• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    الإنذار المبكر من التقاعد المبكر
    هشام محمد سعيد قربان
  •  
    دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة العملية ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية
علامة باركود

ألفاظ تكثر في شعر المتنبي (1)

ألفاظ تكثر في شعر المتنبي (1)
د. إبراهيم عوض

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 14/8/2018 ميلادي - 2/12/1439 هجري

الزيارات: 28544

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ألفاظ تكثر في شعر المتنبي

 

1 – أنا

من الألفاظ التي يكثر ترددها في شعر المتنبي الضمير (أنا). وقد عد يوسف الحناشي هذه الظاهرة أسلوبا من أساليب الرفض عند الشاعر[1].

 

والحقيقة أن كلمة (أنا) قد ترددت في عدة مواقف للمتنبي؛ كالفخر، والمدح، والحزن، والألم، والغزل، وما إلى ذلك، ولم تقتصر على ما سماه الحناشي (رفضًا)، (هذا إن كانت قد وردت في موقف رفض أصلًا)، وفضلًا عن ذلك فليس بين الشواهد التي ساقها على مجيء هذه اللفظة في أول القصائد شاهد (رفضي) واحد، وهذه هي شواهده:

أنا ترْبُ الندى وربُّ القوافي
وسمامُ العدى وغيظُ الحسودِ
أنا صخرةُ الوادي إذا ما زوحمت
وإذا نطقتُ فإنني الجوزاءُ
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي
وأسمعت كلماتي من به صممُ
أنا ابن اللقاءِ، أنا ابن السخاءِ
أنا ابن الضرابِ، أنا ابن الطعانِ
أنا ابن الفيافي، أنا ابن القوافي
أنا ابن السروجِ، أنا ابن الرعانِ

 

إن الحناشي يعقب تعقيبًا نهائيًّا على هذه الأبيات بما نصه:

(إن الإشارة بالأنا تتجاوز إذًا دائرة الفخر التقليدي لتنزَّل (كذا! بتشديد الزاي) في سياق الرفض الذي يقوم أساسًا على صلابة الذات إزاء تداعي واقع الحضارة العربية)[2].

 

والواقع أن مثل هذا الكلام لا علاقة له بالأبيات السابقة؛ إذ فضلًا عن غموض معنى (الرفض) عنده، فليس في الأبيات ما يشير من قريب أو بعيد إلى الحضارة العربية أو تداعيها، بل هي تعبير عن فخر المتنبي بنفسه في مواجهة فردٍ بعينه أو أفراد معدودين كانوا ينافسونه أو يحسدونه أو يحقرونه.

 

وهذه أبيات أخرى تتصدرها كلمة (أنا)، وموضوعها المديح أو الألم أو الغزل:

أنا لائمي إن كنت وقت اللوائمِ *** علمت بما بي بين تلك المعالمِ

(هذا مطلع غزلي يقول: إنني أستحق أن ألوم نفسي لو أني كنت واعيًا بنفسي وأحزاني حين لامتني العواذل على وقوفي في ديار حبيبتي وبين معالمها وما ظهر عليَّ من الوجد والألم).

 

أنا منك بين فضائلٍ ومكارمِ *** ومن ارتياحك في غمامٍ دائمِ

(وهذا مدح).

 

وأنا منك لا يُهنِّئُ عضوٌ *** بالمسراتِ سائر الأعضاءِ

(مدح أيضًا وتهنئة لكافور ببنائه دارًا جديدة).

 

وما أنا بالباغي على الحبِّ رِشوةً *** ضعيف هوى يُبغى عليه ثوابُ

(المتنبي هنا حزين يحاول أن يتقرب من كافور، الذي لم يعطِه ما كان قد وعده به).

 

أمسيتُ أرْوحَ مثرٍ خازنًا ويدًا *** أنا الغني وأموالي المواعيدُ

(الشاعر هنا يتألم ويسخر من نفسه قائلًا: إنني أغنى الناس لا بالمال ولكن بمواعيد كافور لي، فغناي غنى كلام، وأنا أشد الأغنياء راحة؛ لأن هذا اللون من الغنى لا يحوج صاحبه إلى يقظة وحراسة وقلق).

 

وإن التفسير الصحيح لكثرة تردد هذا الضمير في شعر المتنبي، لهو أنه كان شديد الإحساس بنفسه، يرى أنه أفضل الناس وأن مواهبه لا تدانى، ويتألم أشد الألم إذا مسَّته كلمة أو لم يحصل على ما يريد؛ إذ هو يرى أنه أهل للتمجيد والتكريم، فما بالك إذا أصابه ما يؤلمه؟ وللعلم فهذه الأبيات تنتمي إلى مختلف مراحل حياته، مما يدل على أن إحساسه بنفسه كان طول عمره عنيفًا.

 

2 - زار

من الألفاظ التي استرعى انتباهي إكثار المتنبي منها، لفظة (زار) ومشتقاتها، حتى لقد عددت له منها خمسين، وليست العبرة هنا فقط بمجرد دوران هذه اللفظة كثيرًا في شعره، بل إنه ليتكرر استخدامه لها في سياقات لا تستخدم عادة فيها، فهو مثلًا بدلًا من أن يقول: (يهجم علي الأعادي (في جيش جرار يثير الغبار فكأنه) في سماء عجاجة)، نراه يقول: (يزور الأعادي في سماء عجاجة) (1/107/3)، ونفس هذا المعنى نجده في قوله:

وما سكني سوي قتلِ الأعادي *** فهل مِن زورة تشفي القلوبا؟


وكذلك قوله لسيف الدولة:

لقيت العفاةَ بآمالها *** وزرت العداةَ بآجالِها


وقوله أيضًا عنه:

إذا زار سيفُ الدولة الرومَ غازيًا *** كفاها لمامٌ لو كفاه لمامُ


وقوله متهددًا الدمستق، ومشيرًا إلى هجوم المسلمين على سمندو (مدينة بيزنطية)، بقيادة سيف الدولة:

فإن يُقدِمْ فقد زُرْنا سمندو *** وإن يُحجِمْ فموعِدُه الخليجُ


كذلك فإنه يسمى الخروج للحرب (زيارة) للوغى، وذلك في قوله مخاطبًا سيف الدولة:

رضيتَ منهم بأن زرتَ الوغى فرأَوا *** وأن قرعتَ حَبِيكَ البِيضَ فاستمعوا


وأيضًا في البيت التالي مخاطبًا دلير بن لشكروز (وإن كان قد طور الصورة فجعل الحرب عاشقة للممدوح):

شجاع كأن الحربَ عاشقةٌ له *** إذا زارها فدَتْه بالخيلِ والرجلِ


كذلك فإنه بدلًا من أن يقول: قتلته (السيوف) القواضب) نراه يقول: (زارته القواضب) (1/108/8)، ومثل ذلك أيضًا قوله:

فلا زيارة إلا أن تزورَهمُ *** أيدٍ نشأن مع المصقولةِ الخُذمُ


وهو يسمي التسلل إلى مضارب أهل حبيبته ليلقاها في غفلة منهم (زيارة):

كم زورةٍ لك في الأعرابِ خافيةٍ
أدهى وقد رقدوا من زورةِ الذيبِ!
أزورهم وسوادُ الليل يشفعُ لي
وأنثني وبياضُ الصبح يغري بي

 

كما أنه ينسب (الزيارة) إلى الكواكب، فيقول في أحد ممدوحيه:

حق الكواكبِ أن تزورَك من علٍ *** وتعودُك الآسادُ من غاباتها


وهو يسمي رحلته إلى أحد الجبال لصيد الغزال (زيارة):

وشامخٍ من الجبالِ أقودِ

زرناه للأمرِ الذي لم يعهد ِ


ومثل ذلك قوله عن صعود سيف الدولة الجبل بخيله إنها زيارة منه لفراخ العقبان:

تظنُّ فراخُ الفتخِ أنك زرتَها *** بأمَّاتها وهْي العتاقُ الصلادمُ


وهو بدلًا من أن يقول: إن الضباع قد نهشت لحوم أعدائه الذين صرعهم وغيبتها في أجوافها، يقول: إن هذه اللحوم قد زارت أجواف تلك الضباع:

يا شرَّ لحمٍ فجعته بدمٍ *** وزار للخامعاتِ أجوافا!


وبالمثل نراه، حين يريد أن يعبر عن تزيين حصى بلاده لأعناق الحسان، يقول: إن حصى هذه البلاد يزور الحسان:

بلادٌ إذا زار الحسانَ بغيرِها *** حصى تربها ثقَّبنه للمخانقِ


وهو يسمي سماع الكريم عذل من يلومه على كرمه زيارة يقول بها العذل لسمعه:

فإذا العذل في الندى زار سمعًا *** ففداه العذولِ والمعذول


وكما وجدناه في البيت السابق ينسب الزيارة إلى شيء مسموع، فإنه في البيت التالي ينسبها إلى شيء مشموم:

يجنُّ شوقًا، فلولا أن رائحةً *** تزورُه في رياحِ الشرقِ ما عقلا


أما في البيت التالي، فإنه ينسبها مرة إلى الغيث ومرة إلى الخيل:

فزار التي زارت بك الخيلُ قبرَها *** وجشمه الشوقُ الذي تتجشمُ


(فاعل (زار) ضمير يعود على (الغيث).

ثم إلى الحمى، وذلك قوله:

وزائرتي كأن بها حياءٌ *** فليس تزورُ إلا في الظلامِ


وهو يسمي ارتفاع المد حتى أحاط بدار سيف الدولة (زيارة) من الماء له، قال يخاطب هذا المد: (أم زرته مكثرًا قطينه؟) (4/171).

أما في البيت التالي، فإنه ينسب الزيارة لحياته هو ونصحه وحبه وشعره:

ولكن بالفسطاط بحرًا أزرتُه *** حياتي ونصحي والهوى والقوافيا


وبعد، فلعل لهج المتنبي بترديد هذه اللفظة، حتى في السياقات التي لا يخطر عادة على البال استخدامها فيها، راجعٌ إلى أنه عاش حياته الشعرية كلها تقريبًا متغربًا عن الكوفة بلده (بل عن العراق كله)، فهو في أي مكان يحله كان يحل فيه بوصفه زائرًا لا صاحبًا لهذا المكان، فكان موقفه هذا يشغل دائمًا عقله ويلح عليه فينجبس لسانه باللفظة الدالة عليه، حتى إنه قد تكرر استخدامه لهذه اللفظة أكثر من مرة في البيت الواحد، كما رأينا بعض الأمثلة على ذلك في الأبيات السالفة.

 

3 - الفتى

من الألفاظ التي تتردد كثيرًا في شعر المتنبي لفظة (فتى)، التي وقعت منها على أكثر من خمس وستين، و(الفتى) في اللغة هو (الشاب الحدث)، و(السخي الكريم)، و(ذو النجدة)، و(الخادم)، و(العبد).

ومن معاني (الفتوة) أيضًا أنها (مسلك أو نظام ينمي خلق الشجاعة والنجدة في الفتى)[3]، فكيف استعمل المتنبي هذه اللفظة؟

 

لقد وصف بها نفسه في فترات مختلفة من عمره، كما في الأبيات الآتية:

وترى الفتوَّة والمروَّة والأبـوْ *** ــوَة فيَّ كلُّ مليحةٍ ضرَّاتِها


(وهذا البيت في قصيدة مدح قالها في شبابه)، و:

يرومون شأوي في الكلامِ وإنما *** يحاكي الفتى، فيما خلا المنطقَ، القردُ


(وهو من قصيدة قالها في مدح الحسين بن علي الهمداني، وذلك أيضًا في شبابه)، و:

لتعلم مصرُ ومَن بالعراق *** ومن بالعواصم أني الفتى


وهذا البيت من مقصورته التي قالها يصور بها فراره من قبضة كافور وعيونه، وكان ذلك في أخريات حياته، وكذلك البيت التالي، وهو من نفس القصيدة:

وكل طريقٍ أتاه الفتى *** على قَدَر الرِّجلِ فيه الخطى


 

كما وصف بها يوسف بن عبدالعزيز الخزاعي، وهو شيخ القبيلة الذي ساعده على هذا الفرار؛ إذ قال:

فتى زانَ في عينيَّ أقصى قبيلِه *** وكم سيِّدٍ في حلَّة لا يزينها

والخزاعي هذا لم يكن شابًّا بحال.

 

ووصف بها سيف الدولة، وذلك في الأبيات التالية:

فتى الخيل قد بلَّ النجيعُ نحورَها
يطاعِن في ضنكِ المقامِ عصيبِ
أرى العراقَ طويلَ الليل مذ نعيت
فكيف ليلُ فتى الفتيانِ في حلبِ؟
إذا حاز مالًا فقد حازه
فتى لا يسرُّ بما لا يهبْ
فتى يشتهي طول البلاد ووقته
تضيقُ به أوقاته والمقاصدُ


كما وصف بها غيره من الممدوحين؛ إذ قال مثلًا في محمد بن عبيدالله العلوي:

إلى فتى يصدر الرماحَ وقد *** أنهلها في القلوبِ موردها


وقال في علي بن مكرم التميمي:

يقدمها وقد خضبت شواها *** فتى ترمي الحروبُ به الحروبا


وقال في طاهر بن الحسين العلوي:

فتى علمته نفسه وجدودُه *** قراعَ الأعادي وابتذالَ الرعائبِ


وقال في حفيد البحتري الشاعر:

فتى كل يومٍ يحتوي نفس ماله *** رماحُ المعالي لا الردينيَّةُ السمرُ


وقال في علي بن أحمد الخرساني:

فتى ألف جزء رأيه في زمانِه *** أقل جُزَيءٍ بعضه الرأي أجمعُ


وقال في كافور:

فتى يملأ الأفعالَ رأيًا وحكمةً
ونادرة أيان يرضى ويغضبُ
يزحم الدهر ركنها عن أذاها
بفتى ماردٍ من المرَّادِ

(يقول: إن ركن الدولة الإخشيدية يدفع بكافور لحمايتها من الأذى).

 

كما قال في ابن العميد:

فتى فاتت العدوى من الناسِ عينه *** فما أرمدت أجفانه كثرة الرمدِ

 

وأحيانًا يستخدمها مطلقة بمعنى (إنسان) أو (شخص)، كما في قوله مثلًا من قصيدة يرثي فيها ابن عم سيف الدولة تغلب أبا وائل:

مهما يعزِّ الفتى الأميرَ به *** فلا يإقدامه ولا الجودِ


وكقوله من قصيدة له في كافور:

فإني رأيت البحرَ يعثر بالفتى *** وهذا الذي يأتي الفتى متعمدا


ومثله قوله في البيت التالي:

وما الحسن في وجهِ الفتى شرفًا له *** إذا لم يكن في فعله والخلائقِ


وأيضًا كقوله في الزراية على سيف الدولة من يائيته التي مدح بها كافورًا:

وللنفس أخلاقٌ تدل على الفتى *** أكان سخاءً ما أتى أم تساخيا


والملاحظ أنه هنا يستعملها محايدة تمامًا، فالفتى كما يفهم من كلامه قد يكون سخيًّا (سخاءً) حقيقيًّا، وقد يكون سخاؤه سخاءً مصطنعًا.

 

وأحيانا أخرى يستخدمها مطلقة أيضًا، ولكن مع وصف مدلولها بالشجاعة:

يُقتَل العاجز الجبان وقد يع
جِزُ عن قطع بخنقِ المولودِ
ويُوقَّى الفتى المخشُّ وقد خَوْ
وَض في ماء لبَّة الصنديدِ

 

كما أنه استعملها مرة في وصف بطريق الروم:

آل الفتى ابن شمشقيق فأحنثه = فتى من الضرب تنسى عنده الكلمُ

(آل: حلف، ويقصد بـ(الفتى) سيف الدولة).

 

مما سبق يتبين لنا أن المتنبي يكثر من استعمال لفظة (فتى) في الفخر وفي المدح، بمعنى الكرم والشجاعة، والسيادة والحلم، وما إلى ذلك، كما هو واضح من الأمثلة التي مرت، كما أنه يستخدمها مطلقة بمعنى (إنسان) أو (شاب)، وهذا كله يدل على أن ذهنه مشغول بمفهوم هذه اللفظة، حتى إنه قد وصف بها مرة بطريق الروم، الذي ليس من الممكن أن يكون قد أراد مدحه والرفعة من شأنه.

 

لقد كان المتنبي محاربا شجاعا، وكان لا يخاف أخطار الصحراء، كما أنه، رغم رغبته العارمة في المال والولاية، كان يضيق بالقيود ولا يتحمل الإهانة المقصودة طويلًا، بل يتحيل في ترك المكان الذي أسيء إليه فيه.

 

من هنا فليس من المستغرب أن يلهج المتنبي بذكر الفتوة والفتيان، وأن يكثر من الإشارة إلى ذلك في شعره طوال حياته، ولعله أيضًا قد أكثر من استعمال هذه الكلمة في شعره؛ لِما توحيه من معنى الغنى.... ولكن من ناحية أخرى، فإن المتنبي في مديحه كان دائمًا يسند هذه الصيغة لممدوحيه، فكلهم كما رأينا فتيان؛ أي جامعون لصفات الشجاعة والكرم والشباب... إلخ، أو بعبارة أخرى: حائزون لصفات الكمال النفسي والخلقي والجسدي جمعاء، وإن كنا لا نقول: إن إسناد صفات المجد والرفعة والسيادة لأي ممدوح تسوق الأقدار الشاعر إليه، هو أمر مقصور على المتنبي وحده، فقد كان ذلك تقليدًا شعريًّا عربيًّا، إنما الذي يلفت نظرنا هنا هو إكثار المتنبي كما قلنا من ترديد لفظة (الفتى) بالذات، وإسنادها لكل ممدوح من ممدوحيه.



[1] الرفض ومعانيه في شعر المتنبي: 117.

[2] الحناشي: 17.

[3] انظر: في ذلك: المعجم الوسيط، ومحيط المحيط مثلًا / مادة (ف ت ي)، وللمرحوم د. أحمد أمين رسالة مفصلة عن (الصعلكة والفتوة في الإسلام)، تتبع فيها - فيما يهمنا هنا - معاني الفتوة وتطورها في المجتمعات الإسلامية، وهي لا تخرج كثيرًا عن هذه المعاني المذكورة في المعاجم اللغوية.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • المتنبي في عيون الصاحب بن عباد ومنهجه في رسالته "الكشف عن مساوئ شعر المتنبي"
  • ألفاظ تكثر في شعر المتنبي (2)
  • ألفاظ تكثر في شعر المتنبي (3)
  • ألفاظ تكثر في شعر المتنبي (4)
  • الدلالة على المثبت بالمنفي عند المتنبي
  • المضاف المعرف بأل في شعر المتنبي
  • انتهاء البيت بمعطوف مترادف في شعر المتنبي
  • الجمع بين المتناقضات في شعر المتنبي

مختارات من الشبكة

  • مفاهيم ومصطلحات دراسة: ألفاظ الجنة في القرآن الكريم(مقالة - حضارة الكلمة)
  • دقة الإمام البخاري في إيراد ألفاظ الحديث: دراسة تحليلية لحديث في النياحة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: ألفاظ ينبغي الحذر منها (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: ألفاظ ينبغي الحذر منها (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مجالس في ألفاظ غريب القرآن: الجزء الثاني (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مجالس في ألفاظ غريب القرآن: الجزء الأول (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • حكم ألفاظ التهنئة بالعيد(مقالة - ملفات خاصة)
  • الرد على دعوى القول بوجود ألفاظ معربة في القرآن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج (ج2)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج (ج1)(مخطوط - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب