• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    الإنذار المبكر من التقاعد المبكر
    هشام محمد سعيد قربان
  •  
    دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة العملية ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ دبيان محمد الدبيان / بحوث ودراسات
علامة باركود

هل يختص الحكم في القيام من نوم الليل أو يشمل كل نوم؟

هل يختص الحكم في القيام من نوم الليل أو يشمل كل نوم؟
الشيخ دبيان محمد الدبيان

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 15/7/2013 ميلادي - 7/9/1434 هجري

الزيارات: 21656

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

هل يختص الحكم في القيام

من نوم الليل أو يشمل كل نوم؟


اختلف العلماء في ذلك:

فقيل: لا فرق بين نوم الليل، ونوم النهار، وهو مذهب الحنفية[1]، والمالكية[2].

 

وقيل: إن الحكم ليس مخصوصًا بالقيام من النوم، بل المعتبر فيه الشك في نجاسة اليد، فمتى شك في نجاستها، كره له غمسها في الإناء قبل غسلها، سواء قام من نوم الليل أو النهار، أو شك في نجاستها من غير نوم، وأما إذا تيقن طهارتها فوجهان: الأصح منهما - وهو والذي ذهب إليه الجماهير من أصحاب الشافعية - أنه لا كراهة في غمس اليد، بل هو مخير إن شاء غمس، وإن شاء غسل قبل الغمس؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر النوم، ونبه على العلة، وهى الشك، فإذا انتفت العلة انتفت الكراهة، وهذا مذهب الشافعية [3].

 

وقيل: الحكم يتعلق بنوم الليل خاصة، وهو المشهور من مذهب الحنابلة[4]، وهو الراجح.

 

دليل الجمهور على عدم التفريق بين نوم الليل والنهار:

الدليل الأول:

(61) ما رواه البخاري، قال: حدثنا عبدالله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إذا استيقظ أحدكم من نومه، فليغسل يده قبل أن يدخلها في وضوئه؛ فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده))، ورواه مسلم[5].

 

وجه الاستدلال:

قوله: "إذا استيقظ أحدكم من نومه" فكلمة (نومه) نكرة مضافة؛ فتعم، كقوله سبحانه: ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ﴾ [النحل: 18][6] فيشمل نوم الليل ونوم النهار.

 

الدليل الثاني:

على فرض أن يكون الحديث في نوم الليل، فيدخل فيه نوم النهار من باب القياس الجلي؛ إذ لا فرق، فإذا كان النائم يجب عليه أن يغسل يده قبل أن يدخلها الإناء؛ لما ورد من ذلك في الحديث، فنوم النهار مثل نوم الليل في القياس.

 

الدليل الثالث:

قوله في الحديث: "فإنه لا يدري"، وهذه العلة موجودة في نوم النهار، فالنائم إذا نام لا يدري، سواء كان نومه في الليل أم في النهار؛ لأن النوم يحجب العقل.

 

قال ابن حجر: لكن التعليل يقتضي إلحاق نوم النهار بنوم الليل، وإنما خص نوم الليل بالذكر؛ للغلبة.

 

قال الرافعي في شرح المسند: يمكن أن يقال الكراهة في الغمس لمن نام ليلاً أشد منها لمن نام نهارًا؛ لأن الاحتمال في نوم الليل أقرب؛ لطوله عادة[7].

 

بل ذهب الباجي في المنتقى إلى دخول المغمى عليه والمجنون في الحكم، فقال: تعليق هذا الحكم بنوم الليل لا يدل على اختصاصه به؛ لأن النائم إن كان لا يدري أين باتت يده، فكذلك المجنون والمغمى عليه، وكذلك من قام إلى وضوء من بائل أو متغوط أو محدث، فإنه يستحب له غسل يده قبل أن يدخلها في إنائه خلافًا للشافعي؛ لأن المستيقظ لا يمكنه التحرز من مس رفغه، ونتف إبطه، وفتل ما يخرج من أنفه، وقتل برغوث، وعصر بثر، وحك موضع عرق، وإذا كان هذا المعنى الذي شرع له غسل اليد موجودًا في المستيقظ لزمه ذلك الحكم، ولا يسقط عنه أن يكون علق في الشرع على النائم، ألا ترى أن الشرع علقه على نوم المبيت ولم يمنع ذلك من أن يتعدى إلى نوم النهار لما تساويا في علة الحكم [8].

 

وأجيب:

بأن الحكم خص في المبيت، فلم يقل في الحديث: "فإنه لا يدري" وسكت، بل قال: "لا يدري أين باتت يده"، ولو كانت العلة احتمال نجاسة اليد، لكان له وجه في إلحاق المغمى عليه، وسبق لي أن ذكرت الاختلاف في العلة، ولم يظهر لي أن العلة احتمال النجاسة، وإلا لكانت غسلة واحدة كافية - إن شاء الله - في حصول المقصود، بل إن الغسل ثلاثًا مشروع حتى للمستيقظ عند إرادة الوضوء، فذكر التثليث يلحقه بالتعبد المحض، وإذا كانت العلة تعبدية لم يكن للقياس معنى؛ لعدم تعدي العلة، والله أعلم.

 

دليل الحنابلة على اختصاصه بنوم الليل:

الدليل الأول:

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "فإنه لا يدري أين باتت يده"، والبيتوتة لا تكون إلا بالليل، كقوله تعالى: ﴿ أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ ﴾ [الأعراف: 97، 98][9]، فخص البيات بالليل ثم ذكر النهار.

 

وأجيب:

بقول ابن حزم: ادعى قوم أن هذا في نوم الليل خاصة؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "أين باتت يده"، وادعوا أن المبيت لا يكون إلا بالليل.

 

قال أبو محمد: وهذا خطأ، بل يقال: بات القوم يدبرون أمر كذا، وإن كان نهارًا [10].

 

ورد هذا ابن عبدالبر، فقال: أما المبيت، فيشبه أن يكون ما قاله أحمد بن حنبل صحيحًا فيه؛ لأن الخليل قال في كتاب العين: البيتوتة دخولك في الليل، وكونك فيه بنوم وبغير نوم، قال: ومن قال: بت بمعنى نمت، وفسره على النوم، فقد أخطأ، قال: ألا ترى أنك تقول: بت أراعي النجم، معناه: بت أنظر إلى النجم. قال: فلو كان نومًا، كيف كان ينام وينظر؟ إنما هو ظللت أراعي النجم. قال: وتقول: أباتهم الله إباتة حسنة، وباتوا بيتوتة صالحة، وأباتهم الأمر بياتًا، كل ذلك دخول الليل، وليس من النوم في شيء[11].

 

الدليل الثاني:

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا استيقظ أحدكم من نومه" فإن النوم عند الإطلاق لا يراد به إلا نوم الليل [12].

 

الدليل الثالث:

(62) ما رواه ابن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي رزين، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا قام أحدكم من الليل، فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاث مرات؛ فإنه لا يدري أين باتت يده))[13].

 

[الحديث صحيح، وذكر القيام من الليل أخشى أن يكون غير محفوظ، فكل من ذكر الليل قد اختلف عليه فيه، فأكثر الطرق وأصحها ليس فيها ذكر الليل] [14].

 

دليل من قال: الحكم يتعلق بالشك:

استدل الشافعية بأن الحكم يتعلق بالشك؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث: ((فإنه لا يدري أين باتت يده))، أما من تيقن طهارة يده، فلا شيء عليه، فالرسول - صلى الله عليه وسلم - ذكر النوم ونبه على العلة، وهي الشك، فإذا انتفت العلة انتفت الكراهة [15].

 

الراجح من أقوال أهل العلم:

بعد استعراض الخلاف، الذي تميل له نفسي أن الليل قيد مؤثر والله أعلم؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث: "أين باتت يده".

 

ولأن دخول نوم الليل متيقن، ودخول غيره مشكوك فيه، والأصل براءة الذمة وعدم التكليف؛ ولأن نوم الليل أطول من نوم النهار عادة، وعلقت به أحكام كثيرة منها الأذكار الخاصة بالنوم على الصحيح، ومنها ما جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة: ((يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذ هو نام ثلاث عقد، يضرب على مكان كل عقدة: عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقدة، فأصبح نشيطًا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان))[16].

 

فقوله: "وإلا أصبح" دليل على أن هذا في نوم الليل، والله أعلم.



[1] الهداية شرح البداية (1/12)، حاشية ابن عابدين (1/108، 109).

[2] التمهيد (18/256)، المنتقى للباجي (1/48).

[3] شرح صحيح مسلم للنووي (1/232)، المجموع (1/389).

[4] الإنصاف (1/41)، المغني (1/71)، كشاف القناع (1/33).

[5] صحيح البخاري (162)، ومسلم (278).

[6] النحل: 18.

[7] فتح الباري (1/263)، قلت: قول الباجي لا يعتبر قولاً مستقلاً؛ لأن الكراهة عنده ثابتة في نوم الليل ونوم النهار، إلا أن نوم الليل أشد على اعتبار أن ما نص عليه آكد مما ألحق به قياسًا، على تقدير أن المبيت نص في نوم الليل. والله أعلم.

[8] المنتقى (1/48).

[9] الأعراف: 97، 98.

[10] المحلى (1/201، 202).

[11] التمهيد (18/255).

[12] بدائع الفوائد (4/89).

[13] المصنف (1/94) رقم 1047.

[14] هذا الحديث يرويه أبو هريرة - رضي الله عنه - من طرق كثيرة عنه، ووقع في بعضها اختلاف، كما اختلف في متنه على وجهين:

الوجه الأول: بذكر الليل، رواه جماعة عن أبي هريرة إلا أنه لا يوجد راوٍ نص على القيام من نوم الليل إلا وقد اختلف عليه، وإليك بيان هذا الوجه.

• الطريق الأول: الأعمش، عن أبي صالح وأبي رزين، عن أبي هريرة، تارة يجمع الأعمش شيوخه أبا صالح وأبا رزين، وتارة يفرقهما:

فقد أخرجه أحمد في المسند (2/253) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش به، إلا أنه رواه عن أبي صالح، عن أبي هريرة بدلاً من أبي رزين، وهو محفوظ عنهما جميعًا.

وأخرجه أبو داود (103) ومن طريقه البيهقي (1/45) وابن عبدالبر في التمهيد (18/232) من طريق مسدد، وأبو نعيم في مستخرجه على صحيح مسلم (1/331) من طريق أبي كريب.

وأخرجه البيهقي (1/45) من طريق أحمد بن عبدالجبار العطاردي، كلهم عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي رزين وأبي صالح، عن أبي هريرة. بذكر الليل.

وأخرجه أبو عوانة في مسنده (1/221) من طريق علي بن حرب، ثنا أبو معاوية به، إلا أنه ذكر أبا صالح وحده.

وأخرجه أحمد (2/253)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/22) من طريق زائدة بن قدامة، عن الأعمش به، بذكر أبي صالح وحده، إلا أنهما لم يذكرا متنه، وأحالا على رواية سابقة، وفيها ذكر الليل. وهذه متابعة لأبي معاوية.

وقد اختلف على الأعمش، فرواه أبو معاوية وزائدة بن قدامة عنه بذكر الليل.

ورواه وكيع، كما في مسند أحمد (2/471)، ومسلم (278)، وأبي عوانة (1/264)، وسنن البيهقي (1/45)، إلا أن مسلمًا وأبا عوانة لم يسوقا متنه، وأحالا على متن سابق.

وشعبة كما في مسند أبي داود الطيالسي (1/317).

وشجاع بن الوليد كما في سنن البيهقي الكبرى (1/47).

وأبو الأشهب جعفر بن الحارث النخعي كما في الأوسط للطبراني (4/94) رقم 3694 أربعتهم عن الأعمش به. ولم يذكروا لفظة الليل.

وأبو معاوية مِن أثبت أصحاب الأعمش، إلا أن وكيعًا وشعبة قد وافقت روايتهم رواية الأكثر بعدم ذكر الليل؛ فقد رواه جمع كثير عن أبي هريرة، ولم يذكروا لفظة: "إذا قام من الليل".

• الطريق الثاني: أبو سلمة، عن أبي هريرة:

رواه معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، واختلف على معمر:

فرواه أحمد (2/259) قال: ثنا عبدالأعلى، عن معمر، عن الزهري به، بذكر الليل.

ورواه النسائي في الكبرى (153) وفي الصغرى (161) من طريق يزيد بن زريع، عن معمر به، بدون ذكر الليل كما هي رواية الجماعة.

وتابع الأوزاعي معمرًا في ذكر الليل كما في سنن الترمذي (24)، والنسائي (441)، وابن ماجه (393)، وسنن البيهقي (1/244).

وقد رواه سفيان بن عيينة عن الزهري عن أبي سلمة بدون ذكر الليل، كما في مسند الشافعي (ص: 10) ومسند الحميدي (951)، وأحمد (2/241)، والمنتقى لابن الجارود (9)، والدارمي (766)، ومسلم (278) والنسائي في الكبرى (1)، وفي الصغرى (1)، والمستخرج على صحيح مسلم لأبي نعيم (639)، مسند أبي عوانة (1/220، 221، 263)، وابن خزيمة (99)، وابن حبان (1062)، والبيهقي (1/45)، ورواه محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة بدون ذكر الليل، كما في مصنف ابن أبي شيبة (1/94)، ومسند أحمد (2/382)، ومسند أبي يعلى (5973)، والطحاوي (1/22).

وهذه توافق رواية ابن عيينة، عن الزهري، عن أبي سلمة.

• الطريق الثالث: سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة:

رواه الزهري، عن سعيد بن المسيب، واختلف على الزهري.

فرواه عنه معمر، عن الزهري بدون ذكر الليل. أخرجه أحمد (2/265، 284) ومسلم (278)، وأبو عوانة (1/264) والبيهقي (2/244) من طريق عبدالرزاق، عن معمر، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة بدون ذكر الليل.

ورواه الأوزاعي، عن ابن شهاب واختلف على الأوزاعي:

فرواه الطحاوي (1/22) من طريق الفريابي وبشر بن بكر كلاهما عن الأوزاعي، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب وحده، عن أبي هريرة بدون ذكر الليل، وذكر الغسل مرتين أو ثلاثًا.

ورواه النسائي في الصغرى (441) من طريق إسماعيل بن عبدالله عن الأوزاعي به بذكر الليل.

وأخشى أن يكون الأوزاعي اختلط عليه لفظ ابن شهاب، عن أبي سلمة عن أبي هريرة، بلفظ ابن شهاب عن سعيد، عن أبي هريرة، فقد كان ابن شهاب تارة يجمع شيوخه، فيروي الحديث عن سعيد وأبي سلمة مقرونين، وتارة يفرقهما، فيذكر سعيدًا وحده وأبا سلمة وحده. ولفظ سعيد وحده أو لفظه مقرونًا من غير طريق الأوزاعي لا يذكر فيه القيام من الليل، فالراجح عندي أن طريق سعيد من الطرق التي لم تذكر القيام من الليل.

• وأما طريق سعيد بن المسيب وأبي سلمة عن أبي هريرة مقرونين، فأخرجه الترمذي (24) وابن ماجه (393) من طريق الوليد بن مسلم، حدثني الأوزاعي، حدثني ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة به. بذكر القيام من الليل.

وأخرجه الطحاوي (1/22) من طريق أبي صالح كاتب الليث، عن الليث بن سعد، حدثني عبدالرحمن بن خالد بن مسافر، حدثني ابن شهاب به. ولم يذكر متنًا.

فالحديث محفوظ عن الزهري من الطريقين، طريق سعيد بن المسيب وأبي سلمة.

قال الدارقطني في العلل (8/78) المحفوظ عن الزهري، عن سعيد وأبي سلمة عن أبي هريرة.اهـ

وقال ابن عبدالبر في التمهيد (18/234): قد حدث به معمر عن الزهري، مرة عن سعيد، عن أبي هريرة، ومرة عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، فدل على أن الحديث صحيح لهما عن أبي هريرة. اهـ

• الطريق الرابع: العلاء بن عبدالرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة:

رواه العلاء واختلف عليه فيه:

فرواه مسلم في صحيحه (278) والبيهقي في السنن الكبرى (1/118) من طريق محمد بن جعفر بن أبي كثير، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ: إذا قام أحدكم من النوم إلى الوضوء، فليفرغ على يديه من الماء؛ فإنه لا يدري أين باتت يده. هذا لفظ البيهقي، وأما مسلم فلم يذكر متنًا، وأحال على رواية سابقة، إلا أنه صرح أن الرواية ليس فيها التثليث.

وأخرجه أبو عوانة في مسنده (1/222) من طريق عبدالعزيز بن أبي حازم عن العلاء به بذكر التثليث، وبالشك، إذا قام أحدكم إلى الوضوء حين يصبح، أو قال: من نومه، أو كلمة نحوها، فليفرغ على يديه ثلاثًا؛ فإنه لا يدري أين باتت يده، والطريق الأول أرجح مع سلامته من الشك الوارد في متنه.

هذه الطرق التي نص فيها على أن القيام إنما هو من نوم الليل، وأنت ترى أنه لا يخلو طريق من الاختلاف عليه فيه.

الوجه الثاني: بدون ذكر الليل، رواه الأعرج، وابن سيرين، وهمام، وجابر، وعبدالله بن شقيق، وموسى بن يسار، ولم يختلف عليهم في عدم ذكر الليل، ومع اتفاقهم على عدم النص على الليل، إلا أنهم اختلفوا في الغسل؛ فبعضهم يذكر الغسل بدون عدد، وبعضهم ينص على أن الغسل ثلاث، والتثليث في الحديث محفوظ.

وإليك تخريج مروياتهم:

أولاً: الطرق التي تذكر الغسل ولا تذكر عددًا:

• الطريق الأول: الأعرج، عن أبي هريرة:

رواه أبو الزناد، واختلف عليه:

فرواه مالك في الموطأ (1/21) ومن طريقه الشافعي (1/14)، وأحمد (2/465)، والبخاري (162)، وابن حبان (1063) والبيهقي (1/45،118) وفي المعرفة (1/267) والبغوي في شرح السنة (207).

ورواه المغيرة بن عبدالرحمن كما في مسلم (278) والبيهقي (1/118) كلاهما عن أبي الزناد به، وليس فيه التثليث.

وخالفهما سفيان بن عيينة كما في مسند الشافعي (1/14) والحميدي (952)، وفيه ذكر التثليث في الغسل.

قال ابن عبدالبر كما في التمهيد (18/233): وهو عندي وهم في حديث أبي الزناد، وأظنه حمله على حديث الزهري، والله أعلم. اهـ

وسبق أن خرجت حديث سفيان، عن الزهري، عن أبي سلمة بذكر التثليث.

• الطريق الثاني: ابن سيرين، عن أبي هريرة:

أخرجه أحمد (2/295، 507)، وابن أبي شيبة (1/94)، ومسلم (278) والطبراني في الأوسط (1/290) رقم 945.

• الطريق الثالث: همام بن منبه، عن أبي هريرة:

أخرجه أحمد (2/316) ومسلم (278)، وأبو عوانة في مسنده (1/264)، والبيهقي في السنن الصغرى (19)، وفي الكبرى (1/234).

• الطريق الرابع: ثابت مولى عبدالرحمن بن زيد بن الخطاب، عن أبي هريرة، كما في صحيح مسلم (278) ومسند أبي عوانة (1/222)، وسنن البيهقي (1/256).

• الطريق الخامس: عن موسى بن يسار، عن أبي هريرة: أخرجه أحمد (2/497) من طريق محمد بن إسحاق عن موسى بن يسار به.

فهذه خمسة طرق لا تذكر عددًا، ومنهم من هو من أخص أصحاب أبي هريرة كالأعرج، ومحمد بن سيرين.

ورواه جماعة عن أبي هريرة بذكر التثليث في الغسل، وهاك بيانها:

• الطريق الأول: عبدالله بن شقيق، عن أبي هريرة:

كما في مسند أحمد (2/455) ومسلم (278)، وابن خزيمة (100، 145)، وابن حبان (1064، 1065)، وأبو عوانة (1/263)، والدارقطني (1/49)، سنن البيهقي (1/46)،

• الطريق الثاني: أبو الزبير، عن جابر، عن أبي هريرة كما في مسند أحمد (2/403)، وصحيح مسلم (278)، وأبي يعلى (5863)، وأبي عوانة (1/263)، وسنن البيهقي الكبرى (1/47).

• الطريق الثالث: أبو مريم، عن أبي هريرة كما في سنن أبي داود (105)، والدارقطني (1/50)، وسنن البيهقي (1/46) من طريق معاوية بن صالح عنه.

• الطريق الرابع والخامس: عن أبي رزين وأبي صالح، عن أبي هريرة: وقد سبق تخريجه عند الكلام على طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عنهما به.

• الطريق السادس: عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة بذكر التثليث، وسبق تخريجه، فهؤلاء ستة من الحفاظ رووه عن أبي هريرة بذكر التثليث؛ مما يؤكد أن التثليث محفوظ، ولعل البخاري تجنب تخريج ذكر التثليث للاختلاف في ذكره، والله أعلم.

[15] انظر شرح صحيح مسلم للنووي (1/232)، المجموع (1/389).

[16] رواه البخاري (1142)، ومسلم (776) من طريق أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، وتابع سعيد بن المسيب الأعرج عند البخاري (3269).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الماء المستعمل في غمس يد القائم من النوم
  • حكم غسل اليد قبل إدخالها الإناء

مختارات من الشبكة

  • الحكم التكليفي والحكم الوضعي والفرق بينهما(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير قول الله تعالى:(يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أريد دراسة علم يختص ببناء الإنسان وسلوكه(استشارة - الاستشارات)
  • صفات الإنسان التي يختص بإطلاقها عليه بحسب الأزمنة المختلفة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أسس إنشاء مركز دراسات يختص بالأوضاع في سوريا(استشارة - الاستشارات)
  • الحكم الوضعي والفرق بينه وبين الحكم التكليفي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حكم بيع القطيع من الأغنام أو الكومة من الطعام كل شاة بكذا أو كل حبة بكذا(كتاب - آفاق الشريعة)
  • نسخ الحكم الشرعي إلى بدل مساوٍ أو أخف أو أثقل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • معنى الحكم وأقسامه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة رسالة في الحكم بالموجب والحكم بالصحة(مخطوط - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب