• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / روافد
علامة باركود

التربية الثقافية للأولاد

عادل فتحي عبدالله

المصدر: كتاب "كيف تصبح أبا ناجحا"
مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 3/5/2008 ميلادي - 26/4/1429 هجري

الزيارات: 34463

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التربية الثقافية للأولاد

 
من أهم ما ينبغي أن يهتم به الوالد تربية ابنه تربية ثقافية، وعدم إهمال هذا الجانب أو نسيانه، لأن العالم المعاصر يحتاج ذوي الثقافات الخاصة والعالية، والثقافة هي مجموعة "العلوم والمعارف والفنون التي يطلب الحذق فيها"[1]، والحقيقة أن العصر الذي نعيشه يتسم بأنواع كثيرة من الثقافات، ذكرنا بعضها، ونحن نركز هنا على الأوعية الثقافية للطفل ودورها في تنمية ثقافته وتوعيته، ونستطيع أن نجمل أهم هذه الأوعية في أربعة:
"الأسرة"، و"المسجد"، و"دور العلم"، و"وسائل الإعلام".

1 - الأسرة:
فالأسرة لها دور كبير وخطير في توعية الطفل وتثقيفه ثقافة دينية، وثقافة تربويَّة وعلميَّة، وعلى الوالد أن يجلس مع أولاده بعض الوقت كل يوم، يلاعبهم ويعلمهم، ويبث فيهم معتقداته وأفكاره، ولا يتحجج أحد بأنه ليس لديه الوقت الكافي للجلوس مع الأولاد، لا بد أن يخصص لهم وقتًا ولو قصيرًا، لأنهم مسؤولون منه، وفي الحديث: ((وإن لأهلك عليك حقًّا)) [2]، فللمرأة وللأولاد على الرجل حق، ولا بدَّ أن يعطيهم جزءًا من وقته.

هذا ويقع على الأم العبء الأكبر في هذا الموضوع، فهي الأقرب للأطفال، وهي التي تجلس معهم الوقت الأكثر، والمراحل الأولى من العمر خصوصًا.
ولذلك فقد اعتنى الإسلام بحسن اختيار الرجل زوجته، واختيارها على أساس الدين، وواجب على الأب أن يوضح للزوجة ما خفي عنها من الأمور، ويوفر لها الوسائل لتربية أبناءها وتثقيفهم.

2 - المسجد:
لقد كان المسجد على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمثابة جامعة للدولة المسلمة، فكانت تُقام فيه الصلوات ودروس العلم، وكان يتم التشاور فيه في أمور المسلمين، فكان بمثابة مجلس النواب، وكان منه يخرج المسلمون للجهاد، وإليه يعودون، وكان يقابل فيه الرسول - صلى الله عليه وسلم - وفود الدول، ورسل الملوك والأمراء، ويتسلم فيه رسائلهم، وكان يعقد المسلمون أفراحهم في المسجد، كان المسجد مصدر حياة فكرية وثقافية للأمة، ولم يكن يمنع الأولاد من ارتياد المساجد، وهذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحمل ابنة ابنته زينب وهي "أمامة"، فيضعها حين يسجد ثم يحملها [3]، ثم يضعها ثم يحملها وهكذا.

يقول الإمام أبو حامد الغزالي - رحمه الله -: "لا بأس بدخول الصبي المسجد إذا لم يلعب، ولا يحرم عليه اللعب في المسجد، ولا السكوت على لعبه، إلا إذا اتخذه ملعبًا، وصار ذلك معتادًا فيجب المنع منه، فهذا مما يحل قليله دون كثيره، ودليل حله ما روي في الصحيحين: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقف لأجل عائشة - رضي الله عنها - حتى نظرت إلى الحبشة يزفون - يعني يسرعون - ويلعبون بالحراب في المسجد يوم عيد، ولا شك أن الحبشة لو اتخذوا المسجد ملعبًا لمنعوا، ولم يرد ذلك على الندرة والقلة منكرًا، وقد يحتج بعضهم بما رواه واثلة مرفوعًا: ((جنبوا صبيانكم المساجد))، وهو حديث لا يصح الاحتجاج به، لكونه ضعيفًا يعارض الأحاديث الصحيحة الكثيرة المتقدمة.

فيمكن للوالد أن يحمل طفله معه إلى المسجد في صلوات الجماعة، ويأمره بالمكوث هادئًا، وعدم اتخاذه ملعبًا أو التشويش على المصلين، ويمكن للأب أن يعطي ابنه شيئًا يتلهَّى به.

 وحضور الطفل المسجد وشهوده الجماعات له فوائد ثقافية عديدة للطفل، منها على سبيل المثال:
أ- بث المبادئ وتعاليم الإسلام في نفس الطفل منذ الصغر، فهو يشهد صلوات الجماعة، ويرى ما فيها من وقوف الناس جميعًا جنبًا إلى جنب يناجون الله تعالى، لا فرق بين غني وفقير، أو رفيع ووضيع، أو كبير وصغير، الكلُّ أمام الله تعالى سواسية، كما أنه يتعلم الأخوة الإيمانية تعليمًا عمليًّا عن طريق حب المسلمين المصلين بعضهم لبعض، وأخوتهم الصادقة، وسؤالهم عن الغائب، وعيادة من مرض، ومساعدة من يحتاج، فيدرس بطريق عملية قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى))[4].

وهذا هو الأصل في المسلمين، وقد يقول قائل: إن المسجد اليوم ليس كما كان في السابق، والمسلمون اليوم يصلون ويذهب كل إلى حال سبيله، وليس فيهم من يسأل عن صاحبه، نقول: نعم كثيرون هكذا، لكن هناك قلَّة لا زالت تحافظ على تلك الأمور، ولعلها مع التزامنا نحن بتلك المبادئ وغرسها في أطفالنا تصبح الكثرة - إن شاء الله - كذلك، والخير في أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى يوم القيامة.

ب - تعود الطفل على ارتياد المسجد وألفته به، فإن لم يتعود الطفل على ارتياد المسجد منذ الصغر، سيكون من الصعوبة بمكان عليه تعوده في المستقبل في شبابه، وصدق القائل:
وَيَنْشَأُ نَاشِئُ الفِتْيَانِ فِينَا        عَلَى مَا كَانَ عَوَّدَهُ أَبُوهُ
وفي حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: ((ورجل قلبه معلق بالمساجد))[5]، فالرجل الذي يعتاد الذهاب إلى المسجد مشهود له بالإيمان، وما أجمل أن يتعلق قلب الصبي وعقله بالمسجد والأذان، فحين يسمعه ما يلبث إلا أن يلبي داعي الله، وربما كان هذا سببًا للأذان في أذن المولود حين يولد، حتى يكون أول ما يسمعه الأذان حتى يطرد الشيطان عنه، وذلك لأن الشيطان إذا سمع الأذان ولى وله ضراط [6].

ج - حضور الطفل دروس العلم في المسجد وحلقات تحفيظ القرآن، وفي هذا ثقافة دينية للطفل، أيضًا دخوله مكتبة المسجد وتزوده بما فيها من قصص للقرآن الكريم، وكتب للسيرة، والمغازي، والتاريخ الإسلامي، ونحوها، وينبغي أن تشمل مكتبة المسجد على كتب تناسب أعمار الطفل المختلفة، كما أن حضور الطفل خطبة الجمعة - وهي الدرس الأسبوعي المفروض على المسلمين جميعًا - وشعور الطفل بوحدة المسلمين وتجمعهم وقوتهم، ووحدتهم، كل هذا يغرس في نفس الطفل الكثير من المبادئ التي يصعب عليه تعلمها نظريًّا لأنها أمور علمية.

د - تعود الطفل ارتياد المسجد سوف يدفعه إلى البعد عن أصدقاء السوء، والبعد عن مواطن الشبهات، وعن اقتراف المُحرَّمات، والبعد عن الانحراف بكل وسائله، ومصاحبة الأخيار والصالحين ومن ينفعه في الدنيا والدين.

3 - دور الحضانة والمدرسة:
ومن أهم الوسائل لتربية الطفل ثقافيًّا وعلميًّا دور الحضانة والمدرسة، وينضم إليهما ما يسمى بالكتاتيب، فهي لا زالت موجودة في بعض القرى، ويجب على الوالد أن يحسن اختيار دار الحضانة التي يودع فيها ابنه، وأقصد هنا الحضانة التعليمية التثقيفية، وليس حضانة الرضع والصغار دون سن الرابعة، والطفل في سن الحضانة يحب جدًّا المعلمة ويتخذها قدوة، وهي عنده بمنزلة الأم خصوصًا إذا كانت عطوفة عليه، وتقوم بواجب رعايته بأمانة، ومن ثم فهي تؤثر في شخصيته بدرجة كبيرة، وكلما كانت المعلمة قدوة حسنة، وملتزمة بأخلاق الإسلام وآدابه وتعاليمه، كلما خرج الطفل وتعلم بطريقة أفضل، وكلما كانت المعلمة ذات ثقافة وعلم كلما كانت أكثر قدرة على بث الآداب والفضائل في الأولاد، وأشد تأثيرًا فيهم.

فتعليم الأطفال يحتاج إلى دراسة واعية وإلى خبرة وعلم، وقد افتتحت في كثير من كليات التربية أقسام للطفولة، لتخرج معلمات لدور الحضانة يكن على درجة كبيرة من الثقافة والعلم بطبيعة تلك المرحلة، وسُبُل التعامل مع الأطفال الصغار.

ولا بأس إن كان الوالد يقدر أن يجلب لولده معلمًا يعلمه القرآن، والآداب، والفضائل في المنزل، وهكذا كان يفعل قديمًا الأمراء والخلفاء والأعيان، وكل من لديهم مقدرة مالية على ذلك، وقد جلب عتبة بن أبي سفيان لأولاده معلمًا، وكان مما أوصاه به:
"ليكن أول ما تبدأ به من إصلاح بنيَّ إصلاح نفسك، فإن أعينهم معقودة بعينك، فالحسن عندهم ما استحسنت، والقبيح عندهم ما استقبحت، وعَلِّمْهم كتاب الله، ولا تكرههم عليه فيملوه، ولا تتركهم منه فيهجروه، ثم روهم من الشعر أعفه، ومن الحديث أشرفه، ولا تخرجهم من علم إلى غيره حتى يحكموه، فإن ازدحام الكلام في السمع مضلة للفهم".

ويروى أنَّ المفضل بن زيد رأى مرةً ابن امرأة من الأعراب فأعجبه، فسألها عن حاله فقالت: "إذا أتم خمس سنين أسلمته إلى المُؤدب، فحفظ القرآن فتلاه، وعلمه الشعر فرواه، ورغب في مفاخر قومه، ولقن مآثر آباءه وأجداده، فلما بلغ الحلم حملته على أعناق الخيل، فتمرس وتفرس، ولبس السلاح، ومشى بين بيوت الحي، وأصغى إلى صوت الصَّارخ"، نعم صدق من قال:

قَدْ يَنْفَعُ الأَدَبُ الأَوْلاَدَ فِي صِغَرٍ        وَلَيْسَ  يَنْفَعُهُمْ  مِنْ  بَعْدِهِ  أَدَبُ
إِنَّ الغُصُونَ إِذَا عَدَّلْتَهَا اعْتَدَلَتْ        وَلاَ  يَلِينُ   وَلَوْ   لَيَّنْتَهُ   الخَشَبُ
وعندما يكبر الطفل قليلاً ليلتحق بالمدرسة، تصبح المدرسة من أكبر العوامل المؤثرة في ثقافته، وذلك لأن الوقت الذي يمكثه في المدرسة كبير نسبيًّا بالمقارنة بالوقت الذي يقضيه في المنزل إذا ما حذفنا وقت النوم، كما يؤثر المدرسون في الطفل بدرجة كبيرة، فهو يعتبرهم قدوته ومثله الأعلى، ومنهم يستمد القيم والمعتقدات والمفاهيم، وعلى الوالد أن يدفع بولده إلى مدرسة ذات سُمْعة طيبة حسنة، ومدرسين متميزين، وعليه أن يشجع الولد على الاشتراك في الأنشطة المدرسية، وفي الجماعات المدرسية، لا سيما جماعة المكتبة والجماعات العلمية الأخرى، وجماعة الإذاعة المدرسية.

وعلى الدولة أن تهتم بالمدرسة وإمكاناتها، وبالمعلمين وتدريبهم وأخلاقهم، وبالمناهج التعليمية وشمولها ومعاصرتها، وصياغتها بصورة مشوقه للطلاب، وأن نهتم بمادة التربية الإسلامية حتى تصبح المدرسة قادرة على القيام بالدور الثقافي والديني المنوط بها.

4- وسائل أخرى:
وهناك عدد من الوسائل الأخرى التي تنمي ثقافة الطفل وفكره، ومن هذه الوسائل تكوين مكتبة للطفل في المنزل، هذه المكتبة ينبغي أن تحتوي على كتب تناسب أعمار الأطفال المختلفة، فتحتوي مثلاً على كتب قصص للأطفال من قصص القرآن، وقصص الأبطال والمجاهدين، وكتب السيرة النبوية للأطفال، وقصص الأنبياء للأطفال، وكتب تتناول جانب العقيدة بأسلوب مبسط، وكتب أخرى علمية وأدبية وتاريخيه... إلخ.

وهذه المكتبة تدفع الطفل نحو القراءة، والقراءة من أهم ما يجب أن يحبه الطفل، لأنه ومع تقدم وسائل نقل المعلومات بدرجة مذهلة، إلا أن الكتاب يبقى الوسائل الأساسية في توضيح الفكرة، وشرح النظرية وخلافه، والطفل الغير قارئ هو طفل غير مثقف.

ويمكن أن نجعل الطفل يحب القراءة عن طريق مشاركته في قراءة قصة ما من القصص، فيمكن أن تجلس الأم فتقرأ للطفل القصة بصوت عالٍ، ثم تعطيه ليكمل هو قراءتها، ويجب أن نقرأ للأطفال الأنواع المعينة من القصص التي يحبونها أو يفضلونها فشيئًا فشيئًا يحب الطفل القراءة، ثم لا نجد بعد ذلك عناء في توجيهه الوجهة الصحيحة حيثما نريد، ونعرض عليه المجلات المتخصصة.

كما أن "علينا ألا نتعجل في أن يستخدم الطفل الكمبيوتر قبل أن نتأكد من أنه يقرأ ويحب القراءة، فالطفل القارئ بشكل جيد يتعلم استخدام الكمبيوتر بسرعة، أما ضعيف القراءة فلن يستطيع تعلم ذلك بسرعة وكفاءة، عندها سيمل بسرعة ويقضي معظم الوقت في اللعب على الكمبيوتر بدلاً من استخدامه في أمور تفيده" [7].

ومن الوسائل التي تنمي ثقافة الطفل أيضًا أن يشترك في المكتبة العامة، ويصبح زائرًا معتادًا لها، وأيضًا قراءة بعض المجلات المحترمة ومراسلتها، فإنَّ ذلك يدعوه إلى الاطلاع الدائم، كما أن الكتابة تُنمِّي مَلَكَات الطفل، ومما يساعد الطفل أيضًا على تنمية ثقافته الزيارات الميدانية والرحلات الاستكشافية، فبها يتعرف الطفل على طبيعة بلده، وعلى موارده، فتنمو عقلية الطفل، ويفكر بطريقة أفضل، ويدعوه ذلك إلى الاطلاع والقراءة حول ما تعرض له في تلك الحالات.

ومن الوسائل الثقافية أيضًا للطفل الأفلام العلميَّة، والتي يمكن عرضها عن طريق الفيديو أو [CD] على الكمبيوتر، فيمكنه أن يرى الأجرام السماويَّة، والمجرات والكواكب والنجوم، ونحو ذلك، وما وراء البحار، وعالم الحيوان، والحشرات وغيره، وكل ذلك يعطي للطفل خلفية ثقافية كبيرة، ويسبب للطفل متعة نفسيَّة، ويساعد في توصيل المعلومات للطفل بطريقة أسرع وأبسط وأيسر، فالوسائل العلميَّة ووسائل الإيضاح المختلفة مما يفرد له البحث في الآونة الأخيرة، وأصبحت علمًا من العلوم المستقلة، ويقاس مدى تقدم الناحية العلميَّة من مكان لآخر بالقدرة على استخدام الوسائل التعليمية بطريقة جيدة، وتطوير طريقة الشرح والتقويم.

ولقد عني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهذا المنهج وتلك الطريقة، فكان يستخدم الرسم كوسيلة لتوضيح المعنى، عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: ((خط لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطًّا مربعًا، وخط خطًّا خارجًا منه، وخط خطوطًا صغارًا إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط، فقال: هذا الإنسان، وهذا أجله محيط به، وهذا الذي خارج أمله، وهذه الخطوط الصغار والأعراض هي الحوادث والنوائب المفاجئة، فإن أخطأ هذا نهشه هذا، وإن أخطأ هذا نهشه هذا، وإن أخطأه كلها أصابه الهرم)) [8].


[1]   "المعجم الوسيط" (1/ 98). 
[2]  رواه البخاري. 
[3]  حديث حمل النبي - صلى الله عليه وسلم - أمامة ابنة زينب - رضي الله عنها - في البخاري ومسلم، وقد أفرد له مسلم بابا سماه "جواز حمل الصبيان في الصلاة" في كتاب المساجد ومواضع الصلاة. 
[4]  رواه البخاري ومسلم. 
[5]  الحديث رواه البخاري ومسلم. 
[6]  وفي الحديث الصحيح: ((إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضراط، حتى لا يسمع التأذين))؛ رواه البخاري ومسلم وغيرهما.
[7]  "كيف تجعل طفلك يحب القراءة" إبراهيم الغمري، دار ابن حزم. 
[8]  رواه البخاري. 




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • التربية بين طموح الآباء وواقع الأبناء
  • أهداف التربية الإسلامية ومقاصدها
  • تربية الأولاد وتعليمهم
  • التربية.. قواعد وأصول
  • التربية عن طريق السلوك العملي
  • التربية عن طريق القدوة الصالحة
  • التربية عن طريق التوجيه والإرشاد
  • التربية عن طريق اللعب المباح
  • التربية عن طريق جماعات الأصدقاء
  • التربية الإسلامية سلاحنا الأول في مواجهة مخاطر الإنترنت
  • تربية الأولاد
  • نظام التربية والتعليم الإسلامي ودوره في التنمية
  • أساليب السلوك الإيجابي عند الأطفال وطرق تنميتها
  • ماذا نفعل لتعديل السلوك العدواني للأطفال؟
  • الإسلام وحماية الأطفال من الانحراف إلى العدوان
  • منهج قرآني في التربية
  • تربية الأبناء
  • النشء المسلم في الغرب (1)
  • حقوق الأولاد
  • دروس من عروض الحيوانات
  • أجزاء وأرانب
  • تربية الطفل والعلاقات الأسرية في التراث العربي
  • مظاهر التربية الإسلامية
  • التربية علم وفن
  • التربية .. عملية مشتركة بين الأب والأم
  • الأساليب الصحيحة للتربية
  • أولادنا بين الاهتمام والإهمال (1)
  • سمات ومقدمات للتربية الإيجابية
  • غياب التربية الإيمانية!
  • أهمية منهج التربية الفكرية في القرآن الكريم
  • السلوك المزعج للأولاد: كيف نفهمه؟ وكيف نعالجه؟
  • التربية الناجحة للعفة في القصص القرآني "تمشي على استحياء"
  • الدعاء للأولاد سر من أسرار النجاح والفلاح
  • التربية الصالحة للأولاد (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • أثر المؤثرات الثقافية ومناهج التربية في تكوين الكفاءات العلمية المغاربية المعاصرة (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مؤتمر علمي عن التربية والتعليم بكلية التربية الإسلامية بجامعة بيهاتش(مقالة - المسلمون في العالم)
  • سؤال التربية بين الخطاب الرؤيوي والبديل السوسيوثقافي من خلال كتاب: إشكاليات التربية بالمغرب لمحمد أمزيان(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • إسبانيا: وزارة التربية والتعليم تعلن تدريس التربية الدينية الإسلامية العام المقبل(مقالة - المسلمون في العالم)
  • مناهج التربية العقدية عند الإمام ابن تيمية "بحث تكميلي" لرسالة ماجستير التربية(رسالة علمية - آفاق الشريعة)
  • التربية الجمالية في الإسلام ومفهومها(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • تربية أولادنا (8) التربية بالعقوبة وضوابطها (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تربية أولادنا (6) التربية الخلقية (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تربية أولادنا (5) التربية بالقصة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تربية أولادنا (4) التربية بالمواقف والأحداث (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
5- مصر
أمجد سعيد - مصر 21-10-2011 10:49 PM

شكرا لكم

4- شكر
سيبلاتنمك - المملكة العربية 27-10-2009 04:26 PM

شكرا لكم

3- شكرا
عربي - egypt 30-03-2009 12:38 PM

ينفرد كل ابن من أولادنا بشخصية مميزة لا تشبه شخصية أخيه، لذا يجب تنويع الأساليب التربوية مع الأولاد؛ فالأسلوب الناجع مع ذلك الابن يمكن أن يفشل مع أخيه. فهناك أولاد تكفيهم نظرة العتاب، في حين يحتاج آخرون لكلام حازم، وهناك أيضاً من يحتاح لعقاب قاسٍ.
لذا يتوجب على كل من الأبوين التعرف على خصائص نفسيات أولادهما والتعامل مع كل منهم بما يتلاءم وشخصيته وفكره.

2- وفقكم الله
مصري - مصر 25-02-2009 04:13 PM
يشكل التغير الثقافي مشكلة هامة للمربين في عصرنا الحاضر، فالمعارف والمخترعات التي توصل إليها الإنسان في هذا القرن، تفوق إنجازاته بكاملها في القرون الماضية، ومنذ أن وجد الإنسان في هذا الكوكب، والمشكلة هذه أشد حدة في المجتمعات المتقدمة منها في المجتمعات النامية، وبخاصة أن الأطفال أخذوا يستقون علمهم من التلفاز، الذي هو أحدث وأسرع في إحضار المعلومات من المدرسة.

وعلى الرغم من ذلك، فإن المدرسة تؤدي دوراً مهماً، يساوي ذلك الدور، أو الأدوار التي تقوم بها المؤسسات الأخرى كالعائلة، والعمل، ورفاق اللعب وغير ذلك...
1- الرياض
$ســــــــــــعــــــود$ - السعودية 10-01-2009 03:53 PM

مقال متميز

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب