دراسة حديث: النهي عن قول ما شاء الله وشئت والأمر بثم شئت

دراسة حديث النهي عن قول: (ما شاء الله وشئت) والأمر بـ (ثم شئت)

جاء من حديث:

1: ابن عباس رضي الله عنهما. 2: الطفيل بن سخبرة رضي الله عنه. 3: حذيفة رضي الله عنه. 4: قتيلة رضي الله عنها. 5: جابر بن عبد الله رضي الله عنهما. 6: جابر بن سمرة رضي الله عنه. 7: مرسل عبد الملك بن عمير. 8: ابن مسعود رضي الله عنه.

الحديث الأول: حديث ابن عباس رضي الله عنهما: رواه ابن أبي شيبة (9/ 117) حدثنا علي بن مسهر والنسائي في الكبرى (6/ 245) أخبرنا علي بن خشرم عن عيسى وابن ماجه (2117) حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا عيسى بن يونس والبيهقي (3/ 217) أخبرنا أبو محمد بن يوسف وأبو زكريا بن أبى إسحاق قالا: حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب أخبرنا محمد بن عبد الوهاب أخبرنا جعفر بن عون وأحمد (1842) حدثنا هشيم، ح (1965) حدثنا أبو معاوية ح (2557) حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا سفيان ح (3237) حدثنا يحيى يروونه عن الأجلح عن يزيد بن الأصم، عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنَّ رجلاً قال: يا رسول الله ما شاء الله وشئت؟، فقال: «جَعَلْتَنِي لِلَّهِ عَدْلًا، بَلْ مَا شَاءَ اللَّهُ وَحْدَهُ» وإسناده حسن.

رواته ثقات عدا الأجلح فصدوق روى الحديث ابن عدي (1/ 429) بإسناده عن الأجلح به وقال: أجلح بن عبد الله له أحاديث صالحة غير ما ذكرته يروي عنه الكوفيون وغيرهم ولم أجد له شيئاً منكراً مجاوز الحد لا إسناداً ولا متناً وهو أرجو أنَّه لا بأس به إلا إنَّه يعد في شيعة الكوفة وهو عندي مستقيم الحديث صدوق. وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (ص: 295): إسناد هذا الحديث فيه الأجلح بن عبد الله مختلف فيه ضعفه أحمد وأبو حاتم والنسائي وأبو داود وابن سعد ووثقه ابن معين ويعقوب ابن سفيان والعجلي وباقي رجال الإسناد ثقات وله شاهد من حديث قتيلة رضي الله عنها.

وقال العراقي في المغني ـــ هامش إحياء علوم الدين (3/ 162)ــ: أخرجه النسائي في الكبرى بإسناد حسن وابن ماجه.

ويأتي عن الأجلح عن أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه وهو شاذ.

وأبو معاوية هو محمد بن خازم وسفيان هو الثوري ويحيى هو ابن القطان.

الحديث الثاني: حديث الطفيل بن سخبرة رضي الله عنه: رواه ابن أبي شيبة في مسنده (652) نا عفان، قال: نا ابن سلمة، وأحمد (20171) حدثنا بهز، وعفان، قالا: حدثنا حماد بن سلمة وابن قانع في معجم الصحابة (2/ 50) حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، نا عبد الواحد بن غياث، نا حماد بن سلمة، ومحمد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة (874) حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: حدثنا حماد بن سلمة، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2743) حدثنا هدبة بن خالد، نا حماد بن سلمة والحاكم (3/ 463) حدثنا علي بن حمشاذ العدل، حدثنا علي بن عبد العزيز، وأبو مسلم قالا: حدثنا حجاج بن منهال، حدثنا حماد بن سلمة والطبراني في الكبير (8/ 388) حدثنا علي بن عبد العزيز، وأبو مسلم الكشي، قالا: ثنا حجاج بن المنهال، ثنا حماد بن سلمة، وابن ماجه (2118) حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا سفيان بن عيينة ح (2118) حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب قال: حدثنا أبو عوانة والدارمي (2695) أخبرنا يزيد بن هارون، أنبأنا شعبة وابن قانع في معجم الصحابة (2/ 50) حدثنا محمد بن عبدوس بن كامل، نا عبد الله بن عمر، نا زياد بن عبد الله والحاكم (3/ 462) أخبرنا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه ببغداد، حدثنا هلال بن العلاء، حدثنا علي بن سعيد، حدثنا عبيد الله بن عمرو يروونه عن عبد الملك بن عمير، عن ربعي بن حراش، عن طفيل بن سخبرة، أخي عائشة لأمها رضي الله عنهما أنَّه قال: رأيت فيما يرى النائم كأنِّي أتيت على رهط من اليهود، فقلت: من أنتم؟، فقالوا: نحن اليهود، فقلت: إنَّكم لأنتم القوم لولا أنَّكم تقولون: عزير ابن الله، قالوا: وأنتم القوم لولا أنَّكم تقولون: ما شاء الله وشاء محمد، ثم أتيت على رهط من النصارى فقلت: ما أنتم؟ قالوا: نحن النصارى، فقلت: إنَّكم لأنتم القوم لولا أنَّكم تقولون: المسيح ابن الله، قالوا: وأنتم القوم لولا أنَّكم تقولون: ما شاء الله وشاء محمد، فلما أصبح أخبر بها من أخبر ثم أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «هَلْ أَخْبَرْتَ بِهَا أَحَدًا؟» فقال: نعم، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيباً فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ طُفَيْلًا رَأَى رُؤْيَا وَأَخْبَرَ بِهَا مَنْ أَخْبَرَ مِنْكُمْ، وَإِنَّكُمْ تَقُولُونَ كَلِمَةً كَانَ يَمْنَعُنِي الْحَيَاءُ مِنْكُمْ أَنْ أَنْهَاكُمْ عَنْهَا، فَلَا تَقُولُوا: مَا شَاءَ اللَّهُ وَشَاءَ مُحَمَّدٌ» رواته ثقات.

الحديث مداره على عبد الملك بن عمير اللخمي الكوفي، عن ربعي بن حراش، عن طفيل بن سخبرة رضي الله عنه واضطرب فيه عبد الملك بن عمير ففي هذه الرواية جعله من حديث الطفيل بن سخبرة رضي الله عنه وتارة يجعله من حديث حذيفة رضي الله عنه وتارة من حديث جابر رضي الله عنه وتارة يرسله مبهماً.

وعبد الملك بن عمير، قال الحافظ في هدي الساري ص (422): عبد الملك بن عمير الكوفي مشهور من كبار المحدثين، لقي جماعة من الصحابة رضي الله عنهم، وعُمِّر وثقه: العجلي وابن معين والنسائي وابن نمير... وقال أبو حاتم: ليس بحافظ تغير حفظه قبل موته... وقال أحمد بن حنبل: مضطرب الحديث تختلف عليه الحفاظ، وقال ابن البرقي عن ابن معين: ثقة إلا أنَّه أخطأ في حديث أو حديثين، قلت [القائل: الحافظ ابن حجر ]: احتج به الجماعة وأخرج له الشيخان من رواية القدماء عنه في الاحتجاج، ومن رواية بعض المتأخرين عنه في المتابعات وإنَّما عيب عليه أنَّه تغير حفظه لكبر سنه؛ لأنَّه عاش مائة وثلاث سنين، ولم يذكره ابن عدي في الكامل ولا ابن حبان.

والراوي عن عبد الملك هذا الحديث شعبة بن الحجاج وأبو عوانة الوضاح اليشكري وروايتهما عنه في الصحيحين وفي مسلم عنه من رواية سفيان بن عيينة وحماد بن سلمة وعبيد الله بن عمرو بن أبي الوليد. ففي هذه الرواية وافق سفيان بن عيينة الحفاظ فالمحفوظ عن سفيان عن عبد الملك عن ربعي عن الطفيل رضي الله عنه ورواية سفيان عن عبد الملك عن ربعي عن حذيفة رضي الله عنه ـــ الآتية ـــ ليست محفوظة والله أعلم.

قال البخاري في التاريخ الكبير (4/ 364):... شعبة عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش عن الطفيل أخي عائشة رضي الله عنهما: قال النبي صلى الله عليه وسلم:... وقال علي نا سفيان عن عبد الملك عن ربعي عن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، والأول [أصح].

وقال البزار في مسنده (7/ 251): قال شعبة، وأبو عوانة، عن عبد الملك، عن ربعي بن حراش، عن الطفيل أخي عائشة لأمها رضي الله عنهما، وقال معمر، عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة، رضي الله عنه والصواب حديث عبد الملك، عن ربعي، عن الطفيل رضي الله عنه.

وقال الحافظ المزي في تحفة الأشراف (4/ 211): تابعه شعبة وحماد بن سلمة، عن عبد الملك بن عمير، وقالا: عن الطفيل رضي الله عنه "رأيت فيما يرى النائم" وقال سفيان بن عيينة، عن عبد الملك بن عمير، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة رضي الله عنه، ووهم في ذلك.

وقال ابن حجر في النكت على تحفة الأشراف (3/ 29): قال إبراهيم الحربي في كتاب الهجران ــ له ـــ هذا [حديث حذيفة رضي الله عنه] وهم من ابن عيينة وإنَّما رواه ربعي بن حراش عن الطفيل بن عبد الله بن سخبرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال في الفتح (11/ 540): رواية ابن عيينة عن عبد الملك بن عمير عن ربعي عن حذيفة رضي الله عنه وقال أبو عوانة: عن عبد الملك عن ربعي عن الطفيل بن سخيرة أخي عائشة رضي الله عنهما بنحوه أخرجه بن ماجه أيضاً وهكذا قال حماد بن سلمة عند أحمد وشعبة وعبد الله بن إدريس عن عبد الملك وهو الذي رجحه الحفاظ وقالوا: إنَّ ابن عيينة وهم في قوله: عن حذيفة رضي الله عنه والله أعلم.

وقال الألباني في الصحيحة (1/ 265): الصواب عن ربعي عن الطفيل رضي الله عنه ليس عن حذيفة رضي الله عنه، لاتفاق هؤلاء الثلاثة حماد بن سلمة وأبو عوانة وشعبة عليه.

وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (ص: 296): إسناد صحيح رجاله ثقات على شرط مسلم.

وعفان هو ابن مسلم.

تنبيه: قال محمد بن نصر المروزي: فدل قوله: كان يمنعني الحياء منكم أن أنهاكم غير أنَّه قد كان يكره أن يقال ذلك ويستحي أن ينهاكم [هكذا] لأنَّه لم يكن جاءه عن الله تعالى نهي عن ذلك فلما رأى طفيل رضي الله عنه الرؤيا استدل بذلك على أنَّ الله تعالى قد كره ذلك فنهاه عنه فكان إمساكه عن النهي في الأمرين جميعاً حياءً منهم فعلاً حسناً عن خلق كريم، ثم آثر ما هو أولى به صلى الله عليه وسلم.

الحديث الثالث: حديث حذيفة رضي الله عنه:

رواه عنه: 1: ربعي بن حراش. 2: عبد الله بن يسار.

أولاً: رواية ربعي بن حراش: رواه أحمد (22828) حدثنا حسين بن محمد، حدثنا سفيان يعني ابن عيينة، والبزار (2830) حدثنا إسحاق بن بهلول الأنباري، قال: أخبرنا سفيان بن عيينة والنسائي في الكبرى (10820) أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقري قال حدثنا سفيان وابن ماجه (2118) حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا سفيان بن عيينة، والبزار (2831) حدثنا محمد بن المثنى، قال: أخبرنا يونس بن عبيد الله العميري، قال: أخبرنا مبارك بن فضالة، عن خالد بن أبي الصلت، يرويانه ـــ ابن عيينة وابن أبي الصلت ــــ عن عبد الملك بن عمير، عن ربعي، عن حذيفة رضي الله عنه قال: أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنِّي رأيت في المنام أنَّي لقيت بعض أهل الكتاب، فقال: نعم القوم أنتم، لولا أنَّكم تقولون ما شاء الله وشاء محمد فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «قَدْ كُنْتُ أَكْرَهُهَا مِنْكُمْ، فَقُولُوا: مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ شَاءَ مُحَمَّدٌ» رواته ثقات وفيه علة.

تقدمت الإشارة لاضطراب عبد الملك بن عمير فيه والمحفوظ رواية الحفاظ شعبة وأبو عوانة وحماد بن سلمة ووافقهم ابن عيينة في المحفوظ عنه يروونه عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش عن الطفيل رضي الله عنه.

وتقدم أنَّ المحفوظ عند البخاري وإبراهيم الحربي والمزي وابن حجر والألباني حديث الطفيل رضي الله عنه وأنَّ سفيان بن عيينة وهم في هذه الرواية.

وأعله البوصيري بالانقطاع فقال في مصباح الزجاجة (ص: 296): إسناد طريق ابن ماجه رجاله ثقات على شرط البخاري فقد احتج بجميع رواته لكنَّه منقطع بين سفيان وبين عبد الملك بن عمير.

قال العلائي في جامع التحصيل: سفيان بن عيينة الإمام المشهور مكثر من التدليس لكن عن الثقات... ومن تدليسه ما رواه عن عبد الملك بن عمير عن ربعي عن حذيفة رضي الله عنه حديث "اقتدوا باللذين من بعدي" وإنَّما سمعه من زائدة عن عبد الملك كما جاء عنه في رواية.

قال أبو عبد الرحمن: الظاهر أنَّ ابن عيينة لم يسمع حديث " اقتدوا باللذين من بعدي " خاصة من عبد الملك بن عمير ولسفيان رواية عن عبد الملك في مسلم وفي إحداها التصريح بالسماع. فليست هذه علة الحديث والله أعلم.

وأيضاً تابع سفيان بن عيينة خالد بن أبي الصلت البصري وهو ضعيف ذكره ابن حبان في الثقات وقال ابن حزم مجهول وقال عبد الحق ضعيف وتعقب ابن مفوز كلام بن حزم فقال مشهور بالرواية معروف بحمل العلم ولكن حديثه معلول.

وقال العراقي في المغني ــــ إحياء علوم الدين (3/ 161) ــــ حديث حذيفة رضي الله عنه لا يقل أحدكم ما شاء الله وشئت الحديث أخرجه أبو داود والنسائي في الكبرى بسند صحيح.

ثانياً: رواية عبد الله بن يسار: رواه أبو داود الطيالسي (430) وابن أبي شيبة (9/ 117) حدثنا غندر وأحمد (22872) حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج ح (22754) حدثنا يحيى بن سعيد ح (22836) حدثنا عفان وأبو داود (4980) حدثنا أبو الوليد الطيالسي والنسائي في الكبرى (10821) أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال حدثنا خالد يروونه عن شعبة، عن منصور، عن عبد الله بن يسار، عن حذيفة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «لَا تَقُولُوا مَا شَاءَ اللَّهُ، وَشَاءَ فُلَانٌ، وَلَكِنْ قُولُوا مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ شَاءَ فُلَانٌ» ورواته ثقات وفيه انقطاع.

في الحديث علتان:

الأولى: الانقطاع: قال العلائي: قال عثمان بن سعيد سألت يحيى بن معين عن عبد الله بن يسار الذي يروي منصور عنه عن حذيفة رضي الله عنه "لا تقولوا ما شاء الله" ألقي حذيفة رضي الله عنه؟ قال: لا أعلمه. قلت [العلائي] وروي أيضاً عن علي رضي الله عنه فيكون أيضاً مرسلاً.

فعبد الله بن يسار الجهني الكوفي وثقه النسائي وذكره ابن حبان في ثقاته لكن روايته عن حذيفة رضي الله عنه مرسلة.

الثانية: اضطراب عبد الله بن يسار فيه فتارة يجعله من حديث حذيفة رضي الله عنه وتارة من حديث قتيلة رضي الله عنها وأشار إلى اضطراب عبد الله بن يسار النسائي فقال في الكبرى (6/ 244): ذكر الاختلاف على عبد الله بن يسار فيه.

والذي يظهر لي ترجيح هذه الرواية فالمحفوظ عن حذيفة رضي الله عنه وليس عن قتيلة رضي الله عنها لما يأتي عن البخاري والله أعلم.

وغندر لقب محمد بن جعفر. وعفان هو ابن مسلم. وخالد هو ابن الحارث البصري.

الحديث الرابع: حديث قتيلة رضي الله عنها: رواه إسحاق بن راهويه في مسنده (2430) أخبرنا المقرئ ح (2429) أخبرنا محمد بن عبيد، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (239) حدثنا فهد، حدثنا موسى بن داود والحاكم (4/ 297) أخبرنا علي بن الحسين السبيعي، بالكوفة، حدثنا أحمد بن حازم الغفاري، حدثنا محمد بن عبيد والطبراني في الكبير (25/ 14) حدثنا عبيد بن غنام، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا محمد بن عبيد وأحمد (26553) حدثنا يحيى بن سعيد والطبراني في الكبير (25/ 13) حدثنا محمد بن النضر الأزدي، وعمر بن حفص السدوسي قالا: ثنا عاصم بن علي يروونه عن المسعودي، عن معبد بن خالد والترمذي في العلل الكبير (271) حدثنا محمود بن غيلان , حدثنا الفضل بن موسى , وأبو أحمد الزبيري قالا: حدثنا مسعر والنسائي (3773) أخبرنا يوسف بن عيسى، قال: حدثنا الفضل بن موسى، قال: حدثنا مسعر والطبراني في الكبير (25/ 14) حدثنا المقدام بن داود المصري، ثنا عبد الله بن محمد بن المغيرة، ثنا مسعر بن كدام، ح وحدثنا الحسين بن جعفر القتات الكوفي، قال: ثنا منجاب بن الحارث، أنا علي بن مسهر، عن مسعر بن كدام عن معبد بن خالد والنسائي في الكبرى (10823) أخبرنا أحمد بن حفص قال حدثني أبي قال حدثني إبراهيم بن طهمان عن مغيرة عن معبد بن خالد الجدلي، عن عبد الله بن يسار، عن قتيلة بنت صيفي الجهنية رضي الله عنها قالت: أتى حبر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد، نعم القوم أنتم، لولا أنَّكم تشركون، قال: «سُبْحَانَ اللَّهِ، وَمَا ذَاكَ؟»، قال: تقولون إذا حلفتم والكعبة، قالت: فأمهل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا ثم قال: «إِنَّهُ قَدْ قَالَ: فَمَنْ حَلَفَ فَلْيَحْلِفْ بِرَبِّ الْكَعْبَةِ»، ثم قال: يا محمد، نعم القوم أنتم، لولا أنَّكم تجعلون لله نداً، قال: «سُبْحَانَ اللَّهِ، وَمَا ذَاكَ؟»، قال: تقولون ما شاء الله وشئت، قال: فأمهل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً ثم قال: إِنَّهُ قَدْ قَالَ، فَمَنْ قَالَ مَا شَاءَ اللَّهُ فَلْيَفْصِلْ بَيْنَهُمَا ثُمَّ شِئْتَ» رواته ثقات وفيه علة.

عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة المسعودي مختلط لكنه متابع للثقتين مغيرة بن مقسم ومسعر بن كدام. ومعبد بن خالد الجدلي ثقة.

وعبد الله بن يسار الجهني الكوفي وثقه النسائي وذكره ابن حبان في ثقاته واختلف عليه في إسناده فتارة يجعله عن حذيفة رضي الله عنه وتارة عن قتيلة رضي الله عنها. وذكر الدارقطني في علله (4112) اختلافاً آخر عنه فقال: يرويه عبد الله بن يسار، عن قتيلة رضي الله عنها، واختلف عنه؛ فرواه معبد بن خالد، عن عبد الله بن يسار، عن قتيلة رضي الله عنها. وخالفهما مغيرة بن مقسم؛ رواه عن معبد بن خالد، عن قتيلة رضي الله عنها، ولم يذكر عبد الله بن يسار، وذكر فيه عائشة رضي الله عنها وأنَّها سألت النبي صلى الله عليه وسلم. ورواه جابر الجعفي عن عبد الله بن يسار عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قال أبو عبد الرحمن: جابر الجعفي ضعفه شديد فروايته منكرة. وقال الترمذي في علله (2/ 658): قال منصور: عن عبد الله بن يسار، عن حذيفة رضي الله عنه، قال محمد: حديث منصور أشبه عندي وأصح. فرجح البخاري أنَّ المحفوظ من حديث حذيفة رضي الله عنه فرواية شعبة عن منصور بن المعتمر عن عبد الله بن يسار مقدمة على رواية معبد بن خالد عن عبد الله بن يسار لجلالة قدر شعبة بن الحجاج وشيخه منصور بن المعتمر.

قال أبو عبد الرحمن: فالمحفوظ كما اختاره البخاري حديث حذيفة رضي الله عنه لكن تقدم أنَّ في الحديث انقطاعاً ما بين عبد الله بن يسار وحذيفة رضي الله عنه وأيضاً في هذا الحديث هل سمعه عبد الله بن يسار من قتيلة رضي الله عنها أم لا؟ الله أعلم.

قال الحاكم: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وصحح الحديث الألباني في الصحيحة (136) والوادعي في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين (1638).

تنبيه: في سند الحاكم تصحيف.

المقرئ هو عبد الله بن يزيد وفهد هو ابن سليمان. ومحمد بن عبيد هو الطنافسي.

الحديث الخامس: حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: قال النسائي في الكبرى (10824) أخبرنا محمد بن حاتم المؤدب قال حدثنا القاسم بن مالك قال حدثنا الأجلح ـــ وقال على إثره ـــ عن أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه: "أنَّ رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فكلمه فقال ما شاء الله يعني وشئت فقال: «وَيْلَكَ، أَجَعَلْتَنِي وَاللهَ عِدْلاً، قُلْ: مَا شَاءَ اللهُ وَحْدَهُ» رواته محتج بهم لكنَّه شاذ.

محمد بن حاتم بن سليمان المؤدب قال أبو حاتم صدوق ووثقه صالح بن محمد الأسدي والنسائي والدارقطني وذكره ابن حبان في الثقات.

والقاسم بن مالك المزني قال أحمد و ـــ في رواية عن ــــ ابن معين صدوق ووثقه ابن سعد وإبراهيم بن عبد الله الهروي ومحمد بن عبد الله بن عمار وأبو الحسن العجلي وابن معين وأبو داود في رواية عنهما وقال أبو داود في رواية ليس به بأس وقال أبو حاتم صالح وليس بالمتين وضعفه الساجي.

وأشار لشذوذ الحديث النسائي بقوله: خالفه عيسى بن يونس. أي فجعله من حديث ابن عباس لا من حديث جابر رضي الله عنهم.

وقال أبو حاتم في علل ابنه (2210): هذا حديث منكر؛ إنَّما يرويه الأجلح، عن يزيد بن الأصم، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

فهذه الرواية شاذة والمحفوظ من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.

والظاهر أنَّ الحديث من مسند جابر بن عبد الله رضي الله عنهما فأبو الزبير محمد بن مسلم مشهور بالرواية عن جابر بن عبد الله لا عن جابر بن سمرة رضي الله عنهم والله أعلم.

الحديث السادس: حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه: رواه ابن حبان (5725) أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير الحافظ بتستر، قال: حدثنا الحسن بن علي بن بحر بن البري والطحاوي في شرح مشكل الآثار (237) حدثنا أبو أمية، حدثنا علي بن بحر القطان، حدثنا هشام بن يوسف، عن معمر، عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة رضي الله عنه، قال: رأى رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في النوم قوماً من اليهود فأعجبته هيئتهم فقال: إنَّكم قوم لولا أنَّكم تقولون: عزير ابن الله قال: وأنتم قوم لولا أنَّكم تقولون: ما شاء الله وشاء محمد ثم إنَّه رأى قوماً من النصارى فأعجبته هيئتهم فقال: إنَّكم قوم لولا أنَّكم تقولون: المسيح ابن الله قال: وإنَّكم قوم لولا أنَّكم تقولون: ما شاء الله وشاء محمد فلما أصبح قص ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «قَدْ كُنْتُ أَسْمَعُهَا مِنْكُمْ فَتُؤْذِينِي فَلَا تَقُولُوا: مَا شَاءَ اللهُ وَشَاءَ مُحَمَّدٌ , وَلَكِنْ قُولُوا: مَا شَاءَ اللهُ , ثُمَّ شَاءَ مُحَمَّدٌ» رواته ثقات وفيه اضطراب.

الحديث مضطرب من وجهين اضطرب فيه عبد الملك بن عمير وتقدم قول البزار: قال معمر، عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة رضي الله عنه، والصواب حديث عبد الملك، عن ربعي، عن الطفيل أخي عائشة رضي الله عنهما.

وكذلك معمر اضطرب فيه فتارة يرويه عن عبد الملك موصولاً وتارة مرسلاً كما سيأتي.

وأبو أمية هو محمد بن إبراهيم بن مسلم البغدادي الطرسوسي.

الحديث السابع: مرسل عبد الملك بن عمير: رواه عبد الرزاق (19813) قال: أخبرنا معمر، عن عبد الملك بن عمير، أنَّ رجلاً رأى في زمان النبي صلى الله عليه وسلم في المنام أنَّه مر بقوم من اليهود فأعجبته هيئتهم، فقال: فذكر الحديث السابق. مرسل رواته ثقات وفيه اضطراب.

الحديث الثامن: حديث ابن مسعود رضي الله عنه: رواه الطبراني في الكبير (10/ 250) حدثنا محمد بن أحمد بن أبي خيثمة، ثنا سريج بن يونس، ثنا عبيد بن القاسم، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله رضي الله عنه قال: جاء يهودي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: نعم الأمة أمتك لولا أنَّهم يعدلون، قال: «كَيْفَ يَعْدِلُونَ؟» قال: يقولون: ما شاء الله وشئت، قال: «إِنَّهُ لَيَقُولُ قَوْلًا، قُولُوا: مَا شَاءَ اللهُ ثُمَّ شِئْتَ» وإسناده ضعيف جداً.

رواته ثقات عدا عبيد بن القاسم ضعفه شديد ترجم له الذهبي في الميزان وذكر من مناكيره هذا الحديث وقال: ليس بثقة. وقال البخاري: ليس بشيء وقال يحيى: ليس بثقة وقال مرة: كذاب. وقال أبو حاتم: ذاهب الحديث وقال أبو زرعة: لا ينبغي أن يحدث عنه وقال الدارقطني: ضعيف وقال صالح جزرة: كذاب، يضع الحديث. وقال أبو داود: كان يضع الحديث. وقال النسائي: متروك الحديث.