ماذا لو .. أفكار إصلاحية قابلة للتنفيذ (13)

ماذا لو.. أفكار إصلاحية قابلة للتنفيذ (13)

365- ماذا لو قامت وزارة العدل بتحديد مدة معينة يصدر في نهايتها الحكم في القضية بين متخاصمين.

إن طول مدة التقاضي يعد نوعًا من الظلم ظلم صاحب الحق الذي لا نعرفه إلا من خلال حكم القاضي العادل والسريع!

366- ماذا لو تم فتح المتاحف والقصور في أيام الإجازات - وقد أصبحت الآن يومين في الأسبوع - أمام رحلات المدارس؛ لكي يشاهدها أبناؤنا في صحبة مدرسيهم، وبذلك يضاف جزء هام من المعرفة والثقافة لشخصياتهم!

367- ماذا لو أغلقنا التلفزيون عندما تذاع أغاني العري التي انتشرت بكثرة في الفضائيات العربية، وذلك بدلاً من: مهاجمتها، والحديث عنها، وتكرار الحديث إلى ما لا نهاية.

نحن جميعًا غير موافقين عليها، ومع ذلك نشاهدها!

368- ماذا لو فصلنا هيئة الآثار عن وزارة الثقافة - التي علاقتها بها ضعيفة جدًّا - وألحقناها بوزارة السياحة التي هي وثيقة الصلة بالآثار؛ لأن أي سائح أجنبي لا يأتي لمصر - في المقام الأول - إلا لزيارة آثارها!

369- ماذا لو أمسكنا قليلاً عن أن نتكلم أكثر مما نفعل، وأن نجعل الكلام على قدر العمل؛ إن شعوب جنوب وشرق "آسيا" - التي تقدمت بصورة مذهلة في السنوات الأخيرة - لا تتكلم كثيرًا مثلنا، وإنما تفعل وتفعل وتفعل، فهل يمكن أن نتعلم منها!

370- ماذا لو قلت لكم: إن الحل الحاسم لوباء الدروس الخصوصية هو فصل المدرس أو الأستاذ الذي يمارسها من المدرسة أو الجامعة التي يدرس فيها؛ إننا بذلك نكون قد أخرجناه من بركة الماء التي يصطاد فيها صغار السمك!

371- ماذا لو فتحت الدولة باب الاكتتاب أمام جميع المواطنين؛ للمساهمة في بناء ملحق جامعة القاهرة، بعد تخصيص تلك الأرض لها، وساعتها سوف نتابع حركة التبرعات، وخاصة لدى رجال الأعمال الأشاوس، والذين يحظون بكل العطف والحنان من الدولة عند تعثرهم في سداد القروض التي سبق أن أخذوها من بنوك الشعب المصري بالملايين، وأحيانًا بالمليارات!

372- ماذا لو تعرف أثرياؤنا على قصة ذلك "الملياردير الماليزي"، الذي نال مؤخرًا أعلى وسام في دولته اعترافًا بدوره في خدمة المشروعات الضخمة، والمؤسسات الخيرية، وحتى الأفراد الذين يطلبون مساعدته.. هذا الرجل يحكي عن نفسه أنه منذ تم تعيينه، وهو يقسم مرتبه قسمين: أحدهما له، والثاني للمحتاجين، حتى فتح الله عليه، وصار مليارديرًا، وقد أقسم أنه ظل على هذا المنهج الذي علمته له والدته - رحمها الله - والتي كانت تؤكد له أن أي ربح يحصل عليه لا بد أن يقسم بينه وبين المساكين، والمحتاجين!

373- ماذا لو قررنا - مؤقتًا - إيقاف معظم الزراعات الجانبية، وخصصنا 80% من الأراضي المصرية - على الأقل - لزراعة القمح؛ كم طنًا سنحتاج بعد ذلك من المعونة الأمريكية، أو من الصفقات التي نعقدها مع بعض الدول الأخرى لتوريد القمح لنا! إن القمح - أيها السادة - هو عماد رغيف الخبز، الذي ينبغي أن نعمل بأيدينا وأسناننا؛ لكي نوفر منه الاكتفاء الذاتي لشعبنا، وعلينا ألا ننسى أن مصر ظلت أكثر من ستة قرون تورد القمح للإمبراطورية الرومانية، وكان هذا من أهم أسباب استمرار احتلالها لمصر!

374- ماذا لو أتاحت وسائل الإعلام الفرصة أمام خبراء التغذية؛ لتوعية الجماهير بعناصر الغذاء الصحيح لكل مرحلة من مراحل عمر الإنسان، مع بيان خطورة بعض العناصر الدهنية، والنشوية، والسكرية على صحته.

الواقع أننا جميعًا نفتقد الثقافة الغذائية الصحيحة، التي يتسبب غيابها في هدر المال، وإعاقة الصحة!

375- ماذا لو حددت لنا إدارة البريد - وقد أصبحنا في عصر الاتصالات السريعة - المدة الزمنية التي يستغرقها وصول خطاب عادي، وخطاب مسجل، وخطاب مستعجل، وذلك بدلاً من ترك المسألة هكذا للفوضى، وللصدفة، وللإهمال الذي يشكو منه كثير من المواطنين الذين ينتظرون وصول خطابات لا تصل إلا متأخرة، وقد لا تصل أبدًا!

376- ماذا لو طالبنا من كل مرشح في المحليات بكشف حساب عن نشاطه بعد عام من نجاحه، وحصوله على المكان الذي بذل الكثير من جهده واتصالاته لكي يصل إليه.

وأبسط ما في كشف الحساب هذا أنه سيطلعنا، ويطلع أهل الحي الذين انتخبوه على إنجازاته وإخفاقاته، وفي حالة فشله يتم استبعاده نهائيًا في أي انتخابات قادمة بعد ذلك؛ وبهذا يضمن المجتمع تصفية مستمرة للكوادر - الخائبة- التي يعلو صوتها، وينعدم عملها!

377- ماذا لو وضعنا إستراتيجية متكاملة تشارك في تنفيذها كل الوزارات؛ بهدف التنقيب والبحث عن المعادن الكامنة في صحارى مصر الشاسعة. أذكر أن فرنسا أعلنت في نهاية السبعينيات اكتمال اكتشاف كل المعادن الموجودة تحت أراضيها من أولها لآخرها، فهل يمكن أن نستعين بخبرتها، أو بخبرة أي دولة أخرى في هذا المجال؟ أم أن لدينا العلماء والباحثين المصريين الذين يستطيعون مساعدتنا في هذا العمل الكبير!

378- ماذا لو ذكرتكم بالمقولة العظيمة التي رفعناها في التسعينيات، وقلنا فيها: "إن التعليم هو مشروع مصر القومي".

لقد انتهى عقد التسعينيات، وسوف ينتهي قريبًا العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وما زال التعليم بكل مراحله يعاني من التعثر والضعف، والجميع يشكون من نتائجه مر الشكوى.

379- ماذا لو أعدنا النظر في ضرورة إصلاح التعليم الفني، الذي أهملناه كثيرًا، حتى تدهورت المهن اليدوية، وكادت تنعدم المهارة الصناعية لدى الشباب، وبلغ الأمر ببعض أصحاب المصانع المصرية على الاستعانة بالعمالة الكورية؛ نظرًا لكفاءتها ومهارتها.

من المسؤول عن تدهور هذا النوع من التعليم؟ وأين هو الآن!

380- ماذا لو عقدت العزم - وأنت ذاهب إلى عملك في الصباح - على أن تبتسم في وجوه زملائك، وأن تعامل الجمهور معاملة حسنة. افعل ذلك فقط ليوم واحد، وسوف ترى نتائجه على حياتك طوال الأسبوع!

381- ماذا لو اتجهت الوزارات، والمصالح الحكومية، والأندية الرياضية والاجتماعية... إلخ لشراء مكتبات متكاملة تمنحها هدية للمكرمين والمتفوقين، بدلاً من تلك الدروع التقليدية التي لا يلبث أن يعلوها الصدأ، ولا تفيد إلا صاحبها، بينما المكتبة تظل في منزله للأجيال القادمة!

382- ماذا لو أنشأت وزارة التعليم العالي مكتبًا مخصصًا؛ لمتابعة أوائل الثانوية العامة الذين يلتحقون بمختلف الجامعات، والوقوف على مسيرتهم التعليمية، والأخذ بأيديهم للمحافظة على استمرار التفوق طوال دراستهم الجامعية!

383- ماذا لو تم توجيه المشاركين في مواكب الأفراح بسياراتهم إلى ضرورة الحفاظ على سلامة المشاة؛ فقد زاد الأمر كثيرًا عن حده، وتحول نقل العروسين إلى عشهما إلى مظاهرة همجية، لا يوجد لها مثيل لدى أكثر قبائل الغابات الاستوائية وحشية!