• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    المحطة الحادية عشرة: المبادرة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة
علامة باركود

ساكنة الحنايا

أم حسان الحلو

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 31/3/2010 ميلادي - 15/4/1431 هجري

الزيارات: 6329

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أمسي الذي كان غدي (1)

ساكنة الحنايا

 

على عتبة باب بيتها وقفْتُ، ولمواقع قدميها تأملْت، وعلى آثار خطوها مشيْت، ومن ثمار غراسها قطفْت، وتحت ظلال عريشها جلسْت، ومن كأسها شربت وشربت، فما ارتويت.

 

لا أدري، أأفخر بـ"أم ضياء" وأعتز؟ أم أرثي لحالها وحال مثيلاتها؟ فقد قضتْ جلَّ عمرها المديد في زمان ومكانٍ كان الشائعُ فيهما هو إقصاءَ المرأة عن الحياة؛ ظنًّا من المجتمع - وإنَّ بعض الظن إثم - أن دور المرأة لا يعدو تفريخَ الأجيال، ولا بأس من فُتات علمٍ يقدَّم على أغصانٍ جافة؛ كي يسمح لها بقراءة كتاب الله - تعالى - بصورة لا تتجاوز أبدًا حالَ متفوقي أطفال الروضة! فذاك هو السقف الأعلى المسموح به، وإن تجاوزتْه أيةُ امرأة يُخشى عليها أن تتعلم كتابة الرسائل؛ فتلج حِمى الحرام بإجماع أهل بلدتها في ذاك الزمان!

 

أما إن تجرَّأتْ إحداهن قائلة: إن سيدتَنا الحصان الرَّزان السيدة عائشة - رضي الله عنها - كانتْ أعلمَ أهلِ زمانها، كان على المتحدِّثة عندها أن تُمسك قرطَها؛ قبل أن يتطاير لشدة اللطمة "الإقناعية" المتوقَّعة من يد أبٍ، أو عم، أو خال، أو ابن عم، وهذا الأخير كان يتمتَّع بحقوق شتَّى، لا تعرفها إلا المجتمعاتُ الغارقة في بحار ظلمات جهل العادات المنافرة لهدي النبوة، الذي جعل طلب العلم فريضة للذكر والأنثى.


"أم ضياء" كانتْ تخنقها الضغوطُ، فتأبى أن تموت؛ بل كانت تخرج من كل أزمة أشدَّ صلابة وبأسًا؛ إذ كانت تتمتع بشخصيةٍ قوية، وذكاء حادٍّ، وتمتلك عينين لامعتين، حادتي النظر، قويتي الأثر؛ إذ يكفي من حولها التفاتةٌ ونظرة؛ ليسكن أكثر من متحرك، ويتحرك أكثر من ساكن، لفتة واحدة منها كفيلة بأن تعزز أو تقزز من الموقف ذاته.

 

"أم ضياء" كانت تجيد قراءة الوجوه وتذكرها جيدًا؛ لكنها ربما نسيتْ قراءة الحروف، طول صمتها، وطيب حديثها وعمقه إن تحدثت، أكسبها مهابةً، وجعل الهيبة تنطلق منها كما تنطلق أشعةُ الضوء من مصدر منير، أضف إلى ذلك عمقَ إيمانها، وعظيمَ ثقتها بالله - سبحانه وتعالى.

 

كما كان لها مواقفُ أكسبتْها أثرًا طيبًا لا يمحى؛ فقد كانت تحرص على الجلوس إلى جواري وأنا أذاكر دروسي طوال المرحلة الابتدائية، ولعلها كانت في العقد الخامس من عمرها، وكنت أداعبها إذا اشتقتُ إلى عذب ابتسامتها، فأنشد بصوتي الأجش: "جدتي، جدتي، حلوة البسمة"، فأفوز بابتسامتها، وتطمئن أشواقي إليها.

 

حقيقة، أجدني لا أستطيع الفكاك من أسْر طيفها، فإن نسيتُها ساعة، تذكرتُها ساعات، وإن تجاهلتها صباحًا، حيَّاني طيفُها مساء، ألأنَّها كانت طريفة ظريفة؟ أم لأن فكرها كان متَّقدًا، وإحساسها بمن حولها متدفقًا؟ فقد كانتْ تحب العطاءَ لأبعد الحدود، رغم أنها كانت خجلَى وحزينة؛ لأنها كانت لا تستطيع فكَّ الحرف، أضف إلى ذلك جهلها الكبير بمعاني الكتاب العظيم، ومقاصد الشرع الحكيم.

 

أذكر أنها كانتْ تطلب مني - رغم صغر سني - أن أقرأ لها من كتاب الله، فأدهش لشلالات دموعها المنسكبة، ويثور في ذهني ألْفُ سؤال عن سبب هاتيك الدموع؛ إذ لم أكن أظنُّ أن صوتي الأجش، وأخطائي الجسيمة التي تتجاوز عددَ الحروف التي أقرؤها - كانت سببًا في انسكاب دموعها، ربما كان في صدرها شيءٌ ما، أبدتْه الأيام، وتبلور في سؤال: "هل يمكنك أن تعلمني القراءة يا صغيرتي؟!".

 

وافقتُ فورًا، وبدوتُ متحمسة لفكرتها، وحشدت كلَّ جهودي في تعليمها، فحصلَتْ على المركز الأول في صف "محو الأمية" المسائي، الذي كانت تسير إليه مشيًا على أقدامها حوالي نصف ساعة يوميًّا، وأنا أسمعها تدندن:

لاَ تَقُلْ: فَاتَ  الأَوَانْ        وَانْطَلِقْ فَالْوَقْتُ حَانْ
إِنْ   أَرَدْنَا   وَانْطَلَقْنَا        بِالْمُنَى  جَادَ  الزَّمَانْ

وتكمل:

أُمَّتِي  كَانَتْ   وَتَبْقَى        بِالهُدَى تَسْمُو  وَتَرْقَى
تَقْطَعُ   الأَيَّامَ   شَوْقًا        لِلسَّمَا  فِي  كُلِّ  آنْ

ثم تقول بنبرة واضحة:

إِنْ نَفَضْنَا الْوَهْنَ  عَنَّا        إِنْ  سَأَلْنَا  اللهَ   عَوْنَا
تُسْلِمُ    الدُّنْيَا    إِلَيْنَا        مَرَّةً   أُخْرَى   الْعَنَانْ[1]

كانت تلتهم العلمَ الْتهامًا، وتقرأ كل ما يقع تحت يدها المتوضئة، وبدأتْ تترصد لدورات قراءة القرآن الكريم، وفي عقدها السادس بدتْ وعاءً للعلم والبحث والدراسة، سريعة التطور والتقدم؛ مما أذهل مَن حولها، وكأنها كانت تنتقم من قيود حديديَّة كبلتْها منذ الصغر.

 

وتتابعتْ دوراتها الدراسية، حتى غدتْ في غضون سنوات قليلة معلِّمةً في دار القرآن التي تخرجتْ فيها، مفعمةً بالعطاء والحيوية والنشاط، تنشر البِشْرَ والتفاؤل، وتنثر الحبَّ والعطاء، وكم كنتُ أتأمل مسيرتها، فأقول في نفسي: "أرادوا لها أن تكون ذرةَ غبار في ذيل الركب، فأبتْ إلا السيرَ في مقدمة الركب، وتسلم زمام قيادته؛ بانضمامها إلى زمرة الذين تعلَّموا القرآن وعلَّموه، ولربما تأجَّج عطاؤها يوم تقاعد أترابها وهن يطرقن أبواب العقد السابع".

 

والآن أستغرق في ذكراها، وأبحر في أيام عشتُها معها، بعد أن نفضت يدي لحظة وداعها، وأنا أوسدها التراب، حيث بدتْ عروسًا في غاية الجمال، وكأني بها قد استُبدل بها أخرى، ألا رحمها الله، كم تركت من آثار! ولعله كُتِبَ لها ما قدمتْ وآثاره، وحقَّقتْ قوله - سبحانه -: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ﴾ [يس: 12].

 

أخيرًا:

أسائل نفسي: "هل يمكنني أن أسجل على شاهد قبرها: هنا ترقد امرأة عاشتْ أمية، وماتتْ معلمة لأعظم كتاب عرَفتْه البشرية؟".

 

 

ــــــــــــ

[1] مقطع من نشيد أسامة الصافي.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • المرأة التي شيدت الصرح
  • إليك يا مربية الأجيال
  • عبر الحواجز
  • ساكنة اليسار (قصة)

مختارات من الشبكة

  • الوقف(مقالة - حضارة الكلمة)
  • تحريك تاء التأنيث الساكنة بالضم(مقالة - حضارة الكلمة)
  • النون الساكنة والتنوين على مذهب القراء العشرة (PDF)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • السحب والغيوم والغيث في ديوان: يا ساكنة القلب للشاعر الدكتور عبدالرحمن العشماوي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • ساكنة القوقعة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • مناهج القراء في الهمزة المنفردة إذا كانت ساكنة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أحكام النون الساكنة والتنوين من شرح تحفة الأطفال(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أحكام النون الساكنة والتنوين من شرح الجزرية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • النون والميم المشددتان والميم الساكنة من الجزرية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حكم اللامات الساكنة(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
1- شكر
جود 16-04-2010 10:13 AM

اشكرك على هذه القصة الطيبة والتي استفدت منها كثيرا .

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/11/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب