• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحطة الحادية عشرة: المبادرة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية / أدب الأطفال (دراسات في أدب الأطفال)
علامة باركود

(يوميات خلوق) منظومة أدبية للمهارات الحياتية للطفل

د. ماجد بن سالم حميد الغامدي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 1/6/2011 ميلادي - 28/6/1432 هجري

الزيارات: 22288

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

(يوميات خلوق)

منظومة أدبية للمهارات الحياتية للطفل

ماجد بن سالم حميد الغامدي[1]

تتلاطمُ أمواج المعرفة في مناحي الحياة كافةً، ليخرج منها مدٌّ جديد، ولكن أساسَ هيجان بحرها يكمُن في عقل الإنسان، ذلك الحي العاقل، المفكر العامل. ونجاحُ ذلك من عدمِه مَنوطٌ بنجاح أو فشل ما قُدم له في مرحلة حياته الطفولية، تلك المرحلة البريئة من العمر، والتي يَقبل فيها الطفلُ كلَّ ما يوجَّهُ إليه من معلوماتٍ ومشاهدات، دون أدنى شرط أو اعتراض، ثم يفتح لها في عقله باباً، ويعايش من خلالها الحياةَ، ويجربها كسلوكَاتٍ تتكون لديه من خلالها الميولُ والاتجاهات، قُبلت عند غيره أو رُفضت.


كما أنه قد يغلب اللَّعبُ على الطفل في مرحلة حياته الأُولى، لكنه إنسانٌ يتمتع بكيانه الخاص. ألم تشاهده يوماً يحبُّ لعبةً غريبة تدلِّل على ذلك، فيقوم ببناء بيتٍ صغيرٍ داخلَ منزله الكبير؟


فله في مرحلة الطفولة عالمٌ خاصٌّ، وللتعامل مع الأطفال أثرٌ على حياتهم النفسية، ولذلك فإن التعاملَ مع الطفل اليتيم له خصوصيته، والتعامل مع الطفل ذي الاحتياجات الخاصة له طريقته، وما ذلك إلاَّ مراعاة لنفسيته.


حتى أن ما يقدَّم لهم من العلوم والمعارف والمَهارات له خصوصية أيضاً. فعلى سبيل المثال: نقدم لهم العلومَ الشرعية بصورةٍ مبسطة ترتكز على تعريفهم بالله وحده وتمهِّد لهم ممارسة العبادات الأساسية، وفي مجال اللغة والحساب والتاريخ كذلك. إلاَّ أن ذلك لا يُغْني عن مخاطبة وجدانهم وتذوقِهم الأدبي، لِما له من الأثر الكبير على سلوكهم ومهاراتهم في الحياة من خلال أدب الأطفال، الذي يهدف إلى ترجمة الأفكار إلى مواضيع متنوعة يفهمها الأطفال. وحينما نقول "يفهمها الأطفال" فإن لأدبهم طابعاً خاصًّا يمكن أن نصفه بالسهل الممتنع، وإن اتَّسَم بالسهولة في اللغة والبساطة في الأسلوب.


ولأنَّ أدبَ الأطفال يخاطب ثقافتهم وأفكارَهم بتلك البساطة والسهولة؛ مما يجعلُه محبَّباً لديهم، فلا ريبَ أنه سينعكس على مهاراتهم الحياتية إذا قُدِّم لهم كمنظومةٍ شاملةٍ لهذه المهارات.


وفي مجموعةٍ شعريَّة فازت في الدورة الثانية من جائزة دولة قطر لأدب الطفل، تحمل عنوان (يوميَّات خَلُوق)[1].

 

للأديب صهيب محمد خير يوسف، نرى أنموذجاً حديثاً لأدب الطفل، يتضح لقارئه أنَّ أدب الأطفال ليس مجردَ قصةٍ عابرةٍ تُكتب للتسلية، بل إنه بمكوِّنهِ العلمي والفلسفي يشكِّل منظومةً لحياة الطفل.



فقد قدمت هذه المجموعة الشعرية أدباً متميزاً للطفل، تُميِّزهُ البساطةُ اللغوية، والحقائق العلمية، والقرب من الطفل، وفَهمُ مراحل نموِّه، وربطه ببيئته وواقعه وتاريخه ومجتمعه، والاهتمام بتنمية خبراته وتفكيره إبداعاً وإيجاباً، والاهتمام بصحته ومظهره في محيط بيئته، وذلك مِن خلال تعزيز القيَم المرغوبة، وتقديم الأَولى فالأَولى مِنها.


ولعلِّي أسرد أولاً بعض النماذج من هذه المجموعة، ثمَّ أذكُر أهمَّ الأساليب والمرتكزات التربوية التي تأسستْ عليها:

فقبلَ أن يُبحر الشاعر بذلك الطفل الصغير إلى بحارِ الحياة، أسَّسَ نهراً - لينطلق منه - يتَّصفُ بالحب والرحمة، فيربطه بقيمة الوالدين قائلاً:

يا طِفلَنا الأوَّلْ..

يا حُلْمَنا الأَجْمَلْ

ها أنتَ في المَنزِلْ..

لِلوالدَينِ جَمَالْ.

 

كما نجد الشاعر معايشاً للطفل وقريباً جدًّا منه ومن بيئاته المتنوعة، فيقول مثلاً:

في مَدْرَسَتِيْ: أَتَعَلَّمُ أَشْيَاءً عِدَّهْ

وَأَرَى طِفْلاً يَرْفَعُ يَدَّهْ،

يَقْرَأُ دَرْساً، يُمْسِكُ قَلَماً:

يَكْتُبُ حَرْفاً، يَرْسُمٌ وَرْدَهْ.

 

وفي النَّص نفسه نقرأ الطفلَ الصغير العاشق، الذي له من العشق ما يوائم براءته:

فَاعْشَقْهَا مِثْلِي كَيْ تَبْقَى:

أَجْمَلَ مَدْرَسَةٍ..

أَغْلَى مَدْرَسَةٍ..

أَحْلَى مَدْرَسَةٍ، وَسَتَبْقَى مَدْرَسَتِيْ لِلطَّالِبِ بَيْتَا.

 

ومن النصوص الأدبية الإبداعية التي كُتبت في هذه المجموعة الجميلة، مخاطِبةً الفكر الطفولي، نقرأ نصًّا اجتماعيًّا توعويًّا بعنوان (طفلٌ وكرسي)، وهو يهدف إلى تدريب الطفل على حسن التعامل مع ذِي الإعاقة المؤهَّل:

لَمَّا أتَيتُ.. بَقِيتُ في صَفِّي غَرِيبَا

أَتأَمَّلُ الأطفالَ والأشياءَ،

أَبْنِيْ - مِثلَما عَوَّدتِنِي - أَمَلاً رَحِيبَا.


وحين يتعاون ويتعاطف الأطفالُ الصغار بلغة الكبار ماذا عساهُم ينتجون؟:

وَتَجَمَّعَ الأطفالُ حَوْلِيْ

غَنَّوْا مَعِيْ، لَعِبُوا لأَجْلِيْ

 

ولكي يتعود حسنَ التعامل مع أقرانه كبيراً، لا بد أن ينكر ما يضادُّه صغيراً:

لَمْ يَضْحَكُوا مِنِّيْ لأنِّي

طِفْلٌ مُعَاقٌ، أوْ لأَنِّي

مِنْ فَوقِ كُرْسِيِّي أُغَنِّي.

 

وكم هو مبدعٌ وبريء ذلك الطفل لأنه - في غَمرة سعادته مع أقرانهِ - لم ينسَ أمَّه التي اعتنت به وأهَّلته للالتحاق بركب الطلاَّب:

وَتَهامَسُوا:

"ماذا سَيَرْسُمُ يا تُرَى؟"

فَرَسَمْتُ قَلباً طاهِرَا

وَكَتَبْتُ وَسْطَ القَلْبِ:

"أُمِّيْ".

 

في قصيدة (العَينان) نجد الطفل يتأمَّل الكون معتمداً على غريزته وأدواتها التي هي حواسُّه:

بالعَينَينْ

أتَجَوَّلُ في هذا الكَونْ:

هذا قَمَرٌ،

تِلكَ نُجومْ

وهُنا أُبصِرُ سِتَّ غُيومْ...

 

ويلمِّح صهيب إلى أهمية أن يكون الطفلُ متفاعلاً في مجتمعه الصغير، المليء بالصغار، فيقول:

قالَ المُعلِّمُ:

"كلُّ تِلميذٍ يُحَضِّرُ فِقرَةً؛

حتَّى يُفِيدَ الأصدِقاءْ

وَغَداً سأَجمَعُ ما كَتبْتُم، ثمَّ أَبدَأُ الانتِقاءْ"...


ويرتقي بلغته إلى المستوى الذي يجعل منها لغة طفليَّةً واقعية وحية، ومع ذلك فهي متمسكة بالفصحى الأصيلة، فيقول مكملاً للأسطُر الشعرية السابقة:

بابا وَماما ساعَدانِي عِنْدَ إعْدادِ المَقَالْ

.. ورآهُ أُسْتَاذِيْ فَنَادَانِيْ: تَعالْ

مَنْ ساعَدَكْ؟

فَأَجَبْتُهُ:

اَلوالِدانِ الطَّيِّبانْ

دَوماً لإِبنِهِما الصَّغِيرِ يُوَجِّهانْ.

 

وفي نص (درس الصحَّة) نجد عباراتٍ لو حفظها أطفالنا لقطعت التربية شوطاً طويلاً في تعزيز مَهارات اهتمام الطفل بصحته والمحافظة على حياته، لأنها جوهرُ وجوده وتاجٌ على رأس الأصحَّاء:

الصِّحَّةُ تاجْ

تاجٌ وَهَّاجْ

كُلُّ الأَطْفالِ لَهُ تَحْتاجْ.


وتذوُّق الجمال لا يقتصر على الكبار، فالطفل نفْس، والنفسٌ تعشق الجميل... تقول (وردة):

أنا وَردةٌ..

وأُحِبُّ لَونَ الوَردةِ

وأُحبُّ جدًّا غُرفَتِي

دَوماً أقولُ لوالِدي:

"أَرجُوكَ لوِّنها بِلَونِ الزَّهرَةِ

لِتَكُونَ أَجمَلَ غُرفَةِ".


وقد نتساءل: هل يهتم الطفل - الذي يعيش حياةَ اللَّعب - بترتيبِ الوقت؟

أدبيًّا: نعم، وإن كان ذلك في ضوء اللَّعب:

سَأُرَتِّبُ وَقْتي في العُطْلَهْ

كَي أُنْجِزَ أَعْمالاً سَهْلَهْ:

أَتَمَشَّى مَعَ جَدِّي فَجْرَا

وَمَعَ الحاسِبِ أَبْقَى ظُهْرَا

وَأَزُورُ صَديقاتِي عَصْرَا.


والشاعر في نصِّه الجميل (حديقة منزلي) يطمح إلى تنشئة الطفل المكرِم لضيوفه، والذي يستقبلهم بالترحيب مردِّداً:

أَهْلاً بِكُمْ،

أهلاً بِكُمْ في بَيتِنا الجَمِيلِ

وَفي حَدِيقَةِ الشَّذَا، وَظِلِّهَا الظَّلِيلِ.


وفي هذا النص يغرس في الطفل أملَ الطفولة ليكون في مستقبلِ وجدانه أملَ الرجولة، فهو يغرس نخلةً وإن كان طفلاً، حتى يجنيَ منها تمراً في مستقبله:

هُنَا زَرَعْتُ العُشْبَ،

ها هُنَا غَرَسْتُ نَخْلَهْ

وَحَوْلَهَا السَّرْوَ، وَزَهْرَ الياسَمِينِ..

شَتْلَةً، فَشَتْلَهْ.


ولكنَّ هذه الحديقة لن تؤتيَ أُكُلَها إلاَّ بالقيام بمسؤوليته تجاهها:

في كُلِّ يَومٍ كُنْتُ أَسْقِيهَا لِكَي أَزِيدَها جَمَالا

حتَّى غَدَتْ حَدِيقةً تُشابِهُ الخَيَالا.


وبعد قيامه بهذه المسؤولية سوف تتحقَّق أهدافه من غراسها:

والآنَ في حَدِيْقَتِي تُغرِّدُ البَلابِلْ

وَتَرْقُصُ السَّنابِلْ

وَصِرْتُ فيها أَجْمَعُ الصِّحَابَا

.. طابَ المكانُ، طَابَا.


وفي مجال المهاراتِ العلمية، ها هو الأدب يعلِّمه مهاراتِ التفكير وحلِّ المشكلات:

سَيأتيْ الحَلّْ..

إذا واجَهْتُ مُشكِلةً مَعَ الطُّلاَّبِ في الصَّفِّ

فأُستاذِيْ يُوَجِّهُنيْ وَيَمْحُوْ الخَوفَ بالعَطفِ.


لقد نمَّى الأدبُ التفكيرَ بأنواعه للأطفال، فبَينَ صفحات (يوميات خلوق) نجد (لعبة الأسماء) التي تهدف إلى تنمية ذاكرة الطفل وذكائه، وتنمية مهارة التركيز والتعلم الجماعي:

الْيومَ عِنْدِي لُعْبَةٌ جَدِيدَهْ

وَسَهْلةٌ مُفِيدَهْ :

كُلُّ فَتاةٍ تَشْرَحُ اسْمَهَا لِنَسْتَفِيدْ

وَلْتَنْتَبِهْ جَارَتُهَا فَقَدْ..

نَعُوْدُ مِن جَدِيدْ.


ومن المهارات الحياتية التي تنبثق من البيئة: الحِرَف التقليدية والمعاصرة، ومن ذلك قصيدة عن الصيَّاد:

حِينَ يأتِي اللَّيلُ أمضِي

حاملاً بَعضَ الشِّباكِ

أركَبُ القارِبَ، أُلقِي

فوقَ أَسماكِي شِباكِي.


ولقد تطور أدب الأطفال فواكب التقدم التكنولوجي الذي يشهده العالم في مختلف المجالات. ولم تُغفل مجموعة (يوميات خلوق) توجيه الطفل المتأدب إلى الاستخدام الأمثَل للتقنية الحديثة كإحدى المهاراتِ الحياتية، وقدوته في ذلك طفلٌ ينمِّي ثقافته من خلال مواقع إلكترونية مفيدة لا تتعارض مع قيمه الدينية:

يا صاحِبِي،

في عالَمِ الحاسُوبِ تَنْمُو قُدْرَتِي وَمَواهِبِي..

أَسْتَخدِمُ الحاسُوبَ، لا أَلْهُو بهِ عن واجِبِي

فَأَنا صَدِيقُ الحاسِبِ.


لقد أنتجت هذه المجموعة الشعرية ذلك الطفل (الخلوق) في التعامل والابتسامة والحب والاحترام والنظام:

بابتِسَامَهْ

أَبْدَأُ اليومَ الجدِيدَا

بابتِسَامَهْ

أَلْتَقِي الأَصحابَ في مَدْرَسَتِي

ثُمَّ أَقضِي مَعَهُمْ يَوماً دِراسيًّا سَعِيْدَا


كما عززتْ هذه المجموعة مهارةَ التواصل عند الأطفال في نص رائع بعنوان (من ألوان الفصول الأربعة)، وقد تناول هذا النص الشعوبَ والأوطان المسلمة، بمزيج فني وفكري بديع، متجاوزاً كل الحدود والجسور. يقول فيه:

في تُونُسَ قَدْ ذابَ الثَّلجْ

واخْضَرَّتْ أَعْشابُ المَرجْ

وَحَلاَ للنَّاسِ المِشوارْ

فالفَصْلُ: رَبِيعُ الأَزهارْ

يَتَلَوَّنُ.. والدُّنيا تُمْطِرُ

وَرداً أحْمَرْ،

زَهْراً أصفَرْ،

وَفَراشاتٍ تَكْثُرُ، تَكثُرْ...


والشاعر - هنا - عاد بالطفل إلى البيئة التي يعيشها، لأنه من خلالها يعزِّز مهاراته الاجتماعية، وبتأمُّله فيها ينمِّي مهاراتِ تفكيره وثقافته، وبمعايشتها يحافظ على صحَّته، وبخدمتها يخدم بيئته.


لقد اشتملتْ مجموعة (يوميات خلوق) على العديد من الأساليب التربوية، التي يكاد يُجمع المختصون في التربية على أنها تنمِّي مهارات الحياة لدى الأطفال. ومن أهم هذه الأساليب:

• القُدوة: حيث اشتملت المجموعة على الكثير من الصور الأدبية والمشاهد التي تَستخدم القدوةَ كوسيلة للتربية.


• استخدام أساليب حديثة لتشويق الأطفال: كحلِّ المشكلات ولعب الأدوار والحوارات والمشاهد التي تستثير فضول الطفل وعقلَه وخياله.


• استثمار تنمية التفكير في جميع المواقف لمساعدةِ الأطفال على الثقة بالذات وبالقدرات الشخصية وتنميتها.


• لم يَغفل الشاعر في مجموعته الشعرية عن استخدام أسلوب التفاعل مع الأقران حسب طبيعتهم إذا كانت ايجابية.


• هذه المجموعة تحتوي على مجموع فريد من المَهارات الحياتية المتنوعة، ومن العبارات والإرشادات التنموية الهادفة، التي تشمل مختلف جوانب حياة الطفل، مما يحتاج إلى دراسة أخرى لاستيعابها وذكر تفاصيلها.


ومما يحسُن ملاحظته لقارئ هذه المجموعة:

• استثمار الشاعر لوسائل التعبير المتاحة، والمزج الفني الابتكاري بين تقنيات الشعر ولوحات المسرح وفنيَّات القصة والسرد وغيرها، والمزج أيضاً بين ما هو واقعي وما هو خيالي في مختلف بيئات الطفل.


• تنمية مهارات الكتابة لدى الطفل، وكذلك المهارات الثقافية والاجتماعية.


• وجود هدف مكتوب تحت عنوان كل نص شعري في المجموعة، وربما تكون هذه الإضافة هي الأولى من نوعها في الدواوين المقدَّمة للأطفال. وكتابة الشاعر لهذه الأهداف تفتح للقارئ آفاقاً أرحب عند قراءة نصوص المجموعة.


• وضوح الجهد المبذول في صياغة النصوص فكريًّا وتربويًّا وأدبيًّا، وكذلك وضوح نفَس التحديث في الكتابة، والسعي الجادُّ للتميز ولتطوير قصيدة الطفل والخروج بها عن المألوف السائد. مما يدعو لحث الشعراء على قراءة هذه المجموعة والإفادة منها.


• حِرص الشاعر على أن تحتوي جميع النصوص والمقطوعات على لفتات تربوية مضمَّنة. وهذا يؤكد ما يذهب إليه دارسو أدب الطفل من أن أدب الأطفال أدبٌ تربويٌّ من حيث المبدأ.


• تعتبر هذه المجموعة في طليعة المجموعات الأدبية المتخصصة في المهارات الحياتية. وبناءً على الاستقصاء البحثي فإنَّ تأليف الكتب في هذه المهارات حديث جدًّا ونادر في الوقت نفسه.


من هذا العرض المختصر عن (يوميات خلوق) تتبين لنا أهمية وعي المجتمع بالكتابة للطفل، ودور المجتمع في تعزيز القيَم لديه. ونستطيع القول: إن مهارات الحياة وقيَمها يمكن تقديمها لأطفالنا في صورٍ إبداعية شيقة تنمَّى من خلالها اتجاهاتُهم وقيَمهم، مما يُسهم في تشكيل مهاراتهم وسلوكاتهم متى ما راعى الأديبُ صناعة أدب الطفولة بحرفيَّة عالية وبصياغة فنية إبداعية ممزوجة بالخيال القريب المبتكَر، لتلتصق تلك الأخيلة بعقل الطفل ونفسيته، وتنعكس على مجسَّاته السلوكية وتتأثر بها شخصيته.

 


[1] الكاتب: ماجد بن سالم الغامدي، ماجستير في التربية.

يوميات خلوق: مجموعة شعرية للأطفال/ صهيب محمد خير يوسف. دولة قطر: جائزة الدولة لأدب الطفل، وزارة الثقافة والفنون والتراث – 2010





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • من يوميات ابن المعتز: يوم وبعض يوم
  • يوميات أمير (قصيدة للأطفال)

مختارات من الشبكة

  • يوميات فتيات مسلمات (12)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • يوميات فتيات مسلمات (11)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • يوميات المترجم(مقالة - حضارة الكلمة)
  • صفحة من يوميات مرائي: سوط من سياط الإخلاص: غُرِّي غَيْري، فأنا بكِ أعْرَف!(مقالة - آفاق الشريعة)
  • يوميات رمضانية (PDF)(كتاب - ملفات خاصة)
  • يوميات فدائي في قاعدة متقدمة (قصيدة تفعيلة)(مقالة - موقع أ. محمود مفلح)
  • يوميات مسجد (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ‫يوميات فتيات مسلمات (10)‬‬‬‬‬‬(مقالة - ملفات خاصة)
  • يوميات فتيات مسلمات (9)‬(مقالة - آفاق الشريعة)
  • يوميات فتيات مسلمات (8)(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
3- من أين نحصل عليها
أميرة - المملكة العربية السعودية 09-11-2013 01:35 PM

رائع جدا .. من أين نحصل على المجموعة في جدة؟ أو في المملكة عموما

2- سائل
ابوبكر - السعودية 18-11-2011 10:10 PM

أرجو افادتي بكيفية الحصول على المنظومة

1- شكر وتقدير
فتاة الرسالة - المملكة العربية السعودية 03-06-2011 03:58 PM

رائع جدا بوركت الأنامل التي خطت واللغة التي أسعفت إبداع تربوي جميل يفوق الوصف ويعجز اللسان عن الشكر بارك الله فيكم وأثابكم بذلك الفردوس الأعلى

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/11/1446هـ - الساعة: 23:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب