• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    الإنذار المبكر من التقاعد المبكر
    هشام محمد سعيد قربان
  •  
    دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة العملية ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ أحمد بن عبدالرحمن الزومان / خطب منبرية
علامة باركود

الصبر على أقدار الله

الشيخ أحمد الزومان

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 10/1/2009 ميلادي - 13/1/1430 هجري

الزيارات: 191826

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
إنَّ الحمد لله، نَحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يَهْده الله فلا مضلَّ له ومن يضللْ الله فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحْدَه لا شريكَ له، وأشهد أنَّ مُحمَّدًا عبدُه ورسوله.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران: 102]، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70، 71].

أما بعد:
نحن في هذه الدنيا عُرْضَةٌ للآفات والمصائب؛ فتارة تكون هذه المصائب في الأرواح؛ من فَقْد قريب وحبيب وصاحب، أو أحد أهل الفضل والإحسان، وتارةً تكون في الأبدان؛ من أمراض مؤلمة، وحوداث مفجعة، تُقْعِدُ الشَّخصَ وتجعله قعيدَ الفراش، وتارةً في الأموال؛ من خسائر وآفات تصيب المال، وتُفْقِرُ صاحبه؛ فتُحِيلَهُ من غنٍّي إلى فقير يتكفَّف الناس، وتارةً مصائب معنويَّة، في النَّفس، أو في مَنْ نحبُّ؛ من تحوُّلٍ من حالٍ إلى ضدِّها.

والناس حينما يتعرَّضون للمصائب الدنيويَّة؛ هم أربعة أصناف:

الأول: مَنْ يَتَسَخَّط المصيبةَ، ويرى أنه لا يستحقُّ ذلك؛ فيَتَسَخَّطُها بقلبه، ويرى أن ذلك خلاف العدل، فلَمْ يعمل ما يجعله يُصاب بمثل ذلك! هذا لسانُ حالِه!!

ونسيَ مَنْ هذه حالُهُ أنَّ خيرةَ خَلْق الله؛ الأنبياء عليهم الصلاة والسلام - هم أشدُّ الناس بلاءً، ولو كان البلاء والمصائب لِهوان الشَّخص على ربِّه؛ لما تعرَّضوا للمِحَن والمصائب الدنيويَّة.

وربما ظهر أثرُ هذا التَّسَخُّط على اللِّسان، وصرَّح بما يختلج في قلبه، وجزع عند المصيبة، وبَدَرَ منه ما كان يفعله أهل الجهل؛ من لَطْم الخدود، وشقِّ الجيوب، ونَتْف الشُّعور، والنَّوْح عند المصيبة، وهذا من كبائر الذنوب.

عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه – قال: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((ليس منَّا مَنْ لَطَمَ الخُدودَ، وشَقَّ الجُيوبَ، ودعا بدعْوى الجاهليَّة))؛ رواه البخاريُّ (1294) ومسلمٌ (103).

الثاني: الصَّابر عند المصيبة، فيصبر على أقدار الله المؤلِمة؛ لأنَّه يعلم أنَّ ما أصابه لم يكن لِيُخْطِئهُ، وما أَخْطَأَهُ لم يكن لِيُصِيبَهُ، مع كَوْن المصيبة ثقيلةٌ على نفسه، ويتمنَّى عدمَ وقوعها، ويكرهها، لكنَّه يتحمَّلها، ويصبر عليها، ولا يَتَسَخَّطُ المصيبةَ بقلبه ولا جوارحه.

فيصبر على المقضيِّ - وهي المصيبة - ويتمنَّى عدم حصولها، وأما القضاء الذي هو وصفُ الله سبحانه وفِعْلُه؛ كعلمه وكتابه وتقديره ومشيئته - فهو راضٍ به؛ لأنَّ الرِّضا به من تمام الرِّضا بالله ربًّا وإلهًا ومالِكًا ومدبِّرًا.

والصبر على أقدار الله المؤلِمة واجبٌ باتِّفاق الأمَّة؛ لأمر الله به في مواضعَ كثيرةٍ من كتابه.

والصابر يَسْتَرْجِعُ عند المصيبة؛ فهو كما ذكر الله عنه بقوله تعالى: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة: 156 - 157].

وعن أم سَلَمَة - رضي الله عنها - أنَّها قالت: "سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((ما من مسلمٍ تصيبه مصيبةٌ فيقول: ما أمره الله، إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، اللهم أَجُرْني في مصيبتي، وأَخْلِفْ لي خيرًا منها - إلا آجره الله في مصيبته، وأَخْلَفَ اللهُ له خيرًا منها)). قالت: فلما مات أبو سَلَمَة قلتُ: أيُّ المسلمين خيرٌ من أبي سَلَمَة؛ أوَّل بيتٍ هاجر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟! ثم إنِّي قُلْتُها؛ فأخلفَ الله لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - … "؛ رواه مسلم (918).

فمن قال ذلك عند المصيبة، سواءٌ كانت في الأَنْفُس أو الأموال أو غير ذلك، قال ذلك مؤمنًا محتسبًا - فهو ضامنٌ على ربِّه أن يأجره الله على صبره، وأن يُخْلِفَ له خيرًا مما أُصيب به؛ فيَخْلُفَهُ في دِينه أو وَلَده أو ماله، أو غير ذلك من نِعَم الله؛ فأَحْسِنُوا الظَّنَّ بربِّكم؛ فهو عند ظنِّكم به.

أما دمع العين وحزن القلب، من غير سَخَطٍ لقَدَر الله؛ فهو جائزٌ، ولا ينافي الصَّبر؛ فها هو سيِّدُ الصَّابرين؛ بل سيِّد الرَّاضين بأقدار الله - صلى الله عليه وسلم - حينما دخل على ابنه إبراهيم وهو يجود بنَفَسِه؛ فجعلت عَيْناه - صلى الله عليه وسلم – تَذْرِفانِ؛ فقال له عبدالرحمن بن عوف – رضي الله عنه -: وأنت يا رسول الله! فقال: ((يا ابن عوف، إنَّها رحمةٌ)). ثم أتبعها بأخرى؛ فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلاَّ ما يُرضي ربَّنا، وإنَّا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون))؛ رواه البخاري ( 1303).

واعلموا أنَّ الصَّبر الكامل، الذي يترتَّب عليه الأجر الجزيل، ويُحْمَد عليه صاحبه - ما كان عند مفاجأة المصيبة؛ لكثرة المَشَقَّةِ فيه، بخلاف ما بعد ذلك؛ فإنَّ المُصابَ على الأيام يسلو، فيصير صبره شبيهُ الاضطرار، ويستوي في ذلك المسلم والكافر.

فعن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: مرَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بامرأةٍ تبكي عند قبرٍ؛ فقال: ((اتقِّ الله واصبري)). قالت: إليك عني؛ فإنَّك لم تُصَبْ بمصيبتي، ولم تعرفه؛ فقيل لها: إنَّه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فأتت بابَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فلم تجد عنده بوابين؛ فقالت: لم أعرفك؛ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إنمَّا الصبر عند الصَّدمة الأولى))؛ رواه البخاري (1283)، ومسلم (926).

الثالث: الرَّاضي بالمصيبة، ودرجة الرضا أعلى من درجة الصبر، وهو مستحبٌّ غير واجب؛ فإنَّ الإيجاب يستلزم دليلاً شرعيًّا، ولا دليلَ يدلُّ على الوجوب؛ فلم يَرِدِ الأمرُ بالرِّضى على المصائب الدُّنيويَّة، إنما جاء مدحُ أهله، والثَّناء عليهم.

والرِّضى من مقامات الإحسان، التي هي من أعلى المندوبات، ولا يَصْدُرُ إلاَّ مِنَ الكُمَّل من الناس.

ولا يستلزم الرِّضى عدمَ كراهةَ المصيبة؛ فالرَّاضي يرضى بالمصيبة، وإن كان يكرهها، لكنه لا يتمنَّى عدم وقوعها.

وهذا الفَرْق بين الصبر والرضا؛ فالصابر يتمنَّى عدم وقوعها، بخلاف الرَّاضي؛ فالأمر عنده سواءٌ؛ لتسليمه لقضاء ربِّه.

فالمصائب تكون مرضيةً من وجهٍ، مكروهةً من وجهٍ؛ كشرب الدواء النافع الكريه، فإن المريض يرضى به مع شدة كراهته له، وكالجهاد في سبيل الله، الذي قال الله تعالى عنه: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} [البقرة: 216].

فالمجاهد المخلِص يعلم أنَّ القتال خيرٌ له؛ فيرضي به وهو يكرهه، لما فيه من التعرُّض لإتلاف النَّفس وأَلَمِها، ومفارقة المحبوب.


الخطبة الثانية
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على نبيِّنا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

وبعد:
عن أنس بن مالك قال: "مات ابنٌ لأبي طلحة من [أمي] أمّ سليم؛ فقالت لأهلها: لا تحدِّثوا أبا طلحة بابنه، حتى أكون أنا أحدِّثه. قال: فجاء، فقربت إليه عشاءً، فأكل وشرب. فقال: ثم تصنَّعت له أحسنَ ما كان تصنُّعٌ قبل ذلك؛ فوَقَع بها، فلمَّا رأت أنه قد شبع وأصاب منها قالت: يا أبا طلحة، أرأيتَ لو أنَّ قومًا أعاروا عاريتهم أهلَ بيتٍ، فطلبوا عاريتهم؛ أَلَهُم أن يمنعوهم؟ قال: لا؛ قالت فاحْتَسِبْ ابنَكَ. قال: فغضب، وقال: تَرَكْتِنِي حتَّى تَلَطَّخْتُ، ثم أَخْبَرْتِني بابني!! فانطلق حتى أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره بما كان؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((بارك الله لكما في غابِر ليلتِكُما)). قال: فحَمَلَتْ؛ فوَلَدَت غلامًا؛ فقالت لي أمي: يا أنس، لا يرضعه أحدٌ حتى تغدو به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم. فلما أصبح احْتَمَلْتُهُ، فانطلقتُ به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوَضَعْتُهُ في حِجْرِه، ودعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعجوةٍ من عجوة المدينة، فلاكها في فِيهِ حتى ذابت، ثم قذفها في فِي الصَّبي، فمسح وجهه، وسماه عبدَالله"؛ رواه البخاري (5470)، ومسلم واللفظ له (2144).

فكان لعبدالله بن أبي طلحة سبع بنين، كلهم قد ختم القرآن، فلمَّا عَلِمَ اللهُ صدقَ نيَّةِ أمِّ سُلَيْم وصبرها، وتسليمها لقضاء الله، ورضاها به - بلَّغها مُناها، وأَخْلَفَ لها غيرَ هذا الوَلَد، وأصلح لها ذُرِّيَّتها.

الرابع: مَنْ يفرح بالمصيبة، ويَحمد الله عليها! فمتى قَوِيَ الرِّضى بالشيء، وتمكَّن من النَّفْس؛ انقلبت كراهته محبَّة، وإن لم يَخْلُ من الألم؛ فالألم بالشيء لا ينافي محبَّته له، وكراهته من وجهٍ لا ينافي محبَّته وإرادته، والرِّضى به من وجهٍ آخر.

فحين تُوقِنُ النَّفْسَ بأنَّ هذه المصيبة أفضل لها في العاقبة، وأنَّ الألمَ اليسيرَ تَعْقُبُهُ راحةٌ في الآخِرة، ورفعةُ الدَّرجات في الجنَّة، وأن الله أحكمُ الحاكمين؛ فلا يقضي لِوَلِيِّهِ إلاَّ ما هو خيرٌ له، و إن كان فيه ألمٌ - هنا تطمئن النَّفْس لقضاء الله، وتفرح به!!

انظروا إلى المريض، حينما يشخِّص الطبيب له الدَّاء، ويقرِّر له عمليةً يستأصل بها جزءً من جسده، وهو مع ذلك فَرِحٌ مسرورٌ، يدعو له، ويَلْهَجُ بالثَّناء على هذا الطبيب الذي أَعْمَلَ (مَشْرَطَه) في بَدَنِه، واستأصل جزءً منه، وتسبَّب في عدم حركته، وامتناعه عن المألوف فترةً من الزمن؛ لأن الألمَ الذي يعقب العملية، واحتباسه في المستشفى فترةً؛ سَهَّل عنده ما قابَل الرَّاحة التي تعقب ذلك! هذا مع المخلوق حينما يُوثَق به؛ فكيف بالله الذي خلق النَّفس البشريَّة، ويعلم بواطِنَها وبما يكون صلاحها: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك: 14].

فبعض الخَلْق في لهوٍ وعبثٍ، فإذا أصابته مصيبة فاقَ من سَكْرَته، وعاد إلى ربِّه، وهذا مُشاهَد في قوافل التَّائبين.

فكم من تائبٍ تاب وأناب إلى ربِّه بعد وفاة عزيز، وكم من تائبٍ تاب بعد أن فَقَدَ نعمةً من نِعَم الله عليه في بَدَنِه، وكم من مسرفٍ ارْعوى عن الإسراف وتبذير المال بعد أن خسر في تجارته، وكم من تائبٍ تاب وأدَّى زكاةَ مالِه بعد أن فَقَدَ جزءً من مالِه!

وكم من تائبٍ تاب وأقلع عن أذى الناس في أعراضهم؛ حينما تعرَّض للأذى في عرضه! فربما صَحَّتِ الأجسادُ بالعِلَل!!

فالله هو الطبيب الذي يُصلِح أدواءَ النُّفوس الحسيَّة والمعنوية؛ فقد قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لأبي رَمْثَةَ حينما قال له: أَرِني هذا الذي بِظَهْرِكَ؛ فإنِّي رجلٌ طبيبٌ؛ قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((الله الطبيب، بل أنت رجلٌ رفيقٌ! طَبِيبُها الذي خَلَقَها))؛ رواه أبو داود (4207)، ورواته ثقاتٌ.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • خطبة المسجد النبوي 11/2/1430هـ
  • كيف أغرس في أولادي القيم الإسلامية (9)
  • بشرى للصابرين
  • فارسة الليل
  • خطبة المسجد النبوي 4/ 11/ 1430هـ
  • الصدمة الأولى
  • كيف نحول الحامض إلى شراب حلو؟!
  • مقام الصبر (قصيدة تفعيلة)
  • إني أتألم وأتعلم
  • عبودية الصبر
  • عجيبة هي الأقدار
  • أهمية الصبر وفضله
  • حقيقة الصبر وأنواعه
  • الحث على شكر النعماء والصبر عند البلاء
  • الصبر: درس مستفاد من غزوة أحد
  • الصبر
  • فضل الصبر
  • خطبة عن الصبر على أقدار الله
  • آيات عن الصبر
  • (سرية الرجيع آلام لا تضيع) يا لأقدار الله يباع لمن قتل أباه
  • من أقدار الله في التاريخ
  • من الإيمان بالله الصبر على أقدار الله

مختارات من الشبكة

  • أنواع الصبر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضائل الصبر في السنة النبوية المباركة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الصبر في قصائد ديوان (مراكب ذكرياتي) للدكتور عبد الرحمن العشماوي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • رمضان شهر الصبر (4)(مقالة - ملفات خاصة)
  • رمضان شهر الصبر (2)(مقالة - ملفات خاصة)
  • وبشر الصابرين: أنواع الصبر - ما يهون المصائب - ثمرات الصبر (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • حياة المؤمن بين صبر وشكر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • رمضان شهر الصبر (3)(مقالة - ملفات خاصة)
  • أهمية الصبر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • صبر المرأة المسلمة(مقالة - ملفات خاصة)

 


تعليقات الزوار
2- مشاعر فياضة
مهند - السعودية 28-07-2014 02:08 PM

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الرضا بالقدر خطوات عملية
1 اعلم أن الله سبحانه ما قدر عليك إلا أنه يحبك
(إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم )
2 اعلم أنك لست الأسوأ فذلك يخفف عنك
3 اعلم أن قدر الله لك هو خير محض
4 اعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطاك لم يكن ليصيبك
5اعلم أن الله يعلم ما في نفسك وهو أرحم بك من نفسك
6 اعلم أن الغيب لا يعلمه إلا الله فلا تصيب نفسك بالهم
وصلى الله وسلم على نبينا محمد

1- مشاركة وشكر للشيخ أحمد الزومان
احمد حسن - مصر 11-03-2012 11:53 PM

جزاك الله خيراوشكرالله لك الله يحبك ايها المبتلي ان صبرت
قال الله تعالي {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} و قال عليه الصلاة والسلام (إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضى ومن سخط فعليه السخط) رواه الترمذي وقال الألباني حديث حسن
اعلم أخي أن الله يقدر الأعمال بكمال علم وكمال عدل يعطي لحكمه ويمنع لحكمه فاصبر واحتسب فقد قال بن عثيمين رحمه الله قال تعالي {وبيدك الخير} في سورة آل عمران ولم يقل بيدك الشر لأن الشر يكون لحكمه فيكون خيرا بإذن الله
ما الصبر 1- هو حبس اللسان عن الشكوى وهذا غير الإخبار عن واقع كما قال بن السبيل فمثلا تذهب الي طبيب تقول أشتكي من كذا وكذا فهذا لا بأس كما دخل الرسول عليه الصلاة والسلام على أم المؤمنين عائشة فقالت وا رأساه يارسول الله فقال بل أنا وا رأساه يا عائشة
2- سكون الجسد عن الجزع كاللطم وشق الجيب والنياحة وحلق الرأس وتسمي الحالقة وغيرها من المعاصي
ما حكم الصبر الجواب قال بن عثيمين الجمهور على أنه واجب والرضا مستحب لأن حزن القلب لا ينافي الصبر لأن إخراجه سنة قلت قال بن قدامه الصبر هو حبس اللسان عن الشكوى و سكون الجسد عن الجزع وانزعاج الباطن لا ينافي الصبر
اعلى مراتب الصبر الجواب قال بن عثيمين هو الشكر
اللهم إن كنا مخلصين طائعين فلك الحمد على ذلك وإن كنا مسيئين مرائين فاغفر لنا ذلك اللهم اغفر لي ووالدي ولكاتبها وناشرها وجميع المسلمين
وصلي الله وسلم علي سيدناو نبينامحمد

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب