• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    الإنذار المبكر من التقاعد المبكر
    هشام محمد سعيد قربان
  •  
    دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة العملية ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية
علامة باركود

عز الدين التنوخي: خطوط رئيسية في تاريخ حياته ودراسة أدبه

عز الدين التنوخي: خطوط رئيسية في تاريخ حياته ودراسة أدبه
د. شكري فيصل

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 21/2/2015 ميلادي - 2/5/1436 هجري

الزيارات: 23064

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عز الدين التنوخي

خطوط رئيسية في تاريخ حياته ودراسة أدبه


 

للدكتور شكري فيصل

أستاذ كرسي الأدب العربي بجامعة دمشق

ومن الأساتذة المحاضرين في المعهد


كان ذلك قبل الحرب العالمية الأولى حين أخذت كثرة من الناس في أسواق دمشق وأحيائها تتهامس فيما بينها، تتحدث عن شاب ممتلئ الجسم، تام التقاطيع، عريض الجبهة، إلى القِصر أقرب ... عاد من القاهرة - بلد الأزهر الشريف - بعد غيبة عن وطنه، يدخل المسجد الجامع في شيء من اندفاع، ويرتدي بعض الملابس الحديثة، ويتصدر وراء "رحلاية" إلى جانب هذه السارية من سواري المسجد قرب باب الكلاسة، أو إلى جانب هذا الباب أو ذاك من أبواب المسجد ومحاريبه .. يتحدث إلى الناس، يعِظهم .. ليس له من سمات الواعظين ضخامة جثة، ولا إسباغ ثوب ... ليس في شعره كثير من بياض أو قليل، وليس على رأسه عمامة ضخمة، ولا على أكتافه عباءة ضافية، ولا تلبسه جبة عريضة سوداء... ولا يمشي الهوينى، ولا يتكلف السعي ولا الحديث، وإنما ينطلق فيهما انطلاقًا... فيحدث الناس حديث الدين والأخلاق ومحاربة البدع، في كثير من الوضوح والصراحة، وفي شيء غير قليل من الانطلاق والتدفق.

 

وما لبث همس الناس هذا أن آل إلى نبأ يتناقلونه، وجديد يخوضون فيه، وعلامة من العلامات يقفون عندها ... يقف أكثرهم عندها معجبًا بها، راضيًا عنها، متمنيًا لهذا الميدان من ميادين الوعظ والإقراء والتدريس أن يداخله جيل جديد من هذه الأجيال الناشئة، تلتقي بالأجيال القديمة، وتتجاذب معها الفكر والرأي، حتى يكون للناس من أمور دينهم ودنياهم موقف واضح معروف لا يَنْبَهِمُ عليهم فيه أمر، ولا يلتبس عليهم فيه موضوع... وحتى لا ينقطع ما بين قديم الناس وحديثهم، ولا يتفكك ما بين حاضرهم وماضيهم، وحتى لا يقع هذا الانشطار المخيف العنيف الذي يهدد الوجود؛ وجود الأفراد، كما يهدد وجود الجماعات سواء بسواء؛ بالفناء أو بالإفناء.

 

وهكذا مضى هذا الشاب الذي عرف الأزهر وتتلمذ على شيوخه، وشهد حلقاته، واستمع إلى أساطينه، وأكل بلاط المسجد من أقدامه وهو يمشي هنا أو هنالك، في هذا الرواق أو ذاك، يدوي بالقرآن الكريم مع هذه الكوكبات التي كانت تدوي به: تقرؤه أو تحفظه ... أو يردد بعض هذه المتون، أو يجلس إلى حلقة من حلقات هؤلاء الشيوخ الجِلَّة الذين كانوا يستنون للحياة الإسلامية طرقها، ويفتحون السبل أمامها، ويكشفون الغبار المتراكم عن تراثها، ويشدون من عزماتها، ويبصرونها بمواطن الأصالة فيها.

 

وكان هذا الشاب الذي نشأته بعض أحياء دمشق، قد عرَّج في طريق هجرته على فلسطين.. ولعلها كانت هجرة حائرة بين الثقافة والتجارة ... مر بيافا فأقام فيها - وهل أحلى من الإقامة في يافا؟ هل أحلى من رملتها الناعمة وبساتينها العبقة وبحرها الأزرق؟! ودرس الفرنسية في بعض مدارسها... فاجتمع له في كل ذلك: من المدينة الأصيلة التي نشأ فيها، ومن الهجرة المتفتحة التي عاناها، ومن الأزهر المنير الشريف الذي صقله فأحسن صقاله - هذا التكوين الجديد الذي يتميز أشد تميز إنه تكوين حي متطلع... والتقى في نفسه هذا المزاج المحدث، وهو مزاج أبرز ما فيه أنه مزاج أصيل دؤوب، متفتح... يريد أن يملأ يديه مما حوله، ويريد أن يشق بيديه - بكلتا يديه - طريق الجماعة الجديدة، وأن يكون له فيها شأن، لا أن يكون منها غير ذي شأن.

 

كان كل شيء يأخذ طريقه في حياة هذا الشاب إلى أن يتكون.. ولكن أبعاده لم تكن قد استقرت بعد... كان هنالك تطلع، وكان هنالك نباهة، وكانت هنالك هذه الهالة التي أخذت تنقعد حوله، أو هذه الهالات التي أخذت تضيء من حوله.. وكان هنالك في دنياه كل هذه الآفاق: العلم، والدراسة، واللغة الأجنبية بما يكون من إثارتها ودفعها، والأزهر والقاهرة وما كان يضطرم فيهما وينبعث عنهما وما تلهج به الصحافة والمجالس والحلقات.. وكان وراء هذه المشاهد المتماوجة في دنيا هذا الفتى خلفية عريضة، لعلها أن تكون حجر الأساس من هذا البناء، أو من آساسه الأولى تلك هي هذه الموجة التي أخذت تعم بلاد الشام كلها، من طُور سيناء إلى طوروس، تثير عند الناس إحساسهم بذواتهم، وتفجر أحيانًا هذه الأحاسيس نقدًا أو ثورة، صراخًا أو رجاء.. وتلونه شعرًا أو كتابة حينًا، ووعظًا ودرسًا وإثارة حينًا آخر، وجمعيات وأحزابًا حينًا ثالثًا... كانت من هذه الموجات التي تضطرم أحيانًا حتى لتلطم الصخر فيفنيها الصخر، أو تنساب على الرمل هادئة لينة فتداعب الرمل، وتجرجر بعض حباته... موجات من شكوى الحُكم والإحساس بالظلم، والدعوة إلى الإصلاح، والنفرة من هذا الذي كانت تمارسه السلطات العثمانية من ميز أو إرهاق أو إحراج.

 

وكان هذا الشاب أحد الذين عانَوْا هذه التجربة.. مر بها واكتوى بلذعها، وامتد أفقه السياسي وراء الاستكانة للواقع، محاولًا أن يتخطاه إلى وجود جديد تتضح معالمه عنده كما لا تتضح عند الكثرة التي أحست به آنذاك، ولا تستطيع أن تميز فيه معنى النقد من معنى الثورة، ولا معنى الإصلاح من معنى الخروج، ولا معنى الانشقاق عن الترك، ولا معنى البقاء معهم..؛ لأنه مزيج مختلط من كل ذلك.. لكل إنسان فيه نصيب على قدر ما يكون من اضطرام هذه العوامل في نفسه.

 

وكذلك استقام عود هذا الشاب إنسانًا، صفته التي يمكن أن تطلق عليه وأن تكون مجمع صفاته الأخرى أنه مثقف قدر ما كانت تتيح الحياة آنذاك من ثقافة.. يعرف الدنيا من حوله، ويعرف نفسه.. يلمح الآفاق الجديدة ويتطلع إليها.. يعرف أصالة ثقافته، ويستطيع أن يدافع عنها، ويحبها عن وعي لها، ويرجو أن يكون لها في نفوس الناس مثل الذي لها في نفسه من أثر يدفع إلى ألوان من السلوك! تتراوح بين أن يتعود المرء فتح عينيه حتى يرى بهما ما يجب أن يرى، وبين أن يهز سلاحه بيده يضرب به ما يجب حتى يبتر .. ألوان من السلوك بين النقد وبين الثورة، بين قولة "لا" في همس لا يسمعه أحد أو لا يكاد، وبين قولة "لا" بملء الفم ولو قادت إلى حبل المشنقة.

 

من كل هذه العناصر المتداخلة المتكاملة تكوَّن هذا المزاج الذي عرف بعد باسم "أبي قيس"، وعرفه الناس باسم عز الدين، علم الدين، أو عز الدين التنوخي، وعرفه قلة باسم العز التنوخي، أو العز اللخمي.. وقرؤوا له، وقرؤوا عليه، وانتفعوا بعلمه.

 

فكيف استطاع هذا المزاج أن يتمثل في نطاق الحياة الأدبية؟

من المؤكد أن الاتجاه إلى الأدب بالمعنى العام لهذه اللفظة، أو إن شئنا في تعبير آخر: الاتجاه إلى الثقافة - بآفاق الثقافة التي كانت آنذاك - كان هو الطريق التي استأثرت باختيارات أكثر الناس "الناس - القادة" في تلك الفترة من حياتنا في هذا الجزء من الوطن العربي.

 

كان هنالك أحد طريقين في سبيل النهضة:

الخروج على السلطان العثماني بغية إطلاق القوى النفسية والفكرية للجماعة العربية، وتحطيم القيود التي كانت تكبلها .. ذاك أحد الطريقين.. والطريق الآخر: حركة إحياء عربية تتناول التراث العربي: لغته وأدبه وعلمه ومظاهره الحضارية الأخرى، كما تتناول الخصائص العربية كلها تعريفًا بها، ونشرًا لها، وتمكينًا لها في نفوس الجماعة، وإعادة بناء النفس العربية السليمة الصافية من خلال جهد ثقافي ونفسي وتعليمي طويل.

 

في الطريق الأول كانت هنالك مخاطر ومخاوف، هي هذه المخاطر التي تتصل بالسياسة والسلطان والحكم، والتي تتجسد ببطش الجيش التركي القائم.

 

وفي الطريق الأخرى كانت هنالك هذه البقيا على التراث المشترك بين العرب والعثمانيين، وكان هنالك تأكيد على الروابط التي لا يستطيع الأتراك الحقيقيون أن يتنكروا لها، ولا يستطيع العرب العروبيون أن يتخففوا منها.

 

ومن هنا انشعبت الحركات في الوطن العربي في هاتين الوجهتين: وجهة الثورة، أو وجهة الإصلاح في بعض معاني الكلمة.. ووجهة إحياء الحياة العربية حتى تكون قوة في وجه الاستعلاء التركي.

 

ولكن هاتين الوجهتين لم تمضيا متعارضتين، وإنما مضَتَا متكاملتين: الذين عملوا على الثورة أفادوا من عمل الإحياء العربي، والذين عملوا على الإحياء - أو بعضهم - انتهَوْا بعد ذلك في ظروف سياسية لا ندري مدى وضوحها إلى الخروج والثورة .. ثم كان ما كان.

 

ويبدو أن التنوخي كان من الذين أخذوا بهذين الاتجاهين.. كان في الجمعية القحطانية، ومارس النشاط السياسي خلال الحرب، وقاده ذلك إلى أن يلتجئ إلى العراق، ثم إلى الحجاز.. وكان بعد ذلك يتجه إلى الثقافة والإحياء.. ومن هنا كانت صورته صورة هذا الشاب الذي دخل المسجد بشيء من ألبسة حديثة يعِظ الناس ويعلمهم .. ومن هنا أخذت الصورة بعد ذلك أبعادها المختلفة، فإذا هو يخرج إلى الحجاز، وإذا هو يعود إلى الشام، وإذا هو في ملك فيصل في 8 آذار لبنة من اللبنات.

 

ومن هنا كذلك كان التنوخي أحد ثلاثة وقع عليهم اختيار لجنة أهلية للبعثات؛ ذلك أن الإحساس بالأثر الثقافي كان فيما يبدو إحساسًا عامًّا، دفع جماعة من المتنورين - إن صح هذا الوصف - إلى أن يفكروا في أمر البعثات الدراسية ما دامت السلطات لا تفكر فيها، أو لا تحسن القيام عليها .. ولذلك اختارت لجنة أهلية - كما كانوا يصفونها - ثلاثة من النابهين ليدرسوا في أوربا: المرحوم الدكتور عبدالغني الشهبندر الذي عاد فأقام في بيروت، والمرحوم الأستاذ عز الدين علم الدين الذي عاد إلى دمشق، والمرحوم الأستاذ الجليل الأمير مصطفى الشهابي، الرئيس السابق لمجمع اللغة العربية بدمشق.

 

ومن عجب، أو كذلك يبدو، أن يدرس الشهابي والتنوخي الزراعة في فرنسا في "غرينوبل"، ثم يعودان لا للزراعة وحدها، ولكنهما يعودان لكل هذه المشاركة الشاملة - أو كالشاملة - في أكثر نواحي الفكر العربي .. فيسهم الشهابي في الحركة الوطنية والحركة الفكرية والحركة اللغوية والعلمية إلى جانب إسهامه في الحركة الإدارية كواحد من كبار الموظفين .. ويسهم التنوخي في نحو من ذلك في الحركة اللغوية وفي الأدبية، وفي ألوان من النشاط التربوي والتعليمي والثقافي.

 

إن هذا الإشراك بين الاختصاص الأصيل وبين متطلعات الحياة الجديدة التي كانت كل ناحية منها في حاجة إلى جهود أبنائها - لم يكن إشراك كفر قدر ما كان إشراك إيمان .. كان تعبيرًا عن هذا التلازم الأبدي بين الإحياء العربي من حيث هو إحياءٌ للإنسان، وبين الإحياء الثقافي من حيث هو إحياء للجماعة وفكرها وشخصيتها، وشق لدروبها .. كان تجسيدًا لهذه الصلة التي لا تنفصم بين اللغة والأدب بمعناه الواسع، وبين سير الحياة بالجماعة العربية المتطلعة .. كان العمل السياسي يتسربل بالأدب، وكان الأدب مصطبغًا بالسياسة، وكانت الثقافة إسهامًا في الإحياء، وكانت اللغة مصدر دعم الشخصية .. كان هنالك هذا التكامل والتداخل الذي لم يسمح بالفصل والتخصيص لسببين: أولهما: طبيعة الحركة من حيث هي تكامل، والآخر: قلة هؤلاء المثقفين الذين يستطيعون إدراك طبيعة المرحلة الجديدة والقيام بأعبائها.

 

فلننظر كيف كان الوهج الأدبي لحياة التنوخي رحمه الله.

لقد رأينا بذرته الأولى في الثقافة العامة التي وصلت إليه أو وصل إليها في كتاتيب دمشق ومساجدها.. ثم رأينا ساقًا من سوقه يتشقق بعد اتصاله بالأزهر ودراسته فيه، فيكون منه هذا الإنسان الذي يتصدى للتدريس والوعظ.

 

ولكننا لا نكاد نمضي مع حياة التنوخي حتى نجد شيئًا من تطعيم لهذه الشجرة التي توشك أن تتفتح، وأن تكون لها أغصان وظلال.. هذا التطعيم كان في هذه الدراسة الجامعية التي دفع إليها أو اندفع فيها حين درس الزراعة في "غرينوبل" .. فلما عاد كان هذا الإنسان الذي يتمازج في أعماقه القديم والجديد، وتتجاوز أو تتفاعل في حياته الثقافة المحدَثة والتراث القديم، ويلتقي عليه هذان الأفقان: أُفق يضع يده عليه، وأُفق يستشرفه ويتطلع إليه.

 

ومع الدولة العربية الأولى، دولة فيصل - 8 آذار، تبدأ مرحلة أدبية جديدة في حياة التنوخي.. مرحلة هدفها أن تجعل من اللغة العربية نسغ الحياة وماءها، فإذا هو يعمل في لجنة من هذه اللجان التي آلت أن تكون بعد مجمعًا علميًّا، وإذا هو - بهذا المعنى - واحد من الأعمدة التي قام عليها هذا المجمع العتيد.

 

في الإنتاج الأدبي للتنوخي في هذه المرحلة نستطيع أن نعود إلى التفرقة بين الأدب بمعناه العام وبين الأدب بمعناه الخاص .. في الأدب العام - الذي كان الأخذَ مِن كل ناحية بطرَف - لم يكن أحد أقدر على تجسيد هذا المعنى في هذه الفترة الزمنية من الأستاذ التنوخي رحمه الله؛ فقد استطاع أن يتمثل هذا المزيج الغريب - أو الذي يبدو لنا الآن غريبًا - من دراسة الزراعة وترجمة كتب الفيزياء، وتأليف كتب الإنشاء، وجمع مختارات "المستظهر"، والعناية بأدب الأطفال ومطالعتهم، متمثلاً في ترجمة "قلب الطفل"، كما استطاع أن يجمع بين العمل الإداري والعمل العلمي، والعمل التدريسي والعمل الحر، والبحث اللغوي والدراسات الأدبية، وإنشاء الشعر وإنشاده، والإسهام في مختلف مظاهر الحياة الفكرية والأدبية، والمشاركة في المجلات المختلفة: الرابطة الأدبية، والعروس، ومجلة المجمع العلمي العربي، ومجلة الثقافة "الشامية"، ولم يكن ذلك كله في الشام وحدها، ولكنه كان في العراق أول الأمر، ثم في الشام بعد حين استقر به المقام.

 

أما عن الأدب بمعناه الخاص، فنحن نستطيع أن نلمح نتاج التنوخي متشعبًا في هذين المجريين: القصائد الشعرية، والأبحاث الأدبية.

 

فأما عن القصائد الشعرية فقد وجدتُني، وأنا أنبش مجلاتنا الأدبية في الشام، أمام مجموعة من هذه القصائد، بعضها منشور، وبعضها نشرت منه مختارات.. بعضها تأبين، وبعضها تكريم .. تكريم محمد الهراوي والأمير شكيب، وتأبين الشيخ بدر الدين الحسني والألوسي.. وقصيدته في الثورة السورية، وقصيدته الأخرى في المتنبي.. ولعل هنالك قصائد غيرها لم يقدر لي أن أتعرف إليها.

 

وليس في وسعي في كلمة قصيرة، هدفها تخطيط الدراسة، أن أنظر في تقييم هذا النتاج الشعري، ولكننا نملك دون تردد أن نقول: إنه شعر إلى الجزالة أقرب.. ويبدو أن المرحوم التنوخي كان بحكم ثقافته اللغوية الواسعة، واطلاعه العريض على التراث القديم، متأثرًا بهذا التراث، مائلًا إليه، منصرفًا عن هذه الألوان المحدَثة التي تميل إلى الرقة.. وواضح أننا لا نتحدث عن الشعر الحر، فلم يكن لهذا الشعر إلى هذا الجيل سبيل!

 

وترتفع بعض المقاطع أو بعض الأبيات حتى لتقارب الذروة، وإنما يرفعها سَبْكها المحكم، وألفاظها الجزلة، والتراث المتجمع خلفها، وموسيقا من هذه الموسيقا التي تتأتى عن اختيار الألفاظ والملاءمة بينها في شيء من توازن أو سجع، أو في شيء من طِباق ومقابلة.

 

وتطول بعض القصائد فيكون طولها - فيما أحسب - أقرب إلى الإملال.

وقد يدفع هذا الطول إلى شيء من تنوع الموضوعات وتزاحمها، أو إلى كثير من ذلك، حتى تغيب هوية القصيدة أحيانًا، وتنعدم فيها وحدة الموضوع فإذا هي مزيج من أغراض شتى.

 

ونستطيع أن نتبين رأي التنوخي في الشعر من نحو غير مباشر إذا نحن توقفنا عند دراستين:

أولاهما: كتبها عن شوقي - وإنها لدراسة تجمع بين القيمة والإطراف - وأعدها للمهرجان الذي أقامه المجمع العلمي العربي، ونشرت في مجلته في العدد الثاني من المجلد الثالث عشر.

 

والأخرى: دراسة كتبها عن مخطوط لأحد شعراء البحرين بعنوان: الشعر في فاتحة القرن الحادي عشر.

 

وفي كلتا الدراستين نثر المرحوم التنوخي - على عادته - شيئًا من الحديث عن نفسه أحيانًا، وكثيرًا من آرائه أحيانًا أخرى، وهي كلها تكشف عن روح ناقد يتمثل ما يقرؤه تمثُّلاً طيبًا، ويقف عنده مواقف جيادًا بالتعليق أو النقد، أو الموازنة أو الحُكم.

 

لقد تحدثت عن قصائد التنوخي، ولم أتحدث عن أبيات متفرقات له كثيرة شائعة، بعضها مدون مسطور، وبعضها متناقل محفوظ يرويه أصدقاؤه ومعارفه من الذين كانوا على صلة به.

 

بعض هذه الأبيات كان ذا غرض تعليمي، وبعضها كان غرضه إلى الإطراف والنكتة وتزجية الوقت. وما كان أقرب الأستاذ التنوخي إلى الإطراف وأشد حرصه عليه.. تعرفه جادًّا ينفق الساعات الطوال وراء منضدته في المجمع، حتى إذا انتهى الوقت لم يشعر بانتهائه إلا أن يمر به صديق له أو زميل في المجمع فيضع يده في يده، ولكنه إلى هذا الجد الجاد كان حين يلتقي بإخوانه يلقاهم منشرحَ الصدر، طلق اللسان بالحديث الخفيف أو النكتة العابرة.. وكان يحرص على أن يصوغ ذلك شِعرًا، وكانت قدرته على إحكام النظم وضبط الوزن تتيح له في ذلك ما لا يتاح لغيره.. فإذا البيت والبيتان والأبيات الثلاثة تنساب في الجلسة، فتكون كما تكون الغمامة في يومٍ قائظ تنشر الظلَّ، وتبعث النشوة ...

 

إن الظروف التي كانت توضع فيها أوراق البكالوريا وتتعاورها اللجان كانت تمتلئ بهذا اللون من الشعر: بيت يقوله أستاذ، وبيت يقوله أستاذ آخر، فيكون في ذلك بعض التسرية عما يجدون من عناء التصحيح.. وإنه لعناء يشبه الشوق، لا يعرفه إلا من يكابده، ولا يدركه إلا من يعانيه[1].

 

أما الأبيات الأخرى ذات الغرض التعليمي، فتلك هي الأبيات التي حلى بها كتابه (تهذيب الإيضاح) الذي حققه وشرحه في ثلاثة أجزاء[2] حين أسند إليه تدريس البلاغة في كلية الآداب.

 

وحين تعرض الكتاب تجد عجبًا من العجب؛ فقد كان الأستاذ المرحوم يورد الأمثلة من القرآن والحديث والشعر، ثم يعقب بمثال يصنعه هو ولكنه لا يسنده إليه، وإنما يقول: ومما روينا.. أو يقول: والعز التنوخي.. أو للعز اللخمي.. أو الغواص التنوخي.

 

ويظهر أن هذه الأمثلة راقته آخر الأمر حتى مضى في إصدار الأجزاء الأخرى من الكتاب فإذا هو يسجل هذا الهامش الطريف الذي أنقله من آخر التدريبات على التشبيه:

يقول: وللعز التنوخي يصف الدفلى وزهرها الأحمر البهيج[3]:

وبعض الناس مخبرهم قبيح = ومنظرهم - كما تهوى - بهيجُ

كدفلى راع منظرها، ولكن = لها لون وليس لها أريجُ

 

ويقول في الحاشية: وهو شارح هذا الكتاب، وما كنا نريد عزو شيء من الشعر لنا في الجزأين الأول والثالث، فأوردناه باسم الغواص التنوخي أو اللخمي، وكل ما قلناه: إنه من مروياتنا، فهو لنا، ولولا ملامة الأصدقاء ما عدلنا في هذا الجزء عن التلويح إلى التصريح.

 

ماذا وراء هذا الصنيع؟ إنه قصد إلى الغرض التعليمي لا شك، ومحاولة لصياغة المثل أقرب ما يكون إلى القاعدة .. إن ذلك أثر من آثار غنى الرواية عند التنوخي، يقرأ الأمثلة الكثيرة ثم لا يلبث أن ينفجر بالمثال الجديد، وبينه وبين الأمثلة السابقات صلات؛ صلات قربى، وتماثل، وتناغم، ولكنه يظل بعيدًا عن الاحتذاء والتقليد.

 

ولكن وراء هذه القصائد التي عددتها أو عددت شيئًا منها، ووراء هذه الأبيات التعليمية أو المطرفة شيئًا آخر، ذلك هو هذا الشعر الذي كان التنوخي يُعنى بترجمته عن الفرنسية، وكان يحرص على أن يصوغ الترجمة شعرًا .. وإنا لنقع من ذلك على قصيدتين متباعدتين:

أولاهما: قديمة تعود أو يعود نشرها إلى سنة 1921، وقد نشرت في مجلة الرابطة الأدبية التي كانت تصدر في دمشق - ومن حولها ومن ورائها عديد من علمائنا وأدبائنا؛ كالمرحوم الأستاذ الرئيس خليل مردم، والأستاذ سليم الجندي، ومحمد الشريقي، وأحمد شاكر الكرمي، وزكي الخطيب، وإخوانهم - للشاعر الفرنسي فيكتور هوغو بعنوان: (حينما أهل الطفل loswue l enngant parait).

 

وقد نشرتها الرابطة مقرونة إلى قصيدة أخرى للشاعر الشريقي، وقدمت لهما بهذه المقدمة التي أحب أن أثبت نصها: "هاتان قصيدتان؛ إحداهما: غربية لفحل من فحول شعراء الفرنجة، وهو فيكتور هوغو، والأخرى شرقية لأخ من إخوان الرابطة، وفتى من فتيان الشعر في هذه البلاد، وهو محمد الشريقي، طرق كل منهما موضوع الطفل فأبدع، وقد حملنا ما بين القصيدتين من صلة النسب على نشرهما معًا؛ ليظهر للناس مبلغ الفرق في أساليب التفكير وصوغ المعاني الطارئة على الخاطر بين شاعر غربي أقلَّتْه بلاد الفال الجميلة، وشاعر شرقي أظلته سماء سورية الصافية"[4].

 

أما القصيدة الثانية فقد جاءت بعد نحو من اثنتين وعشرين سنة؛ أي: في عام 33 في مجلة الثقافة التي كان يصدرها أربعة من مفكرينا: خليل مردم بك، وجميل صليبا، والداغستاني، وكامل عياد.. بعنوان: "أنشودة الحرب" للشاعر آرنت، هذه مقدمتها: "على أثر حروب نابليون بونابرت قامت في الأدب الألماني نزعة وطنية شديدة، شبت في الألمان روح الحماسة والحمية، فقويت بها فكرة الوحدة القومية، وقامت حركة تحرير ألمانية، واليوم ننشر ترجمة قصيدة عنوانها: أنشودة الحرب للشاعر آرنت (1769 - 1860) المعدود من أكبر شعراء الحرب في العالم، وذلك بمناسبة النزعة الوطنية المحتدمة في ألمانيا في أيامنا هذه، ورجوع الشبيبة الألمانية إلى إنشاد هذه القصيدة وأمثالها".

 

وما أشك في أن الأستاذ التنوخي ترجم القصيدة عن أصل فرنسي، وإن لم يُشِر إلى ذلك.

 

هذا الحرص على الترجمة وترجمة للشعر بالشعر ماذا يحمل وراءه من دلالات؟

وأحسب أني لا أعدو الواقع إن قلت: إنه لون من المزاوجة التي كان يحرص عليها الكثرة من رجال الأدب والفكر عندنا.. لعلهم أحسوا تحت ضغط السيطرة الأجنبية الفكرية والمادية أنه لا بد من هذه المزاوجة؛ فلجأ إليها كثرة كاثرة، وكان لكل في ذلك طريق، وكان لكل في ذلك مقتبس.. بعض كان يعرف الإنكليزية وينهل منها، وبعض عرف الفرنسية ودار حولها، ولكنهم كانوا، فيما بدا لي، حراصًا على أن يظهر ذلك في آثارهم - وكأنما كان ذلك نوعًا من البدع، أو نوعًا من التعويض... لا أدري كيف أختار الكلمة!

 

ولم يقتصر الأستاذ التنوخي في الترجمة الشعرية على القصائد فحسب، وإنما تعداها أحيانًا إلى بعض الأقوال التي شاعت في الأدب الفرنسي فأقحمها في بعض مقالاته نثرًا أو نظمًا، وقد نظمت أنا هذا المعنى.

 

ومهما يكن من أمر هذه الظاهرة، فالمؤكد أنها تقف واحدة من أبرز الظواهر في نتاج التنوخي الشعري، وتضاف بوجه من وجوهها إلى جانب آخر من البحث الذي يستحق أن يتناول تناولاً خاصًّا عن التنوخي المترجم"..

 

وقد عرفناه مترجمًا في كتاب: قلب الطفل، وفي كتاب: مبادئ الفيزياء.

وإن ذلك لنحو من الحديث لا يتسع له هذا الحيز الضيق.

 

لقد كان فيما قدمت أن التنوخي الأديب يتمثل في شعره وفي أبحاثه الأدبية، أما النثر فلم أقع له على نثر فني صرف يستوقفني.. ولكن الروح الأدبية عند التنوخي كعروق الذهب التي تمتد هنا وهناك في الصخر تزينه وتبهرجه، وتلقي عليه الألق والرُّوَاء.. إنها يمكن أن تلتمس في مقدمات كتبه، وفي تعليقاته، كما تلتمس في شِعره وأبحاثه.. هي في شِعره وأبحاثه منجم؛ حيث يختلط التراب بالذهب، ويحتاج الأمر إلى تصفيته، وهي في أعماله الأخرى هذه العروق المتشعبة التي تزيِّنُ ترجماتِه وتعليقاته ...

 

لقد تحدثتُ عن التنوخي الأديب الذي يُحسن الشعر ويجيد النثر، ويتقن المحاضرة ويزين البحث، ولكني أغفلت الأدب الآخر، أدب النفس.. وقفت هذه الوقفة الطويلة عند أدب الدرس، أما أدب النفس الذي هو تتويج لأدب الدرس فقد كان نبضة حية في صدر الأستاذ التنوخي، وكان نورًا نيرًا في وجهه، وسلوكًا واضحًا في سلوكه.. كان مِن أطيب الناس معشرًا، وأصفاهم خُلقًا، وأبعدهم عن كثير من تعقيدات الحياة المعاصرة.. كان إلى البساطة في بعض المواقف أقرب منه إلى أي شيء آخر.. ولم يكن ذلك عن إغفال، ولكنه كان عن تغليب الخير، ومحبة الأخيار، ومجانبة الشر، ومباعدة الأشرار.. كان إذا سئل أجاب فوق ما يريد السائل، وإذا استفتي أفتى فوق ما يحتاج الفتيا.. كان حريصًا على العلم أن يذاع، وعلى اللغة أن تقرب؛ ولذلك كان كثيرًا ما يسوقه اندفاعه هذا وحبه أن يخوض في الحديث فيسرف فيه ويتابعه كأنما كان يريد أن يلقي في نفوس مستمعيه كل ما عنده.. ألم يكن من هذه البقية الصالحة التي تؤمن أن العلم في أعناقنا أمانة، وأن نشر هذا العلم على الناس فريضة؟!

 

تمنيت لو تحدثت عن ملامح أخرى من أدب النفس عند التنوخي .. عن تواضعه واستواء خُلقه ..

 

ولست أنسى أيامًا من الطفولة كنت أصحب فيها حلقة من حلقات الدمشقيين على رأسها محدث الشام خالي المرحوم محمود ياسين، وكانت هذه الحلقة تقضي أيامًا من أيام العطل في متنزه العين الخضراء حين كانت العين الخضراء أرضًا عذراء لم تمتد إليها يد بتشذيب أو تهذيب أو تزيين، فكنا نرِدُ العين في ساعات، ونصعد الجبل حولها من هنا وهناك ساعات.. وبين أيدينا دواوين وكتب بعضها محدث وبعضها قديم.. وكان التنوخي، بما وهبه الله من قوة الحافظة وسَعة الرواية، يغني عن الكتاب، فإذا آثر الراحة من الحديث - وقلما يفعل - لجأ يستمع.. فكان يطلب إليَّ أن أقرأ، وكان يقيم أودي، ويصون لساني.. فتركَتْ جلساته هذه في نفسي أثرًا لا يمحى .. حتى إذا استدارت أيام، وانطوت سنون، وشرقت وغربت، واغتربت وعدت، كان من وفاء المرحوم التنوخي وملاطفته أن يحدثني عن هذه الجلسات الممتعة، وأن يشيد بصاحبها - يرحمه الله أوسع رحمة - يذكره بالخير، ويثني عليه أطيب الثناء.

 

لقد كانت حياة التنوخي الأدبية حياة حافلة، وإنها من الحفل بحيث لا يتسع لها مقال واحد، ولعلي لم أفعل هنا شيئًا أكثر من أني وضعت يدي على بعض معالم هذه الحياة.. ولعل البيئات الثقافية المتعددة في أرجاء الوطن العربي تتضافر على عمل مشترك منظم لإنصاف التنوخي وأمثاله من هذا الجيل الذي واكبه وسبقه، من صانعي أفكارنا، ومهذبي عقولنا، ومنشئي نفوسنا، فتكِلُ أمرَ جمع آثارهم كلها - على أنها وجه من وجوه التطور - إلى بعض الباحثين؛ حتى لا يكون كل ما نفعله أمام تاريخنا ورجالنا أن نذكرهم ساعة بعد الموت، ثم نتعاون مع الموت عليهم.

 

لقد كانت حياة التنوخي عملاً متصلاً، وضربًا دائبًا في آفاق من الدراسة والتدريس والتأليف، والتحقيق والترجمة والتعريب، والتربية والإدارة والعمل الحكومي والعمل الحر... أفليس من حق هذه السيرة وأمثالها على الوطن أن تكون في متناول أبنائه يجدون فيها نماذج الأصالة والعصامية والدؤوب والغيرة على لغة الكتاب الكريم: اللغة التي هي أنقى وأبقى ما تركت لنا الأيام بعد كل هذا التيه الطويل؟!

 

وددت لو كان ذلك، وإنه لكائن إن شاء الله.

 

مجلة معهد البحوث والدراسات العربية

العدد الأول: ذو الحجة 1388هـ / مارس (آذار) 1969



[1] من أمثلة ذلك هذان البيتان، كان الأستاذ التنوخي في نزهة إخوانية من هذه النزهات التي يتحرر فيها المرء من قيود الحياة الرتيبة وتقاليدها.. فلجأ آخر الطعام إلى ما يلجأ إليه الطاعمون من غسل الآنية، وقصد إلى ماء بعيد في منحدر، ثم عاد مُصعِدًا وهو يتمثل:

غسلت طناجرًا وجلوت صحنا
وملعقة فكانت كالمرايا
وهأنا قائل في يوم قيظ
أنا ابن جلا وطلاع الثنايا

[2] تهذيب الإيضاح في ثلاثة أجزاء: المعاني والبيان والبديع، من مطبوعات الجامعة السورية 1949.

[3] تهذيب الإيضاح، ج 2 ص 84.

[4] مجلة الرابطة الأدبية، الجزء الأول من المجلد الأول.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • معالي الشيخ عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ (ت 1426)
  • في رحاب عمر بن عبدالعزيز
  • عمر بن عبدالعزيز.. كانت حياته معجزة
  • صداقة العربية بين الميمني والتنوخي

مختارات من الشبكة

  • العلامة عز الدين التنوخي: من العلماء الذين لم تنصفهم أمتهم (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مع أستاذي أبي هاشم عز الدين البدوي النجار(مقالة - موقع أ. أيمن بن أحمد ذوالغنى)
  • الثبات على الدين (1) عز ونصر وفوز(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • مخطوطة فهرست مرويات عز الدين بن جماعة(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • الخطيب الدكتور عز الدين مناري: بين روعة الاستهلال وبراعة الارتجال(مقالة - آفاق الشريعة)
  • في الذكرى الستين لاستشهاد عز الدين القسام (قصيدة)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • من قضاة الإسلام: (عز الدين ابن عبد السلام)(مقالة - موقع الأستاذ الدكتور فؤاد عبدالمنعم أحمد)
  • من قضاة الإسلام: ( عز الدين ابن عبد السلام ) (PDF)(كتاب - موقع الأستاذ الدكتور فؤاد عبدالمنعم أحمد)
  • العالم المصري الداعية الدكتور عز الدين إبراهيم(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أحمد عز الدين البيانوني.. الداعية المربي(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 


تعليقات الزوار
1- الدكتور شكري فيصل
إبراهيم عمر الزيبق - سورية 17-05-2015 02:08 PM

رحم الله أستاذنا الكبير شكري فيصل على ما قدم في حياته الغنية وقد أثارت مقالته الماتعة هذه شجوني ففي ظلال سيرة العلامة عز الدين التنوخي أمضيت شهوراً جميلة قبل نحو سنتين منكباً على كتابتها كما تمنى كثير من محبيه وهي الآن تنتظر نشرها في مجمع اللغة العربية بدمشق حيث عاش التنوخي وأبدع يسر الله تعالى نشرها قريباً

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب