• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    المحطة الحادية عشرة: المبادرة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / تربية / مقالات ودراسات تربوية
علامة باركود

أهمية الأمن الفكري والنفسي والاجتماعي لدى الأيتام

أهمية الأمن الفكري والنفسي والاجتماعي لدى الأيتام
محمد شندي الراوي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 18/4/2024 ميلادي - 9/10/1445 هجري

الزيارات: 1896

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أهمية الأمن الفكري والنفسي والاجتماعي لدى الأيتام[1]

 

مقدمة:

بيَّن الله -عزَّ وجلَّ- دستورًا للتعامل مع الأيتام ظهر فيه أهمية الاستقرار النفسي والاجتماعي والفكري، وأهمية الإيواء والتعليم والإرشاد والتوجيه للأيتام، وإعانتهم ومد يد العون لهم، وتلبية احتياجاتهم الحياتية، وأهمية الرحمة والحنان في التعامل معهم ليكونوا روَّادًا لمجتمعهم ومشاعل نور وهداية وإرشاد في قوله سبحانه: ﴿ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى * فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ ﴾ [الضحى: 6 - 9]، فالآيات السابقة تشير إلى أهم أوجه رعاية اليتيم اجتماعيًّا ونفسيًّا وعلميًّا وفكريًّا.


وفي سبيل تحقيق هذا النوع من الرفق وتنفيذه رغَّب الإسلام في مخالطة اليتامى ومؤاكلتهم ودمجهم في المجتمع، ومبادلتهم المحبة، وإشعارهم بقرب الناس منهم، قال تعالى: ﴿ قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ ﴾ [البقرة: 220]، وقال تعالى: ﴿ أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ ﴾ [الماعون: 1، 2].


وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين على الإحسان وحسن المعاملة مع الأيتام في أحاديث كثيرة من قوله صلى الله عليه وسلم: «خيرُ بيت في المسلمين بيتٌ فيه يتيم يُحسَن إليه، وشرُّ بيت في المسلمين بيتٌ فيه يتيم يُساء إليه»؛ رواه ابن ماجه.


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة، وأشار بأُصْبعيه السبَّابة والوسطى»؛ رواه البخاري.


قال ابن بطال: "حقٌّ على مَنْ سمع هذا الحديث أن يعمل به؛ ليكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، ولا منزلة في الآخرة أفضل من ذلك".


عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه سلم: «اللهم إني أُحَرِّجُ حق الضعيفين: اليتيم والمرأة»؛ رواه ابن ماجه وغيره بسند صحيح.


وفي الحديث: تعظيم ظلم هذين الضعيفين: المرأة واليتيم، فإنَّ ضعفَهما قد يُغري المعتدين بظلمهما وهضم حقوقهما؛ ولهذا دعا النبي عليه الصلاة والسلام بالحرج - وهو الضيق والإثم - على كُلِّ من نال منهما بسوء.


عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «السَّاعِي عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالمِسْكِينِ، كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَوِ القَائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهَارَ»؛ رواه البخاري ومسلم.


قال ابن بطال في "شرح صحيح البخاري": "من عجز عن الجهاد في سبيل الله وعن قيام الليل وصيام النهار، فليعمل بهذا الحديث، وليسع على الأرامل والمساكين ليحشر يوم القيامة في جملة المجاهدين في سبيل الله دون أن يخطو في ذلك خطوة، أو ينفق درهمًا، أو يلقى عدوًّا يرتاع بلقائه، أو ليحشر في زمرة الصائمين والقائمين، وينال درجتهم وهو طاعم نهاره، نائم ليله أيام حياته، فينبغي لكل مؤمن أن يحرص على هذه التجارة التي لا تبور، ويسعى على أرملة أو مسكين لوجه الله تعالى فيربح في تجارته درجات المجاهدين والصائمين والقائمين من غير تعب ولا نَصَب، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء".


أولًا: التعريف لغةً واصطلاحًا:

الأمن لغة: الأمن ضد الخوف، ويُقال أمن فلانٌ يأمنُ أمنًا وأمانًا.


وهو سكون القلب واطمئنانه، قال ابن فارس: "الهمزة والميم والنون أصلان متقاربان، أحدهما: الأمانة التي هي ضدُّ الخيانة، ومعناها سُكون القلب، والآخر: التصديق.


وعلى هذا، فالأمن في اللُّغة: هو سكون القلب واطمئنانه بعدم وجود مكروه وتوقُّعه.


الأمن في الاصطلاح: عرَّفه الجرجاني بأنه: "عدم توقُّع مكروه في الزمان الآتي". وأصله: «طُمَأْنينة النفس وزوال الخوف»، فقوله تعالى: ﴿ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ﴾ [النساء: 103]؛ أي: سكنت قلوبكم من الخوف.


ويمكن تعريف الأمن بالنظر إلى مقاصد الشرع بأنَّه: "الحال التي يكون فيها الإنسان مطمئنًّا في نفسه، مستقرًّا في وطنه، سالمـًا من كل ما ينتقص دينه، أو عقله، أو عِرضه، أو ماله.


أو هو "الراحة والهدوء النفسي والثقة والإحساس بعدم الخوف من أي خطر محدق أو أي ضرر محتمل على الشخص وممتلكاته".


الفكر في اللُّغة: هو تردُّد القلب وتأمُّله. قال ابن فارس: "الفاء والكاف والراء، تردُّد القلب في الشيء. يُقال: تفكَّر إذا ردَّد قلبه معتبرًا. ورجلٌ فِكِّير؛ أي: كثير الفِكْر".


الفِكْر في الاصطلاح: قال الفيومي: "ويقال: الْفِكْرُ تَرْتِيبُ أُمُورٍ فِي الذِّهْنِ يُتَوَصَّلُ بِهَا إلى مَطْلُوبٍ، يَكُونُ عِلْمًا، أَوْ ظَنًّا".


وعرَّفه الزبيدي بقوله: "الفكر في المصطلح الفِكريّ والفلسفيّ خاصةً، هو الفعل الذي تقوم به النفس عند حركتها في المعقولات؛ أي: النظر، والتأمُّل، والتدبُّر، والاستنباط، والحكم، ونحو ذلك. وهو كذلك المعقولات نفسها؛ أي: الموضوعات التي أنتجها العقل البشري".


الأمن النفسي في اللغة:

استخدم لفظ الأمن في اللغة بمعنى الاطمئنان، فإنه يقال: أمن آمن وأمان وآمنة، إذا اطمأنَّ ولم يخف فهو الأمن، والبلد الأمن أو الأمين الذي اطمأن أهله.


وكلمة الأمن وما يشتق منها وردت في القرآن الكريم في مواضع عديدة، وذلك بمعنى السلامة والاطمئنان النفسي وانتفاء الخوف على حياة الإنسان، أو ما تقوم به حياته من مصالح وأهداف وأسباب، ومنها قوله تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ [الأنعام: 82].


اﻷﻣﻦ اﻟﻨﻔﺴﻲ في الإصلاح: هو اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻻﺳﺘﻘﺮار، وﺿﻤﺎن الوﺼﻮل الآمن للحاجيات واﻟﺮﻏﺒﺎت، وﻋﺪم ﺗﻮﻗﻊ اﻷﺧﻄﺎر، وﻫﻮ ﺷﻌﻮر اﻟﻔﺮد ﺑﺘﻘﺒﻞ اﻟﺬات واﻵﺧﺮﻳﻦ، واﻟﺘﺤﺮر ﻣﻦ الخوف واﻟتردد، ووﺿﻮح اﻷﻫﺪاف، وﻋﻜﺲ ذﻟﻚ ﻳﺆدي إلى ﻋﺪم اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻷﻣﻦ اﻟﻨﻔﺴﻲ.


وعرفه البعض بأنه سكون النفس وطمأنينتها عند تعرضها لأزمة تحمل في ثناياها خطرة من الأخطار، كذلك شعور الفرد بالحماية من التعرض للأخطار الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المحيطة به.


الأمن الاجتماعي في اللغة:

لغة، الاجتماع من الجمع، يُقال: اجتمع القوم بمعنى تجَمَّعوا في مكان ما، وهو ضد التفرق.


الأمن الاجتماعي في الاصطلاح:

هو سيادة علاقة اجتماعية بين البشر قائمة على التكافل والتضامن والمنفعة المتبادلة، خدمة لمصلحة جميع أفراد المجتمع بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو المذهبية أو العرفية أو الجغرافية.


عرفه البعض بأنه "الطمأنينة التي تنفي الخوف والفزع عن الإنسان فردًا أو جماعة في سائر ميادين العمران الدنيوي، بل وأيضًا في المعاد الأخروي فيما وراء هذه الحياة الدنيا".


وعرفه آخر بأنه "الأمن الذي ينعم به مجموع الأفراد في مجتمع معين، وهذا يشمل الاستقرار وعدم الخوف من ناحية، وإشراك جميع أفراد المجتمع بهذا الشعور المطمئن من ناحية أخرى".


ثانيًا: أهمية رعاية الأيتام في الإسلام:

حث الإسلام على رعاية الأيتام، وعلى ضرورة الوقوف معهم ومدِّ يد العون لهم، ورتب على ذلك أجرًا عظيمًا، كما نال اليتيم مكانة متميزة في الشريعة الإسلامية، حيث اعتنى الإسلام بالأيتام عنايةً كبيرةً، قال تعالى: ﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ﴾ [الإنسان: 8، 9].


وقد بيَّن الله -عزَّ وجلَّ- دستورًا للتعامل مع الأيتام ظهر فيه أهمية الاستقرار النفسي والاجتماعي والفكري والتعليم والإرشاد والتوجيه لهم، وإعانتهم ومد يد العون لهم، وتلبية احتياجاتهم وأهمية الرحمة في التعامل معهم ليكونوا روَّادًا لمجتمعهم ومشاعل نور وهداية وإرشاد في قوله سبحانه: ﴿ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى * فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ ﴾ [الضحى: 6 - 9]، فالآيات السابقة تشير إلى أهم أوجه رعاية اليتيم اجتماعيًّا ونفسيًّا وعلميًّا وفكريًّا، فقد بيَّن الله -عزَّ وجلَّ- دستورًا للتعامل مع الأيتام ظهر فيه أهمية الاستقرار النفسي والاجتماعي والفكري وأهمية التعليم والإرشاد والتوجيه لهم، وأهمية إعانتهم ومد يد العون لهم وتلبية احتياجاتهم، وأهمية الرحمة والحنان في التعامل معهم ليكونوا لبنة خير ومشاعل نور وهداية وإرشاد، وليكونوا روَّاد خير لمجتمعهم.


يتبين مما سبق أهمية تقديم الدعم المادي والمعنوي، وأهمية الاستقرار النفسي والاجتماعي، وأهمية الحب والحنان والرحمة، والدور الكبير لما سبق في استقرار الأيتام وانطلاقهم في ميادين الإبداع والتميُّز، وليكونوا أفرادًا صالحين في مجتمعهم، ويتم حفظهم من الوحدة والحرمان والتشرُّد، ويتم حفظهم من الانحراف كباقي أفراد المجتمع الذين نشأوا في كنف والديهم.


ثالثًا: أهمية رعاية الأيتام من قبل المجتمع:

وللأيتام أهمية كبيرة في المجتمع، فانعدام الأمان النفسي والفكري لديهم يؤدي إلى انحرافات سلوكية وفكرية ونفسية وعقدية كبيرة لديهم؛ ومن ثمَّ فإن مستقبل الأمة يتوقف على مدى الاهتمام بهذه الفئة الهامة من المجتمع؛ لأن المرحلة التي يمرون بها مرحلة حرجة وضعيفة وسريعة التأقلم؛ حيث تتشكَّل فيها العادات، وتنمو فيها الاستعدادات نتيجة تأثيراتها في مراحل النمو التالية لها وفي سلوكهم وفي صحتهم ونضجهم، كما تعد مشكلة الإساءة للأيتام وما يمرون به من معاناة وحرمان وعنف وإساءة من سَبٍّ وشتم وضرب واغتصاب وسرقة، كلها تترك آثارًا في نفوسهم، وتحوِّلهم لأفراد ناقمين وحاقدين على مجتمعهم، ولقد حثنا الإسلام على الاهتمام بهذه الفئة بشكل خاص، فواجب على المجتمع عامة وعلى كل القائمين على رعاية الأيتام الاهتمام بهم؛ وذلك لأن نمو الأطفال السويَّ في هذه المرحلة يعتمد على الرعاية الكاملة لهم، فعلى المجتمع المسلم أن يتعاون في تأمين تلك المتطلبات لينشأ اليتيم نشأةً سليمةً.


ويعد الإحساس بالأمان وتعزيز الأمن الفِكري والاستقرار النفسي والاجتماعي له أهمية كبيرة في حياة الأيتام وأمهاتهم، وله الأثر الأول في نجاحهم في الحياة واستقرارهم وانطلاقهم كأفراد ناجحين ونافعين لمجتمعهم؛ حيث إن تعزيز الإحساس بالأمان والاستقرار له أثر كبير في هدوء نفوسهم، وراحة قلوبهم، وهدوء جوارحهم، والأمن من الوقوع في التشرد والحاجة والفاقة واستغلال الآخرين (فكم من يتيم أصبح من كبار المجرمين بل من رؤساء العصابات العالمية نتيجة الحرمان والظلم الاجتماعي!) أو أي مكروهٍ يهدده، أو ينتقص دينه، أو ينتهك حرمته، أو يستغله، ومع الأسف الشديد يتعرض الأيتام في العالم لأسوأ أنواع الاستغلال الجنسي، ويكونون أداة لنشر الرذيلة والمخدرات لضعفهم وانشغال المجتمع عنهم، أو يفرض عليه ما يتعارض مع دينه وثقافته وأخلاقه.

 

رابعًا: حفظ الأمن في الشريعة الإسلامية:

جاءت نصوص كثيرة في القرآن الكريم تبين عظم شأن الأمْن بشكل عام وأهمية الحفاظ على حياة الناس وأعراضهم وأموالهم وأرزاقهم وعقولهم في الإسلام، قال تعالى: ﴿ وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ ﴾ [البقرة: 125]؛ أي: يأمن به كل أحد، وقال تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا ﴾ [البقرة: 126]، وقال تعالى: ﴿ فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ ﴾ [يوسف: 99]، وقال تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ ﴾ [سبأ: 18]، وقال تعالى: ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾ [النحل: 112]، وقال تعالى: ﴿ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ﴾ [قريش: 3، 4]، وقال تعالى: ﴿ أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ * فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ ﴾ [الشعراء: 146 - 148] وقال تعالى: فقال: ﴿ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ ﴾ [البقرة: 283]، وقال تعالى: ﴿ ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ ﴾ [آل عمران: 154].

 

قال تعالى: ﴿ فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 38]، ﴿ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ﴾ [طه: 123]، ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28]، فاتباع الدِّين من أكثر أسباب رفع الخوف عن الإنسان في حياته؛ إذ يملأ قلبه طمأنينة وسكينة، ويشحن نفسه قوَّةً وإرادةً، ويفسح له باب الأمل والرجاء، ويقطع أسباب اليأس والقنوط.

 

خامسًا: الأمن النفسي والفكري والاجتماعي الذي يحتاج إليه اليتيم وأسرته:

لا شكَّ أنَّ الأمن النفسي والفِكري والاجتماعي للأيتام وأمهاتهم يُعدُّ حاجةً ضروريةً حتى تستقيم لهم الحياة؛ إذ إن الإحساس بالأمان هو أول ما يحتاج إليه اليتيم في حياته وهي النعمة التي لا يمكن أن تستقيم الحياة بغيرها؛ ولذلك امتنَّ الله بهذه النعمة على كفار قريش حين قال: ﴿ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ﴾ [قريش: 3، 4] ، وقال تعالى أيضًا: ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ ﴾ [العنكبوت: 67].


وجعل الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم مَنْ توفر له الأمن كمن حِيزتْ له الدنيا كلها، فقد أخرج الترمذي عَنْ سَلَمَةَ بْنِ عُبَيْدِ الله بْنِ مِحْصَنٍ الْخَطْمِي عَنْ أَبِيهِ وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى في جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا».

 

الأمن الفِكرييتعلَّق بالمحافظة على الدين الذي هو إحدى الضرورات الخمس التي جاءت الشريعة الإسلامية بحمايتها والمحافظة عليها.

 

الأمن النفسي والاجتماعي للأيتامهو أنْ يعيشوا في مجتمع يحس بهم ويخفف من معاناتهم وآلامهم، ويمد لهم يد العون، ويؤمِّن لهم احتياجاتهم، فيكونون آمنين مُطمئنين على حياتهم وأفكارهم ومكتسباتهم.

 

الأمن الفكريهو سلامة فِكرهم وعقلهم وفهمهم من الانحراف والخروج عن الوسطية، والاعتدال، في فهمه للأمور الدينية، والسياسية، وتصوُّره للكون بما يؤول به إلى الغلو والتنطُّع، أو إلى الإلحاد والعلمنة الشاملة.


سادسًا: خطورة الإخلال بالأمن النفسي والفكري والاجتماعي للأيتام:

الإخلال بالأمن الفِكري للأيتام يؤدِّي بهم إلى الوقوع في انحرافات سلوكية وعقدية وفكرية؛ لذا كانت حمايتهم من أهل الإجرام والإفساد، ومن أهل الأهواء والانحراف ومن الأفكار الخبيثة، كما أن تحقيق الاستقرار النفسي والاجتماعي من أهم الأسباب التي تحفظهم وتحميهم من الأيدي العابثة؛ لذا يعد تحقيق الأمن لهم في هذه الجوانب الثلاث من أهم ما ينبغي أن يراعيه من يتصدى لرعايتهم وتربيتهم.


لا شكَّ أنَّ تربية الأيتام وحسن توجيههم والاستقرار النفسي والاجتماعي لهم من أسباب تحصينهم من الشرور والفساد، وحماية أفكارهم من المذاهب الهدَّامة، والآراء الضالَّة، والمناهج البعيدة عن الهدى، سواء كانت مناهج غلوٍّ وإفراط، كمذاهب التكفيريين الذين فهموا شَرع الله على غير ما أنزل الله، فاستباحوا دماء المسلمين وأموالهم بِشُبَهٍ واهيةٍ، وآراءٍ خاطئةٍ، وتصوراتٍ سيئةٍ، أو مذاهب كُفرٍ وإلحادٍ، فلا يؤمنون بالله ربًّا ولا بالإسلام دينًا ولا بمحمد بن عبدالله نبيًّا ورسولًا، هُم كما قال الله تعالى: ﴿ مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ ﴾ [الجاثية: 24].

 

سابعًا: ضوابط وآليات للحفاظ على الأيتام من أي انحرافات فطرية وسلوكية:

1- زرع محبة الله ورسوله في قلوب الأيتام (غرس محبته صلى الله عليه وسلم في نفوس الأيتام فهو سيد الأيتام وقدوتهم، فقد والده وهو في بطن أمه وفقد والدته وعمره 6 سنوات) ومحبة الإسلام والمسلمين في قلوبهم ومحبة الخير والعمل الخيري وزرعه في نفوسهم وإشغالهم به.


2- وجود نخبة من المربين تشرف على التوجيه والتربية يتابعونهم في أمورهم مِنْ أهل العلم، فإنَّ الله تعالى يقول: ﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النحل: 43].


3- الحرص على التربية والتعليم والتوجيه والإرشاد وهي من أسباب تحصينهم من الشرور والفساد، وحماية أفكارهم من المذاهب الهدَّامة، والآراء الضالَّة، والمناهج البعيدة عن الهُدى.


4- تكثيف البرامج التوجيهيَّة للأيتام، وزرع الثِّقة في قلوبِهم الضعيفة.


5- وجود الرفقة الصالحة والقدوة الحسنة في حياتهم، وقد نهانا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم عن صُحْبة ضِعاف القلوب.


6- العناية بفتح المجال للتعبير المتَّزن عن الأفكار وحريَّة التعبير في ضوء أحكام الشرع وضوابطه، وقد يكون منعهم مُتعذرًا في هذا الزَّمن؛ لأنَّهم قد يُمنعوا فتأتيهم ردَّة فعل تجعلهم يُصرُّون على ما سيطالعونه أو يسمعونه، ولكن الأسلوب التربوي يرجِّح أنْ يناقش الأب أو المربِّي ذلك الشاب ويبيِّن له أوجه الخطأ التي وقع بها.


7- الاهتمام بقضاء حوائج الأيتام، وتوفير الحلول المناسبة والعاجلة لمشاكلهم.


8- تحسين الأوضاع الأسرية والتربوية والاقتصادية التي تشكِّل ضغطًا نفسيًّا هائلًا قد يؤدِّي بدرجة كبيرة لهذا النوع من الانحراف الفِكريّ أو ذاك (العدالة الاجتماعية).


9- تفعيل وإقامة أنشطة ترفيهية وثقافية ومجتمعية ورياضية لهم بشكل دائم ودمجهم في مجتمعهم وملء أوقات الفراغ لهم بالمفيد.


10- الاهتمام بنشر العلم الشرعيِّ: إنَّ كثيرًا من أسباب الانحراف الفِكريِّ تعود إلى الجهل، فالجهل أساسٌ من أُسُس الانحراف، ولقد أُمرنا بطلب العلم ونشره؛ لأنَّ العمل الصالح لا يكون إلَّا بعلم، قال الله تعالى: ﴿ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الزمر: 9] والمراد بالعلم المأمور به في نصوص الشريعة: العلم الشرعي؛ علم الكتاب والسُّنَّة.


11- نشر الوسطية والاعتدال: فالمسلمون هُم الأُمَّة الوَسط، يقول الله تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ﴾ [البقرة: 143]، والصراط المستقيم هو الوسطية التي هي سمة هذه الأُمَّة، فالله -عز وجل- علَّمنا أنْ ندعوه أنْ يرزقنا الهداية إلى الصراط المستقيم، ويسلمنا من الانحراف بعامة، يقول الله تعالى: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 6، 7].


12- ربط الأيتام بعلماء الأمة: ذلك أنَّ نجاة الناس منوطةٌ بوجود العُلماء، فإنْ يُقبض العُلماء يَهلكوا، فعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنَّ الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبقَ عالـم، اتخذ الناس رؤوسًا جُهَّالًا، فسُئلوا، فأَفتوا بغير عِلم، فضَلُّوا وأَضَلُّوا».


ثامنًا: أهمية رعاية الأيتام في جميع مجالات الحياة المختلفة:

ينبغي أن يتم رعاية الأيتام في جميع المجالات التي يحتاج إليها اليتيم في الحياة حتى نحافظ عليه من الانحراف الفكري أو السلوكي أو العقدي أو الخلل النفسي أو الاجتماعي ولنرتقي بهم وبأدائهم، ونكون سببًا في تميُّزهم وريادتهم:

1- الرعاية الدينية: غرس محبة الله ورسوله في قلوبهم وتخصيص برامج متنوعة لهم من دروس إيمانية وسلوكية وفقهية وربط بالسيرة النبوية وسيرة الصحابة والآداب والأخلاق والسلوكيات الإسلامية؛ لما لذلك من أهمية بالغة في اتِّزان الشخص وطريقة تعاطيه مع الواقع والمحيط، فشرائع الإسلام لا يمكن أن تستقر في نفوسٍ مضطربة، وإنما أُتِي الخوارج المارقون من قبل أفهامهم لا من قبل عباداتهم؛ فالنفوس المستقرة التي أُشبعت فيها الحاجات، تكون أكثر قابليةً لتحمُّل أعباء التدين وأكثر قبولًا لأعمال القلب الإيمانية.


2- الرعاية التربوية: المتابعة والإشراف الدائم لسلوكياتهم، والحرص على بث القيم والمبادئ الإسلامية والوسطية، وحثهم على التحلي بالأخلاق الفاضلة، والبعد عن المحرمات، وزرع حب الإحسان إلى الخلق في نفوسهم، والتشجيع المستمر على التعلم وإشغال الوقت بالمفيد، لتحصين النفس من الفراغ ومن الأيدي العابثة التي تعيث فسادًا.


3- الرعاية النفسية: تعتبر الرعاية النفسية للأيتام هي عامل أساسي في استقرارهم ونجاحهم وإبداعهم، حيث لها الأثر الكبير على الصحة الجسدية والفكرية والاجتماعية والنفسية ولأثرها في بناء الشخصية وتحسين الحالة النفسية والتعليمية والدينية.


4- الرعاية العاطفية: مهم جدًّا أن يروا منا الدعم العاطفي الكبير وإظهار هذا التعاطف والمودَّة والرحمة والحب والحنان معهم والاهتمام والتقبُّل والأُلْفة والتشجيع والإشادة بالإنجازات، وإشعار الطفل واليافع بقيمته، ومساعدته على تفهُّم مشاعره، وإشعاره بتفهُّم من حوله لمشاعره، ومن خلال التوجيه والإرشاد الاجتماعي المبني على التواصل الداعم والتفهم، وغرس التفاؤل والإصرار والعزيمة والإيجابية التي تركز على القوى الحية لدى الآخر، والتمكين من إطلاقها من مكامنها.


5- الرعاية التعليمية: من خلال دفع رسوم التعليم، وتأمين مستلزماته، ودعم من يحتاج إلى تقوية مدرسية، وذلك إلى حين التمكين من العمل والاستقلال بالنفس، فالتعليم هو أهم أسباب التنمية المستدامة، وقد تبنت منظمة الأمم المتحدة له الشعار التالي: "التعليم يُغيِّر مجرى الحياة" باعتباره حقًّا من حقوق الإنسان لا بدَّ من تأمينه له على مدى حياته وبمعايير جيدة.


6- الرعاية الصحية: من خلال الوقاية بالفحوصات الطبية الدورية والتطعيمات اللازمة، ومن خلال علاج الحالات المرضية.


7- الرعاية المعيشية: من خلال تأمين الاحتياجات الفيزيولوجية الأساسية من طعامٍ وشرابٍ وكساءٍ في بيئة جيدة ومناسبة.


8- الرعاية الاجتماعية: من خلال تنظيم الأنشطة والفعاليات المتنوعة الداخلية والخارجية، لأهميتها في بناء الشخصية والتواصل والتفاعل مع المحيط، والتعرف على النفس والآخرين، وتعزيز الشعور بالأمان الداخلي، والانفتاح العقلي وتعزيز الثقة بالنفس لأداء المهام المختلفة.


9- الرعاية التوعوية والتثقيفية: لحمايتهم من أي مخاطر تحدق بهم، ولحصول العلم لديهم بما حولهم من سبل الخير والشر، ولحمايتهم من أوجه الاستغلال؛ كالمخدرات، والعنف، والتحرش الجنسي، والانحلال الأخلاقي، والصحبة السيئة، والتدخين والإعلام الضار بمختلف وسائله لا سيما التقنية منها.


10- تنمية المواهب والقدرات: السعي لاكتشاف المواهب والمهارات الموجودة لدى الأيتام في مختلف المجالات، وتعزيزها وتطويرها، وتوفير البيئة المناسبة لها؛ فالموهبة بِذرةٌ مودعةٌ في أعماق الإنسان، تنمو وتثمرُ أو تذبل وتموت بحسب البيئة الثقافية والاجتماعية المحيطة، والموهوبون هم الطليعة التي غالبًا ما تحمل لواء التطوير والتغيير في كل المجتمعات وفي كل مجالات الحياة.


الخاتمة:

رعاية الأيتام لا تقتصر على النواحي الغذائية فقط؛ بل يتسع معناها ليشمل احتضانه، وتعليمه، والاهتمام بصحته، وإعداده نفسيًّا، وتربويًّا، ومهنيًّا لمواجهة المستقبل، والأخذ بيده نحو الفضيلة، وتقوية روحه وعقله، وزرع الأمل في نفسه، ومعاملته بصدق وإخلاص، والحرص على مستقبله وسلوكه، كما يحرص الأب على مستقبل أبنائه وسلوكهم.


وقد شدَّد الإسلام على رعايتهم بالمودة والعاطفة الصادقة، تعويضًا لهم عن بعض ما افتقدوه، وتخفيفًا للمصيبة التي يعانونها وهم صغار، لم تقوَ أعوادُهم بعدُ على مجابهة الحياة وشدائدها، كما منع إيذاءهم والإضرار بهم، أو النظر إليهم نظرات قاسية؛ لأنهم إن تعودوا النظرات الجافية الموجعة، وعودُهم لا يزال غضًّا طريًّا، تولَّد في نفوسهم النفور من الناس، فيكبرون وقلوبهم ممتلئة حقدًا على المجتمع؛ لأنهم عاشوا فيه منبوذين، فلا غرابة بعدئذٍ أن تتولَّد في أنفسهم الجفوة والعداوة بدلًا من الأُلْفة والمحبة.


ومن هنا قال النبي صلى الله عليه وسلم: «خيرُ بيت في المسلمين بيتٌ فيه يتيم يُحسَن إليه، وشرُّ بيت في المسلمين بيتٌ فيه يتيم يُساء إليه»؛ رواه ابن ماجه.


وفي سبيل تحقيق هذا النوع من الرفق وتنفيذه رغَّب الإسلام في مخالطة اليتامى ومؤاكلتهم ودمجهم في المجتمع، ومبادلتهم المحبة، وإشعارهم بقرب الناس منهم، قال تعالى: ﴿ قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ ﴾ [البقرة: 220].


وصلِّ اللهم على سيدنا محمدٍ وآله وصحبهِ أجمعين.


ملاحظة:

تم الاستفادة من عدة بحوث تناولت الجوانب الفكرية والنفسية والاجتماعية والتربوية للمراهقين والأيتام وتم إضافة التجربة الشخصية (30 سنة).

 


[1] بحث مقدم لمؤتمر رعاية الأيتام تنظيم اتحاد الجمعيات والمبرات الخيرية في دولة الكويت الشقيقة لعام 2023م.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • اللغة العربية والأمن الفكري
  • تعزيز ثقافة الأمن الفكري
  • مهارات الأمن الفكري (1)
  • الأنشطة والأمن الفكري
  • أهمية بناء الأمن الفكري

مختارات من الشبكة

  • خطبة أثر الإيمان بالله في تحقيق الأمن النفسي لدى الفرد والمجتمع(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أهمية الأمن الفكري(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • نعمة الأمن.. أهميتها وضرورتها (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أهمية تحقيق الأمن الغذائي (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • أهمية الأمن(مقالة - موقع الشيخ أحمد بن حسن المعلِّم)
  • أهمية مقاصد الزواج في تحقيق الأمن المجتمعي(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • خطبة المسجد النبوي 13/4/1432هـ - الأمن وأهميته في حياة المسلمين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أثر الإيمان بالله تعالى في تحقيق الأمن النفسي(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معلا اللويحق)
  • سجلات المحكمة الشرعية في بغداد وأهميتها في دراسة تاريخ العراق الاجتماعي والاقتصادي (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الوقف في المجال الاجتماعي وقطاع الخدمات وأهميته(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/11/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب