• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    الإنذار المبكر من التقاعد المبكر
    هشام محمد سعيد قربان
  •  
    دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة العملية ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / قصص ومسرحيات للأطفال
علامة باركود

المفاجأة ( قصة للأطفال )

المفاجأة ( قصة للأطفال )
د. محمد منير الجنباز

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 18/2/2014 ميلادي - 17/4/1435 هجري

الزيارات: 30928

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المفاجأة

( قصة للأطفال )

 

نشأة الطفل إبراهيم:

إبراهيم ولد ذكي ونشيط، لكنه لم يجد فرصةً للتعلُّم منذ الصِّغر؛ لأن والده قد تُوفي وعمرُ إبراهيمَ ثلاثُ سنين؛ لذلك عاش فقيرًا ترعاه أمه، وكانت تعمَل في غزل الصوف، وتبيعه في السوق لتكسبَ بعض الدراهم التي تَشتري بها طعامًا وغذاءً لإبراهيم، وكانت أمه المسكينة لا تعرف قيمة العلم؛ لأنها غير مُتعلِّمة، كل ما يُهمُّها أن تَغزل الصوف وتكسب منه ثمن طعامها وكسائها لها ولولدها إبراهيم، وكانت ترى الأولاد من جيرانها يَذهبون إلى الكتاتيب ليتعلَّموا القراءة والكتابة، ولكنها لم تُفكِّر في تعليم ولدها إبراهيم وإرساله إلى الكتاتيب ليتعلم، ومرَّت الأيام، وكبر إبراهيم، وأصبَحَ ابن ستِّ سنين، وازدادت نفقات البيت، وازداد مصروف إبراهيم؛ فهو بحاجة إلى الثياب والحذاء والطعام؛ لذلك قالت له أمه: يا إبراهيم، ما رأيك في العمل لكي تكسِب المال؟

 

لم يُعارِض إبراهيم أمه؛ لأنه كان يطيعها كثيرًا، فقال لها: كما تُريدين يا أماه، فأخذته إلى أحد التجار وطلبَت منه أن يقبَل إبراهيم أجيرًا عنده، فقَبِل التاجر طلب أمِّ إبراهيم على شرط أن يكون إبراهيم أمينًا ونشيطًا، وقالت أم إبراهيم للتاجر: إن ولدي تربَّى عندي على حب العمل والأمانة.

 

فاطمأنَّ التاجر إلى قول أم إبراهيم، وأعطى إبراهيم مِفتاح حانوته الكبير وطلب منه أن يأتي كل يوم في الصباح الباكر لكَنسِ الحانوت، وترتيب البضاعة، وعمل إبراهيم بجد ونشاط، لكن التاجر كان بخيلاً لم يُعطِ إبراهيم الأجر الذي يستحقُّ، فكان يُعطيه كل أسبوع درهمًا واحدًا فقط، وهذا الدرهم لا يَكفي؛ فالحياة تتطلَّب عدَّة دراهم في الأسبوع لتأمين الطعام والشراب والكِساء، وكان إبراهيم يشتكي لأمه بُخل التاجر، فتقول له أمه: اصبر يا إبراهيم، فعندما تُتقن عملَك، فإنه لا بد سيَزيد أجرك، وصبَر إبراهيمُ سنةً، والتاجر ما زال يُعطيه دِرهمًا كل أسبوع، فلم يَزِد له أجرَه، عندها ترك إبراهيم العمل، وبحث عن عمل آخَر، لكن أحدًا لم يقبلْه؛ لأن التاجر هدَّد التجار الآخَرين، وقال لهم: إنَّ إبراهيم أجير عندي، ومَن يقبله للعمل عنده، فسوف أُقاطعه ولن أكلمه، خشيَ التجار من تهديد التاجر الكبير، ورفَضوا تشغيل إبراهيم عندهم؛ لذلك بقي إبراهيم دون عمل وجلس في بيته، وأضحى حزينًا مهمومًا.

 

دروس المسجد:

كان إبراهيم يذهَب إلى المسجد لأداء الصلاة جماعة، وكان إمام المسجد يُلقي درسًا بعد صلاة العصر من كل يوم، وكان إبراهيم يَجلس بعد صلاة العصر؛ ويستمع إلى الشيخ باهتمام، ويتعلم من دروسه طاعة الوالدَين، وحبَّ العمل، وكسب الرِّزق، والسعي حتى يكسب الإنسان رزقه؛ فالله تعالى أمَرَ عباده بالسعي وعدم القعود، وخرَج إبراهيم من المسجد ذات يوم، وهو يُفكِّر في درس الشيخ حول السعي وكسب الرزق، وقال لنفسه: إنني كسولٌ قاعد عن طلب الرزق، كيف يأتي الرزق إليَّ وأنا قاعد في البيت؟ عليَّ أن أسعى، ثم يقول: لقد سعيتُ ولكن التجار أبَوا عليَّ أن أعمل عندهم، إنني لم أقعُد عن طلب الرزق، ثم يعود إلى تذكُّر درس الشيخ فيقول: هذا السعي لا يَكفي، عليَّ أن أسعى أكثر، ثم فكر أن يسعى لطلب الرزق خارج مدينته طالما أن مدينته قد سدَّت أبواب الرزق في وجهه، وكلم إبراهيم أمه، وأخبرها بعزمه على الرحيل إلى مدينة أخرى، لكن أمه خافت عليه؛ لأنه لا يزال صغيرًا، فأقنعها إبراهيم بأنه يستطيع أن يعمل خارج بلده، ولا خوف عليه، وتردَّدت الأم في السماح لوحيدِها إبراهيم، كيف سيُفارقها إلى بلدة أخرى؟ لكنها ذكرت تُجَّار البلدة الذين رفضوا تشغيله عندهم، ووجدت أنه لا بد لها من السماح لابنها بالعمل خارج بلدته.

 

طلب العمل خارج بلدته:

حدد إبراهيم موعد سفره، وطلب من أمه تجهيز زاد له يكفيه عدة أيام، ولما حان موعد سفره، حمل زاده وودَّع أمه، وطلب منها الدعاء له بالتوفيق، ثم غادر بلدته متوجهًا إلى جهة مجهولة.

 

سار إبراهيم يومه كله، وكان يجلس في الطريق بين حين وآخَر تحت ظل شجرة ليتناول طعامه، ويُصلي ويدعو الله بالتوفيق، وكان كلما مرَّ على قرية طلب فيها العمل، لكنه كان لا يجد عملاً، فيَخرُج منها ويستمر في سَيره، وانقضَت الأيام الثلاثة، ونفد زاد إبراهيم، وأوشكَ على اليأس والقنوط، لكنه كان يَذكُر دائمًا قول شيخ المسجد بوجوب السعي لطلب الرزق وعدم القنوط، فيرتاح بذلك قلبُه وتطمئنُّ نفسه، وبينما كان في بعض الطريق يغط في نومه تحت ظل شجرة كبيرة وقد أجهده التعب مِن طول السفر وقلة الزاد، مرَّ بالشجرة رجل يسوق بعض الأغنام، فرأى ظلها الكثيف، فقصَدها ليستظلَّ بها ويأخذ قسطًا من الراحة، ولما اقترب منها وجد إبراهيمَ نائمًا، فجلس قربه وأخرَج زاده ليأكل، واستيقظ إبراهيم على يُعَارِ الأغنام، فهبَّ من نومه فزعًا، لكن الرجل سلَّم عليه وتودَّد إليه، وطَمْأنه، فاطمأن إبراهيم وهدأ روعه، ثم إن الرجل دعا إبراهيم ليشاركه طعامه، فأقبل إبراهيم وأكل من الطعام؛ لأنه كان جائعًا، ثم قام الرجل إلى أغنامه وحلَب إناءً من اللبن، وقدَّمه لإبراهيم، فشرب حتى ارتوى، وشكر الرجل على صنيعه، ثم سأل الرجل إبراهيم عن وجهةِ سفرِه فقصَّ إبراهيم قصته على الرجل، فتبسَّم الرجل، وقال لإبراهيم: لا بأس، إذا كنتَ تبحث عن عمل فإن عندي لك عملاً بأجر جيد، فقال إبراهيم بلهفة: وما هو هذا العمل؟ قال الرجل: ترعى أغنامي، سُرَّ إبراهيم بهذا العمل؛ خصوصًا لأنه عند هذا الرجل الطيب الكريم، فقَبِلَ العمل عنده، وسار معه إلى قريته، فنزل عنده، ثم تسلَّم منه قطيع الغنم الصغير، وأخذ يرعاه في الأودية والتلال المُجاورة للقرية، ثم يعود به في المساء.

 

وكان إبراهيم حريصًا على أداء عمله بجد ونشاط، فيسهر عليه، ويَمنع الذئاب من الاقتراب منه، ويَعتني به عناية فائقة.

 

ومرَّت الأيام، وإبراهيم يُقيم عند صاحب الغنم الذي يُدعى "رشيدًا" في أحسن حال، وأسعد بال، ورشيد يُكرِم إبراهيم غاية الإكرام، ويُلاطِفه كثيرًا، ويعامله معاملةً حسنة مثل معاملة أبنائه؛ لذلك وجد إبراهيم في رشيد الأب الحنون، ونسي بذلك بلده، لكنه دائمًا كان يتذكَّر أمه، ويحنُّ إليها، ويتمنى لو أنها كانت معه لتنعم بالخير والبركة التي ينعم بها، وانقضى على غياب إبراهيم ثلاث سنين وهو يعمل عند رشيد، وقد نمَت أغنام رشيد وأصبحت قطيعًا كبيرًا.

 

اشتاق إبراهيم إلى أمه، وقرَّر أن يزورها، فاستأذن رشيدًا، فلم يُمانع رشيد في ذلك، لكنه قال لإبراهيم: لا مانع أن تذهب إليها، وتقضي عندها شهرًا ثم تعود؛ لأنني بحاجة إلى عملك، وقد سرني أمانتك وإخلاصك في العمل، فوعده إبراهيم بالعودة.

 

العودة إلى البلد:

ساق إبراهيم معه بعض الأغنام إلى بلده، وهي قسم من أجره خلال عمله عند رشيد لمدة ثلاث سنين، وأبقى عند رشيد عدة أغنام وديعة لحين عودته، ثم ودَّعه وانصرف، ووصل إبراهيم إلى بلدته، ودخل على أمه ومعه أغنامه وبعض الدراهم التي كسبها خلال غيبتِه، ففرحتْ أمُّه كثيرًا بعودته وكانت قد ظنَّته مات أو هلك؛ لأن أخباره قد انقطعت عنها، لذلك كان فرحُها بعودته كبيرًا لا يوصف، فضمَّتْه إلى صدرها وقالت له: لقد قاسيتُ كثيرًا من جراء غيابك، وأصابني الهمُّ والحزن عليك، فلا تَعُدْ للسفر والبعد عني مرة ثانية، قال لها إبراهيم: لقد عملتُ عند رجل طيِّب كريم، ولقد أكرمني وأجزل لي الأجر، وتركت عنده نصف أجري، ووعدته بالعودة، قالت أم إبراهيم: مهما ذكرتَ لي عن طيب رشيد وكرمه، فإنني لا أريدك أن تسافر مرة أخرى، ولا أُطيق أن تبتعد عني، واستجاب إبراهيم لطلب أمه، وقرر عدم الذهاب مرة أخرى إلى رشيد، وقال لأمه: ماذا أعمل هنا؟ قالت الأم: اعمل أي شيء، اذهب إلى السوق وبع هذه الأغنام واشترِ بثمنها حمارًا، واعمل عليه حمالاً، فامْتَثَلَ إبراهيم لمشورة والدته، وعمل حمالاً، وكان يكسب من عمله هذا المال، فينفق قسمًا منه على والدته ويدَّخر قسمًا آخر، حتى اجتمع عنده مال كثير، فبنى به بيتًا، وتزوَّج بقسم منه، وكان الناس يُقبِلون على إبراهيم ليحمل لهم أحمالهم وقمحهم إلى الطاحون.

 

أسرة إبراهيم:

وكبرت أسرة إبراهيم، فبعد عشر سنين من زواجه أصبح له خمسة أولاد بالإضافة إلى زوجته وأمه، وأصبح مصروف إبراهيم كبيرًا، ولا يوفر منه شيئًا؛ لأنهم بحاجة إلى الطعام والكساء والتعليم، إنه أحب أن يعلم أولاده جميعًا، ولا يريدهم أن يكونوا مثله يعيشون في هذه الحياة دون تعليم؛ لذلك وفَّر لهم كل نفقات التعليم، وكل ما يَحتاجونه من طعام وكساء، وفي أحد الأيام كان إبراهيم يَسوق حماره ويستحثُّه على الإسراع، والحمار يحمل كيسًا ثقيلاً من القمح، فزلت قدم الحمار، وسقَط على رأسه، فاندقَّت عنقُه ومات، وأسف إبراهيم لهذا الحادث، وأصابه الهم؛ إن حماره الذي يعمل عليه قد مات، ولا يوجد معه أي مال مُدَّخر لشراء حمار آخر، فدخل إلى بيته حزينًا مهمومًا، ودمعته في عينيه، إنه تعطَّل عن العمل، ولم يعد يستطيع الكسب، وجلس في البيت لا يريد منه الخروج، وأولاده من حوله هامدون خائفون؛ لأن أباهم أضحى فقيرًا، وبينما هو كذلك، قالت له أمه العجوز: يا إبراهيم، ما لك تجلس هكذا كالنساء؟ أنا ما عهدتك تجلس دون عمل وتقنط من رحمة الله، اذهب وابحث عن عمل، قال إبراهيم: كيف أبحث عن عمل وحماري الذي كنت أعمل عليه قد مات؟ مِن أين لي بحمار آخر؟ قالت: عليك أن تعمل وأن تسعى؛ فالرزق لا يأتيك وأنت جالس هنا، أتذكُر يوم كنت صبيًّا؟! لقد غادرت البلدة سعيًا للرزق، أفتجلس الآن وأنت شاب كبير ولك عيال ينتظرون منك لقمة العيش؟ تذكر إبراهيم عمله عند رشيد، وتذكر أغنامه التي تركها عنده، فنهض من مكانه يحركه أمل قد يتحقَّق، ثم قال لوالدته: سأسافر مرة أخرى لبلدة رشيد، لقد تذكرته الآن، أليس لي عنده بعض الأغنام؟ لو حصلت عليها لنفعتني واشتريت بثمنها حمارًا، قالت له أمه: أما تزال تذكر رشيدًا وأغنامه، إن كل شيء قد تغير بعد هذه السنين، ومن يضمن لك حقك عنده بعد هذه الغيبة الطويلة؟ كما أنك لا تدري إن كان موجودًا على قيد الحياة أم لا؟ ابحث عن فكرة غير هذه الفكرة، ثم جلس إبراهيم وهو مُطرِق مهموم وقد تبدد أمله.

 

المفاجأة:

نام إبراهيم ليلته حزينًا مهمومًا يفكِّر في غده وفي قوت أولاده، وما أن غفا في نومه حتى تراءت له أغنامه التي ترَكها عند رشيد وهي تَحوم حوله، ولها يُعَارٌ كأنما تدعوه لأخذِها، فيفرَح بها كثيرًا ويَقبض على بعضها، ثم يَصحو فيجد نفسه في حلم، فيَحزن ثم يُعاوِد النوم، فتتراءى غنماته مرةً ثانية له، تَيْعِرُ وتدعوه لها مرة أخرى، وهكذا أمضى ليلته في هذه الأحلام، وفي الصباح حزَم أمره وقرَّر السفر لبلد رشيد، فاستأذن أمه، وودَّع زوجته وأولاده، وانطلق نحو بلدة رشيد، فوصلها بعد ثلاثة أيام، ثم سأل عن رشيد؛ لأن البلدة قد تغيَّرت وتوسَّعت، فأرشدوه إلى رشيد.

 

ولما وصل إليه وجده شيخًا كبيرًا، يَجلس على قمة تلٍّ يُراقب أغنامه التي ملأت الوادي، فاقترب منه وسلم عليه، وعرَّفه بنفسه وقال له: أنا إبراهيم يا سيدي رشيد ألا تَذكرني؟ قال رشيد: بلى أذكرك، أهلاً وسهلاً بك، قال له: تَذكُر يا سيدي أنني تركتُ عندك بعض الأغنام، وإنني بحاجة إليها الآن، ضحكَ رشيد وقال له: لماذا ذهبتَ ولم تَرجِع، وقد وعدتني يومها بالرجوع؟ قال إبراهيم: طاعة والدتي هي التي منعتْني من الرجوع، لقد طلبَتْ مني والدتي أن أبقى معها، فسمعتُ كلامها وبقيتُ عندها، والآن أتيتُك محتاجًا أطلب غنماتي، فهلا أعطيتني مالي - جزاك الله خيرًا؟ قال رشيد: انظر إلى ذلك الوادي! ماذا ترى؟ قال إبراهيم: أغنامك! قال رشيد: هي لك، خذْها وانصرف إلى بلدك! قال إبراهيم: أطلب منك غنماتي، وهي أربع أو حتى ثلاث، وتقول لي: خذ هذه الأغنام التي تملأ الوادي! ما عهدتُك يا مُعلِّمي تمزَح معي.

 

قال رشيد: صدقتَ يا إبراهيم ما عرفتَني مازحًا، ولم أكن الآن مازحًا؛ إن هذه الأغنام أغنامك، قد نمَت وأصبحَت بهذا العدد، لقد رعيتُها لك وحفظتُها لك، وقلت: لا بدَّ وأنك ستأتي يومًا لتأخذَها، والحمد لله لقد حضرتَ في الوقت المناسب، إنني يا بُنيَّ قد كبِرتُ وتقدَّمتْ سني، وكنت أخشى أن يأتيني الموت قبل أن أُسلِّمك أغنامك، خُذْها وعد راشدًا إلى بلدك - بارك الله لك فيها - وسُرَّ إبراهيم كثيرًا من هذه الأغنام، إنها تُساوي آلاف الدنانير، الحمد لله، الحمد لله لقد أصبحت غنيًّا سيَفرح أولادي. ما زال في الدنيا رجال صالحون.. الحمد لله، هذا أثر رضا والدتي عليَّ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • قرش الأمانة (قصة للأطفال)
  • رحلة بالمرعى! (قصة للأطفال)
  • أيمان وخلف (قصة للأطفال)
  • لولو والزهور الزرقاء (قصة للأطفال)

مختارات من الشبكة

  • لا أحب المفاجآت (قصة للأطفال)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • المفاجأة (قصة قصيرة)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • المفاجأة ( قصة )(مقالة - حضارة الكلمة)
  • بيت تكثر فيه المفاجآت(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • أخبار التراث والمخطوطات (5)(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • أمانة فريدة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مفاجأة (شعر للأطفال)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الله يأتي عباده بالمفاجآت(مقالة - ملفات خاصة)
  • مفاجأة: المجازر البشرية موثقة في القرآن الكريم!(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أذربيجان: مفاجأة من تركيا للحجاج الأذريين(مقالة - المسلمون في العالم)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب