• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حقوق الأولاد (3)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    جرعات سعادة يومية: دفتر السعادة
    سمر سمير
  •  
    التاءات الثمانية
    د. خميس عبدالهادي هدية الدروقي
  •  
    المحطة الثانية عشرة: الشجاعة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    البطالة النفسية: الوجه الخفي للتشوش الداخلي في ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حقوق الأولاد (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    مقومات نجاح الاستقرار الأسري
    د. صلاح بن محمد الشيخ
  •  
    تطوير المهارات الشخصية في ضوء الشريعة الإسلامية
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    المحطة الحادية عشرة: المبادرة
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر
علامة باركود

العسرة

د. أحمد أبو اليزيد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 5/10/2016 ميلادي - 3/1/1438 هجري

الزيارات: 3626

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

العُسْرة


"لم تكُنِ العُسْرة في الغزوةِ وحدها"

المشهد اﻷول: كعب بن مالك رضي الله عنه بين منزله وحديقته ...

اللهُ أكبر ...

الروم ..

لَكَمْ تتُوق نفسي إلى غزوها مع الرسول صلى الله عليه وسلم ..

الطقس حارٌّ، والسفر بعيد، والأجر كبير ..

أبشِر كعب ...

فلربما تعوِّض خيرًا عن يوم بدر ..

أيام قلائلُ وينطلق الرَّكب ..

كل شيء على ما يرام ..

الراحلة - بل الراحلتان - معي ...

قوي الجسد .. معافى البدن ..

هنيئًا لك كعب ...

وما بال الثمار؟!

الثمار؟! ...

سويعات قليلة وسأجمعها قبل أن أنطلق مع الرسول صلى الله عليه وسلم ...

هيا يا ثمارُ طيبي ...

هذا التمر يحتاج يومًا واحدًا فقط ...

والرَّكب؟ ...

لا بأس .. لم ينطلق بعدُ ...

وأنا قوي، وكل شيء على ما يرام ...

غدًا سوف أجمع الثمار وأذهب لأبي قتادة حتى أصحبه في السفر ...

نَمْ قريرَ العين كعبُ ..

فأنت على خير ..

♦♦♦♦

التمر طاب ...

ما شاء الله ...

الفاكهة كذلك ..

لا .. بل تحتاج يومًا آخر ..

كعبُ .. ما بالك؟!

الجيش تجهَّز للسفر ...

نعم ..

وما في هذا الأمر؟

العدد كبير ما شاء الله ...

لن يعلمَ أحد أني تأخرت يومًا واحدًا ...

وأنا أقدِر أن أصلَ إليهم ...

فقط يوم واحد ..

حسنًا كعبُ ...

نَمْ قريرَ العين كعبُ؛ فأنت على خير ...

غزوة في سبيل الله، وثمار تطيب ..

ربَّنا، آتِنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة ...

♦♦♦♦

الفاكهة كلها طابت ..

ما شاء الله ..

إلا أن هذا الفاكهة لا يصلُحُ لها أن تجمعَ هكذا في آنٍ واحد ...

كعب ..

الغزوة؟

الجيش؟

سوف ألحق بهم ..

لا ريب في ذلك ...

فالراحلة قوية وأنا فردٌ واحد ..

سأنطلق بسرعة البرق ...

سأدركهم قبل تبوكَ ..

حتمًا ذاك ...

الغد ..

الغد فقط ..

حسنًا ... لا بأس ..

نَمْ قرير العين كعبُ؛ فأنت على خير ..

♦♦♦♦

طابت كل الثمار ...

ولكن تفارط الجيش ...

سأرتحل اليوم ...

وأنَّى لي بإدراكهم؟!...

أَرْتَحِلُ وسأدركهم لا ريب ...

آهٍ يا كعب ...

هيا انطلق ...

هيا انطلق ...

يمتطي صهوةَ جواده ...

ولكن ...

الركب بعيد ...

وإدراكهم ضربٌ مِن الخيال ..

هيا انطلق ...

هيا ...

لا أستطيع ...

بئس ما فعلتَ كعبُ ...

بئس ما فعلت كعب ...


المشهد الثاني: كعبٌ في طرقات المدينة...

يا ويحَ أمي ...

ماذا فعلت؟

يا ليتني ارتحلتُ ...

ها هو ذا ابن أم مكتوم ممَّن عذَرهم الله ...

وهؤلاء هم الصِّبية والشيوخ ...

والنساء ..

ومَن هؤلاء الرهط؟

بضعةٌ ممَّن نعرِف النفاقَ في لَحْنِ قولهم ...

خِبْتُ إذًا وضلَّ سعيي ..

ألا تذكر أنك بايعتَ محمدًا على القتال يوم العقبة ...

أنسيتَ يا كعب؟! ...

أنسيتَ يوم أُحد؟! ...

أنسيت يوم الأحزاب؟!...

أنسيت يوم الحديبيَة؟! ...

أنسيتَ يوم الفتح؟!..

واليوم أنتَ في زمرةٍ واحدة مع المنافقين والضعفاء ...

رحماك ربي! ..

رحماك! ...

♦♦♦♦

يمر يومٌ تلو اليوم ...

يطوف خبر عودة الرسول صلى الله عليه وسلم - من تبوك - في طرقات المدينة ..

ماذا ستفعل يا كعب؟

ماذا ستقول لرسول الله؟

سأواري بالكلمات ..

فأنا صاحب جدل وكلمة ...

أنا شاعرٌ مفوَّه ..

ويحك كعب! ...

هل ستكذِبُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم؟

ومن أدراك أن تنزل عليك صاعقة من السماء؟

ومن أدراك أن ينزل الوحي كاشفًا أمرك؟

لا والله ...

لأن أصدُقَ اللهَ عز وجل وأصدق رسولَه صلى الله عليه وسلم: خيرٌ لي في الآخرة، وإن خسرتُ الدنيا ..

والآخرة خير وأبقى ...


المشهد الثالث: منزل معاذ بن جبل رضي الله عنه...

يطرُقُ البابَ بكلتا يديه المنهكتين وقد أضناه السفر ...

يجلس مهمومًا يفكِّر ...

ما فعل كعبٌ؟

ما زالت عالقةً في أذني ...

ما هذا الشرف الذي نلتَه - يا كعب - بتخصيص السؤال عنك؟

لعل له عذرًا ...

والله ما علمنا عليك إلا خيرًا ..

زوجة معاذ: هوِّن عليك أبا عبدالرحمن؛ فما هي إلا ساعات معدودات وسيأتي كل المخلَّفين لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

معاذ: وآهٍ من هذا؛ فوالله لا أرضى أن يكون مثلُ كعب في زمرة هؤلاء المنافقين، أو مع مَن عذَر الله من الضعفاء.

لكن ... لعل له عذرًا ...

فما زلت أتذكر يوم العقبة وهو معنا ...

لا زلت أذكره وأذكر قولنا جميعًا بعدما راجعنا أسعد بن زُرَارة .. تلك بيعة لا نُقِيلها ولا نستقيلها.

أيخالفها كعب؟

كلا ... ليس هذا عهدَنا به ...

لعل له عذرًا ..

تمر سويعات قليلات ...

يطرق الباب ..

معاذ: منِ الطارق؟

الطارق: أنا طلحةُ بن عبيدالله ..

معاذ: أهلًا بطلحة الخير ..

طلحة: أتدري ما حدث؟

جاء المعذِّرون لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليعتذروا، فقبِل منهم علانيتهم، وأوكل سرائرهم إلى الله، واستغفَر لهم، غيرَ أن ثلاثةَ نفرٍ قالوا: لا عذرَ لهم ..

معاذ: أكعب أحدهم؟

طلحة: نعم، وهلال بن أمية، ومُرارة بن الرَّبيع.

معاذ: واثكل أمياه ... رجلانِ من أهل بدر ..

وماذا فعل الرسول صلى الله عليه وسلم؟

لم يستغفر لهم، وتركهم حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولًا ...

الباب يطرق ..

معاذ: من الطارق؟

الطارق: أنا أبو قتادة ..

معاذ: أهلًا بالرجل الصالح ...

ما فعل ابن عمك؟

أبو قتادة: للهِ اﻷمرُ مِن قبلُ ومِن بعدُ ...

لقد أمَرنا الرسول صلى الله عليه وسلم باجتناب كعب وصاحبيه ...

طلحة: إنا لله وإنا إليه راجعون ...

معاذ: سمِعْنا وأطعنا ...


المشهد الرابع: المسجد النبوي:

جمعٌ غفير من المخلَّفين يخرجون مِن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، على وجوهِهم ابتساماتُ النصر ..

كعبٌ يخرج من المسجد والألمُ يعتصر القلبَ والعين ...

رجالٌ من بني سَلِمة: ها هو كعب ...

يا ترى ماذا قال لمحمد؟

رجل من بني سَلِمة: ماذا فعلتَ يا كعب؟

بماذا اعتذرتَ لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟

كعب: صدقتُ اللهَ ورسولَه ..

فواللهِ ما كان لي عذرٌ ..

ووالله ما كنتُ أقوى وأيسرَ مني حين تخلَّفتُ ..

رجل آخر: ويحك كعبُ! ..

أما كان يكفيك استغفارُ الرسول لك ..

فما تركتَ غزوة قط ...

رجل آخر: وأنت من الأنصار ...

رجل آخر: بل مِن أهل بيعة العقبة ...

رجل آخر: أنسيتَ مَن أنت يا رجل؟! ...

رجل آخر: ألا ترى لك سابقَ فضل وخير؟! ...

رجل آخر: إن الحسناتِ يُذهِبْنَ السيئاتِ ...

يبتعد كعب عن رجال بني سَلِمة ..

نعم ... لِمَ فعلتُ ذلك؟! ...

ألم يكن يكفيني استغفارُ الرسول لي؟! ..

هيا يا كعب ... عُدْ وجِدْ عذرًا ...

وماذا عما قلتُه؟!

هل أكذِّبُ نفسى؟

لِمَ تسمِّيه كذِبًا؟! ..

بل أنت صاحب لغة وفصاحة ...

فاذهَبْ إلى الرسول واشرح له عذرَك ..

هيا يا كعبُ ...

انطلِقْ ...

آهٍ يا نفس ...

أتودين أن تنطلقي فتكذِّبي نفسك؟ ...

ألم يكن يُغْنيكِ أن تنطلقي منذ أيام إلى الخير؟ ...

ينظر كعبٌ لرجال من بني سَلِمة ..

وهل لي مثيلٌ يا قوم؟

نعم .. هلالُ بن أمية، ومُرارة بن الرَّبيع ...

رجلانِ صالحان مِن أهل بدرٍ، لي فيهما أسوة ..

فوالله ... لا أعود حتى يقضيَ الله أمرًا كان مفعولًا ..

تمر أيام ...

معاذ بن جبل وطلحة بن عبيدالله في المسجد النبوي ...

معاذ: انظر طلحة من هناك..

طلحةُ: إنه كعب ..

إنه أجلدُ الثلاثة ...

منذ أن أمَرَنا الرسولُ صلى الله عليه وسلم باجتناب كعبٍ وصاحبيه وهو يحضُرُ الصلواتِ، ويطوف الطرقات ...

أما صاحباه ففي بيوتهما يبكيانِ ...

معاذ: ما أعظَمَه مِن بلاء! ..

رأيتُه وهو يسلِّم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يردُّ السلامَ عليه ..

طلحة: بل حتى وهو في صلاته يسارق النظرَ إلى وجه النبي صلى الله عليه وسلم.

معاذ: أجل ..

وإني أرى كذلك حبَّ الرسول صلى الله عليه وسلم له، وإشفاقَه عليه ..

أراه في تحوُّلِ عينيه الشريفتين عليه إذا أقبَل هو على صلاته ..

رحماك ربي بعبادِكَ الصالحين! ..

طلحةُ: لا تدري؛ لعلَّ اللهَ يُحدِث بعد ذلك أمرًا ...

 

المشهد الخامس: أعلى منزلِ كعبٍ ..

ها هو ذا أحبُّ الناس إلى قلبي ..

ابنُ عمي وصاحبي ...

وخيرُ الناس لي ...

أأكلِّمه؟

حتمًا سيُجيبني ...

فقد طالت جَفوةُ الناس لي ...

كعب: السلامُ عليكم أبا قتادة ...

أبو قتادة: (في ذاته) هذا ما كنتُ أخشاه ..

أحبُّ الناس إلى قلبي ..

ابنُ عمي ...

كعب: السلامُ عليكم ابنَ عمي ...

أبو قتادة: (في ذاته) أُمِرْنا ألا نكلِّمَهم ..

إياك .. إياك .. يا أبا قتادة ...

كعب: السلامُ عليكم أخي ...

أبو قتادة: (في ذاته) والله لا أخالِفَنَّ أمرَ الله ورسولِه ..

كعب: أبا قتادة ..

أنشدُكُ بالله هل تعلَمَنَّ أني أحبُّ اللهَ ورسوله؟

أبو قتادة: (في ذاته) ويحك كعبُ ...

لستَ وحدك في هذا البلاء ..

كعب: أنشدك بالله هل تعلَمَنَّ أني أحب الله ورسوله؟

فترة صمت ...

كعب: أنشدك بالله هل تعلَمَنَّ أني أحب الله ورسوله؟

أبو قتادة: اللهُ ورسوله أعلم ...

حتى أنت يا أبا قتادة ...

(باكيًا وهو ينزل مِن على جداره)

للهِ الأمرُ مِن قبلُ ومِن بعدُ ...

 

المشهد السادس: في أحد طرقاتِ المدينة ..

تتعالى أصواتُ البائعين ...

تمرٌ بدرهم ..

زبيبٌ بدرهمين ..

وبين الحشود عربيٌّ مِن أنباط الشام يسأل الناس:

أين كعبٌ؟

أين كعب؟

يشير الناس إلى كعب ...

يخترق النبطيُّ الحشودَ حتى يصل لكعب ويسلِّمه رسالة ...

كعب يقرأ الرسالة ..

الحَقْ بنا نُوَاسِكَ ...

تواسيني ...

عن ماذا؟

عن جفاءِ صاحبي لي ...

ومَن قال: إنه جَفَاني يا ملِكَ غسَّانَ! ..

لا .. بل جفاء المحب حبيبه ...

وأيام وتمرُّ ..

ولعل هذا أيضًا من البلاء ..

سيجعل اللهُ بعد عُسرٍ يسرًا ...

لحظات معدودات ..

يدخل كعب منزله ..

دخَان ينبعث مِن بيت كعب ..

 

المشهد السابع: المسجد النبوي

جمعٌ مِن الصحابة ..

صحابي: ها قد مر أربعون يومًا على اجتنابِ كعبٍ وصاحبيه ...

صحابي: أجل.. وازداد اﻷمرُ عليهم ..

أمرهم الرسولُ صلى الله عليه وسلم باجتناب نسائهم ..

صحابي (مشفقًا): وماذا فعل هلالُ بن أمية؟ ..

إنه شيخٌ كبير يريد مَن يخدُمُه، وهو ليس له خادم ..

صحابي: أجل؛ ولذا قدِمَتِ امرأتُه ترجو الرخصة مِن الرسول صلى الله عليه وسلم في خدمته ...

صحابي: وهل أذِن لها في ذلك؟

صحابي: أجل، على ألا يقرَبَها ..

صحابي: وكعب؟

صحابي: طوبى لكعب ...

فلما ذهبتُ إليه رسولًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أنِ اجتنِبِ امرأتَك ...

سألني ... أيطلِّقها أماذا يفعل؟

فأخبرته أنِ اعتزِلْها ..

فنظر إلى امرأته وقال لها ...

إلى بيت أبيك فاذهبي ...

حتى يقضي اللهُ أمرًا كان مفعولًا ...

 

المشهد الثامن: المسجد النبوي بعد صلاة الفجر:

فرحةٌ غامرةٌ بصوت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَسري بين الصفوف مبشرًا بتوبة كعب وصاحبيه ...

معاذ: هنيئًا لك يا كعبُ ...

توبة مِن الله تتلى إلى يوم الدِّين ..

طلحة: انظُرْ إلى السعاةِ إلى إخواننا ..

يبرز معاذ وطلحة على باب المسجد ...

فإذا برجلٍ صارخ يرتقي الجبل: أبشِرْ كعبُ ...

وآخر يمتطي جوادَه: أبشِرْ كعبُ ...

وآخر يجري في الطريق: أبشِرْ هلالُ ...

أبشِرْ مُرارةُ ...

كعبٌ على سطح بيته يناجي ربه ..

إلهي ... قد ضاقَتْ عليَّ الأرضُ بما رحُبَتْ، وضاقت عليَّ نفسي ...

إلهي ... هجرني الصحبُ والآل ...

فلا صديقَ ولا حبيب، ولا جليس ولا أنيس ..

إلهي .. ليس لي سواكَ معين ...

إلهي ... إن عَفْوَك يا مولاي أقرب ..

أبشِرْ كعبُ ...

يخر ساجدًا ...

الله أكبر ... الله أكبر ..

جاء الفرَجُ ...

دقائقُ معدودات ...

يأتي كعبٌ وعليه حلَّةٌ تسقط مِن على مَنكِبَيه ..

يراه رجلٌ مِن بني سلِمة ويقبِّله ...

ويقول في نفسه: بئس ما قلتُ آنفًا .. ما هذا الذي يحبِسُه بُرْداه والنظرُ في عِطْفَيْه؟! ..

يتلقَّف اﻷنصارُ كعبًا مباركين بتوبةِ الله عليه .. لتَهْنِئْك توبةُ الله عليك ..

ينتفض طلحةُ مِن بين المهاجرين مهرولًا ومصافحًا ومباركًا ..

أبشِرْ بخيرِ يومٍ مرَّ عليك منذ ولدَتْك أمُّك ...

اللهُ أكبرُ ...

اللهُ أكبرُ ...

اللهُ أكبرُ ...

فترةُ صمت، وحوارٌ شجي، وبسمٌ جلي وخفي بين الحبيبِ وصاحبه ..

وجهُ الرسول مِن السرور يبرُقُ كالقمر ...

وجهُ كعبٍ مِن فيض نور الرسول يضيءُ كالبدر ...

قرآنٌ غضٌّ طريٌّ يصدَحُ في جنباتِ المسجد ....

﴿ لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ * وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [التوبة: 117 - 119].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • غزوة تبوك (1) صور من العسرة
  • ما ضننت بأبي

مختارات من الشبكة

  • غزوة تبوك أو العسرة(مقالة - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)
  • تفسير: (لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة (بطاقة)(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • تفسير: ( وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تربية أبنائي في بيئة عسرة(استشارة - موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي)
  • (كن)... و(كن)!(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مواقف بين النبي وأصحابه (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • طريق العودة من تبوك(مقالة - موقع د. محمد منير الجنباز)
  • العربية لغة القرآن الكريم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الحزن لفوات الطاعة(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 21/11/1446هـ - الساعة: 14:30
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب