5]منهج البحث اللغوي بين التراث وعلم اللغة الحديث: د/ على زوين، ص185.

[6]تهذيب اللغة: الأزهري ( س و ق ) 9/185.

[7]مقاييس اللغة: ابن فارس ( س و ق ) 3/117.

[8] أساس البلاغة: الزمخشري، ( س و ق ) 1/484.

[9] ينظر: المعجم الوسيط: ( س و ق ) ص 482، 483

[10]المعنى اللغوي دراسة عربية مؤصلة نظريا وتطبيقيا: د/ محمد حسن جبل، ص 22.

[11]دلالة السياق: الباحث /ردة الله بن ردة الطلحي، ، ص 51.

[12]أثر السياق في فهم النص القرآني: د/ عبد الرحمن بودرع، ص 73.

[13]ينظر: دور الكلمة في اللغة: أولمان، ص62.

[14] معجم علم اللغة النظري: د/ محمد علي الخولي، ص156.

[15] التراكيب والدلالة والسياق: د/ محمد أحمد خضير، ص118.

[16] ينظر: علم الدلالة: د/ أحمد مختار عمر، ص 70.

[17] السابق: ص 74.

[18] مدخل إلى علم الدلالة: بالمر، ص169.

[19] ينظر: علم الدلالة: د/ أحمد مختار عمر، ص74.

[20]مبادئ اللسانيات: د/ أحمد قدور، ص 355.

[21]معجم علم اللغة النظري: د/ محمد الخولي، ص 84.

[22]التأويل اللغوي في القرآن دراسة دلالية: د/حسين حامد، ص128.

[23]ينظر: علم الدلالة: د/ أحمد مختار عمر، ص71.

[24] ينظر: السابق: الصفحة نفسها، و دراسات في الدلالة والمعجم: د/ رجب عبد الجواد، ص24.

[25] معجم علم اللغة النظري: د/ محمد الخولي، ص 261.

[26] علم الدلالة: د/ فريد عوض حيدر، ص 162.

[27]علم الدلالة: د/أحمد مختار عمر، ص71.

[28]دراسات في الدلالة والمعجم: د/ رجب عبد الجواد، ص 24.

[29]ينظر: علم الدلالة: د/ أحمد مختار عمر، ص 70، 71.

[30]دراسات في الدلالة والمعجم: د/ رجب عبد الجواد، ص24.

[31]ينظر: علم الدلالة: د/ أحمد مختار عمر، ص 69.

[32]ينظر هذه النقود في: علم الدلالة: د/ فريد عوض، ص163.

[33]ينظر: دلالة السياق: د/ البركاوي، ص48، 49، والكلمة: د/حلمي خليل، ص 161.

[34]ينظر: التحليل الدلالي: د/ كريم زكي حسام الدين، 1/99.

[35] ينظر: علم الدلالة التطبيقي في التراث العربي: د/ هادى نهر، ص 268.

[36] ومنهم على سبيل المثال لا الحصر: د/ عبد الفتاح البركاوي، في كتابه: دلالة السياق، ص 54 ــــ 73، و د/ طاهر حمودة في كتابه: دلالة المعنى عند الأصوليين، ص 220ــــ 233، ود/ هادى نهر، في كتابه: علم الدلالة التطبيقي، ص 269ــــ 342، وغيرهم.

[37] ينظر: دلالة السياق بن التراث وعلم اللغة الحديث: د/ عبد الفتاح عبد العليم البركاوي، ص 57 ـــــ 73.

[38] اللغة: ج. فندريس، ، ص 231.

[39] ينظر: علم الدلالة: د/ أحمد مختار عمر، ص 68، والتحليل الدلالي: د/ كريم زكي، 1/98.

[40] ينظر: مقدمة لدراسة علم اللغة: د/ حلمي خليل، ، ص152، ودراسة المعنى عند الأصوليين: د/ طاهر حموده، ص 213.

[41]ينظر: دلالة السياق: د/ البركاوي، ص 50 ـــ 52.

[42]علم الدلالة: د/ أحمد مختار عمر، ص ص 73.

[43]ينظر: مناهج البحث في اللغة: د/ تمام حسان، 251، ودراسات في علم اللغة: د/ كمال بشر، ص 64ـــ 66، وعلم اللغة مقدمة للقارئ العربي: د/ محمود السعران، ص 341ــــ 349، وعلم الدلالة: د/ أحمد مختار عمر، ص68 78.

[44] ينظر: الإنصاف لابن البطليوسي دراسة لغوية: عبد الله إبراهيم المغلاج، ص 167.

[45]ينظر: دور الكلمة في اللغة: أولمان، ص66، 67.

[46] ينظر: علم الدلالة: د/ أحمد مختار عمر، ص 75ــــ 78.

[47] ينظر: السابق، ص73، 74.





 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • دراسة تحليلية حديثية في قول الشافعية (إذا صح الحديث فهو مذهبي) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الوعظ في مؤلفات ابن أبي الدنيا - دراسة وصفية تحليلية (PDF)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • شفاء العليل في اختصار إبطال التحليل لشيخ الإسلام ابن تيمية (PDF)(كتاب - موقع الشيخ علي بن محمد العمران)
  • التحليل الصرفي (PDF)(كتاب - حضارة الكلمة)
  • قراءات اقتصادية (66) مبادئ علم الاجتماع الاقتصادي(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • أخطاء في التحليل والتحريم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التحليل اللساني للخطاب الشعري: قصيدة دعيني وقولي للشنفرى نموذجا(مقالة - حضارة الكلمة)
  • نص "نصائح أب": التحليل المعجمي البلاغي(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • المهارات العشر لوقاية الفكر (3) التحليل(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • نتائج التحليل الرقمي(كتاب - موقع مواقع المشايخ والعلماء)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بحث مخاطر المهدئات وسوء استخدامها في ضوء الطب النفسي والشريعة الإسلامية
  • مسلمات سراييفو يشاركن في ندوة علمية عن أحكام زكاة الذهب والفضة
  • مؤتمر علمي يناقش تحديات الجيل المسلم لشباب أستراليا ونيوزيلندا
  • القرم تشهد انطلاق بناء مسجد جديد وتحضيرًا لفعالية "زهرة الرحمة" الخيرية
  • اختتام دورة علمية لتأهيل الشباب لبناء أسر إسلامية قوية في قازان
  • تكريم 540 خريجا من مسار تعليمي امتد من الطفولة حتى الشباب في سنغافورة
  • ولاية بارانا تشهد افتتاح مسجد كاسكافيل الجديد في البرازيل
  • الشباب المسلم والذكاء الاصطناعي محور المؤتمر الدولي الـ38 لمسلمي أمريكا اللاتينية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/6/1447هـ - الساعة: 9:31
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب