• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    القيادة في عيون الراشدين... أخلاقيات تصنع
    د. مصطفى إسماعيل عبدالجواد
  •  
    حقوق الأولاد (3)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    جرعات سعادة يومية: دفتر السعادة
    سمر سمير
  •  
    التاءات الثمانية
    د. خميس عبدالهادي هدية الدروقي
  •  
    المحطة الثانية عشرة: الشجاعة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    البطالة النفسية: الوجه الخفي للتشوش الداخلي في ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حقوق الأولاد (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    مقومات نجاح الاستقرار الأسري
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    تطوير المهارات الشخصية في ضوء الشريعة الإسلامية
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    المحطة الحادية عشرة: المبادرة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة
علامة باركود

المقامة المرضية

المقامة المرضية
عبدالله بن عبده نعمان العواضي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 1/3/2022 ميلادي - 27/7/1443 هجري

الزيارات: 2742

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المقامة المرضية


حدَّث مسلمُ بن عبد الله قال نزل بنا فصلُ الشتاء هذا العام، فحلَّت بنا ألوانٌ من الأسقام والآلام، فضجَّ الناسُ بالأنين من الشكوى، وتضجَّروا من تطاول هذه البلوى، وغدوا يبحثون عن العافية في كل سبيل، ويناشدون فصلَ القرِّ بسرعة التوديع والرحيل، فقد أوجعهم مقامُه، وأنهكتهم آلامُه، واشتاقوا إلى فصل الربيع اشتياقَ الأرض الجدباء، إلى انصباب دموع السماء، وكم يُصلح غَيْثٌ مَا أَفْسَدَ البَرْد، ويمحو مآسيَ اليوم تباشيرُ الغد.

 

وقد كنتُ مما لفتني القِرَّة بجلبابها، وأسقتني من مُرِّ ضرها وأوصابها، فصابرتها مصابرةَ الأبطال، وقارعتها مقارعةَ الأمثالِ للأمثال، حتى نفدت عُدّتي، ووهنت قوتي، وصفرت جُعبتي من سهامها، وضجت نفسي بآلامها، فخرجت إلى مشفى أبحثُ عن دواء لعلّتي، وسبيلٍ إلى بقاء مهجتي قبل أن يُجهز عليها السقم، ويدفِّف عليها الألم، ﴿ يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ * وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ﴾ [التوبة: 64 - 66].

 

فحملتني خُطاي المثخنة، وقادتني قواي الموهنة إلى مصحة لعلي أجد فيها برد الدواء، لأطفئ به حر هذا الداء، فوصلت فتلقيت من العلاج ما يُرجى به الشفاء، ويَذهبُ بأثرِه العناء، فوافق انتهائي من الاستطباب ساعةَ خطبةِ الجمعة، فما كان مني إلا النهوضُ بالاستعداد، واللحاقُ بركب العُبّاد، فدخلت مسجد المشفى الجامع، فألفيتُ الحاضرين قد أسلموا لخطيبه القلوب والمسامع، فطفقَ يضمِّخُها بعرْف العِبر والعظات، ويشنّفها بجميل قراءته الآياتِ والأبيات، فأدركتُ مما قال:

أيها الناس، اعلموا أن الدنيا دارٌ محفوفة بالمكروهات، موصوفةٌ بالآلام والمنغصات، لا يسلم عامرُها من بليَّة تُصيبه، ولا من لأواءَ تَنوبُه، ألا وإن من بلاياها العِظام، ومكارهها الجسام: الأمراضَ التي تصول على الأجسام، فتوسعُها بالأوجاع والآلام، فبينا المرءُ في كنف العافية سعيد، وفي رياض الحياة في عيش رغيد، إذ بالمرض يُطفئ جمرةَ فرحِه، ويقيِّد مرسل مرحه، ويُذبلُ زهرةَ بهجته، ويوهي حبلَ متعته، فتتابين مواقفُ الناس إزاء هذا القدَر المحتوم، وتختلفُ أحوالهم الدينية في لقاء هذا القضاء المعلوم، فبينَ راضٍ لا يشكو مكروهَ القدر، وسائر في مضمار الصبر على الضرر، وبين كارهٍ متمعر، وشاتمٍ متضجر، يندبُ الموتَ في النهار والليل، ويدعو على نفسه بالثبور والويل، فشتانَ ما بين الراضي الصابر، والمتسخط البائر، فللراضين تُسرع العافيةُ ويحصل الثواب، وللساخطين يتضاعفُ الألم ويُستحَقُّ العقاب.

 

ثم التفت الخطيب يَمنة والجمع قد اشْرَأَبَّ إليه بالأعناق مُصغيًا، فغدا ببديع نصحه يقول مُمليًا:

أيها المريض، المتلظي في دائه، الراغبُ في قرب شفائه، الذي سخط قدر مولاه، وضجر من تقدير بلواه، إلامَ تستمرُّ في غيِّك، وتستصغر كبر بغيك، وحتامَ لا تقدِّر ربَّك حقَّ قدره، وتُصلح شأنك في نهيه وأمره، تبارز ربك بالخطايا، وتعدو بالسخط على قضائه في البلايا، وأنت ترجو أن يعافيك من دائك، ويخرجك من أتون ضرائك، أتظن أن ما عنده يُنال بمعصيته، ويُرتجى فضلُه بدوام مخالفته! هيهات أن تبلغ غايتَك المنشودة، وأنت تسلكُ إليها سبلًا مسدودة، أما استهديت بإيمانك في بلواك، واسترشدت بعقلك في شكواك، فعلمتَ أن لتقدير المرض غاياتٍ جليلة، وحكمًا صالحةً نبيلة، فلو علمتَها لما ضجرت قدر الله في سقمك، ولا سخطت حالك في ألمك.

 

هلَّا علمتَ أن السقم سوطُ الله يسوق به الشاردين عنه إلى بابه، ويرد اللاهين إلى حمى جنابه، ويعرِّفهم بشدة حاجتهم إليه، وعظمةِ فقرهم إلى الاعتماد عليه، فهُم ضعفاء محتاجون إلى قوته، عاجزون مفتقرون إلى قدرته، أما والله إن قدرَ المرضِ يزهِّدُ في الدنيا التي غرق الخلق في شهواتها، ويرغبهم في الآخرة التي شُغلوا عن نعيمها ولذاتها.

 

أما تأملت أيها المريض وأنت تتجرع مرارة السقم، وتَشرق بغُصص الألم - أن المرض يعلمُك رحمةَ المرضى والمصابين، ويدعوك إلى الإحسان إلى الموجوعين، ويأخذُك إلى باب المليك لتدعوَه، ويحملُك لتبتهلَ إليه وترجوَه.

 

ثم أنشد:

صبرًا على ألمِ السقام وضُرِّهِ
ورضًا بمكروهِ البلاء ومُرِّهِ
وسكينةً تكسو القلوب إذا هفا
قدرٌ يصولُ على النفوس بحرِّه
فالله يختارُ الجميلَ لعبده
ما دام ممتثلًا شرائعَ أمره
فيقدِّرُ السقمَ الأليم لكي يرى
فزعَ الأنام إلى مرابعِ شكره
ويُثيبُ مَن صبروا فيلقى صابرٌ
يوم المعاد لديه وافيَ أجره

 

وقبل أن يهبط من منبر جمعته، ويختم خطبته بخالص دعوته، قال في وصية جامعة، ومقالة نافعة:

أيها المعافى، لا تغتر برونقِ صحتك، ولا يُلهينك طولُ سلامتك؛ فالأمراضُ سهامٌ مطلَقة في أي وقت قد تستهدفُك، والبلايا رماحُها مشرعةٌ قد تَرمحُك، فوطِّنْ نفسَك على الرضا بالقدر، والصبرِ على نزول الغِيَر، واشكرِ الله على نعمة العافية؛ فإنها منَّةٌ عظيمة ضافية، فما أحسنَ الشكرَ للمنعِم الكريم، والتسليمِ للمقدِّر الحكيم!

 

ويا أيها السقيم، إن المرضَ سيُشفى، والألم سيُنسى، وليلَ العناءِ الجاثم، سيكشفُه شروقُ فجرٍ قادم، فكن في مرضك صابرًا، ولربِّك شاكرًا، فما أجملَ الصبر في البلاء، والتفاؤلَ بقربِ شفاء الداء!

 

ثم ختم خطبتَه لهذا الجمع الخاشع بالدعاء الجامع، وقال: قوموا إلى صلاتكم، يرحمْكم مولاكم.

 

فلما فرغنا من صلاتنا، وأدَّينا أذكارنا ودعواتِنا، تقاطرَ الناسُ لمصافحةِ خطيبنا الذي عطَّر الأسماع بجواهر لفظه، وأسَر القلوبَ بمحاسن وعظه، فجئتُه فعرفني وعرفتُه، فحيَّاني وحييتُه، فإذا هو شيخنا الحارث بن همام الذي لم تُخلِق بُردةَ أدبه الليالي والأيام، فقلت: الحمد لله الذي جعلني الساعةَ من سامعيك، وأكرمني بأن كنتُ من موعوظيك؛ فقد استشفيتُ اليوم بدوائين، وآسيتُ نفسي بعلاجين: دواء العقاقير الطبية، ودواء الموعظة الإيمانية، فبهما تُرجى سلامةُ الأبدان، وصحةُ الأرواح والأذهان.

 

ثم فارقتُه وروحي متضمخة بأريج دوائه، ولساني يلهج بشكر جزيل عطائه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • المقامة الحمامية
  • المقامة الوجدية
  • المقامة الجامعية
  • المقامة الغثائية
  • المقامة العيدية
  • المقامة الأبوية (مقامة)

مختارات من الشبكة

  • مخطوطة المقامة التفاحية في المقامة الزمردية(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • المقامة المراكشية(مقالة - حضارة الكلمة)
  • شرح "دار المقامة" (في ضوء كلام العرب)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المقامة التجويدية(مقالة - حضارة الكلمة)
  • المقامة الشبابية(مقالة - حضارة الكلمة)
  • المقامة الرمضانية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • عرض كتاب (المقامة لشوقي ضيف)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • المقامة السهيلية(مقالة - حضارة الكلمة)
  • المقامة السامرية (حديث الغربة)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • مخطوطة المقامة(مخطوط - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 23/11/1446هـ - الساعة: 18:47
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب