• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    الإنذار المبكر من التقاعد المبكر
    هشام محمد سعيد قربان
  •  
    دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة العملية ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية
علامة باركود

سر الكآبة عند المبدعين

سر الكآبة عند المبدعين
د. ريمه الخاني

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 5/1/2015 ميلادي - 14/3/1436 هجري

الزيارات: 16442

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

محاضرة

سر الكآبة عند المبدعين


سر الكآبة عند المبدعين:

نراهم من بعيد فنصفِّق لهم بحرارة، نقترب قليلاً من شخصهم، فتلفنا هبات نارية من حزنهم الدفين، هل يُضمر قلبهم ألمًا لا نراه أم هي أعيننا لم ترَ إلا ظاهرًا من القول؟! هل يحق لنا تأويله وتفسيره على ضوء حياتهم الشخصية لنربط ما قدموا بما يَرتبط بسر عطائهم؟ هل يَمتزج العطاء بقلة الرضا أم هو عالم الإبداع الخاص جدًّا جدًّا؟!

 

جهد المقل لتفسير تلك الظاهرة الإبداعية الهامة.

1- تعريف بمصطلح الكآبة:

معجميًّا:

الكَأْبُ (القاموس المحيط): الكَأْبُ والكَأْبَةُ والكَآبَةُ: الغَمُّ، وسوءُ الحالِ، والانكسارُ من حُزْنٍ، كَئِبَ كَسَمِعَ، واكْتَأَبَ فهو كَئِبٌ وكَئِيبٌ ومُكْتَئِبٌ.

وأَكْأَبَ: حَزِنَ، ووقَعَ في هَلَكَةٍ.

والكَأْباءُ: الحُزْنُ.

وما به كُؤَبَةٌ - كَهُمَزَةٍ -: تُؤَبَةٌ.

ورَمادٌ مُكْتَئِبٌ: ضارِبٌ إلى السَّوادِ.

وأكْأَبَه: أحْزَنَه.

 

معرفيًّا:

الكآبة في المعجم الأدبي: حزن مبهم يتميَّز بفقد الرغبة في الحياة، وبالكبت العاطفي والفكري.

 

نفسيًّا: هي حالة مرَضية من الحزن والإعياء النفسي، وهي كثيرة الانتشار، حتى إن الإحصاءات التي أجريت في عدد من بلدان الغرب أكدت شمولها واحدًا بالمائة من مجموع السكان.

 

تصيب عادة المرء بين الثلاثين والأربعين من عمره، وتولِّد فيه شعورًا بالتقصير، واقتراف جميع الأخطاء.

 

يعتقد صاحبه أنه يستحق عقابًا صارمًا، وقد يؤدي إلى إقدام المصاب به على الانتحار؛ لذلك يتحتم الإسراع في المعالجة.

 

تعريف الاكتئاب:

• يشعر الكثير منا بحالات اكتئاب أو إحباط من وقت لآخر، حدوث حالة وفاة في العائلة، فشل في الحب، فقدان وظيفة، حالة مرض خطير وأزمات الحياة المختلفة التي قد تسبِّب الشعور بالحزن، الوحدة أو الإحباط لمعظم الناس لفترة من الوقت.

 

حدوث حالة من الحزن هو رد فعل طبيعي في مثل هذه الأحداث، ومن الطبيعي أيضًا أن تشعر بحالة من الوجوم لبعض الوقت بدون حدوث سبب محدد، وبالتالي من الطبيعي أن تستعيد قوتك مرة أخرى، وتشعر بتحسُّن وتعود إلى حالتك الطبيعية بعد فترة.

 

ويعزو الأطباء حدوث حالة الاكتئاب لارتفاع هرمون السيروتونين لسبب نفسي ما.

 

ومنه ما كان وراثيًّا، ومنه ما كان ردة فعل عن الواقع المنزاح عن المثالية التي يبحثها.

 

عندما يستمر هذا الشعور بالاكتئاب، الحزن، الوحدة، أو اعتلال المزاج، ويَمنعك هذا الشعور من استمرار الحياة بشكل طبيعي، فأنت إذًا هذا الشخص الذي يُعاني من اضطراب في الحالة المزاجية، التي تُسمى: "اكتئاب".

 

الاضطراب في الحالة المزاجية للشخص هو حالة مُتواصلة من الخلل الذي يَحدث في المشاعر الطبيعية لأي شخص.

♦♦ ♦♦


إذًا نحن أمام حالتين؛ حالة عارضة، وحالة مستمرة، وهي ما نبحث عنها من خلال المبدعين.

2 - أمثلة من المبدعين:

لقد استفزتني بداية قصة حياة فيرجينا وولف؛ فقد انتحرت بوضع حجارة في جيبها، رغم أن حياتها الزوجية كانت موفقة جدًّا، لكن أوجاع الفقد القديمة في عائلتها الأولى وضحايا الحرب العالمية الثانية التي أفقدتها المقربين - جعلت معاناتها مستمرة، وكان سؤالي في أحد المواقع:

هل المبدع عمومًا والمتميز يعاني دومًا من عدم الاستقرار النفسي؟!

 

لقد لاحظ علماء النفس التحليلي أن معظم المبدعين والمتميزين مرُّوا بتجارِب مأساوية في الطفولة traumatic experiencing، واستنتجوا أنه لا بد من أن هناك علاقة بين هذه المآسي والقدرة على الإبداع.

 

واعتقد فرويد أن الإبداع والجنون لهما نفس المصدر.

 

لكني شخصيًّا، ومن خلال دراساتي حول الإبداع، أعتقد أن المآسي تؤدِّي إلى زيادة في طاقة الدماغ، تظهر على شكل نشاط فوق العادة، وإذا ما فشل صاحب الدماغ الذي تتعمَّق فيه هذه الطاقة في امتلاك آليات إخراج هذه الطاقة بصورة إبداعية هامة ومُفيدة، عندها تتحول تلك الطاقة إلى أداة هدم، ويصبح الإبداع وبالاً على المبدع والمتلقي، ومن ذلك: عدم الاستقرار النفسي (الأديب أيوب صابر - بتصرف).

♦♦ ♦♦


وبنظرنا واستلهامًا من الواقع، هناك ما يُسمى بالمناعة النفسية، بما يَعني أن الكآبة آنية بسبب الحالة الإبداعية فقط، وإلا فهي مرَضية، إن استمرت تؤدِّ لحالات الانتحار.

 

مثال:

يمثل كتاب "كلمات ينبغي أن تقال"؛ للروائية الفرنسية ماري كاردينال محطة أساسية في مسارها الإبداعي، فبالإضافة إلى أن هذه الكاتبة عانت من فقدان العديد من أفراد العائلة في مرحلة مبكرة، فقد أدت إصابتها بسرطان الرحم في وقت مبكر إلى هيجان كل أعضائها، ومن ثم أنجزت هذا العمل الشهير، الذي يشكل مرحلة هامة في مسارها الإبداعي، وفي مسار تجربة التحليل النفسي على الذات.

 

يقول فيصل دراج عن كآبة المبدِع:

من أين تأتي تلك العلاقة الأليفة المُوجِعة بين الكآبة والإبداع؟!

ما الذي يدفع الأديب إلى أن يزهد فيما يرى ويقصد أغوار الروح الغامضة؟

 

وما الكآبة الرومانتيكية الشهيرة، في القرنين الثامن والتاسع عشر، إلا أثر للتحولات الاجتماعية العاصفة، التي دفعت بـ "الفنَّان" نحو الطبيعة، بعيدًا عن الآلة والصناعة، يرصد الأدب، في الحالات جميعًا، معنى الزمن في مرآتين: مرآة التحول، لا شيء يظل على ما كان، ومرآة العجز، فالزمن يغير كل شيء، وإذا كان في القبض على معنى الزمن معرفيًّا ما يؤرق الأديب، فإن في بناء المعنى شكليًّا قلقًا آخر.

 

خصوصية المشاعر الإبداعية:

من ناحية أخرى هل تؤدي حالات الإبداع للانزواء أو الانفتاح على الواقع بتطرف؟

 

عن دراسة هذه الحالة علميًّا تقول الروائية والاختصاصية النفسية الأمريكية جودي بالارد، في مقر اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في المسرح الوطني بأبوظبي، في 2008، وقدمها الدكتور معن الطائي:

وأشارت إلى أن كلمة "مبدع" تحيل إلى حالة نفسية ومزاجية؛ لأن الإبداع هو عملية خلق تتطلب الكثير من التأمل والحساسية الجمالية العالية، وهذه الحالة التأملية تدعو المُبدِع إلى العزلة والانزواء والتركيز، ومهما كانت الحالة الإبداعية للمبدع، شاعرًا، أو أديبًا، أو رسامًا، فالحالة النفسية تكاد تكون متشابهة، وهي تؤدي في الأغلب إلى حالة من الهوس التي تُعتبر ممهدة للاكتئاب.

 

ورأت أن حالة الهوس التي تُصيب المبدع هي حالة من التوهج العقلي الذي ينجم عنه التدفق المعلوماتي، من صور، وأفكار، يتم إفراغها على الورق، وهي حالة غالبًا ما تنتهي بالخمود والظلام، كما أنها غالبًا ما تفضي إلى حالة من الإجهاد بسبب استخدام طاقة العقل بشكل متناهٍ.


وأوضحت أن الأشخاص الذين يُعانون من هذه الحالة يظهرون في نوع من السرعة في العطاء والجاهزية، والتوهج، ولكنهم غالبًا ما ينتهون بالإصابة بالاكتئاب في حالة الاختلاء والانزواء بالنفس؛ لأنهم يحرقون أنفسهم بشدة التركيز والمبالَغة في العمل.

♦♦ ♦♦


وهناك ملاحظة سلوكية تخصُّ المُبدِع ربما لا يكشفها إلا المقربون غالبًا:

في حالة التوهج الإبداعي ينتشي ويغرق في عمله، وعند تراجعه يطغو الفراغ ويصاب باكتئاب الخوف من توقف الموهبة، وهنا نقول:

إن المبدع حالة إنسانية خاصة جدًّا، تَحتمل حالتين؛ إما أن تحمل حالة إبداع خاصة تحمل كآبتها آنية بسبب الإبداع، أو أنها حالة مستديمة من القلق النفسي، التي لا تستقر لا في حالة الإبداع ولا في حالة الركود الإبداعي.


لذا، فإن المُبدِع قَلِق في حالة الوحدة والانزواء، وفي حالة الانخراط في المجتمع، وهي ما يقال عنها: "فلسفة الوحدة"؛ حيث تبقى الموهبة يقِظةً في النوم واليقَظة في كل مكان يستفز الإبداع.


فهل لهذا علاج أم هو حالة خاصة لا علاج لها؟!

تجيب بالارد عن جانب من هذا السؤال فتقول: إن العلاج الكيميائي قد يسبب فقدان المبدِع للحالة الإبداعية، وعدم القدرة على الوصول إلى الأفكار العليا التي يستلهم منها إبداعه؛ إذ تؤدي العقاقير إلى إخماد العقل وجرِّه إلى المنطقة الوسطى، التي تقع بين حالة الاكتئاب من جهة، وحالة الفرح المبالَغ فيه من ناحية أخرى، وفقدان التوهُّج الذي يقود إلى الإبداع، مشيرة إلى أن لجوء البعض لتناول الكحول أو المخدرات للخروج من حالات الاكتئاب، يزيد من تأثيرها، نظرًا إلى أن الكحول والمخدِّرات من المواد المثبِّطة التي تضاعف تأثير الإصابة.


وأكملت قائلة:

ودعت إلى الحذر في استخدام وصف الاكتئاب؛ "إذ أصبح كلمة شائعة الاستخدام لدى كثيرين لوصف حالات يَمرُّون بها يوميًّا، وهو وصف غير دقيق؛ فالاكتئاب حالة مزاجية دائمة وليست عابرة، ولها أعراض ونتائج علمية دقيقة، وتختلف القابلية للإصابة بالاكتئاب من شخص لآخر وفق حالته النفسية والذاتية، ودرجة حساسيته للمؤثرات المحيطة به، وقد تكون زيادة حساسية المبدع للمؤثرات الخارجية مقارنة بغيره، سببًا في زيادة قابليته للإصابة بالاكتئاب، إلى جانب وجود أعراض أخرى لا يُمكن تجاهلها أو تفادي تأثيرها، مثل: الوراثة والجنس، فمعدلات الإصابة بالاكتئاب بين السيدات تُوازي ضِعف المعدَّلات بين الرجال".


وبيَّنت بالارد أن هناك طرقًا لتفادي الإصابة بحالات الاكتئاب، من أهمها: اتباع نظام حياة صحي، والتغذية الصحية، والنوم بعدد ساعات كافٍ خلال اليوم، وممارسة الرياضة، بالإضافة إلى الاستعانة بمجموعات الدعم، وهي مجموعات تشترك في اهتمامات معينة، مثل: الكتابة، أو الرسم، أو غيرهما من الأنشطة، مع الاستمرار في عملية الإبداع.

♦♦ ♦♦


وإن دل هذا التحليل على شيء، فهو يدل على أن المُبدِع إنسان سابق لزمنه، متطلِّع لما فوق الواقع، مُسرِع في خطاه للأفضل، توَّاق للتميز، يقدم جديدًا لم يقدمه إنسان قبله، فهل هذا مرَض فعلاً؟ وهل كتب علينا أن نقبَله لكي نتقدم للأمام؟

وقد كان لقاء للدكتور "جهاد العبدلله" في محطة DW ليلة السبت 20/12 - 2014 عن مرض الهوس الاكتئابي، وقد أصيب به موزارت وغوته وفان كوخ، فهم كانوا يعانون من تسارع الأفكار وتوالدها، مما يحفِّز الجملة العصبية، ويُسرع عمل الناقلات العصبية بشكل يفوق القدرة على التحمل، فيُرهقها بقوة، ويحتاج المريض هنا لمُستحضر يحد من هذه العملية، وقد تحدث عن دواء قديم "غوتان" يحد من عمل الناقلات العصبية، يأخذه المريض لمدة 3 أسابيع، مما يجعله متفائلاً منبسطًا، لكن الدراسات ما زالت قاصرة عن حسم الأمر تمامًا.


لذا نحضُّ على التغذية الطبيعية، والرياضة، والحياة الاجتماعية، وعدم العزلة.


بعدما نشر هذا الموضوع في موقعنا كان رد الأستاذ حامد حجازي:

أعتقد أنه لا يوجد أحد غير مصاب بنوع من أنواع الهوَس التي تفضَّلت بذكرها، إلا من عافاه الله ومنَّ عليه بمُخالفةِ هواه واتِّباعِ هَدْي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأرى أن من أسباب الاكتئاب عمومًا: (الهوس التكنولوجي) اللاواعي.

 

3 - أسباب إضافية للكآبة عند المبدعين:

مختصر القول: إن مشكلة الكآبة مشكلة متفرِّعة الأبواب.


• منها ما يكون بسبب عزلة المُبدِع وقلَّة حيلته في بث شجونه وإيجاد من يقوِّم عمله ويقيِّمه وينقده مثلاً ليغدو أفضل، أو هو أخفق في تسويق إبداعه، أو عدم وجود من يأخذ بيده، وهي مشكلة خاصة بالإبداع عمومًا.


• ومنها مشكلة خاصة بالبيئة المحبطة عمومًا وغير المشجِّعة، مؤسسات وجمهورًا؛ فالمؤسسات لا تبحث عن جديد بقدر ما تساعد من خلال العلاقات العامة والمحسوبية، رغم محاولتها الدائمة، إلا أن جمهورنا ولاد، ومِن واجبنا الوطني أن نأخذ بيده.


وهنا نلفت النظر لقصة في اليوتيوب، اسمها: "سباق السلاحف"، فيها عبرة عظيمة؛ أن سلاحف اشتركت في سباق تسلُّق للجبال، والجمهور خيَّب آمالهم بقوله: لن تصِلوا، فتدهور السباق، وسقطت السلاحف تباعًا، إلا واحدة، ولما سُئلت كانت لا تسمع...


لذا، فعندما تريد الوصول لا تسمع للمغرضين والمخيِّبين، والذين لا يملكون الموهبة الحقيقية، وإنما ينافسونك غيرةً وحسدًا، وموهبتهم في مكان آخر تمامًا.


• لكن هناك نماذج استثنائية تجاوزت البيئة المُحبطة والظروف القهرية، التي تزيد المعاناة خنقًا وقيودًا، وقدمت ما أرادت تقديمه رغم كل الظروف، وتعد هذه زمرة مِن المبدعين غير عادية أبدًا.


ثقافة مجتمعنا ثقافة صعبة، ولو طالعنا مقالنا: "ثقافة الصمت" لفهمنا أن المبدع يجب ألا يصمت لخطأ مجتمعي مُحبط، إما يواجهه أو يتجاهله تمامًا.


وبالمقابل كان المأمون يعطي كل كاتب وزن ما كتب ذهبًا، إذًا فنهضة الأمة من نهضة وتشجيع مواهبها ومثقفيها، والموضوع له شجون كبيرة.


كنا كتبنا عن هذا الموضوع في سلسة صباح الخير عن معاناة المفكِّرين جزء واحد واثنين.


مثال: أم ولدت بعد 8 سنوات، وكان ولدها معه حالة توحُّد، أرضعته صديقتها من لبنها، وصارت تتبناه عاطفيًّا، لكنها بحثت وبحثت عن حالته، فتبيَّن أن أصلها فطور في الأمعاء، وباتت نكتة الموسم، لكنها مضت في طريق محاولاتها فشُفي وتجاوز أقرانه في حالته وتحسَّن، فماذا يعني هذا؟

إحداهن تخرجت من الجامعة ولم تجد فرصة عمل متاحة؛ فالمحسوبية في عالمنا واضحة ومؤذية، فأقنعت والدها باستئجار محل تجاري لبَيع الأفكار، وتؤجر كل رف فيه لبضاعة الزبائن، وتبيع لهم الأفكار لتصريف إبداعهم (قد تكون الفكرة مستوردة مثلاً، لكنها هامة وضرورية في مجتمع يبحث عن فرصة).


• المبدع في بثه وعطائه نوعان؛ نوع يقدم صورة عن معاناته بمحاولة واقعية مع روح الإبداع، ومنه من يشطح بإبداعه كوميديًّا، أو خيالاً شاطحًا يقدم ما يريد قوله رموزًا وألغازًا على المتابع فكُّها، وهذه قمة الإبداع.


• إن التجديد صفة ملازمة للمبدع، وإن لم يجد مادة جديدة يدورحولها ليَصوغها قلادة جميلة يقدمها للمتابعين فقد يصاب بالكآبة حتمًا، وهناك من الأدباء من توقف عن الكتابة لمدة 10 سنوات، كما حصل لبوشكين عندما بدأ العد التنازلي الإبداعي، لكنه بعدها بدأ مشوارَه التصاعدي...


يمكننا القول أخيرًا:

أن الكآبة عند المبدعين عندما تُترجم بعد ذلك إبداعًا سويًّا، يتبيَّن أنها عرض لا مرض، إلا في حالات قليلة، تقع تحت مؤثرات داخلية وخارجية غير طبيعية استثنائية في الأصل، وتدعمها الحساسية العالية لديه، وكلما وجهت باتجاه الإبداع خرجت عملاً جديدًا، وخاصة عندما تفرغ شحنة إبداعية تراكمية، بحضور القرب من الله، ومحاولة تحقيق السكينة العبادية للتخفيف من غلوائها.


4 - الكآبة عند المسلمين:

لماذا لم يعانِ مبدعو المسلمين من هذه الكآبة؟


تقول الأستاذة: سارة الحكيم:

إن المؤمن لا يعاني من مرض الكآبة؛ لأنه يلجأ إلى الله، ولا يحتقن لسانه ومطلبه في صدره، فهناك من يسمعه ويستجيب لدعائه بيقين ضِمْني قويٍّ.


لماذا لم يعانِ الأنبياء من هذا المرض؟ أو لنقُلْ هذا العرض؟

ربما انتابهم الحزن، لكن كآبة مزمنة بالطبع لا... ويبقون بشرًا على أي حال.


وقد بين الأستاذ أحمد الشقيري مفعول الصلاة في منح راحة للتفكير لمُعاودة النشاط الذهني من جديد، من خلال فحص مُختبَري دقيق.


وقد بين الدكتور بشير بلح طبيًّا مفعول السجود في تروية أجهزة قد تتراجع ترويتها مع التقدم في السن.


لذا نقول: إن للصلة بالخالق مفعولاً سحريًّا لا يذوقه بقوة ويتلقى مفعوله إلا المبدعون المؤمنون حقًّا، وإن الإيمان ليس مثبطًا لحالات الإبداع، بل دافع لها في دعم كيفية إخراج الإبداع والاهتداء لطرق نجاحه.

♦♦ ♦♦


إذًا ما سبب الكآبة عمومًا لنعرف ما يعانيه جيلنا اليوم؟

جيلنا اليوم في حالة من البطر كبيرة، قتلت فيه توق التجديد في تناول كل ما يريد وإعطائه ما يحب دون عمل ولا سعي، وإن السعي مدعاة للتفنُّن في طرق الوصول، والمثَل: "الحاجة أمُّ الاختراع" مثل قوي جدًّا.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الاكتئاب.. الزائر المخادع
  • اكتئاب موثق
  • الاكتئاب المزمن عند الأطفال والمراهقين
  • آداب المدرسة: مجمع صناعة العقول وبناء القيم ومنهل المبدعين
  • معين المبدعين (1 – 2)
  • دواء الكآبة في قوة الإيمان واليقين

مختارات من الشبكة

  • الأسرة السعيدة بين الواقع والمأمول (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كتمان الأسرار الشخصية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • دور الأسرة في علاج وتدريب الطفل المعاق(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • سلسلة فقه الأسرة: الخطبة (1) أسس بناء الأسرة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سر الصلاح صلاح السر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سر من أسرار التكرار في القرآن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الدعاء للأولاد سر من أسرار النجاح والفلاح(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • مخطوطة سر الأسرار وسير الأبرار(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة حل أسرار الأخبار على إعراب إظهار الأسرار(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • أسرار الأسرة والزواج من ناحية فقهية(مقالة - موقع أ. د. علي أبو البصل)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب