• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    الإنذار المبكر من التقاعد المبكر
    هشام محمد سعيد قربان
  •  
    دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة العملية ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة
علامة باركود

سارة (قصة قصيرة)

سارة
أمنية محمد السيد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 31/12/2011 ميلادي - 5/2/1433 هجري

الزيارات: 13042

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سـارة

(مادة مرشحة للفوز بمسابقة كاتب الألوكةالثانية)

 

صكَّت الكلمات أذنَيْها من خلف الباب الخشبيِّ المزخرف؛ فقد أَذِن لها أن تُنصت للحديث، لكن من وراء حجاب، لا، لا يمكن أن نَقْبل بهؤلاء معنا، إنَّهم ليسوا من المجموعة التي نعرف، استرقت النَّظر لزوجها، وخافِقُها يضرب بشدَّة، وعيناها متسمِّرتان بملامح أبي عمَّارٍ زوجها، هي تعرف شدته في الحقِّ على لِين طبعه، خافَتْ أن ينفعل، على الجانب الآخر صمتَ أبو عمَّار، ولَم يحرِّك ساكنًا، ولو أنَّ عروقَه التي انتفضَتْ تحت جلدِه حتَّى برزَتْ داكنة، وتحول لون وجهه يُنبئان بما عليه حاله الآن!

 

نطَقَ في صبر: كيف ليسوا معنا؟ وليسوا منَّا؟ أوَليس أسهَموا بواجبهم، وألقوا بدلوهم، وتحمَّلوا من العنَت كما نتحمَّل؟ كيف الآن تريد أن تُقْصيهم؟ اشتعلَتْ عينا صقر، وهو يُحَرِّك كلتا يديه بعصبيَّة، ويصيح منفعلاً: لا تجادل؛ فالأمر محسُوم! أرسلت هي الخادمَ ليدورَ عليهم بالشاي من جديدٍ؛ عساهم يهدؤون، انصرفوا مباشرةً بعد ذلك.

 

طارت إليه، مسحَتْ رأسه وهو ما زال على جلستِه: بالله عليك، هوِّن عليك أبا عمَّار.

 

أجَاب متحاملاً: كل شيء في وقتهِ يا سارة، كلُّ شيء في وقته.

 

في اليوم التالي كانت الصُّحف تحكي نبأَ انشقاق البعض عن الكلِّ في مجموعة عمل المشروع، وكذَّب البعضُ الخبر، فيما اعتبره آخرون مغلوطًا؛ فهم قد تم رفضُهم من بعض القيادات فيه عمدًا، ولَم ينشقُّوا! ورأى بعضُ الكبارِ ذلك تدخُّلاً في شؤون شخصيَّة، ونباح كلاب لن يمنع القافلة عن المسير.

 

نأى أبو عمَّار بنفسِه من ذلك كلِّه؛ أغلقَ بابَه في وجه ما اعتقدَه فتنة، وصدَّ أذنَيْه عمَّن نعتَه بالضعيف أو العاجز أو الكَسُول الخمول؛ حتَّى عن هؤلاء الَّذين يرَوْن فيه بطلاً؛ أغلق الباب وكفى، فقط لمروان ومحمد؛ تلميذه وزميله، حتى يظلَّ هناك خيطٌ يربطه بالناس، فإنْ جَدَّ في الأمر جديدٌ يستدعي تدخُّلَه، فلن يتأخر، هكذا قال لهما.

 

مروان بحسِّه الرَّفيع المهذب وإن لم يَخْلُ من انفعالٍ وحماسة: وكيف تقول هذا يا أستاذي، والأمر فعلاً يتطلَّبك الآن، ولا تتدخل؟!

 

- بل القوم الآن في فورتهم وزهوتهم، فلن يستمعوا لصوتِ العقل؛ فإنْ واجهتَهم ستكون فتنةً كنارٍ في الهشيم!

 

- أوَتتركهم وما هم فيه؟ سيُحاسبك الله!

 

أبو عمَّار: إنا لله؛ أنت لا تضبط لسانك، وأنت لا تملك شيئًا يا مروان، فكيف تطلب منهم أن يَضْبطوا أنفسهم ويُلزِموها الحقَّ ويكفُّوا أيديهم؛ وقد دانَتْ لهم الدنيا بعد طول الصَّبْر والانتظار؟ اصبر؛ فإنَّ لكلِّ أوَّل آخِرًا، ولكل فترةٍ شرَّة، وإنَّ النفوسَ الطيبةَ ما تلبث أن تهتدي بنور ربِّها، أمَا وعيتَ ﴿ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ ﴾ [الفرقان: 20].

 

تدخَّل محمد: وما الردُّ على أقوالهم الصعبة؟ أمَا سمعت قولهم فيك: إنَّك لتَسْلك مسالك بعض المشايخ في مُهادنتهم الحكَّام، وإنَّك لتبتعد حتى تستطيع ملك عصاتك من نصفها؟ فإذا ما وافقَت الحكومة الجديدة على المشروع أقبَلْت؛ وإلاَّ فأنت أخذتَ حذرك من قَبْل، وبعدت عن الصَّخب والمشاكل؟

 

أبو عمَّار: بل إنِّي أتّبِعُ محمَّدًا - صلَّى الله عليه وسلَّم - حين قال في أوَّل زمان الدعوة: ((صبرًا آل ياسر))، ولم يَزِد عن ذلك، هل رأيته مدَّ يديه للحبال يقطعها ويفلتهم؟ أو كمثلِ نبيِّ اللهِ لوطٍ حين قال لقومه: ﴿ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ ﴾ [هود: 80]، غير أنَّ قومي ليسوا ككُفَّار قريش، ولا كقومِ لوط، هم فقط في غمرةٍ ساهون، وسيَرْجعون من قريبٍ أو بعيد، إن شاء الله سيَفِيئون.

 

مروان: بعد خرابها!

 

محمد: عسى ربُّنا أن يرحمَنا.

 

أبو عمَّار: إن ربِّي لطيف لما يشاء.

 

انبسطَتْ أسارير سارة في مخدَعِها، وهو يروي لها عن تفاصيل اللِّقاء؛ فليس بغريبٍ عنها شجاعةُ مواقفِه وعدله، وإنْ كانت توجَّسَت خِيفة؛ فهو يكلِّف نفسه ما لا يُطيق، تحسَّسَت وعاء الحنَّةِ خاصتها، لقد نَفِدَت، آه، ليس من سبيلٍ لأسأله شيئًا الآن، انتظرَتْ حتى ظَنَّتْ أنه غطَّ في نومه، وقامت وفي سريرتها عزمٌ على أمرٍ ما.

 

أرسلَت الغلامَ ميسرة يشتري لها الحناء، سألَها الفتى وقد ثنى كُمَّه وهو يُرسِلُ يده في الوعاء الفارغ، كأنَّما ليتأكَّد أن لا شيء هناك: لماذا تطلبينها الآن؟

 

ثُمَّ تَهَلَّلَ وجههُ الطفُولي وهو يسألُ: هل سيأتيكِ ضيوف؟

 

أعجبها ذكاؤه الفطري، وفهمَتْ أنه استوحش الهدايا، فوعدَتْه بواحدة إن عاد سريعًا.

 

في الدَّاخلِ نادى زوجُها، فخفت إليه: أنْ نعم، كانَ يشكو الحُمَّى وقطرات من عرقٍ تغطِّي جبَهتَه، انقبض فُؤادها وشدَّت على يده، حاولَتْ أن تعطيه بعض المسكِّنات، فهزَّ رأسه رافضًا ومتألِّمًا، نهضت للطِّيب المكيّ الذي يحبُّه، ويُحضره معه كلما حجَّ أو اعتمر؛ ولا يوصي بغيره أيًّا من أصدقائه، فطيَّبَتْ له الوسادةَ والدِّثار؛ لتَسُرَّه، وتطرد عنه الوهن، جذَب يدها فأدناها منه، فاقتربت، سكتَ برهة كأنما يجمع نفسه؛ ثم قال: اسمعي يا سارة: أريدك أن تجهِّزي نفسكِ؛ فهذه الأيام أنا في فراغٍ وأريد أن نستغلَّها في إجازة، سنُسافر للبلدة حيث نقضي الشِّتاء، بعض مُساعدِيَّ هناك فعلاً الآن، سأُخبِرهم فيجهِّزوا لنا المكان.

 

- لكِنَّك مريض! قالتها وهي مشفقة.

 

فردَّ عليها: وعلاجي ليس هنا، هناك في السفر، ما إن يستقر أمري، ويصفو ذهني حتَّى أعاودَ بحثَ المشروعِ، وسبلَ إرضاءِ الجميع، وحينها سيغادرني كلُّ تعب وسقم.

 

وقبل أن تنطِق هزَّ رأسه قائلاً: أعرف.

 

دهِشت: ماذا تعرف؟

أجاب: تريدين أن تستضيفي أمَّ محاسن وصاحباتها قبل السفر، وأوافقكِ في هذا.

 

اتَّسعَتْ عيناها عجبًا وإعجابًا، وقالت وقد تهدَّجَ صوتها وفارقها القلق: كيف عرفت؟

 

قهقه رغم الحُمَّى: يا سارة، أتحسبين المرض غيَّب عقلي؟ لقد سمعتُكِ ترسلين ميسرة في حاجتكِ، وقد علمتُ أنكِ ما كنت تُعجِّلين بالطلب قبل أن آتيك به إلاَّ لسبب، وما أراكِ إلاَّ ترغبين في دعوة أمِّ محاسن زوجة صقر؛ لتشرحي لها وجهة نظرنا وما نَعْلمه من أمورٍ فنيَّة واجتماعية قد تؤثِّر سلبًا في مسار المشروع، وأنت تعلمين حبَّها لِمَا تستخدمينه من زينةٍ وحناء وطيب، فانتويتِ أن تُهاديها من ذلك.

 

فرطَتْ عقصة شعرها وهي تبتسم في انشراح: نعم؛ أشهد لقد بذلَ الفريق كاملاً جهدًا مضنيًا حتى دنَت القطاف، فليس من العدل إقصاءُ البعض الآن، كما أنِّي لن أقف مكتوفةَ الأيدي وأنا أرى وأستشعر ألَمَك.

 

قال لها وعيناه تغيبان في نعاس: قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((استَعِن بالله ولا تعجز))، تصبحين على تفاؤل.

 

في الصَّباح؛ بدا البيتُ كخليَّة النَّحل، فقد استدعَتْ سارة أختَها، وجارتها؛ لتساعداها في إنجاز مهامِّ الضيافة؛ استعدادًا لاستقبال زوجة صقر التي أبلغَتْ ربَّة الدار بإيجابها للدَّعوة، وبعضًا ممن معها.

 

وفي المقابل اجتمع مروان مع أستاذه أبي عمَّار في المكتب، وأحضر معه عاملاً لحمل كتب أستاذه وأمتعته هو وزوجه إلى حيثُ وِجْهتُهما، حتَّى يقضي الله أمرًا، كان "مروان" راغبًا كلَّ الرغبة في مرافقة أستاذه، تطوف برأسه الكلمات وتطوف، ثم تعود فتبتلعها نفسه في صمت، يفكِّر في الإفصاح عمَّا يريد، ولكنه يرجع ويُحْجِم.

 

قرَّر أخيرًا الاشتمالَ بالجَلَدِ، والركونَ إلى الصَّبر؛ فالعِبْء عليه هنا، والمسْؤولية موكلة له؛ حيث عليه أن يرد نيابة عن قدوته لكلِّ سائل، ولا يدع فرصة لألسِنَة وألاعيب المرجفين، فيَنالوا من ثقة الناس في مشروعه البنَّاء.

 

أكبَرَ فيه أبو عمَّار مروءته، وترك له نسخةً من مفاتيح بيته؛ إمعانًا منه في إظهار مكانته، وبينما كان الحديثُ متصلاً بينهما، فوجئ الجميع بطرقات عنيفة تهزُّ الباب الخارجي للمَنْزل مصحوبةً بصياح، فزِعَت سارة ومن معها، وأسرع أبو عمار ومروان، وتابعَهما للردهة المؤدِّية للخارج دفعةً واحدة.

 

فتَحوا الباب في نفس اللحظة التي كاد أن يسقط فيها تحتَ وطأةِ الدَّق والطَّرْق، تفاجَؤوا بقواتٍ من الأمنِ تدلفُ للداخلِ في كاملِ عدتهم وجاهزيتهم.

 

- خير إن شاء الله؟

 

نطق بها أبو عمَّار، وقد وقف أمامه تلميذُه مدافعًا، ولكن هيهات أن تمنع كفَّانِ وأربع كلَّ هذه الأيدي التي انتشرَتْ في البيتِ في لحظة، ثم - وقبل أن يستوعبوا الموقف - دخلَ صوتُ زغاريد وصيحاتٍ نسائيَّة ماجنة؛ تلَتْه أمُّ محاسن وبعضُ نسوة معها..

 

- أهكذا إذًا؟

 

صاحت سارة، وقد فرغ صبرها، ونَفِدَت قدرتها على التحمُّل، وبلغ الغيظ من نفسها مبلغَه.

 

أبو عمار هادئًا: ماذا هناك؟

 

أم محاسن: هناك؟ انكَشفتَ أيها الأستاذ الكبير، وانكشف زيفُك.

 

مروان: بل دنسك ومَن خلفك، وخِستكم وريحكم الخبيثة طارَتْ بكم إلى حيثُ الرُّموزُ الطاهرة، تجترئون عليها.

 

أنهى الضابطُ الموقفَ بأنْ أمرَ عسكره باعتقال أبي عمَّار ومن معه من الرِّجالِ، وترك النسَّاء، والتحفُّظ على أمتعتهِ وكُتبهِ بوصفها دليلاً على نيَّته الهرب، وزوجها يَنْزل معتقَلاً أمامها، وهي تترفَّعُ فتتمالك نفسَها؛ حتى لا تفيض عبراتُها أمامهم.

 

قالت سارة: أهكذا تردِّين المعروف؟ وأنا مَن دعوتُكِ إعزازًا وتكريمًا؛ لنتفاهم على نفس الطاولة التي طالَما سمرتِ حولها معي؟ وجَهَّزْتُ لكِ الحناء والطِّيب المكيَّ الذي تحبينه وأحبُّه؟

 

أم محاسن ساخرةً: وما حاجتي إلى زينتكِ وطاولتكِ، وقريبًا سيصير كلُّ داركِ ملكي؟ وما حاجتي إلى طيبِ زوجكِ النفيس وسيَرِثُ زوجي كلَّ أموال زوجكِ حيًّا؟!

 

كان مروان يريد أن ينفلت فيضرب تلك الفاجرة؛ لكن ثبات أستاذه وسكينته - وكأنَّما الموقف لا يخصُّه - سَمَّرَتا أقدامه؛ وكمَّمت فمه.

 

فنطق الأستاذ: أو تأخذون كتبي أيضًا؟

 

ردَّ الضابط وفي عينيه الإصرارُ: أنْ نعم.

 

فطلب أبو عمّار أن تختار زوجه كتابًا ليؤنسها في غيابه، وافقَ الضَّابط على مضض منه، وغضبٍ من أمِّ محاسن، نظرَتْ سارة في عينَيْ زوجها تبحث فيهما عن إجابةٍ وأمان، ثم ردَّت بصرها نحو الكتب لَمَّا لَم تجد منه ردًّا، فاختارت في استسلامٍ آخِرَ كتاب كان بين يدَيْهما معًا؛ ليكون معها مؤنسًا في غيابه يهوِّن عليها الفراقَ غيرَ المنتظر.

 

بعد رحيل الجميع، خلَتْ لنفسها وبكت عميقًا، حتَّى كادت أنفاسها أن تُزهق، ثم لم تجد إلاَّ أن تتحسَّس الكتاب الأخير بينهما وتفتحه، فإذا بها تجد مطويَّةً مُعَنونة باسْمِها:

 

فإذا كنتِ تقرَئين خِطابي هذا الآن؛ فهَذا يَعني أنَّ قدرَ الله قد نَفذَ باعتقالي، فاسْكُني ولا تَجْزعي، ولْتَعلَمي أنَّ ما أصابنا لم يكُن لِيُخطئنا، وما أخطأنا لم يكن ليصيبنا، وأنَّ كل شيءٍ عنده بمقدار، لا يجلِّيه لوقته إلاَّ هو سبحانه، وأن النيَّات السليمة تعلو وتربو ما شَاء الله لها أنْ تصل؛ حتى ترفعَ العمل لأعنان السمَاء، فأسأل الله أن يتسَلَّم منا قلوبنا نقيةً سليمة، وإنِّي لأَثِق في عدالةِ ربِّي في الدُّنيا قبل الآخرةِ، وأوصيكِ أن تَلزمي بيتكِ كريمةً مستورة، فلا تَخرُجي منه، فإن حُصرتِ فيه فأنتِ بطَلتُه، وإن مِتِّ فيه فأنتِ شهيدة، وإنِّي عنكِ راضٍ، وإليكِ راجع؛ فإن لَم يكن في الدنيا فرجائي في جنَّات عرضها السماوات واسع، فاطمئنِّي لِحُكمهِ وحِكْمتهِ، والحمد لله أستغفرهُ وأتوبُ إليه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • سالم (قصة قصيرة)

مختارات من الشبكة

  • مسرحية أنواع الفعل المعتل(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الخامل والعمة سارة (قصة)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • قصة إبراهيم وسارة مع الجبار (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • كيف سارت عملية توزيع غنائم غزوة الطائف؟(مقالة - موقع د. محمد منير الجنباز)
  • سؤالات المحدثين وقيمتها العلمية لسارة العتيبي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • بشرى سارة بشروط!(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من يفك أسر سلوى وسارة الرهينتين في القفص الإسرائيلي؟(مقالة - المسلمون في العالم)
  • إسماعيل عليه السلام(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • قصة إسماعيل عليه السلام (للأطفال)(مقالة - موقع أ. د. عبدالحليم عويس)
  • قبسات من تفسير القرآن (2)(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
4- قلم من ذهب
تمام البدر 08-01-2012 11:32 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

ماشاء الله تبارك الله ..

قصة جميلة تحوي الفكرة والرقي ..أدب اسلامي نحتاجه في وقتنا هذا ..

أسلوب سلس ومع ذلك يجعلك وأنت تقرأ كل سطر تلاحق السطر الذي يليه لتلاحق الأحداث ..

مع أنها قصيرة لكن لقصة تحتاج لنفس طويل حتى نصل للنهاية .. وإن كانت النهاية بالنسبة لي شعرت أنها بداية لحياة أخرى لسارة لكن بشكل جديد مع الصبر والانتظار ..

قلم من ذهب ..

تمام البدر..

3- ردود
أمنية محمد السيد - مصر 08-01-2012 02:46 PM

الكريمة راجية المغفرة :
أصبتِ هدفي بارك الله فيكِ ؛ كتبتها لكِ ولكل سارة، ونيابة عن أبي عمار وكل رجل في محلِّه ، اللهم زَوِّجكِ شيخًا تنجبي له جيشًا؛وبنات المسلمين اللهم آمين والحمدلله رب العالمين ،،

الفاضل شعبان المنفلوطي :
أشكرك كثيرًأ لمداخلتك الفنية القيّمة ؛ وأعود للردِ عليها إن شاء الله بعد النتيجة النهائية ،احترامًا للجنة التحكيم ، غير أني أقول؛ أن الترشح للفوز في حد ذاته يكفيني ويرضيني ، مجددًا شكر الله لك والحمدلله ،،
أمنية السيد،،

2- سارة بين متعة القص وجماليات السرد
شعبان المنفلوطى - مصر 07-01-2012 07:33 PM

من أروع القصص التى تشارك فى المسابقة حيث تمتلك الكاتبة أدواتها جيدا وبرعت فى جملة البداية (صكَّت الكلمات أذنَيْها من خلف الباب الخشبيِّ المزخرف) بجمل قصصية سريعة لاهثة لا تخلو من المتعة الفنية فى الصور التى تعرضت لها ووصفها لغضب الزوج واستخدمت التناص بشل رائع لكن عمدت إلى الخبرية فى نهاية القصة وإلى الوعظ والارشاد بشكل مباشر وأوصيكِ أن تَلزمي بيتكِ كريمةً مستورة، فلا تَخرُجي منه، فإن حُصرتِ فيه فأنتِ بطَلتُه، وإن مِتِّ فيه فأنتِ شهيدة، وإنِّي عنكِ راضٍ، وإليكِ راجع؛ فإن لَم يكن في الدنيا فرجائي في جنَّات عرضها السماوات واسع، فاطمئنِّي لِحُكمهِ وحِكْمتهِ، والحمد لله أستغفرهُ وأتوبُ إليه. هذا الوعظ أفقد القصة نهايتها الجمالية وكنت أميل إلى أن تتمكن الكاتبة من وضع نهاية للقصة تحمل نفس المضمون ولكن بشكل فنى ...)
قصة رائعة وأتمنى لها التوفيق

1- جميلة هى سارة
راجيه المغفره - مصر 01-01-2012 05:11 PM

أشعر بأنى سارة على الرغم من أني لم أقابل أبوعمار حتى الآن

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب