• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حقوق المسنين (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    المحطة الثالثة عشرة: التسامح
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    تربية الأبناء في عصر "الشاشة" كيف نربي طفلا لا ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    تطوعي نجاحي
    د. زيد بن محمد الرماني
  •  
    القيادة في عيون الراشدين... أخلاقيات تصنع
    د. مصطفى إسماعيل عبدالجواد
  •  
    حقوق الأولاد (3)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    جرعات سعادة يومية: دفتر السعادة
    سمر سمير
  •  
    التاءات الثمانية
    د. خميس عبدالهادي هدية الدروقي
  •  
    المحطة الثانية عشرة: الشجاعة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    البطالة النفسية: الوجه الخفي للتشوش الداخلي في ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حقوق الأولاد (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    مقومات نجاح الاستقرار الأسري
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    تطوير المهارات الشخصية في ضوء الشريعة الإسلامية
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    المحطة الحادية عشرة: المبادرة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / فضاء للشعر / شعراء الألوكة
علامة باركود

وادي العين (قصيدة تفعيلة)

وادي العين (قصيدة تفعيلة)
مروان عدنان

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 17/3/2015 ميلادي - 26/5/1436 هجري

الزيارات: 10494

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

وادي العين [1]

 

ككلِّ الزهورِ التي أسلمَتْ عطرها للمساءْ

وكلِّ النجومِ التي تحتها يُستلذُّ اللقاءْ

أحبُّكِ كنتُ ولكنَّ وعدًا...

قطعناهُ ضاعَ، وضاعَ الرجاءْ.

أحبكِ كنتُ ككلِّ العيونِ التي اغرورقتْ

بصدقٍ أحبُّكِ كالأبرياءْ

وكالطفلِ في فسحةٍ في طليقِ الهواءْ

يكركرُ... يعدو..

ويقفزُ للشَّمسِ يلمسُ هُدبَ الضياءْ

تعلَّمَ للتَّوِّ ينسى ليفرحْ

وينسى ليمرحَ دونَ التَّذكُّرْ

ويختالُ مثلَ الخيولِ الرَّشيقهْ

ودونَ انتباهٍ يغنِّي، ودونَ انتباهٍ يُكركرْ

ويحمرُّ خدَّاهُ لو نبَّهتهُ الصديقهْ

ليُحكمَ ربطَ خيوطِ الحذاءْ!

فتلكَ المباهجُ في العمرِ قد لا تكرَّرْ

وقد لا تعودْ

ولكنَّ ذكراكِ في الرُّوحِ تملكُ سرَّ الخلودْ

فيا قدوةَ الصَّفِّ هل تذكرينَ الوصيفْ؟
وهل تعرفين القلوبَ التي نالَها

من الحزنِ والجدْبِ ما نالَ أرضَ الخريفْ؟

وهلْ "ستُّنا" لم تزلْ

- أظنُّكِ تدرين عنها الكثيرَ –

تقولُ إذا ما استدارتْ إلى اللوحِ : إنِّي أراكمْ؟

وهلْ تذكرينَ أناشيدَ درسِ النَّشيدْ

ومرسمَ (خالدَ جبرَ) الصَّغيرْ؟[2]

و رائحةَ العُشْبِ عندَ الرَّبيعْ

ففي واديَ العينِ ذكرى

تؤدِّي – إذا ما تمرُّ على ذكرياتِ الجميعْ –

إلى ما أظنُّ انتهى

تؤدِّي لها... وحدها

وهل تذكرينَ إذا ساءلَتنا:

إذا ما كبرتَ فماذا تصيرْ؟

فمن سوفَ يصبحُ منكم طبيبًا؟

وكان الجميعُ ينادي: أنا

ومن سوفَ تصبحُ منكم طبيبَهْ؟

وأذكرُ أنَّكِ قلتِ: أنا.

ومن سوفَ يصبحُ ضابطَ جيشٍ؟

وكان الجميعُ ينادي: أنا

وصرنا جميعَ الذي قد أرَدنا

إلى أنْ سُئلنا عن الشِّعرِ.. أذكرُ أنِّي خفضتْ

وهم يرفعون الأصابعَ جمعًا

وأطرقتُ عنهم أراجعُ حزني

وأمخرُ رغمَ الطُّفولةِ بحرَ المواجعْ

كأنَّ القصائدَ تأتي إلينا برفعِ الأصابعْ

وترحلُ عنَّا بخفضِ الأصابعْ!

وأنَّ المطرْ

ليسقُطَ يحتاجُ إذنَ الشَّجرْ

ومن كان يدري بأنَّا

شتيتينَ نصبحُ تحتَ القمرْ؟!

فقد أوجرَ البينُ قلبًا

تعلَّقَ بالحبِّ والأمنياتْ

وماذا هوَ الشعرُ إنْ لم يكنْ

زلازلَ تضربُ أو ذكرياتْ؟

فأذكرُ – هل تذكرينَ- العجوزَ الذي كانَ يأتي إلينا

ينادي: أبيعُ لكم ما رغبتمْ

ففي الكيسِ أحملُ طاقاتِ وردٍ وفُلٍّ

وأحملُ شَعرَ البناتْ[3]

وكنتُ كأولادِ حاراتنا

أغارُ إذا مرَّ إسمُ البناتْ

وأخجلُ لو مرَّ صوتُ البناتْ

فأوَّلُ وجهٍ إلى الذِّهنِ يقفزُ وجهُكِ أنتِ

وأوَّل صوتٍ تناهى لسمعي

وأوَّلُ خطرةِ شعرٍ رُزئتُ بها

أو خضعتُ امتثالا

لأمرٍ.. إلى حدِّ أنِّي فصدتُ دمي "كرنفالا"

وما زالَ دمعي

إلى الآنَ يهمي

وصوتُ العجوزِ يُغنِّي لشعرِ البناتْ

ويختالُ في نشوةِ الأُغنياتْ:

"لأينَ أُوَلِّي مع الوردِ هذا

وفي أيِّ بيتٍ صغيرٍ أباتْ؟"

فتنثالُ من كلِّ حدبٍ علينا

ومن كلِّ صوبٍ دواعي السُّرورْ

مزيجٌ من الحزنِ والتَّوقِ فينا... وفينا تثُورْ

نوازعُ شتَّى...

فنغرقُ في نوبةِ الذِّكرياتْ

وكنَّا من الصُّبحِ حتى الظهيرهْ

نسحُّ الدموعَ الأثيرهْ

ويبقى العجوزُ يغنِّي ويهزجُ بالأغنياتْ:

"لأينَ أولِّي مع الوردِ هذا

وفي أيِّ بيتٍ صغيرٍ أباتْ؟"

فإنِّي عجوزٌ وأسعى لرزقي

وأرفضُ ما جاءَ من أُعطياتْ

وكنَّا نقهقهُ نحنُ الصِّغارُ

نلُصُّ المباهجَ قبلَ الفواتْ

فليتَ الطفولةَ تبقى طويلاً

وليتَ الحياةَ ستبقى الحياةْ

 



[1] وادي العين : مدرسة الشاعر الابتدائية.

[2] المرسم الصغير: برنامج تلفزيوني عراقي خاص بالأطفال يعرض منذ أكثر من عقدين، وقد شارك الشاعر في طفولته في أحد مهرجانات البرنامج.

[3] شعر البنات: نوع من الحلوى الشعبية، وبائعها غالبًا ما يتجوَّل بين أزقة الأحياء البغدادية وهو يحملها في كيسٍ على ظهره وينادي بها.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • التابوت (قصيدة تفعيلة)
  • انزعي عينيك مني ( قصيدة تفعيلة )
  • صرخة هادئة ( قصيدة تفعيلة )
  • الآن أنهيت السفر (قصيدة تفعيلة)
  • الوصية والأجيال (قصيدة تفعيلة)

مختارات من الشبكة

  • العين بالعين ( قصيدة )(مقالة - حضارة الكلمة)
  • العين حق: قصة إصابة سهل بن حنيف بالعين (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • احذروا العين فإن العين حق(مقالة - آفاق الشريعة)
  • عين ثالثة لم يفصح عنها الإمام الشافعي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • قرة عيني(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تأثير العين وكلام العلماء في حقيقتها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • لطائف لغوية في قوله تعالى: {والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن}(مقالة - حضارة الكلمة)
  • تفسير آية: (وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين ...)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • طفلي لا يضع عينه في عيني(استشارة - الاستشارات)
  • عيون العين في الأربعين(مخطوط - مكتبة الألوكة)

 


تعليقات الزوار
2- تكريم
مروان عدنان - العراق 09-04-2015 10:49 PM

بعد سنوات من الكتابة - أو بالأحرى - محاولات في سبيل الوصول إلى روح الشعر كانت قصيدة وادي العين أوّل قصيدة تقرّبني من تلك الروح النّائية .. وها أنا أرى أثرها في قلم الأستاذ ثائر المشكور وقلبه فكان هذا أهم تكريم للقصيدة .
سلمت أستاذ ثائر وأشكرك على جهدك في كتابة هذه الصفحات النقدية الرائعة

1- قراءة نقدية
ثائر عبد العباس المشكور - العراق 07-04-2015 05:55 PM

القراءة النقدية
هذه القصيدة ...أراها بوابة لمدينة فخمة ندخلها مع أول بيتين منها ثم نضيع في دهاليزها بحثاً عن مخرج .. ثم نعشق المكان فلا تتمنى الخروج منه..
بحرف باذخ يجيد الشاعر الشاب مروان عدنان صياغة كلمات قصيدته بجمال مختلف .. لقد أثار الإيقاع والمعنى بهذه القصيدة في روحي مشاعر شتى .. لا بل هزني كما يـُمسك أحدهم بتلابيب الآخر ويهزه..
أعلم أن التعليق على الجمَال .. مجرّد عبث خائب لا يليق بهِ ... إلا أنني أضيع في القرار .. هل الروعة في اصطفاف الحرف أم في النسق .. أم في المعاني المغرقة .. أم أنه ذاك المزيج اللذيذ الذي نتج من اندماج الروح في تلك المعاني وذلك الإحساس.. أم منها جميعا.
في عنوان القصيدة ( وادي العين ) ما يدل عليها ويشي بالكثير من مضامينها. ويمكن للناقد أن يستخلص نتائج جيدة من قراءاته لها ، ليرى ما في أبعادها من قيم حداثوية، أمكن للشاعر أن يقولها في قصيدة وجدانية ومن هنا فقراءتي للقصيدة ستكون مختلفة بل ومتحيزة للشاعر خصوصا وانني شهدت بداياته الشعرية وتمسكت بتشجيعه على طول الطريق .
عندما يصل مبدع ما إلى القمة .. فإنه إما أن يحافظ عليها أو أن يهوي .... لكن مروان كان يخلق لنفسه قمما جديدة ولم يتعب يوما أو يتوانى من ارتقائها.
يقول أحد النقاد ((في رؤيتنا الخاصة لأي نص نقرأه ثمة نص يختفي وراءه، لا يظهر منه شيئا للقراءة، ولكنه ظله الذي لن يفارقه، وقراءة الظل تكون دائماً باستدعاء مرآة لترى ما خلف الصورة، قد لا نقف طويلا عند النص الملغي، ولكن لا يمكن إلغاءه كليا من التأثير على بنية القصيدة)) .
ولذا علينا أن نبحث عن النص الملغي بهذه القصيدة وسنجد أن كل صورة شعرية في بيت شعري تخفي ورائها صورة شعرية أخرى، أقول ذلك وأنا أتذكر ما يقوله أحد الأدباء :
(( أن الشعر هو جوهر لعلاقات متشكلة بألفاظ وصور، فالقصيدة مجموعة أحاسيس سابقة قسم منها متشكل في اللاوعي.وقسم آخر يتشكل بالقراءة. بمعنى أن أية صورة شعرية لم تكن وليدة لفظها المعلن في القصيدة لوحده، بل هي نتاج تاريخ سري من العلاقات ظهر بصور شتى من التعابير)) ... فيما يختصر شاعرنا ذلك ببيتين يقول فيهما:
وماذا هوَ الشعرُ إنْ لم يكنْ
زلازلَ تضربُ أو ذكرياتْ؟
ومن بين الصور المتنوعه المعلنة في هذه القصيدة.. صورة الصف الدراسي الذي عاشه الشاعر :
وهلْ "ستُّنا" لم تزلْ
- أظنُّكِ تدرين عنها الكثيرَ –
تقولُ إذا ما استدارتْ إلى اللوحِ : إنِّي أراكمْ؟
.
.
.
إلى أنْ سُئلنا عن الشِّعرِ.. أذكرُ أنِّي خفضتْ
وهم يرفعون الأصابعَ جمعًا
وأطرقتُ عنهم أراجعُ حزني
وأمخرُ رغمَ الطُّفولةِ بحرَ المواجعْ
كأنَّ القصائدَ تأتي إلينا برفعِ الأصابعْ
وترحلُ عنَّا بخفضِ الأصابعْ!
وهي إشارة إلى تملك روح الشعر في قلبه وهو يستنكر السؤال عن موهبة الشعر بهذه الطريقة البليدة وأن مواجع الإحساس بالتفرد وامتلاك الموهبة التي كانت تتملك قلبه الصغير جعلته يحس بالغربة مرتين ... مرة بالاختلاف عن من هم بعمره من رفاقه وزملائه في الدراسة بالإحساس بالانتماء إلى عالم آخر مليء باهتمامات تختلف عن اهتماماتهم ومرة أخرى بتنامي ذلك الشعور المبكر بالعاطفة الصادقة البكر في روحه .
لقد وقفت طويلا أمام الصورة الشعرية المتعلقة ببائع شعر البنات في النص الآتي:
فأذكرُ – هل تذكرينَ- العجوزَ الذي كانَ يأتي إلينا
ينادي: أبيعُ لكم ما رغبتمْ
ففي الكيسِ أحملُ طاقاتِ وردٍ وفُلٍّ
وأحملُ شَعرَ البناتْ
وكنتُ كأولادِ حاراتنا
أغارُ إذا مرَّ إسمُ البناتْ
وأخجلُ لو مرَّ صوتُ البناتْ
حيث يرسم لنا تلك الصورة الغائرة في أذهان كل شاب عن بدايات خفقات قلبه نحو فتاته الأولى وما تفرضه قيم المجتمع من تحفظ في الإفصاح عن تلك المشاعر بشكل صريح .
ومن أحلى الصور الشعرية التي جعلتني أقف مذهولا ما أورده الشاعر في النص الآتي وهو يطوع الانشودة الشعبية التي يترنم بها بائع شعر البنات (( شعر بنات .. شعر بنات ... وين اولي ووين ابات ... ابات بالدربونه ...)) ليعيد صياغتها بلغة شعرية سليمة دون أن يفقدها عذرية وجودها في ذاكرتنا .
وما زالَ دمعي
إلى الآنَ يهمي
وصوتُ العجوزِ يُغنِّي لشعرِ البناتْ
ويختالُ في نشوةِ الأُغنياتْ:
"لأينَ أُوَلِّي مع الوردِ هذا
وفي أيِّ بيتٍ صغيرٍ أباتْ؟"
.
.
.
ويبقى العجوزُ يغنِّي ويهزجُ بالأغنياتْ:
"لأينَ أولِّي مع الوردِ هذا
وفي أيِّ بيتٍ صغيرٍ أباتْ؟"
فإنِّي عجوزٌ وأسعى لرزقي
وأرفضُ ما جاءَ من أُعطياتْ
من أهم ما تتميز به القصيدة هذه الثيمة المكانية لتوزيع القصيدة والتي تسهل لنا عملية تركيب مشاهدها كأننا في مسرح واقعي / خيالي ولكن أدواته ليست عرائس بل شخصيات حقيقية عاش معها الشاعر ودقت مسامير ذكرياتها في خشبة ذاكرته بعمق .
ثمة خيوط ممتدة من عنوان القصيدة ( وادي العين ) اسم مدرسته ،حيث إنها هي البؤرة المكانية للقصيدة، ومنها تنطلق وإليها تعود الأفعال.
أحد هذه الخيوط يشرح لنا قصة حب عذري نما في تلك البؤرة المكانية حيث يورد ارق المعاني في افتتاحية قصيدته وكانه يأبى إلا أن يبدأها بأسلوب الشعر العربي الذي لا يبدأ إلا بالغزل والتشبيب .
ككلِّ الزهورِ التي أسلمَتْ عطرها للمساءْ
وكلِّ النجومِ التي تحتها يُستلذُّ اللقاءْ
أحبُّكِ كنتُ ولكنَّ وعدًا...
قطعناهُ ضاعَ، وضاعَ الرجاءْ.
أحبكِ كنتُ ككلِّ العيونِ التي اغرورقتْ
بصدقٍ أحبُّكِ كالأبرياءْ
وكالطفلِ في فسحةٍ في طليقِ الهواءْ
يكركرُ... يعدو..
ويقفزُ للشَّمسِ يلمسُ هُدبَ الضياءْ
تعلَّمَ للتَّوِّ ينسى ليفرحْ
وينسى ليمرحَ دونَ التَّذكُّرْ
ويختالُ مثلَ الخيولِ الرَّشيقهْ
والخيط الآخر يضع لنا علامات كانت سائدة زمن الطفولة منها مرسمَ (خالدَ جبرَ) وهو كما اوضح في هوامش القصيدة برنامج تلفزيوني عراقي خاص بالأطفال لا زال يعرض منذ أكثر من عقدين، وقد شارك الشاعر في طفولته في أحد مهرجاناته.
وما كان يتم في المدارس من تقليد لاختيار أحد الطلاب ليكون (الطالب القدوة) وما يصاحب ذلك من اختلاجات في النفس البشرية المجبولة بالمشاعر المختلطة التي لا يدرك عقله كنهها .
وهلْ تذكرينَ أناشيدَ درسِ النَّشيدْ
ومرسمَ (خالدَ جبرَ) الصَّغيرْ؟
.
.
.
فيا قدوةَ الصَّفِّ هل تذكرينَ الوصيفْ؟
وهل تعرفين القلوبَ التي نالَها
من الحزنِ والجدْبِ ما نالَ أرضَ الخريفْ؟
وفي الختام لا بد من الإشارة إلى أن لهذه القصيدة بناء كلاسيكيّ نادرٌ. كلاسيكيٌّ لأنَّ البناء فيه يحتّمُ ربطاً عضوياً بين الأبيات، فلا يأتي بيتٌ بدون تحفيز مسبّق من البيت الذي يسبقه، أوبلا تهيئة له ، وهو ما اعتدناه في البناء الكلاسيكيّ . ونادرٌ لأنَّ الشعر الحديث قد لا يتطلّبُ صرامةً ودقّةً كاللتين تتحكمان بهذه القصيدة .
لدينا هنا علامتان على البناء الصارم للقصيدة، وعلى نموّ الفعل الدراميّ فيها شيئاً فشيئاً .. العلامة الاولى هي استخدامه لمفردات جزله للغاية لم يعد احد من شعراء هذا الجيل يستخدمها منها :
• الزهورِ التي أسلمَتْ عطرها للمساءْ
• ويقفزُ للشَّمسِ يلمسُ هُدبَ الضياءْ
• القلوبَ التي نالَها من الحزنِ والجدْبِ ما نالَ أرضَ الخريفْ؟
• وأمخرُ رغمَ الطُّفولةِ بحرَ المواجعْ
• فقد أوجرَ البينُ قلبًا ... تعلَّقَ بالحبِّ والأمنياتْ
• وأوَّلُ خطرةِ شعرٍ رُزئتُ بها
• إلى حدِّ أنِّي فصدتُ دمي "كرنفالا"
• وما زالَ دمعي إلى الآنَ يهمي
والعلامة الثانية هي حين تكون القصيدة قد شارفت على نهايتها ، بل حتى تكون قد انتهت فعلياً ، لكن الشاعر شاء أن يجعل لها نهاية أخرى بتساؤل كبير: جعل فيه الفعل الماضي فعلاً غير متحقق ، بينما يكون الفعل المضارع حامل سين الاستقبال .
فليتَ الطفولةَ تبقى طويلاً
وليتَ الحياةَ ستبقى الحياةْ
ما حاولت أن أفعله بمقالتي هذه هو تسليط انوار كشافة على قصيدة لشاعر شاب أرى أنه سوف يكون له شأن كبير في الشعر المعاصر . وما حاولت أن أفعله هنا هو أن أحبِّبَ للقراء هذا النمط الجميل المحبب من الشعر ، وأن نعرف جميعاً بأنَّ كتابة الشعر الحديث لا تعني في أية حال من الأحوال، القفزعلى الموروث المعرفيّ والجماليّ للفنّ الشعريّ.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 29/11/1446هـ - الساعة: 21:31
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب