• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    الإنذار المبكر من التقاعد المبكر
    هشام محمد سعيد قربان
  •  
    دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة العملية ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / أسرة / حوارات وتحقيقات
علامة باركود

التحدي الثقافي في عصر المعلومات

د. جمال عبدالناصر

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 9/12/2007 ميلادي - 29/11/1428 هجري

الزيارات: 36122

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
في هذا العصر - عصر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات - حلَّت بمجتمعنا تغيرات هائلة بسبب التطور الذي حدث في عصرنا الحاضر في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والذي له آثار جمَّة على ثقافة وأخلاقيات مجتمعنا المسلم، سواء بالإيجاب أو بالسلب، فلا يستطيع أحدٌ أن يُغفِل الإمكانات الرائعة التي تقدِّمها لنا تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وخاصةً بعد اتحاد الحواسب الآلية والاتصالات، واندماجهما في خدمة (الإنترنت)- وغيرها من وسائل الاتصالات، وأيضًا لا نستطيع أن نتجاهل الآثار السلبية التي ترتَّبت على هذا الانفتاح المعلوماتي والإمكانات التكنولوجية، خاصةً أنَّ مَنْ يمتلكون ويحتكرون هذه الإمكانات يختلفون معنا عقائديًّا وفكريًّا، فما يُعَدُّ عندهم مباحًا وعاديًّا - نجد له ضوابط أخرى في ديننا الحنيف، وكذلك ثقافة المتلقِّي، وعدم توفر الوعي الكافي للقيام بالانتقائية المعلوماتية؛ لأخذ ما ينفع وترك ما يضر.

ومن هنا؛ فقد سبَّب ذلك كله آثارًا في المجتمع الإسلامي بكل مستوياته، سواءٌ على مستوى الفرد أو الأسرة.

إنَّ المتغيرات الحاصلة في الوقت الراهن على الصعيد العالمي بسبب تعاظم قوة وسرعة ومكانة الثورة التكنولوجية والمعلوماتية والاتصالية، وما قد نتج عنها من آثار ومؤثرات عديدة على بِنْيَة وعمق سلوك الإنسان في أي مكان كان في ظل الانكماش المكاني.

إن هذه المتغيرات تدعونا إلى النظر والتمعُّن في مسألة هامة وحيوية؛ هي مسألة الثقافة المتدفِّقة عبر وسائل الاتصال الحديثة، الثقافة باعتبارها النتاج البشري المتنامي و(الديناميكي) والمتغير باستمرار.
وتبدو أهمية دراسة هذه الثقافة الوافدة التي أثَّرت - سواء بالسَّلب أو بالإيجاب - على أخلاقيات وثقافة مجتمعنا المسلم.

(الإنترنت) تواصلٌ معرفيُّ:
وينبغي أن نتذكَّر دائمًا أن (الإنترنت) هي وسيلة للاتصال، إذ يُمكنك عن طريقها إرسال الرسائل، ومحاورة الآخَرين، وعرض أفكارك وآرائك، والاطلاع على أفكار الآخرين وآرائهم، فهي وسيلة للتفاعل والتعامل بين الأشخاص والمؤسسات والهيئات المختلفة.
لابد أن نحاول فَهْم أبعاد وتأثيرات هذه الأداة التي أصبحت متاحةً جدًّا أمامنا، وأصبح الكثيرون يستخدمونها، وأصبحت هي الملاذ الوحيد للبعض.

ثقافة عصر (الإنترنت):
لقد صار لزامًا علينا أن نتعلَّم "ثقافة عصر (الإنترنت)" بالمعنى الواسع للمعرفة؛ إذ إن (الإنترنت) ستظل عنصرًا مغريًا وجذَّابًا، وإنها تلتهم وقتًا هائلاً دون عائد يوازي هذا الوقت الذي ينفقه الإنسان فيها ما لم يكن محدد الهدف، ومؤقَّت المدى.

إن غياب المعرفة أوِ الثَّقافة الواسعة يجعل من (الدردشة) التي تجري في معظم الغرف الإلكترونية العربية عبارة عن لغو فارغ أو معاكسات، أو شتائم متبادلة، ولا يكون تبادل الحديث نافعًا إلا إذا كانت لدى أطرافه من المعرفة أقدار كافية؛ بحيث يكون النقاش مفيدًا. وأعتقد أنَّ بيْنَنا وبيْنَ هذا شوطًا كبيرًا؛ لأنَّ أغلبنا لم يتزوَّد بالثقافة أو المعرفة؛ فليست تلك الأمور متاحةً في مناهِج التعليم النظامي، وليستْ هِي المادَّة المتوافرة في أغلب برامج الإعلام، ولم تعد القراءة في عصرنا الحاضر - للأسف الشديد - مصدرًا معتبرًا لدى كثير من شبابنا في الحصول على المعلومات وتداول الأفكار.

ثقافة الأسرة.. تجديدٌ وتنشيط:
لابدَّ من إعادة النظر في الاهتمام بعناصر الأسرة المسلمة (الأب - الأم) ومدى حاجتنا إليهما في هذا العصر؛ فالأسرة أوَّلاً هي الدائرة الأولى من دوائر التنشئة الاجتماعية، وهي التي تغرس لدى الطفل المعاييرَ التي يحكُمُ من خلالها على ما يتلقَّاه فيما بعد من سائر المؤسسات في المجتمع، فهو حينما يغدو إلى المدرسة ينْظُر إلى أُستاذِه نظرةً من خلال ما تلقَّاه في البيت من تربية، وهو يختار زُملاءه في المدرسة من خلال ما نشأته عليه أسرته، ويقيِّم ما يسمع وما يرى من مواقفَ تقابله في الحياة، من خلال ما غرسته لديه الأسرة، وهنا يكمن دور الأسرة وأهميتها وخطرها في الميدان التربوي.
دور الأب

للأب دورٌ مهمٌّ جدًّا في رعاية أولاده؛ لأنَّ كلَّ وليِّ أمرٍ مسؤولٌ أمام الله - عزَّ وجلَّ - يوم القيامة عن رعيته، وفي ذلك يقول ربُّنا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [التحريم: 6]، ويقول الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - في الحديث المتَّفق عليه: ((كلكم راعٍ ومسؤولٌ عن رعيَّته، فالرجل راعٍ ومسؤولٌ عن رعيَّته، والمرأة راعيةٌ في بيت زوجها ومسؤولةٌ عن رعيَّتها)) الحديث.

وقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أيضًا في الحديث المتَّفق عليه: ((ما من عبد يسترعيه الله رعيةً، يموت يوم يموت وهو غاشٌّ لرعيَّته - إلاَّ حرَّم الله عليه الجنة)).

والنصوص والآيات كثيرةٌ في هذا المقام؛ فمن هنا يتوجَّب على الأب أن يهتمَّ بالرعاية الثقافية والأخلاقية لأولاده، وخاصةً في عصر التحدِّي المعلوماتي.

دور الأم:
إنَّ مرحلة الطفولة المبكِّرة مهمة لتنشئة الطفل، ودور الأم فيها أكبر من غيرها، فهي في مرحلة الرضاعة أكثر مَنْ يتعامل مع الطفل، ولحكمة عظيمة يريدها الله - سبحانه وتعالى - يكون طعام الرضيع في هذه المرحلة من ثدي أمه، وليس الأمر فقط تأثيرًا طبيًّا أو صحيًّا، وإنما لها آثار نفسية؛ أهمها إشعار الطفل بالحنان والقرب الذي يحتاج إليه، ولهذا يوصي الأطباء الأمَّ أن تحرص على إرضاع الطفل، وأن تحرص على أن تعتني به وتقترب منه لو لم ترضعه.

لا لثقافة الخادمات والمربِّيات:
لابدَّ أن ندرك فداحة الخطر الذي ترتكبه كثيرٌ من النساء حين تترك طفلها في هذه المرحلة للمربِّية والخادمة؛ فهي التي تقوم بتنظيفه وتهيئة اللباس له وإعداد طعامه، وحين يستعمل الرضاعة الصناعية؛ فهي التي تهيّئُها له، وهذا يُفقِد الطفل قدرًا من الرعاية النفسية هو بأمسِّ الحاجة إليه.

وإذا ابتُليت الأسرة بالخادمة - والأصل الاستغناء عنها - فينبغي أن تحرص في المراحل الأولية على أن تباشر هي رعاية الطفل، وتترك للخادمة إعداد الطعام في المنزل أو تنظيفه أو غير ذلك من الأعمال، فلن يجد الطفل الحنان والرعاية من الخادمة كما يجدها من الأم، وهذا له دورٌ كبيرٌ في نفسية الطفل واتجاهاتِه في المستقبل، وبخاصة أنَّ كثيرًا من الخادمات والمربِّيات في العالم الإسلامي لسْنَ من المسلمات، وحتى المسلمات غالبهنَّ من غير المتديِّنات؛ بل وغير مثقفات إطلاقًا، وهذا لا يخفَى أثره.

فالمقصود: أنَّ الأُمَّ في هذه المرحلة تتعامَلُ مع الطفل أكثر مما يتعامل معه الأب، وفي هذه المرحلة سوف يكتسب العديد من العادات والمعايير، ويكتسب الخُلُق والسلوك الذي يصعب تغييره في المستقبل، وهنا تكمن خطورة دور الأم؛ فهي البوابة على هذه المرحلة الخطرة من حياة الطفل فيما بعد، حتى إِنَّ بعض الناس يكون مستقيمًا صالِحًا متديِّنًا، لكنه لم ينشأ من الصغر على المعايير المُنضبطة في السلوك والأخلاق، فتجد منه نوعًا من سوء الخلق وعدم الانضباط السلوكي، والسبب أنه لم يتربَّ على ذلك من صغره؛ ومن هنا فعلى الأم أن تُطَوّر نَفْسَهَا معلوماتيًّا، وتثقِّف نفسها جيدًا من أجل تربية نشءٍ يستطيع مواكبة ومواجهة تحديات عصر المعلومات.

الأكثر من هذا: أن بعض الباحثين الغربيين قد ذهب إلى أن الأم عليها أن تجلس في بيتها - بعد أن تحصِّل هذا الكمّ من المعلومات والثقافة - وذلك من أجل إعداد طفلها ثقافيًّا لمواكبة تحديات عصر المعلومات.

المنظومة التعليمية:
لابد من تطوير عناصر المنظومة التعليمية كي تواكب العصر الذي نعيش فيه، وتدرك أبعاد التحدي الثقافي الذي يواجهنا، كي نستطيع أن نتقبَّل تلك الثقافة الوافدة تقبُّلاً إيجابيًّا لا سلبيًّا؛ فنأخذ ما يفيدنا ونترك ما لا يفيد، وتتوفر عندنا مَلَكَة الانتقاء الثقافي والنقد البنَّاء.

المتعلِّم:
لقد صار المتعلِّم في ظل تعليم الأعداد الغفيرة مجرَّد ظاهرة إحصائية، فليس هناك من الوسائل والوقت لرعاية مواهبه وتنمية قدراته الشخصية، ولا أمل في أن تغيِّر التربية العربية فلسفتها الراسخة بين يوم وليلة، وسيمضي وقتٌ طويل قبل أن تنبت الثقافة العميقة والمتَّسعة في تربتنا التربوية المتصحِّرة؛ لذا فإن التوجُّه على محوريَّة المتعلِّم، لابد أن تتوزَّع مسؤولية تنفيذه بين المنزل والمدرسة والتلميذ نفسه، وعلى علماء علم النفس التربوي لدينا أن يدلوا بدلوهم في حلِّ هذه المعضِلة، من حيث تنميةُ نزعة الاعتماد على الذات، وتخليص عقول تلاميذنا مما خلفته آفة التلقِّي السلبي.

المعلِّم:
معظم معلِّمينا ما زالوا عازفين عن المشاركة الإيجابية في توجيه مسار العملية التربوية، ونادرًا ما يدعون إلى المشاركة في القرارات الخاصة بالتعليم، وموقف معلِّمينا من استخدام تكنولوجيا المعلومات في مجال التعليم ما زال مشوبًا بالغموض، البعض يرى فيها منافسًا خطيرًا، والبعض الآخَر غير موقِن بفاعليتها، إما بسبب الثقافة التربوية السائدة، وإما لنقص التدريب، وإما لعدم توافر المعدَّات والبرامج.

وقد أصبح تعلُّم الكمبيوتر في معظم مدارسنا مقصورًا على القائمين بتدريس مادته. لقد ترسَّخت لدى معظم المعلمين العرب عادة التدريس بالتَّلقين، وعدم توسيع مصادر المادة التعليمية، ويحتاج علاج ذلك إلى تضافُر جهود التأهيل، وتصميم المناهج وأساليب التقويم والامتحانات.

ولا يمكن للمعلِّم العربي أن يُتقِن مهمة التعليم باستخدام تكنولوجيا المعلومات إلا إذا أُدمجتْ هذه التكنولوجيا في جميع المناهج في كليات التربية من السنة الأولى، إنَّ المعلم العربي يجب أن يتعلَّم هو نفسه استخدام تكنولوجيا المعلومات، قبل أن نطالبه بالتدريس مستخدمًا إياها.

تطوير منهجيات وخطط التعليم:
من المتعذّر استيراد منهجيَّات التعليم لشدَّة ارتباطها، سواء بالبيئة التعليمية أو بقدرات المعلم القائم بتطبيقها؛ لذا فنحن في أمسِّ الحاجة إلى دفع البحوث التربوية لتناول أثر تكنولوجيا التعليم و(الإنترنت) على منهجيات التعليم، وكيفية تطويعها للثقافة السائدة، وللبيئة التربوية المتوافرة، ولقدرات المعلِّم وقدرات مَنْ نقوم بتعليمهم، ومن الخطورة بمكان تطبيق المنهجيات الجديدة - ومعظمها مستحدَث - دون تجريب واختيار دقيق، ومرة أخرى، يمكن لتكنولوجيا المعلومات أن تَلْعَبَ دَوْرًا في هذا المضمار؛ حيث نوفِّر بيئة اختيار فعَّالة لتجريب المناهج الجديدة، مع سرعة الحصول على النتائج.

تطوير دور الإعلام ومحاولة تخليصه من التَّبعية للغرب:
يعيش إعلامنا العربي والإسلامي صدمة إعلامية على مختلف المستويات السياسية والتنظيمية والفنية، فليس بالأقمار الصناعية والقنوات الفضائية وأحدث المطابع الصحافية وحدها يحيا الاتصال في عصر المعلومات.

لقد فقد إعلامنا العربي محوره، وأضحى مكبَّلاً بقيود ارتباطه الوثيق بالسلطة، تائهًا بين التبعية الفنية والتنافُس السلبي على سوق إعلامية إعلانية محدودة، شاعرًا بالحرج بين شتَّى الفضائيات والقنوات؛ فكان نتيجة ذلك أن أصبح إعلامنا رهن الإعلان من جانب، ودليل الدعم الحكومي من جانب آخَر.

إنَّ إعلامنا العربي والإسلامي يواجه عصر التكتُّلات الإعلامية مشتَّتًا عازفًا عن المشاركة في الموارد، يعاني من ضمور الإنتاج وشح الإبداع، حتى كاد - وهو المرسِل بطبيعته - أن يصبح هو نفسه مستقبِلاً للإعلام المستورد ليعيد بثه إلى جماهيره، ولقد أوشكت وكالات الأنباء لدينا - نحن العرب والمسلمين - أن تصبح وكالات تابعة للوكالات الأربع الكبرى في العالم (رويتر- وكالة الأنباء الفرنسية - آسيشتد برس - يونايتد برس)، حتى فيما يخصُّ أخبارنا المحلية للأسف الشديد!!
لقد ارتضينا أن نوكل إلى غيرنا نقلَ صورة العالم من حولنا، بل صُنْعَ صورتنا عن ذاتنا أيضًا.

يشكو إعلامنا من تناقُضٍ جَوْهري، بعد أن تخلى عن مهمته التنموية الأساسية ليسوده طابع الترفيه والإعلان على حساب المهامِّ الأخرى، ويقصد بها مهام التعليم، والتوعية الثقافية، وإعادة إحياءِ الإرادة الجماعيَّة للمشاركة في العمل الاجتماعي. ومن قبيل الإنصاف، فإنَّ إعلامَنا - شأنُه في ذلك شأنُ معظم نُظُم الإعلام في دول العالم الثالث - يعمل تحت ضغوط سياسية واقتصادية تنأَى به عن غاياته التنموية البعيدة المدى، ويَكْمُن التحدِّي - حاليًّا - في أن التوجهات الإعلامية الراهنة تعمل على زيادة هذه الضغوط؛ مما يتطلَّب سياسة إعلامية أكثر صمودًا ومرونةً وابتكارًا.

أبعاد التحدِّي الإعلامي:
1- غياب الفلسفة الاجتماعية التي تُبنى عليها الفلسفة التربوية الواقعية المتماسكة، ولا يخفَى على أحد أنَّ ساحتنا الثقافية مشتَّتة، وأن معظم مثقَّفينا قد غابت عن وعيهم جوانب عدَّة من إشكالية التربية، التي تزداد تعقيدًا وتشعُّبًا يومًا بعد يوم.

2- الأسلوب المتَّبع في ملء الفراغ التربوي بالاستعارة من الغرب؛ حيث نأخذ الفكرة ونقيضها، دون أن يكون لخصوصيتنا دور كبير! ولم نقف منها موقفًا نقديًّا، ولم نقرأ الشروط الاجتماعية التي احتضنت ولادتها.
إننا نستورد نظمًا تربويةً منزوعةً من سياقها الاجتماعي، وإن جاز هذا في الماضي فهو يتناقض جوهريًّا مع توجه التربية الحديثة نحو زيادة تفاعلها مع بيئتها الاجتماعية.

3- ندرة جهود التنظير التربوي وطغيان الإحصائيات عليها؛ فقد طغى المنهج على حساب المحتوَى، واستهوتْنا الإحصائيات وجداول الأرقام والمؤشِّرات وعلاقات الارتباط، وغاب عنا اختلاف طبيعة التربية عن تلك العلوم الطبيعية؛ فلا يكفي في قضايا تناول التربية الوقوف عند حدود التحليل الكمِّي، خاصَّةً في بلدان مثل بلداننا العربية، التي تمتلئ بأمور عدَّة يتعذَّر قياسُها أو إخضاعُها للتحليل الإحصائي الدقيق، على الأقلّ في ظلِّ الظروف الراهنة.

4- الخَلْط بين الغايات والمقاصد والإجراءات، والوقوف عند حدود العموميات والمبادئ العامَّة التي لا خلافَ عليها، وليطَّلع مَنْ يرتاب فيما نزعمه على وثائق سياساتنا التربوية، ونتائج مؤتمراتنا وندواتنا حول تطوير نُظُم تعليمنا وتأهيل معلمينا، نَحْنُ - بلا شَكّ - أحوجُ من غيرنا إلى مناهل ومنطَلقات جديدة، نُقيم عليها فلسفتنا التربوية في عصر المعلومات، ولا يمكن لنا التصدِّي لما يتعرَّض له جدل الأصالة والمعاصرة الدائر على ساحتنا التربوية دون أن نردَّه إلى جذوره التاريخية، استيضاحًا لمصادر نشأته، وما يمكن أن يؤول إليه هذا الجدل.

أهـم المراجـع:
• شريف درويش. اللبان- تكنولوجيا الاتصال - القاهرة: الدار المصرية اللبنانية.
• د. نبيل علي. - الثقافة العربية وعصر المعلومات - سلسلة عالم المعرف - الكويت، 2000م.
• د. نبيل على. العرب وعصر المعلومات - سلسلة عالم المعرف - الكويت، 1994م.
• د. عبد الفتاح مراد. - موسوعة مصطلحات الكمبيوتر والإنترنت، إنجليزى - عربى. القاهرة – 2000م.
• د. حسن عماد مكاوي. - تكنولوجيا الاتصال الحديثة في عصر المعلومات - القاهرة: الدار المصرية اللبنانية، 2000م.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • كيف يتأسس مشروعنا الثقافي؟
  • شباب (الإنترنت).. مخاطر ومحاذير
  • (الإنترنت) بين الأزواج تواصل أم تفاصل!
  • مفهوم الثقافة الإسلامية
  • التربية الإسلامية سلاحنا الأول في مواجهة مخاطر الإنترنت
  • الأطر المستقبلية لإعداد ملاكات الأمن المعلوماتي
  • الأطر المفاهيمية لرأس المال المعرفي
  • القرآن وعلوم الحياة
  • التحدي الاقتصادي الذي يواجه المسلمين اليوم
  • الأخ الأكبر وعصر المعلومات

مختارات من الشبكة

  • التحدي الأكبر(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • المحاضرة الثانية: (الإعجاز التشريعي في القرآن- مفهومه، وخصائصه، والكلام عن تعدد مستويات التحدي بالقرآن)(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • الانحراف الجنسي ... التحدي الكبير لمجتمعنا(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • ارفع التحدي(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • التحدي نصف النجاح(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • ملخصات اقتصادية (9) التحدي أمام الجنوب(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • صور التحدي الفعلية في كلام الله تعالى(مقالة - آفاق الشريعة)
  • صور التحدي القولية في كلام الله تعالى(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الأدب الإسلامي في ميدان التحدي (2)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • التحدي الفكري الذي يواجهه المسلمون اليوم(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 


تعليقات الزوار
4- شكر
حميدة قبقوب - الجزائر 23-04-2009 12:13 AM

شكرا على هذا النص وتميزك به واتمنى منك داءما المواصلة

3- رساله لكل مسلم
محمد الصايم - السعودية 12-12-2007 02:29 AM
انا بصراحة اعتبر هذا المقال رسالة لكل مسلم فكل منا مسئول ان يفعل ما يستطيع وان يستخدم ما انعم الله عليه من امكانيات للحفاظ علي ثقافتنا وهويتنا وحتي لا نفقد هذه الهوية ونصبح مسخا لاقيمية له .
وبارك الله في كاتب المقال واكثر من امثاله
2- ألا هل من مجيب ؟!
مهاجرة 11-12-2007 11:14 PM
الأخ الفاضل / تعرضتم لكافة النقاط في إيجاز مع استوفاء فجزاكم الله خيرا.

ولو أن كل إنسان في موقعه عمل ما يجب عليه فبالتأكيد ستكون أمتنا الإسلامية في حال أفضل من ذلك ، لكننا وكما هي العادة نبدأ بإلقاء اللوم على المسؤولين وننسى أننا أيضا مكلفون .. نسأل الله لنا الرشاد وحسن العمل لما فيه خير العباد.
1- شاهد
طارق - الجزائر 10-12-2007 12:38 PM
الحمد لله وبعد اظن ان هذا هو الواسطية والله اعلم
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب