• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    الإنذار المبكر من التقاعد المبكر
    هشام محمد سعيد قربان
  •  
    دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة العملية ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / قصص ومسرحيات للأطفال
علامة باركود

جزيرة الفئران (مسرحية للأطفال)

د. مصطفى عطية جمعة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 5/11/2016 ميلادي - 4/2/1438 هجري

الزيارات: 14746

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

جزيرةُ الفئران

مسرحية للأطفال

(موجهة إلى سن 11 - 14)

 

(في الركن الأيمن بالمسرح، ضوء ساطع على الحكيم والفتى "هيثم" وأخته "زهرة" وهم في غرفة الحكيم ذات الأثاث البسيط: طاولة ومقاعد، وكتب على الأرفف، وهم مشغولون في الحوار).

الحكيم: كيف حالُكما يا حبيبيَّ؟

هيثم: نحن بخير يا أستاذنا.

الحكيم (يحفزهما للنقاش): ماذا لديكما من أسئلة عن الحياة والناس؟

هيثم: الكثير بالطبع يا أستاذنا.

الحكيم: وأنتِ يا زهرة، ماذا عندك؟

زهرة: سأترك "هيثم" يسأل هذه المرة.

الحكيم: خيرًا يا هيثم، ماذا عندك؟

هيثم (بحماس): إنني أفكر في أمر يحيرني، خاص بفن التعامل مع مخلوقات الله العظيم (ينظر في عيونهما فيجد الرغبة في الاستماع)، فعندما قرأتُ في علم الأحياء والمخلوقات علمتُ أن الله جعل حياة مخلوقاته مكتملة، كأنها عوالم خاصة بها، وأيضًا تعتمد على بعضها البعض، وكل المخلوقات تتكامل فيما بينها.

زهرة: هذا أمر معروف، ودليل على قدرة الله العظيم، ماذا يُقلقك يا أخي؟

هيثم (محاولًا إيضاح فكرته): عندما يتدخل الإنسان يحدُثُ نوعٌ من الاضطراب،الفساد، ويمكن أن يضر هذا الإنسان فيما بعد.

الحكيم: صحيح يا هيثم.

زهرة: وما سؤالك إذًا يا هيثم؟

هيثم (ناظرًا إليها): سؤالي ببساطة، كيف يمكن أن يضر الإنسان المخلوقات في بيئته إذا تدخل في حياتها؟

الحكيم: يضرها يا هيثم لو تدخل بالخطأ، ولم يفهم تركيبة الحياة فيها.

هيثم: كيف يكون ذلك؟

زهرة: كلُّ ما قرأته في هذا الموضوع أن المخلوقات حول الإنسان تحتاج لمن يفهم حياتها؛ ليستطيعَ أن يعيش معها.

الحكيم: انظر إلى الفلاح البسيط، إنه يحيا مع الدجاج والإوز والأرانب، وأيضًا مع البقر والغَنم والجاموس، يرعاها، وهي تمده بالخير.

زهرة: ومعه أيضًا كلاب للحراسة.

الحكيم:...وعندما لا يرعى الإنسان هذه المخلوقات التي تمده بالخير من لحوم وألبان وأصواف، فإنها تتمرَّد عليه، وقد تكون عدوة له.

هيثم: كيف لا يرعاها؟

الحكيم: أن يسيء معاملتها، ولا يطعمها، ولا يفهم نظام حياتها.

هيثم: وكيف تكون عدوة له؟

الحكيم (ضاحكًا): بدلًا من هذا الحوار، تعاليا نرى ما حدَث لجزيرة الفئران.

هيثم وزهرة: جزيرة الفئران؟!

الحكيم: نعم، إنها جزيرة تقع وسط نهر النيل، وتمتلكها الحكومة المِصرية.

زهرة: ولماذا سمَّوها جزيرة الفئران؟

الحكيم: تعاليا نرى ما حدث.

(يضاء الجزء الآخر من المسرح، حيث نشاهد - في الخلفية - صورًا لمدينة القاهرة في عصرنا الحاضر، ثم نهر النيل بمراكبه الشراعية، ونرى غرفة بسيطة الأثاث: فراش، ومكتب، ومقاعد، وبعض الكتب والصحف والمجلات المتناثرة... ونشاهد شابَّيْنِ في مقتبل العمر: عادل وسامي، عادل منهمك في قراءة صحيفة يومية).

سامي: خيرًا يا عادل، ماذا يَشغَلك؟

عادل (رافعًا بصره عن الجريدة): خبر مدهش، ضربة العمر، ألم تقرأه؟

سامي (متفاجئًا): لقد قرأت الجريدة اليوم، لا شيء فيها.

عادل (باستهزاء): وهذه مشكلتك يا عزيزي، ولن تصل للمجد الذي تحلُمُ به.

سامي: أي مجد؟ وماذا قرأت؟

عادل: فرصة العمر يا عزيزي، اسمع: تعلن وزارة الزراعة عن طرح جزيرة "الزهراء" وسط نهر النيل لمن يرغب في تملُّكها.

سامي: نعم، تمتلُكها! أهذه الجزيرة للشراء؟

عادل: نعم، لمن يشتريها.

سامي (بسخريَّة): وأنت هل ستشتري الجزيرة؟ إنها تحتاج ملايين وملايين.

عادل: دَعْني أكمل الإعلان وستعرف أنها فرصة العمر (يقرأ بصوت عالٍ): ويشترط لمن يرغب في تملُّكها أن يقضيَ على الفئران التي ملأت الجزيرة، وأتلفت مزارعها، وطردت العمال منها.

سامي (معارضًا): والحكومة... والوزارة... فشلت في القضاء على الفئران، ومعها كل الأجهزة، والخبراء، هل يعقل هذا؟

عادل: ولم لا؟! وإلا لما عرضتها الوزارة للتملك.

سامي: وأنت تفكر في حل مشكلة الفئران بالطبع؟

عادل: نعم، وهذا ما أعصر رأسي من أجله الآن.

سامي: وترى أن هذا ضربة العمر لك؟

عادل: نعم، ولا تنسَ أنني خريج كلية الزراعة، يعني أعرف الخير الذي يكون في جزيرة وسط النيل؛ أرض عالية الخصوبة، وماء عذب وفير، تأخذه دون تعب، وتخيل أنك تمتلك كل هذا مقابل فكرة.

سامي: فكرة؟!

عادل: نعم، حل مشكلة الفئران في الجزيرة.

سامي (ممسكًا الجريدة، متأملًا الإعلان): يبدو أنها مشكلة كبيرة، هذا ليس مجرد إعلان، إنه أشبه بالمقال.

عادل: لقد قرأتُه جيدًا.

سامي: وهل قرأتَ أن الوزارة تجعل ملكية الجزيرة وقتية، يعني حق انتفاع بها.

عادل (يأخذ الجريدة): آه، وهذا غير مهم، يكفي أن تتنعم بخيرها سنين طويلة.

سامي: أردتُ فقط أن أعلِمَك بذلك؛ خاصة أن الإعلان يشترط الحفاظ على الجزيرة وعدم إفسادها، والقضاء على الفئران، وعلى أي حيوانات وحشرات تهدِّد الجزيرة وما فيها (يقرأ بصوت عالٍ): "..علمًا أنه تم تجريب مختلف المبيدات الحشرية المضادة للفئران، وكاد يهدِّد ذلك بيئة الجزيرة؛ ولذا يشترط أن تكون الفكرة غير مخربة للبيئة، مما يضمن عودة الجزيرة - كما كانت - مصدرًا للخير والخضرة والنقاء".

سامي (مواصلًا): هم يريدون فكرة غير تقليدية يا عادل، بعيدًا عن المبيدات والسموم وخلافه.

عادل: وهذا ما أفكر فيه، كيف يمكن القضاء على الفئران؟! فإذا نجحتُ في ذلك فهذا معناه أنني صرت مالكًا للجزيرة.

سامي: عليك أن تفكر جيدًا، واعلم أنك ستكون مالكًا وقتيًّا.

عادل: لا يُهم... أنت لا تعلم الفوائد والعوائد والمميزات الضخمة التي ستعود مِن جزيرة في وسط النيل... اتركني أفكر.

سامي: سأقوم بعمل الشاي، وفكِّر أنت كما تشاء!

(ينشغل سامي بالشاي من خلال غلَّاية كهربية، فيما يعصر عادل رأسه، وهو يقفز من الفراش إلى الأرض، ثم يجلس على المقعد، ثم يفتح بعض الكتب لديه، وسامي ينظر إليه ضاحكًا).

سامي: إنها مشكلة عويصة، يا خريج كلية الزراعة.

عادل: ولكنها فرصة العمر يا خريج كلية الحقوق (مقلبًا في كتاب باللغة الإنجليزية)، وأدعو اللهَ أن يلهمني الفكرة.

سامي: هذا أمر يحتاج إلى شركات، خاصة أن مساحة الجزيرة كبيرة، وتكاد تخلو من السكان؛ لأنها في الأساس مِلكٌ للحكومة المصرية، وكانت تستغلها في مشروعات عامة.

عادل (مواصلًا القراءة): وهذا ما يجنِّنُي أكثر، تخيل معي يا صديقي العزيز أنك تمتلك أرضًا واسعة مثل هذه، لا ينازعك فيها أحد.

سامي (منتهيًا من الشاي بصب الماء الحار في كوبين): وهل ستترك عملك الحالي في شركة استصلاح الأراضي؟

عادل (وهو يرتشف الشاي): طبعًا، وسأتفرَّغ لهذا المشروع..(قافزًا في الهواء): وجدتُها، وجدتُها..

سامي: ماذا وجدتَ؟

عادل: الحل الخطير لمشكلة الفئران.

سامي: في الكتاب الذي بيدك؟

عادل: لا، في عقلي الذهبي، الحل في القطط، نعم في القطط.

سامي: القطط!

عادل: أليست القطةُ عدوة الفأر؟

سامي: نعم.

عادل: إذًا، نحارب الفئران بأعدائها القطط،وتكون المعركة حامية، والنصر حليف للقطط بلا شك؛ لأنها الأقوى.

سامي (متعجبًا): فكرة طيبة، ولكن كيف ستأتي بالقطط الكثيرة؟

عادل: اترُكْ هذا الموضوع لي، غدًا سأذهب إلى مقر الوزارة، وأقدم طلبًا لشراء الجزيرة.

سامي: ثم ماذا؟

عادل: ثم ننام الآن.

(إظلام).


(يضاء المسرح، نفس الديكور السابق).

سامي (يناول عادل خطابًا مغلقًا): لقد جاءك خطابٌ اليوم من وزارة الزراعة.

عادل: خيرًا (يفض الخطاب ويقرأ): احضُرْ حالًا لمناقشة طلبك بشأن حل مشكلة جزيرة "الزهراء"، حيث سيكون فضُّ المظاريف وفحص الطلبات المقدمة.

سامي: إذًا، توكل على الله، واذهب غدًا.

(إظلام).


(يضاء الركن الأيمن من المسرح، ونشاهد الحكيم والصغيرين).

هيثم (متعجبًا): ما السبب في انتشار الفئران في الجزيرة؟

زهرة: لقد تغيَّر اسمُها من جزيرة الزهراء إلى جزيرة الفئران.

الحكيم: الناس هم الذين أطلقوا عليها جزيرة الفئران، أما سبب انتشار الفئران فيها فهو بسيط، بسبب الإهمال وعدم النظافة.

زهرة: فقط!

الحكيم: نعم، فإن الجزيرةَ - كما علمتم - تمتلكها الحكومة المصرية، وفيها مزارع كثيرة، تتبع وزارة الزراعة، وفيها مركز أبحاث.

زهرة: أين الإهمال؟

الحكيم: الفئران - بكل أنواعها - تعيش بجانب البشر، فأي نشاط بشري تجد الفئران قريبة منه، وهذا ما حدَث في جزيرة الزهراء، لقد أهمل الموظفون العاملون في المزارع هذه الفئران، فانتشرت، وعاشت على خير الجزيرة، والمزارع التي فيها، وهي كثيرة.

هيثم: وما أعرفه عن الفئران أنها حيوانات نباتية؛ أي: تعيش على النباتات.

زهرة: ولكنها - كما أرى - تأكل كل شيء.

الحكيم: نعم، تأكل كل شيء؛ أخشابًا، لحومًا، أقمشة، نباتات.

هيثم: إنها مدمرة.

الحكيم: وتتكاثر بسرعة كبيرة، يكفي أنها تستطيع الإنجاب بعد خمسين يومًا مِن ولادتها؛ أي يمكنها أن تتناسل في السنة عشر مرات، وهذا يعني تضاعف العدد بشكل رهيب.

زهرة: وهل تكفي فكرة عادل في مكافحة الفئران؟

الحكيم: تعاليا نرى لقاءه مع مسؤولي الوزارة.

(إظلام).


(ينفتح الركن الأيسر من المسرح، ونشاهد غرفة مكتبية، حيث يجلس مسؤول الوزارة على المكتب، وأمامه ثلاثة شبان، أحدهم عادل).

المسؤول: أهلًا بكم في هذا الاجتماع، وحقيقة أنا سعيد بكم؛ لأنني وجدت عزيمة لديكم كبيرة.

أصوات الشباب: شكرًا، وأهلًا بك.

المسؤول (مبتسمًا): لقد فحصنا طلباتكم جيدًا، ولا أخفي عليكم أنه لا يوجد غيركم مَن تقدَّم لحل هذه المشكلة.

شاب 1(معتز): فقط نحن؟

المسؤول: نعم، ويبدو أن الأفكار صارت قليلة، أو أن الجزيرة بات ميئوسًا منها ومن علاج الفئران بها،عمومًا لقد جمعتُكم لأناقشكم في مقترحاتكم، فهي جلسة مناقشة قبل إصدار التكليف النهائي.

شاب 2 (أيمن): لقد ذهبت للجزيرة، وعلِمْت من الحراس هناك أن البعض حاول العلاج ولكنه فشِل.

المسؤول: هذا صحيح، لقد عرضنا المشكلة على كثير من الخبراء والمختصين، وحاولوا فيها، ولكنهم فشلوا.

عادل: لماذا؟

المسؤول: لأن المشكلة كبيرة جدًّا، وهم استخدموا مبيدات وسمومًا، ولم تنفع كثيرًا؛ لأن الفئران متشبعة من المبيدات، وتتناسل أجيال منها تقاوم السموم.

أيمن: وماذا عن مشاريعنا؟

المسؤول (مطالعًا الأوراق): لقد قرأتُ مشاريعكم، وأشكركم على أفكاركم، ودعوني أستعرض هذه الأفكار،فكرة الأستاذ معتز تعتمد على نصب شباك كثيرة للفئران في الجزيرة، ونصب مصايد لها، وهي فكرة تم تجريبها مِن قبل.

معتز: وما نتيجة التجرِبة؟

المسؤول (باسمًا): للأسف لم تنجح؛ لأن الفئران شرسة، وأكلت الشِّباك، حتى خشب الشِّباك أكلته، كما أنها تحتاج إلى شباك كثيرة، قد تصل إلى الآلاف لصيد أكثر من مليوني فأر، وهي مكلفة جدًّا، ونجاحها محدود جدًّا - حسب تجربتنا الماضية.

أيمن: وماذا عن باقي الأفكار؟

المسؤول: فكرتك يا أستاذ أيمن بسيطة، وغير مكلفة.

عادل (بقلق): ماذا فيها؟

المسؤول (ينظر في ورقة أمامه): إنها تعتمد على إغراق الجزيرة بماء النهر، بشكل كامل، وإذابة نوعية قاتلة من السموم في المياه، حيث تتسرب المياه إلى الجحور، وتهلِك الفئران.

معتز: أراها فكرة جيدة.

المسؤول: هل تعلم عواقبها؟

معتز: لا، ولكنني سأعتمد على سم شديد الفاعلية.

المسؤول: إن عواقبها تسميم تربة الجزيرة، وهي تربة شديدة الخصوبة، خاصة أن المياه - حسب مقترحك - ستظل فترة طويلة، للتأكد من موت الفئران، وهذا سيجعلنا نخسر التربة، بعدما خسرنا الزرعَ والأشجار.

معتز (مقاطعًا بضيق): ولكنني أرى..

المسؤول (مواصلًا):..علمًا أن الفئران لها مخابئ في الجدران وبقايا الأشجار وغير ذلك.

معتز: لنجرِّبْ، وأنا واثق من النجاح.

المسؤول: حتى لو نجحت الفكرة - وأنا أشك في ذلك - فإن الوصولَ إلى جثث الفئران في مخابئها صعب، وسيؤدي ذلك إلى تعفُّن الجثث وتحلُّلها في الجحور العميقة، وهذا سيفسد البيئة أكثر، وسيؤدي لروائح كريهة جدًّا، علاوة على تسميم التربة.

معتز: وما المقترح الثالث؟

المسؤول (ناظرًا إلى الورق): إنه مقترح الأستاذ عادل، وهو ببساطة مقترح عملي؛ إنه يعتمد - حسب ما ذكره - على إحداثِ عملية توازن بيئي بين المخلوقات، بإحضار أعداد كبيرة من القطط في الجزيرة.

أيمن، معتز: قطط؟!

المسؤول: نعم، إحضار القطط، وهي قادرة على مواجهة الفئران بحكم العداوة المعروفة بين القطة والفأر.

أيمن: وتتحوَّل الجزيرة لساحة معركة.

المسؤول: إن مزايا هذا المقترح البسيط أنه يعيد التوازن إلى بيئة الجزيرة، وهو خطأ لم ننتبه إليه من قبل، وأيضًا فإن هجوم القطط على الفئران لن يبقي لنا جثثًا تتعفَّن وتفسد، وسيضمن لنا بيئة نظيفة،فكرة طيبة يا أستاذ عادل.

عادل (ضاحكًا): أشكرك سيدي الكريم.

المسؤول: ولكن انتبه؛ فأنت تحتاج إلى أعداد كبيرة مِن القطط.

عادل: لقد درستُ الموضوع، وسأقوم بإحضار القطط الضالة من الشوارع؛ كي نريحَ الناس منها، ونستفيد منها في عملنا، وطبعًا أحتاج إلى وقت طويل حتى نضمن ظهور نتائج حاسمة.

المسؤول: إذًا، ليس أمامنا إلا التجرِبة، وسيصدر خلال أيام قرار بتكليفك، وعليك أنت الباقي إن شاء الله، مبارك عليك يا أستاذ عادل، ونحن سنتابع الموقف في الجزيرة أولًا بأول، للتأكد مِن التزامك بالعقد.

معتز وأيمن: مبارك عليك يا أستاذ عادل.

عادل (فرحًا): بارك الله فيكم.

(إظلام).


(يضاء المشهد على غرفة عادل وسامي، ونرى عادلًا منكبًّا على أوراق أمامه).

سامي: ماذا فعلتَ مع القطط؟ من سيجمعها لك من الشوارع؟

عادل: لا تحمل همًّا؛ لقد اتفقتُ مع مجموعة من جامعي القمامة، ومجموعة من العمال الذين سيساعدوننا في العمل.

سامي: ومِن أين ستحصل على المال؟

عادل: عندي أموال مدخرة، سأنجز بها بداية المشروع، وهناك وعودٌ من أصدقاء لي بأن يساعدوني بأموال في حالة تطهير الجزيرة من الفئران.

سامي (معجَبًا): ما شاء الله عليك، تفكِّر في كل شيء!

عادل: أهم شيء أنك ستكون معي، مستشاري القانوني، ومدير أعمالي الإدارية والمالية في المشروع الجديد.

سامي: إن شاء الله يا صديقي.

(إظلام).


(يضاء المشهد على جزيرة في وسط النيل، حيث نرى أشجارًا ومزارعَ، ونسمع مواء القطط بشكل كثيف، ونشاهد لقطات متلفزة لمطاردات القطط للفئران، ثم يتحول الضوء إلى غرفة مكتب في أحد مباني الجزيرة، حيث نرى "عادل وسامي" وهما جالسان، عادل خلف المكتب، وسامي أمامه على مقعد).

عادل: ما رأيك فيما أنجزناه حتى الآن يا سامي؟

سامي (منبهرًا): شيء غير مصدَّق، لقد نجحت فكرتك يا عادل، وتقريبًا تم تطهير الجزيرة من الفئران، وما تبقى دخَل في حُفَر عميقة.

عادل: لقد كانت فترة الشهور الستة كافية للقضاء على الفئران، لا بد أن نقيمَ وليمة للقطط على ما قامت به.

سامي: وهل هناك وليمة ألذُّ مِن الفئران التي التهمَتْها!

عادل: وما أخبار مشاريعنا يا سامي؟

سامي: كل خير، أصحاب رؤوس الأموال يأتون كل يوم للجزيرة، وهم غير مصدقين ما وصلت إليه،ويعرضون علينا مشروعات.

عادل: أعلم هذا، ما أخبار مشروعاتنا نحن؟

سامي: أولًا: بدأ الفلاحون في زراعة الأرض بالمحاصيل، وبدأ العمال في بناء ثلاث مزارع للدواجن، وتم إحضار حوالي 200 رأس غنم، و100 من البقر للرعي في الجزيرة.

عادل: عظيم، أظن أن أصدقائي المموِّلين ملتزمون بتقديم المال بشكل دائم.

سامي: اطمئن يا عزيزي، المال كثير، ولدينا حساب في البنك يغطِّي مشاريعنا.

عادل: خلال ستة أشهر من الآن، إن شاء الله، سنرى ثمار المشاريع: دواجن ومنتجات ألبان، ومحاصيل.

سامي: وقبل ذلك، إن شاء الله، سترى الخيرات كلها، إنها جزيرة الخير، ولكن ماذا سنفعل بالقطط إذا أنهت وجود الفئران؟

عادل (وهو يهز منكبيه): ماذا سنفعل؟! لا شيء طبعًا.

سامي: يعني يا عادل لو انتهت الفئران من الجزيرة، ماذا ستأكل القطط؟

عادل: تترصد أي فأر يظهر، وهل ستنتهي الفئران من حياتنا! إنها ملازمة لأي نشاط بشري دائمًا.

سامي: أرى أن نتخلص مِن القطط بعد فترة؛ حتى لا تزعجَنا.

عادل: لا يمكن، هذه القطط مصدر الخير لنا، ولا ننكر دورها،اتركها، تأكل، تمرح، وتمنع ظهور الفئران مرة أخرى، (يستدرك): كما أن التخلصَ منها يحتاج تكاليف كثيرة، وهي أكبر من الفئران حجمًا،(إظلام).

(نفس المشهد السابق، وقد أصبحت الغرفة أكثرَ فخامة، ونرى عادلًا مرتديًا بذلة فخمة، وكذلك سامي).

سامي: زارنا اليوم مندوب وزارة الزراعة، لمتابعة أخبار الجزيرة.

عادل: هل من جديد يا سامي؟

سامي: أبدًا، شكَرَنا الموظف على جهودنا، وطُفْتُ معه في أرجاء الجزيرة، وكان سعيدًا بالمشروعات المقامة؛ فقد تغيَّرَتِ الجزيرة خلال عامين تمامًا، خاصة مشروعات منتجات الألبان، ومزارع الدواجن.

عادل: رائع.

سامي: ولكن القطط أزعجته وهو يطوف معي، طلب مني أن نتخلَّصَ منها.

عادل: ما معنى أزعجته؟ ألا يسير في الشوارع ويشاهد القطط والكلاب؟!

سامي: هذه الملاحظة التي ذكرها فقط.

عادل: هو لا يجد ما يقوله، (مغيِّرًا الحديثَ): إنني أفكر في إنشاء مرفأ للصيادين على شاطئ الجزيرة.

سامي: معقول! نحن مهتمُّون بالنشاط الزراعي ونشاط الرعي فقط.

عادل: وماذا يمنع؟ نهر النيل مملوء بالسمك، والصيادون يحتاجون إلى مرفأ لهم؛ لنصبِ شباكهم، ويمكن أن نُنشئ المرفأ ونؤجره للصيادين، ثم نمتلك مراكب صيد تخصنا، وتكون تجارة كبيرة للسمك هنا.

سامي: دائمًا تأتي بأفكار جديدة وكثيرة يا عادل.

(إظلام).


(نفس المشهد السابق، يدخل سامي ومعه رئيس العمال محمود).

سامي: عادل..عادل، هناك مشكلة كبيرة.

عادل: خيرًا، ماذا حدث؟

سامي: اسمع لعم محمود رئيس العمال.

عم محمود: القطط رهيبة يا أستاذ عادل، لا بد من حلٍّ لها، صارت متوحشة شرسة، لا تترك دجاجة ولا ثمرة إلا أكلتها... حتى الأغنام تنهشها، والأبقار تفر منها، إنها عنيفة جدًّا.

عادل (بقلق): وما الحل؟

محمود: نقتُلُها كلَّها.

عادل: هاتوا مبيداتٍ وسمومًا وضعوها في مخابئ القطط وفي كل مكان.

سامي: أخاف أن تفسد المزروعات.

عادل (بعصبية): نضعها بحرص.

محمود: إن أعدادها كبيرة جدًّا، ويجب قتلها.

عادل: نبدأ بالسموم ونرى.

(إظلام).


(نفس المشهد السابق، ويدخل رئيس العمال محمود).

عادل: ماذا حدث يا عم محمود؟!

محمود: أستاذ عادل، القطط تهاجم العمال وتجرحهم، وكل العائلات التي كانت تقيم في الجزيرة هاجرت منها، الوضع لا يطاق لهم.

عادل: لماذا؟

محمود: القطط غاية في العنف، إنها أشبه بالنمور، وصارت تأكل كل شيء، حتى النباتات، واليوم أقفل مصنع الألبان، ومزارع الدجاج أغلقت - كما تعلم - مِن أسبوعين، ومرفأ الصيد مهجور؛ فالمراكب تخاف من الرسوِّ هنا.

عادل (صارخًا): لقد وضعنا كمية ضخمة من السموم.

محمود: لا فائدة، القطط تعرف أماكنها، وتتفادها، وعاشت في بيوت جديدة.

عادل: بهذا الشكل كل شيء انتهى.

محمود: لا حلَّ إلا بإفراغ الجزيرة من المشاريع، ومحاربة القطط وصيدها وقتلها،صار الناس يسمون الجزيرة: جزيرة القطط.

عادل: مِن جزيرة الفئران إلى جزيرة القطط، يا قلبي لا تحزن (في نفسه)، معقول، هذا نهاية الأمر!

(يدخل سامي منفعلًا).

سامي: عادل، الحقنا يا عادل.

عادل: ماذا وراءك أنت الآخر؟

سامي: مصيبة.

عادل (مستسلمًا): أنا راضٍ بأي شيء.

سامي: حضر مندوب الوزارة، ولما رأى إغلاق المشروعات، والقطط المتقافزة في كل مكان، قال: إن هذا يخالف اتفاقنا مع الوزارة في الحفاظ على بيئة الجزيرة.

سامي (يسكُتُ ملتقطًا أنفاسه ويكمل): وهناك شكاوى - وصلت لهم - من الصيادين والمزارعين وأصحاب مزارع الدواجن من القطط المتوحِّشة.

عادل (ضاربًا يده برأسه): وماذا قرَّر مندوب الوزارة؟

سامي: قرَّر إبلاغ رؤسائه بفسخ عقد الانتفاع أو الملكية المؤقتة بينك وبين الوزارة، وأن تعود الجزيرة لملكية الوزارة.

عادل (كأنه يحدث نفسه): الأمر لله، يكفي ما أخذناه من مال.

سامي: ماذا تقول يا عادل؟

عادل (بصوت عالٍ): وأنا موافق على تسليم الجزيرة للوزارة، فلم ينفَعْ مع القطط سموم ولا مبيدات ولا مصايد ولا شباك...

سامي: هكذا ببساطة؟

عادل: لقد ادخرتُ بعض الأموال في السنين الماضية، وبدلًا مِن أن أهدرها على الجزيرة والقطط، سأفكر في الاستفادة منها.

سامي: أمرنا لله.

(إظلام).


(غرفة عادل وسامي الأولى بسيطة الأساس، ونرى بعض الصحف والكتب).

سامي (ممسكًا بجريدة): عادل، عادل، اسمع.

عادل: ماذا؟

سامي: دعوة للشباب والمستثمرين.

عادل (دون اهتمام): وماذا فيها؟

سامي: تعلن وزارة الزراعة عن عقدِ تمليك لجزيرة الزهراء وسط النيل لمن يستطيع أن يقضي على القطط الكثيرة التي ملأت الجزيرة، وقضت على الأخضر واليابس فيها.

عادل (ضاحكًا): ليس هذا الإعلان لنا.

سامي: ولماذا لا تحاول فيه ثانية؟

عادل: سأحاول، ولكن في مشروع آخر.

سامي: أي مشروع؟ لقد كانت تجرِبتنا قاسيةً وفاشلة في جزيرة الفئران.

عادل: جزيرة الفئران سابقًا، والقطط حاليًّا،(مواصلًا): عمومًا لقد استفدت كثيرًا من هذه التجربة، وتعلمت الكثير من الدروس في فن إدارة المشروعات.

سامي: وأنا كذلك استفدتُ.

عادل: هيا نفكر بشكل جديد.

(إظلام).

 

(الحكيم والصغيران يتحاورون).

زهرة: أنا غير مصدقة لما حدث.

هيثم: ولا أنا.

الحكيم: بل صدِّقَا؛ فمَن لا يفهم تركيبة الطبيعة وتوازن الكائنات فيها، لا يستطيع أن يعيش بنجاح فيها.

هيثم: هذه حقيقة.

زهرة: ورغم أن عادلًا فهم هذا الأمر في بداية العمل، ولكنه أهمله في نهايته.

الحكيم: كان يمكنه ألا يسرفَ في استخدام القطط، وأن يتخلص منها بشكل أو بآخر قبل أن تتكاثر وتتوحش ويستفحل خطرُها.

هيثم: شكرًا لك يا أستاذنا الكريم.

(إظلام).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • نخوة.. بطريقة أخرى (مسرحية)
  • أمراء للبيع (مسرحية)
  • أبو يوسف (مسرحية)
  • الكلب (مسرحية شعرية)
  • خداع على خداع (مسرحية للأطفال)
  • سفينة العطش (مسرحية للأطفال)

مختارات من الشبكة

  • زيارة تستهدف تطوير التعليم بجزيرة "أنجوان" بجزر القمر(مقالة - المسلمون في العالم)
  • عرب الجزيرة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • المسرحية النثرية والشعرية(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)
  • جزيرة اللؤلؤ (قصة للأطفال)(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • مسرحية الإسكندر ( للأطفال )(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)
  • الوحش (مسرحية شعرية للأطفال )(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)
  • بدء البرامج الصيفية لتعليم الأطفال بمساجد جزيرة القرم(مقالة - المسلمون في العالم)
  • دورات علمية عن الإسلام للنساء والأطفال بجزيرة القرم(مقالة - المسلمون في العالم)
  • ندوة علمية حول تاريخ الإسلام في شبه جزيرة القرم(مقالة - المسلمون في العالم)
  • 30 طفلا يشاركون في مسابقة للقرآن الكريم في جزيرة القرم(مقالة - المسلمون في العالم)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب