• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    الإنذار المبكر من التقاعد المبكر
    هشام محمد سعيد قربان
  •  
    دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة العملية ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ عبدالله بن محمد بن سعد آل خنين / محاضرات مفرغة
علامة باركود

لقاء مفتوح في 3-9-1428هـ (صيام رمضان)

الشيخ عبدالله بن محمد بن سعد آل خنين

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 20/6/2015 ميلادي - 3/9/1436 هجري

الزيارات: 9000

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

لقاء مفتوح في 3/9/1428هـ

مع فضيلة الشيخ عبدالله بن محمد بن خنين

ضمن فعاليات سلسلة الكلمات الرمضانية بجامع شيخ الاسلام ابن تيمية في مدينة الرياض

 

[فرغت المادة الصوتية وروجعت من قبل الشيخ]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين، أما بعد:

فإننا في هذا الشهر الكريم نعيش شهر رمضان شهر الصيام، الشهر الذي أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، الشهر الذي كان يخصُّه النبي صلى الله عليه وسلم بمزيد من العناية والاجتهاد بالعبادة، كما روى ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجودَ الناس، وكان أجود ما يكون حين يلقاه جبريل في رمضان فيدارسه القرآن، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسَلة".


فهنا نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم يجتهدُ في شهر رمضان ما لا يجتهد في غيره، والاجتهاد شاملٌ لجميع أصناف العبادات المشروعة؛ ومنها أداء الصيام بآدابه وسننه وواجباته، وأن يؤدِّيَه المرء المسلم بنية؛ لأنه إذا لم تكن ثم نية، فإن العبادة لا تُقبَل عند الله عز وجل، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنما الأعمال بالنيات)).


والأجر في الصيام على قدر الاحتساب فيه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله - عز وجل -: إلا الصوم؛ فإنه لي وأنا أجزي به))، وإنما اختص الله - عز وجل - الجزاءَ على الصيام بما لا يتناهى من الحسنات على قدر ما يقع في قلب الرجل واحتسابه، والقيام بهذا الصيام، وأداء آدابه ومستحباته.


ومما ينبغي الاعتناء به في القيام بهذا الصيام: أداؤه، والمحافظة على واجباته وعلى سننه، وأن يحرص المسلم على المحافظة على الصلوات، وكما يجب المحافظة عليها في سائر أيام العام، فإنه يتأكَّد ذلك في هذا الشهر الكريم؛ لأنه لا حظَّ للمسلم في الإسلام إذا كان لم يقُمْ بأداء هذه الصلوات، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة؛ فمن تركها فقد كفر))، وكما يقول شقيق بن عبدالله - رحمه الله -: "لم يكن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرون شيئًا من الأعمال تركه كفر سوى الصلاة"، وإنما نبهت على ذلك؛ لأن بعضًا من الناس في هذا الشهر الكريم يهمل أداء الصلاة؛ لأنه يسهر في الليل فإذا أقبل الفجر ملأ بطنه، ثم نام حتى لا يستيقظ إلا قرب غروب الشمس، مهملاً بذلك صلاةَ الفجر وصلاة الظهر وصلاة العصر، وما علم أن مَن نام مبيتًا على عدم القيام للصلاة، فإنما هو كمن تركها عمدًا، ومن ترك الصلاة عمدًا، فإنه يخرج من دين الله والعياذ بالله، وينبغي للمسلمين أن يعتنوا بذلك في خاصة أنفسهم، وفيمن ولاَّهم الله - عز وجل - من الأولاد من بنين وبنات، وأن يحرصوا على أداء هذه الشعيرة العظيمة، والله - عز وجل - يقول: ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ﴾ [طه: 1322]، فينبغي للمرء المسلم أن يحرِص على ذلك.


ومن آداب الصيام أيضًا: أن يحرص المسلمُ على أكلةِ السحور، ففيها النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((تسحروا؛ فإن في السحور بركة))، وكذا إذا غربت الشمس عجَّل بالفطر، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((تعجَّلوا بالفطر)).


فكل ذلك من سنن الصيام التي ينبغي للمسلم أن يعتني بها، وأن يحرص أيضًا على ترك الخوض في أعراض الناس بالغِيبة والنميمة، وعن القيل والقال، وغير ذلك من الآداب، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن لم يدَعْ قولَ الزور والعمل به، فليس لله حاجةٌ في أن يدَع طعامه وشرابه))؛ لأن الصيام تمرينٌ على التقوى، كما قال الله - عز وجل - في الآية التي فرض فيها الصيام: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 1833]، والتقوى تكون بالمحافظة على أداء المأمورات وعلى ترك المنهيات،  فمَن فعل ذلك، فقد اتَّقى الله عز وجل، وقام بما أوجبه الله - عز وجل - عليه.


والصيام جاء ليحقق هذا الهدف العظيم، فهو ركن من أركان الإسلام ولا شك، ولكن ينبغي للمسلم أن يستفيد منه الدروس والعِبر التي جاء الصيام ليقررها، ومن ذلك التقوى، والتقوى لا تتم إلا بفعلِ المأمورات وترك المنهيات، وأن يحاذر المسلم أن يقع في المخالفات الشرعية حرصَه أن يقع على الشوك في طريق يسلكه وهو شائك, كما قال بعض السلف في بيان التقوى، وقال له: "أرأيت إذا سرت في طريق به شوك، فماذا تفعل؟ قال: أحاذر أن أقع فيه"، فليحاذر المسلم أن يقع في الذنوب والمعاصي؛ فإن ذلك من تحقيق التقوى التي جاء الصيام بتزكيتها وترقيتها، وبالقيام بها وبالتذكير بها، فليكن المسلم وقَّافًا عند حدود الله عز وجل، مؤتمرًا بأمره، منتهيًا عما نهى عنه سبحانه وتعالى.

أسأل الله - عز وجل - أن ينفعنا جميعًا بما علمنا، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يغفر لنا ولوالدينا إنه سميع مجيب.

وصلَّى الله وسلَّم على نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين.

•     •     •

 

[المقدم]

جزاك الله خيرًا فضيلة الشيخ، ونريد كلمة عن الإخوة الذين يحضرون صلاة التراويح، ولكنهم في طريقهم ربما يمرون على عدد من المساجد تصلي العشاء، ثم يحرص على صلاة التراويح في مسجد معين ويفوت صلاة العشاء!


[الشيخ]

• يجب على المرء المسلم أن يحافظ على صلاة الجماعة؛ لأن أداء صلاه الجماعة في المسجد من الواجبات التي أوجبها الله - عز وجل - على المرء المسلم، وقد جاء رجل أعمى إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر من حالِه أنه رجل أعمى وليس له قائد، وأن الطريق كثيرة الهوام،  فسأله أن يُرخِّص له بالصلاة في بيته فرخَّص له النبي صلى الله عليه وسلم، فلما انصرف دعاه النبي مرة ثانية، فقال: ((هل تسمع النداء؟))؛ أي: هل تسمع المؤذن للصلاة، قال: نعم، قال: ((فأجب))، وهمَّ النبي صلى الله عليه وسلم أن يُحرِّق على قومٍ بيوتَهم؛ لأنهم كانوا يتخلَّفون عن صلاة الفجر والعشاء في الجماعة في المسجد.


والتحريق عقوبةٌ عظيمة لا يكون الهمُّ بها إلا على أمرٍ تركه من فرائض الدين، فتبيَّن لنا تأكيد صلاة الجماعة وأنها واجبة، ولا يجوز للمرء المسلم أن يهدرَ أو يضيع صلاة الجماعة في سبيل طلب إمام صوتُه حسن مثلاً، وهو ضيَّع فضيلة أكبر وأعظم من ذلك، فليتقِ الله عز وجل، وليتذكر ما في صلاة الجماعة أيضًا من الفضل عند الله عز وجل، لأنها كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم تفضلُ على صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة، وفي رواية بخمس وعشرين درجة.


[المقدم]

أحسن الله إليك، ابتُلِينا في هذا الزمان بوجود القنوات الفضائية التي سرقت رمضان من قلوب الناس، فما هي نصيحة فضيلة الشيخ للذي يقضي ليل رمضان أمام هذه القنوات؟

 

[الشيخ]

لا شك أن هذه القنوات من الوسائل الحديثة، وخيرها خير، وشرها شر مستطير أيضًا، ومما يُؤسَف له أنها تستعمل في بلاد المسلمين، أو غلب استعمالها على الشر، بما فيه من هدم للأخلاق، وهدم للدين، ونشر للفتن، ولا شك أنها بهذه الصفة لا يصح اقتناؤها، ولا تجوز مشاهدتها أيضًا؛ لأنها تسعى إلى إشاعة الفاحشة في المسلمين، وإشاعةُ الفاحشة بين المسلمين محرَّمة، وقد توعَّد الله - عز وجل - فاعلَها، كما قال الله - عز وجل -: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النور: 199]، فهو وعيدٌ شديد لهم بعذاب في الدنيا والآخرة لإشاعة الفاحشة في مجتمعات المسلمين، ولا شك أن هذه القنوات التي على الصفات المنهيَّة التي ذكرناها سابقًا، كلها تسعى إلى نشر الفاحشة والفتنة في مجتمعات المسلمين؛ إما بالطعن في دينهم، وإما بإغرائهم بالفتن ونشر الأمور المحرمة التي تُحطِّم وتُفسِد الأخلاق، وكل ذلك جناية على المسلمين في دينهم وفي أخلاقهم وأي جناية؟!

 

[المقدم]

أحسن الله إليك، هناك بعض الملاحظات هنا عندنا في مُصلَّى النساء، أولاها فضيلة الشيخ نعاني كثيرًا من عدم عناية بعض النساء بالصفوف، فتجد كل ثلاث نسوة يقفن بجانب بعضهن، ويتركن فُرَجًا كبيرة في الصفوف المقدمة.


[الشيخ]

يجب على النساء كما يجب على الرجال الاصطفاف ومساواة الصفوف وتواليها وترتيبها، وكل ذلك فيه أجر وخير، وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بتسوية الصفوف، فيجب على النساء ما يجب على الرجال من تسوية الصفوف والاعتناء بها وعدم الإخلال بترتيبها.


[المقدم]

أحسن الله إليك، هنا عندنا مصلى النساء مستقل تمامًا عن مصلى الرجال، وبعض الأخوات تحرصُ على الصلاة في الصفوف الخلفية، محتجَّة على ذلك بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((خير صفوف النساء آخرها))؟


[الشيخ]

ما دام أن مصلى النساء مستقل، فإن فيما يظهر لي أن الصفَّ الأول يكون أفضل، وإنما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم القول بالخيرية في الصفوف الخلفية للنساء؛ لما كانت النساءُ في عهده يُصلِّين في مسجده صلى الله عليه وسلم من غير ساتر ولا حائل، أمَا وقد هُيِّئت الأمكنة للنساء في مكان مستقل، فإن المشروع في حقِّهن الحرص على الصف الأول وعلى ميمنه أيضًا.


[المقدم]

أحسن الله إليك، بعض النساء فضيلة الشيخ يحضرن إلى هذا المصلى مع سائق الأجرة بدون محرم؛ يعني تكون المرأة وحدها، فهل هذا جائز؟

 

[الشيخ]

لا يجوز للمرأة المسلمة أن تأتي في سيارة مع السائق؛ لأن ركوب المرأة مفردة مع السائق في السيارة هو شبيه بالخلوة؛ لأنه يمكن الحديث بينهما، وأن يجري بينهما المحظور من غير سماع أو مراقبة أحدٍ لذلك، وهذا فيه إشكال، والفتن إنما تكون من مستصغر الشرر، وكما قال الشاعر:

نظرة فابتسامة فسلام ♦♦♦ فكلام فموعد فلقاءُ

وشرور الفتن يجرُّ بعضها بعضًا، والواجب على المرأة المسلمة وعلى أوليائها تقوى الله عز وجل، وعدم انفرادها بالركوب مع السائق ذَهابًا وجيئةً، سواء كان ذلك في سيارة الأجرة، أو حتى كانت بالسيارة الخاصة، فكل ذلك مُحرَّم.


[المقدم]

أحسن الله إليك، فضيلة الشيخ بعض النساء تأتي متعطرة، وتلبس البنطلون والمخصر، وتلبس العباءة المطرزة، وتحتج بأنها لم تقابل إلا نساءً، فهل هذا جائز؟

 

[الشيخ]

على المرأة المسلمة الالتزامُ بالأدب والخلق الإسلامي، سواء كانت منفردة أو حتى كانت بين النساء، ما الذي يحل لها أن تُبرِزَ مفاتنها أمام النساء؟! وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((صنفان من أمتي من أهل النار لم أرهما: رجال معهم سياط كأذناب البقر، ونساء كاسيات عاريات، مائلات مميلات، رؤوسهن كأسنمة البُخْت، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا)).


قال العلماء في شرح "كاسيات عاريات": إحداهنّ التي تلبس الضيِّق فتبرز مفاتنها باللبس الضيق، والأخرى النساء اللاتي يلبسن الثوب الشفاف الرقيق الذي لا يستر ما تحته، وكل ذلك من المحظور.


وإنه لعجب هذه العباءة مثلاً، لماذا شُرِع لباسها؟ وجاء ورودُها في القرآن الكريم في قول الله - عز وجل -: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب: 59]، والجلباب هو العباءة، ولبسه يكون على الرأس، ﴿ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ ﴾ [الأحزاب: 599] والإدناء لا يكون إلا من الأعلى إلى الأسفل، فالأصل في لبس العباءة أن تكون على الرأس، وتستر المرأةُ جميع بدنها إذا برزت أمام الرجال الأجانب، الآن صارت العباءةُ موضةً؛ تارة مخصرة، وتارة مزركشة،  وتارة تُلبَس على الأكتاف، فقدت هدفها الأصيل والرئيس، وهو الستر والتستر، فينبغي بل يجب على المرأة المسلمة أن تكون وقَّافة عند حدود الله عز وجل، مؤتمرة بأمره، منتهية عن نهيه، وأن تحرص على التستر؛ لأن الحجاب - ومنه لبس العباءة - من شريعة الإسلام، وهو عبادة وليس تقليدًا للعرف، يعني أن المرأة أو الفتاة وأمها وجدَّتَها تلبس لباسًا معينًا، فأرادت أن تلبس مثلهن، لا.


هذا عبادةٌ يجب أن تلتزم به المرأة المسلمة، والصحابيات قبل نزولِ هذه الآيات لم يكنَّ يحتجبن، فلماء نزلت آيات الحجاب تستَّرن وخرَجْن وكأن فوق رؤوسهن الغربان، استجابةً لأمر الله عز وجل، وهكذا المرأة المسلمة يجبُ أن تكون وقَّافة عند حدود الله عز وجل، وأن تعلم أن الحجاب عبادة وقربة إلى الله عز وجل، تثاب عليه المرأة المسلمة كما تثاب على صيامها وعلى صلاتها وعلى عفافها، فكذلك تثاب على حجابها وعلى عباءتها وعلى التزامها بمواصفات العباءة الشرعية، وإنما أراد أعداء الإسلام ومَن سار سيرَهم ونهج نهجَهم أن يطعن بالحجاب بأنه عرفٌ، أو أنه عادة، يريد أن يقول: ما دام عرفًا وعادة، فالناس تُلقِيه ولا ضيرَ عليها، وهذا جريمة عظيمة؛ فالحجاب عبادة عظيمة يجب المحافظة عليها، وعلى المرأة المسلمة أن تستشعر ذلك، سواء كانت صغيرة أو كبيرة، فتاة شابة، أو امرأة كبيرة، فلكلٍّ الحجاب مشروع، وعلى المرأة الالتزام به.


[المقدم]

فضيلة الشيخ، قدَّر الله أمسِ أنني لامستُ زوجتي من وراء حائل، وأنزلت في نهار رمضان، علمًا بأني لم أمسَّ الفرج، فماذا علي؟

 

[الشيخ]

يفسُدُ صومه، وعليه قضاء يوم مكانه، والتوبة والاستغفار، والنصيحة بعامة إذا كان الشخص شابًّا، أو يعرف من حاله أنه إذا اقترب من زوجته ومسَّها، سوف يحدث منه ما يُفسِد صيامه، فإن عليه أن يجتنب ذلك، وإذا أمن ذلك، فلا بأس من لمس الزوجة، فقد جاء شابٌّ يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن لمسِ الزوجة وتقبيلِها، فمنعه من ذلك، وجاء شيخٌ وسأل مثل ذلك، فأباح له ذلك، فدلَّ ذلك على أنه إذا كان يخشى على المرء حينما يلامس زوجته أن يؤدي ذلك إلى فساد صيامه، أن عليه أن يجتنب ذلك، وإذا أمن ألا يفسد صومه بذلك، فلا بأس بمصافحة الزوجة، وما في حكم ذلك إلا الجماع.


[المقدم]

أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ، يحرصُ كثيرٌ من الناسِ على أداء العمرة في هذا الشهر الكريم مع عائلاتهم، ولكنهم للأسف يُضيِّعون متابعة الأبناء والبنات، فما نصيحتكم لهؤلاء؟

 

[الشيخ]

يعلم المرء المسلم أن تربيةَ الأولادِ أمانةٌ عظيمة في عنقه وأيما أمانة، وقد قال الله - عز وجل -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6]، وقال النبي صلى الله  عليه وسلم: (((كلُّكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته))، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((كل مولودٍ يُولَد على الفطرة، فأبواه يُهوِّدانه، أو يُنصِّرانه، أو يُمجِّسانه))، كل ذلك يدل على أهمية التربية، وأنها مسؤولية عظيمة مُلقاة على كاهل الأبوين الأم والأب، وأن الفتى والفتاة منذ صغرِه يتأثر بالتربية، والتربية لها دور إيجابي في توجيهه نحو الحق والرشد، وقد يكون المسلم إذا فرَّط فيها أو تولَّى تربيتَه مَن ينحرفُ بها عن مسارِها الصحيح، أن يؤدي ذلك إلى الضد، فالواجب على المسلم المحافظة على ذلك، وهو مسؤولية عظيمة، وإذا كان سفره لطاعة كالعمرة مثلاً وسوف يُؤدِّي إلى التفريط في هذا الواجب العظيم، فإن صدقته مثلاً وحسنته وقيامه على أولاده أفضل له عند الله عز وجل، وأقول هذا سواء اصطحب الأهلُ أولادهم معهم، أو اشتغلوا في الحرم وتركوا الأولاد من الشباب والشابات يتسكعون في الأسواق وفي الطرقات، وربما حصل منهم افتتان أو فتنة، والآباء رُكَّع سُجَّد في الحرم، وهم يهملون أولادهم، فهذا والله خطأ كبير، وكذا لو أن الأب والأم ذهبا إلى العمرة وتركا الأولاد مثلاً في بيتهم دون رعاية ولا توجيه، ولا رقابة ولا تسديد، فالمرء المسلم ينظر المصلحةَ الشرعية ما هي، فإن كانت المصلحة في أولاده وتربيتهم وتقويمهم والمحافظة عليهم، كان الواجب عليه أن يُقدِّم ذلك على غيره، فإذا خشي عليهم من الشر والفساد بقي، والحمد لله من قام بفريضة الحج والعمرة يكفيه في العمر مرة واحدة، فليتنبَّه المسلم إلى ذلك تنبهًا كبيرًا.

 

[المقدم]

أحسن الله إليك، ما حكم إعطاء الزكاة للأخ إذا كان عليه دَيْن لإحدى الشركات وراتبه تسعة آلاف ريال؟


[الشيخ]

أولاً إذا كان راتبُه لا يكفي لوفاء دَيْنه، ودَيْنه حالٌّ، فإنه يجوز، بل يشرع ويستحب إعانته على الوفاء بدَيْنه ولو من الزكاة، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الصدقة على ذي الرحم اثنتان: صدقة، وصلة)).


[المقدم]

أحسن الله إليكم، ما حكم سجود التلاوة؟

 

[الشيخ]

سجودُ التلاوة مستحبٌّ للقارئ، والمستمع أيضًا يشرع في حقه، يشرع لمن يقرأُ القرآن إذا مرَّ بآية سجدة أن يسجد، والذي يستمعُه أيضًا قصدًا وسجد القارئ الأصلي، فالمستمع أيضًا يسجد مثله، هذا على وجه الاستحباب والسنة.


[المقدم]

أحسن الله إليكم، وأفادنا بعلمكم، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

ألقيت هذه المحاضرة ضمن فعاليات سلسلة الكلمات الرمضانية بجامع شيخ الإسلام ابن تيمية - 1428هـ في مدينة الرياض






 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • صيام رمضان فضله مع بيان أحكام مهمة تخفى على بعض الناس
  • صيام رمضان والإفطار بلا عذر
  • صيام رمضان والإفطار بلا عذر
  • وقفات مع صيام رمضان
  • صيام رمضان
  • إعلان لقاء مفتوح مع الشيخ عبدالله آل خنين: الأحد 7-12-1436هـ

مختارات من الشبكة

  • فضل من أحب لقاء الله ورقية المريض نفسه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • لقاء الجمعة - لقاء مفتوح مع الشيخ عبدالله آل خنين (صور أكل المال بالباطل)(مادة مرئية - موقع الشيخ عبدالله بن محمد بن سعد آل خنين)
  • اللقاء الإيماني: اقتراح لأول لقاء بالمساجد بعد رمضان بإذن الله تعالى (WORD)(كتاب - ملفات خاصة)
  • شرح حديث: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • شرح حديث: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه(مادة مرئية - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • شرح حديث من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • لقاء الله عز وجل والعرض والحساب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من أسباب محبة الله تعالى عبدا ( حب لقاء الله تعالى )(مقالة - آفاق الشريعة)
  • لقاء مفتوح في 3-9-1428هـ (صيام رمضان)(محاضرة - موقع الشيخ عبدالله بن محمد بن سعد آل خنين)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب