• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / تربية / تهذيب النفس
علامة باركود

الانتحار.. مسؤولية فرد أم مجتمع؟!

السنوسي محمد السنوسي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 7/7/2010 ميلادي - 25/7/1431 هجري

الزيارات: 24383

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

كان من الممكِن أن تكون الأخبار الوارِدة عن حوادث الانتِحار الَّتي تشهدُها بعضُ مجتمعاتِنا العربيَّة، والتي تتزايد يومًا بعْد يوم - ضمْن عشرات الأخبار، الَّتي تُنشر يوميًّا على صفحات الحوادث، ولا يلتفِت إليْها أحدٌ، لوْلا أنَّها جاءت محمَّلة بالكثير من الدّلالات، الَّتي تجعل من الانتِحار "عنوانًا" على عُمْق الأزْمة الَّتي تعيشُها تلك المجْتمعات.


ويُؤسِفُنا أنَّه لا تتوافر لديْنا إحصائيَّات على وجْه الدّقَّة لعدد حالات الانتِحار، وهذا يأْتي ضِمْن فقدانِنا لخرائطَ أخرى عن ظواهر متعدِّدة تشهدُها مُجتمعاتُنا، وباتت تهدِّدها بجدّيَّة في غفلة منَّا.


ناقوس خطر:

لو صعِدنا بالموضوع إلى إطاره الفكري، وأفُقه الواسع، نرى أنَّ مجتمعاتِنا - خاصَّة على المستوى الاجتِماعي - لم تكن بعيدةً عن التغيُّرات والآثار المترتِّبة على بروز الظَّواهِر العالميَّة، الَّتي ليْس آخرها ظاهِرة العولمة، الأمْر الَّذي أثَّر بالسَّلب على منظومة القِيَم، الَّتي تَحكم مجتمعاتِنا، وتنظم علاقة أفرادِها بعضِهم ببعض؛ ممَّا أدَّى إلى خلْخلة هذه المنظومة وإحْلال منظومة قيم أخرى مكانها، غذَّت الدَّوافع التي تقِف وراء تزايُد حالات الانتِحار.


وممَّا يشهد على مدى التَّغيير الَّذي أصاب مُجتمعاتِنا زيادةُ نسبة الطَّلاق، والتفكُّك الأسري، وغِياب قيم التَّراحُم والتَّواصُل، وتمكُّن ثقافة الاستِهْلاك التي جعلت الأسرَ تتنافس وتتباهى بالكماليَّات بِما يشكِّل عبئًا على ربِّ الأسرة، وأصبحتِ الزَّوجة تتخلَّى عن زوجها عند أوَّل مِحنةٍ واختِبار، بل صارت هي الَّتي تُمثِّل له المِحْنة والاختبار، بعد أن كانت تُقاسمه الرَّغيف الواحد، وتُعينه في البأْساء والضَّرَّاء، وتعيش معه على "الحلوة والمُرَّة" كما يُقال في الأمثال الشَّعبيَّة.


كما ظهرتْ من جديدٍ في مجتمعاتنا "الطبقيَّة" بشكل صارخ، يُباعد بين الأغنِياء والفقراء، ويقلِّص من حجْم الطَّبقة الوسطى، التي كانت عماد المجتمع وعموده الفقري، وقاعدته الصُّلبة، إضافةً إلى ذلك انتشرتِ الفرْديَّة والأنانيَّة ومحاولة "تشْييء" الإنسان؛ أي: تَحويل الحياة إلى أشياء مادّيَّة؛ ممَّا جعل الجانب المادّيَّ هو الحاكم في العلاقات الاجتِماعيَّة بعد نزْع الصفة الإنسانيَّة عنها، فلم يَجِد المرءُ الذي تكالبتْ عليه الهموم بُدًّا من التَّضحية بما تبقَّى لديْه من روح، بعد عجْزِه عن تلْبية الحدّ الأدْنى من "حقوق" جسده.


صحيح أنَّ حالاتِ الانتِحار لم تبلُغ بعدُ حدَّ الظَّاهرة بالمفهوم العلمي، لكنَّها على كلّ حال ترْقى إلى مستوى أن تكون ناقوسَ خطر، ونذير شؤم، خاصَّة أنَّ الأسباب الَّتي أدَّتْ إلى تِلْك الحوادث ما زالت قائمةً، بل ومرشَّحة للاستِمْرار والصُّعود، في ظلِّ تفاقم الأزمات الاقتِصادية، وما يترتَّب عليْها من مشكلات اجتِماعيَّة لا حصْرَ لها.


الإنسان لا يَمْلك نفسه:

إنَّ الله - سبحانَه - هو الَّذي خلقَ الموت والحياة، وكما لا يقدر على الخلْق إلاَّ الله جلَّت قُدْرته، فلا يجوز أن يتصرَّف أحدٌ في الإماتة والإعدام إلاَّ بِما شرع الله؛ قال تعالى: ﴿ وَلاَ تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا ﴾ [الإسراء: 33].


فالأصْل في الدِّماء الحُرْمة، فلا تُراق إلاَّ بِما شرع الله، مثل: القصاص، وردّ العدوان، إلى غير ذلِك من الأسْباب الَّتي ليس من بينها - قطعًا - إزهاقُ النَّفس بالاختِيار، وهو ما يسمَّى: (الانتحار)، فمَن تَجاوز ذلك، فقد باء بغضَب من الله؛ لأنَّه تعدَّى على قضاء الله وأحْكامِه؛ ففي الصَّحيحَين من حديث أبِي هُريرة - رضي الله عنْه - أنَّ النَّبيَّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - قال: ((مَن تَردَّى من جبل فقَتَل نفسه، فهو في نارِ جهنَّم يَتردَّى فيها خالدًا مُخلَّدًا فيها أبدًا، ومَن تحسَّى سُمًّا فقتَل نفسَه، فسُمُّه في يدِه يتحسَّاه في نار جهنَّم خالدًا مُخلَّدًا فيها أبدًا، ومَن قتَل نفسه بحديدةٍ، فحديدتُه في يده يَتوجَّأ بها في نار جهنَّم خالدًا مُخلَّدًا فيها أبدًا)).


يُضاف إلى ذلك تأكيدُ الإسلام أنَّ الدنيا دار ابتِلاء وامتحان، وأنَّ الإنسان خُلق في كَبَد، وأنَّه ((ما يُصيب المسلمَ من نصَبٍ ولا وصَب، ولا همٍّ ولا حزنٍ، ولا أذًى ولا غمٍّ، حتَّى الشَّوكة يشاكها، إلاَّ كفَّر الله بِها من خطاياه))، كما جاء في الحديث الصَّحيح.


ولذا، فلا يليقُ بالمسلم أن يقنطَ وييْئَسَ عند وقوع المصائب، بل عليْه أن يُواجِهَها متوكِّلاً على الله، ومستمدًّا العون منْه، ومستعينًا عليْها بما وهبه الله من سلامة العقْل، وحُسن التَّفكير، وقوَّة الإرادة، الإرادة الَّتي تجعل الإنسان يبدأ من الصِّفْر غير محبَط ولا يائس.


كما أنَّ الإسلام قد شرع جُملة من الآداب الاجتِماعيَّة، من شأنِها - عند وضْعِها موضع التَّطبيق والتَّنفيذ - أنْ تَحفظ للمجتمع تَماسُكَه، وللفرد حقوقه، وتعْصمهما من التفكُّك والضَّياع، وما أجْملَ قول الرَّسول - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((مثَل المؤْمنين في توادِّهم وتراحُمِهم وتعاطُفِهم مثل الجسَد الواحد، إذا اشتكى منْه عضْوٌ تداعى له سائر الجسَد بالسَّهر والحمَّى))! رواه البخاري ومسلم.


التكافل فريضة:

بل إنَّ الإسلام جعل التَّضامُن والتَّكافل بين أفراد المجتمع فريضةً تندرِج فيما يسمِّيه الفقهاء: فرائض الكفاية؛ لأنَّ فلسفة الإسلام في المال تقومُ على أنَّ الإنسان يَملك المنفعة فقط، بيْنما الَّذي يَملك الرَّقبة وجدير بأن يسمَّى "المالك" على وجه الحقيقة هو الله - سبحانه - قال تعالى: ﴿ آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ﴾ [الحديد: 7]، فالإنسان مُستخْلَف في المال، ومُؤتمن عليه، وهو مُقيَّدُ التصرُّفِ في ماله الخاصِّ بضوابطَ وضَعها الشَّرع الحكيم، وهي ضوابطُ تَجعل من أهدافِها دائمًا تَحقيق الموازنة بين حقِّ الفرْد وحقِّ الجماعة، بين المِلْكيَّة الخاصَّة والملكيَّة العامَّة.


وفي ضوْء هذه الأهداف جاءت أحاديث الرَّسول - صلَّى الله عليْه وسلَّم - مِثْل قولِه: ((مَن احتَكَر طعامًا أرْبعينَ ليلةً، فقد برِئَ من اللَّه، وبرِئ اللهُ منْه, وأيُّما أهل عرصة أصبح فيهم امرُؤ جائعًا، فقد برِئَت منْهم ذمَّة الله - تبارَك وتعالى))؛ أخرجه الحاكِم عن ابن عُمَر، وقال الحافظ المنذري: وفي هذا المتن غرابةٌ وبعض أسانيدِه جيِّدة.


وقوله أيضًا فيما رواه عنْه أنس - رضي الله عنْه -: ((ما آمَنَ بِي مَن بات شبعان وجاره جائع إلى جنْبِه وهو يعلم به))؛ أخرجه البزَّار والطَّبراني وحسَّنه السيوطي.


ومن هنا، فقد أكَّد كثيرٌ من الفقهاء أنَّ في المال حقًّا سوى الزَّكاة، وفسَّروا الأحاديث التي تُفيد غيرَ ذلك - مثْل حديث: ((ليْس في المال حقٌّ سوى الزَّكاة))؛ [تكلَّم العلماء كثيرًا في سنده، وقال النَّووي عنْه في المجْموع: إنَّه حديث ضعيفٌ جدًّا لا يُعرف] - بأنَّ المراد: أنَّ الحقوق التي تجب في المال نوعان: حقٌّ يجب في المال بسبَب المال، وبصفة مستمرَّة حتَّى ولو لَم يوجد فقراء، وهو الزَّكاة الَّتي حدَّد الشَّرعُ الأنواعَ الَّتي تجب فيها ونِسَبَها، وحقٌّ يجب في المال؛ بسبَب أمرٍ عارِض، وليس له نسبة مقدَّرة، وهو أنواع كثيرة من الحقوق قد تتعدَّى نسبة الزَّكاة المقرَّرة، وهذه الحقوق تدْخل ضِمْن فروض الكفاية.


وهذا ما ذهب إليْه شيخُ الإسلام ابن تيمية، فقال في شرح حديث: ((ليْس في المال حقٌّ سوى الزَّكاة))؛ "أيْ: ليْس فيه حقٌّ يجب بسبَب المال سوى الزَّكاة، وإلاَّ ففيه واجبات بغير سبَب المال، كما تَجب النَّفقات للأقارِب والزَّوجة والرَّقيق، والبهائم، ويَجِب حمْل العاقلة، وقضاء الدُّيون، ويَجِب الإعطاء في النَّائبة، ويجب إطْعام الجائِع، وكِسْوة العاري فرضًا على الكفاية، إلى غير ذلك من الواجبات الماليَّة، لكن بسبب عارض"؛ [مجموع الفتاوى 7 /316].


وهكذا يتبيَّن لنا بوضوح أنَّ الإسلام حرَص على إقامة مجتمع التَّكافُل والتَّراحُم، الَّذي يتوافر فيه "حدُّ الكفاية"، فضْلاً عن "حدِّ الكفاف"، وأنَّه قد عالج ذلك برَبْطِه الوثيق بين الإيمان بالله ومفهوم العمل الصَّالح من ناحية، وبيْن السَّعي في قضاء مصالِح النَّاس، وسدِّ ما يَنزل بهم من فاقة من ناحية أخرى.


كما يتبيَّن لنا - وهذا ما نُحبُّ أن نلفِتَ النَّظر إليْه - أنَّ المجتمع ليس بريئًا ممَّا يلحق أفراده من أزمات وكوارثَ، وإنَّما هو بتفكُّكه وتقاعُسه مسؤولٌ بدرجة كبيرة عمَّا يترتَّب على هذه الأزمات من نتائج كارثيَّة ومدمِّرة.


علاقة طردية:

ثمَّة أمرٌ بالغ الأهمّيَّة، وهو أنَّه عند معالجة الإشكاليَّات الاجتِماعيَّة يَجب أن نستحْضِر دائمًا أنَّ العلاقة بين الفرد والمجتمع علاقة طرْديَّة وجدليَّة؛ أي: علاقة (تأثير وتأثر)، فكلَّما كان المجتمع متماسكًا ومتراحمًا، كان الفرْد صالحًا في سلوكه، مُقْبلاً على الحياة، مُتفائلاً في غَدِه، راسخًا أمام المِحَن، أمَّا حين يترهَّل المجتمع، وتنقطِع أواصره، ويذهب بعيدًا عن منهج ربِّه وخالقه، فمِن غير المتصوَّر أن ينشأ الفرْد الصَّالح؛ لأنَّ "من الفرد المتوازن ينشأ المجْتمع المتوازن، وفي المجتمع الصَّالح ينشأ الفرْد الصالح، تلك نظريَّة الإسلام، وهي نظريَّة لا تغْفل الفرد، ولا تغفل المجتمع، ولا تُبالغ في تقْدير واحدٍ منهما على حساب الآخر"؛ "الإنسان بين المادّيَّة والإسلام، محمد قطب، ص128، ط4، 1995، دار الشروق".


وللإجابة عمَّا إذا كان الانتِحار مسؤوليَّة فرد أم مجتمع، ينبغي الانتِباه - إضافةً إلى ما سبق - إلى نقطتَين مهمَّتين:

أوَّلاً: أنَّ أيَّ ظاهرة يشْهدها مجتمعٌ ما تكون نتيجةً لحزْمة من التغيُّرات المتراكمة، والأسباب المتنوِّعة والمتداخلة، وما الظَّاهرة إلاَّ عنوانٌ لمُجْمل هذه التغيُّرات، بيْنما في تفاصيل الموضوع يتشابَك العامل الاقتِصادي مع الاجتِماعي مع السِّياسي، مع قلَّة الوَعي وانعدامِ الإيمان وضعف الإرادة؛ ولذا، فالعلاج الصَّحيح يقتضي النَّظر إلى الأسْباب مجتمِعةً، وإنْ تفاوتتْ نسبة حضور بعض هذه الأسباب.


ثانيًا: أنَّ مسؤوليَّة المنتحِر المباشرة عن فعله هو لا تنفي تحمُّلَ المجتمع لبعض هذه المسؤوليَّة، كما أكَّدنا توًّا، وإنْ اختلفْنا في تقدير حجم مسؤولية كلٍّ مِن الفرد والمجتمع، ومن ثمَّ يجِبُ ألا ننشغِل كلّيَّةً بالمشهد الأخير للحادث، ونغْفل عن الجذور الكامنة وراءَه، والخلفيَّات المؤثِّرة فيه، الَّتي قد تحتلُّ مساحة ربَّما أكثر من لحظة خروج الرُّوح، أو بالأدقِّ "إخراجها".

 

نستطيع أنْ نَخْلص من ذلك ونقول: إنَّ طريقة رؤْيَتنا لفعل المنتحِر والتِماس الأعذار له؛ لأنَّه قد يكون "ضحيَّة" وليس "جانيًا"، ومُحاولة النَّظر بإنصاف لكلِّ الملابسات - لا تعني أبدًا رضانا بهذا الفعل، الَّذي يقرِّر الإسلام أنَّه من أعظم الكبائر، وقنوطٌ من رحمتِه، ويؤدِّي بصاحبه إلى عذابِ الآخرة بعد بُؤْس الدُّنيا، إنْ لم يتداركه الله برحمةٍ منْه ولُطْف.


ولكن الاكتِفاء بالحكم على المنتحِر لا يحلُّ مشكلة، أو يَمنع جريمة، فالأوْلى أن ننشغِل بِمَنع أسباب المشكلة، ونَكِلَ الحكمَ إلى الله علاَّمِ الغيوب، فنحن دعاة لا قضاة، أو هكذا يَجب أن نكون.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • وبشر الصابرين
  • فلنحيينه حياة طيبة
  • بمناسبة الأحداث هذه الأيام في عدد من الدول
  • انتشار ظاهرة الانتحار بتداعيات الاحتلال
  • لماذا ينتحرون؟
  • هل الانتحار يمثل حلا للمشكلات؟
  • الحب يعلن الانتحار ( قصيدة تفعيلة )
  • حكم صلاة الإمام على غال أو قاتل نفسه عمدا
  • ظاهرة الانتحار وموقف الإسلام منها
  • الانتحار
  • جريمة الانتحار
  • يوشك أن ينتحر
  • الانتحار (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • الانتحار: أسبابه وعلاجه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فرد في جماعة (3) إدماج الفرد في المجتمع(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • فرد في جماعة (2) عن مصلحة الفرد أتحدث(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • إتحاف الأخيار بالرد المختصر لشبهة محاولة النبي صلى الله عليه وسلم الانتحار(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شرح البيقونية: الحديث الفرد(مقالة - آفاق الشريعة)
  • دور الهدي الإسلامي في معالجة الظواهر الاجتماعية السلبية داخل الأسرة المسلمة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • المسؤولية الأخلاقية وأثرها على الفرد والمجتمع في ضوء السنة النبوية (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • هل أنت إنسان فردي، أم أنت جزء من مجتمعك؟!(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • بدأت الخليقة بفرد(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الانتحار وأسبابه والوقاية منه (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 


تعليقات الزوار
3- نسأله تعالى العفو والعافية
متابع 25-07-2016 06:43 AM

إنما يخشى الله من عباده العلماء .. ولفظ الجلالة هنا مفعول به والفاعل هو العلماء ...السبب في الانتحار الجهل

2- بالحكم على المنتحِر لا يحلُّ مشكلة- صدقت ولكن -
حاتم عبدالله - مصر 08-07-2010 12:10 AM

قطعا لا بد أن تبين الحكم - أعنى الحكم الشرعي - لأن هذا أهم أسباب علاج المشكلة من جذورها مثمثلة فى الترهيب من الفعل بعقابه الإلهى الرادع.
إضافة بالطبع إلى بحث الدوافع الاجتماعية الباعثة عليه .. والتى من اهمها غياب هذا الرادع الدينى الذى يمثل حجابا بين الفتى وبين الأمراض المجتمعية كافة ومنها اليأس والقنوط والهروب من الواقع كلية مثمثلا فى الانتحار.
وهذا الوازع الدينى بدوره إذا تشربته مجتمعاتنا فلن يكون هناك مظالم دافعة الى الانتحار أو غيره أو بالأدق لن تكون على شاكلتها الآن.
ألا ترى معى إذاً أن المشكلة فى الأساس هى مشكلة دين.

1- الانتحار...حالة تحتاج لفهم عكسي.
عبد الله بن واعلي - تونس الخضراء. 07-07-2010 06:46 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته - و بعد /
بارك الله فيك أستاذ: السنوسي محمد السنوسي.
في رأيي الانتحار آفة تعصف بالمجتمع الإسلامي في هدوء.
أقول في هدوء، لأن الانتحار أصبح عادة لا يهتم بها الناس ولا تبحث في أسبابها وسائل الإعلام.
منذ عشر سنين كان الانتحار يصنع ضجة كبيرة.
و لكن كل شيء أصبح عاديا في سنواتنا الأخيرة وأصبحت الظاهرة عادية جدا، ولم نعد نتفاجأ بحالات الانتحار بل نمر عليها مرور الكرام.
الآن يجب التفكير بطريقة منطقية: بالنسبة لي أعتقد بأن مسألة الانتحار يجب أن تعالج بطريقة عكسية.
و هي أن لا نفكر في الأسباب التي تدفع بالشخص للانتحار، لأنها أسباب تأتي في الدقيقة الأخيرة، سمعت في أحيان كثيرة عن أشخاص عديدين انتحروا لأن حالة اكتئاب عابرة أصابتهم، في كراسة حديثة أعدها المركز الإسباني للتنمية الإجتماعية من أهم ما جاء فيها أن الإنتحار أصبح موضة العصر، و بأننا في القرن الواحد والعشرين أصبح كل فرد معرضا للانتحار وذلك من خلال استبيان تم فيه طرح أسئلة على أشخاص من ديانات مختلفة وجاءت الإجابات مخيبة بأن نصف المشاركين فكروا و لو لمرة واحدة في إنهاء حياتهم أو تمنوا الموت.
نحن الآن أمام حالة غير مسبوقة لليأس في العالم بأسره، والمؤسف أن تمتد هذه الظاهرة الخطيرة للمجتمع الإسلامي.
أعود للطريقة العكسية التي تحدثت عنها وهي: أن نُعلم كل فرد من صغره كيف يكتشف الأشياء الجميلة بداخله.
الحل لمعالجة مسألة الانتحار يجب أن تنطلق من داخل الفرد الذي يفكر في هاته الفكرة، يجب أن نفكر ليس في الظواهر والعوامل الخارجية، بل أيضا في نظرة الفرد لنفسه من الداخل.
يمكن للفرد أن لا يفكر في الانتحار أن تعلم كيف يُثمن عمله وعلاقاته مع الآخرين، في مرحلة الضياع النفسي واقتراب الفرد من مرحلة اليأس والتفكير في المغادرة يجب أن يكون هنالك بصيص من النور لمواجهة كل هذا الظلام.
إنها تجربة يمكن للفرد المسلم تلقينها لأبناءه و لمحيطه خاصة لأن الدين الإسلامي يُقوي علاقة الفرد مع محيطه.
لا يمكن للمرء أن ينتحر إن اعتقد بأن وجوده مهم في هذا العالم.
و فقكم الله للخير والخيرات.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب