• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    الإنذار المبكر من التقاعد المبكر
    هشام محمد سعيد قربان
  •  
    دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة العملية ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / قصص ومسرحيات للأطفال
علامة باركود

قصة خلق الكون للأطفال

زينب جويل

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 29/9/2012 ميلادي - 13/11/1433 هجري

الزيارات: 109555

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

قصة خلق الكون


وبعد أن وضعوا أمتعتهم في إحدى البراري، في رحلة عائلية، كان الجو فيها جميلاً، والسماء صافية، والأرض واسعة، وبها بعض الأشجار، فبعد أن لعب الأطفال وتناول الأبوان وأبناؤهما الغداء، جلسوا ينظرون ويتفكرون في خلق الله، ويقولون سبحان الله، فكانوا يشاهدون السماء والسحاب والجبال وبعض الأشجار، ورأوا أيضا رعاة الإبل والغنم.

 

وهنا سألت فاطمة أمها:

فاطمة: أمي هل خلق الله كل هذا الكون في وقت واحد؟

الأم: لا يا بنيتي إن الله سبحانه وتعالى خلق الخلق في أوقات متفاوتة، وخلق كل مخلوق في مراحل وأطوار متعددة.

 

عائشة: ولماذا يا أمي أليس الله بقادر على خلق الكون في وقت واحد؟

الأم: نعم يا عائشة إنه على كل شيء قدير، ولكن الله سبحانه وتعالى خلق الخلق في أوقات متفاوتة، وخلق كل مخلوق في مراحل وأطوار متعددة، لتتجلى قدرته، وتظهر دلائل تصرفه وتدبيره.

 

خديجة: ما معنى هذه العبارة "وخلق كل مخلوق في مراحل وأطوار متعددة"


الأم: حسنا يا خديجة، سأعطيك مثلا حتى تفهمي، خلق الله آدم من تراب ثم خلق من ضلعه حواء، ثم خلق أبناءهما من نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم يمر بمراحل مختلفة في بطن أمه وكذلك بعد خروجه، فبهذا تظهر قدرة الله على الخلق والتدبير.


رقية: أميما معنى قوله تعالى: ﴿وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [الذاريات: 49].

 

الأم: معناها يا بنيتي أن جميع المخلوقات خلقها الله أزواجا: من ذكر وأنثى، سماء وأرض، ليل ونهار، شمس وقمر، بر وبحر، ضياء وظلام، إيمان وكفر، شقاوة وسعادة، جنة ونار، حتى في الحيوانات والنباتات.

 

هند: أمي عندما أنظر إلى السماء والشمس والقمر والحيوانات وحتى الحشرات أستغرب جدا.

 

الأم: لماذا يا هند؟ ومن أي شيء تستغربين؟

هند: أمي كل شيء يعرف مكانة، ومتى يخرج، ومتى يذهب، وفي أوقات محددة، ومنظمة، خاصة الليل والنهار، وأيضا الحيوانات تعرف ما ينفعها وما يضرها، وتحمي صغارها وتعطف عليهم، يا أمي من علمهم فنحن نتعلم ونذاكر كي نعرف، أما هذا الحيوان من علمه وهداه.

 

الأم: أحسنت يا هند أنك تتفكرين في خلق الله فقد أمرنا الله بهذا فقال: ﴿ أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاء رَبِّهِمْ لَكَافِرُون ﴾ [الروم: 8]أما عن الإجابة على سؤالك فأقول: الله خلق الخلق كله ثم هداه لما يصلحه قال تعالى:﴿ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ﴾ [طه: 50].


إبراهيم: لماذا يا أمي خلق الله السموات والأرض؟


الأم: يا إبراهيم هل تعلم أولًا لماذا خلقك الله؟

إبراهيم: نعم يا أمي خلقني الله لأعبده ولا أشرك به شيئاً.

 

الأم: أحسنت يا إبراهيم لأجل ذلك خلق الله السموات والأرض لك حتى تعبد الله فيها، فإن الله شرَّف الإنسان حيث سخر له كل شيء السماوات وما فيها والأرض وما عليها، وذلك لكي تعبد الله الذي خلقك ورباك وهداك وخلق لك كل شيء.

 

فاطمة: أمي ما أول شيء خلقه الله تعالى؟

الأم: بنيتيفي هذه المسألة خلاف بين العلماء، فمنهم من قال القلم ومنهم من قال العرش والماء. وذلك الاختلاف بسبب هذين الحديثين قال: صلى الله عليه وسلم "كتب الله مقادير الخلائق قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، قال: وكان عرشه على الماء" رواه مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: "إن أول ما خلق الله القلم، ثم قال له اكتب، فجرى من تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة" رواه أحمد وأبو داود والترمذي.

 

وقد جمع بينهما العلماء بأن يحمل حديث القلم على أنه أول المخلوقات من هذا العالم، أي غير العرش والماء.

 

ورجح كثير من أهل العلم أن العرش والماء هما أول المخلوقات.

 

عائشة: ما العرش يا أمي؟

الأم: العرش يا بُنيتي هو: سرير الملك، أما عرش الرحمن هو: أعظم المخلوقات حجما وكيفية، وأعلاها منزلة وهو سقف الكون وعليه ذو الجلال والإكرام، والعزة والسلطان، وتحته جنة الفردوس، ومنه تفجر أنهار الجنة، وخلقه الله تعالى بيده، قال صلى الله عليه وسلم: "إذا سألتم الله الجنة فسلوه الفردوس، فإنه أعلى الجنة، وأوسط الجنة، وفوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر الأنهار".

 

أما عن شكله وكيفيته فهذا من علم الغيب لا مجال للحس ولا للعقل بالخوض فيه.

 

وأحب أن أنبهكم أن الله سبحانه وتعالى مستغنٍ عن العرش، ولا يحتاج لشيء، بل الخلق كلهم مفتقرون محتاجين إليه سبحانه.

 

خديجة: أمي أليس الكرسي هو الذي يجلس عليه الملك؟ وما الفرق بينه وبين العرش؟

الأم: لقد عرفت يا خديجة العرش، أما الكرسي الذي قال تعالى فيه: ﴿ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ﴾ [البقرة: 255] هو: موضع القدمين، وهو تحت العرش، وهو أكبر من السماوات والأرض بل قال صلى الله عليه وسلم: "يا أبا ذر، ما السموات والأرض إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة"

 

رقية: سبحان الله إن الكرسي كبير جدا، فهو أكبر من السماوات والأرض.

 

هند: سبحان الله إن العرش كبير جدا، فهو أكبر من الكرسي بكثير جداً سبحان الله.

 

إبراهيم: أمي قلت لنا عن العرش وعن الكرسي فماذا عن الماء؟

الأم: حسناً يا إبراهيم، قال تعالى ﴿ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾[هود: 7].

 

الماء يا إبراهيم سر الحياة ومنبعها قال تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ﴾[الأنبياء: 30]، وقال تعالى﴿ وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء ﴾ [النور: 46].

 

من هذه الآيات نفهم: أن خلق العرش والماء كان قبل الأرض والسماء، ولا يلزم من الماء الذي عليه العرش هو الماء الموجود حاليا.

 

وأن كل شيء حي خُلق من الماء كما قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ﴾.

 

وأن بدون الماء يموت كل شيء الإنسان والنبات والحيوان...، فهذه المخلوقات خلقت من ماء وتحتاج للماء.

 

إبراهيم: وأين يكون الماء يا أمي؟

الأم: يا إبراهيم الماء موجود في البحار والأنهار، والآبار، والعيون، والسحاب، فهو يا ولدي موجود في السماء والأرض، ومنه المالح الذي في البحر، ومنه العذب الذي في النهر والبئر والعين.

فاطمة: أمي ما القلم الذي خلقه الله تعالى وقال له اكتب؟

الأم: يا بنيتي المقصود بالقلم هنا القلم الذي خلقه الله في بدء الخليقة، وأمره الله سبحانه وتعالى بكتابة مقادير الأشياء، وما هو كائن إلى يوم القيامة، من أحداث، وحياة، وموت، وخلق.

 

عائشة: أمي هل عملي الذي أقوم به وكلامي معك الآن مكتوب بهذا القلم؟

الأم: نعم يا عائشة كل شي مكتوب به، ما فعلته والذي سوف تفعلينه.

 

فاطمة: ومتى كتب الله كل هذا يا أمي؟

الأم: سأجيب على سؤالك يا فاطمة بهذا الحديث الذي أخرجه مسلم، قال صلى الله عليه وسلم: " كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، قال: وعرشه على الماء".

 

فاطمة: سبحان الله قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة يعلم ما سيحصل وما سيكون في هذا الكون كله، إنه هو العليم الخبير.

 

خديجة: أمي لقد قلت لنا أن الله كتب كل شيء قبل خلق السموات والأرض، فعلى أي شيء كتب هل كان الورق موجوداً؟

الأم: أحسنت يا خديجةأنا أحب الفتاة المنتبهة، والتي تسأل عن الذي يُشكل عليها.

 

أما جواب ما سألت عنه فسنختبر فاطمة به، وعليها الإجابة ثم الدليل من القرآن.

 

هيا يا فاطمة أجيبي عن سؤالِ خديجة.

 

فاطمة: أمي؛ أمر الله سبحانه وتعالى القلم أن يكتبَ في اللوحِ المحفوظ فقال تعالى: ﴿بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ﴾ [البروج: 22-21]، وقال أيضا: ﴿ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِي* فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ ﴾ [الواقعة: 77-78] والكتابُ المكنونُ هو اللوحُ المحفوظ.

 

الأم: أحسنتِ يا بنيتي، فكل شيء مكتوبٌ في اللوح المحفوظ فقد قال تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ﴾ [يس: 12](وإمام مبين) أي كتاب مبين، وقال: ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ﴾ [الأنعام: 38].

 

رقية: أمي ما معنى اللوح المحفوظ؟

الأم: حبيبتي رقية اللوحُ هو: الشيء الذي يكتبُ فيه، وهو قوي جداً ليس كالورق، وأما المحفوظ: سماهُ الله محفوظاً لأنه محفوظٌ من كل تغييرٍ وتبديلٍ ولا تصلُ إليه الشياطين.

 

هند: أمي أكيد أن اللوح المحفوظ كبير جداً.

 

الأم: نعم يا هند فهو كبيرٌ جداً، وهو يدل على قدرةِ الله الباهرة، ولكن يا هند نحن لا نعلم شكلهُ ولا حجمهُ ولا كيفيتهُ فهو من علم الغيب وعلينا التسليم والتصديق والإيمان به، ولا نهتم بهيئته ولكن نهتم بوجوده.

 

إبراهيم: أمي وأين هذا الكتاب الكبير؟

الأم: إبراهيم أحسنت لأنك منتبه معنا سأجيبك بشرط أن نذهب إلى السيارة مسرعين متعاونين في رفع المتاع حتى ننام مبكراً ونستيقظ مبكراً لنحفظ ونراجع القرآن ونذاكر دروسنا.

 

إبراهيم: حسنا يا أمي أجيبيني وسوف أطيعك فوراً، فأنا أحب أن يرضى الله عني، وأنت تحبي لي الخير، فسأسمع كلامك.

 

الأم: بارك الله فيك يا ولدي؛ أما عن مكان اللوح فهو فوق السموات السبع، عند العرش، محفوظ عند الله.

 

هيا وسنكمل بإذن الله غدا بارك الله فيكم جميعا

 

وفي اليوم التالي وبعد أن انتهت الأسرة من واجباتها اليومية بادرت إحدى البنات قائلة:

رقية: أمي لقد وعدتينا يا أمي أن تكملي لنا قصة خلق الكون غداً بإذن الله.

 

الأم: حسناً يا رقية ولكن هل تذكرين ما أخذتيه بالأمس؟

إبراهيم: أمي وقفنا أمس على مكان اللوح المحفوظ فقد سألتك عنه؟

 

الأم: أحسنت يا إبراهيم، أرأيتم أن من يسأل ويتجاوب لا ينسى ما تعلمه.

 

عائشة: جزاك الله خيراً يا أمي فأنت تصبرين علينا في التعلم لأجل ذلك نسألك.

 

الأم: بارك الله فيكم، أما اليوم سنتكلم عن خلق الأرض والسماء، أريد أن نبدأ القصة بآية من كتاب الله فيها خلق الأرض، والسؤال لك يا فاطمة.

 

فاطمة: قال تعالى في سورة فصلت: ﴿ قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [فصلت: 9].

 

الأم: أحسنت يا فاطمة ففي هذه الآية دليل على أن الله سبحانه وتعالى خلق الأرض في يومين فقط.

خديجة: أمي أي شيء خُلق أولًا السموات أم الأرض؟

فاطمة: تذكرت آيةً يا أمي أجيب بها على خديجة، هل تسمحين لي؟

 

الأم: تفضلي يا فاطمة.

 

فاطمة: قال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 29].

 

الأم: بارك الله فيك يا فاطمة، فالله خلق الأرض قبل السماء، ولأجل ذلك بدأتُ بها، والأرض هي مستقر بني آدم، فيها معاشهم وسكنهم وموطن رزقهم، وهي مقر إقامتهم في هذه الحياة الدنيا، جعل الله منها مبتدأهم وفيها منتهاهم في هذه الحياة، منها خلقوا وإليها يعادون، ومنها يخرجون للبعث والحساب.

 

عائشة: أمي لقد رأيت في القرص المدمج على الحاسب الآلي؛ أن الغرب يسعون ليجدوا مكاناً آخر نعيش فيه كالمريخ أو القمر ويعملون أبحاث كثيرة في ذلك، فهل سينجحون؟ وهل صعودهم إلى القمر والمريخ وعمل الأبحاث فيها صحيح؟

الأم: إن الغرب يا بنيتي يكذبون علينا كثيراً لأنهم يروننا جُهَّالاً، وأيضا يعرفون أن العربي لا يقرأ ولا يبحث وراءهم، ولتفوقهم في الصناعة كصناعة السيارة والطائرة وغيرها، صدقهم كثير من المسلمين مع أنهم خالفوا ظاهر القرآن، فأخبرونا عن كيفية خلق السموات والأرض، وعن أشياء كثيرة لم يروها، مع أنهم خفي عليهم الكثير من خلق الله الذي أمامهم ويرونه بأعينهم.

 

فقد قال تعالى: ﴿ مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا ﴾ [الكهف: 51].

 

فاطمة: وكيف يا أمي نصدق الكافرين في غيب لم يشهدوه، ونخالف ونؤول كلام خالق هذا الكون كله، فالصانع أعلم بصنعه.

 

الأم: أحسنت يا فاطمة، فنحن علينا بتصديق الله سبحانه وتعالى فهو العليم الخبير، أما عن سؤال عائشة فأقول: لن يسكن بنو آدم مكاناً غير الأرض التي خلقها الله لهم فالله تعالى قد قال: ﴿ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ﴾ [البقرة: 36] وقال تعالى: ﴿  مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى ﴾ [طه: 55].

 

أما عن صعودهم للقمر أو غيره فأقول: إن الله جعل الأرض مهيأة للحياة عليها وجعل لها غلافاً جوياً يشتمل على ما يحتاج إليه الإنسان وبقية المخلوقات من الهواء وغيره، وحتى يحفظ أهلها من الإشعاع الضار بها، فلو صدقناهم فقد حكمنا عليهم بالموت أو الحرق أو الاثنين معا.

 

خديجة: ولماذا يا أمي أليس معهم أكسجين ويلبسون ثياب واقية من هذا الإشعاع؟

الأم: نعم يا خديجة؛ ولكن هذا لا يكفيهم ولا يقيهم وهم قد اعترفوا بذلك، وأيضاً فإن الغرب الكافر منهم علماء أعني (علماء بالدنيا فقط) كذَّبوا ما قد نُشر وأصبح من المسلمات، فبعدما بحثوا بأنفسهم عرفوا أنهم خُدعوا، وأن العالم كله في خديعة كبيرة يقودها هؤلاء الكذابين، وأنا أقول: يقودها الشيطان.

 

رقية: أمي أنا متشوقة لأعرف كيف خلق الله الأرض؟ ومم خلقت؟

الأم: حسناً يا رقية؛ أما عن كيفية خلقها فهذا علمه عند الله، أما مم خلقت فقد قال شيخ الإسلام، وهل تعرفون شيخ الإسلام؟

فاطمة: هو ابن تيمية يا أمي.

 

الأم: أحسنت؛ قال شيخ الإسلام: "وخلق ذلك من مادة كانت موجودة قبل السموات والأرض، وهي الدخان الذي هو البخار، كما قال تعالى: ﴿ ثمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ﴾ [فصلت: 11]، وهذا الدخان هو الماء الذي كان حينئذٍ موجوداً، كما جاء بذلك آثار عن الصحابة والتابعين، وكما عليه أهل الكتاب" انتهى كلامه.

 

وبدأ الخلق من مكة فهي أم القرى، قال شيخ الإسلام:" وقد دل الكتاب والسنة وما روي عن الأنبياء المتقدمين عليهم السلام، وما علم بالحس والعقل وكشوفات العارفين، أن الخلق والأمر ابتدأ من مكة أم القرى، فهي أم الخلق وفيها ابتدأت الرسالة المحمدية التي طَبَق نورها الأرض" انتهى كلامه.

 

عائشة: قال تعالى:﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ﴾ [الطلاق: 12]أمي ذكر الله سبحانه وتعالى أن الأرض مثل السماء فهي سبع طبقات، فكيف ذلك يا أمي؟ وهل هي فوق بعضها أم متجاورة؟

 

الأم: هي يا عائشة فوق بعضها لأن الله قال: ﴿ ومن الأرض مثلهن ﴾ وقال شيخ الإسلام: "وقد خلق الله سبع أرضين، بعضها فوق بعض كما ثبت في الصحيح عن النبيصلى الله عليه وسلم أنه قال: "من ظلم شبرا من الأرض طوقه الله من سبع أرضين يوم القيامة"

 

خديجة: قال تعالى: ﴿ قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ * وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ ﴾  [فصلت: 9-10] فكيف في يومين، ثم أربعة أيام، ومعذرة يا أمي فأنا أحب أن أفهم كلام الله جيداً.

 

الأم: أحسنتِ يا خديجة، اسألي في أي شيء يشكل عليك، أما الإجابة فهي: أن الله خلق الأرض في يومين وخلق الجبال وقدَّرَ أقوات الأرض ومصالحها في يومين آخرين فاستغرق خلق الأرض وما عليها أربعة أيام.

 

هند: أمي ما معنى﴿ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا ﴾.

 

الأم: معناه يا هند أن الله بعد ما خلق الأرض ثبتها بالجبال الراسيات الشامخات حتى لا تميدَ وتضطرب بأهلها، ثم جعلها مباركة قابلة للخير والبذر والغرس، وقدَّر فيها أقواتها وهو ما يحتاج أهلها من الأرزاق والأماكن التي تزرع فيها وتغرس.

 

رقية: أمي هل لي أن أسأل في أي يوم من أيام الأسبوع كان هذا الخلق؟

الأم: نعم كان خلق الأرض يوم الأحد والاثنين، وخلق ما عليها كان يوم الثلاثاء والأربعاء وخلق السموات في الخميس والجمعة، وأما السبت فلم يكن فيه خلق. وانتهى الخلق في آخر ساعة من يوم الجمعة لذلك هي ساعة يستجاب فيها الدعاء.

 

فاطمة: لقد مرَّ علينا قول الله تعالى عن الأرض:﴿ قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ﴾ [فصلت: 11]فهل الأرض تتكلم؟

الأم: نعم يا بنيتي هي تتكلم وتخاف وتبكي وتسبح، فقد جاء الحديث القرآني عن الأرض كما لو أنها كائن حي ناطق، والله سبحانه وتعالى خلق الخلق وأودع فيه ما يشاء من القدرة والحياة والفعل، على الكيفية التي يريدها سبحانه.

 

وأيضا الأرض ستتحدث يوم القيامة بما أحدث الناس على ظهرها من خير وشر.

 

من يذكر هذه الآية فهي في جزء "عم"


رقية: أمي في سورة الزلزلة: قال تعالى: ﴿ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا ﴾ [الزلزلة: 4].

 

الأم: أحسنت يا رقية.

 

في نهاية قصتنا اليوم أطلب منكم الإجابة على هذا السؤال: كم عدد الممرات التي ذكرت الأرض في القرآن؟

وبعد إجابتكم على هذا السؤال سأكمل لكم القصة بإذن الله.

 

وهيا الآن إلى النوم حتى نستيقظ باكرًا

 

وفي اليوم التالي وبعد أن انتهت الأسرة من واجباتها اليومية قالت هند:

هند: أمي الحبيبة أكملي لنا القصة الجميلة.

 

سألت الأم أولادها قائلةً:

الأم: هل عرفتم أولاً جواب السؤال الذي سألته لكم بالأمس؟

فاطمة: أمي الحبيبة لكي نجيب على هذا نحتاج لوقت طويل حتى نتم ختم القرآن مع الانتباه.

 

الأم: صدقتِ يا فاطمة ولكن أَسْرِعن.

 

عائشة: أمي أقترح عليك أن تكملي القصة لنا فنحن نريد التعلم وإن شاء الله سنسرع في الإجابة عليك.

 

الأم: حسناً يا بُنيّاتي؛ على أي شيء وقفنا أمس؟

خديجة: وقفنا يا أمي على: أن الأرض تتكلم وتخاف وتبكي وتسبح، وأن الأرض والسماء قالت لله عندما خيرها ﴿ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ﴾، وأن الأرض ستتحدث يوم القيامة بما أحدث الناس على ظهرها من خير وشر.

 

الأم: أحسنت يا خديجة وبارك الله فيك.

 

عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لما خلق الله الأرض جعلت تميد فخلق عليها الجبال فألقاها عليها فاستقرت" رواه أحمد.

 

إبراهيم: أمي وما معنى تميد؟

الأم: دائما تستعجل يا إبراهيم فأنا لم أكمل كلامي ولكن أحسنت لأنك منتبه وتسأل عما أشكلَ عليك.

 

أما معنى تميد فسأذكر لكم الآيات وأنتم ستعرفون معناها بإذن الله، قال تعالى: ﴿ وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [النحل: 15]، وقال تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ ﴾ [الأنبياء: 31].  وقال تعالى: ﴿ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ ﴾ [لقمان: 10].

 

فاطمة: أمي الحبيبة أنا فهمت أن الأرض عندما خلقها الله كانت تتحرك، فثبتها الله بالجبال الرواسي الشامخات.

 

الأم: أحسنت يا فاطمة، فهذا يدل على ثبات الأرض وأن الجبال خلقها الله لكي تثبتها حتى نستطيع العيش والاستقرار عليها، وإلا لما طابَ عيش ولا استقر عليها حياة.

 

عائشة: أميوهل الجبال الكثيرة التي نراها خلقت لتثبيت الأرض فقط؟

الأم: نعم يا عائشة خلقت لتثبيت الأرض وهذا شيء عظيم، ولكن للجبال منافع أخرى، من يستخرج من الآيات السابقة منافع أخرى للجبال؟

 

خديجة: أمي فجاجا سبلا أي جعل الله فيها طرقا للسير فيها، فقد حفظتها في معاني الكلمات.

 

الأم: أحسنت يا خديجة وبارك الله فيك.

 

عائشة:وأنا حفظت في سورة النحل ومن الجبال أكنانا وعرفت في معاني الكلمات أن أكنانا معناها: الحافظ من المطر والريح.

 

الأم: أحسنت يا عائشة وبارك الله فيك.

 

رقية: أمي وكيف تكون الجبال أكنة وحافظة لنا من المطر والريح؟

الأم: يا رقية في الجبال كهوف ومغارات إذا دخلها الإنسان كانت له كالبيت.

 

فاطمة: أمي جعلها الله أيضا علامات يهتدي بها الناس في طريقهم فقال في سورة النحل ﴿ وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ * وَعَلامَاتٍ... ﴾ [النحل: 15-16].

 

وأيضا هي تخشع لله، وتسبح بحمده، وتسجد له وتتشقق وتهبط من خشية الله، وهي أيضا تخاف من الله، وقد عرفت هذا من سورة البقرة فقد قال تعالى: ﴿ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ [البقرة: 74] وقال في الحشر: ﴿ لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الحشر: 21].

 

الأم: أحسنت يا فاطمة وبارك الله فيك، وجعلك الله دائما متدبرة لكلامه سبحانه وتعالى. وأيضا قال ابن كثير في الآية الأولى التي ذكرتيها: "أي جعل فيها أنهارا تجري من مكان على مكان رزقا للعباد".

 

ومن بديع صنع الله في الجبال أن جعلها على ألوان مختلفة متنوعة، قال تعالى ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ﴾ [فاطر: 27].


رقية أريدك أن تلخصي لنا منافع الجبال.

رقية: أمي لقد عرفت منافع الجبال وحفظتها:

1- ثباتا للأرض حتى لا تتحرك وتميد.

 

2- طرقا وسبلا يسير الناس عليها.

 

3- جعل الله فيها الكهوف والمغارات حتى تكون لنا أكنانا.

 

4- جعل فيها أنهارا تجري من مكان على مكان رزقا للعباد.

 

5- جعلها الله علامات يهتدي بها الناس في طريقهم.

 

6- وهي تخشع لله، وتسبح بحمده، وتسجد له وتتشقق وتهبط من خشية الله، وهي أيضا تخاف من الله وأيضا تعبد الله.

 

الأم: أحسنت يا رقية وبارك الله فيك.

 

هند: أمي ما معنى: ﴿ وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا ﴾ [النبأ: 20]؟

 

إبراهيم: وما معنى: ﴿ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ ﴾[القارعة: 5]؟

 

رقية: وما معنى: ﴿ يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ * وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ ﴾[المعارج: 9-8] ؟

 

الأم: يا أبنائي هذا كله يكون يوم القيامة فكل شيء سيتغير فقد قال تعالى: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا * فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا * لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا ﴾ [طه: 107-105] وقال: ﴿ وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 47].

 

﴿ وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ * وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ ﴾ [النمل: 87-88].


﴿ إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا * وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا * فَكَانَتْ هَبَاء مُّنبَثًّا ﴾[الواقعة: 4-6].

 

﴿ وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً * فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ ﴾[الحاقة: 14-15].

 

﴿ يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَّهِيلًا ﴾ [المزمل: 14].


سألخص لكم معنى هذه الآيات حتى تفهموا ماذا سيحدث للجبال يوم القيامة

 

ذكر الله في هذه الآيات أنها:

1- ستنسف نسفا أي: يفتتها كالرمل السائل ثم يطيرها كالريح.

 

2- تسير وتكون سربا: أي تزال عن أماكنها ومن أصولها، وتكون كالسراب، أي لا شيء.

 

3- تبس بساً أي: فتتت فتاً.

 

4- تكون كالعهن المنفوش أي: قد صارت كأنها الصوف المنفوش الذي قد شرع في الذهاب والتمزق.

 

فالجبال يوم القيامة ستفنى، كما أخبرنا تعالى.

 

خديجة: سبحان الله ما أعظم خلق الله، وما أعظم قدرة الله.

 

الأم: هيا يا أحبائي للنوم حتى نستيقظ للصلاة الفجر ولا نتأخر بارك الله فيكم.

 

وفي اليوم التالي وبعد أن انتهت الأسرة من واجباتها اليومية قال:

إبراهيم: أمي لقد حكيت لنا عن الأرض والجبال فماذا عن السماء؟

الأم: اليوم يا ولدي سأحكي لكم عن السماء ولكن أريد منكم أن تساعدونني بآية فمن يبدأ بارك الله فيكم؟

 

فاطمة: قال تعالى:﴿ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيم ﴾ [فصلت: 12]


الأم: أحسنت يا فاطمة فالله تعالى قال: فقضاهن سبع سموات في يومين: أي ففرغ من تسويتهن سبع سموات، في يومين أي: آخرين وهما يوم الخميس ويوم الجمعة، وأوحى في كل سماء أمرها أي: ورتب في كل سماء ما تحتاج إليه من الملائكة، وما فيها من الأشياء التي لا يعلمها إلا هو، وزينا السماء الدنيا بمصابيح: وهي الكواكب المنيرة المشرقة على أهل الأرض، وحفظا أي: حرسا من الشياطين أن تستمع إلى الملإ الأعلى، ذلك تقدير العزيز العليم أي: العزيز الذي قد عز على كل شيء فغلبه وقهره، العليم بجميع حركات المخلوقات وسكناتهم.

 

عائشة: قد مرت علينا هذه الآية قال تعالى: ﴿ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ﴾[فصلت: 11].

 

الأم: أحسنت يا عائشة والدخان هو: بخار الماء المتصاعد منه حين خلقت الأرض، فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها أي: استجيبا لأمري وانفعلا لفعلي طائعتين أو مكرهتين، وقال ابن عباس في قوله تعالى: فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قال: "قال الله تبارك وتعالى للسماوات أطلعي شمسي وقمري ونجومي، وقال للأرض شققي أنهارك وأخرجي ثمارك، قالتا أتينا طائعين، أي بل نستجيب لك مطيعين بما فينا مما تريد خلقه من الملائكة والجن والإنس جميعا مطيعين لك".

 

خديجة: قال تعالى:﴿ أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأنبياء: 30] فما معنى هذه الآية يا أمي.

 

الأم: أحسنت يا خديجة ومعنى الآية: أولم ير الذين كفروا أي: الجاحدون لإلهيته العابدون معه غيره ألم يعلموا أن الله هو المستقل بالخلق، وبالتدبير، فكيف يليق أن يعبد معه غيره أو يشرك به ما سواه ألم يروا أن السموات والأرض كانتا رتقا أي: كان الجميع متصلا بعضه ببعض متلاصقا متراكما بعضه فوق بعض في ابتداء الأمر، ففتق هذه من هذه فجعل السموات سبعا، والأرض سبعا، وفصل بين السماء الدنيا والأرض بالهواء، فأمطرت السماء، وأنبتت الأرض، ولهذا قال: وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون أي: وهم يشاهدون المخلوقات تحدث شيئا فشيئا عيانا، وذلك كله دليل على وجود الصانع الفاعل المختار القادر على ما يشاء. ففي كل شيء له آية تدل على أنه واحد.

 

الأم: من منكم يتذكر آية تدل على أن الله خلق السماء سقفا للأرض بلا عمد؟

فاطمة: قال تعالى: ﴿ اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاء رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ ﴾ [الرعد: 2].

 

الأم: أحسنت يا فاطمة، ففي هذه الآية يخبر الله تعالى: عن كمال قدرته، وعظيم سلطانه؛ أنه الذي بإذنه وأمره رفع السموات بغير عمد، بل بإذنه وأمره وتسخيره رفعها عن الأرض بعدا لا تُنال، ولا يدرك مداها، فالسماء الدنيا محيطة بجميع الأرض وما حولها من الماء والهواء من جميع نواحيها وجهاتها وأرجائها مرتفعة عليها من كل جانب على السواء، وبعد ما بينها وبين الأرض من كل ناحية مسيرة خمسمائة عام، وسمكها في نفسها مسيرة خمسمائة عام، ثم السماء الثانية محيطة بالسماء الدنيا وما حوت وبينهما من بعد المسير خمسمائة عام، وسمكها خمسمائة عام، وهكذا الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة.

 

الأم: من يأتي بدليل على أن الله يمسك السماء حتى لا تقع على الأرض؟

رقية: أنا يا أمي قال: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ﴾ [الحج: 65].

 

الأم: أحسنت يا رقية، أما تفسير الآية فاستمعوا جيدا فسوف أسألكم، ألم تر أن الله سخر لكم ما في الأرض أي: من حيوان وجماد وزروع وثمار، كما قال: وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه أي: من إحسانه وفضله وامتنانه، والفلك تجري في البحر بأمره أي: بتسخيره وتسييره أي في البحر العجاج وتلاطم الأمواج تجري الفلك بأهلها بريح طيبة ورفق وتؤدة فيحملون فيها ما شاءوا من تجارة وبضائع ومنافع من بلد إلى بلد وقُطر إلى قُطر ويأتون بما عند أولئك إلى هؤلاء كما ذهبوا بما عند هؤلاء إلى أولئك مما يحتاجون إليه ويطلبونه ويريدونه، ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه أي: لو شاء لأذن للسماء فسقطت على الأرض فهلك من فيها ولكن من لطفه ورحمته وقدرته يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه ولهذا قال: إن الله بالناس لرءوف رحيم أي: مع ظلمهم، كما قال في الآية الأخرى: وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم وإن ربك لشديد العقاب.

 

إبراهيم: أنا عرفت الآن معلومات قيمة عن السماء ولكن أريد أن أعرف شكلها الحقيقي فهل هي كما نراها؟

الأم: أحسنت يا إبراهيم سؤالك يدل على ذكائك، يا ولدي السماء كالكرة مستديرة ودليل ذلك قوله تعالى: ﴿ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ ﴾ [الزمر: 5]، وقوله: ﴿ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴾ [الأنبياء: 33].

 

فالتكوير معناه: التدوير. والفلك في اللغة: هو الشيء المستدير.

 

ومعنى هذا: إن الأرض كروية والسماء كرة أكبر منها، والأفلاك تدور حول الأرض باستدارة محكمة بينهما.

 

يعني يا إبراهيم كرة كبيرة داخلها كرة صغيرة.

 

إبراهيم: وما معنى الأفلاك يا أمي؟

الأم: الأفلاك: هي الشمس والقمر والنجوم والكواكب.

 

ورسمت الأم شكلا مبسطا حتى تقرب لهم المعنى وقالت:

الأم: هيا إلى النوم يا أبنائي حتى تقوموا لصلاة الفجر وأنتم في غاية النشاط تعبدوا خالق هذه السماء.

 

وبعد ما انتهت الأسرة من واجباتها اليومية قال إبراهيم:

إبراهيم: أمي لقد عرفت أن شكل السماء والأرض مثل كرة كبيرة بداخلها كرة صغيرة.

 

الأم: أحسنت يا إبراهيم.

 

هند: أمي أكملي لنا القصة الجميلة فقد تعلمنا منها كثيرا.

 

الأم: حسنا يا هند ولكن قبل أن نبدأ بقصة جديدة، من يلخص قصة أمس؟

فاطمة: أنا يا أمي.

 

الأم: تفضلي يا فاطمة.

 

فاطمة: لقد فهمت منك يا أمي أموراً عن السماء.

 

أولاً: أن الله عز وجل خلق السماء بعدما خلق الأرض.

 

ثانياً: أن الله عز وجل خلق السماوات في يومين وهما الخميس والجمعة وانتهى سبحانه وتعالى من خلقها في آخر ساعة من يوم الجمعة،لأجل ذلك هي ساعة مباركة يستجاب فيها الدعاء.

 

ثالثاً: أن السماوات والأرض كانتا ملتصقتين فالله فتقهما بقدرته سبحانه وتعالى.

 

رابعاً: أن الله عز وجل رفع السماوات عن الأرض بغير عمد.

 

خامساً: أن السماوات كانت دخانا فقال: ﴿ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ﴾ وعرفنا أن الله أمرها بأن تطلع الشمس والقمر والنجوم.

 

سادساً: أن السماء كانت واحدة فجعلها الله سبع سماوات.

 

الأم: من يكمل على فاطمة؟

عائشة: أنا يا أمي.

 

الأم: تفضلي يا عائشة.

 

عائشة: سأكمل على فاطمة، سابعاً: أن السماء كروية.

 

ثامناً: أن بين السماء والأرض من كل ناحية مسيرة خمسمائة عام، وسمكها في نفسها مسيرة خمسمائة عام، ثم السماء الثانية محيطة بالسماء الدنيا وما حوت وبينهما من بعد المسير خمسمائة عام، وسمكها خمسمائة عام، وهكذا الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة.

 

تاسعاً: أن السماء الدنيا محيطة بجميع الأرض وما حولها من الماء والهواء من جميع نواحيها وجهاتها وأرجائها، وهي مرتفعة عليها من كل جانب على السواء.

 

الأم: أحسنت يا عائشة، وأحسنت يا فاطمة، بارك الله فيكما. وأزيد على ما ذكرتما وهي العاشرة: أن الله جعل في السماء الدنيا غلافا لنا يحيط بالأرض حتى يحفظنا الله من الإشعاع الضار بنا وبالنبات والحيوان أيضاً.

 

رقية: أمي وما معنا السماء الدنيا؟ هل هناك سماء غيرها؟

الأم: أحسنت يا رقية سؤال جميل، وجوابه أن ما بين السماء والأرض يسمى سماء، وهي التي ترينها بعينك من شمس وقمر ونجوم وكواكب وأفلاك وسحاب. وكل هذا في السماء الدنيا.

 

رقية: يعني يا أمي كل ما نراه فوقنا ويراه الفلكيون بالمناظير داخل في السماء الدنيا وليس هو السماء الدنيا!!!!!! فما هي السماء الدنيا يا أمي؟

الأم: السماء يا أبنائي مبنية بناء محكماً قال تعالى: ﴿ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ ﴾ [الملك: 3].

 

أما السماء الدنيا فلها أبواب وحراس وسكان، وسمكها مسيرة خمسمائة عام وبينها وبين الثانية مسيرة خمسمائة عام.

 

فكل ما نراه نحن هو الخلق الذي قال الله فيه وما بينهما قال تعالى: ﴿ وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [الزخرف: 85] وقال: ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ ﴾ [ق: 38].

 

 

لعلكم فهمتم جميعاً المقصود.

 

الأبناء كلهم: نعم يا أمي لقد فهمنا جزاكِ الله خيراً.

 

فاطمة: أمي تذكرت حديث النزول: "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا فيقول هل من داعٍ فأستجيب له هل من مستغفرٍ فأغفر له هل من سائل فأعطيه" فعرفت الآن أن السماء التي يأتيها وينزل إليها الله سبحانه وتعالى غير السماء التى كنا نظنها.

 

خديجة: أمي ومتى خلق الله الشمس والقمر والنجوم والرياح والسحاب والليل والنهار.

 

الأم: نعم يا خديجة سأجيب عليك بإذن الله فهذا موضوع قصة اليوم.

 

ولكن سأجيب باختصار لأنكم مطالبون بقراءة ما قد أعددته عن الشمس والقمر والنجوم والأرض أيضاً في مختصر يجمع الأدلة والفوائد وخلاصة القول في هذا الخلق.

 

أما عن خلق الشمس والقمر لم يأت الحديث عنهما منفصلتان كالسماء والأرض وإنما جاء حديث القرآن عنهما تابعاً.

 

إبراهيم: لماذا يا أمي؟

الأم: لأنهما جزء تابع لهما فمثلاً قال تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا * وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا ﴾ [نوح: 15-16]  فلما خلق الله الأرض وما عليها، خلق السماء وما فيها من شمس وقمر ونجوم وكواكب وملائكة، ولما خلق الله الشمس والقمر وسيرهما.

 

فقاطعتني رقية قائلة: وما معنى سيرهما هل لهما رجلان يمشيان عليهما يا أمي.

 

الأم: يا رقية هل كل شيء يمشي له أرجل، فمثلا الكرة تتدحرج على الأرض، وتسير وتدور في السماء وليس لها أرجل.

 

عائشة: أكملي يا أمي، يا رقية لا تقاطعي أمي كثيرا.

 

الأم: رفقا بأختك يا عائشة فنحن كلنا نريد أن نتعلم فلا حرج على من يسأل.

 

هيا نكمل؛ لما خلق الله الشمس والقمر وسيرهما، خُلق الليل والنهار، فبدون شمس وقمر فلن يكون ليل ولا نهار.

 

خديجة: نعم يا أمي هذه فائدة الشمس والقمر، فهل لهما فوائد أخرى؟

الأم: نعم يا بنيتي فالشمس والقمر لهما فوائد كثيرة، وأريد منكم التفكر فيهما وتخرجوا أنتم الفوائد.

 

فاطمة: أنا أبدأ يا أمي.

1- معرفة عدد السنين والحساب.

 

2- معرفة مواقيت الصلاة.

 

3- الضوء والدفء والحرارة.

 

عائشة: وأنا أخذت في مادة العلوم أن الشمس:

4- مفيدة للعظام لأجل فيتامين د الذي يساعد بإذن الله على امتصاص الكالسيوم.

 

5- مفيدة للنبات لتصنيع المادة الخضراء.

 

6- مطهرة.

 

الأم: أحسنتما وبارك الله فيكما. ومن فوائدها أيضا:

7- علاج حالات الاكتئاب بإذن الله.

 

8- وهي مفيدة للإنسان والحيوان والنبات وأيضا الجماد.

 

رقية: وأنا أخذت في مادة التوحيد هذه الآية ﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾ [يونس: 5].

 

فعرفت أن الله جعل لنا الشمس ضياء والقمر نورا وأيضا لنعرف عدد السنين والحساب.

 

الأم: أحسنت يا رقية وبارك الله فيك.

إبراهيم: أمي ما الفرق بين الضياء والنور؟


الأم: الفرق بينهما يا ولدي أن الضياء فيه إنارة وحرارة، أما النور فليس مصحوبا بحرارة.

 

فاطمة: تذكرت حديثا، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (( الطهور شَطْرُ الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن -أو تملأ- ما بين السماء والأرض، والصلاة نور، والصدقة بُرهان، والصَّبْرُ ضِياءٌ، والقرآنُ حُجَّة لكَ أو عَليْكَ، كُلُّ الناس يَغْدُو فبائِعٌ نفسَهُ فمُعْتِقـُها أو مُوبـِقـُها )) رواه مسلم. فلماذا الصلاة نور، والصبر ضياء؟

 

الأم: سؤلك جميل يا فاطمة، بارك الله فيك........

الصلاة يا أبنائي للمؤمن راحة ومتعة فهي كنور القمر ننظر إليه ونتمتع برؤيته، أما الصبر ففيه ألم فهو كضياء الشمس فيه حرارة وشدة، فالصلاة تنير الطريق في الظلام كالقمر وأجر عظيم بلا تعب، والصبر أجره عظيم كمنافع الشمس ولكن فيه ألم كحرارة الشمس.

 

فعلينا بالصبر والصلاة أرجوكم؛ فنحن لم يُخلق لنا هذا الكون العظيم؛ إلا لكي نعبد خالقه ونسبحه ونحمده؛ وجزاؤنا جنة الخلد.............................

 

هنا يا أبنائي نأتي لختام قصتنا الجميلة عن خلق الكون.

 

فاطمة: لماذا يا أمي فإننا لم نكمل الكلام عن الشمس والقمر وباقي المخلوقات؟

الأم: نعم يا فاطمة أنا أعرف ذلك؛ لكني أريد في هذه القصة أن تعرفوا قصة خلق الله للكون أما التفاصيل فقد عملت بحثا مختصرا لها وعليكم أن تذاكروه جيدا ففيه منافع كثيرة بإذن الله.

بارك الله فيكم أجمعين وجعلكم شاكرين عارفين لنعم الله العظيم، فمن عرف الله ازداد شكرا له.


فمن كان بالله أعرف كان له أعبد





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • ذكر بعض الآيات الكونية (1)
  • استبعاد عنصر المصادفة في الكون
  • تفصيل بعض ظواهر الكون
  • التفكر في آيات الله في الكون
  • مدخل إلى تاريخ العلوم الكونية عند المسلمين
  • هل لهذا الكون من خالق؟

مختارات من الشبكة

  • القيم المستفادة من قصص الأطفال للكاتب "السيد إبراهيم"(مقالة - حضارة الكلمة)
  • اقرأ (قصة قصيرة 2) (قصة للأطفال)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • اقرأ (قصة قصيرة 1) (قصة للأطفال)(مقالة - ملفات خاصة)
  • هولندا: إصدارات للأطفال من فريق اليقين(مقالة - المسلمون في العالم)
  • كيف يحجّ الأطفال، المواقيت المكانية والزمانية (قصتان للأطفال)(مقالة - ملفات خاصة)
  • قصة يوسف: دروس وعبر (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تعريف القصة لغة واصطلاحا(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)
  • تربية أطفال المسلمين بقصص الأنبياء (1) قصة آدم عليه السلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خلق الأمانة (قصة للأطفال)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • خلق آدم وسجود الملائكة له (قصة للأطفال)(مقالة - حضارة الكلمة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب