• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    الإنذار المبكر من التقاعد المبكر
    هشام محمد سعيد قربان
  •  
    دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة العملية ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز القاسم / مقالات
علامة باركود

عقيدة التثليث: حقيقتها وأدلة بطلانها

أ. د. خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز القاسم

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 8/8/2007 ميلادي - 24/7/1428 هجري

الزيارات: 199554

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عقيدة التثليث: حقيقتها وأدلة بطلانها

 

الحمد لله، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله.

أما بعد:
فلا بد من توضيح معنى التثليث الذي يؤمن به النصارى، وحيث إن النصارى مختلفون كثيرًا في تفسير التثليث فإننا نسوق ما يتفق عليه جُلُّ النصارى؛ بل هو عقيدة إيمانهم التي اتفقوا عليها في مجمع نيقية سنة 325م، وهو أوضح نص في التثليث يقرِّون به؛ بل إن هذا النص هو مرجعهم في تأويل كتبهم المقدسة، ويفسرون به كلام أنبيائهم.

يقول هذا النص:
"أؤمن بإله واحد أب ضابط الكل، خالق السموات والأرض، كل ما يرى وما لا يرى، وبرب واحد يسوع المسيح ابن الله الوحيد المولود من الأب قبل كل الدهور، ونور من نور، إله حق من إله حق، من جوهر أبيه، مولود غير مخلوق، مساوٍ للأب في الجوهر الذي كان به كل شيء، الذي من أجلنا نحن البشر، ومن أجل خلاصنا نزل من السماء، وتجسد من روح القدس، ومن مريم العذراء، وتأنس وصلب وتألم وقبر، وقام في اليوم الثالث على ما في الكتب المقدسة، وصعد إلى السماء، وجلس عن يمين الرب، أيضًا سيأتي بمجده ليدين الأحياء والأموات، الذي لا فناء لملكه، وبروح القدس الرب المحيي المنبثق من الأب، الذي هو مع الآباء الابن المسجود له".

فجماهير النصارى من الكاثوليك والأرثوذكس والبروتستانت، وعامة الكنائس الشرقية والغربية يؤمنون بإله واحد مثلث الأقانيم وفق عقيدة إيمانهم السابقة؛ فمعبودهم له ثلاثة أقانيم، وهي ثلاث ذوات منفصلة اتَّحدتْ؛ وهي: الآب والابن والروح القدس.


ومن هنا فيمكننا أن نقول:
أولًا: هذه العقيدة "عقيدة التثليث" بدعة عظيمة، أحْدثها النصارى، لا تُعرف في أي دين سماوي، فلم يعرفها أنبياء الله السابقون، الذين يعترف بهم أهل الكتاب؛ كنوح وإبراهيم ولوط واسحاق ويعقوب عليهم السلام، بل ولا أنبياء بني إسرائيل التي وصلت إليهم أخبارهم كيعقوب ويوسف وموسى وهارون وداود وسليمان عليهم السلام.

فليس في أسفار العهد القديم، الذي يؤمن به النصارى، والذي ساق أخبار هؤلاء الأنبياء ودعوتهم أن هؤلاء الأنبياء دعوا إلى عبادة إله مثلث الأقانيم، أو تلفَّظوا بلفظ التثليث وما شابه ذلك، بل ما تواتر عنهم: أنهم دعوا بدعوة كل الرسل من نوح إلى محمد صلى الله عليه وسلم؛ حيث دعوا إلى عبادة إله واحد لا شريك له، وهذا أيضًا موجود في أسفار العهد القديم عند اليهود والنصارى.

ومن ذلك:
• قول الله لإبراهيم عليه السلام كما في العهد القديم سفر التكوين (17/ 7): "أقيم عهدي بيني وبينك وبين نسلك من بعدك في أجيالهم عهدًا أبديًا لأكون إلهًا لك ولنسلك من بعد".

• قول الله لموسى عليه السلام في طور سيناء في كلامه له كما هو في العهد القديم، الذي يؤمن به النصارى في سفر الخروج (3/ 15): "وقال الله أيضًا لموسى: هكذا تقول لبني إسرائيل: يهوه إله آبائكم؛ إله إبراهيم وإله إسحاق وإله يعقوب أرسلني إليكم".

وفي نفس السفر (4/ 5) قول الله لموسى: "الرب إله آبائهم؛ إله إبراهيم وإله إسحاق وإله يعقوب". وخطاب الله لموسى هذا جاء بنصه في الإنجيل؛ انظر لوقا (20/ 37).

• وجاء في العهد القديم في سفر أشعيا (44/ 6): (هكذا يقول الرب ملك إسرائيل وخادمه رب الجنود: أنا الأول وأنا الآخر، ولا إله غيري، ومن مثلي) وهذا حزقيا أحد أنبيائهم يخاطب الرب: (أنت هو الإله وحدك)؛ سفر أشعيا (37/ 16).

فيلزم من القول بالتثليث: أن هؤلاء الأنبياء والرسل ضلوا عن معرفة إلههم ومعبودهم وخالقهم، واهتدى إليه ضُلَّال النصارى في القرن الرابع الميلادي.

ثانيًا: التثليث مخالف لدين المسيح عليه السلام؛ فلم ينطق المسيح عليه السلام بعبادة إله مثلث الأقانيم، ولم يرِد التثليث والأقانيم في الإنجيل مع أنه صُلْب عقيدتهم.

جاء في دائرة المعارف الأوروبية باللغة الفرنسية عن عقيدة التثليث: (أنها ليست موجودة في كتب العهد الجديد، ولا في أعمال الآباء الرسوليين، ولا عند تلاميذهم الأقربين؛ إلا أن الكنيسة الكاثوليكية والمذهب البروتستانتي التقليدي يدَّعيان أن عقيدة التثليث كانت مقبولة عند المسيحيين في كل زمان). وجاء في دائرة المعارف لبطرس البستاني، وهو نصراني: (لفظة ثالوث لا توجد في الكتاب المقدس).

وما يحتجُّون به من الإنجيل قول المسيح عليه السلام: "عمِّدوا الناس باسم الأب والابن والروح القدس". متى إصحاح (28/ 19).

ونقف عدة وقفات مع هذا النص لديهم:
الوقفة الأولى: إثبات صحته، وأن المسيح قاله، فهو ليس في جميع الأناجيل، ومن المعلوم ما طرأ على الأناجيل من الاختلاف والتحريف، بل وفقدان الأصل؛ حيث إن متى كتب إنجيله بالإرامية، وهو مفقود، والموجود باليونانية باعتراف النصارى.

الوقفة الثانية: يجب أن يفسَّر كلام المسيح إن صح بلغة كلامه في الإنجيل، والكلام المتشابه يردُّ إلى المحكم، والذي يدعو فيه إلى عبادة الله وحده لا شريك له؛ مثل ما جاء في إنجيل يوحنا (17/ 3) على لسان عيسى عليه السلام وهو يخاطب الله سبحانه، وقد رفع عينيه إلى السماء؛ قال المسيح للرب: "وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته".

ثالثًا: لفظة الأقانيم التي هي من صميم عقيدتهم لا توجد في الأناجيل، بل ولا في شيء من كتب الأنبياء لديهم، ولا في كلام الحواريين، بل ولا حتى في عقيدة إيمانهم المبتدعة، بل هي لفظة ابتدعوها بعد ذلك.

رابعًا: لفظة ابن الله الواردة في هذه العبارة، وفي مواضع أخرى من الإنجيل يجب أن تردَّ أيضًا إلى لغة المسيح عليه السلام، والرجوع إلى كتب أهل الكتاب حيث تعني الرعاية والمحبة، وهي وصف لم يختص به المسيح عليه السلام. بل في العهد القديم الذي يؤمن به النصارى قول الله لداود عليه السلام: (أنت ابني، أنا اليوم ولدتك، اسألني فأعطيك) المزامير، المزمور الثاني (7). بل قال المسيح: (طوبى لصانعي السلام؛ لأنهم أبناء الله). متى (5/ 9). وفي يوحنا (1/ 38): (أولاد الله؛ أي: المؤمنون باسمه).

خامسًا: ليس في هذه العبارة إلا التعميد باسم الآب والابن والروح القدس، وهي قد لا تعني العبادة، وإنما التبرُّك والتيمُّن.

كما أن الأب تعني: المحبوب والراعي كما جاء في إنجيل يوحنا (20/ 17): "إني اصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم". بل إن البنوَّة وصفتْ في العهد القديم جميع أولاد آدم كما في سفر التكوين الإصحاح السادس في بدايته حيث الحديث عن البشر بعد آدم: "وحدث لما ابتدأ الناس يكثرون على الأرض، وولد لهم أبناء، أن أبناء الله رأوا بنات الناس أنهم حسنات".

وفي سفر أشعيا (64/ 8) قول أشعيا: "يا رب أنت أبونا"، والإنجيل مليء بوصف عيسى عليه السلام بأنه ابن الإنسان في عشرات المواضع؛ انظر مثلًا: لوقا (17/ 22) (18/ 8). مرقس (2/ 28) متى (12/ 33) (18/ 21) يوحنا (19/ 27).

كما قال المسيح لمن يريد قتله: (تطلبون أن تقتلوني، وأنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله) يوحنا (8/ 40)، ثم قال: (لنا أب واحد هو الله). يوحنا (8/ 41)، بل لما قيل لعيسى عليه السلام: أنت ابن الله، كان خاتمة جوابه؛ أنه ابن الإنسان. يوحنا (1/ 49-51). وتفسير ربي إذا قيلت للمسيح؛ أي: يا معلم، كما جاء في يوحنا (1/ 38)، فهذا المحكم المفسر للمتشابه.

وقد أنكر الله سبحانه في القرآن الكريم هذه البنوَّة بقوله سبحانه: ﴿ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا * وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا ﴾ [مريم: 88-92].

وبنوَّتهم لله مِن تحريفهم على أنبيائهم؛ لأن الله تعالى أنكر عليهم ذلك فقال سبحانه: ﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴾ [المائدة: 18].

وأما كون عيسى فيه روح الله، فقد وردت في أنبياء ومنهم يوسف عليه السلام أنه في روح الله كما في العهد القديم. التكوين (41/ 38).

سادسًا: التثليث مخالف للعقل، وكمالِ الرب سبحانه، حيث يقال لهم: هل إلهكم ومعبودكم مركب من ثلاثة أجزاء؟ فإن قالوا: نعم، فقد أقروا على أنفسهم بأن ربهم مجزأ إلى أجزاء؛ كل منها يحتاج إلى الآخر، وهذا مخالف لصريح العقل وكمالِ الرب. وإن قالوا: بل الله ثالث ثلاثة؛ كما هو قول كثير منهم، وذكره سبحانه عنهم في القرآن؛

فنقول: هذا إقرار منكم بأن معبودكم ليس هو الله فحسب، بل معه غيره، وهذا عين الشرك المناقض لما أقررتم به أنكم تعبدون إلهًا واحدًا. فإن قالوا: بل هي ثلاثة أقانيم اتحدتْ لتكون إلهًا واحدًا، فنقول: ما حال الرب سبحانه قبل هذا الاتحاد هل هو مفتقر إليه، أو صفة كمال اكتسبها بعد إذ لم تكن؟

سابعًا: التثليث فيه اضطراب وتناقض مع أنه جملة واحدة، حيث يقولون: نؤمن بإله واحد الأب والابن والروح القدس، فإن قالوا: إنما هذه الثلاثة صفات للإله، كما يقوله بعضهم عند المناظرة، فيقال: إن هذه الثلاثة ذوات منفصلة كما يتضح من نص العقيدة الإيمانية، وكما هو معلوم من كل واحد منها.

كما أن صفات الإله لا تنحصر في هذه الصفات، بل سبحانه له صفات الكمال التي هي أَوْلى من هذه الثلاثة كصفة العلم والقدرة والرحمة وغيرها.

ثامنًا: الحلول؛ أي: حلول الإله في خلقه كما قالوا في المسيح؛ أنه لاهوت وناسوت. هذا الحلول وهو من صلب عقيدة النصارى، وجزء من عقيدة إيمانهم، هذا الحلول لا يدل عليه عقل ولا نقل. فالخالق لا يخالط المخلوقين، ولا يتحد معهم كما هو معلوم بضرورة العقل. كما أنه لم ينطق نبي من الأنبياء أن الله اتحد بشيء من مخلوقاته، وإذا ما صح ما في الإنجيل من عبارات مثل: (لست أتكلم من نفسي، ولكن الأب الحال فيَّ وهو يعمل الأعمال). يوحنا (14/ 10).

ومثل قول المسيح (أنا والأب واحد) يوحنا (10/ 30)؛ فإنه يقتضي أن المسيح حل أيضًا في تلامذته؛ حيث جاء في نفس الإنجيل قول المسيح: (أنا في أبي وأنتم فيَّ وأنا فيكم )؛ حيث يجب أن تفسر (فيَ) بـ (معي)، وأوْلى مَن يفسر كلام المسيحِ المسيحُ نفسُه، حيث هم لا يقولون: إن المسيح اتحد في تلامذته كما توهمها تلك العبارة. بل يفسرها المحكم، وهي عشرات النصوص التي تصف المسيح بأنه إنسان.

ومنها ما جاء في إنجيل لوقا (24/ 9) بكل وضوح هذا النص: "يسوع الناصري الذي كان إنسان نبيًّا"؛ فمعنى أنا وأبي واحد مثل قول المولى: ﴿ مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ ﴾ [النساء: 80]، ومثل قول الله عز وجل: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّه ﴾ [الفتح: 10].

ومثل قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: ((فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به))؛ أي: بنور وهدى منه سبحانه.

تاسعًا: النصارى مختلفون بل مضطربون في حقيقة ربهم ومعبودهم الذي جعلوه مثلثًا، حيث نجد أن النساطرة يقولون: الإله لم يولد، ولم يصلب، بل مريم لم تلد الإله، وإنما الإنسان، وليس فيه لاهوتٌ؛ مما حدا بسائر الطوائف أن يكفروهم ويلعنوهم في مجمع أفسوس سنة 431م.

ثم نجد أن الكنيسة الشرقية المصرية تقول: إن للمسيح طبيعة واحدة، وأن اللحم والدم هو الإله. وبسببهم انعقد مجمع خلدوقنية 451م؛ ليقرر أن المسيح له طبيعتان فانفصلت الكنيسة المصرية عنهم، أما موارنة لبنان فيقولون: للمسيح طبيعتان ولكن له مشيئة واحدة. مما حدا أن يعقد مجمع القسطنطينية الثالث سنة 680م ليكفروهم.

ويَعَاقِبةُ العراق قالوا: إن المسيح له طبيعة واحدة تجمع اللاهوت والناسوت؛ خلافًا لسائر الطوائف، وفي القرن التاسع الميلادي ظهر خلاف كبير بين النصارى في انبثاق الأقنوم الثالث الروح القدس، حيث قالت الكنائس الشرقية بأنه انبثق من الأب وحده. وقالت الغربية: إنه من الأب والابن. فانفصلت، وذلك في مجمع القسطنطينية 879م.

وقد قالت الكنائس الشرقية الأرثوذكسية: إن الأقانيم الثلاثة هي مراحل انقلب فيها الإله إلى الإنسان. فيما قالت الغربية (الكاثوليك ومن تبعهم فيما بعد والبروتستانت): إنها ذوات.

وقد رد المولى سبحانه على كلا الطائفتين؛ حيث رد على الأولى بقوله سبحانه: ﴿ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ﴾ [المائدة: 72] ورد على الثانية بقوله: ﴿ لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ ﴾ [المائدة: 73].

ونجد طائفة الريمتين تؤلِّه المسيح وأمَّه، فردَّ المولى عليهم بقوله سبحانه: ﴿ مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَة ﴾ [المائدة: 75].

وهكذا يظهر أن التثليث مخالفة للمعلوم بالضرورة من أديان الأنبياء، ومخالف للفطرة، ولكمال الرب، وللمعقول؛ بل ولم يصرح به المسيح عليه السلام؛ بل صرح بخلافه، كما أن النصارى مضطربون فيه مختلفون عليه، حتى قال القائل: إن النصارى لا يقفون على حقيقة معناه. وما ذاك إلا لأنه لا حقيقة له، بل هي أسماء سمَّوها، ما أنزل الله بها من سلطان.

وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


المراجع:
1 - القرآن الكريم.
2 - كتب تفسير القرآن الكريم.
3 - العهد القديم.
4 - العهد الجديد.
5 - الملل والنحل، الشهرستاني.
6 - الرد الجميل على إلهية عيسى بصريح الإنجيل، الغزالي.
7 - الفصل في الأهواء والملل والنحل، ابن حزم الأندلسي.
8 - الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح، ابن تيمية.
9 - هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى، ابن القيم.
10 - دائرة المعارف، بطرس البستاني.
11 - دائرة معارف القرن العشرين، فريد وجدي.
12 - إظهار الحق، رحمة الله الهندي.
13 - الموسوعة الميسرة للأديان والمذاهب المعاصرة، الندوة العالمية للشباب الإسلامي.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الثلاثية والتثليث

مختارات من الشبكة

  • أربعون دليلا على بطلان عقيدة توارث الخطيئة وعقيدة صلب المسيح (PDF)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • لمع بشأن البدع: في بيان حقيقتها وأدلة بطلانها والواجب نحوها (PDF)(كتاب - موقع الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر)
  • تعريف العقيدة ومسمياتها ومصدر تلقيها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • هذه هي عقيدتنا(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من مائدة العقيدة: ثمرات العقيدة الصحيحة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من مائدة العقيدة ( منزلة علم العقيدة )(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أقوال الأئمة في العقيدة التي هي عقيدة أهل السنة والجماعة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مقارنة بين عقيدة أهل الحديث وعقيدة الأشعرية والماتريدية (PDF)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • تعليم العقيدة للصغار (1) من عقيدة المسلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • متن العقيدة الطحاوية - عقيدة أهل السنة والجماعة - للإمام الطحاوي المصري - قراءة الشيخ فهد الحمين(مادة مرئية - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)

 


تعليقات الزوار
4- الشكر
سمهان - المغرب 27-03-2019 05:28 PM

شكرا لكم على هذه المعلومات القيمة..

3- شكر
عبدالباقي رمضان - مصر 23-02-2016 11:26 PM

جزاكم الله خيرا

2- عظمة الإسلام
أحمد بن عروس - بنغازي- ليبيا 09-03-2014 07:51 PM

عندما تقرأ هذا المقال تزداد محبة وتمسك بالقرآن العظيم, وتزداد يقيناً وتفرح وتفخر أنك مسلم وتزداد فخراً بالقرآن العظيم وبما جاء به من عند الله عن طريق الوحي
الحمد لله على نعمة الإسلام لما لها من الفضل والجود والكرم والإحسان "لا إله إلا الله محمد رسول الله" وخاتم النبيين والمرسلين ونؤمن بسيدنا عيسى عليه السلام ونبرئه من هذه السخافات ولوكان سيدنا عيسى موجودا على الأرض لحارب مثل هذه السخافات.

1- باحث في مقارنة الأديان السماوية
محمد ابراهيم محمد ابراهيم - السعوديه 24-10-2013 08:35 AM

أشكركم أن وفرتم لمن يريد العلم والمعرفة وجعله الله في ميزان عملكم

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب