إذاعة مدرسية توعوية

إذاعة مدرسية توعوية

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله كم أعطى من النعيم، الحمد لله كم منح من الخير العميم، الحمد لله كم تفضل به من النوال الجسيم، الحمد لله عمت نعمه، وانصرفت نقمه وتضاعف كرمه.

والصلاة والسلام على محمد الأمين، وآله وصحبه أجمعين، ومن هم على النهج القويم إلى يوم الدين.

ثم أما بعد:

مع إشراقة شمس هذا الصباح، ومن منبر إذاعتكم الصداح، نقدم لكم ما يشرح الصدور، وينير العقول، ويظهر البسمة، هاهي صفحة التقويم تشير إلى أن هذا اليوم (..............) الموافق (..............) من شهر (..............) لعام ألف وأربعمائة و(..............) من الهجرة النبوية.

ونستمع إلى آيات بينات نيرات عطرات، من كلام الرحيم الرحمن:

القرآن الكريم

قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ * وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ * وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ ﴾ [المؤمنون: 12 - 18].

ونزيد من محبة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم في قلوبنا بسماع أحاديثه الخالدة:

الحديث

عن عائشة - رضي الله عنها - زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفَّر الله بها عنه، حتى الشوكة يُشاكها" رواه البخاري.

ونستفيد من حكم الحكماء، الخبرة والتجارب:

الحكمة

• إذا كان الشغل مجهدة فإن الفراغ مفسدة.

• من عرّضَ نفسه للتهمة، فلا يلومنَّ من أساء الظن بِه.

ونستريح إلى فقرةٍ توعوية وشجرةٍ ظليلة تؤتي أُكُلَها بإذنِ ربها:

نظرة قاتمة

يقول كلمته بكل إبداع، فعباراته منتقاة، وكلماته مركبة تركيبًا فائق الدقة، وحديثه شائق، نبرات صوته متنوعة، تجذب كل من سمعها، ثم في ختام حديثه يتلعثم لسانه ويخطئ في نطق إحدى الجمل، فترى جمهوره الذي صفق له بحرارة يهمزون، وينصب جُلُّ اهتمامهم وتركيزهم على خطئه، ويتجاذبون ذلك المتحدث فيما بينهم حتى يجردوه من تميزه، وربما نعتوه بأنه غير جدير بإلقاء كلمة على الملأ.

تلك هي سياسة تصيد الأخطاء التي ينتهجها كثير من الناس، خصوصًا أولئك الذين لا شأن لهم سوى الانتقاد. أكاد أجزم أن الكل قد لاحظ تلك السياسة والتمسها في محيطه، بل إن الأغلبية تجدهم يتذمرون منها، ولكنهم في الوقت نفسه يمارسونها باتجاه الآخرين.

هنالك أغلبية من الناس ينظرون إلى من حولهم من زاوية ضيقة فلا يرون إلا ما هو أسود، ينتقدون كل شيء: المجتمع والأسرة والجيران والمسجد وإمامه ومؤذنه، بل حتى الطبيعة لم تسلم منهم.

إنهم يسيرون حياتهم وفق معتقداتهم الذاتية، تلك المعتقدات التي توحي إليهم بأن ما حولهم مظلم، وأنهم على صواب والبقية مخطئون، تلك المعتقدات بَذَرَتها تربيةُ الصغر، وروتها أحداث مر بها أولئك، فوافقت ما يشعرون به.

إنهم في حاجة إلى تصفية تفكيرهم، وتحسين معتقداتهم حتى تتضح زاوية الرؤية لديهم، فينظروا إلى كل شيء باتزان ليُعطى كل شيء حقه، ولا يطغى جانب السلب على الجانب الحلو - جانب الإيجاب -.

دعوة للمجتمع.. لنكن أكثر إيجابية، لنكن أكثر نقاء، فننظر إلى الأمور بصفاء وعفوية، دعك من الجانب المظلم، وأبق بصرك في الضوء الساطع الجميل.

احمل منظار النقاء، وانظر به ما حولك، ومزق شبكة تصيد الأخطاء، فلن يسمنك صيدها، ولن يغنيك من جوع.

وننتقل إلى فقرة مختارة بعنوان:

كتب ومؤلفون

كتاب: الشعر والشعراء.

المؤلف: ابن قتيبة. يقع هذا الكتاب في مجلد واحد تحدث فيه المؤلف - رحمه الله - عن مائتين وستة شعراء، ذاكرًا سيرهم وأنسابهم وطائفة من أعذب أشعارهم. فخرج الكتاب في حديقة غناء ينهل منها الأديب، ويستفيد منها المتعلم، ويستمتع بها القارئ.

يقول المؤلف في مقدمة كتابه: "وكان أكثر قصدي للمشهورين من الشعراء الذين يعرفهم جُلُّ أهل الأدب، والذين يقع الاحتجاج بأشعارهم في الغريب وفي النحو وفي كتاب الله - عز وجل -، وحديث نبيه صلى الله عليه وسلم ".

"تاريخ وحَدَث" هو برنامجنا التالي:

تاريخ وحدث

• في سنة (40هـ) استشهاد علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -.

اتفق الخوارج فيما بينهم على قتل الإمام علي - رضي الله عنه -، وحددوا لذلك عبد الرحمن بن ملجم، إذ تمكن من طعن الإمام علي - رضي الله عنه - بالسيف، وهو خارج لصلاة الفجر من يوم الجمعة الثامن عشر من رمضان عام أربعين هجرية، وعندما هجم المسلمون على ابن ملجم ليقتلوه نهاهم عليٌّ قائلا: "إن أعش فأنا أولى بدمه قصاصًا أو عفوًا، وإن مت فألحقوه بي أخاصمه عند رب العالمين، ولا تقتلوا بي سواه، إن الله لا يحب المعتدين" واختلف في مكان قبره. وباستشهاده - رضي الله عنه - وبموته انتهى عهد الخلفاء الراشدين.

وصايا، هي فقرتنا القادمة:

من وصايا ابن الجوزي

يا صاحب الخطايا: أين الدموع الجارية؟ يا أسير المعاصي ابك على الذنوب الماضية، أسفًا لك إذا جاءك الموت وما أنبت، وا حسرة لك إذا دُعيت إلى التوبة فما أجبت، كيف تصنع إذا نودي بالرحيل وما تأهبت؟ ألست الذي بارزت بالكبائر وما راقبت؟!

ويقول:

أين ندمك على ذنوبك؟ أين حسرتك على عيوبك؟ إلى متى تؤذي بالذنب نفسك، و تضيع يومك كما ضيعت أمسك، لا مع الصادقين لك قدم، ولا مع التائبين لك ندم، هلا بسطت في الدجى يدًا سائلة، و أجريت في السحر دموعًا سائلة.

وقبل الختام لابد من دعوة، نرفعها إلى ربنا - تبارك وتعالى -:

دعاء

"اللهم يا رب كل شيء، ويا مالك كل شيء، هَبْ لنا من بركات كل شيء، وآتنا حسنات كل شيء، واغفر لنا ذنوب كل شيء، وبارك لنا فيما أعطيتنا من كل شيء، يا رب العالمين ويا أرحم الراحمين".

وفي الختام نقول:

مَن ذا الذي ما ساءَ قطُّ؟ ♦♦♦ ومَن له الحُسنى فقطْ؟

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته