• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    الإنذار المبكر من التقاعد المبكر
    هشام محمد سعيد قربان
  •  
    دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة العملية ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية
علامة باركود

النقد البيئي أو الإيكولوجي

النقد البيئي أو الإيكولوجي
د. جميل حمداوي


تاريخ الإضافة: 19/3/2012 ميلادي - 25/4/1433 هجري

الزيارات: 53145

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

النقد البيئي أو الإيكولوجي

(مادة مرشحة للفوز بمسابقة كاتب الألوكة الثانية)

 

مقدِّمة:

من المعروف أن نظريات النقد الأدبي، التي ظهرت في مرحلة ما بعد الحَدَاثة - بين سنوات الستين والتسعين من القرن العشرين - قد ركَّزت اهتمامها على مجموعة من المفاهيم الرئيسة، كالثقافة، والتأويل، والتفكيك، والاستعمار، والعِرْق، والجنس، والتاريخ، والتناصِّ، والسياق، والقراءة، والطبقة، والمجتمع، ومن هنا، فالنقد البيئي "Ecocriticism"- هو الذي يُعْنَى بدراسة المكان، والبيئة، والطبيعة، والأرض، في النصوص والخطابات الإبداعية والأدبية والثقافية.

 

ويعرف هذا النقد بمصطلحات ومفاهيم أخرى، كـ"الدراسات الثقافية الخضراء /green cultural studies"، و"الشعرية أو البويطيقا البيئية /ecopoetics"، و"النقد البيئي الأدبي /"environmental literary criticism"، و"النقد الإيكولوجي/Ecocriticism "...

 

هذا، ويُعَدُّ "ويليام روكيرت" "William Rueckert" أوَّل مَن استعمل مصطلح النقد البيئي لدراسة العلاقات الموجودة بين الأدب والبيئة، بما فيها المكان، والطبيعة، والأرض، والحياة، وذلك في أواخر سنوات السبعين من القرن العشرين الميلادي، وبالتحديد في سنة 1978م.

 

وتأسيسًا على ما سبق، فما يهمنا في هذه الدراسة هو معرفة مفهوم النقد البيئي، ورصد مرتكزاته النظرية والتطبيقية، وتحديد مختلف تجسيداته النصية والخطابية: إبداعًا وأدبًا ونقدًا وكتابةً، مع تقويم هذا النقد تنظيرًا وتطبيقًا ومقصديَّة.

 

1- مفهوم النقد البيئي:

نعني بالنقد البيئي ذلك النقد الذي يهتم بدراسة النصوص، والخطابات الأدبية، والإبداعية، في ضوء نظرية بيئية إيكولوجية، تبحث عن مكانة البيئة أو الطبيعة أو المكان أو الأرض أو الحياة داخل الإبداع الأدبي والفني، وذلك بالتنظير والتحليل والقراءة والفحص والدراسة؛ بُغْيَة رصد رؤى الكتَّاب والمبدعين والمثقَّفين تُجَاه البيئة، وخاصةً بعد ظهور الحركات والجمعيات والمنظمات والنوادي الداعية إلى الاهتمام بالبيئة، بعد تفاقم ظاهرة التلوث عالميًّا برًّا وبحرًا وجوًّا.

 

وفي هذا الصدد يقول "دافيد كارتر" "David Karter" في كتابه: "النظرية الأدبية": يُضِيف النقد البيئي فئة جديدة - وهي المكان - إلى فئات: العرق، والطبقة، والجنس... إلخ، كوُجْهَات نظر لتحليل الأدب، فقد رأى الناقد "لورانس بويل" بأنه من الناحية النظرية كانت هناك لفترة طويلة فجوة بين النصوص والوقائع؛ حيث يملأ النقد البيئي هذه الفجوة: يفترض النقد البيئي بأن ثَمَّة واقعًا فوق النصوص يؤثِّر على الكائنات البشرية وأدواتهم، والعكس بالعكس.

 

وقال "غلين ألوف" - من جامعة أوريغون -: "لقد حان الوقت لنَسُدَّ الهُوَّة بين العلوم الصعبة والعلوم الإنسانية، ولن تفعل ذلك النظرية الأدبية".

 

ولكن ثَمَّة جدال في بعض المقالات في مجموعة مختارة من النقد البيئي، بأن نظريات "ميشيل فوكو" و"إدوارد سعيد" هي ذات صلة بدراسة البيئة، التي تُعَدُّ في حدِّ ذاتها بناءً ثقافيًّا"[1].

 

بَيْدَ أن النُّقَّاد لم يتَّفقوا على مفهوم محدَّد وواحد للنقد البيئي، ولم يبيِّنوا بشكل واضح ما المقصود منه؟ وذلك بسبب حَدَاثة هذا النقد في نظرية الأدب، وجِدَّتِه في معاهد الولايات المتحدة الأمريكية وجامعاتها الأكاديمية "جامعة أريغون" مثلاً.

 

وهكذا، يعرف "شيرلي غلوتفيلي"Cheryll" Glotfelty"، و"هارولد فروم" "Harold Fromm" النقد البيئي بأنه: "دراسة العلاقات بين الأدب والبيئة المادية"، ويطرح نقَّاد البيئة عادةً أسئلة من قَبِيل: كيف يتم تمثيل الطبيعة في هذه السونيت "Sonnet"؟ وما الدور الذي يلعبه المكان المادي في حَبْكَة هذه الرواية؟ وهل القيم التي يُعْرَب عنها في هذه المسرحية تتَّفق مع الحكمة الإيكولوجية؟ وهَلُمًّ جرًّا.

 

وثَمَّةَ سؤال آخر يُنْظَر إليه، وهو: هل الرجال يكتبون عن الطبيعة بشكل مختلف عن النساء؟

 

وليس من المستغرب أن هذا قد أدَّى إلى فئة فرعية من النقد البيئي، تُعْرَف باسم "النسوية الإيكولوجية" مع مقتطفاتها من الكاتبات المهتمات بالطبيعة.

 

وقد كانت "لويزه ويستلنغ" من جامعة "أريغون" مهتمة في كيفية تركيز النسوية الإيكولوجية على الطريقة التي يتجلى فيها الجنس في تصوير المناظر الطبيعية؛ حيث تعتقد أنها ترسِّخ تقليدًا من افتراض أن الأرض هي مؤنَّث، وأولئك الذين يستخدمونها ويُهَيْمِنون عليها هم الذكور: "إنَّ الأرضَ ليست امرأة، ولكن من العصور القديمة، استخدم الكتاب الصور المؤنثة لتسويغ الاستيلاء عليها"[2].

 

وهكذا، يبدو أن النقد البيئي هو الذي يعقد ترابطات نصية وخطابية بين الأدب والطبيعة والأرض والمكان والبيئة، وذلك في ضوء قراءات متنوعة قد تكون ثقافية، أو تفكيكية، أو تأويلية، أو نفسية، أو اجتماعية، أو تاريخية، أو جمالية، أو تخييلية...

 

2- سياق ظهور النقد البيئي:

ظهر النقد البيئي بشكل خاصٍّ في الثقافة "الأنجلوسكسونية" في السنوات الأخيرة من عَقْد السبعين من القرن العشرين الميلادي "1978م"، وبالضبط في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، وذلك ضمن مؤسساتهما الأكاديمية ومعاهدهما الجامعية كجامعة "أوريغون"، وجامعة "نيفادا" مثلاً.

 

وقد رافق النقد البيئي مرحلة ما بعد الحَدَاثة التي جاءت لتصحيح مجموعة من المفاهيم، وتعرية المؤسسات الثقافية الغربية المُهَيْمِنة والمستغلَّة إن تقويضًا، وإن تشتيتًا، وإن تأجيلاً، فنتجت عن ذلك أن ظهرت دعوات للاهتمام بالعرق، والجنس، والطبقة، والتاريخ، والمؤلف، والسياق، والمكان.

 

وفي هذه الظروف الخاصة والعامة، ظهر النقد البيئي للتشديد على أهمية المكان والطبيعة والبيئة محليًّا وجمهوريًّا ووطنيًّا وعالميًّا، وذلك ضمن منظور نقدي إيكولوجي معاصر، بعد أن انتشر التلوث والأمراض المعدية في المجتمعات الصناعية المتقدمة وغير المتقدمة، وأصبحت الحياة الإنسانية مهدَّدة بشكل خطير فوق هذه الكرة الأرضية: برًّا وبحرًا وجوًّا.

 

وعليه، فإن مفهوم النقد البيئي يعود إلى مقالٍ بقلم "ويليام روكيرت" "William Rueckert" في عام 1978م على الأقل، وهو بعنوان "الأدب وعلم البيئة: تجربة في النقد البيئي".

 

وقد بقي هذا المفهوم هامدًا لبعض الوقت، حتى أيقظت "شيرل بورغيس غلوتفيلي" الاهتمام به مجددًا في أحد المشاريع، من خلال نشر دراسة استقصائية في هذا المجال، وهي التي قامت بتحريرها مع "هارولد فروم" تحت عنوان "مجموعة مختارة من النقد البيئي: أعلام في أدب علم البيئة" "1966م".

 

وفي عام 1992م، تأسَّست رابطةٌ لدراسة الأدب والبيئة "ASLE"، وكان لها مَجَلَّتها الخاصة، وكان لها أيضًا نشرة إخبارية، وموقع على الإنترنيت".[3]

 

ولا يَعْنِي هذا أن النقد البريطاني لم يهتمَّ بالطبيعة والبيئة، فثَمَّة دراسات إيكولوجية لمجموعة من النقَّاد، قد ركَّزت اهتمامها على الطبيعة بشكل من الأشكال ضمن منظورات نقدية متنوعة: بيئية، وثقافية، واجتماعية، وإعلامية، وسياسية، وتوجيهية... كالدراسات التي قام بها "روبرت ماكفارلين" في مجال النقد البيئي على سبيل التخصيص.

 

3- رواد النقد البيئي:

يمكن الحديث عن مجموعة من الأعلام النقدية التي اهتمت بالنقد البيئي، سواء أكان ذلك في بريطانيا أم في الولايات المتحدة الأمريكية، ومن بين هذه الأسماء نستحضر كلاًّ من: "روبرت ماكفارلين"، و"ويليام روكيرت"، و"شيرل بروغيس غلوتفيلي"، و"لورانس بويل"، و"غلين ألوف"، و"هارولد فروم"، و"لويزا ويستلنغ"، و"دافيد كارتر"، و"جريغوري جرارد"، وغيرهم

 

ويمكن الحديث عن رابطة متخصِّصة في نقد الإبداع البيئي، وهي رابطة لدراسة الأدب والبيئة "ASLE".[4]

 

وإذا أخذنا الكاتب الإنجليزي "روبرت ماكفارلين"، فقد كتب مقالةً تحت عنوان "حيثما تكون الأشياء البرية"، وقد نُشِرت في إحدى طبعات "الغارديان" بتاريخ: 30 يوليوز 2005م، وقد أظهرت: "الصفحة الأولى من باب المراجعة صورة له مع عنوان "مكتبة المناظر الطبيعية: روبرت ماكفارلين عن كلاسيكيات البيئة".

 

وفي هذه المقالة يجادل "ماكفارلين" بوجود منظور جديد عن الاهتمامات التي يجب على الأدب والدراسة الأدبية التركيز عليها.

 

وفي مقالة أخرى تسبق هذه المقالة اقترح "ماكفارلين" إقامة مكتبة من كلاسيكيات الكتابة الطبيعية من بريطانيا وإيرلندا، والعمل على نشرها، فهذه ستكون سلسلة من الكتابات المحلية التي ركَّزت على أماكن معينة، والتي عملت دائمًا على التفرد، وليس على التعميم مطلقًا".

 

فأي كتاب - من أجل أن يدرج - يجب أن يبرهن على الاعتقاد أنَّ مصير البشرية ومصير الطبيعة لا يتجزأان، ويجب أن تقترب من البيئة الطبيعية: ليس من منظور الإخضاع والاكتساب والاستخدام على المدى القصير، ولكن وفقًا لمبادئ ضبط النفس والمعاملة بالمثل.

 

وقد بدأ "ماكفارلين" أساسًا في عمليَّة إنشاء تراث أدبي؛ حيث يكون الأدب البريطاني واعيًا للإيكولوجيا، التي يمكن أن تستخدم أساسًا لهذا النهج البيئي في دراسة الأدب.[5]

 

هذا، وقد خصَّص "دافيد كارتر" النقد البيئي بفقرة مقتضبة داخل كتابه القيم "النظرية الأدبية"، ضمن فصل الاتجاهات الجديدة في مرحلة ما بعد الحداثة الأدبية والنقدية والثقافية.[6]

 

وقد استعرض التفاصيل التاريخية لهذه النظرية في حَقْلَيها: البريطاني والأمريكي.

 

ويمكن الحديث أيضًا عن "كارل كروبر" "Karl Kroeber" الذي ألَّف كتابًا تحت عنوان "النقد البيئي الأدبي" سنة 1994م.[7]

 

ويُعْنَى هذا الكتاب باستكشاف الأفكار البيئية والاجتماعية في الشعر الرومانسي الإنجليزي.

 

ومن ثَمَّ، فالكاتب ينطلق من رؤية نقدية إيكولوجية في دراسة الشعر الرومانسي، وخاصة قصائد الشاعر الإنجليزي: "ووردزوورث: "Wordsworth".

 

وهناك أيضًا:

شيرلي كلوتفيلي "Cheryll Glotfelty" و"هارولد فروم" Harold Fromm في كتابهما المشترك "القراءة النقدية البيئية/The Ecocriticism Reader".

 

و"لورنس بويل" صاحب كتابي: "الخيال البيئي/ The Environmental Imagination"، و"مستقبل النقد البيئي: الأزمات البيئية والخيال الأدبي".

 

و"جوزيف مايكر" "Joseph Meeker" في كتابه "كوميديا البقاء في الحياة/ The Comedy of Survival " "1974م"؛ حيث انطلق الدارس فيه من رؤية فلسفية، ورؤية نقدية أدبية تُجَاه البيئة، وقد بيَّن فيه أنَّ الثقافة الغربية تفصل بين الطبيعة والثقافة، ومن ثَمَّ، يستعرض الناقد مجمل الصعوبات والأزمات التي تواجهها البيئة المعاصرة، مع التفكير في الحلول المقترحة لإنقاذ هذه البيئة المُسْتَلَبة والمستغلَّة؛ مع العلم أن البيئة هي أساس حياتنا ووجودنا فوق هذه البسيطة.

 

وهناك كتاب آخر "لتيموتي كلارك" "Clark Timothy" تحت عنوان "من أجل نقد بيئي تفكيكي"، وقد نشره سنة 2008م، ويطبِّق الدارس فيه منهجية "جاك ديريدا" التفكيكية لتقويض المنظور الغربي العام والخاص تُجَاه البيئة.

 

أما كتاب "جريجوري كراد" "النقد البيئي"، فيُعْنَى بتعريف النقد البيئي؛ حيث يعرفه بأنه هو الذي يهتم بعلاقة ما هو إنساني بمحيطه على مدى التاريخ الثقافي البشري.

 

كما يَدْرُس الكتاب البيئة من خلال منظور ثقافي، يركِّز على نصوص وخطابات إبداعية، وإعلامية، وسياسية، ومدنية، باعتبار أن البيئة ليست مشكلاً علميًّا فقط، بل هي مشكل ثقافي كذلك؛ لذا فمن واجب الناس العناية ببيئتهم التي تحيط بهم، مع التفكير في الحلول الناجعة؛ للحد من ظاهرة التلوث والأمراض الخطيرة التي ترتبط بها،

 

ومن هنا، فالكتاب يتتبَّع تطور الحركة البيئية، ويستكشف أهم الموضوعات التي شَغَلت النقَّاد في مجال البيئة، مثل: التلوث، والحياة البرية، والرؤيا، والسكن، والحيوانات، والأرض.[8]

 

4- تقويم النقد البيئي:

من المعلوم أن النقد البيئي منهج جديد في القراءة والتحليل والتقويم، فهو يهتم بدراسة البيئة والطبيعة والمكان في الإبداع والأدب، بمعنى أن هذا النقد يتخذ بُعْدًا موضوعيًّا "Thématique" وثقافيًّا وتفكيكيًّا، لا سيما إذا تسلَّح النقاد بمجموعة من المناهج الحَدَاثية وما بعد الحَدَاثية لمقاربة الظواهر البيئية في النصوص والخطابات، انطلاقًا من الداخل النصي والسياق الخارجي؛ بُغْيَة تأويل النص ثقافيًّا وبيئيًّا وإعلاميًّا.

 

وهذا الاهتمام البيئي مفيد ومهمٌّ جدًّا في إطار نظرية الأدب، ولكنَّ هذا الاهتمام ما يزال يواجه صعوبات الانتماء، ويعرف عقبات جَمَّة على مستوى الاعتراف به، أو القبول به منهجًا أو طريقة في التحليل والدراسة والقراءة في مجال نظرية الأدب؛ لأننا لم نتعوَّد بعدُ على الربط بين الطبيعة والثقافة، فنحن دائمًا نفصل بينهما، ومِن ثَمَّ، لا نبالي بالقضايا المصيرية التي تهدِّد الحياة الإنسانية، إن لم نسارع للاهتمام بها في كتاباتنا الإبداعية والنقدية تشخيصًا وتحليلاً ووصفًا وتوجيهًا وتلميحًا.

 

زِدْ على ذلك، فهناك مَن يرى أنَّ النقد البيئي يتنافى مع خصوصية الأدب الذي هو فنٌّ وجمال وشعرية، قبل أن يكون بيئة وطبيعة ومكانًا؛ ومن ثَمَّ، فالبيئة من اختصاص الدراسات العلمية والثقافية والإيكولوجية والاجتماعية، وبهذا، يكون موضوع البيئة بعيدًا عن الأدب بمفهومه التحسيسي والتوجيهي والثقافي، وعلينا ألا نحوِّل الأدب إلى وثائق ثقافية وسياسية واجتماعية، أو نحوِّله أيضًا إلى حقل وثائقي استطلاعي وإعلامي، تضيع فيه ماهية الأدب، وشعريته الفنية والجمالية، ووظيفته الحقيقية.

 

خلاصة تركيبية:

وخلاصة القول:

ما أحوجنا إلى دراسة البيئة والطبيعة والمكان في أدبنا العربي في ضوء النقد البيئي! فالشعرُ الجاهلي هو شعر بيئة أكثر مما هو شعر قِيَم وأعراف، وعادات وتقاليد، وخصائص فنية وجمالية.

 

كما أنَّ الشعر العباسي والأندلسي مرتبطٌ كل الارتباط بالبيئة الطبيعية والاصطناعية، تحتاج هذه البيئة منا إلى دراسات وأبحاث، وكتابات وصفية تتسلَّح بالنقد البيئي؛ بُغْيَة معرفة مكانة الطبيعة أو البيئة في شعرنا العربي، ونعرف كذلك مكانة المكان في السرد والقصص، والحكايات، والنوادر، والمقامات، ولا سيما في مقامات "بديع الزمان الهمذاني" و"الحريري"، وكتاب "ألف ليلة وليلة".

 

ولا ننسى أيضًا ارتباطَ شعر الرومانسية الوجدانية العربية في العصر الحديث بالطبيعة والبيئة المثالية والواقعية إيجابًا وسلبًا.

 

ونقوم كذلك بدراسة المكان والبيئة في الشعر العربي المعاصِر، وخاصة في شعر التفعيلة، والقصيدة النثرية، وشعر الشذرة.

 

وينبغي أن نهتم ثقافيًّا وتفكيكيًّا بقضية تأنيث الطبيعة والبيئة في أدبنا العربي القديم والحديث والمعاصر؛ بُغْيَة استكشاف الأنساق البيئية والثقافية المضمرة نصًّا وخطابًا.



[1] ديفيد كارتر: النظرية الأدبية، ترجمة: د. باسل المسالمة، دار التكوين، دمشق، سوريا، الطبعة الأولى سنة 2010م، ص:153-154.

[2] ديفيد كارتر: النظرية الأدبية، ص:154.

[3] ديفيد كارتر: المرجع السابق، ص:152-153.

[4] - Association for the Study of Literature and Environment

[5] ديفيد كارتر: المرجع السابق، ص:152-153.

[6] ديفيد كارتر: المرجع السابق، ص:152-154.

[7] - Karl Kroeber: Ecological Literary Criticism, Romantic Imagining and the Biology of Mind, 185 pages, paperback, Columbia University Press, 1994.

[8] انظر: جرج جراد: النقد البيئي، ترجمة: عزيز صبحي جابر، هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث، الطبعة الأولى سنة 2009م.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • نقد النقد الحديثي المتجه إلى أحاديث صحيح الإمام البخاري: دراسة تأصيلية لعلم (نقد النقد الحديثي) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تساؤلات حول النقد(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • ما الفرق بين أسس وسمات ومقاييس النقد؟(استشارة - الاستشارات)
  • في النقد الأدبي: ما الأدب؟ ما النقد؟(مقالة - حضارة الكلمة)
  • النقد من أجل النقد(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • النقد الانتقامي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مظاهر النقد الأدبي وخصائصه في العصر الجاهلي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • النقد الهزيل(مقالة - حضارة الكلمة)
  • "أجمل الأيام" للرابع الابتدائي: بين النقد التعليمي والنقد اللغوي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الفرق بين النقد والخطاب النقدي(استشارة - الاستشارات)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب