المعجم المعرب للمصطلحات التعليمية الحديثة

الـمعجم الـمعرَّب للمصطلحات التعليمية الحديثة

عزيزي القارئ، إليك باقةً من أهم المصطلحات الوافدة من نُظُمٍ تعليمية هي الأحدث في العالم، تم تعريفها فيما يأتي وفق تطبيقاتها الميدانية في الواقع العربي على اتساعه الجغرافي، وتنوعه الثقافي، مُرتَّبةً حسب الأولوية والأثر:

1- التحصيل الأكاديمي: عمدة المصطلحات وأغلاها ثمنًا، يُعَدُّ المعيار الأساس لتقييم الأداء، وتقرير مصير الإدارات وكوادرها التعليمية، في سبيله تُشحَذ الهمم، وتتَّسِع الذِّمم، وتُنحَر الأخلاق والقيم.

2- القيمة المضافة: أسهل طرق التميز؛ إذ يعطي المعلم تقديرًا متدنيًّا للطلبة في التقييم الأول، ثم يرفع درجاتهم تباعًا في التقييمات التالية؛ ليتجنَّبَ الْمُحاسَبة وإعداد الخطط والتقارير، وينجو من تُهَمِ التقصير والخروج عن الجماعة.

3- خطة التحضير اليومية: أكثر الوثائق شعبية، وأسرعها استجابة للتغيير والتبديل، والتناقل والتسريب، تبقى حبيسة الحقائب والسجلات إلا في حال الطوارئ، يبرزها المعلم في وقت المداهمة ودروس المشاهدة.

4- الخطة الإستراتيجية: جداول زاهية، تحكي قصصَ إنجازاتٍ قادمة بنهايات سعيدة، تتوارثها المدارس، وتتناقلها الوسائط، وجودها فرضُ عينٍ على كل مدرسة، أما تنفيذها وتقويمها ففرضُ ضمير على من سمِع بها.

5- التطوير المهني: ملف لامع العناوين، مكرر المضامين، ينشط قليلًا ويخبو كثيرًا، يُطلَب من الإدارة والمنسق والمعلم أهم مخرجاته في حال تنفيذه (شهادة الحضور).

6- تقييم الأداء السنوي للموظف: شهادة حسن سلوك يتحكم بها المسؤول، يهَبُ الدرجة وفق معاييره، ثم ينثرها على معايير التقييم في وثيقة منزوعة الفاعلية والأثر، لا تستوجب ثوابًا ولا عقابًا، أهم عوامل تحسينه: السمع والطاعة، وضيق الأفق.

7- الخطة العلاجية: خطة نمطية، سهلة التداول والاستنساخ، يتغير فيها اسم الطالب، وغالبًا ما ينسى تغيير العام الدراسي، تطلبه الإدارة من المعلم لاستكمال القائمة، ومثلها الخطة الإثرائية، وخطة الموهوبين.

8- الأنشطة اللاصفية: فعاليات تعليمية واجبة، بطلها وضحيتها الطالب المجتهد، يُستدعَى من الدروس، ويُحرَم من الفسح بغرض التدريب والتأهيل للفوز، أهم أهدافها: سد الخانة، واستعراض الصور، وتداول اسم المدرسة.

9- الغش الاختباري: من وسائل رفع التحصيل، يُتعِب مانعه، ويَشقى فاعله، من صوره العصرية: الأجهزة الدقيقة، والتلميحات الرقيقة، والكتابة باليد اليسرى بدل الطالب، وحقن الأوراق بالأوامر المبطنة حتى تتكاثر الدرجات، وتشمَخ أعمدة التحليل، من مرادفاته المتداولة: المساعدة، وإغاثة الملهوف.

10- محضر الاجتماع: عرفٌ سائد في أبنية التعليم الحديثة، من طقوسه المعتادة: تأخر المدير، وضيق الوقت، وهجمات النعاس، والضجر، أفضل الأعضاء أقلهم اعتراضًا وحوارًا، وغالبًا ما يحقق الاجتماع هدفه الأساس؛ وهو (كتابة المحضر).

11- المهنية: مفهوم إشكالي، سهل التسويق، صعب التطبيق، يُترَك لوعيِ الموظف وخُلُقِه ودينه، وحظه من توجه الإدارة، أهم العوامل المؤثرة فيه: فقدان الأمان، وغموض المهام، وغياب التشجيع والتحفيز، والانشغال بتحصيل الحقوق.

12- الرؤية والرسالة: كلمات مختارة بعناية، تُستكمَل بها حُلَّة المؤسسات التعليمية ووثائقها الرسمية، خفيفة الظل، لا تأخذ حيزًا من ذاكرة موظف، أو اجتماع إدارة.

13- التقييم السنوي للمدارس: أسبوع حافل، يضِجُّ بالحداثة والريادة، تظهر فيه المدرسة بأبهى حُلَّةٍ؛ حيث حضور الإدارة، وصور الأنشطة، وصوت الإذاعة، والدروس النموذجية، والابتسامات الموزَّعة على كل المداخل والممرات والشِّفاه، ومع رحيل اللجنة الفاحصة ينتهي العرض، وتعود الحياة إلى طبيعتها.

14- الطالب: وديعة تائهة، تستعجل الأسرة والمدرسة تسليمها، يُدِينه الأبوان والسائق والمشرف، والمدير والمعلم، فريسة الذكاء الاصطناعي، والجفاف العاطفي، يشكِّل محور الخطط الورقية، ويتصدر عناوين الورش الوهمية، ويشقى بمرونة اللوائح السلوكية، من مرادفاته المتداولة: العلة، والضحية.

15- المعلم: مخلوق حديدي الروح والجسد، منزَّه عن التعب والمرض، والاعتراض والغضب، في عامه الدراسي يترك المقص من يده في يوم واحد أسمَوه (يوم المعلم)؛ لعله يحظى بوردة أو شهادة تكريم، ويمضي بقية الأيام يقصقص القيم والأخلاق والمبادئ، يفصِّلها على مقاس الإدارة والمفتش وأولياء الأمور.

تلك أحدث مفاهيمنا المبتكرة، نتاج مجتمعات حية، تُتْقِنُ فنَّ التنصُّل والأعذار، وتأويل النصوص، وتغيير المسمَّيَات، وتحرص على تبادل الخبرات في مهارات التلوُّن والتأقْلُم والمسايرة، مترفِّعة عن النقل الحرفي والتقليد الأعمى، فلله دَرُّكِ يا أُمَّةً نهلت من علمها الأمم!