أبيات من مقصورة ابن دريد في الحكم والأخلاق الكريمة

محمد شريف سليم

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 15/2/2014 ميلادي - 14/4/1435 هجري

الزيارات: 114962

أبيات لابن دريد (ت321هـ)

من مقصورته في الحكم والأخلاق الكريمة

من لم يعظه الدهر لم ينفعه ما

راح به الواعظ يومًا أو غدا[1]

من لم تفده عبرًا أيامه

كان العمى أولى به من الهدى[2]

من قاس ما لم يره بما يرى

أراه ما يدنو إليه ما نأى[3]

من عارض الأطماع باليأس رنت

إليه عين العز من حيث رنا[4]

من لم يقف عند انتهاء قدره

تقاصرت عنه فسيحات الخطا[5]

من ناط بالعجب عُرى أخلاقه

نيطت عرى المقت إلى تلك العرى[6]

من طال فوق منتهى بسطته

أعجزه نيل الدنا بله القصا[7]

وللفتى من ماله ما قدمت

يداه قبل موته لاما اقتنى[8]

وإنما المرء حديث بعده

فكن حديثًا حسنًا لمن وعى[9]

القصيدة مصورة من كتاب: (مجموعة من النظم والنثر للحفظ والتسميع)

[1]غدا خرج صباحًا. وراح رجع مساء.

[2]من لم يستفد من عبر الأيام كان الضلال أولى به من الرشد. العمى فقد البصر. والمراد به هنا الضلالة في مقابلة الهدى.

[3]يدنو إليه يقرب. ونأى بعده. يعني أن القريب يريد البعيد بطريق الاستنتاج والاعتبار.

[4]من أيأس نفسه من المضي في أطماعها نظر إليه العز في كل مكان.

[5]الخطا جمع خطوة. والمعنى أن لكل إنسان قدرًا إذا تجاوزه عجز.

[6]ناط علّق. والعجب الكبر. والعرى جمع عروة وهي من القميص ما يدخل فيها الزر. ومن الكوز أذنه. والمقت البغض. يعني أن من تكبر على الناس أبغضوه.

[7]البسطة السعة، والدنا جمع دنيا يعني القريبة. والقصا جمع قصوى وهي البعيدة. وبله اسم فعل أمر معناه دع واترك. يعني أن من طلب فوق ما في سعته لم يدرك القريب فضلًا عن البعيد.

[8]لا يعد من مال الإنسان إلا ما أنفقه في الخير في حال حياته لا ما جمعه.

[9]لا يبقى للإنسان غير حسن الأحدوثة فاجتهد أن تخلف ذكرًا حسنًا.

أضف تعليقك:	إعلام عبر البريد الإلكتروني عند نشر تعليق جديد
الاسم
البريد الإلكتروني	(لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق	رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي