• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    الإنذار المبكر من التقاعد المبكر
    هشام محمد سعيد قربان
  •  
    دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة العملية ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ دبيان محمد الدبيان / بحوث ودراسات
علامة باركود

من سنن الوضوء السواك

الشيخ دبيان محمد الدبيان

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 1/12/2010 ميلادي - 24/12/1431 هجري

الزيارات: 47172

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من سنن الوضوء السواك


الشيخ دبيان محمد الدبيان

dobayan1@hotmail.com

وقد أفردت أحكام السواك بكتاب مستقل؛ نظرًا لكثرة أحكامه، وبيَّنت فيه مكانته في الشريعة، وفضله، والأوقات التي يتأكَّد فيها، وغيرها من الأحكام، فجاء في أكثر من خمسين وثلاثمائة صفحة، طبع مع كتاب سنن الفطرة، فالحمد لله على توفيقه، وسوف أشير هنا فقط لما له تعلق بالوضوء، في كون السواك من سنن الوضوء، فأقول: في هذه المسألة خلاف بين العلماء:

 

فقيل: السواك مستحب في الوضوء، وهو أحد القولين في مذهب الحنفية[1]، والمشهور من مذهب المالكية[2].

وقيل: سنة، وهو قول في مذهب الحنفية أيضًا[3]، ومذهب الشافعية[4]، والحنابلة[5]، واختاره ابن عرفة[6]، وابن العربي من المالكية[7].

 

دليل من قال: السواك مستحب وليس بسنة:

فرَّق بعض الفقهاء بين المستحب والسنة، فقالوا:

السنة: ما واظب عليه النبي صلى الله عليه وسلم.

والمستحب: ما فعله مرة أو مرتين. وألحق بعضهم به ما أمر به ولم ينقل أنه فعله[8].

 

وهذا التفريق بين السنة والمستحب لا دليل عليه، والصحيح: أن لفظ السنة والمندوب والمستحب ألفاظٌ مترادفة، في مقابل الواجب، ولو سلم هذا التفريق فإن السواك سنة أيضًا؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتعاهده ليلاً ونهارًا، حتى استاك صلى الله عليه وسلم وهو في سكرات الموت.

 

قال ابن العربي: "لازَمَ النبي صلى الله عليه وسلم السواك فعلاً، وندب إليه أمرًا، حتى قال في الحديث الصحيح: ((لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء))، وما غفل عنه قط؛ بل كان يتعاهده ليلاً ونهارًا، فهو مندوب إليه، ومن سنن الوضوء، لا من فضائله". اهـ كلام ابن العربي[9].

 

وقد جاءت أحاديث كثيرة تدل على مواظبة النبي صلى الله عليه وسلم على السواك، منها ما يلي:

(819-48) ما رواه البخاري، قال - رحمه الله -: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير، عن منصور، عن أبي وائل، عن حذيفة، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يَشُوصُ فاه بالسواك. ورواه مسلم أيضًا.

 

فقوله: "إذا قام من الليل" دليل على تكرار ذلك منه صلى الله عليه وسلم كلما قام من الليل.

 

(820 - 49) ومنها حديث عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته بدأ بالسواك، وهو حديث صحيح[10].

 

ولفظ "كان" يدل على فعله دائمًا أو غالبًا، فكيف يقال بعد هذه الأحاديث الصحيحة: إن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يواظب عليه؟!

 

دليل من قال: السواك سنة عند الوضوء:

(821-50) ما رواه أحمد، قال: قرأت على عبدالرحمن: مالك، عن ابن شهاب، عن حميد بن عبدالرحمن بن عوف، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء))[11].

 

واختلف القائلون بأنه سنة:

هل هو من سنن الوضوء، أو هو سنة مستقلة عند الوضوء؟ على قولين:

فقيل: إنه سنة مستقلة، يسن عند الوضوء.

 

تعليلهم:

أن السواك أولاً: ليس مختصًّا بالوضوء.

 

وثانيًا: أنه ليس من جنس أفعال الوضوء؛ لأن الوضوء هو استعمال الماء بنية مخصوصة، والسواك ليس فيه استعمال ماء[12].

 

وقيل: بل هو من سنن الوضوء، قال إمام الحرمين: ليس شرط كون الشيء من الشيء أن يكون من خصائصه، فإن السجود ركن في الصلاة، ومشروع في غيرها لتلاوة، وشكر[13]. وأرى أن الخلاف لفظي.

 

مبحث

في محل السواك من الوضوء

قيل: عند المضمضة، وهو مذهب الجمهور[14].

وقيل: قبل الوضوء، وهو قول في مذهب الحنفية[15]، والمالكية[16]، والشافعية[17].

 

دليل من قال السواك قبل الوضوء:

(822-51) ما رواه ابن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة وابن نمير، عن عبيدالله بن عمر، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء))[18].

فقوله صلى الله عليه وسلم: ((عند كل وضوء)) فالعندية لا تقتضي المصاحبة، كما في السواك عند كل صلاة، فمعلوم قطعًا أنه لم يُرِد المصاحبة، بل قبل الصلاة، فالوضوء كذلك، والله أعلم.

 

دليل من قال السواك عند المضمضة:

(823-52) ما رواه أحمد، قال: قرأت على عبدالرحمن: مالك، عن ابن شهاب، عن حميد بن عبدالرحمن بن عوف، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء))[19].

 

فقوله صلى الله عليه وسلم: ((مع كل وضوء)) المعية هنا تقتضي المصاحبة؛ لأن من تسوك بعد غسل الكفين وقبل المضمضة، يصدق عليه أنه تسوك مع الوضوء، وليس قبله.

 

والذي يظهر - والله أعلم - أن الحديثين حديث واحد، إحدى الروايتين تفسر الأخرى، فالعندية لا تعارض المعية هنا، والله أعلم.

 

والتسوك والمضمضة كلاهما متعلق بالفم دون سائر أعضاء الوضوء، والأفضل - والله أعلم - أن يكون تسوكه قبل المضمضة، سواء كان بعد غسل الكفين، أو قبل الشروع في الوضوء؛ وذلك لأن السواك إذا نظف الأسنان، ثم جاءت بعده المضمضة، ومج الماء يكون قد سقط كل أذى اقتلعه السواك من الأسنان أو اللثة، والله أعلم.

 

وهناك تفسير آخر فيه بُعْدٌ، ذكره بعض الفقهاء.

 

قال الزرقاني: "قوله: ((مع كل وضوء))؛ أي: مصاحبًا له، كقوله في رواية: ((عند كل وضوء))، ويحتمل أن معناه لأمرتهم به كما أمرتهم بالوضوء"[20].



[1] وفي مذهب الحنفية قولان؛ قال ابن عابدين: قيل: إنه مستحب؛ لأنه ليس من خصائص الوضوء، وصححه الزيلعي وغيره. وقال في فتح القدير: إنه الحق، قال ابن عابدين: لكن في شرح المنية الصغير: وقد عده القدوري والأكثرون من السنن، وهو الأصح. قال ابن عابدين: وعليه المتون. حاشية ابن عابدين (1/ 113)، وانظر البحر الرائق (1/ 1/ 21)، وتبيين الحقائق (1/ 4)، العناية شرح الهداية (1/ 25)، الجوهرة النيرة (1/ 6)، شرح فتح القدير (1/ 24،25)، وانظر بدائع الصنائع (1/ 19).

[2] وفي مذهب المالكية أيضًا قولان: المشهور: أنه مستحب، واختار ابن عرفة أنه سنة. انظر: التاج والإكليل (1/ 380)، وعده فضيلة (أي: من المستحبات)، وكذلك اعتبره الخرشي (1/ 138) من الفضائل. وقال في مواهب الجليل (1/ 264): "أما حكمه، فالمعروف في المذهب أنه مستحب، وقال ابن عرفة: والأظهر أنه سنة؛ لدلالة الأحاديث على مثابرته صلى الله عليه وسلم عليه"، وانظر المنتقى شرح الموطأ (1/ 130).

[3] البحر الرائق (1/ 1/ 21)، وتبيين الحقائق (1/ 4)، العناية شرح الهداية (1/ 25)، الجوهرة النيرة (1/ 6)، شرح فتح القدير (1/ 24،25).

[4] قال النووي في المجموع (1/ 328): "الثالث - يعني: من الأحوال التي يتأكد فيها استحباب السواك - عند الوضوء، اتفق عليه أصحابنا، ممن صرح به صاحبا الحاوي، والشامل، وإمام الحرمين، والغزالي، والروياني، ولا يخالف هذا اختلاف الأصحاب في أن السواك هل هو من سنن الوضوء أم لا؟ فإن ذلك الخلاف إنما هو في أنه يعد من سنن الوضوء أم سنة مستقلة عند الوضوء لا منه. وكذا اختلفوا في التسمية وغسل الكفين، ولا خلاف أنهما سنة، وإنما الخلاف في كونهما من سنن الوضوء". اهـ. وانظر: أسنى المطالب (1/ 36)، "حاشيتا قليوبي وعميرة" (1/ 58)، وفتاوى الرملي (1/ 51)، تحفة المحتاج (1/ 213)، نهاية المحتاج (1/ 177).

[5] الإنصاف (1/ 118)، كشاف القناع (1/ 94)، مطالب أولي النهى (1/ 92).

[6] التاج والإكليل (1/ 380)، الشرح الصغير (1/ 125).

[7] قال ابن العربي في أحكام القرآن (2/ 79): "السواك من سنن الوضوء، لا من فضائله".

[8] بعض العلماء لم يفرِّق بين المستحب والسنة والمندوب والنفْل، وجعلها كلها ألفاظًا مترادفة، وقد ذكر الرازي في المحصول ستة أسماء تطلق على المندوب، هي: مرغب فيه، ومستحب، ونفل، وتطوع، وسنة، وإحسان. انظر المحصول (1/ 129-130).

وقال السبكي في الإبهاج (1/ 57) بعدما عرف المندوب، قال: ويسمى سنة ونافلة، ومن أسمائه أيضًا أنه مرغب فيه، وتطوع، ومستحب، والترادف في هذه الأسماء عليه أكثر الشافعية وجمهور الأصوليين. اهـ

وجاء في غذاء الألباب شرح منظومة الآداب (1/ 207): والمندوب في عرف الشرع ما أثيب فاعله، كالسنن الرواتب، ولو قولاً كأذكار الحج وغيره، أو عمل قلب كالخشوع في الصلاة، ولم يعاقب تاركه. ويسمى المندوب سنة، ومستحبًّا، وتطوعًا، وطاعة، ونفلاً، وقربة، ومرغبًا فيه، وإحسانًا. قال الإمام العلامة ابن حمدان في مقنعه: ويسمى الندب تطوعًا، وطاعة، ونفلاً، وقربة إجماعًا، وهذا - والله أعلم - بحسب اصطلاح الفقهاء والأصوليين، وأما المحدثون فيخصون المسنون بما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم من أقواله وأفعاله وتقريراته، لا على سبيل الوجوب.اهـ

وبعضهم فرق بينها، كما هو مذهب الحنفية والقاضي حسين والبغوي من الشافعية وبعض الحنابلة، وإليك النقول عنهم:

جاء في البحر الرائق (1/ 29): ما واظب صلى الله عليه وسلم عليه مع تركٍ ما بلا عذرٍ سُنةٌ، وما لم يواظب عليه مندوبٌ ومستحب، وإن لم يفعله بعدما رغب فيه؛ كذا في التحرير.

وجاء في بدائع الصنائع (1/ 24): الفرق بين السنة والأدب: أن السنة ما واظب عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يتركه إلا مرة أو مرتين لمعنى من المعاني.

والأدب ما فعله مرة أو مرتين، ولم يواظب عليه. اهـ وانظر حاشية ابن عابدين (2/ 375).

وجاء في طرح التثريب (3/ 29): المشهور عند أصحابنا الشافعية أن التطوع ما رجح الشرع فعله على تركه وجاز تركه، فالتطوع والسنة والمستحب والمندوب والنافلة والمرغب فيه والحسن - ألفاظٌ مترادفة. وقال آخرون: ما عدا الفريضة ثلاثة أقسام: (سنة): وهو ما واظب عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(ومستحب): وهو ما فعله أحيانًا ولم يواظب عليه، وكذا لو أمر به ولم يفعله، كما صرح به الخوارزمي في الكافي، ومثاله الركعتان قبل المغرب.

(وتطوع): وهو ما ينشئه الإنسان ابتداء من غير أن يرِد فيه نقل من الشرع.

وفرق المالكية بين السنة والفضيلة، وضابطه عندهم - كما قال بعضهم -: إن كل ما واظب عليه النبي صلى الله عليه وسلم مظهرًا له في جماعة، فهو سنة، وما لم يواظب عليه وعده في نوافل الخير، فهو فضيلة، وما واظب عليه ولم يظهره كركعتي الفجر، ففي كونه سنةً أو فضيلة قولان. اهـ نقلاً من طرح التثريب.

وجاء في البحر المحيط (1/ 378): قال القاضي حسين والبغوي: ما عدا الفرائض ثلاثة أقسام: سنة: وهي ما واظب عليها النبي صلى الله عليه وسلم.

ومستحب: وهو ما فعله مرة أو مرتين، وألحق بعضهم به ما أمر به ولم ينقل أنه فعله.

وتطوعات: وهو ما لم يرد فيه بخصوصه نقل، بل يفعله الإنسان ابتداء كالنوافل المطلقة.

ورده القاضي أبو الطيب في "المنهاج" بأن النبي صلى الله عليه وسلم حج في عمره مرة واحدة، وأفعاله فيها سنة وإن لم تتكرر، والاستسقاء من الصلاة والخطبة لم ينقل إلا مرة، وذلك سنة مستحبة. اهـ.

وفيه وجه ثالث: أن النفل والتطوع لفظان مترادفان، وهما ما سوى الفرائض، والسنن، والمستحب، ونحو ذلك أنواع لها.

وفيه وجه رابع: قاله الحليمي: السنة ما استحب فعله وكره تركه، والتطوع ما استحب فعله ولم يكره تركه.

وفيه وجه خامس: حكاه في باب الوضوء من "المطلب": السنة ما فعله صلى الله عليه وسلم، والمستحب ما أمر به، سواء فعله أو لا، أو فعله ولم يداوم عليه، فالسنة إذًا مأخوذة من الإدامة، وقيل: السنة ما ترتب كالرواتب مع الفرائض، والنفل والندب ما زاد على ذلك. حكاه الشيخ أبو إسحاق في "اللمع".

وقال ابن السمعاني في "القواطع": النفل قريب من الندب، إلا أنه دونه في الرتبة.

وعند المالكية ما ارتفعت رتبته في الأمر وبالغ الشرع في التخصيص منه يسمى سنة، وما كان في أول هذه المراتب تطوعًا ونافلة، وما توسط بين هذين فضيلة ومرغبًا فيه. وفرق أبو حامد الإسفراييني بين السنة والهيئة: بأن الهيئة ما يتهيأ بها فعل العبادة، والسنة ما كانت في أفعالها الراتبة فيها، وجعل التسمية وغسل الكفين في الوضوء من الهيئات، والمشهور أنهما سنة، والخلاف يرجع إلى العبارة. وقال ابن العربي: أخبرنا الشيخ أبو تمام بمكة، قال: سألت الشيخ أبا إسحاق الشيرازي ببغداد عن قول الفقهاء: إنه سنة وفضيلة ونفل وهيئة، فقال: هذه عامية في الفقه، وما يجوز أن يقال إلا فرض لا غير، قال: وقد اتبعهم الشيخ أبو حامد الإسفراييني فذكر أن في الصلاة سنة وهيئة، وأراد بالهيئة رفع اليدين ونحوه. قال: وهذا كله يرجع إلى السنة، قال: وأما أنا، فقد سألتُ عن هذا أستاذي القاضي أبا العباس الجرجاني بالبصرة، فقال: هذه ألقاب لا أصل لها، ولا نعرفها في الشرع، قلت له: قد ذكرها أصحابنا البغداديون عبدالوهاب وغيره، فقال: الجواب عليكم. قال ابن العربي: وفرق أصحابنا النظار، فقالوا: السنة ما صلاها النبي صلى الله عليه وسلم في جماعة وداوم عليها، ولهذا لم يجعل مالك ركعتي الفجر سنة، والفضيلة ما دخل في الصلاة وليس من أصل نفسها كالقنوت وسجود التلاوة، قال: وهذا خلاف لفظي لا يظهر إلا في الثواب، فالسنة أعلى المراتب، والندب ومتعلقه من الثواب أكثر من غيره، وقد ركب الشافعي مسلكا ضيقًا، فأطلق على الجميع سنة، ثم قال: إن ترك السورة لا يقتضي سجود السهو، وترك القنوت يقتضي، حتى قال أصحابنا: لا يوجد بينهما فرق. اهـ نقلاً من البحر المحيط.

وجاء في شرح الكوكب المنير - وهو حنبلي - (ص: 126): ويسمى المندوب: سنة ومستحبًّا وتطوعًا وطاعةً ونفلاً وقربةً ومرغبًا فيه وإحسانًا، قال ابن حمدان في مقنعه: ويسمى الندب تطوعًا وطاعةً ونفلاً وقربةً إجماعًا.

ثم قال: (وأعلاه)؛ أي: أعلى المندوب (سنة، ثم فضيلة، ثم نافلة)، قال الشيخ أبو طالب مدرِّس المستنصرية من أئمة أصحابنا في حاويه الكبير: إن المندوب ينقسم ثلاثة أقسام: أحدها: ما يعظم أجره، فيسمى سنة.

والثاني: ما يقل أجره، فيسمى نافلة.

والثالث: ما يتوسط في الأجر بين هذين، فيسمى فضيلة ورغيبة. اهـ

[9] أحكام القرآن (2/ 79).

[10] انظر تخريجه في ح 731، من كتابي سنن الفطرة.

[11] سبق تخريجه في مسألة: حكم السواك من كتابي سنن الفطرة.

[12] حاشية الجمل (1/ 123).

[13] المجموع شرح المهذب (1/ 386).

[14] قال في البحر الرائق (1/ 21): " واختلف في وقته، ففي النهاية وفتح القدير: أنه عند المضمضة، وفي البدائع والمجتبى: قبل الوضوء، والأكثر على الأول، وهو الأولى".

وقال في العناية شرح الهداية (1/ 24): "ويستاك عرضًا لا طولاً عند المضمضة".

وقال في الجوهرة النيرة (1/ 5): "السواك: هو سنة مؤكدة، ووقته عند المضمضة". اهـ وانظر شرح فتح القدير (1/ 24)، بريقة محمودية (1/ 161).

وفي مذهب المالكية قال في الفواكه الدواني: "ويسن الاستياك عند المضمضة" (1/ 136)، وقال في مواهب الجليل (1/ 265): "ويفعل ذلك مع المضمضة"، وقال في شرح مختصر خليل (1/ 138، 139): "ويكون - يعني السواك - قبل الوضوء، ويتمضمض بعده". اهـ وانظر الشرح الصغير (1/ 124).

وفي مذهب الشافعية قال في "حاشيتا قليوبي وعميرة" (1/ 59): "ويستاك قبل المضمضة"، وقال في تحفة المحتاج (1/ 214): "ومحله - يعني السواك - بين غسل الكفين والمضمضة". اهـ وانظر نهاية المحتاج (1/ 178).

وفي مذهب الحنابلة قال في كشاف القناع: "ويسن تسوكه عند المضمضة" (1/ 93)، وانظر شرح منتهى الإرادات (1/ 46).

[15] البحر الرائق (1/ 21)، حاشية ابن عابدين (1/ 113).

[16] قال في حاشية العدوي (1/ 183): "في المسألة قولان؛ فقيل: يستاك عند المضمضة، لا قبل ولا بعد، وهل مع كل مرة أو مع البعض؟ وقيل: إنه يستاك قبل الوضوء، ويتمضمض بعده ليُخْرِج الماءُ ما حصَل بالسواك". اهـ

[17] قال الرملي في فتاويه (1/ 51): يبدأ بالسواك قبل التسمية وغيرها، كما صرح به جماعة؛ منهم القفال في محاسن الشريعة، والماوردي في الإقناع، والغزالي في الوسيط، وصاحب البيان، ومال إليه الأذرعي". اهـ

وقال في تحفة المحتاج (1/ 214): "ومحله بين غسل الكفين على ما قاله ابن الصلاح وابن النقيب في عمدته، وكلام الإمام وغيره يميل إليه، وينبغي اعتماده. وقال الغزالي - كالماوردي والقفال -: محله قبل التسمية؛ "مغني"، وجرى على ما قاله الغزاليُّ الشهابُ الرملي، والنهاية، والزيادي".

[18] المصنف (1/ 155) رقم 1787.

[19] سبق تخريجه في مسألة: حكم السواك، من كتابي سنن الفطرة.

[20] شرح الزرقاني لموطأ مالك (1/ 195).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الوضوء؛ أحكامه وفضله
  • الوضوء.. فضله وأحكامه
  • مسائل فى الوضوء
  • الوضوء فضائل وأحكام
  • تعريف الوضوء وفضله وحكمه
  • كون التسمية من سنن الوضوء
  • من سنن الوضوء غسل الكفين ثلاثا
  • المضمضة والاستنشاق
  • حكم المبالغة في المضمضة والاستنشاق للصائم ومباحث أخرى
  • حكم تخليل اللحية وصفته
  • تحريك الخاتم الواسع في الوضوء
  • من سنن الوضوء التيامن
  • من سنن الوضوء الغسلة الثانية والثالثة
  • إطالة الغرة والتحجيل
  • تنشيف أعضاء الوضوء بمنديل ونحوه
  • من سنن الوضوء أن يقول الذكر الوارد بعده
  • استقبال القبلة حال الوضوء
  • غسل البراجم
  • تعريف السواك وفضله
  • هل الصلاة بسواك أفضل من سبعين صلاة بغير سواك؟
  • هل السواك في شريعة من قبلنا؟
  • التسوك بالعود وأي السواك به أفضل؟
  • هل يحصل بالمعجون إصابة السنة؟
  • هل الأفضل اليابس من السواك أو الرطب؟
  • حكم السواك للصائم
  • السواك عند الوضوء
  • استحباب السواك عند الانتباه من النوم
  • استحباب السواك عند دخول البيت
  • هل يبدأ المتسوك بجانب فمه الأيمن أو الأيسر؟
  • موضع السواك من الرجل
  • إباحة التسوك بسواك الغير
  • في منافع السواك
  • الأدب والسواك
  • السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب
  • ما يجب في الوضوء
  • من سنن الوضوء: السواك والتسمية
  • هل يجوز الوضوء جلوسا؟

مختارات من الشبكة

  • من سنن الصلاة (سنن عامة في باب الصلاة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من سنن الصلاة (سنن الأذكار بعد الصلاة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من سنن الصلاة (سنن أدعية الاستفتاح)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من سنن الصلاة (سنن المواقيت)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة مرقاة الصعود إلى سنن أبي داود ( شرح سنن أبي داود )(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • سنن في باب السواك(مقالة - آفاق الشريعة)
  • العولمة والسنن الاجتماعية(مقالة - موقع أ.د. مصطفى مسلم)
  • ستمائة عام من الإسلام في يوغوسلافيا(مقالة - المسلمون في العالم)
  • سنن قل العمل بها: 152 سنة موثقة بالدليل (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة معالم السنن (شرح سنن أبي داود) (النسخة 5)(مخطوط - مكتبة الألوكة)

 


تعليقات الزوار
1- استفسار
أم صهيب - الكويت 05-12-2010 09:55 PM

السلام عليكم جناب الشيخ دبيان الدبيان

أريد معرفة تفاصيل محل السواك من الصلاة وهل كان الرسول صلى لله عليه وسلم يستاك أمام الناس في المسجد أم لا
وكيف أحصل على كتابكم عن السواك
جزيتم الجنة

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب