• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    الإنذار المبكر من التقاعد المبكر
    هشام محمد سعيد قربان
  •  
    دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة العملية ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / أسرة / أبناء / مراهقون
علامة باركود

الرجولة

محمد أحمد يوسف مقبول

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 24/11/2012 ميلادي - 10/1/1434 هجري

الزيارات: 17912

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الرجولة


الحمد لله، والصلاة والسلام على محمد، وعلى آله، وصحبه، ومَن والاه، وبعد:

ففي عالَم غابتْ فيه معالِم الرجولة إلا عمَّن رحم الله - تعالى - وافتقدها الكثير كخُلُق يتجسَّد في أسمى معانيه، وذهب البعض يطلبُها في غير موضعِها، ويفسِّرها بغير ما تفسَّر به، هذا إن لم يعكس المفهوم العام لها الذي اتفقتْ عليه العقول من قبل، وتسامت الأرواح لنَيْل الاتسام به، في هذا العالَم المتشعِّب الأفكار، الغريب الأطوار، المنتخي لكل رذيلة لينشرها، هنا نفتقد الرجولة!

 

أَيْنَ الرُّجُولَةُ وَالأَحْدَاثُ دَامِيَةٌ؟
أَيْنَ الفُتُوحُ عَلَى أَيْدِي المَيَامِينِ
أَلاَ نُفُوسٌ إِلَى العَلْيَاءِ نَافِرَةٌ
تَوَّاقَةٌ لِجِنَانِ الحُورِ وَالعِي

 

يتَّفق الجميع على أن الرجل هو الذَّكر من نوع الإنسان، قال - تعالى -: ﴿ وَلَوْ جَعَلْناهُ مَلَكاً لَجَعَلْناهُ رَجُلًا ﴾ [الأنعام:9]، ويقال للمرأة إذا كانت متشبِّهة بالرجل في بعض أحوالها: امرأة رَجِلَة، وفي الحديث عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم – "لعن المترجِّلات من النساء"؛ [صحيح البخاري (6/2508، ح645)]؛ يعني: اللاتي يتشبَّهن بالرجال في زيِّهم وهيئاتهم، فأمَّا في العلم والرأي، فهو أمر محمود.

 

والرجل عند العرب ما كان فوق الغلام، وذلك إذا احتلم وشبَّ، وقد يكون الرجل صفة للدلالة على الشِّدَّة والكمال.

 

والرجولة في أظهر معانيها تعني اتصافَ الإنسان بما يوصف به الرجال عادةً؛ من نحو تحمُّل الأعباء الثقال، ومن أبرز ذلك تحمُّل الرسل الكرام لأعباء الرسالة، كما قال - تعالى -: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ ﴾ [الأنبياء: 7]، ومن ذلك صدقُ الرجل فيما عاهد عليه: ﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ﴾ [الأحزاب: 23]، ومنها حب التطهر: ﴿ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا ﴾ [التوبة: 108]، ومنها أن الرجل لا تَشغَله العوارض عن ذكر الله والعمل للآخرة، مصداق ذلك قول الله - تعالى -: ﴿ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ ﴾ [النور: 37]؛ فالرجل الحق هو مَن يتحمَّل الأعباء، وينهض بها، ويَصدُق العهد، ويحب التطهر، ولا تشغله سفاسف الأمور عن معاليها.

 

وتشترك الفتوَّة أيضًا في بعض معاني الرجولة، بل ربما أخذت النصيب الأوفر منها، فإنها تعني اتصافَ المرء بما يوصف به الفتى من النجدة، والنشاط، وتوقد الذكاء.

 

وقد سئل الإمام جعفر الصادق - رحمه الله - عن الفتوة، فقال للسائل: "ما تقول أنت؟ قال: إن أُعطِيت شكرتُ، وإن مُنِعت صبرتُ، فقال جعفر: لكن المروءة عندنا: إن أُعطينا آثرنا، وإن مُنعْنا شَكرنا".

 

وقال الإمام أحمد - رحمه الله -: "الفتوة: ترك ما تهوى لما تخشى".

 

وهذا الخُلق الرفيع لا يتأتَّى بكماله إلا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإن كل أحد يقول يوم القيامة: نفسي نفسي، والرسل الكرام - عليهم السلام - يقولون: "يا رب سلِّم سلِّم"، وهو - عليه الصلاة والسلام - يقول: ((أمتي أمتي))؛ [صحيح البخاري (1/277، ح773)، صحيح مسلم (1/163، ح299)].

 

الرجولة في القرآن الكريم:

ذكر الإمام ابن الجوزي - رحمه الله تعالى - أن كلمة: (الرجال) وردتْ في القرآن على عشرة أوجه[1]:

أحدها: الرسل: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ... ﴾ [الأنبياء: 7].

 

الثاني: الصابرون من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - في الغزوات: ﴿ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ﴾ [الأحزاب: 23].

 

الثالث: أهل قُبَاء، ومنه قوله - تعالى -: ﴿ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا ﴾ [التوبة: 108].

 

الرابع: المحافظون على أوقات الصلاة، ومنه قوله - تعالى -: ﴿ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ ﴾ [النور: 37].

 

الخامس: المقهورون من مؤمني أهل مكة، ومنه قوله - تعالى -: ﴿ وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ ﴾ [الفتح: 25].

 

السادس: فقراء المسلمين، ومنه قوله - تعالى -: ﴿ وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرَارِ ﴾ [ص: 62].

 

السابع: المشاة، ومنه قوله - تعالى -: ﴿ فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا ﴾ [البقرة: 239].

 

الثامن: الأزواج، ومنه قوله - تعالى -: ﴿ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ﴾ [البقرة: 228].

 

التاسع: الذكور، ومنه قوله - تعالى -: ﴿ وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 1].

 

العاشر: الكفار، ومنه قوله - تعالى -: ﴿ وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ ﴾ [الأعراف: 48].

 

إن الأمم والرسالات تحتاج إلى المعادن المذخورة، والثروات المنشورة، ولكنها تحتاج قبل ذلك إلى الرؤوس المفكِّرة التي تستغلُّها، والقلوب الكبيرة التي ترعاها، والعزائم القوية التي تنفِّذها؛ إنها تحتاج إلى الرجولة الصادقة اليافعة، لرجلٍ أعز من كل معدنٍ نفيس، وأغلى من كل جوهر ثمين، وهذه الصفات جعلتْ وجودَ حاملِها عزيزًا في دنيا الناس، حتى قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنما الناس كالإبل مائة، لا تكاد تجد فيها راحلة))؛ [صحيح البخاري (5/2383، ح6133)].

 

إن الرجل الكُفْء الصالح هو عمادُ الرسالات، وروح النهضات، ومحور الإصلاح؛ فأَعِدْ ما شئت من معامل السلاح والذخيرة، فلن تَقتل الأسلحةُ إلا بالرجلِ المحارِب، وضَعْ ما شئت من مناهجَ للتعليم والتربية، فلن يقوم المنهج إلا بالرجل الذي يقوم بتدريسه، وأنشئ ما شئت من لجانٍ، فلن تنجز مشروعًا إذا حُرِمت الرجل الغيور؛ ذلك ما يقوله الواقع الذي لا ريب فيه!


وذلك ما عَمِل عليه المسلمون خلال عصور نهضتهم، وجَنَتْ ثمارَه أجيالُهم، خاصة في عصر الخلافة الراشدة، "فلم نعرف دَوْرًا من أدوار التاريخ أكملَ وأجملَ وأزهرَ في جميع هذه النواحي من هذا الدور، دور الخلافة الراشدة، فقد تعاونتْ فيه قوة الروح، والأخلاق، والدين، والعلم، والأدوات المادية في تنشئة الإنسان الكامل، وفي ظهور المدنية الصالحة، كانتْ حكومة من أكبر حكومات العالَم، وقوة سياسة مادية تَفُوق كلَّ قوة في عصرها، تَسُود فيها المُثُل الخُلُقية العليا، وتحكم معايير الأخلاق الفاضلة في حياة الناس، ونظام الحكم، وتزدهر فيها الأخلاق والفضيلة مع التجارة والصناعة"؛ [ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين؟ (ص112)].

 

إن القوة ليستْ بحدِّ السلاح بقدر ما هي في قلب الجندي، والتربية ليستْ في صفحات الكتاب بقدر ما هي في روح المعلِّم، وإنجاز المشروعات ليس في تكوين اللجان بقدر ما هو في حماسة القائمين عليها.

 

فللهِ ما أحكمَ عمرَ حين لم يتمنَّ فِضَّة ولا ذهبًا، ولا لؤلؤًا ولا جوهرًا، ولكنه تمنى رجالاً من الطراز الممتاز، الذين تتفتح على أيديهم كنوزُ الأرض وأبوابُ السماء! ففي دارٍ من دُور المدينة المباركة جَلَس عمر إلى جماعةٍ من أصحابه، فقال لهم: تمنَّوا، فقال أحدُهم: أتمنَّى لو أن هذه الدار مملوءة ذهبًا أُنفِقه في سبيل الله، ثم قال عمر: تمنَّوا، فقال رجل آخر: أتمنَّى لو أنها مملوءة لؤلؤًا وزبرجدًا وجوهرًا أُنفِقه في سبيل الله وأتصدَّق به، ثم قال: تمنَّوا، فقالوا: ما ندري ما نقول يا أمير المؤمنين؟ فقال عمر: ولكني أتمنى رجالاً مثل أبي عبيدة بن الجراح، ومعاذ بن جبل، وسالِم مولى أبي حذيفة، فأستعين بهم على إعلاء كلمة الله.

 

إن من أعلى صفات الرجولة الإيمانَ بالله، والخوف من عذاب الله، والصدق معه؛ فرجلٌ واحد قد يساوي مائة، وقد يوازي ألفًا، وقد يزن شعبًا بأَسْرِه، وقد قيل: "رجلٌ ذو همة، يُحْيي أمة".

 

لما حاصر خالد بن الوليد الحِيرة طلب من أبي بكر مددًا، فما أمدَّه إلا برجلٍ واحدٍ هو القَعْقَاع بن عمرو التميمي، وقال: "لا يُهزَم جيشٌ فيه مثله"، وكان يقول: "لصوتُ القعقاع في الجيش خيرٌ من ألف مقاتل"!

 

ولما طلب عمرو بن العاص المَدَد من أمير المؤمنين عمرَ بن الخطاب في فتح مصر، كتب إليه: "أما بعدُ، فإني أمددتُك بأربعةِ آلاف رجل، على كل ألف: رجلٌ منهم مقام الألف: الزبير بن العوام، والمِقْدَاد بن عمرو، وعُبَادة بن الصامت، ومَسْلَمة بن مَخْلَد".

 

الرجولة لها أيضًا ذلك الميزان العادل في كِفَّة النبي - صلى الله عليه وسلم - فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: "إن أعرابيًّا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: دُلَّنِي على عمل إذا عملتُه دخلتُ الجنة، قال: ((تعبد الله لا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتؤدِّي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان))، قال: والذي نفسي بيده، لا أزيد على هذا، فلما ولَّى، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن سرَّه أن ينظر إلى رجلٍ من أهل الجنة، فلينظر إلى هذا))؛ [صحيح البخاري (2/506، ح1333)، وصحيح مسلم (1/44، ح14)]، فهذه رجولة ذات كِفَّة راجحة في محراب التدين والاستقامة.

 

وفي ذات النسق تبرزُ لنا معجزةٌ أخرى نبوية، هي رجلٌ آخرُ من أولئك الذين تربَّوا على يديه - عليه الصلاة والسلام - يقول عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما -: رأيتُ في المنام كأن في يدي قطعةَ إستبرقٍ، وليس مكان أريد من الجنة إلا طارت إليه، قال: فقصصتُه على حفصة، فقصتْه حفصة على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((أرى عبدالله رجلاً صالحًا))؛ [صحيح مسلم (7/158، ح6524)].

 

ومن نفس المشكاة المحمدية يطلُّ علينا رجلٌ آخرُ؛ إنه أنسُ بن النَّضْر، يقول عنه أنس بن مالك - رضي الله عنهما -:"غاب عمِّي أنسُ بن النضر عن قتال بدرٍ، فقال: يا رسول الله، غبتُ عن أولِ قتالٍ قاتلت المشركين، لئنِ الله أشهدني قتالَ المشركين ليَرَينَّ الله ما أصنع، فلما كان يوم أُحُد وانكشف المسلمون، قال: اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء - يعني أصحابه - وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء - يعني المشركين - ثم تقدَّم فاستقبله سعد بن معاذ، فقال: يا سعد بن معاذ، الجنة ورب النضر، إني أجدُ ريحها من دون أُحُد، قال سعد: فما استطعتُ يا رسول الله ما صنع، قال أنس: فوجدنا به بضعًا وثمانين ضربة بالسيف، أو طعنة برمح، أو رمية بسهم، ووجدناه قد قُتِل وقد مثَّل به المشركون، فما عرفه أحدٌ إلا أخته ببنانه، قال أنس: كنا نرى - أو نظن - أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه: ﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ... ﴾ [الأحزاب: 23]"؛ [صحيح البخاري (3/1032، ح2651)].

 

الله أكبر، بمثل هؤلاء الرجال، وبما معهم من الإيمان بالله ورسوله، أُقِيم ما اعوجَّ من طريق الحياة، وخضدت شوكة الجاهلية على أيديهم.

 

ما الرجل الذي نريد؟!

هل هو كل مَن طرَّ شاربه، ونبتتْ لحيته من بني الإنسان؟ إذًا فما أكثر الرجال!

 

إن الرجولة ليستْ بالسن المتقدِّمة، فكم من شيخٍ في سن السبعين وقلبُه في سن السابعة، يفرح بالتافه، ويبكي على الحقير، ويتطلع إلى ما ليس له، ويَقبِض على ما في يده قبضَ الشحيح؛ حتى لا يشركه غيره، فهو طفلٌ صغير، ولكنه ذو لحية وشارب.

 

وكم من غلام في مُقتَبل العمر، ولكنك ترى الرجولة المبكِّرة في قوله وعمله، وتفكيره وخُلُقه.

 

مرَّ عُمَرُ على ثُلَّة من الصِّبْيَان يلعبون فهَرْوَلُوا، وبَقِي صبي مفرد في مكانه، هو عبدالله بن الزبير، فسأله عمر: لِمَ لَمْ تَعْدُ مع أصحابِك؟ فقال: يا أمير المؤمنين، لم أقترف ذنبًا فأخافك، ولم تكن الطريق ضيقةً فأوسعها لك!

 

أولئك - لعمري - هم الصغار الكبار، وفي دنيانا ما أكثر الكبار الصغار! وليستِ الرجولة ببسطةِ الجسم، وطولِ القامة، وقوَّة البِنْيَة، فقد قال الله عن طائفة من المنافقين: ﴿ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ﴾ [المنافقون: 4]، ومع هذا فهم: ﴿ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ﴾ [المنافقون: 4]، وفي الحديث عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يأتي الرجلُ العظيمُ السمينُ يوم القيامة، فلا يَزِنُ عند الله جناحَ بَعُوضة، اقرؤوا إن شئتم قوله - تعالى -: ﴿ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا ﴾ [الكهف: 105]))؛ [صحيح البخاري (4/1759، ح4452)، وصحيح مسلم (4/2147، ح2785)].

 

وفي المقابل كان عبدالله بن مسعود نحيفًا نحيلاً، فانكشفتْ ساقاه يومًا - وهما دقيقتان هزيلتان - فضَحِك بعض الصحابة، فقال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((أتضحكون من دقَّة ساقيه؟ والذي نفسي بيده، لهما أثقل في الميزان من جبل أُحُد)).

 

ليستِ الرجولة بالسن، ولا بالجسم، ولا بالمال، ولا بالجاه؛ وإنما الرجولة قوة نفسية تَحمِل صاحبَها على معالي الأمور، وتُبعِده عن سفسافها، قوَّةٌ تجعله كبيرًا في صِغَره، غنيًّا في فقره، قويًّا في ضعفه، قوةٌ تَحمِله على أن يُعطِي قبل أن يأخذ، وأن يؤدِّي واجبه قبل أن يطلب حقه، يعرف واجبه نحو نفسه، ونحو ربه، ونحو بيته ودينه وأمته.

 

الرجولة بإيجاز هي: قوة الخلق، وخلق القوة.


إن خيرَ ما تقوم به دولةٌ لشعبها، وأعظمُ ما يقوم عليه منهج تعليمي، وأفضل ما تتعاون عليه أدوات التوجيه كلها من صحافة، وإذاعة، ومسجد، ومدرسة - هو صناعة هذه الرجولة، وتربية هذا الطِّراز من الرجال.

 

ولن تترعرع الرجولة الفارعة، ويتربَّى الرجال الصالحون، إلا في ظلال العقائد الراسخة، والفضائل الثابتة، والمعايير الأصيلة، والتقاليد المرعية، والحقوق المكفولة.

 

أما في ظلام الشكِّ المحطم، والإلحاد الكافر، والانحلال السافر، والحرمان القاتل، فلن توجد رجولة صحيحة، كما لا ينمو الغرس إذا حُرِم الماء والهواء والضياء.

 

ولم ترَ الدنيا الرجولةَ في أجلى صورها وأكمل معانيها، كما رأتْها في تلك النماذج الكريمة التي صنعها الإسلام على يد رسوله العظيم، من رجال يَكثُرون عند الفزع، ويقلُّون عند الطمع، لا يُغْرِيهم الوعد، ولا يلينهم الوعيد، لا يغرهم النصر، ولا تحطِّمهم الهزيمة.

 

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: "بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشرة رهط سَرِيَّة عينًا، وأمَّر عليهم عاصمَ بنَ ثابتٍ الأنصاريَّ جدَّ عاصمِ بن عمر بن الخطاب، فانطلقوا حتى إذا كانوا بالهَدَأَة - وهو بين عُسْفَان ومكة - ذُكِرُوا لحيٍّ من هُذَيل يقال لهم: بنو لَحْيَان، فنَفَروا لهم قريبًا من مائتي رجل، كلُّهم رامٍ، فاقتصُّوا آثارَهم حتى وجدوا مأكلَهم تمرًا تزوَّدوه من المدينة، فقالوا: هذا تمرُ يثربَ، فاقتصُّوا آثارَهم، فلما رآهم عاصم وأصحابه لجؤوا إلى فَدْفَدٍ، وأحاط بهم القوم، فقالوا لهم: انزلوا وأعطونا بأيديكم، ولكم العهد والميثاق، ولا نقتل منكم أحدًا، فقال عاصم بن ثابت - أمير السَّرِيَّة -: أمَّا أنا، فوالله لا أنزل اليوم في ذمة كافر، اللهم أَخبِر عنَّا نبيَّك، فرَمَوهم بالنَّبْل فقتلوا عاصمًا في سبعة، فنزل إليهم ثلاثة رهط بالعهد والميثاق؛ منهم: خُبَيب الأنصاري، وابن دَثِنة، ورجل آخر، فلما استمكنوا منهم أطلقوا أوتار قِسِيِّهم فأوثقوهم، فقال الرجل الثالث: هذا أولُ الغدر، والله لا أصحبُكم، إن لي في هؤلاء لأسوةً - يريد القتلى - وجرَّروه وعالجوه على أن يصحبهم فأبَى فقتلوه، فانطلقوا بخُبَيب وابن دَثِنة حتى باعوهما بمكةَ بعد وقيعة بدر، فابتاع خُبَيبًا بنو الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف، وكان خَبِيب هو قتل الحارث بن عامر يوم بدر، فلبث خُبَيب عندهم أسيرًا فأخبرني عبيدالله بن عياض أن بنتَ الحارث أخبرتْه أنهم حين اجتمعوا استعار منها مُوسَى يستحدُّ بها، فأعارتْه، فأخذ ابنًا لي وأنا غافلة حتى أتاه، قالت: فوجدته مُجلِسَه على فخذه والموسى بيده، ففزعتُ فَزْعَةً عَرَفها خُبَيبٌ في وجهي، فقال: تخشين أن أقتله؟ ما كنتُ لأفعل ذلك، والله ما رأيتُ أسيرًا قط خيرًا من خُبَيب، والله لقد وجدتُه يومًا يأكلُ من قطفِ عنبٍ في يده، وإنه لموثق في الحديد، وما بمكة من ثمر، وكانت تقول: إنه لرزق من الله رزقه خُبَيبًا، فلما خرجوا من الحرم ليقتلوه في الحل، قال لهم خُبَيب: ذَرُونِي أركعْ ركعتين، ثم قال: لولا أن تظنوا أن ما بي جزعٌ لطوَّلتها، اللهم أحصهم عددًا.

 

وَلَسْتُ أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا
عَلَى أَيِّ شِقٍّ كَانَ للهِ مَصْرَعِي
وَذَلِكَ فِي ذَاتِ الْإِلَهِ وَإِنْ يَشَأْ
يُبَارِكْ عَلَى أَوْصَالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ

 

فقتله ابن الحارث، فكان خُبَيب هو سنَّ الركعتين لكل امرئ مسلم قُتل صبرًا، فاستجاب الله لعاصم بن ثابت يوم أُصِيب، فأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه خبرَهم وما أُصيبوا، وبعث ناسٌ من كفار قريش إلى عاصم حين حُدِّثوا أنه قُتِل ليُؤْتَوا بشيءٍ منه يُعرَف، وكان قد قتل رجلاً من عظمائهم يوم بدر، فبُعِث على عاصم مثلُ الظُّلَّة من الدَّبْر، فحمتْه من رسولهم، فلم يَقْدِرُوا على أن يقطعوا من لحمه شيئًا"؛ [صحيح البخاري (3/1108، ح2880)].

 

تعجبنا وتُؤلِمنا كلمةٌ لرجل دَرَس تعاليم الإسلام السمحة الشاملة، فقال في إعجاب مرير: "يا له من دينٍ لو كان له رجال"!

 

وهذا الدين الذي يشكو قلَّةَ الرجال يضمُّ ما يزيد على ألف مليار مسلمٍ، ينتسبون إليه، ويُحسَبون عليه، ولكنهم كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((غثاءٌ كغثاءِ السَّيْل))؛ [سنن أبي داود (4/184، ح4229)، ومسند أحمد (5/278، ح22450)]

 

أو كما قال الشاعر:

يُثْقِلُونَ الْأَرْضَ مِنْ كَثْرَتِهِمْ
ثُمَّ لَا يُغْنُونَ فِي أَمْرٍ جَلَلْ

 

وماذا يغني عن الإسلام رجالٌ أهمَّتْهم أنفسُهم، وحكمتْهم شهواتهم، وسيَّرتْهم مصالحهم، فلا وثقوا بأنفسهم، ولا اعتمدوا على ربهم، رجال يجمعهم الطمع، ويفرِّقهم الخوف، أو كما قيل: يجمعهم مِزْمَار، وتفرِّقهم عصا؟!

 

أما والله، لو ظفر الإسلام في كل ألف من أبنائه برجلٍ واحد فيه خصائصُ الرجولة؛ لكان ذلك خيرًا له، وأجدى عليه من هذه الجماهير المكدسة التي لا يَهَابُها عدو.

 

ولا ينتصر بها صديق:

فَلَيْتَ لِي بِهِم قَوْمًا إِذَا رَكِبُوا
شَنُّوا الْإِغَارَةَ فُرْسَانًا وَرُكْبَانَا
لَا يَسْأَلُونَ أَخَاهُمْ حِينَ يَنْدُبُهُمْ
فِي النَّائِبَاتِ عَلَى مَا قَالَ بُرْهَانَا

 

عن ابن عُيَيْنة وحَمَّاد بن زيد: لا تتمُّ الرئاسة للرجال إلا بأربع: علم جامع، وورع تام، وحلم كامل، وحسن التدبير؛ فإن لم تكن هذه الأربع، فمائدةٌ منصوبة، وكف مبسوطة، وبذل مبذول، وحسن المعاشرة مع الناس، فإن لم تكن هذه الأربع فبضرب السيف، وطعن الرمح، وشجاعة القلب، وتدبير العساكر، فإن لم يكن فيه من هذه الخصال شيء، فلا ينبغي له أن يطلب الرئاسة"؛ [شعب الإيمان للبيهقي (6/ 76)].

 

إن الرجولة هي التي تُثمِر نشر الفضيلة ودَحْض الرذيلة، وصيانةَ الأعراض وحفظ الأموال، والثبات على الحق، وتُورِث الحب، وتُثمِر الصدق، وتَمنَح ثقة الآخرين واطمئنانهم له، وتُرهِب المفسدين والمُرجِفين، وتَبُثُّ الأمان من الغدر.

 

إن الرجل الواحد قد يُنقِذ الموقف بمفرده، بما حباه الله من الخصائص الإيمانية، والمواقف الرجولية التي ربما عَمِلها بمفرده، وفي القرآن الكريم في قصة موسى - عليه السلام - حين قَتَل القبطي، تَجِد قول الله - تعالى -: ﴿ وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى ﴾ [القصص: 20]، وفي سورة يس في قصة أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون؛ تجد قوله - تعالى -: ﴿ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى ﴾ [يس: 20]، وفي سياق هاتينِ القصتين تجد أن النص يُبرِز كلمة (رجل) وهي تعني شخصًا مفردًا، فهو رجل واحد يُنقِذ الموقف بخصائصه الذاتية والإيمانية، ولا يستوحش من غربته بين أهله أو تفرُّدِه في طبقته، فيحيط موسى علمًا بالمؤامرة الدنيئة التي يَحِيكها القصر الفرعوني للقضاءِ عليه وعلى دعوته، ويقترح عليه الحل، وهو الخروج من قريته والفرار بنفسه، وفي قصة (يس) يعلن أمام الملأ نصرة المرسلين، ويدعو إلى اتباعهم؛ متحديًا بذلك رؤوس الضلالة، صارخًا به في وجه الجمهور التابع.

 

تنمية الرجولة في الأطفال:

إن مما يعانِي منه كثيرٌ من الناس ظهور الميوعة وآثار الترف في شخصيات أولادهم، ولمعرفة حل هذه المشكلة وتدارك الأجيال القادمة التي تعقد الأمة عليهم خناصرها؛ لا بد من الإجابة عن السؤال التالي: كيف ننمِّي عوامل الرجولة في شخصيات أولادنا؟

إن موضوع هذا السؤال هو من المشكلات التربوية الكبيرة في هذا العصر، وهناك عددٌ من الحلول الإسلامية والعوامل الشرعية لتنمية الرجولة في شخصية الطفل، ومن ذلك ما يلي:

التَّكْنية:

أي مناداة الصغير بأبي فلان، أو الصغيرة بأم فلان، فهذا ينمِّي الإحساس بالمسؤولية، ويُشعِر الطفل بأنه أكبر من سنِّه؛ فيزداد نضجه، ويرتقي بشعوره عن مستوى الطفولة المعتاد، ويحس بمشابهته للكبار، وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يكنِّي الصغار؛ فعن أنس قال: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أحسن الناس خُلقًا، وكان لي أخٌ يقال له: أبو عمير، قال: أحسبه فطيمًا، وكان إذا جاء قال: ((يا أبا عُمَير، ما فعل النُّغَير؟))، وهو طائر صغير كان يلعب به"؛ [صحيح البخاري (5/22291/ ح5850)، وصحيح مسلم (3/1962، ح2150)].

 

ومما ينمِّي الرجولة في شخصية الطفل:

أخذه للمجامع العامة وإجلاسه مع الكبار؛ وهذا مما يلقح فهمه، ويزيد في عقله، ويحمله على محاكاة الكبار، ويرفعه عن الاستغراق في اللهو واللعب، وكذا كان الصحابة - رضي الله عنهم - يصحبون أولادهم إلى مجلس النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن القصص في ذلك: ما جاء عن معاوية بن قُرَّة عن أبيه قال: "كان نبي الله - صلى الله عليه وسلم - إذا جلس يجلس إليه نفرٌ من أصحابه، وفيهم رجل له ابنٌ صغير يأتيه من خلف ظهره فيقعده بين يديه..."؛ [سنن النسائي (4/118، ح2088) وصححه الألباني].

 

ومما ينمِّي الرجولة في شخصية الأطفال:

تحديثهم عن بطولات السابقين واللاحقين، والمعارك الإسلامية، وانتصارات المسلمين؛ لتعظم الشجاعة في نفوسهم، وهي من أهم صفات الرجولة، والتاريخ الإسلامي مشحونٌ بأبطال للمسلمين في كل جانب، كبارًا كانوا أو صغارًا، فقد كان للزبير بن العوَّام طفلانِ أشهد أحدهما بعض المعارك، فقد روى ابن المبارك في الجهاد عن هشام بن عُرْوَة، عن أبيه، عن عبدالله بن الزبير "أنه كان مع أبيه يوم اليَرْمُوك، فلما انهزم المشركون حمل فجعل يُجهِز على جرحاهم"، وقوله: "يُجهِز"؛ أي: يُكمِل قتل مَن وجده مجروحًا، وهذا مما يدلُّ على قوة قلبه وشجاعته من صغره.

 

ومما ينمِّي الرجولة في شخصية الطفل:

تعليمه الأدب مع الكبار، ومن جملة ذلك ما رواه أبو هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يُسلِّم الصغير على الكبير، والمارُّ على القاعد، والقليل على الكثير))؛ [صحيح البخاري (5/2301، ح5877)، وصحيح مسلم (4/1703، ح2160)].

 

ومما ينمِّي الرجولة في شخصية الطفل:

إعطاء الصغير قدرَه وقيمته في المجالس، ومما يوضِّح ذلك ما رواه سهل بن سعد قال: أُتِي النبي - صلى الله عليه وسلم - بقدحٍ فشَرِب منه، وعن يمينِه غلامٌ أصغر القوم، والأشياخ عن يساره، فقال: ((يا غلام، أتأذن لي أن أعطيه الأشياخ؟))، قال: "ما كنت لأوثر بفضلي منك أحدًا يا رسول الله، فأعطاه إياه"؛ [صحيح البخاري (2/829، ح2224)].

 

ومما ينمِّي الرجولة في شخصية الطفل:

تعليمهم الرياضات الرجولية؛ كالرماية، والسباحة، وركوب الخيل، جاء عن أبي أمامة بن سهل قال: "كتب عمر إلى أبي عبيدة بن الجراح: أن علِّموا غِلْمَانكم العَوْم"؛ [مسند أحمد (1/46، ح323)].

 

ومما ينمِّي الرجولة في شخصية الطفل:

تجنيبه أسباب الميوعة والتخنث؛ فيمنعه وليُّه من رقصٍ كرقص النساء، وتمايلٍ كتمايلِهن، ومشطة كمشطتهن، ويمنعه من لبسِ الحرير والذهب، ونحو ذلك مما يخص النساء.

 

ومما ينمي الرجولة في شخصية الطفل:

تجنُّب إهانته، خاصة أمام الآخرين، وعدم احتقار أفكاره، وتشجيعه على المشاركة، وإعطاؤه قدره، وإشعاره بأهميته.

 

وهناك وسائل أخرى لتنمية الرجولة لدى الأطفال، منها:

♦ تعليمه الجرأة في مواضعها، ويدخل في ذلك تدريبه على الخطابة.

 

♦ الاهتمام بالحشمة في ملابسه، وتجنيبه الميوعة في الأزياء، وقصات الشعر، والحركات، والمشي، وتجنيبه لبس الحرير الذي هو من طبائع النساء.

 

♦ إبعاده عن الترف وحياة الدعة، والكسل، والراحة، والبطالة، وقد قال عمر: "اخشَوْشِنُوا؛ فإن النعمَ لا تدوم".

 

♦ تجنيبه مجالس اللهو والباطل، والغناء والموسيقا؛ فإنها منافية للرجولة، ومناقضة لصفة الجد.

 

المراجع:

♦ نضرة النعيم.

♦ ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين.

♦ الرجولة أمنية عمرية - ماجد عبدالرحمن الفريان.



[1] ربما كانت بعض هذه الأوجه لا عَلاقة لها بأصل حديثنا، إلا أننا أحببنا ذكرها استطرادًا.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • النساء يصرخن: زمن الرجولة انتهى
  • الرجولة
  • صفات الرجولة

مختارات من الشبكة

  • الرجولة في كليمات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • رمضان شهر الإيمان وصناعة الرجال(مقالة - ملفات خاصة)
  • الرجولة كما حددها القرآن(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الرجولة أخلاق (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • احترام الذات قمة الرجولة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الرجولة: مفهومها ووسائل تحصيلها (WORD)(كتاب - موقع الشيخ أحمد بن حسن المعلِّم)
  • ضرب المرأة ليس دليلا على الرجولة(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • من معاني الرجولة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الرجولة الحقة (خطبة عيد الفطر 1440هـ)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الرجولة (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب