• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    الإنذار المبكر من التقاعد المبكر
    هشام محمد سعيد قربان
  •  
    دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة العملية ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / أ. د. عبدالله بن إبراهيم بن علي الطريقي / كتب / عروض كتب
علامة باركود

علماء الشريعة وبناء الحضارة

أ. د. عبدالله بن إبراهيم بن علي الطريقي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 24/5/2011 ميلادي - 20/6/1432 هجري

الزيارات: 34477

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

علماء الشريعة وبناء الحضارة

دراسة فكرية تاريخية

لإبراز آثار العلماء ومآثرهم الحضارية


مقدمة

الحمد لله رب العالمين، القائل في محكم التنزيل: ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾[1]، والصلاة والسلام على النبي المصطفى.

 

أما بعد:

فإن لكل أمة حضارة متميزة ولو من بعض الوجوه تعبر عن شخصية الأمة وتكشف عن حقيقتها وفلسفتها، ولكل حضارة بناة.

 

وحضارة المسلمين لها تميزها وخصائصها، التي تنأى بها عن مستوى الحضارات الإنسانية الأخرى، وتسمو إلى عنان السماء.

 

كما أن لهذه الحضارة بناة ذوي كفايات عالية، وعقول ناضجة، بذلوا- بل نذروا- أنفسهم وحياتهم للبناء والعمل.

 

بيد أن الحضارة- أي حضارة-  ذات وجوه وجوانب متعددة، أبرزها:

• الجانب الفكري والعلمي.

• الجانب الاجتماعي والأخلاقي.

• الجانب المادي.

 

وإن من الإنصاف أن يشاد بها جميعًا عند الحديث عن الحضارة، وأن لا يهمل منها شيء، لأن أساس قيامها كان عليها مجتمعة.

 

أما إهمال بعض تلك الجوانب أو تناسيها فإنه خلاف الواقع.

 

والحضارة الإسلامية- ذات المقومات المتينة- قد توافرت فيها تلك الجوانب كلها، فجمعت الدين والدنيا، أو مصالح الدنيا والآخرة.

 

فكان العلم الشرعي لحمتها وسداها، وكان سائقها وقائدها، كما كان علماء الشريعة ربابينها وروادها - والرائد لا يكذب أهله -.

 

لأنهم بحق هم أهل النفوذ والتمكين، والحل والعقد في كل القضايا الشرعية للأمة.

 

وإليهم المرجعية في كل المهمات والملمات.

 

فلا غرو أن يشاد بفضلهم وينوه عن جهودهم الحضارية بل حقهم التصدير بين البناة كلهم.

 

وقد كتبت عشرات الكتب والأبحاث والرسائل في عصرنا هذا عن حضارة الإسلام، وشارك في هذه الكتابات مسلمون ومستشرقون، في تخصصات مختلفة.

 

ولكنها في جملتها وعلى رغم اختلاف مناهجها وأطروحاتها لا تكاد تعرف شيئا اسمه: (العلم الشرعي)، أو (علماء الشريعة)، ولا مكانة هذا العلم من الحضارة، أو مدى تأثير أهله فيها.

 

وظهرت لنا هذه الحضارة - أو أُظهرت - بمظهر شاحب وصورة قاتمة، تتمثل في الجانب التجريبي والفلسفي، أو قل: الجانب المادي والعقلي، ليس إلا.

 

ففي الجانب المادي التجريبي تبرز علوم: الطب والفلك والرياضيات ونحوها.

 

ويبرز بإزائها أمثال:

• محمد بن زكريا الرازي (توفي حوالي 313هـ).

• خلف بن عباس الزهراوي الأندلسي (ت427هـ).

• الحسين بن عبدالله بن سينا (ت 428 هـ).

في الطب.


ومن أمثال:

• علي بن عبدالرحمن بن يونس المصري (ت 399 هـ).

• محمد بن أحمد البيروني (ت 440هـ).

• نصير الدين الطوسي (ت 672هـ).

في علم الفلك.

 

ومن أمثال:

• محمد بن موسى الخوارزمي (حوالي 233هـ).

• ثابت بن قرة الحراني الصابئي (ت 288هـ).

في علم الرياضيات.

 

أما الجانب الفلسفي فثمة شخصيات بارزة كثيرة، يأتي في مقدمتهم:

• يعقوب بن إسحاق الكندي (ت حوالي 260 هـ).

• أبو نصر محمد بن محمد الفارابي (ت 339 هـ) الذي يعد أكبر فلاسفة المسلمين.

 

هذان إلى جانب كثير من الأسماء السابقة مثل:

ابن سينا، والرازي، والطوسي.

 

وقد قدم أولئك - وأمثالهم - جهوداً ضخمة دون شك في مجالاتهم وكان للجانب المادي أو التجريبي أثر عظيم في تقدم حضاري المسلمين اعترف به الأوربيون، بل مازالوا يعولون على كثير من نظرياته ونتائجه.

 

فلما كان الأمر كذلك - من إبراز للعلوم التجريبية والعقلية البحتة مع تجاهل للعلوم الإسلامية (الشرعية)، ولأهلها وآثارهم الجليلة التي هي أضعاف أضعاف جهود أولئك، بل لو قيل إن نسبة جهودهم إلى جهود علماء الشريعة قد لا يتجاوز عشرة في المائة لما كان في ذلك مبالغة.

 

فلهذا رأيت أن من الأهمية القصوى الإسهام في سد تلك الفجوة، وتكملة ذلك النقص.

 

مؤملا أن تكون هذه المشاركة منطلقاً للباحثين، ومشحذاً لذوي العزائم والهمم العالية.

 

وكان نصب عيني وأنا أكتب هذه الصفحات جملة من الأهداف طمعت في تحقيقها أو الوصول إليهـا، من أهمها:

1- تعميق مفهوم الحضارة ذي الطابع الشمولي المتكامل.

2- التنويه بالحضارة الإسلامية بخصائصها وسماتها المميزة لها عن غيرها.

3- الإشادة بجهود علماء الشريعة ودورهم الفاعل في البناء الحضاري.

 

وهذا بحد ذاته مطلب شريف، لما فيه من الفوائد، مثل:

أ- "معرفة مناقبهم وأحوالهم، فنتأدب بآدابهم ونقتبس من محاسن آثارهم".

 

ب- "أنهم أئمتنا وأسلافنا كالوالدين لنا، وأجدى علينا في مصالح آخرتنا... وأنصح لنا فيما هو أعود علينا، فيقبح علينا أن نجهلهم وأن نهمل معرفتهم".

 

جـ- "بيان مصنفاتهم، ومالها من الجلالة"[2].

 

منهج البحث:

بعون الله تعالى استعنت بأكثر من منهج من مناهج البحث المتعارف عليها.

 

ومن أهمها:

أولاً: المنهج التاريخي (الاستردادي):

وذلك بالرجوع إلى كتب التاريخ والسير والتراجم وعلم الرجال ونحوها وأخذ النماذج والأمثلة المناسبة بعد فحصها والتأكد من صحتها، ثم توظيفها بما يخدم البحث.

 

ثانيًا: المنهج الاستقرائي:

فقد قمت بمطالعة مئات الكتب والمراجع من المطبوعات المنتشرة في شتى الفنون والعلوم النظرية، وتتبعت آثار العلم الشرعي وعلماء الشريعة في بناء الحضارة الإسلامية، ودونت ما يصلح للاستدلال على صحة الدعوى والحكم، أو التأكيد على ذلك.

 

ثالثاً: المنهج الاستنباطي:

الذي كان ما منه بد عند دراسة القضايا الفكرية، وهي كثيرة في هذا البحث، بالنظر إلى طبيعة الموضوع.

 

رابعًا: النقد التحليلي:

متى كانت الحاجة إليه قائمة، وذلك في كثير من قضايا البحث وجزئياته.

 

وفي سياق الحديث عن المنهج لا تفوت الإشارة والتنبيه إلى هذه الأمور:

1- نظرًا إلى أن البحث خاص بعلماء الشريعة فإن الأمثلة والنماذج التي ذكرت في البحث على رغم كثرتَها لم تخرج عنهم إلى علماء آخرين، وقد حاولت تنويعها وتوزيعها جغرافياً بقدر الإمكان.

 

2- بينت مقصودي من عالم الشريعة وأنه من كان له باع في العلم الشرعي طويل، سواء كانت له مشاركات في علوم أخرى أم لا؟ وسواء أكانت شهرته في العلم الشرعي أم في غيره، و(ن كانت معظم الأمثلة التي أوردتها ممن اشتهر في العلم الشرعي.

 

ومن غير الأحياء منهم.

 

3- قد يكون لبعض العلماء ممن ذكروا هنا وغيرهم أخطاء وزلات وهنات في أمور عديدة ومختلفة.

 

وهذا أمر ليس بالغريب، إذ ليس من شرط المجتهد - فضلاً عن غيره - أن يكون معصوماً، فالعصمة من خصائص الأنبياء.

 

ولذلك ربما كان منهم من انغمس في بدعة، أو في دنيا ولذة، أو بدرت منه هفوات وزلات.

 

فمن ذا اللي ترضى سجاياه كلها
كفى المرء نبلاً أن تعد معايبه

 

لكن مع استبعاد من كان مغموصًا في دينه، أو كان داعية إلى ضلالة، وفقاً لما توصلت إليه بالتحري والاجتهاد.

 

4- أن ما ذكرته من أمثلة إن هي إلا شذرات يسيرة، ونقطة من بحر محيط مائج يؤخر بأسماء العلماء وأعمالهم وآثارهم ومآثرهم. ولا أذيع سراً إن قلت إنني كنت أحتار عند اختيار الأمثلة نظراً لكثرتها، في معظم المجالات.

 

وتتألف خطة البحث إجمالاً من:

• مدخل في:

• تعريف الحضارة.

• ومقوماتها.

• والبعد الشمولي للإسلام.

• ولمحة عن العلم الشرعي وعلماء الشريعة.

• الفصل الأول: أثر العلماء في الجانب العقدي.

• الفصل الثاني: أثر العلماء في الجانب العلمي.

• الفصل الثالث: أثر العلماء في الجانب الاجتماعي.

• الفصل الرابع: قضايا عامة. وتتعلق بثلاثة أمور:

1- معالم منهج البحث العلمي لدى علماء الشريعة.

2- العلماء والمثمعر.

3- موقع المرأة العالمة في البناء الحضاري.

4- خاتمة.

ثم ألحقت بذلك فهارس تهم القارئ، وتفتح له كثيراً من مغاليق البحث.

 

والله أسال أن يجعل فيه الفائدة في الأولى، وأن يكون ذخراً في الآخرة.

 

إن ربي لسميع الدعاء.

 

غرة ذي الحجة 417 اهـ

بمدينة الرياض

 

الخاتمة


من خلال هذه السياحة العلمية في حدائق الحضارة الإسلامية وبساتينها لعل القارئ يشاطرني الرأي بأن تلك الحضارة كانت إسلامية في روحها وفي أهدافها ومضامينها، وأنها ما كان لها أن تقوم لو لم تكن كذلك.

 

بل إن العنصر الرئيس فيها، والذي كان له أجل الأثر والتأثير هو العلم الشرعي.

 

إذا لولاه لتعذر قيام تلك الحضارة، ولو قامت فرضا لم توصف بأنها إسلامية.

 

ولنا أن نتخيل حضارة قامت على علوم الطب والرياضيات والفلك والفيزياء ونحوها، وبمعزل عن قيم الإسلام ومبادئه وأحكامه والتي يمثلها العلم الشرعي، فهل يمكن أن نعد هذه الحضارة القائمة على تلك العلوم بأنها إسلامية.

 

وأظن الجواب واضحًا.

 

فالعلم الشرعي إذن هو روح الحضارة الإسلامية وأجل خصائصها بل مقوماتها.

 

وثمة وقفات في ختام هذا البحث جديرة بالتنويه.

 

الوقفة الأولى: إن العلم الشرعي قد حظى باهتمام شديد من علماء الإسلام، لا يقارن باهتمام آخر في علوم أخرى، كالعلوم اللسانية، أو الفسلفية، أو العقلية أو التجريبية.

 

ولذا نلحظ أنه (العلم الشرعي) قد نضج من حيث تنظيمه وترتيبه وتشعيبه، وتقعيده.

 

الوقفة الثانية: أن علماء الشريعة فاقوا غيرهم عددًا ونتاجا، وتأثيرًا في شتى المجالات.

أما عددًا، فإن من يطالع كتب التراجم والسير يجد أن الغالبية العظمى منهم من حملة العلم الشرعي.

 

فلو طالعنا كتبا مثل:

• تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (ت463هـ).

• أو تاريخ دمشق لابن عساكر (ت571 هـ).

• أو سير أعلام النبلاء للذهبي (ت748 هـ).

• أو الوافي بالوفيات للصفدي (ت 764هـ).

فسنجد أن أغلب المترجمين هم من علماء الشريعة.

 

ناهيك بكتب التراجم المتخصصة، والخاصة بفئات معينة، والمعروفة بالطبقات كطبقات الفقهاء، أو الأصوليين، أو المحدثين، أو الرواة، أو المفسرين أو القراء... فإنها لا تكاد تخرج عنهم، على رغم كثرتها وكبر حجمها، ولو قورنت بمثل طبقات الفلاسفة أو الأطباء أو الأدباء ونحوهم لم تبلغ هذه الأخيرة معشار تلك.

 

وقد مرّ بنا خلال هذا البحث نحو من خمسمائة علم.

 

وأما نتاجًا، فإن من يلقي نظرة ولو سريعة على المكتبة الإسلامية فسيلحظ أن جل المؤلفات لعلماء الشريعة، وأنها تفوق في حجمها سائر المؤلفات والمصنفات في العلوم الأخرى.

 

وأما تأثيرًا، فإن الباحث أو المتأمل في حضارة الإسلام سيلحظ - بدون عناء - أن آثار علماء الشريعة بارزة في شتى ميادين الحياة: العلمية والفكرية والعقدية، والاجتماعية، بصفة عامة.

 

وقد مرت معنا عشرات الشواهد والأمثلة على ذلك.

 

الوقفة الثالثة:

أن أثر العلماء الحضاري يمكن إجماله في أمرين:

أحدهما: بناء المجتمع المسلم.

الثاني: رعاية هذا البناء وتحصينه.

 

فأما بناء المجتمع فيتمثل في تربية الأفراد تربية متكاملة، تشمل العقول والنفوس والقلوب والأبدان.

 

ويتمثل في تربية المجتمع بربط بعضه ببعض.

 

وأما رعاية البناء وتحصينه فتتمثل في:

• تطهير المجتمع من الموبقات والمحرمات.

• محاربة العناصر والطفيليات الشاذة التي تسعى في خراب البلاد والعباد فكريًا أو أمنيًا أو ماديًا أو غير ذلك.

• الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

• الجهاد في سبيل الله، وإعلاء راية الإسلام.

• السعي في تحكيم التنزيل، على المستويات والأصعدة في الدولة جملة.

 

وقد اتخذ العلماء كافة الأساليب والوسائل المشروعة للقيام بالمهمتين الكبيرتين المتقدمتين.

 

الوقفة الرابعة:

أنه على رغم ما تقدم فلم تكن درجة تأثير أولئك العلماء في مستوى واحد في كل الأزمنة والأمكنة.

 

بل: كان التأثير متفاوتاً، ففي القرون الأولى كانت أزمة الأمور بأيديهم تقريبا، حتى مع خروج السلطة السياسية من أيديهم فقد كان نفوذهم واسعا، قد يمتد نطاقه إلى السلطة ذاتها فبيدهم البيعة والتأييد للأمراء، والأمراء مضطرون إليهم والى آرائهم وفتاويهم.

 

وفي القرون المتأخرة كان لهم نفوذ وتأثير أقل نسبياً مما تقدم، حيث أصاب العلاقة بين العلم الشرعي والمجتمع فتور عام، اختلت فيه كثير من جسور التواصل.

 

هذا مع أننا نجد نماذج عديدة لمحاولة كسر الحواجز النفسية بينهما.

 

أما في العصر الحاضر فإن نفوذهم قد تقلص إلى حد كبير حتى لا تكاد ترى لهم أثرًا يذكر في بعض البلدان المسلمة، حيث اندرس العلم الشرعي لأسباب عديدة، منها:

• انصراف معظم طلبة العلم عنه إلى علوم أخرى.

• هذا إلى جانب ما قام به الاستعمار في البلدان التي استعمرها من حصار للعلم الشرعي وأهله، وتهوين لشانهما.

 

كما حصل في مثل مصر والجزائر والمغرب العربي والشام والعراق والهند وغيرها.

 

بيد أن ثمة حقيقة لا مجال لإنكارها، وهي أن العلم الشرعي له مكانة جليلة في المملكة العربية السعودية، ويحظى بعناية فائقة في أكثر المؤسسات التعليمية، ولاسيما التعليم العام.

 

كما أن طلابه وحملته يحظون بمكانة اجتماعية طيبة.

 

وذلك- بحق- أنموذج حي في العصر الحاضر يستحق التنويه به، فمتى نرى المؤسسات التعليمية والتربوية في البلدان المسلمة التي همشت العلم الشرعي أو ضيقت عليه، متى نراها تحذو حذو هذه السياسة التعليمية في هذه البلاد الكريمة؟!!

 

الوقفة الخامسة:

أن بقاء الحضارة الإسلامية واستمرارها منوط - بعد توفيق الله - بالعلم الشرعي، وبعلمائه.

 

فإن كانا موجودين، اَخذين مكانهما اللائق بقيت الحضارة واستمرت.

 

وإن كانا مفقودين أو معزولين عن الحياة فلا حضارة.

 

وتلك حقيقة يصعب إنكارها.

 

ولنسال التاريخ فعنده الخبر اليقين.

 

فالحضارة الإسلامية كانت شامخة الرأس، عزيزة الجانب في القرون الأولى، كما أشرنا، وذلك حين كان العلم الشرعي روح الحضارة ولبها، وكان أهله هم أهل الحل والعقد على الحقيقة.

 

ثم ضعفت الحضارة الإسلامية في القرون المتأخرة، وخبأ ضؤوها في فترات متقطعة، بسبب غربة العلم الشرعي، وتهميش أهله، أو انحرافهما عن المسار الصحيح.

 

وفي العصر الحاضر الذي تلاشت فيه حضارة المسلمين أو تكاد، نلحظ غربة واضحة بل غيابا حقيقيا للعلم الشرعي وأهله في معظم البلاد المسلمة، ولم ينج إلا القليل منها كما أشرت آنفًا.

 

أما بعد:-

فإن ما تم عرضه في هذه الصفحات ليعطي صورة ناصعة مضيئة عن حقيقة الحضارة الإسلامية وروحها.

 

تلك الحضارة التي سادت قرونا طويلة، فأضاءت لها الدنيا وانصهرت فيها حضارات كثيرة، وعاش الإنسان في ظلالها آمنًا مطمئنًا.

 

وذلك حين كانت الروح الإسلامية المتمثلة بالعلم الشرعي نشطة وقوية.

 

تلك الروح التي أنتجت وولدت تلك الآثار الضخمة التي ألمحنا إليها، والتي شملت مجالات الحياة كلها.

 

إن ذلك هو الوجه الحقيقي للحضارة الإسلامية باعتباره يمثل الفكر والثقافة والاعتقاد والسلوك والأخلاق والمعاملات.

 

أما الوجوه الأخرى - المتمثلة بالطب والرياضيات والفلك والعمران والعادات ونحوها - فإنها على أهميتها، ليست إلا صورة شكلية أو تكميلية للحضارة.

 

وأخيراً فإنني أحمد الله تعالى الذي يسر تقييد هذه المعلومات.

 

وأساله- تعالى- أن ينفع بها.

 

ثم أشكر أبنائي الكرام الذين قدروا حق الأبوة فأهرعوا إلى بذل العطاء، وبخاصة في عمل الفهارس العامة. وفقهم الله.

 

فهرس الموضوعات

الموضوع

الصفحة

مقدمة

3

مدخل في: تعريف الحضارة ومقوماتها والبعد الشمولي للإسلام.

ولمحة عن العلم الشرعي وعلماء الشريعة

11

أولاً: تعريف الحضارة

11

ثانيًا: مقومات الحضارة

14

ثالثًا: البعد الشمولي للإسلام

30

رابعًا: لمحة عن العلم الشرعي وعلماء الشريعة

34

معنى العلم وأقسام

34

مفهوم العلم الشرعي

35

أهمية العلم الشرعي

38

علماء الشريعة

39

المقصود بالعلماء في البحث

40

أهم السمات العامة لعلماء الشريعة

41

مكانة العلماء الاجتماعية

54

الفصل الأول: أثر العلماء في الجانب العقدي

61

مفهوم العقيدة وأهميتها

61

آثار العلماء في هذا الجانب

62

أولاً: عرض العقيدة وإيضاحها في ضوء الوحي

64

نهج العلماء في عرض العقيدة

69

ثانيًا: الرد على المخالفين

71

مواقف من العصر الحديث والمعاصر

78

مواقف من الردود على الملل الأخرى

83

أسلوب العلماء في الردود والمناقشات

86

ثالثًا: بيان الموقف من المخالفين في الاعتقاد

88

الموقف من أهل الكفر

88

موقف عمر بن الخطاب منهم

90

النوع الثاني: المبتدع

95

رأي ابن تيمية والشاطبي

96

الفصل الثاني: أثر العلماء في الجانب العلمي

106

ثراء المكتبة الإسلامية

106

أمثلة

107

المبحث الأول: أثر العلماء في مجال التدريس

113

1- اهتمام العلماء بالتعليم.

114

2- الحلقات والدروس العلمية

123

- مكانها

123

- زمانها

126

- العلوم والمواد التي تدرس

128

- صفة الحضور

128

3- أسلوب العلماء في التعليم

131

- الأستاذ

131

- الطالب

133

- الدرس

137

- الكتاب

141

المبحث الثاني: أثر العلماء في مجال التأليف

143

المطلب الأول: العلوم الشرعية

144

أولاً: العلوم المتعلقة بالقرآن الكريم

144

- علم القراءة

146

- علم التجويد

149

- علم التفسير

150

- أصول التفسير

156

ثانيًا: العلوم المتعلقة بالسنة النبوية

157

1- علم الحديث النبوي ومدوناته

159

2- علم رجال الحديث ومدوناته

164

3- علم مصطلح الحديث ومدوناته

168

ثالثًا: علم العقيدة

170

أسماء هذا العلم

170

أوائل المدونات فيه

172

رابعًا: علم الفقه

175

تطور العلم وأدواره

176

1- عصر النبوة

177

2- عصر الخلفاء الراشدين والتابعين

178

3- دور ازدهار الفقه

180

4- عصر التقليد

185

فقهاء لهم ميول إلى الحديث

191

من جهود فقهاء هذا العصر

192

- علم الخلاف (الفقه المقارن)

201

- السياسية الشرعية والأحكام السلطانية

203

- المصطلحات الفقهية

205

- طبقات الفقهاء

206

خامسًا: أصول الفقه والقواعد الفقهية

208

- مفهوم كل منهما والفرق بينهما

208

- جهود العلماء في أصول الفقه ومناهجهم

209

- جهود العلماء في القواعد الفقهية

214

سادسًا: علم الأخلاق

215

- مفهومه

215

- العلماء لم يفردوا هذا العلم وسبب ذلك

219

من جهود العلماء في هذا العلم

222

سابعًا: العلم الكلي الشمولي للإسلام

224

- مفهومه

224

- نماذج من مصنفات العلماء فيه

224

المطلب الثاني: العلوم الأخرى (غير الشرعية)

233

أولاً: علوم اللسان العربي

234

1- علم اللغة. وجهود العلماء الشريعة فيه

234

2- علم النحو والصرف. وجهود العلماء فيه

238

3- علم البيان (البلاغة). وجهود العلماء فيه

239

4- علم الأدب. وجهود العلماء فيه.

241

ثانيًا: التاريخ والجغرافيا

244

1- علم التاريخ. وجهود العلماء فيه

245

2- علم الجغرافيا. وجهود العلماء فيه

249

ثالثًا: العلوم الطبيعية والتجريبية

250

1- علم الطب وجهود العلماء فيه

250

2- علم الرياضيات وجهود العلماء فيه

254

3- علم الفلك – مفهومه

256

- أقسامه

257

- من جهود العلماء فيه

259

عناية العلماء في مؤلفاتهم بالكيف قبل الكم

262

الفصل الثالث: أثر العلماء في الجانب الاجتماعي

المجال الأول: القدرة الحسنة (الأنموذج الطيب).

267

المجال الثاني: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

273

المجال الثالث: الجهاد والدّفاع عن الإسلام

282

من جهود العلماء في العصر الحاضر في الدفاع عن الإسلام

291

المجال الرابع: الإصلاح بين الناس وجمع الكلمة

306

المجال الخامس: الإفتاء

310

المجال السادس: الإمامة والخطابة والدعوة

319

المجال السابع: نصح الأئمة

329

المجال الثامن: تولي الولايات العامة

345

المجال التاسع: المشورة

356

المجال العاشر: قضاء الحوائج

362

المجال الحادي عشر: حث الناس على العمل والإنتاج

368

الفصل الرابع: قضايا عامة

375

المبحث الأول: معالم المنهج العلمي عند علماء الشريعة

376

المبحث الثاني: العلماء والشعر

402

- مواقف العلماء من الشعر

406

- نماذج من العلماء الشعراء

408

- نماذج من العلماء حفاظ الشعر

417

- نماذج من العلماء النقاد للشعر

422

المبحث الثالث: موقع المرأة في البناء الحضاري

427

1- أثر المرأة في الجانب العلمي (الشرعي)

434

2- أثر المرأة العالمة في الجانب الاجتماعي

443

الخاتمة

451

قائمة بأهم المصادر والمراجع

458

فهرس الأحاديث والآثار

471

فهر الأعلام

476

فهرس الكتب الواردة في صلب البحث

509

فهرس الشعر

530

فهرس الموضوعات

535


[1] سورة المجادلة، آية: 11.

[2] عن الجواهر المضية في طبقات الحنفية للقرشي 1/ 11.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الحضارة العربيّة في الأندلس وأثرها في أوربا
  • المراصد الفلكية في الحضارة الإسلامية
  • شهادات استشراقية أنصفت الحضارة الإسلامية
  • حرية الرأي في الحضارة الإسلامية
  • في المعيار الشرعي
  • كيف نشخص صحة حراكنا الحضاري؟
  • الحضارة والإيمان
  • الإسلام والحضارة العربية لمحمد كرد علي
  • تعريف الحضارة وأسسها في الإسلام
  • بناء الإنسان.. بناء الحضارة
  • الهوية أساس بناء الحضارة

مختارات من الشبكة

  • علماء الشريعة وبناء الحضارة (PDF)(كتاب - موقع أ. د. عبدالله بن إبراهيم بن علي الطريقي)
  • تذكير العلماء بسيرة سلطان العلماء(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • التأصيل وبناء العلماء(مقالة - آفاق الشريعة)
  • برنامج كرسي العلماء (فضل مجالس العلماء)(مادة مرئية - موقع د. حسن سهيل الجميلي)
  • اختلاف العلماء في حجية عمل أهل المدينة وبناء المسائل عليه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • روسيا: انضمام 40 عالما روسيا لرابطة علماء المسلمين العالمية(مقالة - المسلمون في العالم)
  • كينيا: استمرار مسلسل اغتيال علماء المسلمين باغتيال عالم آخر(مقالة - المسلمون في العالم)
  • فتاوى وبيانات علماء العالم الإسلامي في الاختلاط في التعليم(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • نبي المسلمين ودين الإسلام والحضارة الإسلامية عند النخبة من علماء الغربيين(كتاب - الإصدارات والمسابقات)
  • مالي: إنشاء مقر لاتحاد علماء إفريقيا بالعاصمة "باماكو"(مقالة - المسلمون في العالم)

 


تعليقات الزوار
1- راي
خديجة لمغاري - المغرب 12-10-2015 12:46 AM

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أشكركم على هذا البحث القيم الذي يحتاج إلى مزيد من البحث في كنوز حضارتنا والتنقيب عن علمائنا الأجلاء الذين بذلوا كل جهدهم في بناء صرحها ونأمل مع الدعاء إلى الله أن يخرج من بطون هذه الأمة من يعيد مجدها وبالله التوفيق آمين

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب