• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المرأة وموقعها في المجتمع الإسلامي (خاطرة نقدية ...
    عبدالإله أسوماني
  •  
    جذور طرائق التدريس الحديثة في الهدي النبوي ...
    هبة أحمد مصطفى
  •  
    رسالة تفاؤل
    أسامة طبش
  •  
    حاجة الشباب إلى اللعب والترفيه
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    أسلوب عرض درس في اللغة الأجنبية
    أسامة طبش
  •  
    حاجة الناس إلى الحب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    دور الأوامر والحوار في علاج مشكلات الأطفال؟
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    سنة أولى زواج
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    الثقة بالنفس
    أسامة طبش
  •  
    الزوج البخيل والزوجة البخيلة
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    تفاعل القيم بين التصور والتصديق: درس اللغة ...
    محمد المختار البوزيدي
  •  
    الإشراف التربوي المعرفي
    د. خالد بن محمد الشهري
  •  
    ملامح تربوية من وهج التربية الإسلامية للارتقاء ...
    د. عوض بن حمد الحسني
  •  
    حاجة الشباب إلى الإيمان
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    ضغوط الحياة الزوجية
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    حاجة الشباب إلى الأمن
    عدنان بن سلمان الدريويش
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / روافد
علامة باركود

أخلاق العمل في الإسلام

د. مفرح بن سليمان القوسي

المصدر: الدرعية: العددان 44 / 45، ذو الحجة 1429هـ - ربيع الأول 1430 / ديسمبر 2008م – مارس 2009
مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 14/6/2011 ميلادي - 12/7/1432 هجري

الزيارات: 743960

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أخلاق العمل في الإسلام

الدكتور: مفرح بن سليمان القوسي[1]

 

المقدمة

الحمد لله ربِّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام على أشرَف الأنبياء والمرسَلين، نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

وبعد:

فللأخلاق أهميَّة بالغةٌ في حياة الإنسان؛ لما لها من أثرٍ كبيرٍ في سلوكه وما يصدر عنه من أفعال، ولأنَّ سلوك الإنسان مُوافِق لما هو مستقرٌّ في نفسه من معانٍ وصِفات، فكلُّ صفةٍ تظهر في القلب يَظهَر أثرُها على الجوارح، فأفعال الإنسان موصولةٌ دائمًا بما في نفسه من مَعانٍ وصِفات صلةَ فروعِ الشجرة بجذورها الضاربة في باطن الأرض.

 

وعليه يمكن القول: إنَّ صَلاح أفعال الإنسان مُرتَبِطٌ بصَلاح أخلاقِه؛ لأنَّ الفرع بأصله؛ فإذا صلَح الأصل صلَح الفرع، وإذا فسَد الأصل فسَد الفرع؛ يقول - تعالى -: ﴿ وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا ﴾ [الأعراف: 58].

 

وتُمثِّل الأخلاق ركنًا أساسًا في حياة الإنسان فردًا وجماعة، وضرورةً إنسانيَّة لازمة لحياة المجتمعات، وبدونها يُصبِح الإنسان ذئبًا يعدو على أخيه الإنسان، ولا يمكن عندئذٍ إقامة حياة اجتماعية سليمة.

 

وللأخلاق في الإسلام مكانةٌ عظيمة جِدًّا؛ فهي جوهر الإسلام ورُوحه السارية في جميع جوانبه، وهي أحد أقسام الأحكام الشرعيَّة الثلاثة التي شرعها الله لعِباده المسلمين[2]، ولهذه المكانة العظيمة دلائل كثيرة يَضِيق المقام عن ذكرها هنا[3].

 

وكما عُنِي الإسلام بالأخلاق عُمومًا، فقد عُنِي أيضًا بأخلاق العمل خصوصًا كما سيتبيَّن - إن شاء الله - من خِلال النصوص الشرعيَّة التي ستَرِدُ معنا لاحِقًا.

 

وهذا البحث المُوجَز إنما هو إضاءات سريعة تُسلِّط الضوء على أبرز ما شرعه الإسلام من أخلاقٍ في جوانب العمل المتعدِّدة.

 

وقد اشتَمَل البحث على:

مقدمة، وتمهيد، وثلاثة مباحث، وخاتمة.


التمهيد

أولاً: تحديد مصطلحات البحث:

1- الأخلاق:

"الأخلاق" في اللغة العربيَّة: جمع "خُلُق"، وهو بضم الخاء واللام: السجيَّة والطبع، والمروءة والدِّين[4].

 

وأمَّا "الخُلُق" في اصطِلاح العلماء، فقد عرَّفه الغزالي بأنَّه: "هيئة في النفس راسِخة، عنها تصدُر الأفعال بسهولةٍ ويسرٍ، من غير حاجةٍ إلى فكرٍ ورَوِيَّة، فإنْ كانت الهيئة بحيث تصدر عنها الأفعال الجميلة المحمودة عقلاً وشرعًا سُمِّيت تلك الهيئة خلقًا حسنًا، وإنْ كان الصادر عنها الأفعال القبيحة سُمِّيت الهيئة التي هي المصدر خلقًا سيئًا[5].

 

وعرَّفه الأصفهاني بأنَّه: "اسمٌ للهيئة الموجودة في النفس التي يصدر عنها الفعل بلا فكر"[6].

 

كما عرَّفه ابن القيِّم بأنَّه: "هيئة مُرَكَّبة من علومٍ صادقة وإرادات زاكية، وأعمالٍ ظاهرة وباطنة مُوافِقة للعدل والحكمة والمصلَحة، وأقوال مطابقة للحق، تصدر تلك الأقوال والأعمال عن تلك العلوم والإرادات، فتكسب النفس بها أخلاقًا هي أزكى الأخلاق وأشرفها وأفضلها"[7].

 

2- العمل:

"العمل" في اللغة العربية: المهنة والفعل، وجمعه أعمال، و"العامل": هو الذي يتولَّى أمور الرجل في ماله وملكه وعمله، ومنه قوله - تعالى -: ﴿ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا ﴾ [التوبة: 60]، وهم السُّعاة الذين يَأخُذون الصدقات من أربابها[8].

 

و"العمل" في الاصطِلاح: هو كلُّ نشاطٍ جسمي أو عقلي يقوم به الإنسان بهدف الإنتاج في مؤسَّسة؛ حكوميَّة كانت أو خاصَّة، أو في حرفة أو مهنة[9].

 

والعمل بهذا المفهوم الشُّمولي لفظٌ واسع الدلالة، تدخُل فيه مفاهيم ألفاظ كثيرة، هي: الوظيفة، والحرفة، والمهنة.

 

فالوظيفة: هي العمل الذي يقوم به الموظف في القِطاع الحكومي أو الخاص الذي ينتَمِي إليه في مجالات العمل الكتابي أو العمل الإداري ونحوه.

 

والحرفة: هي العمل اليدوي والبدني الذي يُمارِسه الحرفي في الورشة أو المصنع أو الخدمة في البيوت ونحوها، وليس بالضرورة أنْ يكون إتقان مَهارات هذا العمل الحرفي عن طريق الدراسة النظريَّة المكثَّفة، بل يُمكِن اكتِساب ذلك عن طريق تكرار المشاهَدة والتجرِبة.

 

وأمَّا المهنة: فهي عملٌ يشغَله العامل بعد أنْ يتلقَّى دراسةً نظرية كافية وتدريبًا عمليًّا طويلاً في مراكز علميَّة أو معاهد وجامعات متخصِّصة، فالمهنة تتطلَّب مجموعةً من المهارات والمعارِف النظريَّة والقواعد التي تُنظِّم العمل بها[10]، كمهنة الطب والهندسة والتعليم.

 

وبناءً على ما تقدَّم يمكن القول بأنَّ كلَّ وظيفةٍ عملٌ، وكلَّ حرفة عملٌ، وكل مهنة عمل.

 

3- أخلاق العمل:

يُراد بها هنا: مجموعة المبادئ والمُثُل والقِيَم الفاضلة التي حَثَّ الإسلام على تَمَثُّلها والالتِزام بها في أداء العمل.

 

ثانيًا: أهميَّة العمل ومكانَته في الإسلام:

للعمل في الإسلام مكانةٌ كبيرة ومنزلة رفيعة؛ حيث ينظر الإسلام إليه نظرةَ احتِرام وتكريم وإجلال، ولذلك مظاهر كثيرة في دين الله، أبرزها ما يلي:

أولاً: أنَّ الإسلام قرن العمل بالجهاد في قوله - سبحانه -: ﴿ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ [المزمل: 20].

 

ثانيًا: أنَّه اعتَبَر العمل جهادًا، فقد رُوِي أنَّ بعض الصحابة رأوا شابًّا قويًّا يُسرِع إلى عمله، فقالوا: لو كان هذا في سبيل الله، فردَّ عليهم النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بقوله: ((لا تقولوا هذا؛ فإنَّه إنْ كان خرَج يسعى على ولده صِغارًا فهو في سبيل الله، وإنْ كان خرج يسعى على أبوَيْن شيخَيْن كبيرَيْن فهو في سبيل الله، وإنْ كان خرج يسعى على نفسه يعفُّها فهو في سبيل الله، وإنْ كان خرج رياءً ومفاخرة فهو في سبيل الشيطان))[11].

 

بل إنَّ عمر بن الخطاب - رضِي الله عنه - يفضِّل العمل والكسب على الجهاد؛ حيث يقول: "لَأَنْ أموت بين شعبتي رَحلِي أَضرِب في الأرض أبتغي من فضل الله أَحَبُّ إليَّ من أنْ أُقتَل مُجاهِدًا في سبيل الله؛ لأنَّ الله - تعالى - قدَّم الذين يضرِبون في الأرض يبتغون من فضله على المجاهدين"[12]، يعني في قوله - تعالى - في الآية الآنِف ذكرُها ﴿ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ [المزمل: 20].

 

ثالثًا: أنَّ الإسلام جعَل الإرهاق والإجهاد من العمل من مُكفِّرات الخطايا والذنوب؛ يقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن أمسى كالاًّ من عمل يده أمسى مغفورًا له))[13].

 

رابعًا: أنَّ الله - سبحانه - خفَّف على عِباده قِيام الليل من أجْل انشِغالهم بالعمل بالنهار؛ حيث يقول - تعالى -: ﴿ إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ ﴾ [المزمل: 20].

 

خامسًا: أنَّه - سبحانه - جعَل العمل سنَّة أنبيائه ورسله بالرغم من انشِغالهم بالدعوة إلى الله وتبليغ رسالته إلى أممهم وأقوامهم؛ يقول - سبحانه -: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ ﴾ [الفرقان: 20]، يقول الإمام القرطبي في تفسير هذه الآية: "أي: يبتَغُون المعايش في الدنيا... وهذه الآية أصلٌ في تناوُل الأسباب وطلَب المعاش بالتجارة والصناعة وغير ذلك"[14].

 

وقد عَمِلَ آدَم في الزراعة، وكان إبراهيم بزازًا، ونوح نجارًا وكذا زكريا، كما كان لقمان خياطًا وكذا إدريس، وكان موسى راعيًا[15]، وأخبر - سبحانه - عن داود - عليه وعليهم جميعًا أفضلُ الصلاة وأَتَمُّ التسليم - أنَّه كان يصنع الدروع؛ فقال - تعالى - عنه: ﴿ وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ ﴾ [الأنبياء: 80]، وقال أيضًا: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ * أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [سبأ: 10 - 11]، وقد أخبر نبيُّنا محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّه كان يعمَل برعي الأغنام؛ حيث يقول: ((ما بعث الله نبيًّا إلا رعى الغنم))، فقال أصحابه: وأنت؟ قال: ((نعم، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة))[16]، كما كان - صلَّى الله عليه وسلَّم - يخرج إلى الشام للاتِّجار بمال خديجة - رضي الله تعالى عنها.

 

لذلك كلِّه حثَّ الإسلام على العمل والسعي في طلَب الرزق؛ يقول - تعالى -: ﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ﴾ [الملك: 15]، ويقول أيضًا: ﴿ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ ﴾ [الجمعة: 10]، يقول ابن كثير في تفسيره لهذه الآية: "رُوِي عن بعض السلف أنَّه قال: مَن باع واشترى في يوم الجمعة بعد الصلاة بارَك الله له سبعين مرَّة؛ لقوله - تعالى -: ﴿ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ ﴾ [الجمعة: 10]"[17]، ويقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ما أكل أحدٌ طعامًا قطُّ خيرًا من أن يأكل من عمل يده))[18]، ويقول أيضًا: ((إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلةٌ فإن استَطاع ألاَّ يقوم حتى يغرسها فليفعلْ))[19].

 

وقد فقه صحابة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ذلك، فاجتَهدوا في العمل لكسب الرزق؛ حيث رُوِي أنَّ أبا بكرٍ كان بزازًا، وكان عمر بن الخطاب يعمل بالأدم (الجلد)، وكان عثمان بن عفَّان يعمل بالتجارة، وقد أجر علي بن أبي طالب نفسه أكثر من مرَّة ليكسب قوت يومِه[20].

 

وكان عبدالرحمن بن عوف يعمَل في البز، وكذا طلحة بن عبيدالله، وكان الزبير بن العوَّام وعمرو بن العاص خرازين، وعمل خبَّاب بن الأرتِّ حدادًا، وقام سعد بن أبي وقاص بصنع النِّبال، وعمل عثمان بن طلحة خيَّاطًا، وغيرهم كثيرٌ من الصحابة، وكذا التابعين - رضي الله عنهم ورحمهم أجمعين[21].

 

أخلاق العمل في الإسلام


توطئة:

العمل في الإسلام مرتبطٌ بالأخلاق ارتباطًا وثيقًا؛ لأنَّ القِيَم والأخلاق الإسلاميَّة هي التي توجِّه العمل الوجهة الصحيحة، كما سنرى - إن شاء الله - في الصفحات التالية.

 

وعندما تأمَّلتُ في مجموعة المبادئ والقِيَم الخلقيَّة التي حثَّ الإسلام على تمثُّلها في أداء العمل وجدتُ أنَّه يمكن تصنيفها إلى ثلاث مجموعات؛ الأولى منها في طبيعة العمل، والثانية في العامل نفسه، والثالثة في رب العمل.

 

ولذا جعلتُ كلَّ مجموعةٍ منها في مبحثٍ مستقلٍّ، وذلك على النحو التالي:

المبحث الأول: الأخلاق في طبيعة العمل:

لقد جاء الإسلام بكثيرٍ من القِيَم الخلقيَّة التي ينبغي على أطراف العمل الالتزام بها، ولعلَّ من أبرز هذه القِيَم ما يلي:

1- مشروعية العمل:

إذا كان الإسلام يحفِّز على العمل، ويدفَع الناس إليه لكي يعيشوا في كرامةٍ وعزَّة، ويترك الحريَّة لهم في اختِيار أيِّ عملٍ بدني أو ذهني يخدم المجتمع، ويدفع بالأمَّة إلى طريق التقدُّم والرُّقي في كافَّة المجالات، فقد جعَل الإسلام العمل المشروعَ من أبرز المبادئ التي ينبغي أنْ يقوم عليها طلب الرزق، فالواجب على كلِّ مسلم تحرِّي العمل المشروع المباح واجتِناب جميع الأعمال التي نهى عنها الإسلام وحذَّر منها؛ يقول - تعالى - مُوجِّهًا لذلك: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾ [البقرة: 172]، ويقول - تبارك وتعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ ﴾ [البقرة: 267].

 

"فالمسلم مُطالَب بأنْ يأكُل من حَلال، وإذا أنفق فعليه أنْ يُنفِق من طيِّبات ما كسب، ولا يتحقَّق ذلك إلا بأنْ يكون العمل الذي اختاره وعَمِلَ فيه مشروعًا قد أباحَه الإسلام"[22].

 

ويعني ذلك أنَّه لا يجوز للمسلم أنْ يعمل في أيِّ عملٍ يعدُّه الشرع معصية، كما أنَّه لا يجوز له أنْ يعمل عملاً يُؤدِّي إلى مفسدة، وهو ما يُطلَق عليه في العرف الحديث "الكسب غير المشروع" أو "العمل غير اللائق".

 

"وخلاصة آراء الفُقَهاء في مشروعيَّة العمل والكسب الحلال: أنَّ عمل المسلم وكسبه يجب أنْ يكونَا من وجهٍ مشروع، فعلى المسلم أنْ يتحرَّى وجوه العمل والكسب قبل الإقدام عليها، فإنْ وجدَه عملاً حَلالاً طيبًا عمل فيه، وإنْ كان عملاً مشبوهًا أو غلب عليه الحرام فعليه اجتنابه"[23].

 

كما أنَّ الإسلام حرَّم كلَّ عملٍ من شأنه إهلاكُ العامل أو إلحاق الضرر به، وذلك وفق قاعدة "لا ضرر ولا ضرار"، وقد قصَد الشارع الحكيم بذلك حفْظ الضروريَّات الخمس للإنسان وأوجب حمايتها، وهي: الدين، والنفس، والعقل، والمال، والنسل.

 

ولكي تتحقَّق حماية هذه الكليَّات الضروريَّة والمحافظة عليها، اعتَبَر الإسلام أنَّ كلَّ عملٍ يخلُّ بها أو يؤثِّر عليها أو يكون سبيلاً إلى ذلك من الأعمال المحرَّمة التي يجب على المسلم اجتنابها والبعد عنها، ومن جملة هذه الأعمال المحرَّمة العملُ في صنْع الأصنام، وإنتاج الخمر، والعمل بالقمار، والميسر، والربا، والرشوة، والسحر، وتربية الخنازير، والسرقة، وقطع الطريق، والتغرير بالناس وخداعهم، وكذا الأعمال التي تؤدِّي أو تُعِين على فعل الحرام، أمثال: جمع العنب أو بيعه لِمَن يجعله خمرًا، وبيع السلاح لِمَن يُحارِب المسلمين أو يهدِّد أمنهم، والعمل في أندية وملاهي فساد الأخلاق والاعتداء على الأعراض[24].

 

2- إبرام عقدٍ للعمل:

شرع الإسلام إبرامَ عقدٍ للعمل بين العامل وربِّ العمل، يتمُّ الاتِّفاق فيه على أمورٍ مهمَّة جدًّا، تَضمَن تحقيق العدل بين طرفي العقد، واجتناب التنازُع والخصام بينهما، وهي:

أ- بيان نوع العمل وحجمه.

ب- بيان المدَّة أو الزمن المشروط للعمل.

ج- تحديد أجرة العمل.

 

وجعَل الإسلام أساس هذا العقد ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ﴾ [المائدة: 1]، والتزامًا بصفات المؤمنين المذكورة في قوله - تعالى -: ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ﴾ [المؤمنون: 8].

 

والحكمة من الأمر بالوفاء بالعقد هنا ترجع إلى أنَّ العقد شريعة المتعاقِدين فيما لا يُخالِف الشرع، فهو الضابط الذي يَحكُم العلاقة بين الطرفين، ويجعَلُها تسير في طريقٍ مأمون العثار، وهو الذي يحدِّد حقوق وواجبات كلٍّ منهما تحديدًا واضحًا، فتبقى العلاقة بينهما في إطارها الأخلاقي الصحيح[25].

 

3- إسناد العمل إلى مَن تَتوافَر فيه الكفاية له:

يوجِّه الإسلام إلى عدَم إسناد العمل إلا لِمَن تتوافَر فيه الأهليَّة والكفاءة لهذا العمل؛ يقول - تعالى - على لسان يوسف - عليه السلام -: ﴿ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ﴾ [يوسف: 55]، فعبَّر بقوله: "إني حفيظ عليم" عن توافر الكفاءة فيه لتولِّي خزائن أرض ملك مصر، ويقول - سبحانه - على لسان ابنة الرجل الصالح شعيب حين طلبت من أبيها استِئجار نبيِّ الله موسى - عليه السلام -: ﴿ يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ﴾ [القصص: 26]، فعبَّرت بقولها: "القوي الأمين" عن توافر الكفاءة فيه للعمل عند أبيها في رعي الماشية والقيام على شؤونها.

 

ولَمَّا طلب أبو ذرٍّ - رضِي الله عنه - من النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنْ يستعمِلَه في الولاية ضرَب بيده على منكبه ثم قال: ((يا أبا ذرٍّ، إنَّك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزيٌ وندامة، إلاَّ مَن أخَذَها بحقِّها وأدَّى الذي عليه فيها))[26].

 

فأبو ذرٍّ هنا لا تنقصه الأمانة، فهو صحابي جليل من صحابة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وإنما الذي ينقصه الكفاءة، وهو ما أشار إليه - عليه الصلاة والسلام - بقوله: ((يا أبا ذرٍّ، إنَّك ضعيف))، والمقصود أنَّ في طبع هذا الصحابي الجليل لينًا ورقة لا تناسب ما تقتَضِيه الولاية من قوَّة وشدَّة تُرهِب الظالم المعتَدِي وتردعه عن الاعتداء والظلم.

 

وقد جعَل - صلَّى الله عليه وسلَّم - من علامات الساعة إسناد العمل إلى مَن ليس له بأهل؛ حيث قال حينما سُئِل: متى الساعة؟: ((إذا وُسِّد الأمرُ إلى غير أهلِه فانتظر الساعة))[27].

 

وقد راعى النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وصحابته الكرام هذا الأمرَ فيما يخصُّ الولايات والمسؤوليات، فوضعوا كلَّ عامِلٍ في مكانه المناسب، ومن ذلك على سبيل المثال: أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - اختار معاذ بن جبل - رضِي الله عنه - ليوليه القضاء في اليمن؛ لفقهه ورجاحة عقله، واختار مصعب بن عمير - رضِي الله عنه - ليكون داعية الإسلام في المدينة؛ لحكمته وعلمه وحسن أسلوبه، واختار عمر بن الخطاب - رضِي الله عنه - عامِلاً على الصدقات؛ لحزمه وعدله، واختار خالد بن الوليد - رضِي الله عنه - قائدًا للجيش؛ لمهارته وحنكته العسكرية، واختار بلالاً - رضِي الله عنه - لبيت المال؛ لزهده وتَقواه وحسن تَدبِيره، واختار أبو بكرٍ - رضِي الله عنه - زيدَ بن ثابت - رضِي الله عنه - لمهمَّة جمعِ القرآن؛ لعلمه وقوَّة حفظه...

 

فيجب أنْ يكون معيارُ اختِيار العامل وتوظيفه هو أهليَّته لهذا العمل، لا قرابته من المسؤول أو صداقته، أو وجود مصلحة شخصيَّة في اختياره وتقديمه على غيره، أو نحو ذلك من المعايير الزائفة.

 

إنَّ الأمَّة التي تَشِيع فيها المحاباة والوساطات، وتَعبَث فيها المصالح الشخصيَّة بالمصالح العُليَا لها، فتَتجاهَل أقدارَ الأكفاء وتُهمِلهم وتقدِّم عليهم مَن دونهم - لا شكَّ أنَّ ذلك سيُولِّد لديها اضطرابًا، ويُوجِد عندها ضعفًا وعجزًا يدبُّ في أوصالها ومختلف مؤسَّساتها، ويُعِيق تقدُّمها ونموَّ اقتصادها ويضعها في آخر الرَّكب بين الأُمَم.

 

4- التكليف بالمستَطاع من الأعمال:

من مَزايا دينِ الإسلام أنَّه لا يُكلِّف بأمرٍ يشقُّ على الناس القيام به؛ يقول - تعالى -: ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ﴾ [البقرة: 286]، ويقول: ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ﴾ [الطلاق: 7]، ويقول أيضًا: ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ﴾ [البقرة: 185]، وينبغي من هذا المنطلق ألا يُكلَّف العامِل بعملٍ يؤدِّي قيامُه به إلى هلاكه أو إلحاق الضرر به، فضلاً عمَّا يشقُّ عليه القيام به.

 

وقد أكَّد النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - على ذلك فقال: ((إنَّ إخوانكم خَوَلُكم جعلَهم الله تحت أيديكم، فمَن كان أخوه تحتَ يده، فليُطعِمه ممَّا يأكل، وليُلبِسه ممَّا يلبَس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلَّفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم))[28].

 

يقول ابن حجر - رحمه الله - في تعليقه على الحديث: "ويلتَحِق بالرقيق مَن في معناه من أجير وغيره"[29].

 

5- أداء الواجبات قبل المطالبة بالحقوق:

ومن المبادئ والقِيَم الخلقيَّة التي ينبغي الالتِزام بها في طبيعة العمل الحرصُ على أداء الواجبات قبلَ المطالَبة بالحقوق، فهذا ما ينبغي أنْ يكون عليه خُلُقُ المسلم في علاقته ببني جنسه، سواء كان عاملاً أم رب عمل أم أي طرف من أطراف عقد العمل، فيبدأ أولاً بأداء ما عليه من واجبات، ثم يُطالِب بعد ذلك بحقوقه المشروعة، ذلك أنَّ الواجب الذي يؤدِّيه أيُّ طرفٍ من أطراف العقد هو في الحقيقة حقٌّ للطرف الآخر.

 

ولو التزم أطراف العقد بهذا المبدأ الخلقي زالت أسباب الخلاف والنِّزاع بينهم، وسادَتْ روح التعاون والإخاء في أجواء العمل، ممَّا سيكون له الأثر الإيجابي الفاعل في سرعة إنجاز العمل وكميَّته وجودته.

 

ولقد أكَّد النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - على هذا المبدأ الخلقي في تقريره حقوق الله - عزَّ وجلَّ - وحقوق عباده؛ حيث صَحَّ عنه - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّه قال لمعاذ بن جبل - رضِي الله عنه -: ((يا معاذ، أتدري ما حق الله على العباد؟))، قال: الله ورسوله أعلم، قال: ((أنْ يُعبَد الله ولا يُشرَك به شيءٌ))، قال: ((أتدري ما حقهم عليه إذا فعلوا ذلك؟))، فقال: الله ورسوله أعلم، قال: ((ألاَّ يعذِّبهم))[30].

 

المبحث الثاني: الأخلاق في العامل نفسه:

لقد جاء الإسلام بكثيرٍ من القِيَم الخلقيَّة التي ينبغي على العامِل أنْ يلتَزِم بها ويحرص عليها في أداء عمله، بغضِّ النظر عن نوع الوظيفة أو الحرفة أو المهنة التي يُزاوِلها، بحسبان هذه القِيَم صفات أخلاقيَّة ومبادئ إسلامية واجبة على كلِّ مسلم مهما كان موقعه من العمل الذي يُمارِسه، ولعلَّ من أبرز هذه القِيَم ما يلي:

1- القوة:

"القوَّة" في اللغة العربية: نقيض الضعف[31]، وتُستَخدَم تارةً بمعنى القدرة كما في قوله - تعالى -: ﴿ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ ﴾ [البقرة: 63]، وتارةً أخرى بمعنى التهيُّؤ الموجود في الشيء، نحو أنْ يُقال: النوى بالقوَّة نخلٌ؛ أي: متهيِّئٌ ومترشِّح أنْ يكون منه ذلك.

 

وهذه القدرة تكون في البدن، وهي قوَّة حسيَّة؛ كما في قوله - تعالى -: ﴿ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ﴾ [فصلت: 15]، وتكون أيضًا في القلب وهي قوَّة معنويَّة، كما في قوله - تعالى -: ﴿ يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ﴾ [مريم: 12][32]، "أي: تعلَّم الكتاب بجدٍّ وحرص واجتهاد"[33].

 

وينبغي أن يتَّصِف العامل بصفة القوَّة الحسيَّة والمعنويَّة؛ ليكون مُؤَهَّلاً للعمل الذي يقوم به، وذلك بأنْ يتَّخذ جميع الوسائل والأساليب المشروعة التي تجعَلُه قويًّا في بدنه وجاهزيته للعمل وقويًّا في جدِّه واجتهاده، وقويًّا في معلوماته ومهاراته وفي إدراكه لاحتِياجات ومتطلَّبات العمل الذي يَرغَب في القِيام به؛ ليُحَقِّق أقصى درجات الخدمة للمنتَفِعين من هذا العمل؛ ولذا جاء وصْف موسى - عليه الصلاة والسلام - على لسان ابنة الرجل الصالح شعيب بـ"القوي الأمين".

 

وتختَلِف محددات "القوة" ومعاييرها من عملٍ إلى آخَر، وذلك بحسب طبيعة هذا العمل والقدرات الذاتيَّة اللازمة للقِيام به، يقول شيخ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله -: "والقوَّة في كلِّ ولاية بحسبها؛ فالقوَّة في إمارة الحرب ترجع إلى شجاعة القلب وإلى الخبرة بالحروب، وإلى القدرة على أنواع القتال، والقوَّة في الحكم بين الناس ترجع إلى العمل بالعدل الذي دَلَّ عليه الكتاب والسنَّة، وإلى القدرة على تنفيذ الأحكام، والأمانة ترجع إلى خشية الله، وألاَّ يشتري بآياته ثمنًا قليلاً، وترك خشية الناس[34].

 

2- الأمانة:

وهي من أهمِّ الأخلاق التي يجب أنْ يتَّصِف بها العامل؛ لأنها من الدِّين، ولثقلها أبَت السماوات والأرض والجبال حَمْلَها وحمَلَها الإنسان، كما قال - تعالى -: ﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ﴾ [الأحزاب: 72]، ووَرَد في القرآن الكريم ما يؤكِّد أهميَّة هذا الخُلُق الكريم في العامل في أكثر من موضع، من ذلك على سبيل المثال قولُه - تعالى -: ﴿ قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ﴾ [القصص: 26]، وقوله - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [الأنفال: 27]، وقوله - تعالى -: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ﴾ [النساء: 58].

 

ويقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - مُؤَكِّدًا على أهميَّة الأمانة: ((لا إيمان لِمَن لا أمانة له))[35]، ويقول كذلك: ((أدِّ الأمانة إلى مَن ائتَمنَك، ولا تخن مَن خانَك))[36].

 

"والأمانة في نظَر الإسلام واسعة الدلالة؛ فهي ترمز إلى معانٍ شتَّى، مناطها جميعًا شعور المرء بتبعته في كلِّ أمرٍ يُوكَل إليه، وإدراكه الجازم بأنَّه مسؤولٌ عنه أمامَ ربه على النحو الذي فصَّلَه الحديث الكريم: ((كلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّته؛ فالرجل راعٍ في أهله وهو مسؤولٌ عن رعيَّته، والمرأة في بيت زوجها راعيةٌ وهي مسؤولةٌ عن رعيَّتها، والخادم في مال سيِّده راعٍ وهو مسؤولٌ عن رعيَّته))[37] [38].

 

وللأمانة هنا معانٍ وصورٌ كثيرة، منها:

1- أنْ يحرص العامِل على وقت العمل، وأنْ يستثمره في سرعة إنجاز العمل الموكول إليه، وأداء واجبه كاملاً في عمله؛ مصنعًا كان أو مزرعة أو متجرًا أو مكتبًا أو غيره، وعدم إضاعة الوقت وتبديده في الانشِغال بأمورٍ لا علاقة لها بالعمل، سواء كان ذلك داخل مقرِّ العمل أو خارجه، ويقتضي ذلك منه أنْ يرعى حقوق الناس التي وُضِعت بين يديه؛ فليس أعظم خيانة من رجل تولَّى أمور الناس فنام عنها حتى أضاعَهَا.

 

2- أنْ يجتنب في أداء عمله الغشَّ بكافَّة أشكاله وصُوَرِه، فهو محرَّم شرعًا؛ يقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن غشَّنا فليس مِنَّا))[39].

 

3- ألاَّ يستغلَّ موقعه في العمل لجرِّ منفعة شخصيَّة له ولقرابته وصداقته، أو للاستِيلاء على المال العام بطُرُق ملتويَة، أو لصرف العهدات الماليَّة ونحوها في غير ما خُصِّصت له، أو للتكسُّب المادي غير المشروع؛ كتلقِّي الهدايا والرَّشاوَى مقابل خدمات وتسهيلات للمُهدين أو الراشين.

 

يقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن استعمَلناه على عملٍ فرزقناه رزقًا، فما أُخِذَ بعد ذلك فهو غلولٌ))، وفي روايةٍ أخرى: ((مَن استعملناه منكم على عملٍ فكتمنا مخيطًا فما فوقَه كان غلولاً يأتي به يوم القيامة))[40].

 

ويقول - عزَّ وجلَّ - عن هذا الغلول: ﴿ وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ [آل عمران: 161].

 

ويَروِي الإمام البخاري في "صحيحه" عن أبي حميدٍ الساعدي - رضِي الله عنه - أنَّه قال: استعمَل النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - رجلاً من بني أسدٍ يُقال له: ابن الأَتبِيَّة على صدقة، فلمَّا قدم قال: هذا لكم وهذا لي، فقام النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - على المنبر فحَمِدَ الله وأثنى عليه ثم قال: ((ما بالُ العامل نبعَثُه فيأتي يقول: هذا لك وهذا لي؟ فهلاَّ جلَس في بيت أبيه وأمِّه فينظر أيُهدَى له أم لا؟ والذي نفسي بيده لا يأتي بشيءٍ إلا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته؛ إنْ كان بعيرًا له رُغاء، أو بقرة لها خُوار، أو شاة تَيْعَرُ))، ثم رفَع يديه حتى رأينا عفرتي إبطَيْه وقال: ((ألاَ هل بلغت)) ثلاثًا[41].

 

وعن عبدالله بن عمرو - رضي الله عنهما - أنَّه قال: "لعن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - الراشي والمرتشي"[42].

 

4- المحافظة على أدوات العمل وأجهزته ومعدَّاته ووسائله، وعدم استِخدامها أو تسخيرها لقضاء مصالح شخصيَّة ومنافع ذاتيَّة، للعامل أو لمعارفه وأصدقائه ومَن له مصلحة معهم؛ ذلك أنَّ هذه الأدوات والأجهزة والمعدَّات أمانة عند العامل أيًّا كان عمله، وسيُحاسَب يوم القيامة إنْ فرَّط في المحافظة عليها، وقد تقدَّم معنا حديث النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((كلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّته)).

 

5- المحافظة على أسرار العمل وكتمانها، فذلك من الأخلاق الحميدة التي حَثَّ عليها الإسلام، وجعَل لها ثوابًا جزيلاً وفضلاً عظيمًا عند الله وفي حياة الناس.

 

وهذا الخُلُق الكريم من أقوى أسباب النجاح، وأدوم لصلاح الأحوال وتحقيق الطموحات، يقول الماوردي: "اعلم أنَّ كتمان الأسرار من أقوى أسباب النجاح، وأدوم لأحوال الصلاح"[43].

 

ويقول أبو حاتم البستي: "مَن حصَّن بالكتمان سِرَّه تَمَّ له تدبيرُه، وكان له الظَّفَر بما يُرِيد، والسلامة من العيب والضَّرَر، وإنْ أخطَأَه التمكُّن والظَّفَر"[44].

 

ولا يقدر على هذا الخلق النبيل إلا مَن اتَّسَمت شخصيَّته بقوَّة الصبر والوفاء والأمانة، وكان من أصحاب العزائم القويَّة، يقول علي بن أبي طالب - رضِي الله عنه -: "سِرُّك أسيرُك، فإن تكلَّمتَ به صرتَ أسيره"[45].

 

ويقول عمر بن عبدالعزيز - رحمه الله -: "القلوب أوعية الأسرار، والشفاه أقفالها، والألسن مفاتيحها، فليحفظ كلُّ امرئٍ مفتاح سرِّه"[46].

 

ويقول أبو حاتم البستي: "والحازم يجعل سرَّه في وعاء، ويكتمه عن كلِّ مستودع، فإن اضطرَّه الأمر وغلَبَه أوْدَعَه العاقل الناصح له؛ لأنَّ السرَّ أمانة، وإفشاءَه خيانة"[47].

 

وقد ورَد في القرآن الكريم الأمر بحفْظ السر ضمنًا في آية الوفاء بالعهد؛ لأنَّ السرَّ من العهد؛ يقول الله - عزَّ وجلَّ -: ﴿ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا ﴾ [الإسراء: 34]، ولذا نبَّه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أحد أمرائه في العراق - وهو أبو عبيد بن مسعود الثقفي - إلى هذا الخلق الكريم بقوله: "وأحرز لسانك ولا تفشينَّ سرَّك؛ فإنَّ صاحب السر ما يضبطه متحصن لا يُؤتَى من وجهٍ يكرهه، وإذا ضيَّعه كان بمضيعة"[48].

 

فينبغي على العامل المحافظةُ على أسرار عمله، ولأنَّ إذاعة هذه الأسرار قد تترتَّب عليها كثيرٌ من الأضرار على طبيعة العمل نفسه، وكذا على المُرتبِطِين بالعمل موظفين وعاملين ومراجعين، ولا شكَّ أنَّ بعض معاملات المراجعين تحوي أسرارًا لا يحسن اطِّلاع الناس عليها، ممَّا يتعلَّق بأمورٍ شخصية ومسائل عائليَّة خاصَّة هي ملكٌ لأصحابها.

 

3- إتقان العمل:

من القِيَم الخلقيَّة المهمَّة في مجال العمل والإنتاج إحسانُ العمل وإتقانُه، ذلك أنَّ الإسلام يَحُضُّ على إتقان العمل وزِيادة الإنتاج، ويعدُّ ذلك أمانة ومسؤوليَّة، فليس المطلوب في الإسلام مجرَّد القيام بالعمل، بل لا بُدَّ من الإحسان والإجادة فيه وأدائه بمهارة وإحكام؛ فذلك مدعاة لنَيْل محبَّة الله ومرضاته - سبحانه - يقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ الله يحبُّ إذا عمِل أحدُكم عملاً أنْ يُتقِنه))[49]، ويقول أيضًا مُرَغِّبًا في هذا الخُلُق الفاضل وحاثًّا عليه: ((إنَّ الله كتَب الإحسان على كلِّ شيءٍ؛ فإذا قتلتم فأحسِنُوا القِتلَة، وإذا ذبحتم فأحسِنُوا الذبح، وليُحِدَّ أحدكم شفرتَه وليُرِح ذبيحته))[50].

 

ومن إتقان العمل: شعورُ العامل بالمسؤولية تجاه ما يُوكَل إليه من عمل، وحسن رعايته لعمله، وتطويره، والإسراع في إنجازه، وبذْل الوسع والطاقة في اجتِناب الوقوع في الأخطاء في أداء العمل وإنتاجه، وألاَّ يفرِّق بين عمله في قطاع حكومي أو مؤسَّسة خاصَّة وعمله لخاصَّة نفسه، فهو مُطالَب بإتقان العمل وإجادته وإحسانه سواء كان له أو لغيره.

 

وممَّا يُعِين على إتقان العمل:

أ- أنْ يختار العمل الذي يُناسِبه ويستطيع أداءَه بكفاءة ومقدرة، فمن غير المناسب أنْ يختار عملاً لم يُؤَهَّل له ولا يستطيع أداءَه.

 

ب- أنْ يعرف العامل متطلَّبات العمل ومستلزماته؛ كي يَتمَكَّن من الوَفاء بها على الوجْه الأمثل.

 

إنَّ إتقان العمل وأداءَه بصدقٍ وإخلاص إنما يَزِيد من الإنتاج وينمي الاقتصاد، وهذا يَعُود بالنَّفع والفائدة على العامل نفسه، وعلى ربِّ العمل، وعلى المجتمع كذلك.

 

4- الإخلاص:

من لَوازِم الأمانة الإخلاص في العمل وعدم التهاوُن به؛ لأنَّه لا يمكن القِيام بالعمل على أكمل وجهٍ وأحسنه إلاَّ إذا تحقَّق فيه الإخلاص من العامل نفسه؛ فالإخلاص هو الباعث الذي يحفِّز العامل على إتقان العمل، ويدفعه إلى إجادَتِه، ويُعِينه على تحمُّل المتاعب فيه، وبذْل كثيرٍ من الجهد في إنجازه، وتوافر هذا الخلق الكريم في العامل من العوامل الرئيسة التي تَحُول دون وقوع الخلل والانحِراف عن الطريق الصحيح في أداء العمل، فهو بمثابة صمام الأمان ضدَّ الفساد بكلِّ صوره وأشكاله.

 

ومن معاني الإخلاص وصوره المتعدِّدة وجودُ الرقابة الذاتيَّة في العامل، ومبعث هذه الرقابة إحساسُ العامل واستِشعاره بأنَّ الله - تعالى - يرى سلوكه وكلَّ تصرُّفاته في أداء عمله، وأنَّه سائله عنها ومُجازِيه عليها يوم القيامة؛ يقول - تعالى -: ﴿ وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ﴾ [الإسراء: 13 - 14]، ويقول: ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7 - 8]، ويقول كذلك: ﴿ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا ﴾ [الأحزاب: 52].

 

إنَّ صلاح النيَّة وإخلاصَها لله - تعالى - يرتفع بمنزلة العمل الدنيوي البحت فيجعله عملاً صالحًا مُتَقبَّلاً له الأجر العظيم عند الله - عزَّ وجلَّ - يقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ما من مسلمٍ يغرسُ غرسًا أو يزرع زرعًا فيأكُل منه طيرٌ أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة))[51].

 

فعلى العامل في مجال عمله أنْ يجعل كلَّ ما يكتبه وما يحسبه وما يكدُّ فيه عقله ويتعب فيه يده - عملاً صالحًا يقصد به مصلحة البلاد والعباد، ورضا رب العباد؛ ليكون من عباد الله المخلصين الذين أثنى الله - تعالى - عليهم في محكم كتابه الكريم، وينبغي عليه ألاَّ يجعل إخلاصَه في عمله وجده فيه على قدر ما يَتقاضاه من مرتَّب شهري، أو حوافز ماديَّة ومعنويَّة.

 

5- الالتزام بأنظمة العمل:

ومن الأخلاق الإسلاميَّة الفاضلة التي يجب على العامل الحرصُ عليها والتحلِّي بها الالتزامُ بأنظمة العمل ولوائحه وقوانينه المحدَّدة، فذلك مقوم من مقومات العمل، وعاملٌ رئيسٌ من عوامل النجاح فيه؛ ولذا كلَّما تَمَّ الالتِزام بهذه الأنظمة والقوانين انعَكَس أثرُ ذلك على الإنتاج في العمل وزيادته واستمراريَّته لصالح الفرد والجماعة.

 

ويدخُل ضمن الالتِزام بأنظِمة العمل أمورٌ كثيرة، منها:

أ- الالتِزام بأَوقات العمل والمحافظة عليها، فذلك من أهمِّ واجبات العمل التي تنصُّ عليها الأنظِمة والقوانين؛ فيجب احترام مواعيد العمل الرسميَّة والتقيُّد بها في الحضور والانصِراف، وعدم التغيُّب عن العمل إلا لضرورة أو لظرف قاهر، وعدم الانشغال في أثناء وقت العمل بأمورٍ ومصالِحَ شخصيَّةٍ لا علاقة لها بالعمل.

 

إنَّ عدم الالتِزام بأوقات العمل والمحافظة عليها يُعَدُّ إخلالاً بأنظمة العمل ولوائحه، ونقضًا لمقتضيات عقد العمل الذي تَمَّ الاتِّفاق عليه بين أطراف العمل، والله - تعالى - يدعو عباده المؤمنين إلى الوفاء بعقودهم وشروطهم، حيث يقول - سبحانه -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ﴾ [المائدة: 1].

 

ب- طاعة المسؤولين، فطاعة العامل التامَّة لرئيسِه المباشِر في أيِّ مجالٍ من مجالات العمل فيما يخدم العمل ويطوِّره ويَزِيد الإنتاج ويحسنه خلقٌ كريم ينبغي التحلِّي به؛ يقول - عزَّ وجلَّ -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ﴾ [النساء: 59]، إلا أنَّه يُشتَرط في هذه الطاعة أنْ تكون بالمعروف، بحيث لا يَتجاوَب العامل أو الموظَّف مع رئيسه إلا بما يُرضِي الله - سبحانه وتعالى - ولا يُسخِطه؛ لأنَّه كما قال الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا طاعةَ لمخلوقٍ في معصية الله - عزَّ وجلَّ))[52].

 

ج- التعاون في الأداء، فالتعاون بين عموم المسلمين على البر والتقوى خلقٌ رفيع دعا إليه الإسلام ورَغَّب فيه؛ حيث يقول - عزَّ وجلَّ -: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ [المائدة: 2]، ويقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه))[53].

 

ومن صُوَرِ التعاون الذي حَثَّ عليه الإسلام: تعاونُ العاملين فيما بينهم في أداء العمل فيما يُحَقِّق النفع والخير للعامِلين، ويُفعِّل أنظمةَ العمل وقوانينه، ويحقِّق الفائدة والتطوير لهذا العمل.

 

6- الالتزام بأداء الواجبات الشرعية:

ومن الأخلاق الفاضلة والصِّفات الحميدة في العامل التزامُه بأداء الواجبات الشرعيَّة، وقيامُه بالعبادات المفروضة التي أوجب الله على عباده المؤمنين القيامَ بها، وعلى رأسها أداءُ الصلوات المفروضة جماعةً، وصيام شهر رمضان؛ ويقول - تعالى -: ﴿ قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ ﴾ [إبراهيم: 31]، ويقول أيضًا: ﴿ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ ﴾ [الحج: 78]، ويقول كذلك: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183].

 

ويستلزم أداء هذه الواجبات الشرعيَّة اجتِناب جميع المحرَّمات والمعاصي المُوجِبة لغضب الله - سبحانه - وسخطه وعقابه.

 

والالتزام بهذا المبدأ الخلقي يَعُود بالكثير من الآثار الإيجابيَّة النافعة على العامل في أداء عمله، من حيث تحقيق رضا الله - سبحانه - ونيل تسديده وتوفيقه[54]، وتحقيق البركة في العمل والرزق، وتحقيق الطمأنينة والسكون، والاستِقرار النفسي والصفاء الذهني لدى العامل، وترسيخ كثيرٍ من القِيَم الخلقيَّة المطلوبة في أداء العمل؛ كالأمانة والإخلاص وإتقان العمل، وإيجاد روح المحبَّة والتآلف بين العاملين في مقرِّ العمل.

 

7- حسن التعامُل مع المراجعين:

ينبغي على العامل أن يُحسِن التعامُل مع المُراجِعين له لإنجاز معاملاتهم التي بين يديه، وذلك باتِّباع ما يلي:

أ- احترامهم واللُّطف معهم والرِّفق بهم، فهذه من الخِصال الحميدة التي حَثَّ عليها الإسلام ضمن طائفةٍ من الأحاديث النبويَّة الصحيحة، منها قوله - عليه الصلاة والسلام -: ((الراحمون يرحمهم الله - تعالى - ارحموا مَن في الأرض يرحمكم مَن في السماء))[55]، وقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن لا يرحَم الناس لا يرحمه الله))[56]، وقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ما تَواضَع أحدٌ لله إلا رفَعَه))[57]، وقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ الله يُحبُّ الرِّفق في الأمر كله))[58]، وقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أيضًا: ((إنَّ الرِّفق لا يكون في شيءٍ إلا زانَه، ولا يُنزَع من شيءٍ إلا شانَه))[59]، وقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - كذلك: ((اللهم مَن ولي من أمر أمَّتي شيئًا فشقَّ عليهم فاشقق عليه، ومَن ولي من أمر أمَّتي شيئًا فرفق بهم فارفق به))[60].

 

إنَّ القسوة والجفاء والغلظة طبعٌ سيِّئ يُنكِره الإسلام وينهى عنه؛ لأنَّه جَفافٌ في النفس لا يرتبط بمنطق ولا عدالة، وأمَّا الرفق والرحمة فهما من دلائل الإيمان والتقوى؛ ولذا يقول - عزَّ وجلَّ -: ﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ ﴾ [الأعراف: 156 - 157]، ويقول أيضًا مُمتَدِحًا عبادَه المؤمنين تمسُّكهم بهذا الخلق الكريم: ﴿ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴾ [المائدة: 54]، و﴿ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ﴾ [الفتح: 29].

 

كما أنَّ الرحمة صفةٌ من صفات الفعل لله - تعالى - وقد جعَل منها جزءًا يَتراحَم الخلق بها فيما بينهم[61]، يقول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((جعَل الله الرحمة مائة جزءٍ، فأمسَك عنده تسعةً وتسعين جزءًا وأنزل في الأرض جزءًا واحدًا، فمن ذلك الجزء يَتراحَم الخلق حتى تَرفَع الفرس حافرها عن ولدها خشيةَ أن تُصِيبه))[62].

 

ب- البَشاشَة وطَلاقة الوجه عند لِقائِهم وطيب الكلام معهم، فهذا الخلق الكريم مصدرٌ عظيم للنجاح في العمل، وسببٌ في تكوين مجتمع راقٍ متحابٍّ مُتكافِل؛ ولذا عُنِي به المربُّون المُصلِحون، ودعا إليه القرآن الكريم في قوله - تعالى -: ﴿ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [الإسراء: 53]، وفي قوله أيضًا: ﴿ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ﴾ [البقرة: 83]، وفي قوله كذلك: ﴿ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الحجر: 88].

 

كما دَعَتْ إليه السنَّة النبويَّة في قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا تحقرنَّ من المعروف شيئًا ولو أنْ تلقى أخاك بوجهٍ طلق))[63]، وفي قوله: ((اتَّقوا النار ولو بشقِّ تمرة، فمَن لم يجد فبكلمةٍ طيِّبة))[64]، وفي قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أيضًا: ((الكلمة الطيِّبة صدقة))[65].

 

ج- الإحسان إليهم، وذلك بتقديم المشورة والنُّصح لهم في كلِّ أمرٍ يَخُصُّ مُعامَلاتهم، واختِيار أفضل الخِيارات المُتاحَة لهم، وسرعة إنجاز أمورهم ومعاملاتهم، والمبادرة إلى تقديم كلِّ خدمة مُمكِنة لهم؛ يقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن نفَّس عن مؤمنٍ كُربةً من كُرَبِ الدنيا نفَّس الله عنه كُربة من كُرَبِ يوم القيامة))[66].

 

د- احتِمال الأذى، والعفو والصَّفح عمَّن أخطأ منهم، فالعامل يمرُّ عليه - غالبًا - فئاتٌ شتَّى من المراجعين، منهم المتعلِّم والجاهل، ومنهم الكبير الناضج والصغير الطائش، ومنهم الكريم واللئيم، فعليه أنْ يُوَطِّن نفسه على احتِمال الأذى منهم في أدائه عملَه، والحلم عليهم، والعفو والصَّفح عمَّن قد يصدر منه شيءٌ من الطيش والسَّفَه أو السلوك الخاطئ؛ وذلك امتثالاً لأمر الله - عزَّ وجلَّ - بهذا، واحتِسابًا للأجر العظيم عنده - سبحانه - يوم القيامة.

 

يقول - تعالى - في الحثِّ على هذا الخلق الكريم: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ [الأعراف: 199]، ويقول: ﴿ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ ﴾ [الحجر: 85]، ويقول أيضًا: ﴿ وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ﴾ [البقرة: 237]، ويقول كذلك: ﴿ وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [الشورى: 43]، ويُخبِر - سبحانه - عن محبَّته لأصحاب هذا الخلق ويَعُدهم من المُحسِنين؛ حيث يقول في معرض المدح لهم: ﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [آل عمران: 134].

 

ويقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - مبيِّنًا الأجرَ العظيم الذي ينتظر أهل العفو والصفح يوم القيامة: ((مَن كظَم غيظًا وهو يستطيع أنْ ينفذه دَعاه الله على رؤوس الخلائق يومَ القيامة حتى يخيِّره في أيِّ الحُورِ شاء))[67]، وعن عبادة بن الصامت - رضِي الله عنه - أنَّه قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ألا أُنبِّئكم بما يشرف الله به البنيان ويرفع الدرجات؟))، قالوا: نعم يا رسول الله، قال: ((تحلم على مَن جهل عليك، وتعفو عمَّن ظلمك، وتُعطِي مَن حرمك، وتصل مَن قطعك))[68].

 

وعن عقبة بن عامرٍ - رضِي الله عنه - أنَّه قال: لقيتُ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فأخذتُ بيده وقلت: يا رسول الله، أخبرني بفواضل الأعمال، فقال: ((يا عقبة، صِلْ مَن قطعك، وأَعْطِ مَن حرمك، وأَعرِض عمَّن ظلمك))، وفي رواية: ((واعفُ عمَّن ظلمك))[69].

 

المبحث الثالث: الأخلاق في رب العمل:

وكما جاء الإسلام بالكثير من القِيَم الخلقيَّة التي ينبَغِي على العامل أن يلتَزِم بها، جاء أيضًا في المقابل بقِيَم خلقيَّة أخرى ينبغي على ربِّ العمل الالتزام بها، والحرص عليها في علاقته بالعامل وكفالة حقوقه المشروعة، سواء أكان ربُّ العمل هذا فردًا، أم مؤسسة خاصَّة، أم قطاعًا حكوميًّا، أم غير ذلك، ولعلَّ من أبرز هذه القِيَم ما يلي:

1- دفع أجرة العامل:

الأجر والأجرة في اللغة: الجزاء على العمل[70].

 

وهي في الاصطلاح: "العِوَض الذي يدفعه المستأجِر للمؤجر في مُقابِل المنفعة التي يأخذها منه"[71].

 

والأجرة هي أحد أركان عقد العمل، والعِوَض الذي يستحقُّه العامل مقابل ما يبذله من جهدٍ ووقتٍ لأداء العمل.

 

ومن أهمِّ الحقوق التي ينتَظِرها العامل من ربِّ العمل بعد أدائه ما كلف به هو إعطاؤه حقَّه من الأجرة دون بخسٍ ولا منَّة.

 

وقد أمَر الإسلام بإعطاء الأجير أجرَه فوْر انتهائه من أداء عمله؛ حيث يقول - عزَّ وجلَّ - بشأن المراضع: ﴿ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ﴾ [الطلاق: 6]، ويقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أعطوا الأجير أجرَه قبل أنْ يجفَّ عرقه))[72].

 

وتوعَّد - عزَّ وجلَّ - مَن مَنَع أجرة العامل أو أنكرها بالمخاصَمة يوم القيامة؛ حيث يقول - سبحانه - في الحديث القدسي: "ثلاثةٌ أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أُعطِي بي ثم غدَر، ورجل باع حُرًّا فأكل ثمنَه، ورجل استأجر أجيرًا فاستوفى منه ولم يُعطِه أجره"[73].

 

ومتى ما أدَّى العامل عمَلَه فقد أصبح أجرُه دينًا لدى ربِّ العمل، وأمانة في عنقه يجب عليه الوفاء بها كاملةً دون تأخيرٍ أو مُماطَلة، فهو مُؤتَمَنٌ عليها، سواءً كانت هذه الأجرة يوميَّة أم أسبوعيَّة أم شهريَّة، أم مبلغًا مقطوعًا، تم الاتِّفاق على دفعه بعد إنجاز العمل المطلوب؛ يقول - عز وجل -: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾ [النساء: 58]، كما أنَّ إعطاء العامل أجرته بعد استِيفاء المنفعة منه يَدخُل ضمن الوفاء بعقد العمل المتَّفَق عليه بين الطرفين، وقد تقدَّم الأمر بالوَفاء بالعقود في قوله - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ﴾ [المائدة: 1].

 

2- العدل والإحسان:

العدل مبدأٌ من المبادئ الأساسيَّة في الإسلام، بل هو سِمَةُ الإسلام، وميزان الاجتماع الإنساني، وعليه يقوم بناء الجماعة، وكلُّ عمل لا يقوم على العدل لا بُدَّ أنْ يضطرب ويختلَّ مهما كانت قوَّة التنظيم فيه.

 

إنَّ إقامة العدل بين الناس هو الغاية من إرسال الله الرسلَ وإنزاله الكتب، يقول - تعالى -: ﴿ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ﴾ [الحديد: 25].

 

وممَّا يدلُّ على أهميَّة العدل ووجوبه أنَّ الله - سبحانه - نزَّه نفسه عن الظلم فقال: ﴿ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ [ق: 29]، بل إنَّه - سبحانه - حرَّمَه على نفسه وعلى عباده، فقال في الحديث القدسي: "يا عبادي، إنِّي حرَّمت الظلمَ على نفسي وجعلتُه بينكم محرَّمًا، فلا تَظالَمُوا"[74].

 

وجاء الأمر بالعدل في آياتٍ كثيرة في كتاب الله؛ منها: قوله - تعالى -: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى ﴾ [النحل: 90]، وقوله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ ﴾ [النساء: 135]، وقوله: ﴿ وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ﴾ [النساء: 58].

 

ووعَد النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - المُقسِط العادل بالجزاء الحسن يوم القيامة؛ حيث قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ المُقسِطين عند الله على منابر من نورٍ عن يمين الرحمن - عزَّ وجلَّ - وكلتا يديه يمين - الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما وُلُّوا))[75].

 

والعدل في الإسلام: وضعُ الشيء موضعَه، وأن يَنال كلُّ إنسان ثمار عمله ويتحمَّل تبعة فعله.

 

وللعدل والإحسان هنا من قِبَل رب العمل صور كثيرة؛ منها:

1- المساواة بين العمال في حسن التعامل وفي بذْل الحقوق، دون تمييزٍ بينهم في ذلك من غير مُبرِّر شرعي منطقي، فإنَّ العدل يقتَضِي المساواة بين المتماثِلَيْن، إلاَّ أنَّه ينبغي أنْ يقول للمحسن منهم: أحسنت، ويُكافِئه على هذا الإحسان، ويقول للمُسِيء: أسأت، ويُعاقِبه على هذه الإساءة إذا كانت مقصودة متعمَّدة، وألاَّ يساوي بين المُحسِن والمُسِيء في الحوافز والعلاوات والترقيات ونحوها، بل يُعطِي كلَّ ذي حقٍّ حقَّه.

 

2- المساواة بين العمَّال في التكليف بالأعمال، من حيث حجمها وطاقة الإنتاج فيها، مع مراعاة الفروق الفردية بينهم والتفاوت في الطاقات والإمكانات والقدرات المهاريَّة.

 

3- تولي النظر في مظالم العمَّال، وتفقُّد أحوالهم، وإنصاف المظلوم من الظالم منهم، وتخليص إدارة العمل من مرض المحسوبيَّة والفساد الإداري، ودفعها نحو النزاهة والاستقامة.

 

4- التناسب بين حجم العمل المطلوب وأجرته، لقوله - تعالى -: ﴿ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ ﴾ [الأعراف: 85]؛ أي: "لا تنقصوهم أموالهم"[76]، ولتحذيره - سبحانه - من سوء عاقبة بخس الناس أشياءهم، حيث يقول: ﴿ وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ * أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [المطففين: 1 - 6].

 

وكما يكون التطفيف في الكيل والميزان يكون من أمور أخرى غيرها تشمل بخس العامل حقَّه من الأجرة، فالمطفِّف - كما يقول الطبري - المقلِّل حقَّ صاحِب الحق عمَّا له من الوفاء والتمام، وأصل ذلك من الشيء الطفيف، وهو النَّزر القليل[77].

 

5- عدم تكليف العامل من الأعمال بأكثر من المتفق عليه في عقد العمل.

 

6- الالتزام بالموضوعية في تقييم أداء العامل.

 

7- منحه حقَّه من الإجازات الاعتياديَّة والاضطراريَّة.

 

8- منحه فترة زمنية مُناسِبة لأداء الواجبات الشرعيَّة في مقرِّ العمل.

 

ولالتزام ربِّ العمل بخلق العدل والإحسان آثارٌ إيجابيَّة حسنة على العمل وأطرافه؛ حيث يُقوِّي ذلك مشاعر العامل نحو المؤسَّسة التي يعمل فيها، وينمي روح انتِمائه إليها، وسيدفعه بالتالي إلى بذل أقصى جهده لرفع مستوى الأداء والإنتاج.

 

3- التواضع:

التواضع فضيلة خلقيَّة محمودة مطلوبة، ورَد الحثُّ عليها والنهي عن ضدِّها في كثيرٍ من النصوص الشرعيَّة؛ يقول الله - عزَّ وجلَّ -: ﴿ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ﴾ [لقمان: 18]، ويقول أيضًا: ﴿ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا ﴾ [الإسراء: 37].

 

يقول الشيخ عبدالرحمن بن سعدي - رحمه الله - في تفسير هذه الآية: "يقول - تعالى -: ﴿ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ﴾ [الإسراء: 37]؛ أي: كبرًا وتِيهًا وبَطَرًا، متكبِّرًا على الحق، ومتعاظمًا في تكبُّرك على الخلق، ﴿ إنك ﴾ في فعلك ذلك ﴿ لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولاً ﴾، بل تكون حقيرًا عند الله ومُحتَقَرًا عند الخلق، مبغوضًا ممقوتًا، قد اكتَسَبت شرَّ الأخلاق، واكتسبت بأرذلها، من غير إدراكٍ لبعض ما تَرُوم[78].

 

ويقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ما تَواضَع أحدٌ لله إلا رفَعَه))[79]، ويقول عبدالله ابن مسعود - رضِي الله عنه - تبعًا لذلك: "مَن تواضَع لله تخشُّعًا رفَعَه الله يوم القيامة"[80].

 

ويتأكَّد الالتِزام بخلق التواضُع بصفةٍ خاصَّة في تعامُل ربِّ العمل مع مرؤوسيه من عمَّال وأُجَراء، ويدخل في ذلك: مجالستهم، والتبسُّط في الحديث معهم، ومشاركتهم همومهم الوظيفيَّة، وتفقُّد متطلَّباتهم وحاجاتهم وتفهُّمها، والسعي إلى توفير سُبُل الراحة لهم، وعدم الاحتِجاب عنهم؛ يقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن ولاَّه الله - عز وجل - شيئًا من أمر المسلمين فاحتَجَب دون حاجتهم وخلَّتهم وفقرهم، احتَجَب الله عنه دون حاجته وخلته وفقره))[81].

 

إنَّ التعالي والغرور والكبر من قِبَل المديرين وأرباب الأعمال مرضٌ سلوكي نفسي قبل أن يكون مرضًا وظيفيًّا، يجعلهم لا يرَوْن خلل أنفسهم، ناهيك عن السعي إلى سدِّ عيبها وتقويم اعوجاجها، كما أنَّه يؤدِّي - غالبًا - إلى تفشِّي الكراهية والحقد بينهم وبين العمال، ويَحُول دون التواصل الفعال معهم.

 

4- احترام العامل وتقدير كرامته الإنسانية:

لقد كفَل الإسلام لكلِّ إنسان كرامته الإنسانية؛ فقال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ ﴾ [الإسراء: 70]، وأقرَّ مبدأ الأخوَّة بين المؤمنين؛ فقال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ [الحجرات: 10]، وجعَل المعيار الوحيد للتفاضُل بينهم هو مستوى التقوى والتديُّن، فلا يكرم أحد منهم ولا يفضل على غيره إلا بالتقوى؛ قال - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ [الحجرات: 13]، وقال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا فضلَ لعربي على أعجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر - إلاَّ بالتقوى))[82].

 

والعامل مهما كان مستواه التعليمي أو المهني أو الاقتصادي أو الاجتماعي له شأن مهم وأثر بالغ في حياة المجتمع الذي يَعِيش فيه؛ فعلى كاهله يقوم النشاط اليومي، فهو عضو فعَّال في المجتمع أيًّا كان النشاط الذي يُزاوِله، أو المجال الذي يعمل فيه، كما أنَّه ورب العمل كلٌّ منهما يُتِمُّ رسالة الآخر، فهو يحتاج إلى تأمين مصدرٍ للعيش والرزق بالأجر الذي يتقاضاه، ورب العمل يحتاج إلى إنجاز العمل وإتقانه، وكلاهما يحقِّق تطلُّعات المجتمع في الإنتاج والرُّقِيِّ، وغاية الأمَّة في الرخاء والأمن بكافَّة مجالاته المتعدِّدة.

 

ولذا فمن أبرز الأخلاق التي ينبَغِي على رب العمل الحرصُ عليها والالتِزام بها: احتِرام العامل وتقدير كرامَته الإنسانية، ومُعامَلته بالرِّفق واللين، واجتناب كلِّ سلوك أو تصرُّف يتضمَّن مهانة أو مذلَّة له، ولرب العمل في رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - الأسوة والقدوة الحسنة في معاملة العمَّال؛ فعن أنس بن مالكٍ - رضِي الله عنه - أنه قال: "خدَمتُ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - عشْر سنين، فما قال لي: أف، ولا: لمَ صنعتَ؟ ولا: ألا صَنعت؟"[83].

 

وكان - صلَّى الله عليه وسلَّم - يدعو إلى حسن الخلق، حيث يقول: ((أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا))[84]، ويقول: ((أثقل شيءٍ في الميزان يوم القيامة الخلق الحسن))[85]، ويقول - صلَّى الله عليه وسلَّم - كذلك: ((إنَّ الله يحبُّ الرِّفق في الأمر كلِّه))[86]، ويقول أيضًا: ((إنَّ الرفق لا يكون في شيءٍ إلا زانَه، ولا يُنزَع من شيءٍ إلا شانَه))[87].

 

ومن المعلوم أنَّ التزام رب العمل بهذا المبدأ الخلقي يؤدِّي - غالبًا - إلى بَثِّ الرُّوح المعنويَّة في نفوس العمَّال والأُجَراء؛ من حيث حماسهم لعملهم واهتِمامهم به، وإتقانهم له، وإظهارهم لروح المُبادَرة والابتِكار فيه، وامتثالهم للتعليمات والتوجيهات الصادرة من قيادتهم في المؤسسة التي يعملون فيها.

 

5- توفير الرعاية الصحيَّة للعامل ووقايته من أخطار العمل:

ومن المبادِئ التي ينبغي على أرباب العمل الحرصُ عليها في علاقتهم مع العمَّال: توفير الرعاية الصحيَّة الشاملة لهم، وتأمين العلاج اللازم والفحْص الطبي الدوري - ولا سيَّما في الأعمال المهنيَّة التي تتطلَّب ذلك - ونحو ذلك ممَّا يحقِّق لهم الرِّعاية الصحيَّة المطلوبة.

 

كذلك اتِّخاذ كُلِّ الاحتِياطات الوقائيَّة المناسبة لحماية العمَّال من أخطار العمل وإصاباته المختلفة، ومن ذلك على سبيل المثال:

أ- توفير أماكن واسعة لأداء العمل، وتوفير الإضاءة الجيِّدة فيها، والتهوية السليمة، ودرجة حرارة مناسبة.

ب- التثقيف الصحي والتوعية الوقائية للعامل.

ج- توفير وسائل ومُعِدَّات الإسعافات الطبيَّة الأوليَّة في مقرِّ العمل.

د- توفير الوسائل الكافِيَة لمنْع الحريق ومُعِدَّات الإطفاء المناسبة.

هـ- توفير ما يحتاج إليه العمَّال في الوِرَش والمصانع ونحوها من موادَّ ومُعِدَّات وملابس تَقِيهم من الأخطار التي تُحِيط بأجواء العمل المهني؛ كتأمين القفَّازات والأقنعة والخوذات والأحذية الواقية.

و- التخلُّص من النفايات والأبخرة والغازات السامَّة والمواد الضارَّة بالصحَّة المتولدة في المصانع من العمليَّات الصناعيَّة المتنوِّعة.

 

علمًا بأنَّ لكلِّ مجالٍ من مجالات العمل متطلبات سلامة خاصَّة به، ووسائل حماية تَحفَظ للعامل صحَّته، وتَقِيه من إصابات العمل وأخطاره.

 

الخاتمة

وفي خِتام هذا البحث الموجز أودُّ التأكيدَ على الأمور المهمَّة التالية:

أولاً: الانضِباط بضوابط العمل التي جاء بها الإسلام؛ لكي نحقِّق أخلاقيَّات العمل الإسلاميَّة المطلوبة، ومن أبرز هذه الضوابط ما يلي:

1- مشروعيَّة العمل الذي يُزاوِلُه العامل؛ لأنَّ عليها مَدارَ الثواب والعقاب في الدنيا والآخرة، فيجب على كلِّ مسلم مُراعاة الحلال والحرام في أعماله كلها صغيرها وكبيرها.

 

2- تحديد نوعيَّة العمل ومدَّته وأجره تحديدًا دقيقًا من قِبَل العامل وصاحب العمل، سواءً كان صاحب العمل فردًا أو مؤسَّسة، حكوميَّة كانت أو خاصَّة؛ لما لذلك من أثرٍ بالِغٍ في قطْع دابر الخلاف والنِّزاع بين الطرفين، وضمان سير العمل في مَسارِه الأخلاقي الصحيح، وتحقيق المصلحة الشرعيَّة المُعتَبَرة للجميع.

 

3- إعطاء العامل حقوقَه كاملةً غير منقوصة، ومعاملته بالحُسنَى، ويدخُل في ذلك: عدم تكليفِه من الأعمال ما لا يُطِيق، وإعطاؤه أجره بعد فراغه من أداء العمل من دون مُماطَلة، وتوفير الضمان الصحِّي له، والعفو والصفح عنه إذا حصَل منه خطأ أو تقصير غير مقصود.

 

ثانيًا: اجتناب كُلِّ الأخلاق السلبيَّة المذمومة في أداء العمل، والتي من أبرزها: النِّفاق، والغش والتزوير، والرشوة، والسرقة، والغلول، والوشاية بالزملاء، وفعل المنكرات، واستغلال موقع العمل لتحقيق المصالح الشخصية، واتِّخاذ العبادة حجَّة لتعطيل مصالح الناس في مقرِّ العمل.

 

ثالثًا: الاهتِمام بتربية الناشئة منذ الصِّغَر تربية أخلاقيَّة وفقَ ما جاء في الشريعة الإسلامية، فالتربية والتعليم في الصِّغَر أدعى إلى الانضباط في الكبر.

 

رابعًا: ضرورة توجُّه المسؤولين القائمين على المؤسَّسات التعليميَّة إلى تدريس الأخلاق الإسلاميَّة - لِمَسِيس الحاجة إليها - في مراحل التعليم المختلفة، وذلك بإدخال مقرَّر (علم الأخلاق الإسلاميَّة) في مراحل التعليم العام، ومقرَّر (أخلاق العمل) في مرحلة التعليم الجامعي.

 

خامسًا: ضرورة سعي الجهات الحكومية المعنيَّة بشؤون العمل والعمال، وكذا إدارات الخدمة المدنيَّة والعسكريَّة وأمثالها في البلاد الإسلاميَّة إلى إبراز قيمة أخلاق العمل التي قرَّرها الإسلام، واتِّخاذ الإجراءات اللازمة والقَرارات المناسبة لتفعيل الالتِزام بهذه الأخلاق في حياة المسلمين في مجالات العمل المختلفة.

 

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 

• • • •


المصادر والمراجع

1- القرآن الكريم.

2- إحياء علوم الدين؛ لأبي حامد الغزالي - بيروت: دار صادر.

3- أخلاقيات المهنة؛ لرشيد عبدالحميد، ومحمود الحياري - ط2 - عمان - الأردن: دار الفكر، 1985م.

4- أدب الدنيا والدين؛ لأبي الحسن علي الماوردي؛ تحقيق: مصطفى السقا - ط4 - بيروت: دار الكتب العلمية، 1398هـ / 1978م.

5- الأدب المفرد؛ للإمام الحافظ محمد بن إسماعيل البخاري - ط1 - بيروت: دار عالم الكتب، 1404هـ / 1984م.

6- التبيان في أقسام القرآن؛ لابن قيم الجوزية - الرياض: مكتبة الرياض الحديثة.

7- تفسير القرآن العظيم؛ لعماد الدين بن كثير - بيروت: دار المعرفة، 1403هـ / 1983م.

8- تلبيس إبليس؛ لعبدالرحمن بن الجوزي؛ تحقيق: السيد الجميلي - ط2 - بيروت: دار الكتاب العربي، 1407هـ / 1987م.

9- تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان؛ للشيخ عبدالرحمن بن سعدي - الرياض: الرئاسة العامَّة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء، 1404هـ.

10- جامع البيان في تأويل القرآن؛ لمحمد بن جرير الطبري - ط3 - بيروت: دار الكتب العلمية، 1420هـ / 1999م.

11- الجامع لأحكام القرآن؛ لمحمد بن أحمد القرطبي - ط5 - بيروت: دار الكتب العلمية، 1417 هـ / 1996م.

12- حاشية الدسوقي على الشرح الكبير؛ لشمس الدين محمد عرفة الدسوقي - القاهرة: دار إحياء الكتب العربية.

13- الحرية الاقتصادية في الإسلام وأثرها في التنمية؛ لسعيد أبو الفتوح بسيوني - المنصورة: دار الوفاء للطباعة والنشر، 1408هـ / 1988م.

14- خلق المسلم؛ لمحمد الغزالي - دمشق: دار القلم، 1400 هـ / 1980م.

15- دراسات في النظام الخلقي بين الإسلام والنظم الوضعية؛ لمفرح بن سليمان القوسي - ط2 - الرياض: دار إمام الدعوة، 1427 هـ / 2006م.

16- الذريعة إلى مكارم الشريعة؛ للحسين بن محمد الأصفهاني؛ تحقيق ودراسة: أبي اليزيد العجمي - ط1 - القاهرة: دار الصحوة، 1405 هـ.

17- روضة العقلاء ونزهة الفضلاء؛ لأبي حاتم محمد بن حبان البستي؛ تحقيق: محمد حامد الفقي - القاهرة: مكتبة السنة المحمدية.

18- الزهد؛ لوكيع بن الجراح؛ تحقيق: عبدالرحمن الفريوائي - ط2 - المدينة المنورة: مكتبة الدار، 1404هـ / 1984م.

19- سلسلة الأحاديث الصحيحة لمحمد ناصر الدين الألباني - الرياض: مكتبة المعارف.

20- سنن ابن ماجه؛ لأبي عبدالله محمد بن يزيد القزويني؛ تحقيق: محمد ناصر الدين الألباني - الرياض: مكتبة المعارف.

21- سنن أبي داود؛ للإمام الحافظ سليمان بن الأشعث السجستاني؛ تعليق: محمد محيى الدين عبدالحميد - بيروت: دار إحياء التراث العربي.

22- سنن الترمذي؛ لأبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي - بيروت: دار إحياء التراث العربي، 1415 هـ / 1995م.

23- السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية؛ لشيخ الإسلام ابن تيمية - بيروت: دار المعرفة.

24- سيرة عمر بن الخطاب؛ لابن الجوزي - مصر: المكتبة التجارية الكبرى.

25- شعب الإيمان؛ لأبي بكر أحمد ين الحسين البيهقي - بيروت: دار الكتب العلمية.

26- صحيح الجامع الصغير؛ لمحمد ناصر الدين الألباني - ط3 - بيروت: المكتب الإسلامي، 1408هـ / 1988م.

27- صحيح مسلم بن الحجاج القشيري بشرح يحيى بن شرف النووي - القاهرة: دار الريان.

28- العمل في الإسلام: أخلاقه، مفاهيمه، قيمه؛ لعز الدين الخطيب - الأردن - عمان: دار عمار ودار الفيحاء.

29- فتح الباري شرح صحيح الإمام البخاري؛ لابن حجر العسقلاني - الرياض: رئاسة إدارات البحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية.

30- الكامل في التاريخ؛ لابن الأثير - بيروت: دار صادر، 1385هـ / 1965م.

31- الكسب؛ لمحمد بن الحسن الشيباني؛ تحقيق: سهيل بكار - ط1 - دمشق، 1400هـ / 1980م.

32- لسان العرب؛ لجمال الدين بن منظور - ط3 - بيروت: دار إحياء التراث العربي، 1419هـ / 1999م.

33- مجمع الزوائد ومنبع الفوائد؛ لعلي بن أبي بكر الهيثمي - بيروت: دار الكتب العلمية، 1408 هـ / 1988م.

34- المستدرك على الصحيحين؛ للإمام الحافظ محمد بن عبدالله الحاكم النيسابوري، دراسة وتحقيق: مصطفى عبدالقادر عطا - ط1 - بيروت: دار الكتب العلمية، 1411هـ / 1990م.

35- مسند الإمام أحمد بن حنبل؛ تحقيق: شعيب الأرناؤوط وآخرين، طبعة مؤسسة الرسالة.

36- المعجم الأوسط؛ لسليمان بن أحمد الطبراني؛ تحقيق: أيمن شعبان وسيد إسماعيل - ط1 - القاهرة: دار الحديث، 1417هـ / 1996م.

37- المفردات في غريب القرآن؛ للراغب الأصفهاني؛ تحقيق: محمد سيد كيلاني - بيروت: طبعة دار المعرفة.


[1] • بكالوريوس من كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عام 1403هـ.

• ماجستير في الثقافة الإسلامية من الكلية والجامعة نفسها 1409هـ.

• دكتوراه في التخصُّص نفسه والجامعة نفسها عام 1420هـ.

• يعمل الآن أستاذًا مشاركًا في قسم الثقافة الإسلامية بكلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

[2] ذلك أنَّ الأحكام التي جاءت بها الشريعة الإسلامية تنقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسة هي: أحكام عقدية، وأحكام خلقية، وأحكام عملية.

[3] راجع في هذا كتابي: "دراسات في النظام الخلقي بين الإسلام والنظم الوضعية" - ط2 - الرياض: دار إمام الدعوة، 1427 هـ / 2006م، ص24 - 27.

[4] انظر: "لسان العرب"؛ لابن منظور، مادة (خلق).

[5] "إحياء علوم الدين" - بيروت: دار صادر، ج3، ص53.

[6] "الذريعة إلى مكارم الشريعة؛ تحقيق: ودراسة أبي اليزيد العجمي - ط1 - القاهرة: دار الصحوة، 1405هـ، ص114.

[7] "التبيان في أقسام القرآن" - الرياض: مكتبة الرياض الحديثة، ص135، 136.

[8] انظر: "لسان العرب"؛ لابن منظور، مادة (عمل).

[9] انظر: "أخلاقيات المهنة"؛ لرشيد عبدالحميد ومحمود الحياري - ط2 - عمان - الأردن: دار الفكر، 1985م، ص9.

[10] انظر: المرجع السابق.

[11] رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" عن كعب بن عجرة - رضِي الله عنه - الحديث رقم (6835)، وقد صححه الألباني في "صحيح الجامع الصحيح"، الحديث رقم (1428) - ط3 - بيروت: المكتب الإسلامي، 1408 هـ / 1988م، ج 1، ص301.

[12] "الكسب"؛ لمحمد بن الحسن الشيباني؛ بتحقيق: سهيل زكار - ط1 - دمشق، 1400هـ / 1980م، ص64، وانظر: "سيرة عمر بن الخطاب"؛ لابن الجوزي - مصر: المكتبة التجارية الكبرى، ص177.

[13] رواه الطبراني في "الأوسط" برقم (7520) ؛ بتحقيق: أيمن شعبان وسيد إسماعيل - ط1 - القاهرة: دار الحديث، 1417هـ / 1996م، ج7، ص338، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد": "فيه جماعة لم أعرفهم" - بيروت: دار الكتب العلمية، 1408هـ / 1988م، ج4، ص63.

[14] "الجامع لأحكام القرآن" - ط5 - بيروت: دار الكتب العلمية، 1417هـ / 1996م، ج13، ص11.

[15] انظر كلاًّ من: المصدر السابق، ج11، ص213، و"الكسب"؛ لمحمد بن الحسن الشيباني، ص35 - 36.

[16] رواه البخاري في "صحيحه" في كتاب (الإجارة)، الباب (2)، الحديث رقم (2262) - الرياض: إدارات البحوث العلمية والإفتاء، ج4، ص441.

[17] "تفسير القرآن العظيم" - بيروت: دار المعرفة، 1403هـ / 1983م، ج4، ص367.

[18] رواه البخاري في "صحيحه" في كتاب (البيوع)، الباب (15)، الحديث رقم (2072)، ج4، ص303.

[19] رواه البخاري في "الأدب المفرد"، الحديث رقم (479) 0 - ط1 - بيروت: دار عالم الكتب، 1404هـ / 1984م، ص168، ورواه الإمام أحمد في "المسند"، الحديث رقم (12981)، ج2، ص296، وقال محقِّقو المسند: "إسناده صحيح على شرط مسلم" - بيروت: مؤسسة الرسالة.

[20] انظر: "الكسب"؛ لمحمد بن الحسن الشيباني، ص41.

[21] انظر: "تلبيس إبليس"؛ لابن الجوزي؛ تحقيق: السيد الجميلي - ط2 - بيروت: دار الكتاب العربي، 1407هـ / 1987م، ص345.

[22] "الحرية الاقتصادية في الإسلام وأثرها في التنمية"؛ لسعيد أبو الفتوح بسيوني - المنصورة: 1408هـ / 1988م، ص371.

[23] "العمل في الإسلام: أخلاقه، مفاهيمه، قيمه"؛ لعز الدين الخطيب - عمان - الأردن: دار عمار ودار الفيحاء، ص27.

[24] انظر: "الحرية الاقتصادية في الإسلام"؛ لسعيد بسيوني، ص 371 - 372. و"العمل عند المسلمين رؤية حضارية"؛ لإبراهيم المزيني - ط1 - الرياض: وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، 1424هـ / 2003م، ص 96، 97.

[25] انظر: "العمل في الإسلام"؛ لعز الدين الخطيب، ص65.

[26] رواه الإمام مسلم في "صحيحه" في كتاب (الإمارة)، باب (كراهة الإمارة بغير ضرورة) - القاهرة: دار الريان، ج12، ص209 - 210.

[27] رواه الإمام البخاري في "صحيحه" في كتاب (العلم)، الباب (2)، الحديث رقم (59)، ج1، ص141 - 142.

[28] رواه الإمام البخاري في "صحيحه" في كتاب (العتق)، الباب (15)، الحديث رقم (2545)، ج 5، ص173، 174.

[29] "فتح الباري"، ج5، ص 174.

[30] رواه الإمام مسلم في "صحيحه" في كتاب (الإيمان)، باب (الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعًا)، ج1، ص232، 233.

[31] انظر: "لسان العرب"؛ لابن منظور، مادة (قوا).

[32] انظر: "المفردات"؛ للراغب الأصفهاني، مادة (قوي) ؛ تحقيق: محمد سيد كيلاني - بيروت: دار المعرفة، ص419.

[33] "تفسير القرآن العظيم"؛ لابن كثير، ج3، ص113.

[34] "السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية - بيروت: دار المعرفة، ص14، 15.

[35] رواه الإمام أحمد في "المسند" عن أنس بن مالك - رضِي الله عنه - الحديث رقم (12383)، ج19، ص375، 376، وقد صحَّحه الألباني في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" برقم (733) - الرياض: مكتبة المعارف، ج2، ص361.

[36] رواه أبو داود في "سننه" في كتاب (البيوع)، باب (في الرجل يأخذ حقه من تحت يده)، الحديث رقم (3535) - بيروت: دار إحياء التراث العربي، ج3، ص290، وصحَّحه الألباني في "صحيح الجامع الصغير" برقم (238)، ج1، ص127.

[37] رواه البخاري في "صحيحه" في كتاب (النكاح)، الباب (90)، الحديث رقم (5200)، ج9، ص299، ورواه مسلم في "صحيحه" في كتاب (الإمارة)، باب (فضيلة الإمام العادل)، ج12، ص213.

[38] "خلق المسلم"؛ لمحمد الغزالي - دمشق: دار القلم، 1400هـ / 1980م، ص45.

[39] رواه مسلم في "صحيحه" في كتاب (الإيمان)، باب (قول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ( (مَن غشَّنا فليس مِنَّا) ) )، ج2، ص108.

[40] رواه أبو داود في "سننه" في كتاب (الخراج والإمارة والفيء)، باب (في أرزاق العمال)، الحديث رقم (2943)، ج3، ص134، ورواه الإمام أحمد في "المسند"، الحديث رقم (17723)، ج29، ص261، وقال محقِّقو المسند: "إسناده صحيحٌ على شرط مسلم، ورجاله ثقات رجال الشيخين".

[41] "صحيح البخاري مع فتح الباري"، كتاب (الأحكام)، الباب (24)، الحديث رقم (7174)، ج13، ص 164.

[42] رواه الحاكم في "المستدرك" في كتاب (الأحكام)، الحديث رقم (7066)، وقال: "حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" - ط1 - بيروت: دار الكتب العلمية، 1411هـ / 1990م، ج4، ص115.

[43] "أدب الدنيا والدين"؛ تحقيق: مصطفى السقا - ط4 - بيروت: دار الكتب العلمية، 1398هـ / 1987م، ص295.

[44] "روضة العقلاء ونزهة الفضلاء"؛ تحقيق: محمد حامد الفقي - القاهرة: مكتبة السنة المحمدية، ص 189.

[45] "أدب الدنيا والدين"؛ للماوردي، ص295.

[46] المصدر السابق، ص 296.

[47] "روضة العقلاء"، ص 189.

[48] "الكامل في التاريخ"؛ لابن الأثير - بيروت: دار صادر، 1385هـ / 1965م، ج2، ص437.

[49] رواه البيهقي في "شعب الإيمان" برقم (5312) - بيروت: دار الكتب العلمية، ج4، ص334، وصحَّحه الألباني في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" برقم (1113)، ج 3، ص106.

[50] رواه مسلم في "صحيحه" في كتاب (الصيد والذبائح)، باب (الأمر بإحسان الذبح والقتل وتحديد الشفرة)، ج 13، ص106، 107.

[51] رواه الإمام مسلم في "صحيحه" في كتاب (المساقاة والمزارعة)، باب (فضل الغرس والزرع)، ج10، ص215.

[52] رواه الإمام أحمد في "المسند"، الحديث رقم (1095)، ج2، ص333، وقال محقِّقو "المسند": "إسناده صحيح على شرط مسلم".

[53] رواه مسلم في "صحيحه" في كتاب (الذكر)، باب (فضل الاجتماع على تلاوة القرآن)، ج17، ص21.

[54] يقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فيما حَكاه عن ربه - عزَّ وجلَّ - أنه قال: "ما تقرب إليَّ عبدي بشيءٍ أحب إليَّ مما افترضته عليه"؛ رواه الإمام البخاري في "صحيحه" في كتاب (الرقاق)، الباب (38)، الحديث رقم (6502)، ج11، ص340، 341.

[55] رواه أبو داود في "سننه" في كتاب (الأدب)، باب (في الرحمة)، الحديث رقم (4941)، ج4، ص285، ورواه الترمذي في "سننه" في كتاب (البر والصلة)، الباب (16)، الحديث رقم (1929)، ج4، ص323، 324، وقال: "حديث حسن صحيح" - بيروت: دار إحياء التراث العربي، 1415هـ / 1995م، كما رواه الحاكم في "المستدرك" وصحَّحه في كتاب (البر والصلة) برقم (7274)، ج4، ص175.

[56] رواه مسلم في "صحيحه" في كتاب (الفضائل)، باب (رحمته (وتواضعه)، ج15، ص77.

[57] رواه مسلم في "صحيحه" في كتاب (البر والصلة والآداب)، باب (استحباب العفو والتواضع)، ج16، ص141.

[58] رواه البخاري في "صحيحه" في كتاب (الأدب)، الباب (35)، الحديث رقم (6024)، ج10، ص449.

[59] رواه مسلم في "صحيحه" في كتاب (البر والصلة والآداب)، باب (فضل الرفق)، ج16، ص146.

[60] رواه مسلم في "صحيحه" في كتاب (الإمارة)، باب (فضيلة الأمير العادل)، ج12، ص212، 213.

[61] انظر: "فتح الباري"؛ لابن حجر، ج10، ص432.

[62] رواه البخاري في "صحيحه" في كتاب (الأدب)، الباب (19)، الحديث رقم (6000)، ج10، ص431.

[63] رواه مسلم في "صحيحه" في كتاب (البر والصلة والآداب)، باب (استحباب طلاقة الوجه عند اللقاء)، ج16، ص177.

[64] رواه البخاري في "صحيحه" في كتاب (الزكاة)، الباب (10)، الحديث رقم (1417)، ج3، ص283.

[65] رواه البخاري في "صحيحه" في كتاب (الجهاد)، الباب (128)، الحديث رقم (2989)، ج6، ص132. ورواه مسلم في "صحيحه" في كتاب (الزكاة)، باب (بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف)، ج7، ص95.

[66] رواه مسلم في "صحيحه" في كتاب (الذكر)، باب (فضل الاجتماع على تلاوة القرآن)، ج17، ص21.

[67] رواه ابن ماجه في "سننه" في كتاب (الزهد)، الباب (18)، الحديث رقم (4186) - الرياض: مكتبة المعارف، ص695، وقد حسَّنه الألباني في تحقيقه لهذه "السنن".

[68] أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد"، ج8، ص189، وقال: "رواه الطبراني وفيه أبو أميَّة بن يَعلَى وهو ضعيف".

[69] رواه الإمام أحمد في "مسنده"، الحديث رقم (17334)، ج28 ص569، 570. وقد حسَّنه محقِّقو "المسند".

[70] انظر: "لسان العرب"؛ لابن منظور، مادة (أجر).

[71] "حاشية الدسوقي على الشرح الكبير" - القاهرة: دار إحياء الكتب العربية، ج4، ص2.

[72] رواه ابن ماجه في "سننه" في كتاب (الرهون)، باب (أجر الأجراء)، الحديث رقم (2443)، ص417، وقد صحَّحه الألباني في تحقيقه لهذه "السنن".

[73] رواه الإمام البخاري في "صحيحه" في كتاب (الإجارة)، الباب (10)، الحديث رقم (2270)، ج4، ص447.

[74] رواه مسلم في "صحيحه" في كتاب (البر والصلة والآداب)، باب (تحريم الظلم)، ج16، ص 133، 134.

[75] رواه مسلم في "صحيحه" في كتاب (الإمارة)، باب (فضيلة الأمير العادل)، ج12، ص211.

[76] "تفسير القرآن العظيم"؛ لابن كثير، ج3، ص345.

[77] انظر: "جامع البيان في تأويل القرآن"؛ للطبري - ط3 - بيروت: دار الكتب العلمية، 1420هـ / 1999م، ج1، ص 483.

[78] "تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان" - الرياض: الرئاسة العامَّة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء، 1404هـ، ج4، ص278.

[79] تقدَّم تخريجه.

[80] "الزهد"؛ لوَكِيع بن الجرَّاح؛ تحقيق: عبد الرحمن الفريوائي - ط1 - المدينة المنورة: مكتبة الدار، 1404هـ / 1984م، ج2، ص467.

[81] رواه أبو داود في "سننه" في كتاب (الخراج والإمارة والفيء)، باب (فيما يلزم الإمام من أمر الرعية)، ج3، ص135، وروى نحوه الإمام أحمد في "المسند"، الحديث رقم (15651)، ج24، ص408، وقال محقِّقو "المسند": "صحيح لغيره".

[82] رواه الإمام أحمد في "مسنده" من حديث أبي نضرة، الحديث رقم (23489)، ج38، ص474، وقال عنه الهيثمي في "مجمع الزوائد": "رجاله رجال الصحيح"، ج3، ص266.

[83] رواه الإمام البخاري في "صحيحه" في كتاب (الأدب)، الباب (39)، الحديث رقم (6038)، ج10، ص456.

[84] رواه أبو داود في "سننه" في كتاب (السنَّة)، باب الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه)، الحديث رقم (4682)، ج4، ص220، والدارمي في "سننه" في كتاب (الرقائق)، الباب (74)، الحديث رقم (2795) - باكستان: دار حديث أكادمي، 1404هـ / 1984م، ج2، ص231، كما رواه الحاكم في "المستدرك" في كتاب (الإيمان)، ج1، ص43، وقال عنه: "صحيح على شرط مسلم".

[85] رواه الإمام أحمد في "مسنده" عن أبي الدرداء - رضِي الله عنه - الحديث رقم (27496)، ج45، ص487، وأبو داود في "سننه" في كتاب (الأدب)، باب (في حسن الخلق)، الحديث رقم (4799)، ج4، ص253، وقد صحَّحه الألباني في "صحيح الجامع الصغير" برقم (133)، ج1، ص98.

[86] تقدم تخريجه.

[87] تقدم تخريجه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

مقالات ذات صلة

  • الإسلام دين العمل
  • البطالة وسوق العمل
  • البطالة تحت أقدام العمل
  • متى يكون العمل عبادة مقبولة؟
  • الحث على العمل وطلب الرزق
  • أثر النية في العمل
  • العمل للإسلام بين الشباب والشيوخ
  • إتقان العمل
  • الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا
  • عشق النفس وأثره على العمل
  • الإسلام وعلاقته بالعمل
  • دعهم يعملوا
  • العمل والصنع والجعل والفعل
  • أخلاق العمل في السنة النبوية (مظهر تميز وإبداع)
  • الإسلام والأرحام
  • فضل الصدقة في الإسلام
  • قيمة العمل في الإسلام (خطبة)
  • أخلاق الشركاء
  • الخصائص الرئيسة في الإسلام

مختارات من الشبكة

  • بأخلاقنا.. لا بأخلاقهم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أخلاق العرب قبل الإسلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إعلام الأنام بأخلاق الحرب في الإسلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أخلاق العرب قبل الإسلام: الجود والإيثار(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أخلاق العرب قبل الإسلام: عروة بن الورد (من أجواد العرب)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أخلاق العرب قبل الإسلام: أجود من حاتم الطائي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إمتاع الأنام بأخلاق وآداب أهل الإسلام (PDF)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • أخلاق التعايش في الإسلام (WORD)(كتاب - موقع أ. د. عبدالحليم عويس)
  • من أخلاق الإسلام: النصرة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أخلاق التعايش في الإسلام(مقالة - موقع أ. د. عبدالحليم عويس)

 


تعليقات الزوار
10- جزاك الله خيراً
محمد صبحي - مصر 19-07-2019 07:18 PM

جزاك الله خيراً ، وجعله الله - عزوجل - في ميزان حسناتك يوم القيامة.

9- رائع
وداد - المغرب 18-12-2015 12:22 PM

جزاك الله عنا وعن المسلمين خير جزاء.

8- بحث جيد
عبد الرحيم الضريف - المغرب 17-11-2015 05:55 PM

ماشاء الله اللهم زد من أمثالك

7- مقال نافع
مختار صالح الشيبه - اليمن 02-01-2015 06:55 PM

جزاكم الله خير على ما تفضلتم به في هذا المقال فقد شمل جوانب مهمه في قيم العمل الإسلامي وسيفيدني بعض الشيء كوني أقوم ببحث في هذا المضمار حول أثر قيم العمل الإسلامي على الرضا الوظيفي وأداء الموظفين في القطاع العام .. أرجوا إفادتي خاصه حال توفر لكم استبيان حول ( الإيمان ، الإحسان ، التقوى ، النية ، والموقف من الوقت ) .. خالص تقديري

6- شكر خاص
ريماس - القدس 18-08-2014 10:35 PM

جزاك الله كل خير

5- بين صاحب العمل والعمال
مروان - تونس 22-07-2014 02:15 AM

بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد . إن الواقع اليوم السائد في العلاقة بين أرباب العمل وعمالهم هي في الحقيقة واقع استعباد بكل ما تقتضيه الكلمة من معنى . وللتاكيد إليك ما يلي . إن الشخص العامل في أي مؤسسة أو مصنع أو.....الخ إنما يعامل على إنه شخص حقير وفقير وإنهم أي أرباب الأعمال هم أولي النعمة به كيف لا وهم يكثرون من منهم عليه تارة والاستهزاء به تارة أخرى هذا من جهة ومن جهة أخرى يعطونهم أبخس الأجور ثم يبررون بقولهم إن العقد بيننا وبين العمال إنما هو عقد بالرضى ألا ترى أنها كلمة حق أريد بها باطل فصحيح أنك إن كنت في بلاد توصف بالندرة في فرص الشغل فإنك حتما ستضطر للقبول والرضى بأبخس الأجور فهدا في رأيي يدخل في حكم المضطر وهو مثلا أن الإسلام الحنيف حرم بيع المضطر أي عندما تريد شراء سيارة من شخص وتنتظره حتى يكون في شدة وحاجة شديدة لتبخسة حقه كذلك ههنا فالعامل يرض قولا بالأجر ولكنه مكره ومضطر لأنه لا توجد فرص عمل ناهيك عن سياسات الترهيب التي يبثونها في أوساط العمال بالإقصاء والطرد بأتفه الأسباب والأساليب هذه مصدرها استغلالهم لظروف البلاد المرهقة بالبطالة لأنهم إذا طردوا العامل فإنهم يعلمون جيدا إنه هناك مليون عامل آخر جاهز لخلافته .أما من جهة الراحة فمثلا نحن نعمل عند أحد يعمل من الثامنة صباحا إلى السابعة مساءا من السبت إلى الجمعة فإننا لا نحظى بالراحة إلا عندما نمرض فنكمل يومنا في الفراش وبعدما نعود الى العمل نحاسب حسابا عسيرا. حقيقة وقبل أن أختم أقول أن الكلام عن واقع غالبية أرباب العمل في بلادنا سيطول ولا يمكن له أن يحصر في هده السطور والسلام وعليكم ورحمة الله وبركاته.

4- بحث رائع
علي يوسف - مصر 03-06-2013 10:21 AM

جزاك الله خيرا

3- الجودة
عاد الشمري - العراق 18-02-2013 10:09 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبارك الله فيكم وشرّف الله أقلامكم ، وإن ماذكرتموه فعلا إنها الجودة الشاملة التي هي صرخة العالم بكل نشاطاته الصناعية والتجاريه والتعليمية، وإن الدين الإسلامي الحنيف هو دين الجودة وإننا نسبق غيرنا في التحسين والإتقان والإصلاح وأن العالم الأمريكي ديمنج الذي طبق أفكارة في القرن التاسع عشر في اليابان والذي يعتبر الأب الروحي للجودة ISO فها هي الجودة المنظمة في أخلاق العمل في الإسلام.

2- شكر وتقدير
ثامر الأحمري - السعودية 31-08-2012 11:41 AM

ما أروع جمعك وإعدادك لهذا البحث الرائع وأكثر من رائع لقد وصلت للمطلوب فحبذا لو عمم هذا العمل على نطاق أوسع
جزاك الله خيرا وأثابك

1- رنا تقبل دعواتنا
د.فتحي السقاف 19-07-2012 07:10 PM

جزاك الله عنا وعن المسلمين الف خير آمين إنه سميع مجيب

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • أول إفطار جماعي في رمضان في هونغ كونغ منذ 2019
  • مسلمو مدينة سينسيناتي يوزعون 30 ألف وجبة إفطار خلال رمضان
  • افتتاح أكبر مسجد بجنوب داغستان
  • مؤتمر عن "أثر الصيام في حياة الإنسان" في ألبانيا
  • ورشة عمل ترفيهية للأطفال استقبالا لرمضان في أونتاريو
  • التحضير لإطعام المئات خلال شهر رمضان بمدينة فيلادلفيا
  • أعداد المسلمين تتجاوز 100 ألف بمقاطعة جيرونا الإسبانية
  • فيلا بارك يستضيف إفطار للصائمين للمرة الأولى

  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1444هـ / 2023م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 10/9/1444هـ - الساعة: 4:57
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب