• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    الإنذار المبكر من التقاعد المبكر
    هشام محمد سعيد قربان
  •  
    دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة العملية ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية
علامة باركود

مقياس الكثرة ودلالاته الموضوعية في النقد الأدبي

عبدالله بن صالح العريني

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 14/9/2010 ميلادي - 5/10/1431 هجري

الزيارات: 36679

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


أما بعد:

فليس ثمة خلاف حول أهمية عنصر النوعية في العمل الأدبي، وأن الكيف هو الأهمُّ في تقدير قيمة النص شعرًا كان أم نثرًا، لكن الملاحَظ أن الإلحاح على أهمية ذلك العنصر يُوحِي بأن عنصر الكم لا وزن له ولا قيمة، وكأن مقياس الكثرة مقياس غير معتدٍّ في الحياة الأدبية، ومن هنا راح هذا البحث يتساءل:

هل عنصر الكثرة عنصر هامشي؟

أليس لعنصر الكثرة دلالة على النوعية بوجه من الوجوه؟

وإذا كان لمقياس الكثرة قدرٌ من الأهمية فما درجة تلك الأهمية؟

وما مظاهر الاهتمام بهذا المقياس؟

وما المجالات التي يبدو فيها مقياس الكثرة مؤثِّرًا فاعلاً؟


إن في تراثنا النقدي ما يدلُّ بوضوح على الاهتمام بعنصر الكم والاعتداد به، والتعويل عليه؛ حيث نجد الناقد العربي أبا سعيد عبدالملك بن قريب (الأصمعي) قد ربط ربطًا وثيقًا بين عنصر الكثرة الشعرية، وبيَّن استحقاق الشاعر لقب (الفحولة)، ولم يكن أخذه بهذا المقياس أمرًا عارضًا، بل بدا حكمًا نقديًّا مقصودًا ركَّز عليه كثيرًا، وجعله أساسًا لإطلاق صفة الفحولة على الشاعر، أو سلبها منه.

 

فهو يرى أن الشاعر لا يستحقُّ وصفه بالفحولة إذا قال قصيدة واحدة، مهما بدت رائعة بديعة، بل يؤكِّد مرات متعددة، على أن عنصر الكثرة له أثره ومكانته في استحقاق الشاعر تلك الصفة، (فالحويدرة) لو قال مثل قصيدته خمس قصائد كان فحلاً.

 

و(ثعلبة بن صُعير المازني) لو قال مثل قصيدته خمسًا كان فحلاً[1]، و(معقر البارقي) لو أتمَّ خمسًا أو ستًّا لكان فحلاً[2].

 

وكان ذلك التأكيد المتتابِع لأهمية عنصر الكثرة من ناقد له خطره كالأصمعي دليلاً على أن جانب الكثرة في الشعر ليس أمرًا ثانويًّا، بل هو عامل حاسم مهمٌّ في استحقاق الشاعر منزلة عالية، وإدراج اسمه ضمن الفحول من الشعراء.

 

ولم أكن أتوقَّع لهذا المقياس ذلك الحضور، وتلك الأهمية في المصطلح النقدي، والأحكام النقدية المختلفة، فإذا بي أجده عنصرًا مؤثرًا، جديرًا بأن يلقى عناية الدارسين والباحثين في الدراسات النقدية.

 

ولكن يبدو أن المفاضلة المطلقة بين عنصري (الكم) و(الكيف) في العمل الأدبي قد أدَّت إلى غمط هذا المقياس حقَّه، وكان من المتوقَّع أن يُنظَر إليهما على أنهما وجهان لعملة واحدة، تمامًا مثلما يُنظَر إلى كل واحد من اللفظ والمعنى في النص الأدبي.

 

والمقصود بالكثرة في هذا البحث ما يُقابِل القِلَّة في أيِّ قضية أو مصطلح، أو منحًى نقدي، وهي بهذا المعنى تمثِّل قيمة معيارية ذاتية يهدف هذا البحث إلى إيضاح أهميتها وتجليته، وإبراز أن هذا العنصر له دلالته واعتباره في النقد الأدبي.

 

ونظرًا لعدم وقوفي على دراسة علمية في هذا الشأن، فقد كان من الضروري استقراء هذا الموضوع بمراجعة كتب النقد الأدبي لأخذ المادة العلمية لهذا البحث منها، وترتيبها ضمن المباحث المتعددة، وإثرائها بالشواهد النقدية والشعرية، وتحليلها ودراستها للوصول إلى الرأي العلمي المناسب.

 

ولعل في هذا البحث المتواضِع ما يكشف عن أهمية مقياس الكثرة، ومنزلته التي يحتلُّها في الأحكام النقدية ومناهج النقد وقضاياه، ويعطيه مكانته التي أبانت عنها مباحثه على النحو التالي:

♦ مقياس الكثرة وأثره في المصطلح النقدي.

♦ مقياس الكثرة وأثره في الفن الشعري.

♦ مقياس الكثرة وأثره في المناهج النقدية.

♦ مقياس الكثرة وأثره في قضايا النقد الأدبي.

♦ مقياس الكثرة وأثره في مجالات الحكم النقدي.

هذا، وأسأل الله - تعالى - أن ينفع بهذا البحث، وأن يجعل فيه إضافة طيبة لمكتبة النقد الأدبي.

والله الموفِّق، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.


المبحث الأول: مقياس الكثرة وأثره في المصطلح النقدي:

يقوم عددٌ من المصطلحات النقدية في النقد العربي القديم على أساس عنصر الكثرة؛ ولذلك فهو عامل أصيل مهمٌّ في تكوينها وبنائها، ومن ذلك المصطلحات النقدية التالية:

1- السبع الطوال:

وهي المعلقات السبع، ولفظ الطول هذا مُؤذِن بكثرة الأبيات التي تقوم عليها كل معلقة من تلك المعلقات السبع، قال أبو عبيدة: "امرؤ القيس أشعر الناس، ثم زهير، والنابغة، والأعشى، ولبيد، وعمرو، وطرفة، قال المفضل: هؤلاء أصحاب السبع الطوال"[3].

 

وهي المعلقات السبع، ولا شك في أن وفرة تلك الأبيات وكثرتها قد زاد من أهمية المعلقة الواحدة، فامتدَّ الجمال الشعري والإبداع الرائع عبر أبيات كثيرة جعلت تلك القصيدة مطوَّلة من المطوَّلات الشعرية في العصر الجاهلي، ولربما لو لم تكن أبيات المعلقات كثيرةً تمنحها طولاً ونفسًا شعريًّا كبيرين، لما حظيت تلك القصائد بما حظيت به من إقبال النقَّاد ومتذوِّقي الأدب لها، وجميعها في الذروة من شعر العصر الجاهلي[4].

 

2- سيرورة الشعر:

وذلك يعني كثرة الذين يتناقلون نصًّا شعريًّا ويرْوُونه، ومِمَّن شُهِد له بسيرورة الشعر جريرٌ، وقد أقرَّ له بذلك الأخطل.

 

فحين تذاكر الفرزدق والأخطل جريرًا، قال الأخطل: "والله إنك وإياي لأشعر منه، غير أنه قد أُعطِي من سيرورة الشعر شيئًا ما أُعطِيه أحدٌ"[5]، وكثرة محبِّي الشاعر تقضي له بالسيرورة والانتشار ووفرة أعداد المشجِّعين الذين يميلون إليه، ويفضِّلونه على الشعراء الآخرين.

 

ولابن رشيق قولته المشهورة: "... ثم جاء المتنبي فملأ الدنيا وشغل الناس"[6]، وهي عبارة نقدية تضمَّنت حكمًا لأبي الطيب، وأن شعره كثير التداوُل بين الناس، بل لعل الشاعر عرف ذلك فقال مدلاًّ بذلك ومباهيًا به:

أَنَامُ مِلْءَ جُفُونِي عَنْ شَوَارِدِهَا

وَيَسْهَرُ الخَلْقَ جَرَّاهَا وَيَخْتَصِمُ [7]

3- الشاعر المكثِر:

وفي هذا المصطلح نرى التأكيد على وجود عنصر الكثرة في شعر شاعر، أو عدد من الشعراء، وقد ورد ذلك المصطلح في قول الآمدي: "... وربما سَلِم الشاعر المكثر من ذلك البتة"[8].

 

كما وصف الآمديُّ أبا تمام والبحتريَّ بأنهما: "شاعران مكثران"[9].

 

4- طول النفس:

وهو يدلُّ على كثرة الأبيات في القصيدة الواحدة؛ إذ إن الشاعر المقتدر لا تضطرب دلاؤه، ولا يكدي بمجرَّد قول بضعة أبيات، بل يمضي في شعره متنقِّلاً من بيت إلى آخَر في رحلة شعرية طويلة تدلُّ على أن مخزونه الشعري وفير، وأن ذخيرته الإبداعية ثرَّة، حتى إن أبا العتاهية كثيرًا ما يفتخر بقصيدته ذات الأمثال التي اشتملت على أربعة آلاف مثَل، وهي قصيدة طويلة ضاع أكثر أبياتها[10]، ومن ذلك وصف ابن بسام لعبدالرحمن الخطابي بأنه "شاعر طويل النفس"[11].

 

ويؤكد عز الدين إسماعيل أن هناك علاقة بين "الطول في الأعمال الفنية وبين التعقيد والعظمة، ويمكن الانتهاء إلى قاعدة عامة هي أن السطر الواحد من الشعر أو القطعة الواحدة تتهيَّأ لها فرصة أوسع لأن تكون عظيمة إذا هي جاءت في عمل شعري طويل، ومعنى هذا أن التعقيد يصعب تحقيقه في الحيز المحدود"[12].

 

5- الظاهرة الأدبية[13]:

والأصل في صحة إطلاق الوصف بالظاهرة كثرة الشيء؛ إذ لو بقي الأمر في صورة ضعيفة ووجود قليل لما استحقَّ أن يطلق عليه (ظاهرة)، فمقياس الكثرة حاسم في تسمية الشيء بالظاهرة، سواء أكان ذلك في إطار شعر شاعر أو شعر مدرسة معيَّنة، أو عصر من العصور بحيث يمكن ملاحظتها[14]، ومن ذلك أمكن أن يُقال على سبيل المثال:

1- ظاهرة التأثر والتأثير في الأدب العربي[15].

2- ظاهرة القلق في الشعر الجاهلي[16].

3- ظاهرة الكدية في الأدب العربي[17].

 

6- الفحولة:

وسياق هذا المصطلح يدلُّ على عظمة الشاعر واقتداره، ومكانته الشعرية العالية، وأن له مزية على غيره[18].

 

وقد ربط الناقد العربي (الأصمعي) بين استحقاق هذا اللقب وعنصر الكثرة الشعرية ربطًا وثيقًا؛ لأن الإبداع كما يراه هذا الناقد لا يصحُّ أن يبدو كبرق خلب في سماء الأديب، وإنما المنتظَر منه أن يدعم إبداعه بإنتاج وفير، فصاحب القصيدة الواحدة أو القصيدتين لا يستحقُّ أن يُطلَق عليه لقب فحل الذي من شرطه كثرة الإبداع، وتبعًا لهذا المقياس قام الأصمعي بتصنيف الشعراء بحسب درجة قربهم من رتبة الفحولة أو بُعْدِهم عنها، فمن ذلك قوله عن أوس بن غلفاء الهجيمي[19]: "لو كان قال عشرين قصيدة لحق بالفحول، ولكنه قُطِع به..." [20].

 

وقوله: عن سلامة بن جندل[21]: "لو كان زاد شيئًا كان فحلاً"[22].

 

وقوله: عن الحويدرة[23]: "لو قال مثل قصيدته خمس قصائد كان فحلاً"[24]، ورأيه في مهلهل[25] أنه ليس بفحل: وأنه لو قال مثل قوله:

أَلَيْلَتَنَا بِذِي جُشَمٍ أَنِيرِي = ....................

خمس قصائد كان أفحلهم[26].

 

وقوله عن ثعلبة بن صُعير المازني[27]: "لو قال مثل قصيدته خمسًا كان فحلاً ..."[28].

 

وقوله عن معقر البارقي[29]: "لو أتمَّ خمسًا أو ستًّا لكان فحلاً ..."[30].

 

7- كثرة الافتنان:

ومن ذلك ما وُصِف به أبو العتاهية من أنه كثير الافتنان[31]، فهو يسلك في الشعر أفانين وأنواعًا متعددة يخرج بها شعره عن الصورة النمطية، وبغضِّ النظر عن صحة هذا الحكم وصدقه في شعر ذلك الشاعر فإنه مؤشِّر واضح أن عنصر الكثرة في هذا الأمر يمثِّل قيمة نقدية معتبَرة.

 

8- كثرة ماء الشعر:

ومن شواهد ذلك قول أنس: "إن الأخطل أكثرهم ماء شعر"، إنما المراد به الرونق، كما يقال: ثوب له ماء، ويقصد بذلك رونقه[32]، ويصف ابن سنان الخفاجي شعر البحتري بأنه الشعر (الخضل)، ويعلل ذلك لكثرة مائه[33].

 

وقال الآمدي بعد أن ذكر قول البحتري:

أَصَبَا الأَصَائِلِ إِنَّ بُرْقَةَ مُنْشِدِ
تَشْكُو اخْتِلاَفَكِ بِالهُبُوبِ السَّرْمَدِ

 

"ما زلت أسمع الشيوخ من أهل العلم بالشعر يقولون: إنهم ما سمعوا لمتقدِّم ولا متأخِّر في هذا المعنى أحسن من هذا البيت، ولا أبرع لفظًا، ولا أكثر ماء ولا رونقًا، ولا ألطف معنًى"[34].

 

وضدُّ ذلك يقال: "ناشف الماء قليل الرونق"[35].

 

المبحث الثاني: مقياس الكثرة وأثره في الفن الشعري[36]:

يدخل مقياس الكثرة في تحديد القدر الذي يُعَدُّ شعرًا، فهناك مَن يرى أن الشعر ما جاوز بيتًا، وممَّن يرى ذلك ابن سنان الخفاجي الذي صرَّح بأن أقلَّ ما يقع عليه اسم الشعر بيتان، وعلَّل ذلك بأن التقفية لا تمكن في أقل منهما، ولا تصحُّ في البيت الواحد، ولذا فهو يُعارِض ما ذهب إليه العروضيُّون من أن أقلَّ ما يُطْلَق عليه اسم الشعر ثلاثة أبيات[37].

 

ثم هناك جوانب فنية في الفروق بين أنواع الشعر وألوانه المختلفة؛ حيث نجد مقياس الكثرة ملحوظًا معتبَرًا في تحديد شخصية كلِّ فنٍّ من الفنون الشعرية التالية وهي:

1- القصيدة.

2- المقطعة.

3- الملحمة.

 

1- القصيدة: ولا يطلق على مجموعة الأبيات اسم (قصيدة) حتى تبلغ سبعة أبيات فأكثر[38]، ومن النقَّاد مَن لا يعدُّها كذلك إلا إذا بلغت عشرة أبيات، أو جاوزتها ولو ببيت واحد[39].

 

2- المقطعة: وهي ما نقصت أبياتها عن سبعة أبيات، وهو حكم نقدي يتَّضح من مفهوم المخالفة لعدَّة أبيات القصيدة في المصطلح السابق.

 

3- الملحمة: وهي قصيدة قصصية مُفرِطة الطول، تدور حول موضوع أسطوري خارق للعادة[40]، ووصف الملحمة بأنها مُفرِطة في الطول يدلُّ على أن كثرة الأبيات شرطٌ أساسٌ من شروطها، وهذا لا يعني بالضرورة أن الشروط الأخرى لا قيمة لها؛ ولذا فإن النص الشعري الذي يقوم على أبيات قليلة لا يمكن أن يندرج تحت اسم هذا الفن الشعري المميَّز، فلا غرابة بعد ذلك أن تبلغ أبيات (الإلياذة) و(الأوديسا) ما يُقارب (27800) بيت[41]، وأن تبلغ الملحمة الهندية المسمَّاة بـ(المهابهارتا) (100,000) مائة ألف بيت[42].

 

ونظرًا لظاهرة الإفراط في كثرة أبيات الملحمة، فقد رفضت الذائقة العربية تطويل القصيدة؛ لما في الشعر العربي من إحكام شديد في بناء البيت الواحد فضلاً عن القصيدة، ولِمَيل العرب إلى الإيجاز، وإقامة الشعر على اللمحة الذكية، حتى قال ابن رشيق في ذلك: "والفلسفة وجرُّ الأخبار بابٌ آخر غير الشعر فإن وقع فيه شيء منها فبقدر"[43].

 

المبحث الثالث: مقياس الكثرة وأثره في المناهج النقدية:

من أبرز المناهج النقدية التي تتجلَّى فيها أهمية مقياس الكثرة منهجان نقديان هما: منهج المقاصة، والمنهج الإحصائي:

1- منهج المقاصة:

ويقوم منهج المقاصة على وضع ميزان عدل، تُوضَع فيه سيئات شعر الشاعر وأخطاؤه في كفَّة، ثم تُوضَع حسنات شعره في الكفَّة الأخرى، فأيَّتهما رجحت بالأخرى كان لها الحكم، ولذا نرى في هذا المنهج الاتِّزان والبعد عن الذاتية التي تُوقِع صاحبَها في شرَك التحيُّز للشاعر، أو ضده، وواضح قيام (المقاصة) على ملاحظة الكثرة والقلة في شأن حسنات الشاعر وسيئاته، وأن مقياس الكثرة له تأثيره في عمل هذا المنهج النقدي.

 

وقد بدت إشارة سريعة إلى هذا المنهج في قول ابن قتيبة: "لا أحسب أحدًا من أهل التمييز والنظر نظر بعين العدل وترك طريق التقليد - يستطيع أن يقدِّم أحدًا من المتقدمين المكثِرين على أحد، إلا بأن يرى الجيد في شعره أكثر من الجيد في شعر غيره"[44].

 

وهذا المنهج كما نصَّ عليه القاضي الجرجاني في دفاعه عن المتنبي[45] يرتبط بمقياس الكثرة في جانبين:

الأول: قياس أخطاء المتنبي على أخطاء الفحول من الشعراء الأوَّلين، والتأكيد على أن كلاًّ قد ناله شيء من الخطأ والضعف والقصور، وأن المتنبي لم ينفرد بالأخطاء وحده، فالناقد الذي يتحرَّى الإنصاف عليه قبل أن يفرد عيوب شاعر أو حسناته بالتمييز، أن يقيسه على ما كان في تاريخ الشعر والشعراء، فلا يستهجن خطأه في اللفظ؛ لأنه قلَّما تجد شاعرًا سلم من هذا الخطأ، ولا يستنكر خطأه في المعنى، فكم عدد العلماء من صنوف هذا الخطأ في شعر الأقدمين، ولا يسقطه بسبب التفاوت في شعره، ولينظر إلى أكابر الشعراء مثل أبي نواس وأبي تمام، وليحكم هل خلا شعرهم من تفاوت؟[46].

 

والثاني: قياس حسنات الشاعر إلى زلاَّته وأخطائه، فإن رجحت كِفَّة الحسنات وقلَّت كِفَّة المآخِذ والزلات فهو شاعر مُحسِن مُجِيد وضد ذلك إن كانت المآخِذ على الشاعر أكثر من جوانب الجودة في شعره.

 

وتبعًا لهذا المنهج ترى القاضي الجرجاني يبيِّن كثرة حسنات أبي الطيب المتنبي في مقابل ما أُخِذ عليه؛ اعتمادًا على موازنة فضائله بعيوبه، ويذهب في طلب الحيدة مذهبًا كبيرًا؛ فبعد أن يؤكِّد أن المرء لا يعدم وجود الأخطاء لدى أوائل الشعراء، ولا يخلص له شعر أحدهم من شائبة - فإنه يقبل مخاطبًا مَن عاب المتنبي لكثرة زلاَّته وقِلَّة إحسانه، واتِّساع معايبه، وضيق محاسنه فيقول: "هذا ديوانه حاضرًا وشعره موجودًا ممكنًا، هلمَّ نستقرئه ونتصفَّحه، ونقلِّبه ونمتحنه، ثم لك بكلِّ سيئة عشر حسنات، وبكلِّ نقيصة عشر فضائل، فإذا أكملنا لك ذلك واستوفيته، وقادك الاضطرار إلى القبول أو البهت، ووقفت بين التسليم والعناد - عدنا بك إلى بقية شعره فحاججناك به، وإلى ما فضل بعد (المقاصة) فحاكمناك إليه.

 

وقد نجد كثيرًا من أصحابك ينتحل تفضيل ابن الرومي ويغلو في تقديمه ونحن نستقرئ القصيدة من شعره وهي تناهز المائة، أو تربو أو تضعف، فلا نعثر فيهما بالبيت الذي يروق أو البيتين، ثم قد تنسلخ قصائد منه، وهي واقفة تحت ظلِّها، جارية على رسلها، لا يحصل منها السامع إلا على عدد القوافي وانتظار الفراغ، وأنت لا تجد لأبي الطيب قصيدة تخلو من أبيات تُخْتَار، ومعانٍ تُسْتَفاد، وألفاظ تروق وتعذب، وإبداع يدلُّ على الفطنة والذكاء، وتصرُّف لا يصدر إلا عن غزارة واقتدار، ولو تأمَّلت شعر أبي نواس حقَّ التأمل، ثم وازنت بين انحطاطه وارتفاعه، وعدد منفيِّه ومختاره - لعظَّمت من قدر صاحبنا ما صغَّرت، ولأكبرت من شأنه ما استحقرت[47].

 

ويمضي من خلال هذا المنهج إلى إعطاء الخصم حريةً كبرى، ثقة من القاضي بكثرة حسنات أبي الطيب، ولذا يقول لِمَن افترض أنه خصم للمتنبي وأدار معه هذا الحوار:

"وقد جعلنا لك أن تحذف منه ما أحببت، وأبحنا لك أن تسقط ما أردت، فإن الذي يفضل نقدك منه، ويوافقنا رأيك عليه، ينجز وعدك، ويبقى ما وقعت الموافقة عليه بيننا وبينك، ثم طالِع بقية شعره، وتصفَّح فضالة ديوانه؛ لتعلم أنَّا لم نقصد استيعاب عيونه، وأخْذ صفوته ولبابه، وأن فيما غادرنا منه ولم نعرض له ما يمكن فيه محاكمتك ولا تضعف معه محاجتك"[48].

 

وقد رصد أحد الباحثين النماذج الجيدة والرديئة التي نبَّه إليها الجرجاني من شعر أبي الطيب المتنبي، وكانت الموازنة بين تلك النماذج معتمدة على مقياس الكثرة؛ حيث ذكر المتنبي (126) بيتًا رديئًا مقابل (638) بيتًا جيدًا، ثم عرج على المستكره من تخلُّصه والمعاب من ابتدائه فذكر خمسة أبيات أساء فيها المتنبي التخلُّص، كما ذكر (130) مطلعًا معابًا مقابل مثلها من المطالع الجيدة، وعدَّد له (130) بيتًا من أفراد شعره مقابل (17) بيتًا تحمل معاني فاسدة و(6) أبيات ذات معانٍ فلسفية[49].

 

ويطالب القاضي الجرجاني خصم أبي الطيب بأن يبتعد عن الهوى والعصبية، مؤكِّدًا أنه قد استبان فضل الشاعر وكثرة إحسانه وقِلَّة المآخِذ عليه، يقول القاضي الجرجاني:

"ولكن الذي أطالبك به وألزمك إيَّاه ألا تستعجل بالسيئة قبل الحسنة، ولا تقدِّم السخط على الرحمة، وإن فعلت فلا تهمل الإنصاف جملة، وتخرج عن العدل صفرًا، فإن الأديب الفاضل لا يستحسن أن يعقد بالعثرة على الذنب اليسير مَن لا يحمد منه الإحسان الكثير، وليس من شرائط النصفة أن تنعي على أبي الطيب بيتًا شذَّ، وكلمة ندرت، وقصيدة لم يسعده فيها طبعه، ولفظة قصرت عنها عنايته، وتنسى محاسنه وقد ملأت الأسماع، وروائعه وقد بهرت، ولا من العدل أن تؤخِّره الهفوة المنفردة، ولا تقدِّمه الفضائل المجتمعة، وأن تحطه الزلة العابرة، ولا تنفعه المناقب الباهرة[50].

 

وهكذا انتهى القاضي الجرجاني إلى بيان منزلة أبي الطيب من خلال منهج المقاصة بعد أن جعل من نفسه قاضيًا يفصل بين خصوم الشاعر وأنصاره، وبدا مقياس الكثرة كما رأينا في طبيعة تكوين هذا المنهج.

 

2- المنهج الإحصائي:

وهو منهج علمي يمثِّل قيمة ذاتية في نتائجه، سواء أكانت هذه النتائج دالَّة على القِلَّة أم الكثرة، إلا أن وجود عنصر الكثرة والاعتداد به في هذا المنهج يمثِّل مسوغًا علميًّا للدلالة على تأثير هذا المقياس في هذا المنهج.

 

ومع تطوُّر استعمال الحاسب الآلي أصبحت فهرسة أبيات الشعر واستخراج الإحصاءات المختلفة منه أمرًا ميسورًا؛ بحيث تقوم الأحكام النقدية على حصر فعلي عددي، وليس على مجرد ضرب أمثلة فقط.

 

على أننا ونحن بصدد ما تمَّ إنجازه بالفعل في مجال استعمال الإحصاء - نشير إلى دراستين رائدتين للدكتور: علي الجندي اعتمد فيهما على هذا المنهج الإحصائي وذلك في كتابيه "شعر الحرب في العصر الجاهلي"[51]، و"الشاعر الجاهلي الشاب: طرفة بن العبد"[52].

 

ففي الكتاب الأول اختار عيِّنة شعرية بلغت (5080) بيتًا، ثم راح يدرسها ويحلِّلها من خلال الجوانب النقدية المختلفة؛ فبدت لغة الأرقام قادرة في منهجه على تقديم حكم موضوعي محدَّد بعيد عن سلبيات التعميمات الخاطئة، ولدى دراسته جانب الصورة الشعرية في شعر الحرب في العصر الجاهلي - نرى أنه لم يحكم على أنواع الصور وكثرتها بمجرَّد التوقُّع فحسب، لكنه عمد إلى تلك العينة فوجدها تضمُّ (838) صورة شعرية، ثم سجَّل موضوعات تلك الصور مرتَّبة بحسب كثرة ورودها، مما يعطي حكمًا دقيقًا في معرفة أكثر الموضوعات دورانًا في شعر الحرب وَفْق الجدول التالي:

موضوع الصورة

عدد الصور

الخيل

الأسلحة والمعدات الحربية

البطل

الكتيبة والجيش

ما حدث للأعداء

الحرب

الموقعة

الغارة

الإبل

193

142

118

113

108

99

46

11

8[53]

 

ثم مضى عبر هذا المنهج الإحصائي الدقيق ليقدم إحصائية لصلة الصور الشعرية بالحواس، فذكر أنها كانت على النحو التالي:

نوع الصورة

عدد الصور

صورة بصرية

صورة ذوقية

صورة سمعية

صورة لمسية

752

39

24

23[54]

 

يقول الدكتور الجندي معلقًا على الجدول السابق: "ولم يوجد فيها ما يتَّصل بحاسة الشمِّ، ومعنى هذا أن الشعراء كانوا يتَّجهون في تصويرهم إلى الأشياء الحسية التي يمكن رؤيتها بالعين أكثر مما يتَّجهون إلى ما يُدْرَك بغيرها من الحواس"[55].

 

ولكي يصل إلى الحكم بأن العربي كان يميل بطبعه إلى الفخر، فإنه لا يلقي هذا الحكم في صورة تعميم أو ملاحظة عابرة، بل يمضي إلى استنتاجه من واقع ذلك الشعر معتمدًا في إظهار صحة ما يذهب إليه على لغة الأرقام؛ للإفادة من دلالتها الموضوعية الدقيقة؛ حيث وازَن بين عدد الأبيات في كلِّ غرض؛ فظهر أن أبيات الفخر بلغت (2340) بيتًا من مجموع أبيات الدراسة وعددها (5080) بيتًا؛ أي: بنسبة 64 %، وهذه النسبة تؤكِّد صحة الحكم النقدي السابق[56].

 

ثم ينتقل إلى الحديث عن الموضوعات الجزئية لذلك الفخر؛ حيث يقدِّم عرضًا إحصائيًّا لمعاني الفخر التي نسبها الشاعر العربي لنفسه، أو لقبيلته، وجاء ذلك ضمن جدول يوضِّح عدد المرات التي تكررت فيها كلُّ صفة من صفات الفخر وفاق الجدول التالي:

معنى الفخر

عدد مرات تكرره

الشهامة والمروءة

الإيقاع بالعدو

الشجاعة

القوة

مثل العظماء

الكثرة

الخبرة الحربية

المجد الحربي

الدفاع

الرئاسة

التضحية بالنفس

الصبر

153

147

140

101

70

59

55

43

42

30

23

20[57]

 

وهكذا يمضي الدكتور الجندي في دراسته الرائدة مستقيًا أحكامه النقدية من خلال الجداول والإحصاءات المتعدِّدة التي تشهد بما لدلالة الكثرة من أهمية في تقديم الحكم النقدي الصحيح.

 

وفي كتابه "الشاعر الجاهلي الشاب: طرفة بن العبد" نرى الدكتور الجندي قد حرص على الدقَّة في حكمه النقدي على الأغراض الشعرية للشاعر، معتمدًا في حكمه على الجدول الإحصائي التالي الذي يكشف عدد تلك الأغراض، وكثرة كلِّ غرض من الأغراض في شعر الشاعر، ثم أتبع ذلك بذكر دلائل تلك الإحصائية من المنظور النقدي:

الموضوع

عدد الأبيات

الفخر

الغزل

نظرته للحياة وسلوكه وأحواله

مبادئ عامة في الحياة وحِكَم

الهجاء والذم والتهديد

الوصف

المدح

الإثارة

الاعتذار

184

129

116

89

86

79

23

18

9[58]

 

وتكشف الإحصائية السابقة كيف استبدَّ الفخر والغزل والحديث عن سلوك الشاعر بما يقرب من ثلاثة أخماس شعره، مما يدلُّ على اعتزاز الشاعر بنفسه وبقومه، وحبه للحديث عن نفسه.

 

وفي مقابل ذلك فإن أقلَّ الأغراض الشعرية التي تناولها الشاعر هي الأغراض التالية: المدح، الإثارة، الاعتزاز، حيث لم تزد أبياتها على 50 بيتًا، وتوحي قِلَّة هذه الأغراض في شعره بمبلغ اعتزازه بنفسه[59].

 

كما يشتمل الكتاب على عدد من الإحصاءات التي جعلها الدكتور الجندي معيارًا موضوعيًّا للدراسة النقدية التي تتَّجه إلى التحديد والدقَّة في أحكامها[60] مستفيدًا في ذلك كلِّه من الدلالة الموضوعية للكثرة، وتأثيرها في إعطاء الحكم الدقيق البعيد عن التعميم.

 

المبحث الرابع: مقياس الكثرة وأثره في قضايا النقد الأدبي:

ويدخل مقياس الكثرة في عدد من قضايا النقد؛ حيث تقوم بعض القضايا النقدية على ملاحظة عنصر الكثرة ودلائله الموضوعية، ومن أبرز تلك القضايا:

1- قضية الموازنة:

يقرر القاضي الجرجاني أن العرب كانت "تفاضل بين الشعراء وتسلم السبق فيه، لِمَن كثرت سوائر أمثاله، وشوادر أبياته"[61].

 

وتبعًا لذلك فإننا نجد سبب تفضيل بعض الشعراء الجاهليين على بعض يرجع أحيانًا إلى الاعتداد بعنصر الكثرة، يقول ابن رشيق: "وأما النابغة، فقال مَن يحتجُّ له: كان أحسنهم ديباجة شعر وأكثرهم رونق كلام، وزعم أصحاب الأعشى أنه أذهبهم في فنون الشعر، وأكثرهم طويلة جيدة، ومدحًا، وهجاء، وفخرًا، وصفة"[62].

 

وفي الموازنة بين أبي حية النميري والراعي كان أبو عمرو بن العلاء يقول: "أبو حية النميري أشعر في عظم شعره من الراعي[63]، فأبو عمرو يلحظ عنصر الكثرة في تفضيله شعر أبي حية على شعر الراعي لكثرة الشعر الحسن لدى الأول، وقلته عند الآخر.

 

وحين يُسأل أبو عبيدة: "مروان بن أبي حفصة عندك أشعر أم بشار بن برد؟"، فإننا نرى إجابة أبي عبيدة تركِّز على مقياس الكثرة أساسًا لتفضيل بشار على صاحبه؛ حيث يقول أبو عبيدة: "حكم بشار لنفسه بالاستظهار أنه قال: لي ثلاثة عشر ألف بيت جيد، ولا يكون عدد الجيد من شعر شعراء الجاهلية والإسلام هذا العدد، وما أحسبهم برزوا في مثلها"[64].

 

وفي روايةٍ أن بشارًا قال: إن لي اثني عشر ألف بيت، فقيل له: هذا ما لم يكن يدعيه أحد قط سواك، فقال: لي اثنتا عشرة ألف قصيدة، لعنها الله ولعن قائلها إن لم يكن في كلِّ واحدة منها بيت عين"[65].

 

2- قضية معمار القصيدة:

بيَّن (ابن قتيبة) معمار القصيدة العربية المتضمِّن للمقدمة، ووصف الرحلة والنسيب ثم المديح، ثم عدَّ الشاعر المجوِّد مَن راعَى هذه الأقسام "فلم يجعل واحدًا منها أغلب على الشعر، ولم يُطِل فيمل السامعين، ولم يقطع وبالنفوس ظمأ إلى المزيد"[66].

 

ثم أعطى مثالاً واقعيًّا لعدم مراعاة تلك الأقسام، ومن هذا المثال الذي ضربه نجد أن مقياس الكثرة واضح التأثير في الحكم على معمار القصيدة بالنجاح أو الإخفاق، فقد أتى بعضُ الرجَّاز نصرَ بن سيار والي خراسان لبني أمية، فمدحه بقصيدة، تشبيبها مائة بيت، ومديحها عشرة أبيات، فقال نصر: والله ما بيت كلمة عذبة، ولا معنًى لطيفًا إلا وقد شغلته عن مديحي بتشبيبك، فإن أردت مديحي فاقتصد في النسيب"[67].

 

فكثرة النسيب على حساب المدح جعلت الممدوح ينتقد ذلك الشعر وينكر على صاحبه.

 

ومدح أبو العتاهية عمر بن العلاء، فأعطاه سبعين ألفًا، وخلع عليه حتى لم يستطع أن يقوم، فغار الشعراء لذلك فجمَعهم، ثم قال: عجبًا لكم معشر الشعراء، ما أشدَّ حسد بعضكم لبعض، إن أحدكم يأتينا ليمدحنا فينسب بخمسين بيتًا، فما يبلغنا حتى تذهب لذاذة مدحه ورونق شعره، وقد أتى أبو العتاهية فنسب بأبيات يسيرة، ثم قال:

 

إِنِّي أَمِنْتُ مِنَ الزَّمَانِ وَرَيْبِهِ
لَمَّا عَلِقْتُ مِنَ الأَمِيرِ حِبَالاَ[68]

 

3- قضية المذهب البديعي:

ويتجلَّى مقياس الكثرة بوصفه عنصرًا مؤثرًا بارزًا في المذهب البديعي الذي امتاز بالإكثار من المحسنات البديعية، ومن أبرز شعراء هذا المذهب أبو تمام الذي رأى هذه الأنواع التي وقع عليها اسم البديع؛ وهي: الاستعارة، والطباق، والتجنيس - منثورة متفرِّقة في أشعار المتقدمين، فقصدها وأكثر في شعره منها[69].

 

وينقل الآمدي رأي عبدالله بن المعتز في أن "بشارًا وأبا نواس ومسلم بن الوليد ومَن تقيَّلهم لم يَسبِقوا إلى هذا الفن، ولكنه كثر في أشعارهم فعُرِف في زمانهم، ثم إن الطائي تفرَّع فيه، وأكثر منه، فأحسن في بعض ذلك، وأساء في بعض، وتلك عقبى الإفراط، وثمرة الإسراف.

 

وإنما كان الشاعر يقول من هذا الفن البيت والبيتين في القصيدة، وربما قُرِئ من شعر أحدهم قصائد من غير أن يوجد فيها بيت واحد بديع، وكان يستحسن ذلك منهم إذا أتى نادرًا"[70].

 

المبحث الخامس: مقياس الكثرة وأثره في مجالات الحكم النقدي:

يمثِّل الحكم النقدي الحلقة الأخيرة في سلسلة المسيرة النقدية للنصِّ الأدبي؛ حيث يمرُّ النص على يد الناقد بمرحلة التحليل والدراسة، ثم يكون الحكم النقدي خاتمة المطاف، والنتيجة النهائية لعملية النقد.

 

ويدخل مقياس الكثرة في إيجاد الحكم النقدي في جوانب متعددة يمكن عرضها على النحو التالي:

1- تقديم الشاعر لكثرة أغراضه وأفانينه:

يؤثر عنصر الكثرة في تقديم الشاعر وبيان منزلته العالية، وذلك حين يشهد له الناقد بكثرة الأغراض الشعرية التي يتناولها في شعره.

 

وقد عدَّ جرير نفسه (مدينة الشعر) وعلل ذلك بقوله: إني لمدينة الشعر التي منها يخرج وإليها يعود؛ نسبت فأطريت، وهجوت فأرديت، ومدحت فسننت، وأرملت فأغررت، وزجرت فأبحرت، فأنا قلت ضروب الشعر كلها"[71]، ومما يدل على فضله وتميُّزه على خصمه الألدِّ الفرزدق أن الفرزدق لما ماتت امرأته (النوار) ناح عليها بشعر جرير:

 

لَوْلاَ الحَيَاءُ لَهَاجَنِي اسْتِعْبَارُ
وَلَزُرْتُ قَبْرَكِ وَالحَبِيبُ يُزَارُ[72]

 

وتبعًا لعامل كثرة الأغراض الشعرية وأثرها في علوِّ منزلة الشاعر - رأينا الأصمعي يقدم بشار بن برد على معاصريه، ويردُّ سبب ذلك التقديم إلى كثرة فنون الشاعر وسعة تصرُّفه[73].

 

2- كثرة الانتصار على الخصوم:

وتبدو قيمة الشاعر في انتصاره على أكبر عدد من الخصوم، وبخاصة إذا كان الواحد منهم له خطره وشأنه في الشعر، فهناك مَن يُعلِي من شأن أبي تمام والبحتري "لأنهما أخملاَ في زمانهما مائة شاعر كلهم شاعر مُجِيد"[74].

 

بل إن صاحب (الوساطة) قد ذكر أن البحتري وحده قد أسقط خمسمائة شاعر في عصره[75]، وواضح أن الرقم الكبير ليس مقصودًا بحدِّ ذاته، فقد يكون أولئك الشعراء أقلَّ من ذلك، وتبقى بعد ذلك دلالة الكثرة المستفادة من العدد وهي شهادةٌ لصاحبها بالقوة والتفوُّق.

 

وقبلهما فاخَر جرير ثمانين شاعرًا، وفخر عليهم بوالده الذي كان في درجة متدنِّية من خمول الشأن، وقلة النباهة[76]، ولكنه سجَّل لنفسه كسبًا أدبيًّا بذكر عدد أولئك الشعراء الذين انتصر عليهم، فحين جاءه رجل يسأله: مَن أشعر الناس؟ قال له: قم حتى أعرفك الجواب، فأخذ بيده وجاء به إلى أبيه (عطية) وقد أخذ عنزًا له فاعتقلها وجعل يمصُّ ضرعها، فصاح به: اخرج يا أبت، فخرج شيخ دميم رثُّ الهيئة، وقد سال لبن العنز على لحيته، فقال: ألا ترى هذا؟ قال: نعم، قال: أو تعرفه؟ قال: لا، قال: هذا أبي، أفتدري لِمَ كان يشرب من ضرع العنز؟ قال: لا، قال: مخافةَ أن يُسمَع صوت الحلب فيُطلَب منه لبن، ثم قال: أشعر الناس مَن فاخَر بمثل هذا الأب ثمانين شاعرًا وقارَعَهم به فغلَبَهم جميعًا[77].

 

3- تحقيق المواقف والآراء:

من إيجابيات مقياس الكثرة الإفادةُ منه في تحقيق المواقف والآراء المتَّصلة بالأدب شعرِه ونثرِه، والكشف عن جوانبها المختلفة، فمن ذلك توظيف هذا المقياس في نفس الشعر عن الرسول  - صلى الله عليه وسلم - وتخريج قوله  - صلى الله عليه وسلم -: ((أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبدالمطلب))[78].

 

بأن المرء لا يُعَدُّ شاعرًا إلا إذا قال قصائد، أو قصيدة واحدة في معنًى من المعاني، وهو ما لم يثبت عن الرسول - صلى الله عليه وسلم[79].

 

ومن الآراء التي أفاد مقياس الكثرة في الردِّ عليها، وبيان عدم صحتها - دعوى هجر (لبيد بن ربيعة العامري) للشعر بعد الإسلام، وإجماع الرواة على أن (لبيدًا) لم يقل في الإسلام غير بيت واحد وهو قوله:

الحَمْدُ للهِ إِذْ لَمْ يَأْتِنِي أَجَلِي
حَتَّى لَبِسْتُ مِنَ الإِسْلاَمِ سِرْبَالاَ

 

ففي دراسة الدكتور يحيى الجبوري لشعر (لبيد) فنَّد تلك الدعوى، وأثبت أن البيت السابق ليس للبيد، ولكنه لقرادة بن نفاثة السلولي[80]، ثم استعمل مقياس الكثرة لتحقيق مقدار شعر لبيد بعد إسلامه، وكان منهجه في ذلك توثيق القصائد للتأكُّد من صحتها، ثم الفحص عن كلِّ قصيدة أو قطعة ومعرفة دلالات إسلاميتها.

 

وقد خرج من ذلك بأن للبيد تسع عشرة قصيدة وقطعة إسلامية، غير القصائد الجاهلية التي عاد إليها في الإسلام وزاد فيها أبياتًا إسلامية[81].

 

الخاتمة:

تبيَّن من دراسة مقياس الكثرة أهميتُه في الحياة الأدبية، واهتمام نقادنا العرب به وتعويلهم عليه في عدد من الأحكام.

 

ومن ذلك أن عنصر الكثرة هو العامل الأول في تحديد عددٍ من المصطلحات النقدية: كالفحولة، والقصائد الطوال، فضلاً عن أثره في التفريق بين ألوان مختلفة من الشعر: كالقصيدة، والمقطعة، والملحمة.

 

وقد أفادت عدَّة مناهج من هذا المقياس، وأقامت على أساسه تعاملها النقدي في النظر إلى النص الأدبي أو الشعراء، ومن أوضح الأمثلة على ذلك منهج المقاصة الذي اعتمده القاضي الجرجاني في وساطته بين المتنبي وخصومه، واستطاع أن يُنصِف هذا الشاعر مستفيدًا من دلالات الكثرة في الحكم النقدي، كما أن المنهج الإحصائي يقوم أساسًا على ملاحظة الكثرة في أيَّة قضية من القضايا، وهو ما رأيناه في نموذج شعر الحرب في العصر الجاهلي وشعر طرفة بن العبد؛ حيث تجلَّت عطاءات هذا المقياس في تحديد الحكم النقدي تحديدًا علميًّا دقيقًا.

 

وكذلك أظهر البحث دخول عنصر الكثرة في عدَّة قضايا نقدية: كقضية الموازنة، وقضية معمار القصيدة، وقضية المذهب البديعي.

 

وأما في مجالات الحكم النقدي، فقد اتَّضح ما لهذا المقياس من أثر في الحكم على الشعر والشعراء، تبعًا لكثرة الجوانب الإيجابية في شعر الشاعر أو قِلَّتها، وهو جانب نقدي لا يمكن الاستغناء فيه عن مقياس الكثرة.

 

ومن ذلك كلِّه تتأكَّد الأهمية البالغة لهذا المقياس النقدي، وضرورة الإفادة من إيجابياته المتعدِّدة؛ رغبةً في الوصول بأحكامنا ومناهجنا النقدية إلى مستويات عالية من صدق الحكم النقدي وقوة دلالته الموضوعية.

 

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

 

ثبت المصادر والمراجع:

1- الأدب وفنونه؛ د. عز الدين إسماعيل، ط 8، القاهرة - دار الفكر العربي، 1977 م.

2- الأسس الجمالية في النقد العربي؛ د. عز الدين إسماعيل، ط 2 القاهرة - دار الفكر العربي، 1388 هـ.

3- إعجاز القرآن؛ للقاضي أبي بكر الباقلاني (403 هـ) ط 1 القاهرة - دار مكتبة الهلال، 1993 م.

4- الأعلام؛ لخير الدين الزركلي، ط 3، الرياض - وزارة المعارف، 1389 هـ / 1969 م.

5- الأغاني؛ لأبي الفرج الأصفهاني (356 هـ) ط 1، بيروت - دار الثقافة (د- ت).

6- الالتزام الإسلامي في الشعر؛ د. ناصر بن عبدالرحمن الخنين، ط 1، الرياض - دار الأصالة، 1408 هـ / 1987 م.

7- الإيضاح في علوم البلاغة؛ للخطيب القزويني (739 هـ)؛ تحقيق: د. عبدالحميد هنداوي، ط 1، القاهرة - مؤسسة المختار، 1419 هـ / 1999 م.

8- البرهان في وجوه البيان؛ لأبي الحسين إسحاق بن وهب الكاتب؛ تحقيق: د. أحمد مطلوب ود. خديجة الحديثي، ط 1، بغداد - جامعة بغداد (د- ت).

9- تاريخ النقد الأدبي عند العرب (نقد الشعر)؛ د. إحسان عباس، ط 3، بيروت - دار الثقافة، 1401 هـ، 1981 م.

10- تاريخ النقد العربي عند العرب؛ طه إبراهيم، ط 1، بيروت - دار الكتب العلمية، 1405 هـ.

11- جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس؛ لأبي عبدالله محمد الحميدي (488 هـ)؛ تحقيق: محمد تاويت الطنجي، ط 1، القاهرة - مكتب نشر الثقافة الإسلامية (د- ت).

12- جمهرة أشعار العرب؛ لأبي زيد القرشي (310 هـ)؛ تحقيق: د. محمد علي الهاشمي، ط 1، دمشق - دار القلم، 1419 هـ - 1999 م.

13- ديوان أبي الطيب المتنبي بشرح العكبري؛ تحقيق: مصطفى السقا وآخرين، بيروت - دار المعرفة ( د- ت ).

14- سر الفصاحة؛ لأبي محمد عبدالله بن سنان الخفاجي (466 هـ)؛ تحقيق: عبدالمتعال الصعيدي، ط 1، القاهرة - مكتبة محمد علي صبيح، 1389 هـ.

15- الشاعر الجاهلي الشاب: طرفة بن العبد؛ د. علي الجندي، ط 1، القاهرة - دار الفكر العربي (د- ت).

16- الشعر الجاهلي؛ د. محمد عبدالمنعم خفاجي، ط 1، بيروت - دار الكتاب اللبناني، 1986م.

17- شعر الحرب في العصر الجاهلي؛ د. علي الجندي، ط 3، القاهرة - دار الفكر العربي، 1386 هـ - 1966 م.

18- الشعر والشعراء؛ لأبي محمد عبدالله بن مسلم بن قتيبة (376 هـ)؛ تحقيق: أحمد محمد شاكر، ط 1، القاهرة - دار المعارف بمصر، 1966م.

19- صحيح مسلم؛ للإمام أبي الحسين مسلم بن الحجاج (261 هـ)؛ تحقيق: محمد فؤاد عبدالباقي، ط 1، الرياض - رئاسة البحوث العلمية، 1400 هـ.

20- طبقات فحول الشعراء؛ لمحمد بن سلاَّم الجمحي (231 هـ)؛ تحقيق: محمود محمد شاكر، ط 1، الرياض - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية (د- ت).

21- أبو العتاهية أشعاره وأخباره؛ د. شكري فيصل، ط 1، دمشق - جامعة دمشق، 1384 هـ - 1965 م.

22- العمدة في محاسن الشعر وآدابه؛ لابن رشيق القيرواني (456 هـ)؛ تحقيق: د. محمد قرقزان، ط 1، بيروت - دار المعرفة، 1408 هـ / 1988 م.

23- فحولة الشعراء؛ لأبي حاتم السجستاني (255 هـ)؛ تحقيق: د. محمد عبدالقادر أحمد (د - ن)، ط 1، القاهرة - 1411 هـ.

24- القاموس المحيط؛ لمجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز آبادي (817 هـ)؛ تحقيق مكتب تحقيق التراث، ط 2، بيروت - مؤسسة الرسالة، 1407 هـ / 1987 م، ط 1، القاهرة - مكتبة الأنجلو المصرية، 1989 هـ.

25- كتاب الصناعتين؛ لأبي هلال العسكري (395 هـ)؛ تحقيق: محمد علي البجاوي، ط 1، لبنان - مكتبة صيدا، 1406 هـ.

26- لبيد بن ربيعة العامري؛ د. يحيى الجبوري، 389، ط 3، بيروت - دار القلم، 1393 هـ / 1983 م.

27- المعجم الأدبي: جبور عبدالنور، ط 2، بيروت - دار العلم للملايين، 1984 م.

28- معجم الشعراء الجاهلين والمخضرمين؛ د. عفيف عبدالرحمن، ط 1، الرياض - دار العلوم، 1403 هـ.

29- معجم المصطلحات الأدبية؛ إبراهيم فتحي، ط 1، تونس - المؤسسة العربية للناشرين المتحدين، 1986 م.

30- المعجم الوسيط؛ إبراهيم مصطفى وآخرين، ط 1، القاهرة - مجمع اللغة العربية، 1410 هـ/ 1989 م، اسطنبول - تركيا.

31- المفضليات؛ لأبي العباس المفضل بن محمد الضبي (168 هـ )؛ تحقيق: أحمد محمد شاكر وعبد السلام هارون (د - ط)، ط 6، بيروت (د - ت).

32- من كتاب الوساطة بين المتنبي وخصومه (اختيار ودراسة)؛ محيي الدين صبحي، ط 1، بيروت - الدار العربية للكتاب (د- ت).

33- الموازنة بين شعر أبي تمام والبحتري؛ لأبي القاسم الحسن بن بشر الآمدي (370 هـ)؛ تحقيق: السيد أحمد صقر، ط 1، القاهرة - دار المعارف بمصر (د - ت).

34- الموسوعة العربية العالمية، ط 1، الرياض - مؤسسة أعمال الموسوعة، 1416 هـ.

35- الموشح؛ لأبي عبدالله بن عمران المرزباني (384 هـ)؛ تحقيق: علي محمد البجاوي، ط 1، القاهرة - دار نهضة مصر، 1385 هـ/ 1965 م.

36- الوساطة بين المتنبي وخصومه؛ للقاضي الجرجاني (366 هـ)؛ تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، وعلي محمد البجاوي، ط 1، القاهرة - مطبعة البابي الحلبي، 1386 هـ/ 1966 م.

 


[1]- "فحولة الشعر"؛ لأبي حاتم السجستاني: 114؛ تحقيق: د. محمد عبدالقادر أحمد، ط 1، القاهرة، 1411 هـ.

[2]- المصدر السابق: 119.

[3]- "جمهرة أشعار العرب"؛ لأبي زيد القرشي: 1/ 218؛ تحقيق: محمد علي الهاشمي، ط 3، دمشق- دار القلم، 1419 هـ، وعدد أبيات المعلقات على النحو التالي: معلقة امرئ القيس: 93، معلقة زهير بن أبي سلمى: 66، معلقة النابغة الذبياني: 61، معلقة الأعشى: 100، معلقة لبيد بن ربيعة: 89، معلقة عمرو بن كلثوم: 111، معلقة طرفة: 115.

[4]- انظر: "الشعر الجاهلي"؛ للدكتور: محمد عبدالمنعم خفاجي، 341- 352، ط 1، بيروت- دار الكتاب اللبناني، 1986م.

[5]- الموشح للمرزباني: 224؛ تحقيق: علي محمد البجاوي، ط 1، القاهرة- دار نهضة مصر، 1965 م.

[6]- "العمدة": 1/ 212؛ تحقيق: محمد قرقزان، ط 1، بيروت- دار المعرفة، 1408 هـ.

[7]- "ديوان أبي الطيب المتنبي بشرح العكبري": 3/ 367؛ تحقيق: مصطفى السقا وآخرين، بيروت- دار المعرفة (د. ت).

[8]- "الموازنة"؛ للآمدي: 1/ 52؛ تحقيق: أحمد صقر، ط 4، القاهرة- دار المعارف (د. ت).

[9]- "الموازنة": 1/ 56.

[10]- "أبو العتاهية أشعاره وأخباره": 444- 465؛ تحقيق: د. شكري فيصل، ط 1، دمشق- دار الملاح، 1384 هـ.

[11]- "جذوة المقتبس"؛ للحميدي: 253؛ تحقيق: محمد تاويت الطنجي، ط 1، القاهرة - مكتب نشر الثقافة الإسلامية (د. ت).

[12]- "الأسس الجمالية في النقد العربي": 359؛ د. عز الدين إسماعيل، ط 3، القاهرة: دار الفكر، 1388 هـ.

[13]- الظاهرة: الأمر ينجم بين الناس (محدثة) "المعجم الوسيط" (ظ هـ ر).

[14]- "المعجم الأدبي"؛ لجبور عبدالنور: 167، ط 4، بيروت - دار العلم للملايين، 1984 م.

[15]- للدكتور: علي أحمد العريني، الرياض - مكتبة الخريجي (د- ت).

[16]- للأستاذ: أحمد الخليل، ط 1، دمشق - دار طلاس، 1989 م.

[17]- للدكتور: حسن إسماعيل عبدالغني، ط 1، القاهرة - مكتبة الزهراء، 1411 هـ/ 1991 م.

[18]- انظر: "فحولة الشعراء": 106، وانظر: "طبقات فحول الشعراء"؛ لابن سلام: 1/ 24؛ تحقيق: محمود شاكر، ط 1، الرياض - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية (د- ت).

[19]- أوس بن غلفاء الهجيمي: شاعر جاهلي عدَّه ابنُ سلام من شعراء الطبقة الثامنة من الجاهليين، وفضَّله على غيره في وصف العطاء، انظر: "طبقات فحول الشعراء": 1/ 167- 170، و"معجم الشعراء الجاهليين والمخضرمين": 40؛ للدكتور عفيف عبدالرحمن، ط 1، الرياض - دار العلوم، 1403 هـ.

[20]- "فحولة الشعراء": 121.

[21]- سلامة بن جندل: هو أبو مالك سلامة بن جندل التميمي: شاعر فارس من أهل الحجاز، اشتهر شعره بالحكمة، توفي نحو (23) قبل الهجرة، انظر: "طبقات فحول الشعراء": 1/ 155، "الأعلام": 3/ 162؛ لخير الدين الزركلي، ط 3، الرياض - وزارة المعارف، 1389 هـ.

[22]- "فحولة الشعراء": 121.

[23]- الحويدرة: هو قطبة بن محص الذبياني، شاعر جاهلي مقلٌّ، برع في الغزل والهجاء، توفي قُبَيل بعثة الرسول - صلى الله عليه وسلم - انظر: "طبقات فحول الشعراء": 1/ 171، 186، "الأعلام": 5/ 200، "معجم الشعراء الجاهليين والمخضرمين": 76، "المفضليات": 43- 48؛ المفضل الضبي؛ تحقيق: أحمد محمد شاكر وعبدالسلام هارون (د- ط) بيروت (د- ت) الطبعة السادسة.

[24]- "فحولة الشعراء": 114.

[25]- هو عدي بن ربيعة: من شعراء الجاهلية وأبطالها، رُوِي أنه من هلهل نسج الشعر؛ أي: رققه، آلى أن يثأر لأخيه كليب فكانت له وقائع مع بني بكر، توفي نحو 100 قبل الهجرة، انظر: "جمهرة أشعار العرب": 1/ 577- 584، "معجم الشعراء الجاهليين والمخضرمين": 352- 353، "الأعلام": 5/ 9.

[26]- "فحولة الشعراء": 114.

[27]- ثعلبة بن صُعير المازني: شاعر جاهلي قديم كان من المعمرين، انظر: "الشعر والشعراء": 1/ 285؛ لابن قتيبة؛ تحقيق: أحمد محمد شاكر، ط 1، القاهرة - دار المعارف بمصر، 1966م، "معجم الشعراء الجاهليين والمخضرمين": 58.

[28]- "فحولة الشعراء": 114.

[29]- معقر البارقي: عمرو بن سفيان بن أوس، شاعر جاهلي، انظر: "معجم الشعراء الجاهليين والمخضرمين": 344.

[30]- "فحولة الشعراء": 114.

[31]- الأغاني: لأبي الفرج الأصبهاني: 4/ 4، ط 1 بيروت - دار الثقافة (د- ت).

[32]- "سر الفصاحة"؛ لابن سنان الخفاجي، 132؛ تحقيق عبدالمتعال الصعيدي، ط 1، القاهرة - مكتبة محمد علي صبيح، 1389 هـ.

[33]- المصدر السابق: 190.

[34]- "الموازنة": 1/ 450.

[35]- "الوساطة"؛ للجرجاني: 52؛ تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم وعلي محمد البجاوي، القاهرة - عيسى البابي الحلبي (د- ت).

[36]- ليست الفنون الشعرية بدعًا في تأثير مقياس الكثرة على وجودها وتحديد دلالاتها؛ إذ نجد لهذا المقياس تأثيرًا في عدد من الفنون البلاغية: كالإيجاز والإطناب والمساواة، وكما في التفريق بين فني: الطباق والمقابلة، انظر: "الإيضاح"؛ للقزويني: 173- 300، 304؛ تحقيق: عبدالحميد هنداوي، ط 1، القاهرة - مؤسسة المختار، 1419 هـ، كما أن لهذا المقياس اعتباره في التفريق بين عدد من الفنون القصصية: كالرواية والقصة، والقصة القصيرة، انظر: "الأدب وفنونه"؛ د. عز الدين إسماعيل: 150- 153، ط 8، القاهرة - دار الفكر العربي، 1977 م.

[37]- "سر الفصاحة": 278.

[38]- "العمدة": 1/ 350.

[39]- "البرهان في وجوه البيان"؛ لابن وهب الكاتب: 261؛ تحقيق: أحمد مطلوب وخديجة الحديثي، ط 1، (د- ت) جامعة بغداد.

[40]- "معجم المصطلحات الأدبية"؛ إبراهيم فتحي: 344- ط 1، تونس - المؤسسة العربية، 1986 م.

[41]- "المعجم الأدبي": 623.

[42]- "الموسوعة العربية العالمية": 26/ 187، ط 1، الرياض - مؤسسة أعمال الموسوعة، 1416 هـ.

[43]- "العمدة": 1/ 257.

[44]- "الشعر والشعراء": 1/ 81.

[45]- "الوساطة": 177.

[46]- "تاريخ النقد الأدبي"؛ للدكتور: إحسان عباس: 317، ط 1، بيروت - دار الثقافة، 1406 هـ، وفيه سمى الدكتور إحسان عباس هذا المنهج بـ(المقايسة).

[47]- "الوساطة": 35- 55.

[48]- المصدر السابق: 177- 178.

[49]- من كتاب "الوساطة بين المتنبي وخصومه: (اختيار ودراسة)"؛ محيي الدين صبحي، 182، ط 1، دمشق - وزارة الثقافة، 1978 م.

[50]- "الوساطة": 100- 101.

[51]- ط 1- القاهرة: دار الفكر، 1386 هـ.

[52]- ط 1- القاهرة: دار الفكر، (د- ط).

[53]- "شعر الحرب في العصر الجاهلي": 399، (بتصرف في ترتيب موضوعات الصورة).

[54]- انظر: "شعر الحرب في العصر الجاهلي": 400.

[55]- انظر: المرجع السابق: 400.

[56]- المرجع السابق: 362.

[57]- "شعر الحرب في العصر الجاهلي": 222 (بتصرف في ترتيب معاني الفخر).

[58]- انظر: "شعر الحرب في العصر الجاهلي": 354، 402- 403، 422، 426- 427.

[59]- انظر: "الشاعر الجاهلي الشاب: طرفة بن العبد": 244، 245.

[60]- انظر: "الشاعر الجاهلي الشاب: طرفة بن العبد": 250، 269- 288، 296- 299.

[61]- "الوساطة": 23.

[62]- "العمدة": 1/ 211.

[63]- "الموشح": 250.

[64]- "الأغاني": 3/ 183.

[65]- "الأغاني": 3/ 37- 138.

[66]- "الشعر والشعراء": 1/ 76.

[67]- "الشعر والشعراء": 1/ 76 وانظر: "العمدة": 2/ 763.

[68]- "العمدة": 2/ 780.

[69]- "الموازنة": 1/ 14.

[70]- "الموازنة": 1/ 18.

[71]- "الأغاني": 3/ 53، و انظر: "تاريخ النقد الأدبي عند العرب"؛ للأستاذ طه إبراهيم: 78، ويتضمَّن وقفة نقدية حول تساؤل ابن سلام عن السبب في تقديم طرفة بن العبد وعبيد بن الأبرص مع قلة شعرهما.

[72]- "كتاب الصناعتين"؛ لأبي هلال العسكري: 24؛ تحقيق: محمد علي البجاوي، ط 1، صيدا، لبنان - مكتبة صيدا، 1406 هـ.

[73]- "الموشح": 392.

[74]- "العمدة": 1/ 212.

[75]- انظر: "الوساطة": 160.

[76]- "الأغاني": 8/ 48.

[77]- "الأغاني": 8/ 48.

[78]- "صحيح مسلم": 3/ 400؛ تحقيق: محمد فؤاد عبدالباقي، ط 1، الرياض - رئاسة البحوث العلمية، 1400 هـ.

[79]- "الالتزام الإسلامي في الشعر": 135؛ للدكتور: ناصر الخنين، ط 1، الرياض - دار الأصالة، 1408 هـ، وهذا لا ينافي التخريج الأكثر شهرة، وهو أن ما قاله النبي - صلى الله عليه وسلم - من الأرجاز التي تعترض كلام المتكلم، حتى لو لم تقصد بذلك قول الشعر، انظر: "إعجاز القرآن"؛ للباقلاني: 54- 55، ط 1، القاهرة - دار مكتبة الهلال، 1993 م، وفيه أمثلة متعددة للرجز الذي يعترض كلام المتكلم بدون قصد منه.

[80]- انظر: "لبيد بن ربيعة العامري"؛ للدكتور يحيى الجبوري: 389، ط 3، الكويت - دار القلم، 1393 هـ.

[81]- المرجع السابق: 384.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • النظرية النقدية أو مدرسة فرانكفورت
  • النقد الأدبي الإسلامي
  • مقياس ستانفورد بينيه للذكاء
  • مع (مناهج النقد الأدبي الحديث: رؤية إسلامية) للدكتور وليد قصاب
  • دعاوی الموضوعية

مختارات من الشبكة

  • الكثرة الغثائية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الكثرة والقلة وأثرهما في مسائل أصول الفقه(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • عرض كتاب: الكثرة والقلة وأثرهما في مسائل أصول الفقه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مقياس وكسلر لذكاء الأطفال(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • القلة والكثرة ودلالاتهما على الحق والباطل(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • من دلائل نبوته إخباره بكثرة الحروب بين المسلمين في آخر الزمان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أسئلة وأجوبة حول الحجاب (10)(مقالة - ملفات خاصة)
  • ما الفرق بين أسس وسمات ومقاييس النقد؟(استشارة - الاستشارات)
  • المقاييس البلاغية والنقدية في قراضة الذهب في نقد أشعار العرب لابن رشيق القيرواني (WORD)(كتاب - موقع د. محمد الدبل)
  • المقاييس البلاغية والنقدية في قراضة الذهب في نقد أشعار العرب لابن رشيق القيرواني (PDF)(كتاب - موقع د. محمد الدبل)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب