• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تطوعي نجاحي
    د. زيد بن محمد الرماني
  •  
    القيادة في عيون الراشدين... أخلاقيات تصنع
    د. مصطفى إسماعيل عبدالجواد
  •  
    حقوق الأولاد (3)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    جرعات سعادة يومية: دفتر السعادة
    سمر سمير
  •  
    التاءات الثمانية
    د. خميس عبدالهادي هدية الدروقي
  •  
    المحطة الثانية عشرة: الشجاعة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    البطالة النفسية: الوجه الخفي للتشوش الداخلي في ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حقوق الأولاد (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    مقومات نجاح الاستقرار الأسري
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    تطوير المهارات الشخصية في ضوء الشريعة الإسلامية
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    المحطة الحادية عشرة: المبادرة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة
علامة باركود

لم تنته الحياة عند عجلات كرسيي المتحرك

لم تنته الحياة عند عجلات كرسيي المتحرك
د. زهرة وهيب خدرج

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 13/12/2017 ميلادي - 24/3/1439 هجري

الزيارات: 4304

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

لم تنته الحياة عند عجلات كرسيِّي المتحرك


كان أبي بالقرب من أمِّي حين رحت أطلُّ إلى الدنيا، كانت أمي تصرخ ألمًا، وترجو القابلةَ أنْ تساعدها حين شعر والدي بدوار أَفْقَدَه توازُنه؛ فالطفل الذي تلده أمي كان شكله مخيفًا، فشفتُه العليا مشقوقة، وأنفه غير متماسك، وكأن وجهه مقسوم إلى نصفين، لم يحتمل والدي ما شاهَدَتْه عيناه، فهرب باكيًا خارج الغرفة، حائرًا: ماذا سيقول لأمي؟ أسيقول لها: لقد ولدتِ صغيرًا مشوَّهًا؟

 

ليس هذا فقط، فقد خرَّ والدي صَعِقًا حين عَلِم من القابلة أنني أيضًا بدون سيقان، كان لديَّ نتوءات صغيرة منبسطة تتصل بأسفل الحوض، حلَّت محل الأقدام، لم يدرِ أحدٌ حينها إن كانت ستؤدي وظيفة الأقدام أم لا!

إلهي، لطفك بنا، ماذا يجري؟! قد يكون هذا مجرد كابوس مرعب ألمَّ بي في ليلةٍ حالكةِ الظُّلمة.

 

بيد أنَّ ذلك لم يكن حُلمًا مخيفًا، بل كان كابوسًا واقعيًّا لا بد من مواجهته والتعامل معه، واحتار والدي: كيف لي أنْ أُخْبِر تلك المسكينة؟ ماذا سأقول لها؟ ولكن حيرته لم تطُل، فقد رَأَتْ أمِّي بأُمِّ عينها المخلوقَ الغريب الذي خرج من بطنها للتو، فصرخت: ما هذا؟ أَبْعِدُوه عني.

 

أجابتها الممرضة وهي تحاول رسم ابتسامة هادئة على شفتيها: إنه ابنك، انظري ما أجمل عينيه! وما أشقر شعره! ما أنعم بشَرَتَه! هو ذكر، مبارك، ها هو ذا، احضنيه.

 

إلا أنَّ أمي صرخت بقوَّة: اغربي عن وجهي أنت وهذا الشيء، مِن أين أتيت لي بهذا المسخ؟ لا أريده، أَبعِديه عني.

رفضت أمي أنْ تلمسني، فلم ترضعني أبدًا أُسوةً بباقي المواليد، وحاولت الهروب من المشفى بدوني، رافضةً أن تعترف بأني مِن نَسْلِها، ومع محاولات أبي البائسة والحثيثة راحت أمي تتقبَّل فكرةَ لمسي بعد شهرين مِن ولادتي، اعتَنَت جَدَّتي بي خلالهما، وتدريجيًّا تقبَّلتني أمي كشيء يشبه الإنسان، ولكن ليس إنسانًا، ومع تعاقب الأيام عليَّ، أدركت أنَّ مشاعرها تجاهي كانت الشفقة بصوَرٍ تحاول تجميلَها ووضع الأصباغ عليها، فيكشفها وجهها الذي يغلب على قسماته الحزن والكآبة، وناهيك عن الدموع التي كنت أراها دومًا في عينَيْ أمي، دون أنْ أستطيع معرفةَ السبب، في الوقت ذاته كان والدي يفيض عليَّ بحبِّه وحنانه، ويدعمني، ويشجِّعني على الاعتماد على نفسي، ويعاملني وكأني طفل طبيعيٌّ لا ينقصه شيء، وكان يحكي لي دائمًا عن أشياءَ لم أفهمها في ذلك الحين، تدور حول الخالق، والابتلاءات والصبر، والأجر والثواب.

 

كبرت، وطفقت أخرج من البيت على كرسيٍّ صغير متحرِّك يدفعه إخوتي أو أبي، وحينها علمت تمامًا ما يجري، فأنا لم أذهب للمدرسة كما يفعل جميع أطفال العالم، وكنت مرفوضًا من أطفال الحيِّ، ومن أقاربي، هم يرفضون اللعب معي، والاحتكاك بي، ويهربون مني وكأنني وباء سأصيبهم بعدوى، ناهيك عن نظراتهم القاسية وهم ينقلونها بين وجهي وقدميَّ، شرعت أكره هذه الدنيا التي وُلِدت فيها ناقصًا، مختلفًا عن الآخَرين، ولم يكن من سؤال يلحُّ على ذهني، ويسيطر على نفسي طوال الوقت سوى:

• لماذا أنا تحديدًا؟ الجميع لديهم أرجُل، لماذا أنا لا أَرْجُل لديَّ؟ لو كان وجهي طبيعيًّا على أقل تقدير كان سيكون حالي أفضل، ولكن... يا إلهي... لا رجلين، وشفة مشقوقة حتى الأنف، ووالد فقير لا يستطيع إجراء عملية جراحيَّة لي تحسِّن من منظري؟ ما أفظع حالي! فقير، منبوذ من مجتمعي، مُحتقَر دون أن يكون لي يد فيما أنا فيه.

 

وما إنْ بلغت الثالثة عشرة من عمري، حتى بَدَأَتْ أُولَى محاولاتي في الانتحار، وتكرَّرت واحدة تلو الأُخْرى؛ حتى بلغ عددها ست مرات، دون أن تنجح أيٌّ منها، وفي كلِّ مرة فاشلة كان يتولَّد لديَّ إصرار أكبر بأنني يجب أنْ أضع حدًّا لما أنا فيه، لا يجب أنْ أبقى هكذا... إلى أن كان ذات صباح مشرق، كنت أجلس فيه على كرسيِّي المتحرِّك في شرفة المنزل كعادتي كل يوم، تتجه عيناي إلى الجدار الغربيِّ، لفت انتباهي سِربٌ من النمل في مقدمته نملات عدَّة تحمل حبَّة فول كبيرة الحجم، حملتها النملات وسارت بها على الجدار، ولكن ما إنْ قطعت مسافة تزيد عن متر، حتى سقط ما كانت تحمل، فعادت المجموعة أدراجها، وحملت الحبَّة مرةً أخرى، وسارت في الطريق ذاته أيضًا، وقبل أنْ تبلغ المسافة التي قطعتها في المرة السابقة تكرَّر الحدث ذاته معها، ففعلت مجموعة النمل ما فعلت في المرة السابقة، ما راعني في المرة الثانية أنَّ النملة التي كانت تسير في مقدمة المجموعة لم تكن تمتلك ستةَ أطرف كباقي النملات، بل كان ينقصها طرفًا في مقدمة جسدها من الجهة اليسرى، بيد أنها سارت مع زميلاتي، ولم تتوانَ عن العودة معهن، ومعاونتهن في حَمْل الطعام، ركَّزت نظري على تلك النملة تحديدًا؛ لأرى كيف ستتصرَّف، وإن كانت ستضعف مع تكرار سقوط الحبَّة أم ماذا؟ واستغربت جدًّا لإصرارها، وتصرُّفها وكأنها لا تختلف نهائيًّا عن بقية النملات.

 

عددت ما يقارب عشرين محاولة فاشلة، وصلت النملات بعدها إلى نهاية الجدار، واختَفَت داخل شقٍّ يقود إلى قرية النمل على ما يبدو؛ قلت مؤنِّبًا نفسي: لديك عقل، وذكاء، ويدان، وحواس، والكثير الكثير من الميزات والنعم الأخرى، فتضعها جانبًا، وتحصر نفسك وقدراتك داخل دائرة ضيقة من الضعف والإعاقة، كم أنت إنسان غريب! وكم هذه النملة حشرة حكيمة! أتَدَعها تكون أحكمَ منك؟ وقلت أيضًا: أنا أحب الرسم بل أعشقه، ومِن شدَّة حنقي لما أعانيه من نقص، كنت أمزِّق وأحطِّم كلَّ ما رسمت عندما تستبدُّ الأفكار السوداء بعقلي، في الوقت الذي يحضُّني فيه والدي دائمًا على المثابرة في رسم اللوحات وتجهيزها ليقدمني لمؤسسة ترعى ذوي الاحتياجات الخاصة، ولديها استعداد لعملِ مَعرِض لما أرسم، وتعريف الناس بي كما يقول دائمًا، ولكني في كلِّ مرة أثور عليه قائلًا: أتريد أن تعرِّف الناس بمعاق مشوَّه؟! ماذا سأجني من ذلك؟


ولكن في ذلك الصباح اكتشفت كم كنت غبيًّا، جاحدًا للنعمة، فقرَّرت أنْ أبدأ رحلةَ التغيير، سأدخل صفَّ محوٍ للأُميَّة، وسأتابع دراستي، وسأثابر على رسم لوحاتي، وأعرضها للناس، وسأعرض لهم فكرةَ كلٍّ منها، والرسالة التي أردت إيصالها من خلالها، لن أبقى حبيس كرسيٍّ متحرِّك على شرفة منزلٍ نسي العالم وجودَه، ومَضَت أيامُه دون أن يشكِّل وجودُه فارقًا في هذه الحياة، منذ الآن لن تكون إعاقتي هي المنظار الذي سأنظر من خلاله للعالَم، بل سيكون القدرات التي أمتلكها والتي عطَّلتُها وأنكرت وجودها طوال الأعوام الفائتة.

 

الآن أنا ولدت، وسأنطلق للحياة بكلِّ ما أوتيتُ من قوَّةٍ وإصرار وأمل.

هذه قصة واقعية لشخص عرفته عن قرب..

إلى "نُعمان" أُهدي ما كتبت.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الكرسي (قصة)
  • الكرسي دوار
  • كرسي الإمام

مختارات من الشبكة

  • تفسير: (قالوا لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (قال أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني مليا)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • عاشوراء.. قصة بدأت ولكنها لم تنته بعد!(مقالة - ملفات خاصة)
  • الحرب ضد النقاب لم تنته بعد!!(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الحياة الزوجية : مشاعر متوقعة أم مشاريع عمل لا تنتهي ؟(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • التغير في المفاهيم التربوية: التعليم مدى الحياة أم التعليم من أجل المساهمة في وظيفية الحياة؟!(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • عقبات الحياة(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الرد على شبهة: إن الشريعة ثابتة ونصوص القرآن والسنة محدودة، والحياة متطورة وأحداثها لا تنتهي(مقالة - موقع أ.د. مصطفى مسلم)
  • هل أنهي هذه القصة، وبهذا تنتهي حياتي؟(استشارة - الاستشارات)
  • تفسير: (إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 25/11/1446هـ - الساعة: 8:19
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب