• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    الإنذار المبكر من التقاعد المبكر
    هشام محمد سعيد قربان
  •  
    دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة العملية ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية
علامة باركود

التناص من دواعي البيان (2)

محمد صادق عبدالعال

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 24/1/2018 ميلادي - 7/5/1439 هجري

الزيارات: 16424

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التناص من دواعي البيان (2)


سبَق أنْ تعرَّضنا للتناص لغةً وترادفًا، ووثَّقْنا الكلامَ بمشروعيته مِن خلال فتوى نُشِرَت عن موقع دار الإفتاء العام، المملكة الأردنية الهاشمية، وذَكَرْنا أمثلةً لبعضِ الموضوعات التي أُخِذ بآلية التناصِّ فيها.


ويبقى الموضوع موصولًا والقول معروضًا، وأرى أنَّها الشوكة التي يُشاكها الرافضون حين ترد جملة مُتناصَّة من القرآن بأيِّ جنسٍ أدبيٍّ، كآليةٍ من الكاتب لتمييز العمل المكتوب عن غيره، وإمكانية التحوير والتدوير، أو الاقتباس أو التضمين، بما يتناسب مع جوِّ النصِّ وبيئتِه، وما زلنا نُذكِّر بأنَّ:


"التناص إعلاءٌ مِن شأن البيان، ودَربٌ من دروب البلاغة، تُزيَّن به صفحاتُ الكتاب، ويُظهر العمقَ الثقافيَّ والمسكوت عنه مِن ثقافة المبدِع، يتحقَّق منها القارئ والمطَّلِع، وفيه إظهارٌ لمفاتن السَّرْد ومباهِج الحكمة، وتحوُّلٌ مِن المباشَرَة في الكلام إلى الالتفات وإظهارِ هُويَّة الذات، وربط بين مشتقَّات الإبداع، فلا يوجد نصٌّ وليد الساعة، فهو موروثٌ رغم أنف كاتبه، وإن أبدَع فيه وزَخْرَفَه".


ولقد أردفت بعدها من البستان البهيج ذي الطلع النضيد خير ما يقتدَى به.


وفي ورقة بحثية طُلبت منِّي لإلقائها على جمهور من الكُتَّاب والشعراء؛ إذ كان موضوعُ الندوة: "التناص واللغة التراثية في الإبداع الشعريِّ - عنونتُ الورقة بـ: "التناص والتراث في الأنساق الأدبية".


ثمة علاقة وثيقة بين التناصِّ كآليةٍ لأسلوب القَصِّ والسرد والتراث كمادةٍ أو كوعاء حاملٍ لذاكرةِ الأُمَّة الأدبيَّة والفكريَّة؛ وتأتي تلك العلاقة مِن كاتبٍ يُؤمن بقيمة التراث في تهذيب الأخلاق، والكشف عن مناقبِ الشمائل وجميل الخلال التي تزيَّنتْ بها صفحات السلف، حتى ولو اعتراها الاندثار والتلَف، ودَرْءًا للنظرة الأعجميَّة لها على أنها رِدَّة لزمنٍ لم يَعُدْ يُواكَب، وحقب لم تُعد في الحسبان، ودليلهم تقنيات العصر وانفتاح النوافذ الغربية على العربية والعكس، وسيل العولمة الجارف الذي أتى على القديم والموروث ليعزِّز وليغرس في نفوس الطامحين فكرةَ الحضارة على شاكلته التي تُرضِي غروره.


التراث كمادة وذاكرة أُمَّة، والتناص كآلية للعَرْض الجيد.


ولو حاولنا مِن باب الإنصاف الربط بين التراث كمادةٍ نصُّها طيب، ونظمها حلو، ولغة التناص كرقي بالكتابة؛ رجاء إخراج عمل أدبيٍّ راقٍ، لخَرَجَتْ علينا من بني جلدتنا كتائبُ عربيةٌ مِن أرباب الفكر والقلم لتنتقد - وبشكلٍ لاذع -طريقة السَّرْد والعَرض.


إنَّ العلاقة بين التناصِّ والتراث تُشبه إلى حدٍّ كبير الصانع وأدوات صنعته، فمَن أجادَ اختيارَ الألفاظ وأعلاها بيانًا استطاع - وبشكلٍ متقن - إخراجَ العبارة المتناصَّة غير متكلَّفة ولا مصنوعة، جميلة مرفوعة، بأيدي كتَبَةٍ صفحاتهم سَفَرة، حماة بَرَرَة لموروثنا وكتابنا العظيم الذي عُرف بسموِّ قَدْره وعُلُوِّ شأنه.


التناص نَسبٌ ونشأة:

ولقد ذَهَبَ فريقٌ مِن الكُتَّاب في دراساتهم النقدية إلى اعتبار أنَّ التناصَّ "غربيُّ النشأة"، وليس من إنتاج العرب أنفسهم، ولا مِن مسالك البلاغة والبيان، واعتبروا أنَّ "التضمين" أكثر استخدامًا وتفاعُلِيَّة في النصوص العربيَّة، وضَرَبوا أمثلةً مِن القرآن الكريم لاشتمال النصوص القرآنيَّة على مضامينَ كثيرةٍ للمعنى؛ مثل قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ ﴾ [الكهف: 28]؛ أي: لا تصرف عيناك النَّظر عنهم.


ولكنَّ الكاتب المتمكِّن ذا الذائقةِ الأدبيَّة يجد مراغمًا كثيرًا وسَعَة في اقتباس نماذجَ متناصَّة من القرآن أو الحديث أو مخرجات التراث العربيِّ لتجميل وتحوير كلامه؛ ليوطِّد لدى المتلقِّي فكرةَ أنَّ القرآن لغةُ كلِّ عصرٍ رغم أنف الحاقدين.


وعند "مليكة" الخبر اليقين:

ومِن موقع تقنيٍّ بالشبكة العنكبوتية، اطَّلعت على نبذة عن تلك الإشكالية بعنوان: مفهوم التناص، المصطلح والإشكالية/ لمليكة فريحي - الجزائر عود الند/ مجلة ثقافية فصلية/ // SN 1756-4212، الناشر: د. عدلي الهواري:

تقول أ/ مليكة فريحي: "اختلفت الدراسات النقديَّة العربيَّة في تحديد مفهوم التناصِّ، وإعطاء الجذور التأصيليَّة له؛ فهناك مَن يرى أنَّه مولود غربيٌّ، ولا يمكن أنْ يُنسبَ لغيره، وأمَّا البعض الآخَر فخرج عن حيِّز هذه الفكرة، وفتح الشهية للمعركة النقديَّة، من خلال العودة إلى جُذور الثقافة العربيَّة، رغبةً في إيصال مفهومِ التناصِّ إلى نسَبه الحقيقيِّ، وأنَّ ظهورَه إلى الساحة الغربيَّة لم يكن إلا عن طريق التبنِّي؛ بحيث أعطت المحاولات النقديَّة التي احتكَّتْ بالموروث العربيِّ القديم بوادر للتنقيب عنه، ومدى احتواء الوعي العربيِّ على تجاوب العناصر الثلاثة للاتصال، والمتمثِّلة في المرسل والرسالة والمرسل إليه، وقد دخلتْ فيه عدَّة مفاهيم مِن السرقات، ووقع الحافر على الحافر، والحفظ الجيد، وتوارد الخواطر، وانصبَّ ذلك على الجانب الشعريِّ كموضوعٍ للدراسة"؛ (45أ-).


ذلك قولُها.

ولعلَّنا ندري سبب قصة "وقع الحافر على الحافر" التراثيَّة، حينما سَرَق أحدُ الشعراء قصيدةً من قصائدِ عمر بن الفارض: (1180 - 1234 م) المولود بالقاهرة، والملقَّب بسلطان العاشقين.


قال مبررًا: وقع الحافر على الحافر؛ فردَّ عليه مستمعوه: من الأول للآخِر؛ أي ليست القصيدة توارُد أفكار، بل هي مسروقة، ولا مجال للخوض في ذلك!


إنَّ المرتجى من دراسة الفُضْلى أ/ مليكة فريحي هو: الوقوف على شرعيَّة نسب التناصِّ، فقد اختلف جمهورٌ في عربيَّته، وذَهَب آخرون إلى كونه مستحدثًا قادمًا من الغرب، يُؤخذ التضمين كأسلوب بلاغيٍّ بديلًا عنه!


وهنا نتعجَّب، ولربما حال بنا الحال لنضحك في تلك المفارقة العجيبة؛ إذا كان التناصُّ وافدًا من الغرب يُنبذ لكونه لا يمتُّ لبلاغةِ العرب بذات صلة، وإن كانت الحقيقة خلاف ذلك؛ فما بالكم بالقصة القصيرة ذات المنشأ العربيِّ الأصيل تُردُّ للغرب وأربابه؟ والقصة القصيرة في حُكْم العرب وأمثالهم التي ضُرِبَت وصارتْ تراثًا تتناقله الأجيال، ثم الأسمى من ذلك والأَوْلى بإيراده هو إيراد القرآن الكريم وتصديره قَصصًا لنا في غالب السور القرآنيَّة، تَحمل جميع دلالات القصَّة وأشكالها البنائيَّة، لكننا نمتري بها ونعدُّها تراثًا وما هي بتراثٍ!


أفضل ما نُقِل عن الكاتبة هو تأكيدها على أنَّ التناصية ظَهَرَتْ بوادرها في الحقل الروائيِّ، أمَّا معيارُ النقد القديم فانصبَّ اهتمامه على معالجة التجربة الشعرية، ومدى تناقلها بين الشعراء، وتظهر هذه العلاقة من خلال البيت الواحد أو القصيدة، فرغم أنَّ معالجة النقد العربيِّ القديم كانتْ جزئيةً في معالجة هذا الموضوع والحكم عليه، من خلال تجزئة النصوص في التناول الجزئيِّ، وذلك باعتبار أنَّ القصيدةَ العربيَّة كانت أبياتًا شعريَّة، والحكم أنَّ التحليلَ كان جزئيًّا وليس كليًّا، ووصفها بمحاولةِ التوصُّل اللاهثة إلى النصِّ - كان المفهوم القديم مجرَّد تحليل جزئيٍّ للنصوص في إطار علاقة أحاديَّة.


وهنا الكاتبة قد بيَّنَتْ حقيقة أنَّ التناصَّ كان للعمل النثريِّ السرديِّ كالرواية؛ أمَّا معايير النقد القديم فقد صبَّتْ جلَّ اهتمامها على الشِّعر، الذي أثَّر بالضرورة على مكانةِ القصة القصيرة بين الناس إلى وقتنا الحاضر، وقد بيَّنا ذلك في محله.


إذًا العلاقة بين جميع الأجناس الأدبيَّة مِن قصٍّ وشِعْر ونثر ومقالة يربطها عنصر اللغة، كأداةٍ للتفاهم والبيان وحسن العَرْض، ووسائط عرض البهيج مِن تلك الأجناس؛ فلا يوجد قاصٌّ لا يقرأ الشِّعر، ولا روائيٌّ لا يحبُّ النثر والسرد؛ فاللغة تجذب المحبين إليها، فتراهم يذهبون لما راموا في أشكال عُروضِهم.


ولنفرض أنَّ التناص ظاهرةٌ حديثةٌ لم يتجاوز مداها ما يقارب ربع قرنٍ من الزمان، وإنه غربيُّ النشأة، فمَن أولى بالتناص؟ أو مَن أجدر بأن يتناصَّ؟ الغرب أم العرب بما لهم من كتاب فُصِّلت آياتُه، ثمَّ أُحكمت إحكامًا دقيقًا، له من مقومات البلاغة ما تجعله منبعًا لا ينضب، ومنهلًا متجددًا لا يسأم منه الطالب، كما يجد الراغب فيه منتهى الأرب؟


مِن شروط التناصِّ وآدابه:

معلوم أنَّ التناصَّ عودةٌ للوراء، ليس رجوع الخنوع والانطواء، لكن اقتباس الأنوار مِن مواطنها، والتماس الألفاظ من محاسنها، وخير تناصٍّ ما كان مِن قرآنٍ وحديثٍ وأقلامِ البُلغاء الأوائل، الذين كانوا على الطباعة لا الصناعة ولا التكلُّف.


ومَن أراد أن يتناص فيما يكتب وينشُر، فعليه بمحاذيرَ ومعاييرَ سبق أنْ ساقها جمهورٌ من الكُتَّاب والأدباء، أعلاها التأدُّب مع النصِّ المتناصِّ منه أولًا، وثانيها بيئة العمل الإبداعيِّ الذي سوف تعلوه العبارة المتناصَّة وتُزينه، فلا يجب أن نُنزل العبارة المقدَّسة المتناصَّة منزلًا لا يليق، أو نقحمها فيما يثير الفتن والتشكيك، أو أن نُغيِّر "التعبير الدلالي" لها إلى آخَر لا يليق، فيختلط على القارئ للنصِّ الجديد مفاد النصِّ الأعلى والأدنى؛ فيرسلانه إلى مكانٍ سحيق!


ومن المعلوم أيضًا أنَّ التناصَّ يكون من الأعلى إلى الأدنى، أو من المعلوم للعامة إلى مَن هو في مبتدأ الكتابة؛ للفت الانتباه إليه، أو النظر بعناية لما خطَّت يمينه، فلو أننا نَظَرْنا إلى كلمات القرآن التي يستدلُّ بها تناصًّا أو اقتباسًا، أو تحويرًا أو تدويرًا على أنها ليست بلغةِ العصر، فلنذهب بما قلنا وما كتَبْنَا أدراجَ الرِّياح غير مأسوفٍ علينا؛ فكلمات القرآن على روعتها وسموِّها كلُّ حرفٍ فيها له مدلولٌ داخل النصِّ القرآنيِّ، مُوظَّف توظيفًا يليق بمقصد الذات العليَّة، وليس أدل على ذلك من الأحكام والتشريعات والمواريث التي حدَّها القرآنُ الكريم، حتى تشابه الآيات لها مُعقبات في التفسير ذات خطر عظيمٍ، ولأُولي العلم والتفسير والفقه فيها بصائر.


وبالنسبة لاختيار عباراتٍ نَظْمُها على نظم القرآن ونحوه؛ كالقول مثلًا:

• لم يكن الذين سبقوا من أهل العلم والذِّكر بمنأًى عن... إلى آخره، على سياق قوله تعالى: ﴿ لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ ﴾ [البينة: 1].


• أو كما افتتحتُ مقدمة مقالي المنشور بشبكة الألوكة الطيبة: "التغير مِن منظور أدبي": "ولو قُدِّر لهذا المصدر أن يكون اليوم مطروحًا على مائدة الفكر وأرباب العلم، لأفاض كلُّ ذي علم بما علم، ولعلا بعضُهم على بعض في السرد والعَرض"، ومعلوم أنَّ تلك العبارةَ متأثرة بقوله تعالى: ﴿ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴾ [المؤمنون: 91].


والأمثلة في ذلك كثيرة لكتاب وأدباء كانوا أسعدَ حظًّا منِّي باستشعار رونق وبهاء العبارة القرآنية، فرسخت في الأذهان، فخرجتْ مع أحبارهم خروج الضوء بمَسِّ النار للأدهان، ومنهم مَن اتخذها هزوًا ليحاول النيل مِن قدسيَّة النصِّ القرآنيِّ، مثله كمثل الكلب ينبح صوب السماء، وهي ساميةٌ عاليةٌ لا يضرها نباحه، ولربما أَرْسَلَتْ إليه صاعقة كصاعقةِ مَن أهلَكَتْهم الدهور!


فحاذر أيها المتناصُّ أن تكون مِن هؤلاء الذين نفثتْ أقلامهم وعلمهم فتنةً وبغيًا، يُضار به في عقيدته وفي دينه!


ولا نقطع بالنصِّ القرآنيِّ فقط، بل كل مُتناصٍّ منه بأمانة، سواء لكاتب أو شاعر أو قاصٍّ متبعًا مسلك الأمانة في ذِكْر مَن نقلت عنه، ولا تدرج ما كتب في زمن لزمنٍ آخَر بما يُثير الغضب على ما نال رضا الناس آنفًا إلا بالاستشهاد القويِّ، وذكر هوامش النقل توضيحًا للفكرة وذِكرى للقراء.


مَن كان متناصًّا فليحاذر:

الحذر الحذر عند استخدام القسم الربانيِّ؛ كقوله في مبتديات سور القرآن الكريم كما ذكرنا في باب معاني تفسير القرآن للأستاذ الشيخ "حسنين مخلوف"؛ فمعلوم للكبير والصغير، المبتدئ والمغوار في أعماق السرد والحوار: أنَّ قَسَم الله عز وجل بما خلَق ليذكِّر خَلْقَه بنعمائه عليهم، وجنده الذين لا يَعلمهم إلا هو؛ كالعاديات، والذاريات، والمرسلات، والسماء ذات البروج، والطارق، والصافات، وغيرها، مما أَقْسَم الله عز وجل به، وقلنا: ذلك الأعلى بعظمة ما أقسم به!


ومرورًا بحروف الإعجاز في أوائل سور القرآن العظيم كقوله عزَّ وجلَّ (الم - الر - المر - ن - ص- ق - حم) وغيرها مما استهلَّ به المولى عز وجل في مبتديات السور القرآنيَّة، فمِن الخطورة التعرُّض لها في مسالة التناصِّ أو الاقتباس أو التحوير والتدوير، أو أي آليَّة من آليات الإبداع السرديِّ والشِّعْري؛ وذلك لعِلْم الله الأعلى بكُنْه تلك الحروف، وحكمته في ابتدار السُّوَر بها، وما توصَّل إليه العلماء والمجتهدون مِن فَجْر إشراق الدعوة وتَنزُّل القرآن على أشرف الخَلْق حتى وقتنا هذا بشأن تفسيرها، إلا اجتهادات تفتَّقتْ عن قلوب وعقول وَهَبَتْ نفسها لتفسير كتاب الله عز وجل؛ إنْ أراد الله كشف المعنى لهم، أو غم عليهم فاجتهدوا، تاركين لمن يليهم ساحةَ النظرِ مِن جديد.


فلا يتخذها الكاتبُ منا مدخلًا لبلاغة بما لا يليق، ولا قسمًا للمخلوق إلا بمن خَلَقَه ونفخ فيه مِن رُوحه، وعند الاستشهاد والتناص من المواقف والمشاهد التي برزتْ في كتابات سابقة، أو في قَصص القرآن الذي أنزَلَه الله في كتابه أَصْدَرَ حكمَه الرشيد وكلامه المجيد: بأنه أحسن القَصص، فيراعي أيضًا ما سبق من محاذيرَ ومعاييرَ لينجو الكاتب من مهالك ومسالك الخطأ.


وكما حذرت الفتوى بعاليه الصادرة عن موقع "دار الإفتاء العام، المملكة الأردنية الهاشمية" مِن مطابقة الحالة حين التناص أو الاقتباس؛ أي: عدم المماثلة أو المناظرة؛ منعًا للخلط والفتنة.


وفي سابقٍ عندما تعرَّضنا لقاموس معاني القرآن للأستاذ الشيخ "حسنين مخلوف" وجدناه قد قال في تنبيهاته: "لم تفسَّر الحروف المقطَّعة في فواتح بعض السور نحو (الم - المر - حم - ق - ص) اختيارًا للقول بأنها مِن أسرار التنزيل، والله أعلمُ بمراده)، وذهب جمهور من المفسِّرين إلى أنها من أسمائه تعالى كاجتهادات بقدسيَّتها.


كلمة: "سبحان" هي من المفردات التي لا ينبغي لبشرٍ أن يتناصَّها لمخلوق أيًّا كان موقعُه، أو كانتْ مكانته؛ لأنها من خصوصيات التقديس للذَّات العليَّة (معنى سُبحانَ الله: من معاني كلمة سُبحان في اللغة العربية ما أَوْرَدَهُ ابن فارس في كتاب (مقاييس اللغة)؛ حيث يقول: (العرب تقول: سُبحانَ مِن كذا؛ أي: ما أبعده)، وهذا المعنى العربيُّ يتفق مع المعنى الشرعيِّ لكلمة سُبحانَ الله؛ حيث إنَّها تعني: تنزيه الله عن النقص أو العجز أو مشابَهة المخلوق!


تلك كانت بعض آداب اتخاذ التناص وأشكاله نسقًا من أنساق الكتابة، وكالمعتاد يلي النصَّ السرديَّ مثالٌ أو أمثلة ليتضح للقارئ ما اختلط وتشابك، حتى يكون تعزيز النصِّ بمثال خيرًا مِن التطويل بغير داعٍ.


وعند التناص مِن سابقات إبداعٍ لكاتبٍ أو شاعرٍ تُراعَى أيضًا الأمانة في الأَخْذ عنه، فمعلوم أنَّ التناصَّ من القرآن لا يحتاج لتفسير أو هامش توضيح؛ فمعلوم للناس أسلوب النصِّ القرآنيِّ وبيانه المتفرِّد بذاته، فيستنبطه القارئ في توِّه، أمَّا الناقل عن بشرٍ غيره فليوضِّح ناحيةَ تناصِّ عمله مراعيًا إشكالية التضاد الدلاليِّ، لمنع حدوث الخلط بين ما انطبع عليه فكرُ القارئِ، وما هو بمُستَحْدَثٍ في نصِّه الجديد.


ومن روضة الأزهر الشريف، منارة العلم والعلماء، ومحفل الفقه الرشيد، كان هذا المقال الذي مددتُ عيني إليه للدكتور/ أحمد عرفة، من علماء الأزهر الشريف، بمجلة الأزهر في جزئها التاسع باب محراب العربية، وبالتحديد ص- 2020 حتى 2026)، والذي تطرَّق فيه لمفرداتٍ قرآنيَّة تخرج عن إطار المألوف من معاملةٍ ومخاطبة المذكَّر والمؤنَّث، ولقد جاء بأمثلةٍ كثيرة نذكر منها حصرًا لسياق المثال، وليس جملة لطول وعمق المقال، فلسنا إلا كمارٍّ بكلِّ مَعين ينبع بمنابع البيان، فيستقي حتى يكتفي، وإن لم يكتفِ فقليلُ الذِّكر يُقنعه.


فها هو اجتنى مِن بستان القرآن الكريم أمثلةً لها العجَب، خالفت المألوف والخارج عن نصِّ القاعدة النحويَّة واللغوية في مخاطبة المذكَّر والمؤنث، فذكر مثالين - وسوف نأتي بمثالين فقط من تلك الصفحات الشائقة استدراكًا للغاية، وإمعانًا في عنوان الفقرة بخصوصِ محاذيرِ التناصِّ وشروطه -: الأول: ﴿ وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [يوسف: 30]


والثاني: وعلى العكس قوله في سورة الحجرات: ﴿ قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾[الحجرات: 14]


فكيف ذلك؟!

يقول د/ أحمد عرفة: وينبغي أن ننتبهَ إلى أن ظاهرةِ مخالفة قواعد التذكير والتأنيث في القرآن - لم تقفْ عند حدِّ المؤنث المجازي، أو ما اختلف في تأنيثه وتذكيره، من بيئةٍ لغويةٍ إلى أخرى، وإنما تعدَّاه إلى المؤنَّث الحقيقيِّ والمذكَّر الحقيقيِّ، ومِن ذلك قوله: ﴿ قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ﴾ [الحجرات: 14]، وقوله تعالى: ﴿ وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ ﴾ [يوسف: 30].


يقول صاحب المقال نقلًا عن الزمخشري: "النسوة: اسم مفرد لجمع المرأة، وتأنيثُه غير حقيقي"؛ (يقصد أنَّ الولادة تتحقَّق مع المرأة المفردة، وليس مع جماعة النساء؛ فليس كلُّ النساء سوف يَلِدْن، ولذلك لم تلحق فعله تاء التأنيث).


وذكر الكاتب - أعزَّه الله - أمثلةً أخرى كثيرة خالفت القاعدة النحوية في مخاطبة المذكَّر والمؤنَّث، الأمر الذي أثار حيرةً في قلوب الغيورين على الكتاب العزيز، أو إعطاء الفرصة للطعن عليه مِن قِبَل المتربِّصين به؛ لكنَّ الكاتب استوفى بما وفَّقه الله الآراءَ الدالَّة مِن جمهور النحاة والعلماء والبلاغيين على سموِّ النصِّ القرآنيِّ من أية شائبة أو عائبة، ومَن أراد الاستزادةَ من المقال أو تاقَ واشتاق للاطِّلاع، فالمقال كما ذكرتُ بعاليه بمجلة الأزهر الشريف/ مصر الجزء التاسع، مقال التذكير والتأنيث في القرآن الكريم باب: في محراب العربية.


الشاهد من هذا التفنيد أو تلك الاستفاضة هو القول بشقين:

الأول - وهو الأسمى -: التسليم بأنَّ القرآن الكريم أبلغ النصوص على وجه الإطلاق لا ريب في ذلك ولا جدال، ومَن حاول التشكيك فليأتِ ببرهانه الذي يفتريه، وسوف يرد له البصر خاسئًا وهو حسير بإذن الله.


الثاني: عدم الإفراط في استخدام التناص، وبخاصة في تلك المواضع؛ فللقرآن الكريم خصوصية في أسلوبه وألفاظه، وعباراته لها القدسية والتسامي على كلام البشر، وهذا لا يتعارض مع التدبُّر والتفكُّر في مفرداته وجُمَلِه والتناص بها، وما حملت عليه التراكيب والعبارات؛ كقوله مثلًا مما أردف د/ أحمد عرفة بمقاله الطيب في سورة الفرقان: ﴿ لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا ﴾ [الفرقان: 49].


فهنا يرى "سيبويه " أنَّ "مَيت" أصلها على وزن "فَيعِل"، وهو وزن يستوي فيه المذكَّر والمؤنَّث، ويرى الثعالبي أنه لم يقل: ميتةً؛ لأنَّه حَمَلَهُ على المكان؛ (كأنه يقول: فأحيينا به مكانًا ميتًا)، والله أعلى وأعلم.


فجدير بك أخي المتناص ألا تتعرَّض لتلك المناطق من النصوص القرآنية إلا بحَذَرٍ وتوخٍّ شديدين؛ لأنَّك لن تستطيع إجادةَ التراكيب، أو مطابقة الحالة التي نَزَلَ لأجلها النصُّ القرآنيُّ، مهما كانت براعتك البيانيَّة، فنحن بَشَر وما أوتي جوامع الكلم إلا نبيٌّ.


عوائد التناصية:

ليس العائد من الطريقة التناصية - وبخاصة إذا كان التناص من القرآن الكريم أو الحديث النبويِّ الشريف - مجرد زخرفة للنصِّ، وإضافة دلالات لغويَّة جديدة تقوم على التحوير وخلافه، بل يمتدُّ الأمر لما هو أسمى مِن ذلك، ألا وهو: تحويل إحساس المتلقِّي نفسِه بأنَّ هناك نصًّا آخَر أرقى وأولى بألا يُترك أو يُنبذ؛ ألا وهو كلام ربِّ العالمين، أمَّا في التناص التاريخيِّ لحدثٍ أو شخصيات تاريخيةٍ ذات أَثَرٍ في تغييرِ مسارات الحياة بشتَّى مجالاتها، فهو جدير بأنْ يخلق أجيالًا لها نسبة استيعاب لمختزل الأمَّة من التاريخ المُشرِق، والدرس المقنع بأننا أصحاب تراثٍ.


والتناص أو التضمين - كما يروق لكثيرٍ من صنَّاع البلاغة، وحُياك البيان في الشِّعر أو النصِّ السرديِّ - له أيضًا عائد على القارئ والكاتب؛ إذ إن مردَّ كلِّ نصٍّ إلى سابقه كما أسلفنا وقلنا بأنَّ "النص ابن النص"، مهما تجدَّدت الدلالات اللغويَّة وتنوَّعتْ فمآلها جميعًا إلى منبع واحد، وهو معين العرب الذي لا ينضب أبدًا، تعم الفائدة كما بينَّا في المقال المرفوع بشبكة الألوكة الطيبة في حفظ النصِّ المنقول عنه، أو كما يقولون: النسب لصاحب العهدة.


ولا يقتصر العائد على كُتَّاب الفصحى وقرَّائها فقط، بل يمتدُّ للراقية عاميتُهم، فيتخذون من الشخوص والأحداث منافذَ جديدةً؛ لتزداد ثقافتهم بالسالف واللاحق.

والله وليُّ التوفيق





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • التناص من دواعي البيان!

مختارات من الشبكة

  • المتعاليات النصية(مقالة - حضارة الكلمة)
  • التناص في قصيدة اعتراف للشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • التناص عربيا وغربيا(مقالة - حضارة الكلمة)
  • التناص: مفهومه وخطر تطبيقه على القرآن الكريم (PDF)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • التناص بديلا عن السرقات(مقالة - حضارة الكلمة)
  • في التناص(مقالة - موقع الدكتور وليد قصاب)
  • التناص في شعر الجواهري(مقالة - حضارة الكلمة)
  • التشاكل والتناص في نماذج من شعر أبي العباس الجراوي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • قصة نوح عليه السلام في القرآن دلالة على النبوة.. حوار كارلوس سيغوفيا(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • دواعي اختيار مدينة رسول الله عاصمة لدولة رسول الله صلى الله عليه وسلم(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
2- الاختلاف لا يعني الخلاف
محمد صادق عبد العال - مصر 15-02-2018 03:26 PM

الفضلى :قوادري أم الوفاء - الجزائر

تحية لجزائرنا العربية بلد المليون شهيد "
أما بعد :بداية نٌذّكر حتى لا ننسى وسبحان من عنده مفاتح كل علم ومجامع كل قول " 
 أتفق معك الأخت الكريمة في أن التضمين يأتي من قِبل ناَصّ واعِ مدرك من أين ضَمنّ نصه وعن من نقل والداعي الأدبي والفكري الذي ساقه لهذا التضمين .
ولست الأكاديمي الدارس تاريخ وجذور الأمر عن كثب حتى أستفيض فى المنحى التاريخي للتناص ولكن الضرورة دعت للالتفات لما كتبت د/ مليكة فريحي وغيرها أمثال د/ ياسر عبد الحسيب رضوان والكثير منهم من ذكرت من أسماء غربية وأعجمية أمثال " كريستفا المٌنظّرة بلغارية الأصل فرنسية المنشأ وتعدد المصطلحات للتناص باختلاف الازمنة والعصور فرآه بن رشيق القيرواني توليداً حيث قال في دراسته " قد تختلف المقامات والأزمنة والبلاد ، فيحسن في وقت ما لا يحسن في آخر ويستحسن في بلد مالا يحسن عند أهل غيره "
وأستشهد بقول بن خلدون رحمة الله عليه حين قال :وكما حدَّثَنا الجاحظ عن شيوع المعاني، حدَّث ابن خلدون في مقدمته عن نصيحته لمن يروم نظم الشعر أن يعمد إلى حفظ آلاف الأبيات من أشعار السابِقين، ثم يعمد إلى نسيانها على الجملة، فإذا ما نسيها عمد هو إلى النظم من عند نفسه، وتساءلنا نحن بدورنا: هل سيَخلو ما يَنظِمُه من يفعل ذلك من آثار السابقين؟ وإذا لم يَخلُ، فهل يُعدُّ ما يأتيه سرقة؟ أحسب أن السرقة - إن جاز لنا أن نستخدمها هنا - إنما تكون فقط إذا نُقل النص السابق بلحمه وشحمِه، ونُسب إلى اللاحق، وهنا تكون قضية الانتحال التي تتدخل فيها عوامل كثيرة، كان من بينها دور الرواة وخاصة الكذبة أو الوضاعين الذين سمعْنا عنهم وقرأنا أخبارهم التي ذكرنا طرفًا منها في حديثنا عن تطور مُصطَلح الصنعة.
لنخلص جميعاً للقول بأن النص ابن النص وأن التدوير والتحوير والتناص والسلخ، والمسْخ، والنسْخ، والغصب، والتضمين، والاقتباس، والمعارضة، والإغارة، والاصطراف، والاهتدام، والاسترفاد، والاختلاس...

الجميع يصب في بوتقة الإبداع مع الفارق بين من يحتال على نصوص غيره بالسرقة ملثماً بعباءة واحدة ممن ذكرت
وإن آلية الكتابة السردية تتطلب من الكاتب التغيير والمواكبة مع الحفاظ على موروث الأمة من الاندثار والغياب .
وأخيراً وعفواً للإطالة فسبب شروعي في تناول التناص كآلية من آليات الكتابة والمرور على حقب انتشارها ومنبتها الأصلي تناولت ذلك في دراسة متواضعة لي بعون الله بعنوان " التراث والنبراس وإشكالية التناص" كرؤية بعد الدراسة أرفض فيها القول شكلاً ومضموناً القول بتراثية مفردات القرآن الكريم لسموها وعلوها قدراً بأن صارت ضمن فرائد النصوص القرآنية التي منها نتناص ونٌضمن وبها عزنا وعز الفصحى لغة الضاد
وللعلم لست دكتور بل أنا معلم بدرجة خبير بالتربية والتعليم
وجزيل الشكر لمن تطرق لنص أكتبه والحمد لله فى بدءِ وفي مختتم
محمد صادق عبد العال / مصر / دمياط
من كٌتاب الالوكة وأفتخر






ك

1- التناص/ التضمين/التوليد
قوادري أم الوفاء - الجزائر 10-02-2018 08:16 PM

في نقاش مع بعض النقاد الفضلاء الأكارم ذكر ما يلي:
التناص لا يعني تحديدا التضمين فالتضمين يحدث بشكل واع ومتعمد بينما التناص فهو يقع من دون رغبة الناص ولهذا فكثيرا ما يقع القارئ على عدد من التناصات لنصوص من فضاءات مختلفة والتناص يمكن أن يقع بين نص عربي ونص آخر غير عربي من دون معرفة الإثنين صحيح أن للتناص بعد الجذور المفهومية على الصعيد النظري في التراث البلاغي العربي خاصة لدى ابن رشيق القيرواني تحت عناوين مختلفة ومنها ما يسميه ابن رشيق " التوليد " غير أن التناص بمفهومه الحديث لم يتأسس إلا في العصر الحديث مع الناقدة الفرنسية البلغارية الأصل جوليا كريستيفا عبر كتابها " علم النص " التي يبدوا أنها قد أخذته من مفهوم آخر هو مفهوم الحوارية كما تتبدى لدى الناقد الروسي ميخائيل باختين من خلال عدد من كتبه ومنها على وجه الخصوص " الخطاب الروائي" التي حاول أن يؤسس فيه لما يسميه بالحوارية أو البوليفونية التي استقاها من تعدد الأصوات في أعمال الروائي دوستويفسكي.. مع خالص التحايا
نرجو من الدكتور الفاضل: محمد صادق عبد العال التوضيح.. مع وافر الشكر والتقدير

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب