• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    المحطة الحادية عشرة: المبادرة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / تربية / تنمية المهارات
علامة باركود

من أجل سلامتك النفسية (3)

من أجل سلامتك النفسية (3)
محمود بن أحمد أبو مسلّم

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 6/1/2024 ميلادي - 24/6/1445 هجري

الزيارات: 2648

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من أجل سلامتك النفسية (3)


(5) اعتزل ما يؤذيك:

صحَّ عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه كما أخرج البيهقي في شعب الإيمان[1] من طريق زيد بن أسلم العدوي أن عمر رضي الله عنه قال: "اعْتَزِلْ مَا يُؤْذِيكَ، وَعَلَيْكَ بِالْخَلِيلِ الصَّالِحِ وَقَلَّمَا تَجِدُهُ، وَشَاوِرْ فِي أَمْرِكَ الَّذِينَ يَخَافُونَ اللَّهَ عزَّ وجلَّ"، هذه من النصائح الجليلة من أجل سلامتك النفسية.

 

ومعلوم أنه ليس مقصد سيدنا عمر رضي الله عنه بالأذى ههنا أنه الأذى البدني، فهذا بديهي، ولكن المقصود هو الأذى الذي يصيب النفس أو الروح.

 

مثلًا، ربما يصر رجل على مشاهدة مباريات فريقه في كرة القدم فيتعصب ويحزن إذا خسر الفريق، ويكتئب، وربما لا يأكل ولا يشرب ولا يكلِّم أحدًا، ويسِبُّ ويلعن، وهكذا. هذا أذى للنفس، أضِف إلى ذلك لو كان مدخنًا أو عنده مرض؛ كالضغط العالي أو السُّكَّري، عافانا الله وإياكم.

 

وربما يصاحب المرء أناسًا لا ينتبهون لكلامهم معه، يضايقونه بأفعالهم معه، أو يستخفُّون به، أو يذهبون إلى أماكن لا تناسبه، ولا يشعر فيها براحة، فيضطر أن يصحبهم كي لا يخسرهم، فيسبب له ذلك ألمًا نفسيًّا شديدًا بعد ذلك.

 

ومثل ذلك، في بيئة العمل، أحيانًا الكلام مع الزملاء في العمل يسبب له أذًى نفسيًّا، أو في تعامله مع الناس عامةً، ربما يجد غلظةً أو مكرًا أو استغلالًا، والأمثلة كثيرة على العادات والأشخاص والأماكن التي قد تسبب للإنسان أذًى نفسيًّا إذا خالطها.

 

فلخَّص عمر رضي الله عنه هذا الأمر، وقال: "اعتزل ما يؤذيك"، فالضرر الواقع على الروح والنفس مثل الضرر البدني أو أشدُّ.

 

بعض الدراسات الطبية النفسية تشير إلى أن ألم النفس والمشاعر ربما يتعامل المخ معه كألم البدن تمامًا، ويفرز نوعًا من المُسكِّنات (الأفيونية) الفورية لعلاج ذلك، تختلف كمياتها وتأثيرها من شخص لآخر. لكن الألم النفسي ليس كالألم الجسدي، بل يختلف عنه في وصفه ومعاييره، يقول دين برنيت في كتابه (فهم الأمراض النفسية)[2]: "مشكلات الصحة النفسية والعقلية غالبًا لا يمكن علاجها بنفس الطريقة التي تعالج بها العِلَل الجسدية؛ وذلك لأن لها أسبابًا غير ملموسة وأكثر تعقيدًا بكثير. وتظهر المشكلات هنا عندما يمضي الأطباء قدمًا في المحاولة، ويُجرِّبون نفس الطريقة على أي حال، وهذا يحدث كثيرًا على ما يبدو".


على أي حال، ما لا شك فيه هو أن الألم النفسي يسبب ألمًا بدنيًّا، ويؤثر في الإنسان فيزيائيًّا، فيصيبه بالصداع أحيانًا، أو الإسهال، أو الدوار، أو الغثيان، أو عسر الهضم، وآلام في أنحاء من الجسم؛ كالذراعين والقدمين. هذا في أحواله البسيطة، بل دافع الطبيب جابور ماتيه في كتابه (عندما يقول الجسد لا)[3] بعد سرده للعديد من الأمثلة على أن الأمراض الجسدية الخطيرة ربما كان الفاعل المؤثر فيها هو تاريخ الحالة النفسية المتردية للمريض قبلها على مَرِّ سنوات، سواء كانت في مرحلة الطفولة أو بعدها!

 

والأمر الغريب هو أن كثيرًا مما يصيب الناس من آلام نفسية يكون من حيث لا يشعرون، ومن حيث يتوهمون أن الشيء الذي يفعلونه ويمارسونه (وهمًا) للتخفيف عنهم، هو نفس الشيء الذي يصيبهم بداء في أنفسهم من حيث لا يشعرون، فلا يفطنون إلى أن التواصل الاجتماعي، والاختلاط بالناس مثلًا، لا بد أن يكون بقدر، ولا ينبغي أن ينخرط الإنسان أكثر مما ينبغي فيما لا يعنيه.

 

مثال: امرأة تتصل بشقيقتها يوميًّا، لا بأس، لكن البأس أن تستمر المكالمة يوميًّا لساعات، يتخللها حكايات وغيبة ونميمة وصراعات، والتلهُّف والفضول لمعرفة أخبار من حولهما، والسؤال عن ذلك وتتبُّع أخبار الأقارب، والجيران والزملاء بكل تفاصيل ذلك، كذبًا كان القصص أو صدقًا، فيؤثر ذلك في الحالة النفسية بعد، وفي ردود أفعالهما تجاه الآخرين، وتجاه أبنائهن وأزواجهن، دون أن تشعر المرأتان بذلك، فالمخ آلة تخزين جبَّارة، يسترجع ما تهتم أنت به وتَحذَره أو تحبه دون أن تشعر.

 

أو مثلًا: إفراط الرجل في معرفة الأخبار الاقتصادية والسياسية وتتبُّعها وقراءة ومشاهدة تفاصيل لا حصر لها، ولا فائدة منها، ولا يزيده ذلك إلا ألمًا وكآبةً وحزنًا، ويزيد الأمر سوءًا في وقت الفتن والأزمات، تجد الرجل لا يكاد يترك هاتفه مُتتبِّعًا للأخبار والفيديوهات والتعليقات والتحليلات، مع أنه ليس له من الأمر شيء، ولن يفيده ذلك سوى أن تسوء صحته وحالته النفسية.

 

أو خروج الرجل المتواصل يوميًّا مع أصدقائه، سواء كان هذا الرجل متزوجًا أو لا، والحقيقة أن حال المتزوج يكون أسوأ، فاعتياد النفس على الترويح خارج المنزل هو بمثابة الاعتراف أن داخل المنزل "عقوبة"، وهذا الأمر في النساء، لو أصبن به، أسوأ منه في الرجال. ولا بد أن تتغير الفكرة وتنقلب إلى الضد، فكثرة الخروج يفسد الروح بالنميمة والغيبة، وإطلاق الأحكام على أناس لا يعرفهم من يتحدثون عنهم في مجلس ما، ثم الكلام فيما لا يفيد، ثم معرفة أخبار المقربين والجالسين، التي تحفز في النفس الحقد والبغضاء والحسد على من يتحدثون عنهم، الأمر الذي من شأنه أن ينعكس سلبًا على النفس، ثم على من تعيش معهم عند رجوعك إلى المنزل!

 

الشاهد: اعتزل ما يؤذي روحك سواء كنت تعلمه أو لم تفطن إليه بعد. وبالنسبة لهذه الأخيرة، ليس الأمر مستحيلًا أن تلحظه إذا خلوت بنفسك قليلًا فقط، وتساءلت: "متى" يصاب مزاجي بالسوء؟

 

لو كنت صريحًا مع نفسك كفاية في الإجابة عن هذا السؤال فستوقن باعتزال ما يؤذيك حتى لو كان ظاهره غير ذلك. نعم ربما يكون ذلك صعبًا، لكنه بالتأكيد ليس مستحيلًا، عليك بهذه الخطوات البسيطة فقط إن أردت اتخاذ قرار الاعتزال (أو حتى قرار تثبيت عادة جيدة):

• إدراك مساوئ هذا الأمر، والقناعة بأن مساوئه أكثر من حسناته.

 

• التقليل منه تدريجيًّا.

 

• البحث عن بديل أفضل، وداعم خارجي (كصديق ناصح، أو كتاب جيد، أو فيديوهات تحفز ذلك... إلخ).

 

• الالتزام والتكرار بالتقليل حتى الامتناع تمامًا.

 

نموذج (1) "بيئة العمل":

لكن أحيانًا، يكون ما يؤذينا مفروضًا علينا، لا نستطيع تجنُّبه في الحقيقة؛ كبيئة العمل السامة، وهي التي:

1- ينتشر فيها القيل والقال والنميمة والطعن في الظهر.

 

2- وانتقاص الجهد، وعدم التقدير، والتقليل من قدر الآخرين.

 

3- والمحسوبية بترقية ومكافأة مَن لا يستحق.

 

4- وصعوبة التواصل مع المديرين.

 

5- وفقدان الثقة بين العاملين، وحجب المعلومات عن بعضهم البعض.

 

6- بيئة متنمرة، ومدير مستبد.

 

7- اللوائح والمبادئ والاجتماعات وما يقال فيها في ناحية، والعمل في ناحية أخرى مع انعدام للتواصل الصحي والشفافية المرضية.

 

8- الخوف من ارتكاب أي خطأ ولو كان صغيرًا الذي ربما يعرضك للتوبيخ والتحقيق أو حتى الفصل!

 

والكثير من علامات أخرى للبيئة السامة للعمل، التي في الحقيقة تمرض صاحبها، وتشعره بالكآبة والضجر والحزن كلما تذكرها أو تكلم عنها، بل هو يتكلم عنها مرارًا، وهذا من أكثر التأثيرات السلبية لبيئة العمل السامة، أعني عدم التوقف عن الكلام والتفكير فيها وعنها في كل مناسبة.

 

ما العمل؟

توصيات الخبراء والمختصين للتعامل مع بيئة العمل السامة يمكن أن نُلخِّصها فيما يلي:

أولًا: اترك هذا العمل!

تتكلم عن عملك طوال الوقت- تفكر فيه طوال الوقت- يسبب لك الضغط والتوتر المستمرين، لا يترك لك فرصة للراحة والاستمتاع بحياتك الشخصية والعائلية.


عزيزي كلُّ هذه رايات حمراء أن هذا العمل يأكلك أو بالأحرى يلتهمك!


يظن البعض أن تغيير الوظيفة هو أصعب الحلول على الإطلاق، نظرًا لاستقراره المادي "تحديدًا" وعدم الرغبة في تعريض هذا الاستقرار لمجازفة ربما تكون مدمرةً لحياته ومهددةً لها! لكن الحقيقة بخلاف هذا، بداية: الله هو الرزاق ذو القوة المتين، من توكَّل عليه كفاه، وحسبك ربك وكيلًا، ولا تخف من ذي العرش إقلالًا.

 

كثيرًا ما نظن بسبب منطقة الراحة التي نحن فيها "Comfort Zone" أن أي خطوة خارجها تعني الموت، كالعصفور في القفص، يظن أن نهايته إذا طار خارجه، وأن القفص هو أمانه ونجاته.

 

بل دعني أقول لك في كلمات بسيطة بصفتي كنت مديرًا للموارد البشرية: خطط جيدًا، ابحث بمهارة وصبر عن عمل بديل، احسب تكلفة ترك العمل لتأمين فترتك الانتقالية. واعلم أن صحتك النفسية والبدنية أهم كثيرًا من المال، صدِّقني لا يعوض سلامتك الصحية والنفسية أموال الدنيا!

 

ثم دعني أهمس في أذنك: "عملك الخاص- إن قدرت على ذلك - هو نجاتك من عبودية الوظيفة".

 

وأخيرًا، تغيير وظيفتك ليس بالأمر المرعب كما تظن. فقط ابدأ، وكل شيء سيكون على ما يرام، فالسِّرُّ في التقدم، والنجاح هو أن تبدأ!

 

ثانيًا: تعَلَّم المواجهة:

سأتكلم بعد قليل عن التعامل مع الأشخاص الذين يؤذونك وربما لا تستطيع اعتزالهم أو تجنبهم، لكن على أي حال، في بيئة العمل السامة، لا بد أن تتمرَّن وتتعلَّم مواجهة ما يخيفك من هذه البيئة؛ فإذا كان مديرك يكلفك بأعمال كثيرة، تعلم أن تقول له: هذا كثير في الحقيقة، ولا أستطيع إتقان هذا الكم من العمل، أو عندما يحاول البعض أن يسرق جهدك وأفكارك، فتعلم أن تظهر جهدك وأفكارك بصورة مكتوبة ورسمية، وأن تتحدث عنها دومًا في كل مكان بلطف وحكمة؛ كي يعلم الجميع أن هذا هو جهدك وفكرتك.

 

وإذا كان زملاؤك مثلًا يغتابون باستمرار الآخرين أمامك، فينبغي تنبيههم إلى خطورة هذا الأمر في الدين والدنيا بحكمة ولطف، فإن لم تستطع، فاخرج من المكان فورًا ولا تستمع لأي كلام سلبي أو محبط، ولا تعوِّد نفسك أن تستمع إلى أيٍّ من هذا.

 

(ثم اعلم أن تجنُّب الأشخاص السلبيين أو "السامين"- إن صح التعبير- داخل بيئة العمل، يعتبر أحيانًا هو المواجهة المطلوبة)!


وأخيرًا فإن إلمامك بقوانين العمل، وتعليمات ولوائح منظمتك، من أهم أدوات المواجهة، ويجعلك دومًا في مأمن من أن يمَسَّك أحدهم بسوء، إلا أن يشاء الله شيئًا، فالمهم أن تتقن قواعد اللعبة دومًا، كي تلعبها أفضل من غيرك.

 

ثالثًا: الحدود راحة وأمان!

وههنا أمران:

الأول: لا تترك الأمر والمعاملة بينك وبين الزملاء من دون سقف يوقفها؛ بل اجعل لك حدودًا وسقفًا واحدًا واضحًا بينك وبين زملائك. لا عيب في ذلك ولا ضير. وهذا نافع للنساء أكثر. فتعلم المرأة أن يكون لها حدود واضحة لا يتخطَّاها أحد، لن يسمح لأحد بمضايقتها أو استفزازها بأي صورة.

 

الحدود الشخصية راحة، والغموض مطلوب في بيئة لا ضمان فيها لضمائر الآخرين، فبيئة العمل مضمار منافسة على الدنيا، والمنافسة على الدنيا ربما كانت غير شريفة!

 

الإشكال أن يأتي أحدنا إلى الوظيفة وهو يظن أن بيئة العمل هي "مصحته النفسية" وشيزلونج الطبيب، ما أن يدخل حتى يبدأ في سرد مشاكله وأحزانه وهواجسه وكل ما يخصه. فيبدأ الآخرون بالحكم عليهم بما يرونه، وتبدأ مكينة النصائح غير المسئولة تخرج لك كل ما يمكن إخراجه!

 

حتى لو كان زميلك في العمل هو صديقك المفضل، لا تتحدث عن مشاكلك الشخصية داخل بيئة العمل قدر المستطاع، اترك ذلك لمجلسكم الخاص معًا.

 

والثاني: كان يقال لنا: إذا دخلت بيتك فاترك العمل على الباب، وإذا دخلت العمل فاترك البيت على الباب!

يا صديقي، إن مكان العمل للعمل فحسب، اتقن ما تعمل، انشغل بنفسك، ثم اذهب إلى منزلك وأعْطِ كل ذي حقٍّ حقَّه، لا ضرر ولا ضرار!

 

رابعًا: حافظ على أخلاقك!

اعلم أن هذا الأمر يبدو صعبًا جدًّا لدى البعض! لكن حاول دومًا أن تكون مهنيًّا Professional داخل بيئة العمل، لا تدع الضغوط عليك والمشاكل تدفعك لتكون شخصًا آخر.

 

لا تقع في فخ سوء الخلق، ولا تنجذب لتكون مثل من حولك، دائمًا كن حسن الخلق، فحسن الخلق هو مفتاح الأبواب المغلقة، حتى لو تعرضت للاستفزاز، وهذا أسلوب البعض داخل بيئة العمل، أن يستفزك لتخطئ، فتمالك نفسك، وتدرَّب على ألا تنفعل، حاول المواجهة بالكلام الحسن وتوسيط الزملاء العقلاء لحل المشاكل، فإن لم ينفع، فالطريق الرسمي إذًا هو الحل الأخير. المهم أن تحافظ على سلوكك الإيجابي وأخلاقك الحسنة فإنها سبيل الأقوياء، وليس العكس كما قد تظن!

 

نموذج (2) أذى القريب:

التعرض للأذى من شخص لا نعرفه ولا يمثل لنا أهمية أمر هيِّن ويسير بالمقارنة بالتعرض للأذى من شخص مُقرَّب لنا الذي قد يسبب أذاه- "ولو كانت كلمة غير مقصودة أحيانًا"- مشكلة كبيرة لدى بعضنا، هذه حقيقة.

 

ويبقى شعار حسن الظن هو طوق النجاة لمثل هذا الأذى، فحسن الظن بالآخرين عمومًا وبمن نحب خصوصًا هو أسلمُ الطرق لمعالجة هذا الأذى، الذي ربما يكون متعمدًا أحيانًا في الواقع!

 

لكن كيف نحسن الظن بمن تعَمَّد أن يؤذينا؟

 

نعم، هذا سؤال صعب الحقيقة، ومعالجة هذه المسألة تتطلَّب الكثير بل الكثير جدًّا من مجاهدة النفس!

 

ابدأ أولًا بخير أنموذج لمعالجة هذا الأمر، وأمرنا ربُّنا أن نتبع هديه وسنته، وأن نتأسَّى به إن أردنا النجاة في الدنيا والآخرة، وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال سبحانه: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ ﴾ [الأحزاب: 21].

 

- فعند البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلَّم يَتَقَاضَاهُ، فَأَغْلَظَ، فَهَمَّ بِهِ أَصْحَابُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((دَعُوهُ فَإِنَّ لِصَاحِبِ الْحَقِّ مَقَالًا))، ثُمَّ قَالَ: ((أَعْطُوهُ سِنًّا مِثْلَ سِنِّهِ))، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَا نَجِدُ إِلَّا أَمْثَلَ مِنْ سِنِّهِ، فَقَالَ: ((أَعْطُوهُ، فَإِنَّ مِنْ خَيْرِكُمْ أَحْسَنَكُمْ قَضَاءً)).

 

والقصة أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم اشترى من هذا الرجل جزورًا- أي: جملًا- بمقدار من التمر العجوة، فلما رجع رسول الله إلى بيته لم يجد التمر، فلما جاء الرجل ليتقاضى التمر فلم يجده، احتدَّ في قوله وغضب على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إنه أغلظ في القول كما جاء في رواية مسند الإمام أحمد أنه قال: "واغدراه"، يتهم رسول الله بالغدر، فهَمَّ أصحابُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم أن يفتكوا بالرجل، فقال رسول الله: ((دعوه، فإن لصاحب الحق مقالًا)).

 

وههنا أمران:

1- أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم تفَهَّم وجه غضب الرجل وقوله كلمة شديدة "ربما تعتبر كفرًا" فحاشا رسول الله أن يغدر أو أن يخطر له ذلك أصلًا؛ لكنه تحمَّل منه؛ لعلمه بشدة غضبه وشعوره أن ماله ربما ضاع وربما لن يعوضه أحد!

 

هذا التفهُّم لغضب الرجل وعدم مواجهته بغضب مثله، أو الرد عليه، هو في الحقيقة ما يعرف "بالعقل الكامل".

 

2- أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قد أعطاه خيرًا مما أخذ منه، فكان كالمقابل للسيئة بالحسنة، في نموذج عملي تطبيقي لقوله تعالى: ﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾ [فصلت: 34]، فإذا كان توجيه ربنا أن يكون ردُّ فعلنا تجاه عدوِّنا كأنه ولي حميم- يعني: قريب عزيز علينا!- فما بالك بخطأ القريب، كيف لنا أن نواجهه ولو كان متعمدًا؟!

 

بل في معرض مدح ربنا لأولي الألباب في سورة الرعد، وأولو الألباب هم أصحاب العقول الراجحة الكاملة، وكثيرًا ما مدح ربنا العقلاء في القرآن، لتعلم أن مقابلة السيئة بالإحسان هو سبيل العقلاء، قال ربنا: ﴿ وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ ﴾ [الرعد: 22]، ويدرءون بالحسنة السيئة؛ أي: يدفعون الشر بالخير، ولا يكافئون الشر بالشر، ولكن يدفعونه بالخير. وهذا منتهى العقل الكامل، وعواقبه أكثر جمالًا، وأحسن مآلًا من سوء الظن وحمل الشحناء والبغضاء والكره والمشاعر السلبية الأخرى داخلك، والآيات الآمرة بالعفو والصفح ورد السيئة بالحسنة كثيرة في القرآن.

 

صديقي، المشاعر السلبية هذه تقتلك أنت أولًا؛ لذلك كانت القوة كل القوة في العفو والصفح وحسن الخلق، ليس فقط قوة؛ بل سلامة صحة نفسية وبدنية. فكم من رجل مرض بسبب حزنه الشديد من كلمة قالها عزيز له أو حتى غريب. نعم، ربما حزنَّا، لكن لا ندع لحزن يتملَّك منا حتى يقتلنا، ندفع الحزن بحسن الظن، بأخذ مسافة حتى تهدأ الأمور، بالعفو والصفح والمسامحة، بالتغافل والنسيان، فالشيطان لن يتوقف عن الوقيعة بيننا، ولن يتوقف عن النفخ في أنفك بالكبر، وشحنك لرد الإساءة بل وردها بكل قوَّة. واعلم أنه لا كاسب في هذه المعركة، بل الكل خاسر، والرابح الشيطان، لا ربَّحه الله.

 

وهذه مواقف تكررت كثيرًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يقابلها صلوات ربي وسلامه عليه إلا بهذين:

• تقدير الموقف ومشاعر الآخرين.


• دفع السيئة بالإحسان.


وفي الصحيحين أيضًا، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: "كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهِ رِدَاءٌ نَجْرَانِيٌّ غَلِيظُ الْحَاشِيَةِ، فَأَدْرَكَهُ أَعْرَابِيٌّ، فَجَبَذَهُ بِرِدَائِهِ جَبْذَةً شَدِيدَةً نَظَرْتُ إلى صَفْحَةِ عُنُقِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ أَثَّرَتْ بِهَا حَاشِيَةُ الرِّدَاءِ مِنْ شِدَّةِ جَبْذَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مُرْ لِي مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي عِنْدَكَ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَضَحِكَ، ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ".

 

تخيَّل يأتي أحدهم ويعصر قميصك بقبضة يده حتى يُعلِّم ذلك في رقبتك من شدة مسكته لك، ويقول لك: "أعطني مالًا".. أترك الرد لك!

 

لكن بتطبيق قاعدة رسول الله، فربما شدة حاجة هذا الرجل إضافة إلى خشونة خلقه أصلًا، جعلته يتصرف هذا التصرف القبيح، ثم لا يرد عليه رسول الله بنفس الأسلوب بل يقابل هذا الفعل بالإحسان فيأمر له بمال. فما ظنك بالحالة الإيجابية التي يتسبب فيها ردُّ فعل رسول الله بالرجل هذا، وبالناس حول رسول الله من الصحابة، وهذا الدرس أمام أعينهم! من فضلك لا تقل لي: "هذا رسول الله" وأنا لست رسول الله!

 

هذا ردٌّ ضعيف، فيه ضعف فهم لأمر القرآن ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ ﴾ [الأحزاب: 21]، فما دام رسول الله بشر، والله أمر باتباع الرسول كقدوة للبشر، إذًا فخُلُق رسول الله يمكن تكلفه وتقليده. حتى لو لم تستطع موافقة رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل وجه، لكن بالتأكيد تستطيع أن توافقه في بعض ذلك، وبالتدريب تُتقن الأفعال!

 

- وفي الصحيح أيضًا، يمُرُّ رسول الله بامرأة تبكي على قبر، فَقَالَ لَهَا: ((اتَّقِي اللَّهَ وَاصْبِرِي))، فَقَالَتْ لَهُ: إِليكَ عَنِّي، فَإِنَّكَ لَا تُبَالِي بِمُصِيبَتِي، قَالَ: وَلَمْ تَكُنْ عَرَفَتْهُ، فَقِيلَ لَهَا: إِنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخَذَها مِثْلُ الْمَوْتِ، فَجَاءَتْ إلى بَابِهِ، فَلَمْ تَجِدْ عَلَيْهِ بَوَّابًا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكَ، فَقَالَ: ((إِنَّ الصَّبْرَ عِنْدَ أَوَّلِ صَدْمَةٍ)).

 

طبِّق القاعدة، لما قالت له المرأة: "إليك عني" وهو رسول الله، ثم جاءت معتذرةً، لم يواجهها بما قالت؛ بل عذرها وقدَّر حالتها من الحزن، ثم وجَّهها ووجَّهنا جميعًا التوجيه الكامل بالكلام القليل الحسن: ((إنما الصبر عند الصدمة الأولى)).

 

والأمثلةُ كثيرةٌ من سُنَّةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، كردِّ فعله صلى الله عليه وسلم مع الرجل الذي تبوَّل في المسجد، وكالصحابي الذي تكلَّم في الصلاة، وغيرها من أحاديث وقصص رسول الله لو قابلتك ستجد القاعدة النبوية مطبقة: (تقدير الموقف ومشاعر الآخرين، ودفع السيئة بالحسنة).


ثم إني من خلال قراءتي وجدت لك هذا المقال النافع للدكتور Gregory L. Jantz على موقع Psychology Today بعنوان "تسع طرق للاستجابة عندما يجرحك أحدهم"، 9 Ways to Respond When Someone Hurts You. وجدت أنها توافق ما ذكرناه إلى حد كبير، ولو تأملت فيها جيدًا، لعلمت أن ربنا سبحانه وتعالى قد لَخَّصها في قوله: ﴿ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النور: 22].

 

وهذه التسع هي:

1- تعرف على الدافع وراء هذا الفعل، متعمد؟ غير متعمد؟ أم هو سوء فَهْم؟ استمع إلى قلبك، فهو مؤشر جيد في هذه الأحوال، وتريث قبل أن تقوم بأي رد فعل حتى لا يستصحب ذلك أمر سوء كان بينكما في الماضي مثلًا. اختر أن يكون رد فعلك عن دراية بدلًا من أن يكون بدافعك الغريزي.

 

2- قاوم رغبتك في الدفاع عن موقفك، فإذا أردت مواجهة من آذاك، فلا تواجهه إلا بما تشعر تجاه ما حدث، فكم من مواجهة يمكن نزع فتيلها عن طريق ترك الدفاع عن نفسك وترك العداء للطرف الآخر. عندما تلتزم بالتعبير عن شعورك فحسب، فأنت بذلك تمنح الطرف الآخر فرصةً ليشرح لماذا قام بما قام؛ ومن ثمَّ يمكنكم التوصُّل معًا إلى توافُق في الآراء، يؤدي بإذن الله إلى تسامح متبادل.

 

3- دع الحاجة لأن تثبت أنك على صواب، فهذا بلا شك سيؤدي إلى تصعيد الأمور، ووصولها إلى الأسوأ؛ لأن الطرف الآخر سيتمسك برأيه، وعند اختلاف الآراء ليس من الضروري أن يكون أحد الطرفين مخطئًا والآخر على حق. يمكنك ببساطة ألا توافق على وجهة نظره.

 

4- حاول أن تتأكد أنك لم تفعل أي شيء ربما ساهم في هذا الحدث، وأنت لا تشعر، فإذا كان الأمر كذلك فبادر بالأسف ولا تتردد.

 

5- استجب للفعل، ولا تبدي رد فعل، فالأول يحتاج إلى تريث وأن تأخذ وقتك لتفكر وتقيم الموقف قبل أن تجيب بأي شيء، فهذا يجعلك مسيطرًا أكثر على سلوكك. واعلم أن بعض الإساءات التي تعرضت لها في الماضي ربما كوَّنت عندك بعض الأزرار الحساسة جدًّا التي يمكن للآخرين أن يضغطوا عليها عن غير قصد دون فهم عواقب لمس هذه الأزرار. فأن تتريث قبل الرد لتقيم كل ذلك سيساعدك على الاستجابة بشكل مناسب؛ مما يمنح جوابك على الآخر قوة، ومعنى أكبر.

 

6- تبنَّى موقف بناء الجسور بدلًا من الهجوم أو الانسحاب، فموقف العفو والتصالح أسهل على الجميع من الموقف العدائي وتبعاته. والتدرب على الحفاظ على سلوك الود والتقبل ليس معناه أنك توافق الشخص على ما فعله تجاهك، لكنك اخترت مسبقًا أن تتصرف بدافع العفو والود. حتى عندما توضح وتشرح مخاوفك له، فإنك تفعل ذلك على أعتاب باب مفتوح للمصالحة، صدقني ستجد نفسك سعيدًا بعدد المرات التي يختار فيها الشخص الآخر المرور عبر هذا الباب.

 

7- اعلم أنك ربما تكون مصبًّا لغضب الشخص هذا؛ ولكنك لست مصدرًا له، نعم، ربما تكون أنت القشة التي قصمت ظهر شخص آخر؛ ومن ثم يمكنك أن تتحمل مسئولية الجزء الخاص بك، لا بأس، لكن تجنَّب الوقوع في فخِّ القبول وتحَمُّل خطيئة الآخرين.

 

8- أنشئ حدودك الشخصية، وهذا جزء من استعادة قوَّتِك وثقتك الشخصية، فإن لك كل الحق في تحديد حدودك والإصرار على احترامها (كعدم قبول إهانة أو سبٍّ مثلًا).

 

9- لا تجعل إيذاء شخص لك أن يسلبك سعادتك الشخصية، وتذكَّر أنك المسؤول الأول عن سلوكك ورد فعلك! فيمكنك ببساطة تجاوز ما حدث والمضي قدمًا.

 

فلو كان الخطأ غير متعمد، فسَلْ نفسك: "لماذا أقوم بتضخيمه إذًا من خلال التمسُّك به؟".

 

ولو كان الخطأ متعمدًا وطلب الشخص الصفح، فسَلْ نفسك: "فإذا طلب الشخص الصفح مني، لماذا لا أزال عالقًا في الألم؟".

 

ولو كان الخطأ مقصودًا ولم يطلب الشخص مغفرتي، فقل لنفسك: "لقد اخترت أن أغفر للألم الذي سبَّبَه لي هذا الشخص، حتى أتمَكَّن من تجاوزه"، ثم أكِّد على نفسك وصَمِّم أن تكون سعيدًا، هذا خيار يجب أن تتمسك به من أجل نفسك.

انتهى المقال ملخصًا محررًا.

 

ملحوظة:ما قرأته سابقًا يحتاج إلى القراءة مرة أخرى، وأن تتأمله جيدًا، وتضيف عليه قراءات أخرى، وتتدرَّب عليه مرةً بعد مرةٍ حتى تتقنه، فتغيير السلوك أمر ليس بالمستحيل، لكن يحتاج إلى تدريب وقراءة وفهم، وتدبر لكلام ربنا سبحانه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

 

يُتبَع.



[1] وهو أثر صحيح، ولا يضرُّه إرساله، فزيد لم يسمع من عمر، لكنه مولاه، وهو ثقة عالم فقيه، وأبوه أسلم من أجلِّ موالي عمر رضي الله عنه، فلا شكَّ أن هذا مما سمعه زيد من أبيه أو من عبدالله بن عمر رضي الله عنهم جميعًا.

[2] دين برنيت، فهم الأمراض النفسية، عصير الكتب، 2022، ص69.

[3] جابور ماتيه، عندما يقول الجسد لا: دليل شامل لتأثير الضغط النفسي على الجسد وسبل الشفاء منه، عصير الكتب، 2023.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • من أجل سلامتك النفسية (1)
  • من أجل سلامتك النفسية (2)
  • لسلامتك أجل مكالمتك (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • في الحرف شفاء(مقالة - حضارة الكلمة)
  • ما حكم زيادة الثمن في البيع لأجل الأجل؟(مقالة - موقع د. طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري)
  • "رمضان ليس من أجل رمضان، رمضان من أجل بقية السنة"(مقالة - ملفات خاصة)
  • تفسير: (ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده ثم أنتم تمترون)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أخون خطيبتي لأجل حبيبتي وحبيبتي تخون خطيبَها لأجلي(استشارة - الاستشارات)
  • خطوات بسيطة ينبغي على الآباء اتباعها من أجل سلامة الهاتف والإنترنت(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • سلامة الصدور.. ثمرات وأجور (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإسلام والسلامة النفسية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • معايير السلامة النفسية(مقالة - مجتمع وإصلاح)

 


تعليقات الزوار
1- ثناء
زيزي - مصر 07-01-2024 09:22 PM

اللهم بارك يا رب
كالعادة رائع ما شاء الله
ربنا يزيدك من علمه
ويبارك فيكم يا رب
ننتظر منكم الأفضل دوما

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/11/1446هـ - الساعة: 15:5
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب