• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض / مقالات
علامة باركود

مشكلة لم تحل

الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض

المصدر: نشرت في "صحيفة اليمامة" العدد 234 في 14/2/1380هـ.

تاريخ الإضافة: 15/7/2010 ميلادي - 3/8/1431 هجري

الزيارات: 11145

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مشكلة مزمنة قد استعصت على العلاج، وتعقَّدت حتى كاد اليأس يغلب الأمل، وكاد الناس في هذه المملكة المترامية الأطراف يركَنون لليأس، ويتجرَّعون مرارة الألم، ويسكتون على مضَض، بعد أن بُحَّت الأصوات، وذهبت الصيحات أَدْراج الرياح، كنفْخة في رماد، أو صيحة في وادٍ، والحق أن الصحافة قامت في ذلك بدوْر رائع، يُسَجل لها بالفخر والتقدير، ولكن تلك الأصوات قد ضعُفت، وأصابها الكلال والإعياء، إذ لم تجد تجاوُبًا، وإنما لقيت الإهمال والسلب.

 

ومعذرة في هذه المقدمة التي هي قليلة بالنسبة لموضوع شائك وخطير، في آن واحد، وما الموضوع يا ترى؟ إنه مشكلة الزواج في هذه البلاد الواسعة، المشكلة التي أصبحت تهدِّد سكَّان المملكة في كل نواحيها بالفناء والانقراض، وإذا قلت هذا فليس ما أقوله ضربًا من الخيال أو انسياقًا وراء عاطفة جامحة، وإنما هو نتيجة حتمية لواقع مرير وإني أعني ما أقول، وذلك الرأي ليس ارتجالاً، وإنما بعد تأمُّل وتكفير ودراسة لأوضاع محزِنة.

 

لقد تعقَّدت المشكلة حتى انصرف العدد الأكبر من الشباب عن الزواج مكرَهين، ووقفوا أمام بابه حائرين، يريدون الولوج، ولكن تقف الأسوار والسدود حائلة، فيرجعون متحسرين، ولسان حالهم يقول:

 

أَهُمُّ بِفِعْلِ الحَزْمِ لَوْ أَسْتَطِيعُهُ
وَقَدْ حِيلَ بَيْنَ العِيرِ وَالنَّزَوَانِ

 

ويقول مع الآخر:

 

أَلْقَاهُ فِي اليَمِّ مَكْتُوفًا وَقَالَ لَهُ
إِيَّاكَ إِيَّاكَ أَنْ تَبْتَلَّ بِالمَاءِ

يهمُّ بالإقدام فيذكر الأرقام الخيالية، والعوائد السخيفة فيفضل الإحجام؛ لأنه يرى دون بغيته خَرْط القَتاد.

 

لقد تضخَّمت المشكلة، وازدادت تعقيدًا يومًا بعد يوم، ومع ذلك فإننا لا نرى أملاً في معالجتها معالجة حكيمة واهتمامًا بشأنها ممَّن لهم القدرة على التوجيه، وبيدهم سلطة التنفيذ، ولهم سلطان القوة، ونفوذ كبير يمكنهم من العلاج الحاسم، وأعني بهم العلماء في هذه المملكة مجتمعين، وأخصُّ منهم ذوي السلطة والمسؤولين فيهم، فإن أمانة كبرى مَنُوطة بهم، وإنهم متحمِّلون مسؤولية أجيال بكاملها، فماذا فعلوا بإزائها لمعالجة الداء، واستئصال جرثومته؟

 

إننا نقولها صريحة - وكلنا أسف -: إن كثيرين ممَّن توجه لهم الكلمات في هذا الشأن على أمل أن يستجيبوا لنداء الأمَّة، وأن يعنوا بأمر في غاية الخطورة - لم تجد تلك الكلمات منهم آذانًا مُصْغِية، فكأنها في وادٍ وهم في وادٍ آخر، وإننا لنكتب هذه الكلمة مذكِّرين، رائدنا السعي لما فيه الخير والمصلحة العامَّة.

 

وإن مشكلة الزواج هنا قد تشعَّبت، وتعددت مناحيها وأبرز مشاكلها:

1- مشكلة غلاء المهور.

2- ومشكلة التقاليد المشوَّهة، التي تمنع الزوج من رؤية زوجته إذا ما خطبها وغيرهما من المشاكل.

 

ومن واجب المصلحين الغيورين أن يهبُّوا جاهدين لحلِّها، وأن يسعوا لإزالة أخطارها، فمشكلة غلاء المهور وما يتبعها من عادات سخيفة تزداد مع الأيام حِدَّة وضراوة؛ بحيث صار الزواج عند الفقير حلمًا من الأحلام، وما أكثر الفقراء! بل هم الذين يؤلِّفون السواد الأعظم في هذه البلاد، وأين للفقير آلاف الريالات يدفعها مهرًا؟! وآلاف أُخَر في أشياء سخيفة، تبَعًا لعادات خرقاء وتباهيًا أحمق.

 

وإذا علمنا أن كثيرين لا يجدون الحدَّ الأدنى من القُوت والكساء والسكَن، ودخْلهم الضئيل لا يفي بسدِّ حاجتهم - علمنا فداحة الخطْب، وما يتعرَّض له هؤلاء البائسون من بؤس وألم وعجز عن تحمُّل أعباء الزواج وتكاليفه الباهظة.

 

ولو أُجْرِي إحصاء لعدد العزَّاب والعوانس الذين تغصُّ بهم البلاد، لظهرت النتيجة مروِّعة، وحسب المرء أن يبصر من حوله ليدرك ذلك جيدًا، وليتصوَّر الحالة التي يعيشها أمثال هؤلاء الذين باءت أمانيهم الجميلة بالفشل بعد أن ارتطمت بصخرة الواقع، تمنَّوا أن ينعموا بحياة زوجية هادئة، بدلاً من حياة العزوبة القلقة، وأن يبنوا عشًّا يأوون إليه، وأن ينجبوا ذرية تخلُفهم، وبذلك يشاركون في بناء الأمَّة، ويشعرون أنهم عضو مهم في المجتمع، له قيمته وأثره، وأنهم ليسوا مهملين أو أناسًا لا فائدة منهم، وأن هناك مَن يعنى بهم ويُسهم في حل مشاكلهم، ويستريحوا من عناء العزوبة وأوصابها، أمَّا أن يُتْرَكوا وشأنهم المحزِن، تقف دونهم الحواجز والسدود ليبقوا عُزَّابًا إلى الأبد، أو إلى انتظار الفرج، أو مستسلمين لليأس القاتل، فهذا هو الخطر الداهم.

 

ثم الفتاة المسكينة ما ذنبها أن تبقى عانسًا؟! وماذا جنَت لكي تظل حبيسة تعاني أحزانًا دفينة؟! وتتقطع نفسها حسرات وهي ترى زهرة عمرها تذبل، وشبابها النَّضِر يصوح، وضحكاتها الرنَّانة المَرِحة تتحوَّل إلى بكاء وحرقة، وتتقلَّب بسمتها الجميلة إلى دمعة حارَّة، ومرحها ينعكس إلى نار ملتهبة في صدر المسكينة، وهي تكتم أحزانها وتتجرع مرارة الحرمان بحكم ظروفها وحيائها.

 

لقد وقف الشباب حائرًا لا يطيق التقدُّم، وبقيت الفتيات محرومات، عُزَّاب وعوانس، غلتهم قيود ثقيلة من التقاليد البالية، وأَسَرتهم عادات مجنونة؛ فكل منهم يطوي بين الضلوع مأساته، ويرسلها تأوُّهات حارَّة، وزفيرًا محرقًا، وأنَّات مكبوتة، وآباء الفتيات وأولياء أمورهن سادرون في غيهم، سائرون في طريقهم المُعْوَجِّ، وهم في ذلك بين اثنين: رجل ضعيف الشخصية، هزيل التفكير، منقاد للعادات البالية؛ في التغالي بالمهور، والمباهاة الجوفاء، والبذَخ المقيت، ورجل جَشِع، قد أعماه الطمع، وأضلَّه حبُّ المادة، فهو لا يرى في فتاته أكثر من أنها سلعة في المزاد العلني، يستحقها مَن يدفع الثمن الأكثر.

 

نعم، هذه الحقيقة خالية من الرتوش والتمويهات، وإن تجاهُلها لا يفيد أحدًا ولا يحل المشكلة، وإنما يزيدها ارتباكًا وتعقيدًا، ولنتصوَّر ما يمكن أن ينتج عن هذا الحرمان من مفاسد وأضرار، وما قد يؤدي إليه إذا استمرَّ بشكله الراهن من جرائم وانحلال، وإن كانت هذه البلاد - بحمد الله - لم تظهر فيها تلك المفاسد بالصورة المحتملة؛ نتيجة الوازع الديني والتأديبي، فإن هذا لا يعني استحالة انفجار البركان المدمِّر في وقت ما وانفلات الزمام بحيث يصعب تدارك ما فرط، فمن الحكمة والقيام بالواجب أن يقوم العلماء والمصلحون بجهود جبَّارة لحل هذه المشكلة الخطيرة قبل فوات الأوان.

 

وأمَّا المشكلة لأخرى فهي عدم رؤية الزوج لزوجته إبَّان الخطبة، وهذه المسألة لها طرفان ووسط؛ من الناس مَن يتجاوز الحد فيها فيبيح للخطيب الخلوة بمخطوبته، وأن يسرح ويمرح معها بلا قيود أو حدود، وهذا واقع أكثر بلدان العالم، وهذه إباحية مكشوفة، وفيها مفاسد واضحة للعيان، وعلى العكس من ذلك مَن يفرط ويتشدَّد، فيمنع الخاطب من رؤية خطيبته ويتعصب في ذلك، ولو طلب الخاطب من كثير من الناس هنا السماح له برؤية مخطوبته لعدوا ذلك إهانة لهم، وربما رموه بالخبَل والتغفيل.

 

والحل الصحيح هو ما جاء به الإسلام من سُنِّية رؤية الخاطب لمخطوبته؛ كما قال الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - لرجل أراد أن يتزوَّج امرأة: ((هل نظرت إليها؟))، قال: لا، قال: ((اذهب فانظر إليها))، وقد قيَّده الشارع بأن يكون بلا خلوة كما جاء في حديث آخر: ((ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما)).

 

فبهذا عالج الإسلام هذه المسألة فلا إفراط ولا تفريط، وبسبب المتاعب في الزواج من هنا؛ فقد اتَّجه عدد كبير إلى الزواج من الخارج، وهذا ممَّا يزيد المشكلة تعقيدًا، والذي يفعل ذلك كالمستجير من الرمضاء بالنار؛ فإن اختلاف العادات والبيئات والطبائع أسباب منغِّصة لا تتفق غالبًا، وما يؤمِّل الإنسان من حصول الاستقرار والسعادة، ومن ثَمَّ لا غرابة أن يكون نتيجة معظمها الفشل، وهو بالتالي ممَّا يضاعِف عدد العوانس في هذه البلاد.

 

وبعبارة أوضح فإن مقابل كل رجل يتزوَّج من الخارج تبقى عانس هنا، وهذه مأساة حقًّا.

 

وبعدُ:

فإن الزواج سنَّة طبيعية فطرية، يقتضيها العقل والفطرة، ويدعو لها الشرع، وهو ضرورة اجتماعية، وطريق الرسل؛ ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً ﴾ [الرّعد: 38]، ((يا معشر الشباب، مَن استطاع منكم الباءة فليتزوَّج، فإنه أغضُّ للبصر وأحصن للفرج)) الحديث، ((تزوَّجوا؛ فإني مُكاثِر بكم الأمم يوم القيامة))، وقال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((ومَن رغب عن سنتي فليس مِنِّي)).

 

ولقد حثَّ الإسلام على التزويج، ورغَّب فيه بطرق مختلفة، كما أن تخفيف الصدَاق مطلوب للشارع؛ فقد رُوِي عن عائشة - رضي الله عنها - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((إن أعظم النكاح بركة أيسره مؤونة))؛ رواه أحمد، وعن عامر بن ربيعة: أن امرأة من بني فزارة تزوَّجت على نعلَين، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أرضيت من نفسك ومالك بنعلين؟)) قالت: نعم، فأجازه؛ رواه أحمد والترمذي وصححه.

 

وعن أبي هريرة قال: كان صداقنا إذ كان فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشر أواقٍ؛ رواه النسائي وأحمد، وزاد: وطبق بيديه وذلك أربعمائة، وعن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني تزوَّجت امرأة من الأنصار، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((هل نظرت إليها؛ فإن في عيون الأنصار شيئًا؟)) قال: قد نظرت إليها، قال: ((على كم تزوجتها؟)) قال: على أربع أواقٍ، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((على أربع أواق؟ كأنما نتحتون الفضة من عرض هذا الجبل)) الحديث، وعن عروة عن أم حبيبة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوَّجها وهي بأرض الحبشة، زوَّجها النجاشي وأمهرها أربعة آلاف، وجهَّزها من عنده، وبعث بها مع شرحبيل بن حسنة، ولم يبعث إليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشيء، وكان مهر نسائه أربعمائة درهم؛ رواه أحمد والنسائي.

 

وعن سهل بن سعد: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جاءته امرأةٌ فقالت: يا رسول الله، إني قد وهبت نفسي لك، فقامت قيامًا طويلاً، فقام رجل فقال: يا رسول الله زوِّجنيها إن لم يكن لك بها حاجة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((هل عندك من شيء تصدقها إياه؟))، فقال: ما عندي إلا إزاري هذا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إن أعطيتها إزارك جلست لا إزار لك، فالتمس شيئًا))، فقال: ما أجد شيئًا، فقال: ((التمس ولو خاتمًا من حديد))، فالتمس فلم يجد شيئًا، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((هل معك من القرآن شيء؟))، قال: نعم، سورة كذا وسورة كذا، لسور سمَّاها، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((قد زوجتُكها بما معك من القرآن))؛ متفق عليه.

 

وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصدق نساءه خمسمائة درهم، وأصدقت بناته على أربعمائة درهم، وقال عمر رضي الله عنه: ألا لا تغالوا في صدقات النساء، فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا، أو تقوى عند الله، كان أولاكم بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما أصدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - امرأة من نسائه، ولا أصدقت امرأة من بناته أكثر من اثنتي عشرة أُوقِيَّة، وإن الرجل ليغلي بصدقة امرأته حتى يكون لها عداوة في قلبه، وحتى يقول كلفت لكم عرق القربة؛ أخرجه النسائي، وعن أبي سلمة قال: سألت عائشة عن صداق النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: اثني عشرة أُوقِيَّة، ونش فقلت: وما نش؟ قال: نصف أوقية؛ رواه مسلم، والأوقية أربعون درهمًا.

 

ورب قائل يقول: ولكن ما هو الحل المعقول لهذه المشكلة، بل لهذه المعضلة؟

 فأقول: إن الأمر ليس من السهولة بحيث يمكن حله بكلمة عابرة، أو رأيٍ شخصي، ومع هذا فإني أرى أن يجتمع العلماء في هذه البلاد، ويتشاوروا في الأمر ويجتهدوا؛ عسى أن يوفقوا لحل صحيح، وأرى أن يبدأ بتنفيذ فكرة أوَّلية، وهي أن يختار عددٌ من العلماء، وذوي المقدرة الخطابية والعلمية لإلقاء خطب ومحاضرات في المساجد والمجتمعات حول هذه المشكلة، وكذلك يكتبون في الصحف، ويلقون كلمات وأحاديث في الإذاعة، ويحملون فيها حملة شَعْواء على التغالي في المهور، والعادات البالية التي ينساق الناس وراءها، وبيان ما في ذلك من وخيم العاقبة، وأنه يجب الرجوع إلى طريق الكتاب والسنة وفعل السلف الصالح، وما أمر به في ذلك.

 

وهذا الاقتراح يمكن تنفيذه بسهولة، وقد يكون له الأثر الحسن في النفوس، أمَّا إذا لم تنجح هذه فليصر إلى ما لا بُدَّ منه، وهو تحديد المهور درءًا للمفاسد، وعملاً بالطرق الشرعية المعروفة من دفع كبرى المفسدتين مع ارتكاب أخفهما، وقاعدة تفويت صغرى المصلحتين لتحصيل كبراهما، والعمل بالاستحسان، والمصالح المرسلة، وغيرها من القواعد المعروفة.

 

وهذا رأي أقدمه راجيًا أن يجد تجاوبًا وعملاً ممَّن وجه إليهم، وما توفيقنا إلا بالله، وهو حسبنا ونعم الوكيل.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • معالجة الزكاة لمشكلة الفقر والمشاكل الاجتماعية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الإسلام ومشكلات النظام الزراعي (وضع السودان ومشكلاته الزراعية نموذجا)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • عن مشاكل القراء وقراء المشاكل(مقالة - ملفات خاصة)
  • مشكلة المشكلات!(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الوقاية قبل العلاج(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • المشكلات بين أبي وأمي تعكر صفو حياتنا(استشارة - الاستشارات)
  • زوجي أهانني فهل أترك له البيت؟(استشارة - الاستشارات)
  • كيف تستفيد الفتاة من مشاكل أهلها؟(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • ملخصات اقتصادية (4) العالم الثالث ثلاثة أرباع العالم(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • نموذج فكورتر me whorter للكتابة وحل المشكلات(مقالة - مجتمع وإصلاح)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب