دور الخطابة والإذاعة المدرسية

دور الخطابة والإذاعة المدرسية

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله الذي كان بعباده خبيرًا بصيرًا، وتبارك الذي جعل في السماء بروجًا، وجعل فيها سراجًا وقمرًا منيرًا، وهو الذي جعل الليل والنهار خِلْفَة لمن أراد أن يذّكر أو أراد شكورًا، أرسل إلينا محمدًا هاديًا ومبشرًا ونذيرًا، فبلّغ الرسالة، وأدّى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، وتركنا على المَحَجّة البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك، فجزاه الله عن أمة الإسلام خير الجزاء. أما بعد:

كثيرًا ما تشاهدون إطلالة الإذاعة الصباحية عليكم كل صباح، ولكن قليلاً أو نادرًا ما تحدثنا عنها.

اليوم ( ........ ) الموافق ( ........ ) من شهر ( ........ ) لعام ( ........ ) يسرنا أن نخصص هذا اليوم للحديث عن الإذاعة المدرسية.

نبدأ بالقرآن الكريم:

القرآن الكريم

قال تعالى: ﴿ لَا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلَا أَبْنَائِهِنَّ وَلَا إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَلَا نِسَائِهِنَّ وَلَا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا * إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا * إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا * وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا * يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب: 55 - 59]

ثاني فقراتنا الحديث الشريف:

الحديث

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المسلم من سلم الناس من لسانه ويده، والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم" رواه النسائي.

نصل إلى تعرف الإذاعة المدرسية:

الإذاعة المدرسية

الإذاعة المدرسية هي روح الاصطفاف المدرسي وعنوانه.. وهي بإجماع المربين والمسؤولين عنوان المدرسة، وبصيغة أخرى تعد الحصة الأولى، وكلما كانت إذاعة جيدة ومتنوعة، دل ذلك على أن هذه المدرسة راقية، بها طلاب على مستوى عال من المعرفة، والمهارة والإلقاء والنشاط والحيوية، فالإذاعة المدرسية تظهر لنا مواهب الطلاب في الشعر والإلقاء والأداء وغيره.

وتعالوا لنتعرف أهداف الإذاعة المدرسية:

أهداف الإذاعة المدرسية

تعد الإذاعة المدرسية من أهم النشاطات المدرسية، وأكثرها حضورًا، حيث يلقى على عاتقها من المسؤوليات أكثر من غيرها، يكفي أنها تعتبر نشاطًا يوميًا، يتطلب إعدادًا يوميًا؛ لذا كان لهذا النشاط المدرسي (الإذاعة المدرسية) عدد من الأهداف المهمة والذهبية، والتي يُسعى لتحقيقها وتطبيقها، من خلال البرنامج الإذاعي المدرسي بشكله المتكامل.

علمًا بأن هذه الأهداف تصب - بدرجة كبيرة - في رصيد الطالب، بشكل رئيس، والمدرسة ككل، بشكل ثانوي.

وقد اخترنا أهدفًا للإذاعة المدرسية، ليس على سبيل الحصر، وإنما على سبيل الإيجاز، لا الحصر، وهي:

أولاً: الدعوة إلى الله.

ثانيًا: زرع الثقة في نفوس الطلاب.

ثالثًا: تدريب الطلاب على الخطابة.

رابعًا: تدريب الطلاب على الإلقاء، ومواجهة الجمهور.

خامسًا: تنمية قدرات الطلاب على الإعداد والتنسيق بأنفسهم.

سادسًا: معالجة بعض السلوكيات السيئة.

سابعًا: الإعلان عن الأنشطة المدرسية لكافة الجماعات المدرسية.

ثامنًا: تقديم حصيلة معرفية، وثقافية جيدة ومتميزة للطلاب والمستمعين.

تاسعًا: تنمية مواهب وإبداعات الطلاب أمام زملائهم.

عاشرًا: عرض المشاهد التربوية الهادفة أمام الطلاب.

حادي عشر: ذكر سير السلف الصالح، والدعوة إلى الاقتداء بهم.

ثاني عشر: الترحيب بالزوار والضيوف، والثناء على جهودهم.

ثالث عشر: الإعلان عن أية قرارات، أو أنظمة جديدة من الإدارة.

أقسام برامج الإذاعة المدرسية في فقرتنا القادمة:

برامج الإذاعة المدرسية

تنقسم برامج الإذاعة المدرسية إلى قسمين:

(1) برامج السماع: ونقصد بها كل ما تقدمه الإذاعة المدرسية من كلام منطوق مسموع. وهو ما سوف نتحدث عنه في هذا الفصل.

(2) برامج المشاهدة: ونقصد بها كل ما تقدمه الإذاعة المدرسية من مشاهد تمثيلية مختلفة، يشاهدها جميع من هو داخل المدرسة. وهو ما سوف نتحدث عنه في الفصل الذي يلي هذا الفصل.

الخطابة ودورها في الإذاعة تجدونه في فقرتنا القادمة:

أدوار الخطابة في الإذاعة المدرسية

تلعب الخطابة في الإذاعة المدرسية دورًا مهمًا وكبيرًا، بل يعد الدور الأكبر لها؛ حيث تمثل الخطابة النسبة الكبرى من عمل طلاب الإذاعة تقريبًا 70%، حيث تمثل هذه النسبة مجموعة من البرامج والأنشطة والفقرات التي يقدمها الطلاب، وجميعها تندرج تحت الخطابة.

والخطابة عمومًا قد تحتاجها طوال حياتك، وفي كثير من أمورك، وقد يكون لها أثر واضح في مسيرة حياتك.

إلا أننا سوف نتحدث هنا - فقط - عن أدوارها في خدمة الإذاعة المدرسية.

إن الخطابة فن، وبقدر إلمام طلاب الإذاعة بهذا الفن، وتطبيقهم له، تكون برامجهم الإذاعية أكثر فاعلية، وأقوى تأثيرًا.

وسوف أضرب لك مثالاً: تستطيع أن تسمع مائة خطبة، لكن لا تتأثر إلا بخطبة واحدة، وقد تسمع مائة شريط، ولا يتعلق قلبك إلا بشريط واحد.

هذا كله بتوفيق الله أولاً وأخيرًا، ثم بفعل الأسباب؛ حتى يتحقق النجاح.

المهم: أن كل هذه الأشياء ما هي إلا مراحل من مراحل فن الخطابة المتعددة.

ومن الفقرات المهمة في الإذاعة المدرسية التي تلعب الخطابة فيها دورًا رئيسًا (الكلمة الصباحية)، وما أدراك ما الكلمة الصباحية؟ فهي لب الإذاعة المدرسية - بعد القرآن الكريم، والحديث الشريف - ومن خلالها يستطيع منبر الإذاعة المدرسية توجيه العديد من الرسائل المؤثرة والفاعلة، في توجيه نصح، أو تصحيح سلوك.

لذا؛ من المهم اتباع طرق الوصول لدور الخطابة الصحيحة في الكلمة الصباحية، لتسديد هدف قوي من خلالها.

من هذه الطرق:

1- اختيار الموضوع المناسب.

2- البحث بجد عن كل ما يتعلق بالموضوع.

3- التركيز الشديد على الاختصار الذي يحافظ على جوهر الفكرة وفي أقل عدد ممكن من الكلمات.

4- التدرب على إلقاء الكلمة جيدًا.

5- التوكل على الله عز وجل، وفعل الأسباب.

كل هذه الطرق ما هي إلا مراحل للوصول إلى دور الخطابة في الكلمة الصباحية، التي - بإذن الله - ستؤتي ثمارها من خلال التأثير في نفوس السامعين، وإثارة التساؤلات في أذهانهم، وتفجير الطاقات الكامنة في مواهبهم.

ونختم بهذه الفقرة:

حوافز لتشجيع طلاب الإذاعة

يعد عامل التشجيع من أهم العوامل التي تؤدي إلى التطوير والتغيير، إذ إن أي عمل يخلو من عوامل التحفيز والتشجيع، يسيطر عليه الوقوف وعدم التقدم، وخصوصًا إذا كان العمل تطوعيًا، فنحن - المسلمين - بفطرتنا نؤمن بأن كل عمل صالح سوف نجازى ونثاب عليه، إلا أنه لا مانع من وضع حوافز للقفز إلى الأمام؛ فالجنة ليست بابًا واحدًا، وإنما ثمانية أبواب، وليست درجة واحدة، وإنما عدة درجات.

من هذا المنطلق يجب أن يسلك مشرف الإذاعة - خصوصًا، وإدارة المدرسة عمومًا - أسلوب التحفيز، لتشجيع الطلاب على المشاركة في الإذاعة والإبداع فيها، وتقديم أقصى ما يستطيعون، والاستمرار على هذا الحماس طوال أيام السنة.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى آخر فقراتنا الإذاعية، التي خصصناها عن الإذاعة المدرسية؛ فيا ترى.. هل سنشاهد وجوهًا جديدة ضمن قافلة جماعة الإذاعة المدرسية؟ هذا ما نتمناه.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته