• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    الإنذار المبكر من التقاعد المبكر
    هشام محمد سعيد قربان
  •  
    دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة العملية ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / قصص ومسرحيات للأطفال
علامة باركود

خداع على خداع (مسرحية للأطفال)

د. مصطفى عطية جمعة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 12/11/2016 ميلادي - 11/2/1438 هجري

الزيارات: 23068

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خداع على خداع

مسرحية للأطفال

(موجهة إلى سن 11 - 14)

 

(في الركن الأيمن بالمسرح، ضوء ساطع على رجلٍ كبير في السن، ذي لحية طويلة بيضاء، يرتدي ثياب الحكماء: عباءة غامقة، وأسفلها جلباب أبيض، ويجلس أمامه صبيٌّ في العاشرة من عمره، ومعه بنت أصغر منه، يبدو الركن على هيئة غرفة صغيرة، بسيطة الأثاث، مكتب ومقاعد خشبية وبساط على الأرض وبعض الوسائد، وتبدو كتب مجلدة على أرفف خلف المكتب وفي الزوايا، والحكيم والصبي والبنت يتحاورون).

الصبي (هيثم): أستاذي، لقد علمتني الكثيرَ منذ أن تتلمذتُ على يديك، لقد فهمت أشياءَ كثيرة عن الحياة والناس.

البنت (زهرة): نعم يا أستاذنا، لقد أفدتَنا بالكثير منذ أن جئنا إليك.

الحكيم (مبتسمًا): أنتما ذكيان نابهان، سعدتُ كثيرًا بصحبتكما خلال الفترة الماضية، ويعجبني فيكما كثرةُ أسئلتكما.

هيثم (يخجل من المدح): أشكرك يا معلمي الكريم، عندما جئنا إليك كنا نظنُّ أن الدنيا بسيطة، لهو ولعب، ولكنك علَّمتَنا أنها حياة، وأشخاص، وتجارِب، ولا بد أن نتعلمَ مِن كل تجرِبة.

الحكيم (منتهزًا الفرصة، متسائلًا): فقط نتعلم من التجرِبة؟!

هيثم: نعم، كل تجرِبة نمر بها، نتعلَّم منها.

الحكيم (مبتسمًا): هذا يعني أن ننتظر أن نعيش في التجرِبة؛ كي نتعلم منها!

زهرة (مستوضحة): أرى في عينيك - يا أستاذي - درسًا جديدًا.

الحكيم (مبينًا): نعم، عندما أذكر لك حكمة، ماذا تستفيد منها؟

هيثم (بأدب): أفهمها جيدًا، ثم أستفيد منها في المستقبل.

الحكيم: جميل، ومِن أين جاءت الحكمةُ والأمثال؟

زهرة: من الحكماء.

الحكيم (ناظرًا بحنان): إننا نأخذ الحكمة والمَثَل مِن مصادر كثيرة..

هيثم (متابعًا): مِن الكتب الدينية، مِن القرآن والحديث، ومن الشعراء والأدباء.

الحكيم: بارَك الله فيك يا هيثم، وأَزيدك قولًا: الحكمة موقٌف مِن مواقف الحياة، تقدِّم خلاصة تجرِبة شخص في الحياة؛ حتى لا يسقط فيها الآخرون بعد ذلك.

هيثم: نعم..

زهرة: أي تمنَعُ تَكرار الخطأ.

الحكيم: فعندما نستمع إلى حكمة صينية تقول: "أن تعلِّمَني صيد السمك: خيرٌ لي من أن تعطيني سمكة كل يوم"، فهذه تعني..

هيثم: تعني أن أعلِّمَ الفقير حرفة يتكسب منها أفضل من إعطائه صدقة.

زهرة: وهذا يشجِّع قيمة العمل عند الناس، وقد صاغها الحكيم مِن موقف رأى فيه الناس متهاونين كسالى، يطلبون المساعدة.

الحكيم: أحسنتما، أحسنتما.

زهرة (بحماسة): ولا شك أن هذه الحكمةَ قد أخذها الحكيم الصيني من موقفٍ أو تجرِبة مر بهما.

هيثم: أو قد يكون سمع بها، فصاغ هذه الحكمة.

الحكيم: جزاكما الله خيرًا، ولا شك أننا نقول هذه الحكمة، كلما رأينا موقفًا مشابهًا يتطلب ذِكرها.

زهرة، هيثم: نعم، نعم.

الحكيم (متأملًا وجهيهما، ثم يقول): حقيقة يا حبيبيَّ، أنا عندي فكرة، أرغب في أن أناقشكما فيها.

زهرة (بعيون لامعة): فكرة! ما هي؟

الحكيم (شارحًا): دائمًا أنا أقدم لكما الحكمة مباشرة، وأشرحها لكما، وقد أذكر لكما القصة التي كانت سببًا في تكوينها، الآن، أطلب منكما أن تذكرَا أنتما حكمة، ثم أحكي لكما قصة تطبِّق هذه الحكمة.

هيثم: جميل؛ أي: تريد أن يكون الأمر معكوسًا.

الحكيم: نعم، بدلًا مِن ذكر حكمة ثم حكاية، تذكرون أنتم الحكمة، وأنا أحكي لكما قصة تثبت ذلك.

زهرة (بتفكر): قد لا نعلم نحن حكمة، ألا يمكن أن تكون سؤالًا؟

الحكيم: ولمَ لا؟ تطرحون أنتم السؤال، وأنا أجتهد في الإجابة عنه.

هيثم: بذلك يكون الأمر سهلًا، سؤال منا، ثم جواب منك.

الحكيم: نعم، ولكنني أريد أن يكون السؤال مرتبطًا بشيء في نفسيكما، يعني أن يكون عن بعض تجارِب الحياة... بعض مشكلات الحياة.

هيثم: جميل.

زهرة: وما هدفُك مِن هذا الأمر يا أستاذنا؟

الحكيم (ضاحكًا): ألا يعجبكِ يا زهرةُ؟

زهرة: بلى، ولكن أريد أن أعرف هدفك منه.

الحكيم: بصراحة، أرغب في أن أعرِفَ كيف تفكران، وما أهم المشكلات التي ترَيان أنها صعبة الحل مثلًا؟

هيثم: وهذا معناه أن نتخيل أي شيء... ونسألك.

زهرة:.. أي مشكلة ونطرحها عليك، بسيطة كانت أو كبيرة.

الحكيم: نعم، من مشكلات الناس، سواء كانت بسيطة أو كبيرة، المهم أن تكون مرتبطة بحياة الناس حولنا.

هيثم: الفكرة رائعة.

زهرة: متى نبدأ فيها؟

الحكيم: من الآن، هيا فكرَا، وأنا معكما، من سيبدأ؟

هيثم: حقيقة، فإنني أعصر عقلي.

زهرة: وأنا أيضًا.

الحكيم: هل هناك مشكلة ترَيان أنها صعبة الحل؟

هيثم: نحن نرى ذلك؟!

الحكيم: نعم، هذا مجرد اقتراح مني.

زهرة: تقصد مشكلة لا حل لها، ومعقدة.

هيثم (بصوت عالٍ): وجدتُها...

زهرة: ما هي؟ قل..

هيثم: مشكلة كنتُ قد فكرتُ فيها مرات، نسمع أن هناك الكثير من المجرمين أو النصَّابين الذين يخدعون الناس الطيِّبين.

زهرة: وماذا في ذلك؟! هذا كثير.

هيثم: أقصد أن هناك شخصًا - مثلًا - قد استطاع أن يُفلت من القانون، ولم يكن هناك دليل عليه، والقاضي والشرطة يعلمون أنه نصاب ومخادع، ولكنهما بلا براهينَ ضده، كيف نتصرف معه؟

زهرة (بحَيرةٍ): نعم، هناك كثيرون يخدعون الشرطة والقضاء، ويهربون ويعيشون دون عقاب، والناس تعرف أنهم ظالمون.

الحكيم: صحيح، وهؤلاء يصيبهم عقابُ الله، إنْ عاجلًا أو آجلًا.

هيثم: كيف؟

الحكيم: لا بد أنهم سيسقطون؛ فمهما فرَّ المجرم من العدالة، فسيسقط في نهاية الأمر، بخطأ منه، بانكشاف أمره.

هيثم: ولكن سؤالي: هل يمكِن أن نتصرف مع هؤلاء المتفنِّنين في الهروب مِن القانون والشرطة؟

الحكيم: سؤالك واضح يا هيثم، وأرى أن هذا ممكن، وإليكما هذه الحكايةَ.

(يرفع الحكيم صوتَه كأنه راوٍ، ويتجلى صدى الصوت في المسرح).

 

الحكيم: يحكى أن - في سالف الزمان - هناك تاجرًا في مدينة "القيروان" بتونس الخضراء، أراد الحج إلى بيت الله الحرام، وكان يعلم أن المسافة بعيدة، والرحلة قد تستغرق عامًا كاملًا، في الذهاب والإياب...

(يضاء الجانب الأيسر من المسرح؛ حيث نرى مشهدًا للسوق القديم في مدينة القيروان، محلات بأبواب خشبية متجاورة، والشارع ضيق، والناس غادُون رائحون، ويبدو من قريب دكانٌ يبيع أقمشة متعددة الألوان، مصفوفة في جوانب المحل، وفي بعض الأرفف وأمام المحل مقاعد خشبية، يجلس عليها التاجر "سُلَيمان" الذي نوى الحج، وبجانبه "مَرْوان" صاحب دكان الأقمشة).

مَرْوان: تذهَب وتعود بالسلامة يا حاج سُلَيمان.

سُلَيمان: بارك الله فيك يا أخي الحبيب، وانتظر حتى أرجعَ من الحج لتقول لي: يا حاج، العُمر بيد الله تعالى، والطريق طويل جدًّا، كما تعرف.

مَرْوان (بحب ومودة): أطال الله عمرك، ومتَّعك بالعافية، وأعادك بالسلامة، لنقول لك: يا حاج، صحيحٌ الطريقُ طويل، ولكنك تسافر لبيت الله الحرام، في طاعة الله، وفي أمان الله.

سُلَيمان: لقد أتيتُ إليك في أمر مهم.

مَرْوان: خيرًا إن شاء الله.

سُلَيمان: خيرًا يا أبا الوليد، كما تعلم، فقد صفَّيْت تجارتي؛ لأتفرغ لأمر الحج؛ حتى لا أكونَ متعلقًا بها وأنا أؤدي مناسك الحج.

مَرْوان: نعم، وأنا لا أتفق معك، وقد نصحتك مرارًا؛ فأنت تاجر معروف.

سُلَيمان: أجل، أنت نصحتني وبارك الله فيك، ولكنني أردت أن أكون لله كلِّي؛ بقلبي، وعقلي، ولا أفكر في الدنيا.

مَرْوان (رافعًا كفيه): اللهم تقبَّلْ منه الحجَّ، وأعِدْه بعافية وسلامة.

سُلَيمان (متأثرًا بكلام صديقه): جزاك الله خيرًا، لم أكن أعلم أنك بهذه الرُّوح والأخلاق الطيبة، (يواصل برقة): وددتُ منك طلبًا؟

مَرْوان (بحماسة): اؤمُرْني يا عم الحاج.

سُلَيمان: الأمر لله وحده، أريد أن أضع مالي أمانة عندك حتى أعود.

مَرْوان (مبتهجًا): وأنا أمين عليه، أنت أخي، (بلهفة): كم المال؟

سُلَيمان (بطيبة): عشرة آلاف دينار ذهبًا.

مَرْوان (لامعة عيناه): ما شاء الله، هذه أمانة كبيرة، وأنا لها إن شاء الله.

سُلَيمان (بثقة): وقد اخترتك يا مَرْوان؛ لأنني أعلم هذا (ملمِّحًا)، وأرجو أن تعد لي صكًّا بهذا؛ فإن الموتَ والحياة بيد الله، وأنا سأسافر مع زوجتي، وسأترك أولادي عند أخوالهم في مدينة تونس.

مَرْوان (بحماسة): طبعًا، هذا حقُّك، وسأعد الورقة لك إن شاء الله (يزيد بكرم)، وسأُحضر شاهدين يوقعان على هذه الورقة.

سُلَيمان (بفرح): الحمد لله، لقد خجلتُ أن أطلب منك هذا.

مَرْوان: كيف تخجل من حقك يا رجل؟!

سُلَيمان: إذًا، سأذهب الآن، ثم آتيك غدًا، ومعي المال، سلام الله عليك.

مَرْوان: وأنا سأعد لك الصك، والشهود، (واقفًا مصافحًا معانقًا بتصنُّع)، وعليك السلام أخي الحبيب.

(إظلام).


(يضاء المشهد على نفس الديكور السابق، ونشاهد التاجرين سُلَيمان ومَرْوان، ومعهما شخصان آخران، أحدهما يدعى مُحمَّدًا، والثاني زيدًا).

مَرْوان (واضعًا يده على كتف سُلَيمان): يا مرحبًا يا حاج، والله سنشتاق إليك كثيرًا، متى السفر إن شاء الله؟

سُلَيمان: بعد غد، سأسافر إلى ميناء "سوسة"، ومنه سنركب السفينة المتجهة إلى الإسكندرية في مصر، ثم نلتحق مع قوافل الحج من برِّ مِصرَ إلى الحجاز - إن شاء الله تعالى.

مَرْوان: تصل وتعود بسلامة الله، (يستأنف حديثه)، وقد أعددتُ لك الصكَّ المطلوب، وأحضرت شاهدينِ من أحبابنا (يشير إلى الشخصين)، هذا هو عم مُحمَّد، وعم زيد، طبعًا تعرفهما؟

سُلَيمان (متلجلجًا): نعم... نعم... هما يجلسانِ معك دائمًا في دكانك.

مَرْوان (ضاحكًا): صحيح، وهما من زبائني الدائمين، ونحن أصدقاء.

مُحمَّد: يا حاج سُلَيمان، أنا مُحمَّد الخياط، وهذا زيد بائع القماش.

سُلَيمان: أهلًا وسهلًا بكما.

زيد (باسمًا): وطبعًا أنت تعرف أن محلي في السوق الخلفي، القريب من المسجد الجامع الكبير، أما محل مُحمَّد الخياط فهو في السوق الجنوبي.

سُلَيمان: إنني في غاية السعادة؛ لأنكما ستشهدانِ على الصك والاتفاق.

مُحمَّد وزيد (في صوت واحد): وشرف لنا أن نكون شاهدينِ لك ولمَرْوان.

مَرْوان: لن نضيع وقتك، المهم أن تدعو لنا في بيت الله الحرام.

سُلَيمان (مبتسمًا بامتنان): سأدعو لكم جميعًا بالخير والصحة والرزق، وأنت - يا أبا الوليد - نِعمَ الصديق، وأدعو الله أن يديم المودة بيننا، وأردَّ جَميلَك عليَّ.

مَرْوان (باستنكار): أي جميل يا رجل؟! نحن إخوة (يرفع الصك) هيا، اقرأ الصك جيدًا؛ فهذا حقك.

سُلَيمان (ممسكًا الصك، ويقرؤه بخفوت): نعم، كل شيء مسجَّل فيه، قيمة المال، والشاهدان (يرفع عينيه)، وأيضًا اسمك وتوقيعك يا مَرْوان.

مَرْوان (بحماس): كل شيء جاهز، (يدعو الشاهدينِ): هيا وقِّعا على الصك أمام الحاج سُلَيمان؛ ليسافر مطمئنًّا.

مُحمَّد وزيد (يمسكان القلم): تذهب وتعود بسلامة الله - إن شاء الله.

(يقف سُلَيمان متأهبًا للانصراف، ويقف الآخرون يودعونه معانقين إياه).

(إظلام).


(تظهر - صور أو أفلام - مختلفة لسفينة الحجاج تمخر عباب البحر، ثم قافلة الجِمال تحمل الحجيج في طريقهم إلى مكة، ثم مشهد الحجاج حول الكعبة، وفي جبل عرفات، وفي منى، ومن ثم العودة ثانية، وفي الخلفية صورة التاجر سُلَيمان، بلباس الإحرام، ثم مرتديًا جلبابًا جديدًا أبيض، متدثرًا بعباءة سوداء، وهو عائد إلى بلده، ومعه زوجته بحجاب أبيض، حيث تتداخل صورتهما مع صورة سفينة ترسو في ميناء سوسة).

(نرى التاجر سُلَيمان ومعه زوجته زبيدة وهما في منزلهما في تونس، حيث يلتف حولهما أولادهما، وهناك عدد من المهنئين رجالًا ونساءً وأطفالًا، وقد ازدانت جدران المنزل بزينة بسيطة، تبدو الفرحة في الوجوه، ويرتفع صخَب الأطفال، وتعلو عبارات المهنئين، يجلس التاجر سُلَيمان، ومعه زوجته زبيدة).

عبدالسلام: مرَّ أسبوع على وصولك بحمد الله، ماذا نويت يا حاج سُلَيمان؟

سُلَيمان: سأعود إلى تجارتي، ودكاني، وأتابع أحوالي.

زبيدة: خيرًا إن شاء الله، (بتساؤل): لماذا لم يحضُرِ التاجر مَرْوان لتهنئتك بالعودة من الحج؟!

سُلَيمان: ربما يكون مشغولًا، أو لديه ظروف تمنعه من الحضور، الله أعلم بأحواله.

زبيدة: ربما، ولكن عليك أن تتابعَ الموضوع معه، لقد تركت كل أموالك عنده.

سُلَيمان: لا تقلقي، كنا في رحلة طاعة لله، والله يحفَظ عباده الذين خرَجوا في طاعته، وطلبًا لرضاه، (مكملًا حديثه): عمومًا، سأذهب له غدًا، وأستفسر منه عن أحواله.

زبيدة: سهَّل الله لك أمورك يا حاج.

 

(في محل التاجر مَرْوان، حيث يجلس التاجر أمام دكانه، ومعه بعض الزبائن، يأتي إليه سُلَيمان، وقد حمل هدية في يده).

سُلَيمان: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مَرْوان (واقفًا ببرود): وعليكم السلام.

سُلَيمان (محاولًا احتضان مَرْوان بحب، فيعانقه مَرْوان بجفاء): كيف الحال يا أخي الحبيب؟ وما أخبارك وأخبار الأهل والولد؟

مَرْوان (بتجهُّم): هم بخير.

سُلَيمان (متعجبًا): ما هذه المقابلة؟ لماذا وجهك متغير؟ لم تقل لي: حمدًا لله على سلامتك من الحج.

مَرْوان (متلعثمًا): لا، لا شيء، حمدًا لله على سلامتك... حج مبرور.

سُلَيمان: الله يسلمك، لقد أحضرت لك هدية من الحجاز، هذا جلباب أبيض، أتمنى أن يعجبك يا أخي، ومعه أيضًا طاقية، وشال، (يبسط الهدية).

مَرْوان (بوجه جامد): أشكرك، أشكرك، أتعبتَ نفسك.

سُلَيمان (مواصلًا): لا شكر على واجب.

مَرْوان: يا أهلًا بك، ماذا تشرب؟

سُلَيمان: جزاك الله خيرًا، لا شيء، أردت السلام عليك، ولي طلب بسيط.

مَرْوان: سلمك الله، خيرًا، ما طلبك؟

سُلَيمان: أبدًا، أريد مالي الذي تركتُه وديعةً عندك قبل سفري للحج؛ حتى أعود لتجارتي وأعمالي، وأفتح دكاني المغلق.

مَرْوان (باستغراب): أي مال؟

سُلَيمان(بقلق وضيق): مالي، عشرة آلاف دينار.

مَرْوان: أنا أخذتها منك؟! هذا كلام غريب.

سُلَيمان: نعم؟ هل تريد أخذ أموالي وأموال عيالي؟ حرام عليك.

مَرْوان (منكرًا): أي مال؟

سُلَيمان (واقفًا صارخًا): ألم أعطك عشرة آلاف دينار قبل سفري، هنا في هذا المكان، وكان هناك شهود؟ (يتجمع الناس على صوتهما العالي).

مَرْوان (زاعقًا): لم يحدُثْ، أنت تتهمني بالكذب؟ اشهَدوا يا ناس، يتهمني بالسرقة، وأنا ما أخذت منه أي شيء، عندك دليل؟

سُلَيمان (بجنون): معقول! تسرق كل أموالي! يا ناس، أنا أخذت عليه صكًّا وهو موقِّع عليه، وفيه شهود.

أحد الناس: هل معك صك أو دليل أو شهود؟ قدِّمه؛ حتى لا تتهمه بالباطل.

مَرْوان (هازئًا): أي صك؟ وأي شهود؟

سُلَيمان (يخرج الصك من جيبه): اشهدوا يا ناس، هذا هو الصك، بخط يده، مكتوب فيه أنه أخذ عشرة آلاف دينار، وعليه إمضاؤه.

مَرْوان (ببرود): أعطني الصك... أتحدى أن يكون توقيعي أو خطي.

سُلَيمان: لن أعطيَك الصك، سأذهب به للقاضي.

مَرْوان (مستهزئًا): هيا للقاضي، اشهدوا يا ناس، أنا أطلب منه أن نذهب للقاضي؛ لقد زوَّر الصك، واتهمني بالباطل، وأنا تاجر شريف.

أحد الواقفين: كلام صحيح يا مَرْوان، اذهبا للقاضي، وهو يحكم بينكما.

سُلَيمان: طبعًا سأذهب للقاضي، وسآخذ حقي إن شاء الله.

مَرْوان: وأنا معك.

أصوات متداخلة: ونحن جميعًا معك.

 

(يتحرك الجميع مغادرين، ثم إظلام المشهد، وفي ركن آخر من المسرح، يضاء بنفس الشخصيات السابقة، في مجلس القاضي، حيث يجلس القاضي على مقعد، ويقف حوله الناس).

القاضي: خيرًا، ما سبب العراك بينكما؟

سُلَيمان (بحرقة): يا حضرة القاضي، يا شيخنا الفاضل، أنقِذْني، أعطِني حقي من هذا الرجل (يشير لمَرْوان).

مَرْوان (صائحًا): أنت أنقِذْني يا سيدي القاضي مِن اتهام هذا الرجل، يريد أن يأخذ أموالي بغير حق.

القاضي: اصبرَا، نريد أن نتعرف الأمر، مَن المدَّعي؟ وما شكايته؟

سُلَيمان (بهدوء متصنَّع): أنا يا شيخنا سُلَيمان أبو داود، تاجر في المدينة، سافرت الحج، وأودعت أموالي عند مَرْوان الأسلمي، وأعطاني صكًّا بذلك، وهناك شاهدان على ما حدث، وهذا هو الصك، فيه اسمه، وخطه، والشاهدان.

القاضي (ممسكًا الصك): كم المبلغ؟

سُلَيمان: عشرة آلاف دينار.

القاضي: "ياه!"، هذا مبلغ ضخم، (متوجِّهًا إلى مَرْوان): وما ردك يا مَرْوان؟

مَرْوان (باكيًا): هذا ظالم، ما أخذتُ منه شيئًا.

القاضي: وهذا الصك فيه اسمُك وتوقيعك، وهو بخطك.

مَرْوان (يزداد بكاءً): أبدًا والله العظيم، ليس خطي ولا توقيعي.

القاضي: والشاهدان؟

مَرْوان: أحضرهما واسألهما.

القاضي (متوجِّهًا إلى الحاجب): أرسل من يُحضِر هذين الشاهدين، وأحضر لي خبير الخطوط لدينا.

الحاجب: أمرك يا شيخنا، (مخاطبًا الحرس): نادوا على الحاج علي - مختص فحص الخطوط - ليحضُر مجلس القاضي سريعًا من غرفته.

القاضي (يقرأ من الصك): سجِّل اسمي الشاهدينِ: الأول: مُحمَّد عبدالفتاح بن خالد، ومهنته خياط، والثاني: زيد أحمد بن برهومي، ومهنته بائع قماش، ومحلاهما في السوق خلف الجامع الكبير، كما هو مدون في الصك الذي قدمه المدَّعي سُلَيمان أبو داود.

(يسجِّل الحاجب الاسمين، والعنوان، ثم ينادي على أحد الجنود كي يُحضر الشاهدين، فيما يدخل خبير الخطوط الحاج علي).

الحاج علي: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

(الجميع يردون السلام بأصوات متداخلة).

القاضي: أهلًا يا حاج علي، نريدك أن تعرف هل الخط في هذا الصك هو خط المدعو: مَرْوان السلمي، محل الاتهام أم لا؟ (يشير إلى مَرْوان).

(يتناول الحاج علي الصك ويقرؤه، ثم ينظر إلى مَرْوان بتمعن).

الحاج علي (لمَرْوان): هل يمكنك أن تكتب هذا الصك بخطك الآن؟

مَرْوان (مرتبكًا): لماذا؟

الحاج علي: حتى أقارن بين خطك والخط المكتوب به الصك؟

القاضي: هذا إجراء متبع يا مَرْوان.

مَرْوان: حسنًا، سأكتب ما تريدون.

الحاج علي: اكتب هنا، فوق هذه الطاولة (يشير لطاولة جانب القاضي)، واكتب بخطك العادي، دون أي محاولة للتغيير.

 

(يجلس مَرْوان على مقعد خلف الطاولة، ويشرع في الكتابة، فيما يراقبه الحاج علي بتفحص، تمر فترة صمت، نسمع فيها حفيف القلم فوق الورق، حتى ينتهي، ويناول ما كتب إلى الحاج علي، الذي يجلس جانب القاضي، ويقارن بين الصك وما سجَّله مَرْوان بتمهل).

القاضي: هل لديك معرفة سابقة يا سُلَيمانُ بمَرْوان؟

سُلَيمان (بوجه بائس): طبعًا يا سيدي القاضي، هل أعطي كلَّ أموالي لمن لا أعرفه، إن محلي مقابل محله، وبيننا عِشرة كبيرة منذ سنين.

القاضي: هل هذا صحيح يا مَرْوان؟

مَرْوان (متلجلجًا): طبعًا أعرف سُلَيمان، هو جاري، ولي معرفة سابقة به، وكل شيء تحطم الآن؛ لأنه يتهمني في شرفي وكرامتي، هو يُهمل في أمواله، ويتهم الأبرياء مثلي بالظلم.

سُلَيمان (رافعًا إصبعه): حسبي الله ونعم الوكيل، هل أتَّهِمك زورًا وأنا عائد من الحج منذ أسبوع، اللهم اشهد، واشهدوا جميعًا.

مَرْوان (هازئًا): ومَن يضمن لنا أنك حجَجْتَ بالفعل؟!

سُلَيمان: تشكك في حجِّي بعد! الطف بنا يا رب.

القاضي (متدخِّلًا): عيب هذا الكلام، نحن نحقق في واقعة محددة، وفيها دليل وشهود، وسنفحص هذا كله الآن.

(يدخل الحارس الذي ذهب لإحضار الشاهدين).

الحارس: لقد وصل الشاهدانِ يا شيخنا.

القاضي: حسنًا، أدخلهما.

(يدخل الشاهدان: مُحمَّد وزيد).

الشاهدان: خيرًا، ماذا حدث؟ هل أذنبنا في شيء؟

القاضي: خيرًا إن شاء الله، كل واحد منكما يذكر اسمه وعنوانه ومهنته.

مُحمَّد: أمرك يا سيادة القاضي، أنا مُحمَّد عبدالفتاح بن خالد، أعمل خياطًا، ومحلي في السوق خلف الجامع الكبير، وأسكن قرب محلي.

زيد: أنا زيد أحمد بن برهومي، أعمل بائع قماش، ومحلي خلف الجامع الكبير، وأسكن في حارة الشيخ الحسن.

القاضي (متوجهًا إلى سُلَيمان): هل هذان هما الشاهدان اللذان شهدا على الصك أمامك؟

سُلَيمان: نعم، هما، أدعو الله أن يظهر الحق.

القاضي (ناظرًا إلى مُحمَّد وزيد): هل تعرفان "سُلَيمان أبو داود" الواقف أمامكما الآن؟ (يشير إلى سُلَيمان).

الشاهدان (في صوت واحد): نعم نعرفه، إنه تاجر في السوق.

سُلَيمان (صارخًا): انظر يا سيدي القاضي، لقد اعترفا أنهما يعرفانني، وهما الشاهدان على الصك.

الشاهدان (باستغراب): أي صك؟

القاضي: هل شهدتما على صك بين "سُلَيمان أبو داود"، ومَرْوان الأسلمي، وفيه أن مَرْوان الأسلمي أخذ عشرة آلاف دينار ذهبية من سُلَيمان وديعة وأمانة، على أن يعيدها إليه عندما يعود من الحج؟

الشاهدان: لا، لم يحدث.

القاضي: هل تعرفان مَرْوان الأسلمي؟

الشاهدان (بثقة): نعم نعرفه، هو صديقنا، ونجلس معه دائمًا.

القاضي: ما سبب معرفتكما بمَرْوان؟

زيد: إنه تاجر خيوط، وأنا خياط، أشتري منه.

مُحمَّد: وأنا عرفته؛ لأنني أشتري منه أحيانًا خيوطًا لبيعها في محلي لمن يشتري القماش مني.

القاضي: في الصك توقيعٌ لكل واحد منكما.

الشاهدان: أين هذا؟

(يأخذ القاضي الصك من الحاج علي، ويناوله لهما، فينظر كل واحد في الصك).

القاضي: هل هذا اسمك وتوقيعك يا مُحمَّد؟

مُحمَّد: نعم اسمي، ولكن ليس توقيعي.

زيد: صحيح هو اسمي، ولكن ليس خطي ولا توقيعي.

الحاج علي: اسمح لي يا مولاي أن يكتب كل واحد منهما اسمه وتوقيعه؛ حتى أتأكد من الخط.

القاضي: صحيح يا حاج علي، هيا، نفِّذَا المطلوب منكما.

(يتقدم الشاهدان ويكتبان اسميهما وتوقيعيهما أمام خبير الخط).

القاضي (ناظرًا إلى سُلَيمان): ما رأيك يا سُلَيمان؟ هما ينفيانِ ما تقول.

سُلَيمان (كالمجنون): لا يمكن أن يتم هذا، مستحيل، تضيع أموالي، وأصبح فقيرًا، حسبي الله ونعم الوكيل، والله العظيم شهِدَا على الصك أمامي، أقسم بالله.

القاضي (مستطلعًا رأي الحاج علي): والآن يا حاج علي، ما رأيك؟

الحاج علي (ممسكًا الصك والأوراق بيده): لقد فحصت الخطوط جيدًا، وأرى يقينًا أن الخط المكتوب في الصك ليس خط مَرْوان الأسلمي، ولا توقيعه، وكذلك الأمر مع توقيع الشاهدين.

القاضي: هذا يعني أن الصك مزيَّف.

سُلَيمان (صارخًا): ماذا؟ معقول؟! الصك مزيف، فعلتَها فيَّ يا مَرْوان؟ لقد نصبتَ عليَّ وأعطيتني صكًّا مزيفًا، (يتهجم على مَرْوان).

مَرْوان (مستغيثًا بالحرس): احموني منه يا مولاي، انظروا، يريد أن يقتلني بعدما ثبت أنه كذاب، ويتهمني بالباطل.

القاضي (آمرًا): سُلَيمان، احفظ لسانك، ويدك، وإلا حبستُكَ!

سُلَيمان: وحقي؟ أموالي؟

مَرْوان (مستأذنًا): الحمد لله يا شيخنا القاضي، ظهر الحق، اسمَحْ لي أن أعود لمحلي، وأرجو أن تحموني من هذا النصَّاب الكذاب؛ أخاف أن يتهجم عليَّ ويسرق أموالي، أو أن يقتلني.

القاضي: لا تخَفْ، والشرطة ساهرة على أمن المجتمع، اذهب الآن.

الشاهدان: ونحن، هل تريد منا شيئًا يا شيخنا؟

القاضي: أشكركما، يمكنكما الانصراف.

(يخرج مَرْوان والشاهدان، فيما يجلس سُلَيمان على الأرض باكيًا).

سُلَيمان: والله، كلُّ ما قلتُه حدث، لماذا أتهمهم؟ والله كل هذا حدث.

الحاج علي: اسمح لي سيدي القاضي، (متوجهًا لسُلَيمان): يبدو أنك رجل طيب، ولكن الصك مزيف بالفعل، وليس خطهم.

القاضي: دعني أسألك سؤالًا واحدًا، هل كتب مَرْوانُ الصك أمامك؟ وهل وقَّع الشاهدان على الصك أمامك؟

سُلَيمان (متذكرًا): آه، صحيح، لقد قدَّم لي مَرْوان الصك مكتوبًا جاهزًا.

الحاج علي: هل وقَّعه أمامك؟

سُلَيمان (متذكرًا): لا، ولم أشك؛ لأنَّه جاري في المحلِّ الذي يجاورني، وقال لي: إنك متعجِّل.

القاضي: والشاهدانِ، هل وقَّعا أمامك على الصك؟

سُلَيمان (متذكرًا): نعم، هذه أذكرها جيدًا.

الحاج علي: وقَّعَا على الورق أم تظاهرا بالتوقيع؟

سُلَيمان (يتذكر): لقد أمسكا القلم أمامي، وربما وقَّعا أو لم يوقعا، لا أذكر تحديدًا، ولكن كل واحد أمسك الصك وحرَّك القلم أمامي على الورقة.

القاضي: ربما تظاهرا، ولم يوقعا.

سُلَيمان: إذًا، ما الحل؟

القاضي: لا حل عندي، أيُّ اتهام لا بد أن يكون بدليل موثق، ودليلك مزيف، والشاهدان لا يعرفانِك، وأنكَرا الحادثة، ولولا أني أراك طيبًا، لقبضتُ عليك بتهمة التزييف والادعاء الكاذب.

سُلَيمان (يواصل نحيبه): حسبي الله ونعم الوكيل.

القاضي: لا تقنط يا أخي، وعسى الله أن يعوِّضك خيرًا.

 

(ينصرف سُلَيمان، وهو يردد: حسبي الله ونعم الوكيل، ويضرب كفًّا بكف، ثم يُظلم المشهد، وينفتح على الحكيم ومعه الطفلان: هيثم وزهرة).

هيثم: ياه، هكذا تكون المؤامرة.

زهرة: حرام هذا، الكل تآمر على الرجل.

الحكيم: نعم يا أحبابي، هذا ظلم ولا شك، ولكن على مَن يقع الخطأ؟!

هيثم: على مَرْوان والشاهدين طبعًا.

زهرة: لا، هيثمُ، وعلى سُلَيمان أيضا.

هيثم: لماذا؟

زهرة: لأنه لم ينتبه لخديعة مَرْوان منذ اللحظة الأولى.

هيثم: إنه جارُه في المحل والسوق، ولهما سِنون في العلاقة بينهما.

الحكيم: نعم يا هيثم، إنَّ حسنَ الظن أمر طيب، ولكن الحرص واجب.

زهرة: المثل العربي يقول: احرِصْ ولا تخوِّن.

الحكيم: أحسنتِ يا زهرة؛ أي: ننتبه للناس ولا نتهمهم بالخيانة.

زهرة: لقد خدع مَرْوانُ سُلَيمانَ: صك مزور، وشاهدان كاذبان.

الحكيم: واستطاع أن يجعل الشاهدين يخدعان سُلَيمان في التوقيع.

هيثم: وهكذا تضيع ثروة الرجل المسكين، الذي ذهب للحج.

الحكيم: انظرا يا أحبابي، لقد اكتملت الجريمة كما توهم مَرْوان وصاحباه، وفرَّ المجرم من العدالة بمكر وخُبث، ونجح فيما أراد.

زهرة (متأثرة): إن ما يحزنني الخيانةُ مِن جار لجاره، وصديق لصديقه، وكيف أن مَرْوان خطط هذا التخطيط ليأخذ مال صديقه.

هيثم: وما النتيجة إذًا يا أستاذنا؟ ألا يوجد حل لهذا الرجل المسكين؟

الحكيم: إذًا صدق سؤالك الأول يا هيثم؛ لقد نجح المجرم بأساليبه التي تفنن فيها، وبالفعل يوجد حل، ولكن بطريقة مختلفة.

 

(يضاء جانب من المسرح، حيث نرى سُلَيمان في منزله مع زوجته زبيدة وحوله أولاده الصغار يلعبون، وقد جلس على الأرض صامتًا، وركبته الهموم).

زبيدة: خيرًا يا سُلَيمان، ماذا ستفعل؟

سُلَيمان: كل شيء بقضاء الله.

زبيدة: حمدًا لله على قضائه، ولكن لتعمَلْ مِن أجل أولادنا، وحتى تستمر حياتنا.

سُلَيمان: ليس لدي مال لأعمل.

زبيدة: يمكنك أن تفتح الدكان، وتبيع أي شيء.

سُلَيمان: صعب! لقد كنت تاجرًا ميسورًا.

زبيدة: فكِّر فيما أقول.

سُلَيمان (متفكرًا): يمكنني أن آخُذَ بضاعة من بعض التجار بالأجل، وأبيعها، ثم أسدد ثمنها.

زبيدة: هذا ما أقصده.

سُلَيمان: ولكن الربح بسيط في هذه الحالة.

زبيدة: نرضى به.

سُلَيمان (بغَيْظ): وهل أترك أموالي تذهب بهذه البساطة؟!

زبيدة: وماذا بيدك أن تفعل؟

سُلَيمان: لا بد أن أفكر في طريقة أسترد بها حقي.

زبيدة: نعم، لا تسكت عن حقك، (تصمت مفكرة، ثم تقول): لماذا لا تشكوه إلى شخصٍ آخرَ غيرِ القاضي؟

سُلَيمان: إن القاضي هو المختص بالنظر في الشكاوى، وأنا بلا أدلة ولا شهود.

زبيدة: اذهب إلى الوالي، حاكم المدينة، هو رجل طيب، وذكي، واعرِضْ عليه المشكلة، ربما يكون لديه حل.

سُلَيمان (متشكِّكًا): أي حل والقاضي قد حكم بيننا؟!

زبيدة: لن تخسر شيئًا، اذهب له؛ لعل الله يجعل لك مخرَجًا.

سُلَيمان: سأحاول، المهم سأفتح دكاني؛ لتستمر بنا الحياة.

 

(مشهد السوق، حيث نرى دكان سُلَيمان مواجهًا لدكان مَرْوان، يجلس سُلَيمان أمام دكانه، يعرض بعض الأقمشة، والملابس البسيطة، فيما مَرْوان ينظر له بشماتة، ومعه مُحمَّد الخياط وزيد تاجر القماش).

مَرْوان (بصوت عال مستهزئًا): آه يا ليل يا عين، على الحظ "الشين".

مُحمَّد (ضاحكًا): الحياة فرصة، والشاطر يلعب ويفوز.

زيد (زاعقًا): يا جماعة، الدنيا شطارة، والشطارة راحة طول العمر.

سُلَيمان (متطلعًا بحسرة لهم، ثم يتقدم إلى وسط المسرح وحيدًا): حسبي الله ونعم الوكيل، اللهم أجُرْني في مصيبتي، وعوِّضْني خيرًا، (يتقدم للأمام) ولكن ماذا أفعل؟ هل أسكت على أموالي تضيع مني بحيلة ومكر؟ لقد أدركت الآن الخديعة، إنهم ثلاثة أصحاب، عصابة واحدة، لا شك أنهم تقاسموا المال بينهم بعدما تآمروا عليَّ، وها هم الآن يضحكون ويستمتعون، وقد أكلوا مالي، حسبي الله ونعم الوكيل، (يتذكر) آه، لقد ذكرَتْ لي زبيدة زوجتي أن أذهب للوالي، إنه رجل طيب، وذكي، والكل يشهد بذلك، سأذهب له وأشكو الظلم بعد شكواي لله سبحانه، لن أخسرَ شيئًا، سأذهب وأحكي له، ولكن ماذا لو قال لي: إنني بلا دليل ولا شهود؟ سأقول له: لقد كانت مؤامرة، واستغلوا غفلتي، وحسن ظني بهم، نعم سأقول له ذلك، سأذهب.

(إظلام).


(ينفتح المشهد على مجلس الوالي، حاكم المدينة، حيث يجلس على مقعد فخم، وحوله الحرس، وبجانبه الحاجب وبعض الأعوان).

الحاجب: مولاي، هناك رجلٌ بالباب، يطلب لقاءكم، ويقول: إن له مَظلِمة.

الوالي: قل له يذهب للقاضي.

الحاجب: لقد ذهب للقاضي فعلًا، ولكنه لم يستطِعْ نيلَ حقه.

الوالي: لماذا؟ هل يشكو القاضي لنا؟

الحاجب: لا، وإنما يقول: لقد كانت مؤامرة عليه، مِن صديق له، إنه حزين جدًّا، ويقول: إن الدنيا أُغْلقت في وجهه.

الوالي: أدخِلْه، ونسمع منه.

 

(يدخل سُلَيمان، حزينًا، مترددًا، يتطلع للوالي ولمن حوله).

سُلَيمان: السلام عليكم جميعًا ورحمة الله وبركاته.

الوالي ومن معه: وعليك السلام ورحمة الله.

الوالي: ما اسمك يا أخي؟

سُلَيمان: سُلَيمان... سُلَيمان أبو داود، تاجر في السوق.

الوالي: أهلًا وسهلًا، خيرًا، ماذا عندك؟

سُلَيمان: لقد سافرت للحج يا مولاي، وأودَعْتُ كل أموالي، وهي عشرة آلاف دينار، بعدما صفَّيْت تجارتي، عند جاري في السوق، وكتب لي صكًّا وأحضر شاهدينِ، ولكن عندما عدت وطالبتُه بالمال أنكر، وعندما ذهبت للقاضي اكتشفت أن الصك ليس بخطه ولا توقيعه، ولا توقيع الشاهدين، كانت مؤامرة عليَّ، وأعترف أنني كنت مخطئًا، ولكن هل أترك أموالي تضيع؟

الوالي (متفكرًا): وهل فحص القاضي الصك وأحضر الشاهدينِ؟

سُلَيمان: نعم، وتستطيع أن تراجعه في ذلك.

الوالي: سننظر في الأمر، ابقَ في دكانك، وسنرسل لك.

سُلَيمان (بتردُّد): سمعًا وطاعة يا مولاي.

(إظلام).


(نفس الديكور السابق، حيث يدخل سُلَيمان بقلق على الوالي).

سُلَيمان: السلام عليكم ورحمة الله، يا سيدي الوالي.

الوالي (مبتسمًا): وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، أهلا بك يا سُلَيمان.

سُلَيمان: لقد أرسلتَ في طلبي يا سيدي.

الوالي: نعم، لقد أرسلت رجالي، وعيوني؛ ليتعرَّفوا أمرك، وقد ظلوا في السوق أيامًا، يسألون، ويتعرَّفون، حتى عرَفوا أنك على حق، وأنها بالفعل مؤامرة ضدك، صاغها مَرْوان بإحكام، مستغلًّا طيبتك وحسن ظنك.

سُلَيمان (مبتهجًا): جزاك الله خيرًا، لقد أرحتَ بالي، آن لي أن أسترد حقوقي وأموالي، وأرفع رأسي بين الناس.

الوالي: مهلًا، مهلًا، ليس الأمر بهذه السهولة، لقد صاغ خديعةً ومؤامرة، ولا يمكن أن آمره برد مالك دون دليل.

سُلَيمان: أنت الوالي! بيدك كل شيء!

الوالي: وما دمتُ أنا الوالي، فهل أقوم بعمل ضد النظام والقانون؟

سُلَيمان (بحرقة): سيدي الوالي، لقد تأكدتَ بنفسك أنه خدعني، هو ومن معه؛ فهل ستتركه يلهو بأموالي؟

الوالي (بابتسامة هادئة): إذا كان هو قد انتصر عليك بالخداع والحيلة، فسنحاربه بنفس سلاحه.

سُلَيمان: كيف سيدي الوالي؟

الوالي: سأخبرك بالطريقة، ولكن عليك أن تنتبه لها جيدًا، وتكون في غاية السرية، (ناظرًا للحاجب): لا تُدخِل علينا أحدًا.

الحاجب: أمرك يا مولاي.

الوالي (متوجهًا إلى سُلَيمان): اسمع، سنقوم بعمل خطة، أتمنى أن تعيَها جيدًا؛ لأن نجاحها في قدرتك على الإخفاء والحيلة.

سُلَيمان: أنا رهن إشارتك يا مولاي.

الوالي: إذًا، اسمَع وأدرك جيدًا ما أقوله.

(يدخل الوالي في حوار مع سُلَيمان، بصوت منخفض، فيما ينصت سُلَيمان إليه مُطَأطِئًا رأسه، وتنخفض الإضاءة تدريجيًّا، ثم إظلام).

* * *

(ينفتح المشهدُ على السوق؛ حيث نرى دكان سُلَيمان ومَرْوان، والناس غادون ورائحون، يجلس سُلَيمان أمام دكانه الذي امتلأ ببضاعة جديدة، مرتديًا ثوبًا فخمًا، ويتحدَّث مع زبائنه بضحك، بينما ينظر مَرْوانُ إليه متعجبًا ومعه مُحمَّد وزيد).

مَرْوان: ماذا حدث لصاحبنا؟! فجأة، وخلال أسابيع، يعمِّر محله بالبضائع، ويلبَس ثوبًا جديدًا فخمًا، والزبائن تملأ محله.

زيد (هامسًا): الناس تقول: إن له قريبًا يسمى الحاج "مُحمَّد بنعبدالعالي"، أحد كبار تجار مدينة القيروان، وهو صديق للوالي، ولما علم بما حدث لسُلَيمان، أرسل له أموالًا كثيرة وساعده.

مُحمَّد (مواصلًا): بل يقولون: إن قريبه هذا صديق للوالي، وقد عرَّفه على الوالي، وبات سُلَيمان مِن أصدقاء الوالي أيضًا.

مَرْوان: معقول! سُلَيمان يكون له كل هذا!

زيد: المشكلة أنه أصبح مِن أصدقاء الوالي.

مَرْوان: وما المشكلة في ذلك؟

مُحمَّد (بخوف): ما المشكلة؟! (ها ها ها) تخيَّلْ أنك صِرت من أصدقاء الوالي، وأصبحت من حاشيته، والمقربين منه.

زيد: نعم، أصبح لك نفوذ كبير، وصلات مع رجال الشرطة، وكبار التجار، وغيرهم.

مُحمَّد (بحسد): يبدو أن الدنيا ستضحك لك سريعًا.

مَرْوان (هازئًا): أنا لا أصدِّق هذا الكلام، كلام لا يعقل أبدًا، أنا أعرف سُلَيمان مِن سنين، ليس له في هذا اللون.

زيد: كيف؟

مَرْوان: سُلَيمان دائمًا في حاله، قليل الكلام، لا يختلط بالتجَّار، ولا يذهب إلى الحكام، هو رجل بسيط، وليس له في هذه الحكايات.

مُحمَّد (متعجبًا): ومن أين جاءته هذه الأموال الكثيرة؟

مَرْوان: أبدًا، لقد سمعتُ أنه يأخذ بضاعة بالأجل، والأقساط.

زيد: بالأقساط؟

مُحمَّد: معقول؟!

مَرْوان (هازئًا): نعم، هذا هو الموضوع، أنا أعرفه جيدًا، مسكين، وساذج.

(إظلام).


(نفس الديكور السابق، ونرى سُلَيمان أمام محله، ومَرْوان معه زيد ومُحمَّد، يرتفع صوت المنادي معلنًا مرورَ الوالي).

المنادي: أيها الناس، أيها الناس، والينا وحاكمنا الكريم سيتفضل بالمرور في السوق، نظِّموا بضائعكم، ونظفوا شوارعكم، ورحبوا بواليكم.

مَرْوان: ما الخبر؟ الوالي لا يمر في السوق إلا نادرًا.

زيد: هو معتاد على المرور كل شهور.

مَرْوان: ولكنه يفضِّل المرور في السوق الكبير.

مُحمَّد: هيا ننظِّم البضاعة، وننظف أمام المحل.

 

(ينشغلون بتنظيم البضاعة، والتنظيف أمام المحل، فيما يرتفع صوت المنادي معلنًا قدوم الوالي، حيث يبرز موكب الوالي، ونرى عددًا من الجنود يتقدمون الموكب، ثم يبرز الوالي راكبًا عربة خشبية يجرها الخيل، أو بعض الجنود، يقف الناس في السوق احترامًا للوالي [ويمكن أن ينفذ هذا المشهد عبر تقنية السينما]، تستمر مسيرة الوالي حتى يقف أمام محل سُلَيمان، الذي يُهرَعُ إليه مسلِّمًا عليه، حيث يرتفع صوتهما بالحوار، فيما مَرْوان ورفيقاه يتناقشان).

الوالي: أهلًا بالحبيب، كيف الحال؟

سُلَيمان: الحمد لله يا سيدي الوالي، شرف لنا قدومك إلى دكاننا البسيط.

الوالي: أنت غالٍ، ومِن طرف صديقنا الغالي الحاج "مُحمَّد بنعبدالعالي"، ونِعم الرجال هو، ونِعم التجَّار هو.

سُلَيمان: يسلِّم عليك كثيرًا الحاج مُحمَّد، ويدعو لك بالخير.

الوالي: سلامي له، وأرجو أن تمر علينا في مجلسنا؛ لنكرمك، ونأنَسَ بوجودك دائمًا يا حاج سُلَيمان، سلام الله عليك.

سُلَيمان: وعليك السلام يا مولاي.

 

(ينصرف الوالي، فيما نسمع الحوار بين مَرْوان ورفيقيه).

زيد: أرأيتما؟! صدق كلام الناس.

مُحمَّد: نعم، صار سُلَيمان من المقربين للوالي.

زيد: أين كلامك يا مَرْوان؟ لقد صدق كلام الناس في السوق، هنيئًا لك يا سُلَيمان.

مَرْوان (بغَيْظ): إنني متعجب، كيف لهذا الرجل الذي خدعناه أن يصل للوالي، ويصبح مِن المقربين منه؟!

زيد: عن طريق قريبه التاجر الكبير.

مَرْوان: ولكنني لم أسمع منه أبدًا عن هذا التاجر!

مُحمَّد: لأنه - كما قلت - بسيطٌ، وغير مهتم بهذه الأمور.

مَرْوان (بثقة مصطنعة): عمومًا، نحن في حالنا، وهو في حاله.

مُحمَّد (هازئًا): ماذا تقول؟ وهل تظن أن سُلَيمان سيتركك في حالك؟

زيد (مكملًا): بعدما فعلنا فيه ما فعلنا.

مَرْوان: وماذا سيفعل؟

مُحمَّد: يكفي أن يحكي القصةَ للوالي، وسيصدقه الوالي، وتكفيه أيضًا وساطة قريبه التاجر الكبير.

مَرْوان (بخوف): وماذا يعني هذا؟

زيد (مرعوبًا): يعني أننا جميعًا مهدَّدون.

مَرْوان: ولكن القاضي برَّأنا؟

مُحمَّد (مكملًا): ... والوالي صديق لسُلَيمان، وأيهما أقوى؛ الوالي أم القاضي؟

زيد (بخوف أشد): طبعًا الوالي، ويستطيع أن يسلِّط علينا الشرطة، ورجاله، وأفراد حاشيته من التجار والأعيان، وندخل في مشاكل كثيرة، وقد يمنعون بضائعهم عنا، ويمنعون الناس مِن الشراء منا.

زيد: ويمكن أن يكون قد حكى للوالي نفسه، وقد يكون الوالي ينظر في أمرنا قريبًا، ليرى كيف يجازينا.

مُحمَّد: ... ولن نقدِر على مواجهتهما!

مَرْوان (وقد تملَّكه الخوف): وماذا سنفعل؟

زيد: لا بد أن نتصالَحَ مع سُلَيمان.

مَرْوان: وكيف نصالحه وقد حدث منا ما حدث؟

مُحمَّد: تقصِد يا زيد أن نعيد أمواله؟

زيد (برعب): أنا عن نفسي سأرجع نصيبي من المال له، وخاصة أن ضميري يؤنِّبُني على ما فعلتُه مع هذا الرجل.

مُحمَّد (بتردد): وأنا أيضًا، لا نريد مشاكل، وقبل أن يتخذ الوالي أي تصرف معنا، لا نريد عقوبةً أو سجنًا أو تشهيرًا بين الناس.

مَرْوان: وكل ما فعلناه يضيع، إن نصيبي مِن الأموال في تجارة وبضائع.

زيد ومُحمَّد: أنت حرٌّ، سنذهب نحن.

مَرْوان: لا، لا تذهبا، سأتصرَّف وأعطيه أمواله، انتظروا عليَّ.

(إظلام).


(نفس الديكور السابق، ونرى سُلَيمان أمام محله، حيث يأتي مَرْوان ومُحمَّد وزيد حاملين لفاتٍ قماشيةً بها المال).

مَرْوان: السلام عليك يا حاج سُلَيمان.

سُلَيمان (متعجبًا): أهلًا وسهلًا، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

مَرْوان: كيف الحال يا حاج؟

سُلَيمان: بخير والحمد لله.

زيد (بمودة): بصراحة، نريد أن نعتذرَ لك.

سُلَيمان: تعتذرون لي؟

مُحمَّد: أجل، على ما حدث منا.

سُلَيمان (غير مصدق): ما حدث منكم؟!

مَرْوان: نعم، لقد راجَعْنا أنفسنا، وعلِمْنا أننا أخطأنا في حقك؛ فأرجو أن تسامحنا، وسنرد لك أموالك كلها.

سُلَيمان: جزاكم الله خيرًا، ولكن لماذا فعلتم ذلك؟

زيد: تُبْنا إلى الله، وعلِمْنا أن المال الحرامَ لا يدوم.

مُحمَّد: المهم أن تقبَلَ اعتذارَنا وتسامحنا.

مَرْوان: ونعِدُك أن نكون أوفياءَ لك، وأرجو أن نعود كما كنا، جيرانًا أصدقاء.

سُلَيمان (وهو يتناول المال سعيدًا): إن شاء الله، لقد كان درسًا تعلَّمنا كلُّنا منه الكثيرَ والكثير، سامحكم الله تعالى.

 

(يظلم المشهد، وينفتح على الحكيم ومعه الطفلان: هيثم وزهرة).

الحكيم: ما رأيكما يا حبيبيَّ فيما حدث؟

زهرة: استطاع الوالي أن يتأكد من خديعة مَرْوان لسُلَيمان؛ ولذا فقد ناصره إلى النهاية، وبخديعة بسيطة.

هيثم : إن خديعة الوالي فعلًا بسيطة؛ فقد أظهَر مناصرته لسُلَيمان وصداقته له، وبالتالي تخويف مَرْوان.

الحكيم: والأهم أن الوالي تأكد بنفسه وعبر عيونه أن سُلَيمان تعرَّض لخديعة كبيرة، وهذا ما جعله يسارع لنجدة سُلَيمان.

زهرة: إن ما ذهب بالحيلة يأتي بالحيلة، ولكن حيلة الشرير شرٌّ عليه، وحيلة الطيب خير له.

هيثم (مكملًا):... وأنه لا يأسَ مع مَن يحاول ويجتهد، مهما كان العدو مكَّارًا.

الحكيم: والأهم من هذا، أنه مهما يظن الإنسان نفسه ذكيًّا، فهناك من هو أذكى منه، ولا توجد جريمة دون عقاب، ولا يضيع حق ما دام وراءه مطالب.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • جزيرة الفئران (مسرحية للأطفال)
  • سفينة العطش (مسرحية للأطفال)

مختارات من الشبكة

  • الخداع في الزواج(مقالة - موقع الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك)
  • عذابات الخداع(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أوكرانيا: خداع مسلمي القرم للمشاركة في الصلوات النصرانية(مقالة - المسلمون في العالم)
  • المظاهر والخداع(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • في التحذير من الكذب والخداع(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الخداع الفكري بين مطرقة العلم الشرعي وسندان الواقع(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مغالطة المفسدين وخداعهم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • هل كان حبه خداعا؟(استشارة - الاستشارات)
  • الخداع البصري قبل عصر الليزر(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • خداع المرايا (قصيدة)(مقالة - حضارة الكلمة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب