• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حقوق الأولاد (3)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    جرعات سعادة يومية: دفتر السعادة
    سمر سمير
  •  
    التاءات الثمانية
    د. خميس عبدالهادي هدية الدروقي
  •  
    المحطة الثانية عشرة: الشجاعة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    البطالة النفسية: الوجه الخفي للتشوش الداخلي في ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حقوق الأولاد (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    مقومات نجاح الاستقرار الأسري
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    تطوير المهارات الشخصية في ضوء الشريعة الإسلامية
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    المحطة الحادية عشرة: المبادرة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة
علامة باركود

فتنة الريح (قصة قصيرة)

فتنة الريح (قصة قصيرة)
محمد صادق عبدالعال

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 22/2/2024 ميلادي - 12/8/1445 هجري

الزيارات: 2255

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

فتنة الريح قصة قصيرة


فضولي الذي أقحمني كثيرًا فيما ليس لي به شأن، تجمَّل هذه المرة ظنًّا منه أني لن أترك مثوبة التشييع تفوتني، فتراني الآن بساحة جنائزية في زمن لم يكن للنُّعُوش حظٌّ في أن تَلِجَ المساجد؛ نظرًا لجائحة البلاد، وليس لي بتلك القرية من أحدٍ أعرَفه غير صديقي هذا، الذي لا تربطه أيضًا بهذا الراحل آصرة أو قرابة، سوى أنه يعرفه ويعرف الكثير عن قصته، التي سوف يقصصها عليَّ لاحقًا.

 

وتُرسل عيناي له بإشارات وإيماءاتِ استغرابٍ من هذا الجمع الكثيف، الذي يربو فيه حضور الغلمان والصبية على الرجال، فتراهم يجهشون ويبكون، ومنهم من يكتمه تجمُّلًا، فتفضحه المدامع حتى أجفان الكبار أسْبَلَت حرَّ مجاريها؛ أسَفًا عليه.

 

وارى المشيعون الفقيدَ ثراه، وانفضُّوا إلى حوائجهم، فنزحت أنا وصديقي ناحية النهر، وقد اتخذنا من جانب شاطئيه مجلسًا، وكلانا ينتظر مبادرة أخيه بمفتتح الحديث، فبما رغبة مني في الاستماع ولهفة منه لشهوة القص؛ شرعتُ بالمبادرة:

• عجيب أمر الجنائز عندكم، فلم أعهَد مثل ذلك من زمن.

 

• بالفعل لقد فاق ذلك المشهدَ حدَّ تصوُّري.

 

• هل كان من أولياء الله؟

 

• نحسبه كذلك ولا نزكِّيه على مولاه.

 

يعود صمتي وصمته فضلًا عن صمت النهر وسكونه، فأنحر بحَجَرِ الشَّحْذِ صَمْتَه، وأضربه بواحدة تشكِّل هالاتٍ وموجاتٍ، سرعان ما يفعل صاحبي مثل صنعي، فتتداخل موجاتي مع موجاته، وهالاتي مع هالاته، مع الاحتفاظ بمراكز الانطلاق، فيسترجع قائلًا:

• العجيب أنه لم يكن من سكان قريتنا الأصليين، ولا أذكر تمامًا متى دخلها، إذ كان يعمل موظفًا بخط السكك الحديدية، ولما تقطعت أرفدة القطار من بلادنا من فترة طويلة، وغيَّبتِ الأرض معالمَ الامتداد، وبلغ سن التقاعد، لم يتقاعد أو يتقاعس يومًا عن خدمة المسجد، وإن له نيفًا وثلاثين سنة يرفع النداء للصلوات الخمس، فارتبط اسمه في كل ما يخص المسجد ويلزمه، يدري كل هابة ودابة عنه.

 

سبقني هذه المرة صديقي لإلقاء حجر بصفحة النهر المستكين، فعاد شغف الاستفهام عندي يسأله:

• هل كان معه من ولد؟

 

• للأسف لا... ولم تكن له من فلذة كبد أو ذرية، حتى زوجته قد سبقته من فترة طويلة.

 

أحس صاحبي مني نية الانصراف فشدَّ على معصمي:

• انتظر؛ فالقادم أدعى للنظر.

 

أهبُط عائدًا أدراج موضعي من الشاطئ، وأضرب بحجر جديد سَكِينةَ النهر، فيطمئن لمكوثي مستمعًا ويستطرد:

• ليتك كنت تعرفه أو تراه، كان بشوش الوجه دائمًا للجميع، ولو تراه بجلبابه الفضفاض، وله جيوب تكتظ دومًا بالحلوى المغلَّفة هي نصيب الصبيان والصغار، حتى الكبار، ومن لهم عليه تدلل ومحبة، حتى اقترن حضوره عندهم بالبهجة والفرح، كم كانت له مَكْرُمات خارجة عن حدود العادة، له في كل موضع زكاة أو صدقة سهمٌ لا يخطئ موضعه.

 

• هل كان ميسورًا؟

 

• بل كان مستورًا بفضله تعالى، أشد ما يحزنه أن يسمع بنشيج طفل أو صغير يود لو يطير فيلبي نداءه قبل أمه وأبيه، وكان يحاور الغلمان، ويرافقهم للمسجد، ويسابق بينهم في حفظ الكتاب وتلاوته على وجوهه القرائية، فقد كان قُطبًا في الدين، ولو علم بشحناء دبَّت بينهم، لانتصر للضعيف والأسيف، ثم ألَّف بينهم.

 

تكشَّفت لي الكثير من علامات التعجب التي ألقيتها لصاحبي مع كل رمية حجر، فقلت مستنتجًا وعازمًا على الرحيل:

• لأجل هذا كان حضورهم طاغيًا.

 

أوجس صاحبي مني نية الانطلاق، قال ولم يشغله استباقي لإلقاء حجر:

• انتظر ففي القادم عَبْرات وعِبَرٌ.

 

أَولَيْتُه سمعي، لكن بصري هناك عند منتهى النظر من النهر الممتد بأرفدة الإنماء والخضر، فاستكمل:

• حتى إذا ألمَّت بالبلاد جائحة الكورونا التي عصفت بنا، وما زالت تعصف بنا وقهرتنا بوسواس خنَّاس، عسَّ في صدور الناس، كان المسكين هذا أول من أُصيب بها، حتى إذا جاءت سيارة مجهَّزة تُقِلُّه إلى معزل أُشيع أنه حالة إيجابية مؤكَّدة، فحزِنت القرية مع تحفُّظهم من مخالطته.

 

قاطعته: لعل ذلك أحزنه؟

• بالطبع نعم، لكنه كان أوعى.

 

• هل كانت سببًا لوفاته؟

نافيًا: لا أظن، فقد عُوفيَ بعدما ظنَّ أهل القرية كل الظن أنه لا منجى له منها، إلا بفضل الله ولطفه.

 

قلت: الحمد لله، أشعلت جذوة الانتباه برأسي، وألقيت حجرًا جديدًا أحرِّك في النهر المستكين شجونه لشاطئيه، فقلت مهتمًّا:

• أخبرني عن يومِ عَادَ، كيف كانت حفاوة الناس به رغم الاحتراز؟ لم يجبني، لكنَّ ابتسامةً باهتةً سبقتها حجارة مُلقاة للنهر المستكين بغير عزيمة، كانت كافية بالجواب؛ حيث قال:

• كانوا أشد حرصًا وخيفةً من معاملته، فأحزنه ذلك، لكنه تجرع الواقع، رغم مرارته، سارعتُ معقبًا:

• معهم في تلك حق، ويُعذَرون لأجلها؛ فالحرص على السلامة من موجبات الحياة.

 

• بالتأكيد، لكنها كانت قاسية عليه برغم اصطباره.

 

• تنهَّدت إيذانًا بالمغادرة: فليرحمه الله... أحسست أن القصة بلغت منتهاها، بعدما اجْتَنَى منها صاحبي مبتغاها، فأردت أن ألتمس خيطها الأخير قبل الرحيل، فالتفتُّ إليه:

• إذًا أخبرني كيف مات؟ قلتَ: إنه عاد وقد تعافى رغم إعراض الناس عنه.

 

• نعم، عاد وتعافى ودبَّت في وجهه القديم علامات الشفاء، وذات يوم خرج على الناس بهيئته المعهودة، وجلبابه الفضفاض، وجيوبه تمتلئ بحلواهم، وقد ربَتْ عن سابقاتها مَظِنَّةً منه أنه قد أزمن عليهم بعطائه، فلما رأوه تغيروا وتحولوا بوجوه يملؤها القلق، وجرعات من الفزع، شرعوا يزجون بعيالهم وغلمانهم لفوهات البيوت زجًّا، ومن نأت داره، خبَّأ ولده في عباءته، فلما استيقن ذلك، حزِن وانتكس، لكنه تجلَّد وتبلَّد على نحو من ابتسامه المعهود، ففرغ ما بجيوبه من حلوى، وأودعها مصطبة داره، وقال بصوت يكتمه الأسى:

• لقد تعافيتُ يا أولاد، هلمُّوا لحلواكم وتقاسموا بالسَّوِيَّة، ثم استدار بهيئة الْمُدْبِر ولأول مرة يغلق خلفه بابه، ولأول مرة نسمع صرعته، حتى دوَّت في الآذان والصدور.

 

وتضامنًا معه ألقيت حجري للنهر بقوةٍ صدعته لبابه الذي لم يعرفوا جود من خلفه، فصنع صديقي مثل صنيعي، وقال متأثرًا:

•لم تشرق شمس الثالث مما وقع، حتى نُودِيَ في الناس: إنه قد مات.

 

• مات؟!

• نعم مات، ألم تشهد جنازته؟

• أظنه مات جراء ما حدث أو على أثره.

 

نهض صاحبي قبلي وهو ينفض ثيابه:

• برَّر الناس: إنه قد مات حزنًا على خلو المساجد من عُمَّارها، وبرر الناس: إنه قد اثَّاقل عليه المرض لبلوغه الكبر، وقالوا...

 

ألجمنا الصمت بعدما نفدت منا الحجارة، فقال مختتمًا:

• قاسية هي الكورونا، أليس كذلك؟

 

• بالتأكيد، وأقسى منها تلك الحجارة التي ألقمنا النهر المعطاء إياها.

 

• فليرحمه الله، فما زلت في عجب مما حدث له آخر عهد بالناس، كيف ابتسم وكيف طوعت له نفسه أن يبتسم أو أن تستجيب تقاسيم وجهه لذلك، أخذت بذراع صاحبي ناظرين للفضاء الأعلى:

• لا عليك لا تبتئس... فأمثال هذا الراحل وذاك النهر لهم قلوب راقية تمامًا كأفئدة الطير، سماوية التحليق، قلما تنزل للأقدام.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • يوم عرسي (قصة قصيرة)
  • بوز المدفع (قصة قصيرة)
  • رفعت الجلسة (قصة قصيرة)
  • أبو الزمور (قصة قصيرة)
  • اتجاه ممنوع (قصة قصيرة)
  • المسافر (قصة قصيرة)
  • فرع النور (قصة قصيرة)
  • عربة كارو (قصة قصيرة)
  • فتنة المقارنات والمنهج النبوي لدرئها

مختارات من الشبكة

  • فتن قد لا يلتفت إليها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من الفتن: فتنة شماعة (المسألة خلافية)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أعظم فتنة مقبلة فتنة المسيح الأعور الدجال (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أعظم فتنة في الأرض (فتنة الدجال) وأربعة عشر سببا للنجاة منه(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • الفتنة الكبرى {ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة عيد الفطر المبارك 1436هـ (فتن السراء وفتن الضراء)(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • فتنة في مباراة أم مباراة في الفتنة؟!(مقالة - ملفات خاصة)
  • والفتنة أشد والفتنة أكبر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فتن... فتن... فتن(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • عقبة التعرض للفتن(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 22/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب