• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / أسرة / فتيات
علامة باركود

أمات أبوها؟!! (كلمة في عزاء المتبرجات 2)

مصطفى النعامين

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 21/2/2013 ميلادي - 10/4/1434 هجري

الزيارات: 4442

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أَمَاتَ أَبُوهَا!!

(كَلِمَةٌ في عَزَاءِ المُتَبَرِّجَاتِ 2)


ومالي أُجري اليراعَ بما يجلبُ عليك وعليَّ وعلى كل مؤمنٍ غيورٍ من الهَمِّ أمثالَ الجبال!!!! وإنه لَهَمٌّ - واللهِ - مأجورٌ صاحبُه، مأزورٌ جالبُه، ألم يقلِ العليُّ القديرُ: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ [الحجرات: 10]؟


ألمْ يقلِ البشيرُ النذيرُ عليه صلوات الله وسلامه: "مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ في تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى" (مسلم/ 6751).


وما لنا ألا يكونَ لنا موقفُ صدْقٍ من أخواتٍ لنا مسلماتٍ يُستدرجن لحتوفهن، ويُسقن الى ما لا تبصره بصائرُهن ولا بصائرُ آبائهن وكثير ممن يحيط بهن من المسلمين؛ ذلك أنهم غافلون عما يراد بهم وبنسائهم وشبابهم، ساهون عما يدبره شياطين الجن ولإنس لسفينتهم التي ينبغي عليهم الحفاظ عليها سليمة؛ كيما توصلهم الى بر النجاة سالمين، ولربما لا يعلم أكثرُهم اليوم أنهم اتُّخِذُوا - هم ونساؤهم - بما زُيَّنَ لهن من التبرج والسفور - معاولَ تُخْرقُ بها، وتُنقَبُ سفينةُ المجتمعِ الآمنةُ التي أوشكت - في بعض مجتمعات المسلمين اليوم - على الغرق والضياع، وأظننا - جميعا - قرأنا هذا التحذير النبوي الكريم مرارا عديدة، ولكننا - فيما يبدو - لم نأخذه - كما هي عادتنا اليوم - على محمل الجد، فمتى يكون ذلك أيها المسلمون؟!!


متى؟ ولا يزال - فينا ومنا - من لا يفتأ لسانه يردد: ﴿ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ ﴾ [هود: 43].


وغاب عنا في غمرة فرحتنا بدنيانا الفانية أنْ ﴿ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ ﴾ [هود: 43].


متى؟!! وكثيرٌ من وسائل إعلامنا الخائنةِ الآثمةِ التي فتحنا لها أبواب القلوب والبيوت، لا تنفك تنعِقُ في أسماعنا وأسماع نسائنا وبناتنا بما يخرِّبُ قلوبَنا وعقولَنا وبيوتَنا حتى صِرْنَا - إلا مَنْ عصمَ اللهُ - نسخةً مشوَّهةً عمَّنْ قال الله فيهم: ﴿ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ ﴾ [الحشر: 2].


متى يقوم كل واحد منا بدوره آمرا بالمعروف، ناهيا عن المنكر، بالحكمة، والموعظة المشفقة، والقدوة الحسنة، وتوظيف كل قول وفعل وحركة وسكنة... في الدعوة الى سبيل الله؟

 

وإنا - والله - لقادرون بالوسائل المشروعة، والنوايا الخالصة على درء المفاسد، وإنقاذ الأجيال المهددة، وإلا لما كنا مخاطبين بقوله صلوات الله وسلامه عليه: "مثل القائم على حدود الله والواقع فيها، كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا" رواه البخاري.


فمتى يقومُ المجتمعُ كلُّه - وخاصةً أولئك الذين في أعلاها - بالأخْذِ على يدِ - أو قلْ: بيدِ - هذه المُسْتَدْرَجةِ إلى هلاكِها، المستعمَلةِ وسيلةَ إفساد وتدمير؛ لكي لا يتحقق فيها وبها ما أراده أعداء الله، ووسائلُ ذلك ميسورةٌ مقدورةٌ، ولا بأسَ أن نشيرَ - على عَجَلٍ - إلى واحدةٍ منها؛ لكونها تتعلق بالسواد الأعظم من المسلمين الذين تقعُ أبصارُهم على هذه الكاسية العارية، وهو سلاحٌ فعَّالٌ، ذو اثر شديد في إبطالِ خطرِ هذهِ الفتنةِ الماحقةِ، فتنةِ التبرج والسفور.


ومن عجائبِ آثارهِ على المتبرِّجةِ نفسِها، أنه قد يكون سببا في نجاتِها مما تلبَّستْ به من هذا الجرم الخطير، وتوبتِها عنه، ورجوعِها لتكون يدا بانية، وشوكة في حلوق أعداء الله بعد أن جعلوا منها قنبلةً تتفجرُ - كل حين - في قلوب إخوانها من المسلمين.

 

فما هو هذا السلاح؟

إنه سلاحُ: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ﴾ [النور: 30].


فلو أن كل من رآها غضَّ بصرَه عنها، لكان لها في نفسِها - وهي نفسُها شاهدةٌ على هذا - شأنٌ آخرُ غيرُ الذي تجده، وتحسُّ به، وهي ترى العيون تحيط بها، وتلاحقها، وتسمعُ كلماتِ الإعجاب تطاردها، وتعاين الناس يحتفلون بمقْدمها، ويَهَبُونها من اهتمامهم وعنايتهم ما يجعلها تتمادى في غيِّها، وتزيد في تبرُّجها، وتمعن في سفورها وتعرِّيها، وتظل سادرة في ضلالها وتباهيها!

 

نعم، لقد خرجت كاسية عارية، ولكن من أخرجها هيأ لها - ممن ومما يحيط بها - قبل أن يخرجها - أسبابَ بلائها، والافتتانِ برؤيتها (والأنسِ) بقربها، ومن تلك الأسباب الفاعلة: الناظرون إليها، الذين يَمُدُّونها في الغَيِّ ثم لا يُقْصِرُون.

 

نعم إنها هي هذه المسكينةُ الضحيةُ التي مات أبوها، واليتيمةُ التي خانَ الأمانةَ فيها أقربُوها، وإنَّ لنا - إن شاء الله تعالى - معها ومع أبيها، وغيرِه ممن شارك في قتلها وقفاتٍ أخرى.

 

ولعله لا ضيرَ - ابتداءً - في أن نُلِمَّ بالحالةِ التي أخرجوها عليها، والغايةِ التي أمضوها إليها، لعل هذا أن يوافق أذنا واعية، وقلبا شاهدا.


فكيف أخرجوها من حصنها الحصين، وَحِرْزِها المتين؟

وكيف استطاعوا أن يُزيلوا كل ما اعترض طريقهم من عقبات في سبيل إخراجها؟ وكيف تمكنوا في ليلةٍ مظلمةٍ طُمستْ نجومُها، وَغُيِّبَ بدرُها، أن يُجَيِّشوا من أبناء المسلمين من يكون لهم عونا على تحقيقِ مآربهم، وتنفيذِ خططهم، من غير أن يشعر كثيرٌ من هؤلاء العاقِّين شرفَهم، البائعين بثمنٍ بخسٍ (دولاراتٍ) معدودةً ما تبقي من كرامتهم، أنهم مُسخوا قردةً وخنازيرَ، لا عملَ لهم في الحياة إلا كشفَ العورات، وإظهار السوآت، وإثارةَ الغرائز الكامنات، وتفجيرَ براكين الشهوات الهابطات، تحتَ مُسَمَّياتٍ ومُعَمَّياتٍ كثيرات، سقط في فخاخها، وَعَلِقَ في شباكها، كثيرٌ من ذكور الأمة المتأنثين، ونسائها المترجلات، وبناتها المتبرجات، اللواتي صِرْنَ - ما بين غمضة عين وانتباهتها - اشدَّ خطرا، وأعظمَ أثرا، على الأمة من كل جيوش أعدائها، بل إنهن - شئن هذا أم أبينه - قد صِرْنَ - هن ومن أوصلهنَّ من أبناء جِلْدَتِهِنَّ إلى ما هُنَّ عليه - أعوانا لأعداء الأمة من اليهود والنصارى والملاحدة من المفسدين في الأرض بعد إصلاحها، وتاللهِ ما تلكم الأسلحةُ على شدةِ فَتْكِها، وعظيمِ شرِّها، بأفتكَ في قلوب شباب الأمة ورجالها، من هذه الفتنة الصماء العمياء الهوجاء التي باتت نيرانها اللاهبةُ تستعر في قلوب المسلمين ذكورا وإناثا، قال صلى الله عليه وسلم: (ما تركتُ بعدي فتنةً هي اضرُّ على الرجال من النساء) أخرجه البخاري ومسلم.


إنها فتنةُ تلك الفتاة التي مات أبوها، فاستباحَ حِماها حماتُها، وأسلمها إلى أعدائها رعاتُها، فأخرجوها من بيتها عاريةً أو كالعارية، و بعد أن نزعوا عنها لباسَيْها اللذين جمَّل الله - جل وعلا - بهما بني آدم، ثم قال يخاطبهم: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لباسا يواري سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ﴾ [الأعراف: 26].


ولا يَظُنَّنَّ ظَانٌّ أنهم إنما نزعوا لباسا واحدا هو هذا الذي يستر بدنها، وهو الذي انزله الله على بني ادم لكي يواروا به سوآتِهم، كلا والله، لقد نزعوا قبله لباسا أعظم منه واجل هو لباس التقوى، فلما تَمَّ لأولئك السفلةِ الأبالسةِ من شراذمة الخلق، وشُذَّاذ الآفاق ما أرادوا، سَهُلَ عليهم - بعد ذلك - أن ينزعوا - لا بأيديهم - وتنبهْ أيها الفطنُ الأريبُ - وإنما بيد الضحيةِ نفسِها - لباسَها الذي يواري سوأتَها، وهذا هو الغاية في الكيد والمكر؛  أن يقتلَها عدوُّها بيدها وبيد أبيها التي خُلِقَتْ لتدرأ عنها عوادي الزمان.

 

فما كان منها - استجابةً لتلك الدعواتِ الشيطانيةِ، والإغراءات الابليسيةِ، والمؤامرات اليهودية الخفية - إلا أن خَرجت - في رابعةِ النهار - مكشوفةَ السوأتين: الظاهرة، والباطنة، مشوهةَ الفطرة، منكوسة الجِبِلَّةِ، تقودها الأيدي الأثيمة، إلى نهايتها الوخيمة، وعاقبتها الأليمة، كما تقاد الشاةُ إلى الذبح، مستسلمةً طائعة، مختارةً خاضعة، وما درت المسكينة وأبوها الميت - من قبلُ - أنها تُساق إلى نارين، وتُدَعُّ إلى جحيمين: جحيم الدنيا، وجحيم الآخرة.

 

وقال أُصَيْحَابي: الفرارُ أم الردى
فقلتُ: هما أمرانِ أحلاهُما مُرُّ

 

وهما - والذي أمْره الأمرُ - أمران أحلاهما أَمَرُّ من نقيع الحنظل.

 

أما جحيمُ الدنيا فهو الذي تَوَعَّدَ الله به المعرضين عن ذكره، الراغبين عن شكره، في قوله تعالى: ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ معيشة ضنكا ونحشره يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾ [طه: 124].


وما من عاصٍ لله جل وعلا إلا وهو واجدٌ - لا محالةَ - شيئا من هذه المعيشة الضنك، وما فيها من ألوان العذاب النفسي، وأصناف البلاء الدنيوي، من همٍ، وغمٍ، وقلقٍ، وخوفٍ، وضيقٍ، وكآبةٍ، وحيرةٍ، واضطراب..... وغيرِها من الأمراض النفسية الفتاكة، المُودِيةِ بصاحبها إلى مآلاتٍ قاتلةٍ مُهلكة، ونهاياتٍ سوداءَ حالكة، لا يُنجي من شرِّها، ولا يُخَلِّصُ من لأوائها وآصارها إلا اتباعُ الهدى، قال العليم الخبير: ﴿ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 38].


وقال السميع البصير: ﴿ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتبع هدايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ﴾ [طه: 123].


وان شئتَ على هذا دليلا عمليا، وبرهانا واقعيا، فاسأل أولئك المعرضين عن كتاب الله العظيم، وسنة رسوله الكريم، صلوات الله وسلامه عليه: أذاقوا للسعادة طعما، أم رأوا لها رسما؟ وهل رفرف طائرُ السكينة يوما على فنن من أفنان حياتهم؟ وهل أشرقت شمسُ الطمأنينة في يوم من أيامهم؟

 

واسأل - إن شئت - هذه القطعانَ الراتعةَ في مراتع الشهوات، الساقطةَ في حمأةِ اللذائذ المحرمات: أهُم بهذا الذي يفعلون من السعداء؟

 

والله لئن سألتَهم ليقولُنَّ - بلسان الحال ولسان المقال -:مَثَلُنا ومثلُ السعادة كما قال القائل:

سارتْ مشرقةً وسرْتُ مغرباً
شتَّانَ بينَ مشِّرقٍ ومُغرِّبِ

 

بل لا حاجةَ لنا إلى سؤالهم، ولا ضرورةَ بنا إلى اختبار حالهم، وعندنا الخبرُ اليقين، والقولُ الفصل المبين، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه: ﴿ إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ﴾ [الانفطار: 13-14].


وهيهات لمن هو في جحيم أن يذوق طعم السعادة، قال ابن القيم رحمه الله: ولا تظن أن قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ﴾ [الانفطار: 13، 14] مختص بيوم المعاد فقط، بل هؤلاء في نعيم في دورهم الثلاثة، وهؤلاء في جحيم في دورهم الثلاثة، وأي لذة ونعيم في الدنيا أطيب من بر القلب، وسلامة الصدر، ومعرفة الرب تعالى ومحبته، والعمل على موافقته؟ وهل العيش في الحقيقة إلا عيش القلب السليم؟ وهو الذي سلم من الشرك والغل والحق والحسد والشح والكبر وحب الدنيا والرياسة، فهذا القلب السليم في جنة معجلة في الدنيا، وفي جنة في البرزخ، وفي جنة يوم المعاد) (الجواب الكافي/ ص107)


ولو أن هذه التي مات أبوها سَلِمَ قلبُها لأسلمت قيادَها لمولاها، وعملت على موافقة أمره، واجتناب نهيه، ولكنها أسلمت قلبَها وجسدها وشرفها وعرضها لأعداء الله من سماسرة البِغاء، وتجار الدعارة، وناشري العُهْر، وذائعي الفجور، والناعقين والناهقين من دعاة السفور، ومحترفي نشرِ الانحلال الخلقي، ومروِّجي الخنا والرذائل، من زبالة البشر، وكناسة الخلق، وأذنابهم من المرتزقة، والمأجورين من حثالات الناس وتُحوتهم، وأستاههم، ممن رضوا لأنفسهم أن يكونوا نعالا تُداس بها الكراماتُ الإنسانية، والحرماتُ الأخلاقية، فصاروا بهذه الموبقات، والأفعالِ الشنيعات، والقبائح الفظيعات، قوادينَ قادوا نساء الأمة اللآتي كن أمسِ عفيفاتٍ محصنَّاتٍ من بيوت الستر والعفاف، إلى مواخير الدعارة، وأوكار البغاء التي بناها أعداء الأمة بيد بعض أبناء الأمة على أطلال ما تبقى من جسدها المثخن بالجراح الدامية، فكان ما كان، وحل بالأمة ما حل، من ويلات ومحن، وزلازل أخلاقية وفتن، أودت بأخلاق كثير من أبناء الأمة وبناتها، حتى بتنا نسمع ونرى ما تشيب له النواصي، وتنفطر له القلوب من الجرائم الشنيعة، و الفواحش المُريعة، التي لا يمكن أن تكون إلا في مجتمعات بهيمية تُمارس فيها الرذيلةُ - جهارا نهارا - باسم الحريةِ، و(الديمقراطيةِ)، واحترامِ حقوق الإنسان - إنْ كان قد بقي هناك شيءٌ من هذا الإنسان -

أُمورٌ يضحكُ السفهاءُ منها
ويبكي من عواقبِها اللبيبُ

 

وللحديث بقية...





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أمات أبوها؟!! (كلمة في عزاء المتبرجات 1)

مختارات من الشبكة

  • فضل الرحمن في أوائل أمات صحيح ابن حبان (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • عبدالرحمن الباني الشيخ الصدِّيق الذي أمات حظوظ نفسه(مقالة - موقع د. حيدر الغدير)
  • أبو موسى وعمه أبو عامر الأشعريان وقصة عجيبة دروس وعبر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المناظرات الفقهية بين فقهاء العراق: أبو إسحاق الشيرازي وأبو عبدالله الدامغاني نموذجا(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ابن منده صاحب كتاب الإيمان وأبناؤه أبو القاسم وأبو عمرو ويحيى بن منده(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • من تراجم الشعراء (ابن الرومي - ابن النديم - أبو تمام - أبو العتاهية)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • من تراجم الشعراء (المتنبي - أبو فراس الحمداني - أبو الحسن الأنباري - ابن دريد - البحتري)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • متشابه الأسماء (أبو حنيفة، أبو حيان)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • لابو لابو(مقالة - المسلمون في العالم)
  • لابو لابو الذي قتل ماجلان(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 


تعليقات الزوار
1- أين الرجال
احمد ابوجرار - الأردن 07-04-2013 02:33 PM

ما كانت الحسناء تبدي سترها
.لو كان في هذي الجموع رجال

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب