• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ أحمد بن عبدالرحمن الزومان / خطب منبرية
علامة باركود

الغضب

الشيخ أحمد الزومان

المصدر: ألقيت بتاريخ: 14/8/1429
مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 23/11/2009 ميلادي - 5/12/1430 هجري

الزيارات: 24659

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الغضب


إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، مَن يهدِه الله فلا مضلَّ له ومن يضلِل الله فلا هاديَ له. وأشهد أن لا إلهَ إلاَّ الله وحْده لا شريكَ له، وأشهد أنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70 - 71].

 

أمَّا بعد:

فالغضب حالةٌ تعتري المخلوقين، فهو واردٌ على الجميع حتَّى الكمَّل من النَّاس، لكنَّهم يختلفون في الأسباب التي تُثير الغضب عندهم ويَختلفون في استِجابتهم للغضب، فغضب المخلوق فوَران دم القلب بغْية الانتقام بسبب قولٍ أو فعلٍ يصْدر من غيره.

 

والغضب منه المحمود ومنْه المذموم؛ فالغضب المحمود ما كان في الحقِّ؛ غيرةً على دين الله أن تُنْتَهك محارِمُه، فهذا النَّوع من الغضب صفة كمال؛ فلِذا اتَّصف بها ربُّنا - عزَّ وجلَّ - فهو يغضب على الكافرين به الطَّاعنين في رسُلِه ودينه، من اليهود والنصارى والمنافقين وسائر طوائف الكفر؛ ﴿ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا ﴾ [الفتح: 6]، بل ربُّنا - عزَّ وجلَّ - يغضب حتَّى على الموحّدين حينما يتجاوزون حدودَه، ويقعون في كبائر الذنوب؛ ﴿ وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 93].

 

وهكذا كان غضبُ الأنبِياء - عليْهِم الصَّلاة والسَّلام - غضبًا محمودًا، فيحصل لهم الأذى من قومهم وهم صابرون محتسِبون، لكن لمَّا يتعلَّق الأمر بمعصية الله يتغيَّر الأمر ويظهر الغضَب، فجهاد الأنبياء سواء جهادهم الكفَّار أو الضالّين من أتْباعهم إنَّما هو غضب لله؛ ﴿ وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُواْ ظَالِمِينَ * وَلَمَّا سُقِطَ فَي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِن لَّمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ * وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِيَ أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الألْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ ﴾ [الأعراف: 148 - 150].

 

وعن عائشة قالت: "ما ضرب رسولُ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - شيئًا قطّ بيدِه، ولا امرأة ولا خادمًا، إلاَّ أن يُجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيءٌ قطّ فينتقم من صاحبه إلاَّ أن ينتهك شيءٌ من مَحارِم الله، فينتقم لله - عزَّ وجلَّ"؛ رواه مسلم (2328).

 

أمَّا الغضَب المذْموم فهو ما كان في غير الحقّ، فتجد البعض يغضَبُ من غيره ويجْفوه بسبب اختلاف في وجهة نظر، أو بسبب مسألة اجتِهاديَّة، أو بسبب قول أو فعل صدَر من غير إرادة الإساءة، أو غير ذلك من الأسباب الَّتي لا تُوجب الغضَب والجفاء عند عقلاء النَّاس.

 

عباد الله:

الواجب العدْل في حال الغضب، فالغضب مظنَّة الانتقام، ومَن يريد الانتقام قد يَجور في أقواله وأفعاله؛ فلذا كان من دُعاء النَّبيِّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((وأسألُك كلِمة الحقّ في الغضب والرّضا))، فالواجب عليْنا العدل مع النَّاس كلّهم، ومع مَن يقع منهم أذًى لنا قولاً أو فعلاً، فعلى الرَّئيس أن يعْدل بين مرْؤوسيه، وعلى المعلِّم أن يعدل بين تلاميذه، وعلى الأب أن يعْدل بين أولاده، وعلى الزَّوج أن يكون عادلاً مع أهلِه؛ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [المائدة: 8].

 

فيجِب عليْنا العدْل مع مَن نَختلف معهم؛ فليْس سائغًا شرعًا ولا عقلاً إذا رضِينا على أحد لا نقبل فيه جرحًا ونبحث عن المعاذير لتبرير أقوالِه وأفعالِه، فنرفعه فوق مستوى النقْد، وإذا غضبنا عليه واختلفْنا معه، غمطْناه حقَّه وتعامَيْنا عن حسناتِه، فلا نرى إلاَّ الأخطاء والهنات، فهذا منهج مَن لا يَعْرِف الاعتِدال في النَّظر إلى الرِّجال وتقويمهم؛ فالعاقل مَن أحبَّ حبيبَه هوْنًا ما عسى أن يكون بغيضَه يومًا ما، وأبْغض بغيضَه هوْنًا ما عسى أن يكون حبيبَه يومًا ما.

 

عباد الله:

أسباب الغضب المذموم كثيرة؛ فمنها: كثرة المجادلة والمحاجَّة، فهي توقع كثيرًا في الغضب والنِّزاع؛ فلذا جاء التَّرغيب بتركِها ولو كان الشَّخص على الحقّ؛ ففي حديث أبي أُمامة - رضِي الله عنْه - قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((أنا زعيمٌ ببيْتٍ في رَبَض الجنَّة لمن ترك المراء وإنْ كان محقًّا، وببيتٍ في وسط الجنَّة لمن ترك الكذِب وإن كان مازحًا، وببيت في أعلى الجنَّة لمن حَسَّنَ خلقَه))؛ رواه أبو داود (4800) بإسناد حسن.

 

فجُعِل البيتُ العلوي جزاء لأعلى المقامات الثَّلاثة وهي حُسن الخلق، والأوسطُ لأوْسطها وهو ترك الكذب، والأدْنى لأدْناها وهو تركُ المماراة وإن كان معه حقّ، فليطرح الواحد ما يعتقِد أنَّه الحق، فإذا رأى أنَّ صاحبه يُماري فليتوقَّف عن النقاش.

 

ومِن أسباب الغضَب:

كثْرة المزاح والإيغال فيه قولاً أو فِعْلا؛ ففي كثيرٍ من الأحيان نِهاية المزاح غضب وخصام، فإذا كان المزاح سببًا للغضب والنزاع فيخرج من الحلّ إلى الحرمة؛ فلذا كان النَّبيُّ يُمازح أصحابَه ولا يقول إلاَّ حقًّا.

 

ومِن أسباب الغضَب:

الحِرْص على الدُّنيا، فتجد الشَّخْص يغضب على غيره حينما ينافِسُه في دنياه ويرى أنَّه يشاركه في رزقِه، ألا يعلم هذا أنَّه لن تَموت نفس حتَّى تستكمل رزقَها وأجلَها، وأن الرزق لا يَجلبُه حِرْص حريص ولا يردُّه كراهية كاره.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله ربِّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام على نبيِّنا محمَّد وعلى آلِه وأصْحابه أجْمعين.

 

وبعد:

العاقِل مَن ابتعد عن الأسباب التي تبعث على الغضب؛ فعن أبي هُريْرة - رضِي الله عنه - أنَّ رجلا قال للنَّبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: أوْصني، قال: ((لا تغضب))، فردَّد مرارًا قال: ((لا تغضب))؛ رواه البخاري (6116).

 

والغضب لا يتأتَّى النَّهي عنه؛ لأنَّه أمر طبعي جُبِل الخلق عليه، وإنَّما المراد: اجتَنِبْ أسباب الغضب ولا تتعرَّض لما يجلبه، والله أعلم.

 

فنهى النَّبيُّ عن الأسباب المؤدِّية للغضب، وهذه قاعدة شرعية في النَّهي عن الأشياء التي هي وسائل للمحرَّم.

 

ومن علاج الغضب: التوقُّف عن الأشياء التي تُثيرُه، وعدم الاستِمْرار فيها، فليتوقَّف عن السَّبب الذي أثاره وليغيِّر الغضبان الحال الَّتي عليْها.

 

ومن علاج الغضَب: الاستعاذة بالله من الشَّيطان، فسبب الغضَب الشَّيطان، فليُلتجأ إلَى الله لدفْعِه؛ ففي حديث سُلَيْمان بن صُرَد - رضِي الله عنْه - قال: استبَّ رجلان عند النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - ونحن عنده جلوسٌ، وأحدُهُما يسبُّ صاحبَه مغضبًا قدِ احمرَّ وجْهَه، فقال النَّبيُّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((إنَّي لأعلمُ كلمةً لو قالَها لذهب عنه ما يَجد، لو قال: أعوذ بالله من الشَّيطان الرجيم ...))؛ رواه البخاري (6115)، ومسلم (2610).

 

عباد الله:

من الجهل أنَّ البعض يظنّ أنَّ العمل وفْق ما يُمليه عليه الغضَب شجاعةٌ وقوَّة، وأنَّه إذا لم ينتقِم دلَّ ذلك على ضعْفه، ولا شكَّ أنَّ هذا الاعتِقاد خطأ، فالكل يستطيع أن يعمل وفْق ما يمليه عليه الغضب، والقلَّة التي تملك نفسَها عن الغضب وتُخالفه، وهذه هي القوَّة الحقيقيَّة؛ فعن أبي هُريرة - رضِي الله عنْه - أنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - قال: ((ليس الشديد بالصُّرَعَة؛ إنَّما الشَّديد الَّذي يملك نفسَه عند الغضب))؛ رواه البخاري (6114) ومسلم (2609).

 

أمَّا حكم ما يَجري على لسان الغضْبان من أقوالٍ حال الغضب، فأترك الإجابة على هذا السؤال للعالِم الربَّاني ابن القيّم حيث قال في "إغاثة اللهفان" في طلاق الغضبان ص: 38 : "الغضب ثلاثة أقْسام:

أحدها: أن يحصل للإنسان مبادئه وأوائلُه، بحيث لا يتغيَّر عليه عقله ولا ذهْنه، ويعلمُ ما يقول وما يقصده، فهذا لا إشْكال في وقوع طلاقه وعتْقِه وصحَّة عقوده، ولاسيَّما إذا وقع منه ذلك بعد تردّد فكره.

 

القسم الثاني: أن يبلغ به الغضب نِهايته، بحيث ينغلق عليْه باب العلم والإرادة، فلا يعلم ما يقول ولا يريدُه، فهذا لا يتوجَّه خلاف في عدم وقوع طلاقه، والغضب غول العقل، فإذا اغتال الغضَب عقْلَه حتَّى لم يعلم ما يقول، فلا ريْب أنَّه لا ينفذ شيء من أقوالِه في هذه الحالة، فإنَّ أقوال المكلَّف إنَّما تنفذ مع علم القائل بصدورِها منه ومعناها وإرادته للتكلُّم بها...

 

القسم الثالث: مَن توسَّط في الغضب بين المرتبتين، فتعدَّى مبادئه ولم ينته إلى آخِره بحيث صار كالمجْنون، فهذا موضع الخلاف ومحلّ النَّظر، والأدلَّة الشَّرعية تدل على عدم نفوذ طلاقِه وعتْقِه وعقودِه التي يعتبر فيها الاختيار والرضا، وهو فرع من الإغْلاق كما فسَّره به الأئمَّة". اهـ.

 

لكن ممَّا يَجدر التَّنبيه عليه:

أنَّ جلَّ مَن يقع منهم الطَّلاق حينما يستفْتون يبحثون عن مخرجٍ ممَّا صدر منهم، فطائفةٌ من المطلِّقين تقول: طلقت امرأتي وهي حائض أو في طهْرٍ جامعتُها فيه، وطائفة كثيرة تقول: طلقت امرأتي وأنا غضبان، والأصل وقوع الطَّلاق، وغالبًا لا يقع الطَّلاق إلاَّ في حال خلافٍ ونزاعٍ بين الزَّوجين، فلو نظر في أكثر تلك الدَّعاوى لم يقع جلّ طلاق المطلّقين، فالله جعل في أمر الطَّلاق إناءة، فإذا لم يستعجل الشَّخص ولم يطلِّق في فور غضبِه، ملك امرأته ولم يَحتج إلى البحث عن رخصة تُخْرِجه ممَّا وقع فيه.

 

عباد الله:

إنارة العقْل مكسوفةٌ بالغضب، فالغضبان مَحجوب العقْل بسبب الغضب، فالرَّغبة في الانتِقام والتشفِّي يَمنعانِه من التصرُّف وفْق العقل، فأقواله وأفعاله خارجةٌ عن حدِّ الاعتِدال؛ فلذا يَحرم على القاضي أن يحكم بين الخصوم في حال الغضَب الشَّديد الذي يؤثّر على تصرفاته.

 

فلذا؛ من الخطأ أن يتَّخذ الشَّخص قرارًا وهو تحت تأْثير الغضب؛ لأنَّه غالبًا يندم ويتمنَّى أنَّ الأمر لم يكُن بعد أن تهدأ نفسُه ويعود له كمال عقلِه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الأسرارُ الستة للسيطرة على الغضب
  • بين الحلم والغضب
  • لا تغضب ولك الجنة
  • لا تغضب
  • الغضب وما يترتب عليه من الأضرار
  • معركة مع الشيطان
  • خطورة الغضب
  • لا تغضب (أقسام الغضب ومفاسده وعلاجه)
  • طرق ووسائل لعلاج الغضب
  • الغضب جماع الشر كله (خطبة)
  • الغضب: أنواعه ومخاطره وسبل الوقاية منه
  • إدارة الغضب
  • هيجان الغضب وطرق علاجه
  • فوائد الغضب!‏
  • خطبة عن الغضب وأنواعه
  • الحلم وترك الغضب
  • الغضب.. ركضة الشيطان (خطبة)
  • الغضب وعلاجه عند المدخنين
  • الغضب وعلاجه (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • تجرع الغضب وكظم الغيظ (3)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • آفة الغضب وفضل العمل بقوله تعالى (وإذا ما غضبوا هم يغفرون)(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • آفة الغضب وقوله تعالى {وإذا ما غضبوا هم يغفرون}(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • الابتعاد عن الغضب وأسبابه (الوقاية والعلاج)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الغضب وأثره في وقوع الطلاق بين الأزواج(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • ترك الغضب مطلقا: سبب لطرد الشيطان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الغضب في ميزان الشريعة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • هل للغضب أنواع؟! هذا ما حاول الإجابة عنه "يسري أبو العنين" في قصته "غضب مختلف"(مقالة - حضارة الكلمة)
  • القيم الصحيحة(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الغضب عاصفة هوجاء(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
1- مشكور
محمد علي جاسم - الامارات 11-01-2012 06:16 PM

والله مشكور وما قصرت
إن هذا أفاد كل المسلمين وإن شاء الله أن يدخلك الجنة

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب