وصية والد لريحانة قلبه ليلة زفافها

وصية والد لريحانة قلبه ليلة زفافها

بُنيتي، ثمرة فؤادي، وسمية أغلى الأسماء في حياتي "أمي"، سعِدت بك أولَ مولودة أكرمني بها البارئ، فلقَّنت مسامعك كلمات الأذان، استبشارًا بإقبالك على ربك طاعة وحبًّا، واجتهدت في إطعامك يا بنيتي حلالًا طيبًا، فملئتِ حياتي أُنسًا، وأطربتِ قلبي حبًّا، وترعرعتِ في سماء بيتنا، وهو يعمر بالطاعة والذكر صباحًا ومساءً، ومرَّت الأيام سراعًا، وكل يوم وآخر، بحمد لله أُسَرَّ بك أنسًا وفرحًا، فتعلمتِ في بيتك الأول كلَّ ما يقربك لمولاك، ويقودك لسعادتك الدنيوية والأخروية، فكنتِ للصلاة مؤدية، وللمطبخ متقنة وللطهي مبدعة، وللتنظيم والترتيب متميزة، ولحسن الاستقبال معلمة، ولأبيك وأمك خادمة ومستشارة وأنيسة، فبوركتْ حياتك وحفظك مولاك.

واليوم يا بنيتي، سترحلين وتنتقلين بإذن الله إلى بيت حياتك الزوجية، وستتركين بيتك الأول، وقلوبنا تتراقص فرحًا لك بالخير، وأعيننا تذرف دموعًا الانتقال حبيبتنا وأنيستنا، وخادمتي الخاصة، وهذه سنة الحياة.

وقد حرصت على الدوام لك بالنصيحة، وقبل ذلك بالدعاء نهارًا وليلًا، وصباحًا ومساءً بصلاح حالك، وأن يرزُقك الزوج الصالح، فأُوصيك يا ريحانة فؤادي بكلمات موجزة:

كوني لربك مطيعة، ولصلاتك مقيمة، ولحجابك المحتشم محافظة، ولزوجك محبة وأمة مطيعة، ولمطبخ بيتك معدة ومتقنة، ولبيتك منظمة ومرتبة، ولوالديك مواصلة وبارة، ولإخوانك وأخواتك مستشارة وناصحة، ولأم زوجك وأبوه مقدرة ومكرمة وزائرة، وقبل ذلك وبعده لكتاب ربِّك قارئة وسامعة وحافظة، وعلى كل خير مقبلة، وعن كل شر مدبرة..

وتأكدي يا بنيتي أن زوجك بإذن الله سيكون لك إن فعلتِ ما ذكرت لك عبدًا مطيعًا ومحبًّا مولعًا، ومغرمًا متيمًا، وتَؤْءَمًا لروحك.

وما رأيتِ يا بنيتي في حياة أبيك وأمك الزوجية من الخصال الجميلة، وهي كثيرة ولله الحمد؛ فاحرِصي على تنميتها وتقديمها على طابق من ذهب لحياتك الزوجية، وما رأيتِ خلاف ذلك من أمر لا يزيد العلاقة الزوجية أنسًا وسعادةً، وهذا لا يخلو منه بيت بأي حال من الأحوال، وإن قل ولله الحمد، وربما لا يذكر، وإن كان ذاكرة الأولاد له حافظة وواعية، فكوني بعيدة عنه كل البعد، ولا تحاولي تَكراره في سلوك حياتك الزوجية، وكأنه لم يمرَّ عليك، ولم تسمع أذناك، ولم ترَ عيناك ذلك!

وأخيرًا يا حب قلبي وأنس حياتي:

كلُّ ما قرأتِ وسمعتِ من استشارات من الآخرين، سواء كان كتابًا أو صاحبة، أو غير ذلك، فستبقى يا ثمرة فؤادي تجاربَ خاصة، نأخذ منها المفيد، وما يلائم قِيَمنا وأخلاقنا، ويدعم ما ذكرت لك من نصيحة، وندَع ونترك ما سوى ذلك!

وفَّقك الله وأسعدك، وأراك إن شاء الله وأنت أمًّا سعيدة، تقدمين نصيحتك وتجاربك لأولادك وبناتك، ولا تنسي يا بُنيتي أن اليوم يوم جمعة هناك دعوة مستجابة، فاُدْعِي لنفسك ولنا بالخير، وفَّقك الله وأسعدك أينما كنتِ ورحلتِ ومشيتِ.

أبوك المحب.