الصرصور والنملة الكذابة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 7/3/2022 ميلادي - 4/8/1443 هجري

الزيارات: 3905

الصُّرصُورُ والنملةُ الكذابةُ

حَزِنَ الصُّرصورُ، وقدْ سَمِعَتْ

أُذْناهُ النَّاسَ تُعيِّرُهُ

زعمُوهُ غبِيًّا وكسُولًا

وغِنَاؤهُ عَيْبٌ يغْمُرُهُ

فمَضَى للنَّملةِ يَسألُهَا

عنْ سُوءِ كلامٍ تَنشُرُهُ

فرآها تحْمِلُ أثقَالًا

مِنْ حَبِّ القمْحِ تجَرْجِرُهُ

حَيَّاهَا ثمَّ أسَرَّ لهَا

عمّا قدْ شاعَ، ويُنكرُهُ

يا نملةُ زعَمَ الناسُ، وفي

عهْدٍ مَا كنْتُ سأذكرهُ

وشِتاءُ العامِ يُظلّلنَا

قدْ جئتُ لبابِكِ أنقُرُهُ

في كَفِّي عودٌ أحملُهُ،

والجوعُ كَوَاني أعْسَرُهُ

أتُراني جئتُكِ ملتمِسًا

يومًا، وخُضوعي أظْهِرُهُ

بالله عليكِ أحَقٌّ ما

قدْ صارَ الكلُّ يكرِّرُهُ

فبِهِ الوُعَّاظُ مَشتْ، وبهِ

حلَقَاتُ الدرسِ تحرّرُهُ

أطرقَتِ النملةُ في خجَلٍ

والندمُ كسَاهَا مَظهَرُهُ

قالتْ: واللهِ لقدْ كذَبَتْ

شفتايَ، وعيْبي أذكُرُهُ

لمَّا أبصَرْتُكَ فنَّانًا

والشعرُ كَتِبْرٍ تنثُرُهُ

ورأيتُ غناءَكَ ألحانًا

والناسُ جميعًا تَشكرُهُ

ورأيتُ بأنِّي دُونَ مُنًى

كالآلَةِ شُغْلي أكثرُهُ

العالمُ حولي مُنطلِقٌ

وحياتي قمحٌ أستُرهُ

أبصرْتُكَ صرصورًا يحيَا

للفنِّ، وقلبُكَ يسْطُرُهُ

فكذبتُ عليكَ، وما كذِبِي

إلا مِنْ حَسَدٍ أُضْمِرُهُ

هذا كذِبٌ يا صاحِ، ولِي

رَبٌّ أدعُوهُ، فيَغفِرُهُ

أضف تعليقك:	إعلام عبر البريد الإلكتروني عند نشر تعليق جديد
الاسم
البريد الإلكتروني	(لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق	رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي