• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / تربية / التربية والتعليم
علامة باركود

شذرات عن طريق طالب العلم (٢)

إبراهيم العيدان

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 31/1/2016 ميلادي - 20/4/1437 هجري

الزيارات: 5769

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

شذرات عن طريق طالب العلم (٢)

 

الحمد لله مصليًا على رسوله وآلِه وصحبه ومسلِّمًا.

وبعد:

فهذا هو الجزء الثاني من مجموع رسائل (شذرات عن طريق طالب العلم)؛ تُعين الطالبَ في طلَبه، وهي في الأصل موجَّهة لطالب العلم المبتدئ، وإن كانت تَذكِرةً وذكرى للمنتهي، بعضها نقلًا، وبعضها رَقْمًا، سبق وأرسلتُها لمجموعة من الأحبَّة كرسائل قصيرة، ورأيتُ جمعَها وعرضها ليُنتفع بها، يا ربِّ حقق المنى، وأخلِص النيَّةَ، وأصلح العمل.

إبراهيم بن محمد العيدان

♦   ♦   ♦

يا طالب العلم:

المنهجية..

التأصيل..

التوسُّع..

الضَّبط..

• أركانٌ لعلميَّة مميزة.

♦   ♦   ♦


قال الإمام سفيان الثَّوري رحمه الله: "كان يقال: أوَّل العلم الصَّمت، والثَّاني: الاستماع له وحفظه، والثالث: العمل به، والرَّابع: نشره وتعليمه".

[حلية الأولياء (٦ / ٣٦٢)].

♦   ♦   ♦


"‎وكان العلَّامة الكبير أبو المعالي محمود شكري الألوسي البغدادي، الحفيد، الأديب، المتوفَّى سنة ١٣٤٢ هـ رحمه الله تعالى - يَمتاز بالجدِّ الشديد والحِرص على الوقت، فكان لا يَثنيه عن دروسه حَمَارَّةُ القيْظ، ولا يؤخِّره عنها قرصُ برد الشتاء، وكثيرًا ما تعرَّض تلاميذه - بسبب تأخُّرهم عن موعد الدَّرس - إلى النَّقد والتعنيف.

‎قال عنه تلميذُه العلَّامة الشيخ بهجة الأثري: أذكر أنَّني انقطعتُ عن حضور درسه في يومٍ مزعج، شديد الرِّيح، غزير المطر، كثير الوحْل؛ ظنًّا منِّي أنَّه لا يحضر إلى المدرسة، فلمَّا شخصتُ في اليوم الثاني إلى الدرس، صار ينشد بلهجة غضبان:

‎ولا خيْر فيمَن عاقه الحرُّ والبرد"

[قيمة الزمن عند العلماء (١ / ١٦٦)].

♦   ♦   ♦


طالب العلم الحق

قنَّاص فرَص...

وصيَّادٌ متأهب..

إذا ما بدَت فرصة طار لها..

وإن لم تَبدُ سأل عنها..

كيف لا؟!

وبين جنبيه تباريح وشغَف

لا تخبو ما دام ذاك يَنبض!

♦   ♦   ♦


يَنبغي لطالب العلم أن يَكون فرحُه بالعلم أشد من فرح أهل الدنيا بما كسبوا من دنياهم، وأن يكون حزنُه على فقْده أشد من حزنهم على فقْدِ ما فقدوا منها...

وإن لم يكن، فهل هذا طالب علم؟!

♦   ♦   ♦


العلم والصَّبر متلازمان.

فلا علم لِمن لا صبْر له، ولا صبْر لِمن لا علم له.

ولا يزال بعض من يتمنَّى أن يكون من أهل العلم يظنُّ أن العلم يَأتي له على أطباق الذَّهب، وهو لم يذهب!

لا، حتى تذوق مرَّه ولا تستمره!

♦   ♦   ♦


المقامة العلمية.. فيها حِكَم وحكم:

"كنتُ في بعض مطارح الغربة مجتازًا، فإذا أنا برجل يقول لآخر: بمَ أدركتَ العلم؟ وهو يجيبه، قال: طلبتُه فوجدتُه بعيد المرام، لا يُصطاد بالسِّهام، ولا يقسم بالأزلام، ولا يُرى في المنام، ولا يُضبط باللِّجام، ولا يورَث عن الأعمام، ولا يُستعار من الكرام، فتوسَّلتُ إليه بافتراش المدر، واستنادِ الحجَر، وردِّ الضجر، وركوب الخطَر، وإدمانِ السهر، واصطحاب السفر، وكثرةِ النَّظر، وإعمالِ الفكَر، فوجدتُه شيئًا لا يصلح إلَّا للغرس، ولا يُغرس إلا بالنَّفس، وصيدًا لا يقع إلَّا في النزْر، ولا ينشب إلَّا في الصَّدر، وطائرًا لا يخدعه إلَّا قنص اللفظ، ولا يعلقه إلَّا شَرَك الحفظ، فحملتُه على الروح، وحبستُه على العين، وأنفقتُ من العيش، وخزنتُ في القلب، وحرَّرتُ بالدرس، واسترحتُ من النظر إلى التحقيق، ومن التحقيق إلى التعليق، واستعنتُ في ذلك بالتوفيق، فسمعتُ من الكلام ما فتق السَّمع، ووصل إلى القلب، وتغلغل في الصَّدر".

[مقامات بديع الزمان الهمذاني (١ / ٣٠٠ - ٣٠٣)].

♦   ♦   ♦


قال جعفر بن درستويه رحمه الله:

"وكنَّا نأخذ المجلسَ في مجلس علي بن المديني وقت العصرِ اليوم لمجلس غدٍ، فنقعد طولَ الليل مخافةَ أن لا يَلحق من الغد موضعًا يَسمع فيه، ورأيتُ شيخًا في المجلس يَبول في طيلسانه ويدرج الطيلسان حتى فرغ؛ مخافة أن يُؤخذ مكانه إن قام للبول".

[الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (٢ / ١٣٨)].

انظر لحالهم مع مجالس مشايخهم؛ يَخشى فوتَ مقعده إن قام عنه لحاجته! وبعض مشايخنا اليوم يَجلس ولا أحد بين يديه!

فواأسفًا!

♦   ♦   ♦


لا يَجتمع في قلبٍ طلبُ علم ومُلاحقة شهْوة؛ لأنَّه لا يكون العلوُّ والسُّفل معًا، إلَّا أن تكون تلك الشَّهوة هي العلم نفسه!

فطالب العلم الحقُّ قد نحَرَ شهواته لأجل مَقصده الأجلِّ.

♦   ♦   ♦


يا طالبَ العلم:

في معرض مُناقشة الإمام ابن جرير الطَّبري رحمه الله في تفسيره لقولٍ يراه باطلًا؛ إذ لا دليل عليه قال:

"والقول إذا صار إلى ذلك كان واضحًا خطؤه؛ لأنه ادَّعى ما لا برهان على صحَّته، وادِّعاء مثل ذلك لن يتعذَّر على أحد".

[تفسير الطبري (٢ / ٤٧٥)].

يا أخي، الدليل يأتي قبل المدلول.

والدليل أصل عليه يُبنى.. ومتبوع على أثره يُخطا.

♦   ♦   ♦


‏قال الإمام ابن حزم رحمه الله:

"قلَّما رأيتُ أمرًا أمكن فضُيِّع، إلَّا وفات فلم يمكن بعدُ".

[الأخلاق والسير (١ / ١٠٣)].

فاعتبِر يا طالبَ العلم بها في:

سعَة وقتك،

وتوقُّد عقلك،

وشباب عمرك،

وتوفُّرِ كتبك،

وتيسُّر درسك،

وإقبالِ شيخك،

وكل ما منحك ربُّك...

فإنِّي أخاف عليك فوات حظٍّ عظيم.. وخيرٍ عميم.

♦   ♦   ♦


طالب العلم يَعلم يقينًا أنَّ شأن ما يطلب عظيم وعزيز..

وأنَّه لو وُكل إلى نفسه أضناها ولم ينَل من مقصده شيئًا..

إذا لم يكُن عون منَ الله للفتى
فأوَّلُ ما يَقضي عليه اجتهادُه

 

ولذاك تَجده مفوِّضًا أمرَه لمولاه، سائلًا ربَّه التوفيقَ والإعانة؛ ليقينه بأنه:

إذا كان تَوفيقٌ منَ الله للفتى
تهيَّا له من كلِّ أمرٍ مرادُه

 

ولسان مقاله وحاله:

"يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث، أصلِح لي شأني كلَّه، ولا تكِلني إلى نفسي طرفةَ عين".

♦   ♦   ♦


قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:

"الإعجاب ضدُّ الصواب، وآفة الألباب".

[أدب الدنيا والدين (١ / ٢٣٧)].

فاعلم يا طالب العلم هذا واحذرْه!

فإنَّما مثَله مثَلُ من ضرَب بفأسه جذعَ شجرة فاغترَّ بوقع ضرْبه عليها؛ فنسيَ مكانه منها، حتى وقعَت عليه فأهلكَته.

 

ولذا فقد ورَد عن كعب أنَّه قال لرجل رآه يتبع الأحاديث:

"اتقِ الله، وارضَ بالدون من المجلس، ولا تؤذِ أحدًا؛ فإنَّه لو ملأ علمُك ما بين السماء والأرض مع العُجْب، ما زادك الله به إلا سفالًا ونقصانًا".

[جامع بيان العلم وفضله (١ / ٥٦٧)].

 

طالب العلم الحق يُهلِك جُلَّ وقته على مطلوبه؛ حتى يَظفر بمقصوده.

ولذا، فلن ينال الطالبُ شيئًا إن لم ينفِق وقتًا؛ أو يحدِّد قصدًا.

ولذا لمَّا تذاكروا الطلَبَ عند يحيى بن سعيد القطان، قال: "كنتُ أخرج من البيت قبل الغداة فلا أرجع إلى العتمة"[1].

وبهذا نال من مقصده عظيمَ شيء، فترجَم له الذَّهبيُّ فقال: "أمير المؤمنين في الحديث"[2].

♦   ♦   ♦


مُراجعة القصد من وراء أي عمَل، وتحسينُه والتركيز عليه: مِن أعظم العوامل لنَيله؛ إذ إنَّ القصد هو الدَّافعُ والمحرِّك الذي ما إذا كان شريفًا عظيمًا في القلب فإنَّه لن يَترك صاحبه يبلغ عتبة البلاط فحسْب!

بل فسيَرفعه على العرش؛ ليرى مطلوبَه مستقرًّا عنده؛ فـ ((إنَّما الأعمال بالنيَّات))، ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ﴾ [العنكبوت: 69]؛ فتنبَّه يا طالب العِلم!

♦   ♦   ♦


أعظم ثَمرات العلم - وهو القصْد كله - رِضا الله تعالى عن صاحِبِه لمَّا صاحَبَه..

وإذا كان الطالِب لا يراعي حقَّ الله فيه؛ ولا تَظهر آثار العلم في عبوديَّته لله جلَّ جلاله، فليتَه ما علِم ولا تعلَّم:

إذا ما لم يفدْك العلمُ خيرًا
فخيرٌ منه أنْ لو قد جهِلتَا

وليتَه يَسْلم! ألا يَكون حجَّة من الله عليه؛ ترْدِيه ولا تؤويه.

♦   ♦   ♦


"قال الوليد بن مسلم: سألتُ الأوزاعيَّ، وسعيد بن عبدالعزيز، وابن جريج: لِمن طلبتم العلم؟

كلهم يقول: لنَفسي.

غير ابن جريج؛ فإنَّه قال: طلبتُه للناس.

قلتُ (أي الذَّهبي): ما أحسن الصِّدق، واليوم تَسأل الفقيهَ الغبيَّ: لِمن طلبتَ العلم؟ فيبادِر، ويقول: طلبتُه لله، ويكذب، إنَّما طلَبَه للدنيا، ويا قلَّة ما عرف منه".

[سير أعلام النبلاء (٦ / ٣٢٨)].

الإخلاص عزيز.. والصِّدق فريد.

ربِّ أصلِح نيَّاتنا.. واغفر لنا.

♦   ♦   ♦


تجده يَنغمس في التخييم والتنزُّه والترفيه،

ثمَّ يَعتذر عن ذلك بحجَّة أخْذ الرَّاحة للجدِّ؛

وما علم أنَّها إنما تكون بقَدر!

وهو إنَّما يخادِع نفسَه!

إذ إنَّها حبائل شيطانيَّة، وكبائل شهوانية..

يتَّخذها العاجِز شنكلًا يعلِّق عليه خيبتَه!

ثم يُرجِّي أن يكون طالبَ علم.

♦   ♦   ♦


قال الإمام مالك رحمه الله:

"إنَّ حقًّا على من طلب العلم أن يكون له وقار وسَكينة وخشية، وأن يكون متَّبعًا لأثر من مضى قبله".

[الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (١ / ١٥٦)].

يا طالب العلم، احفظ للعلم حقَّه، وإيَّاك أن يؤتى العلم وأهله من قِبَلك.

♦   ♦   ♦

يا طالب العلم:

كان الإمام ابن الخشاب الحنبلي يقول:

"أنا تلميذ تلامذتي".

[الوصايا الجلية (١ / ١٤)].

العلم روح وأدَب وسلوك قبل أن يكون علمًا..

وفرْق بين طالب علم وطالب معلومات.

♦   ♦   ♦


طالب العلم يعمل جُهده قبل جَهده، فهو ما دام يَقوى فهو لا يدلي يديه، ولا يقلِّب كفَّيه.

وإنَّما يَرمي بوقود العزم في موقد النَّشاط؛ لتسرع به مقطورته، وتصل إلى غايته مقصورتُه، كما قيل:

"اجعل الاجتهاد غنيمة صحَّتك، والعملَ فرصة فراغك".

[أدب الدنيا والدين (١ / ١٠٠)].

♦   ♦   ♦


سئل العلامة ابن عثيمين رحمه الله:

طالبُ العلم، هل يَبدأ بحِفظ القرآن الكريم أم بقراءة كتب العلم؟

فأجاب:

"لا والله، يَبدأ بحفظ القرآن؛ حِفظ القرآن لا شيء قبلَه ممَّا يحفظه الإنسان؛ فهو أفضل الكتب المنزَّلة من الله عزَّ وجلَّ، وأفضل من الكتب المؤلَّفة من النَّاس؛ ولا سواء...".

[سلسلة فتاوى نور على الدرب - الشريط (٣٤٤)].

يا طالب العلم، بقدر أخذك منه.. بقدر تَحصيلك مرادك..

وهو حقًّا مرادك.. وهو حقًّا مرادك..

فلا ترتَضِ عنه بدلًا، ولا تبتغِ عنه حِوَلًا.

♦   ♦   ♦


إذا لم يكن لطالب العلم قلبٌ خاشع، وجسد خاضِع، وعين دامعة، فيا ويْحَه!

ما يطلب هذا إذًا؟!

وهل صدَق في طلبه حقًّا؟!

قال ابن الجوزي عن شيخه ابن ناصر السلمي رحمهما الله:

"كان حافظًا ضابطًا، متقنًا... وكان كثير الذِّكر، (سريع الدَّمعة)، وقال أيضًا: قرأتُ عليه ثلاثين سنَة، ولم أستفِد من أحد كاستفادتي منه".

[ذيل طبقات الحنابلة (٢ / ٥١ - ٥٢)].

يا طالبَ العلم، هكذا يَصنع العلم بطالبه.

♦   ♦   ♦


من أعظم ما يتحلَّى به طالبُ العلم - وهو من تيجان حِليته - توقيرُه لشيخه وتبجيلُه، وإظهار ذلك جليًّا له، واستعمال أطيب الكلِم وأرقى العبارات:

"عن ابن طاوس، عن أبيه، قال: إنَّ من السنَّة، أن توقِّر العالم".

[جامع بيان العلم وفضله (١ / ٤٥٩)].

يا طالب العلم، ارْعَ نبعك.. يصْفُ لك.

♦   ♦   ♦


روح طالب العلم قراءته وكتابته؛ فامرؤ لا يَقرأ ولا يَكتب، فمدَّعٍ للطلب وليس بطالب.

قال حماد بن أسامة:

"كتبتُ بيدي هذه مائةَ ألف حديث"[3].

وهذا أبو داود الطيالسي يقول: "أدركتُ ألفَ شيخ كتبتُ عنهم"[4].

"وحُكي عن ثعلب - إمام اللغة - أنَّه كان لا يفارقه كتاب يدرسه"[5].

وقال ابن الجوزي عن نفسه:

"ولو قلتُ: إنِّي طالعتُ عشرين ألف مجلد، كان أكثر، وأنا بعدُ في الطَّلَب!"[6].

يا طالبَ العلم، آلة العلم كِتابٌ وكُتُبٌ.

♦   ♦   ♦


طالب العلم لا يستثقل حملًا، ولا يَستخسر فقْدًا، ولا يبالي ما أنفَق وما بذَل؛ ما دام في سبيل قصده، ودرب غايته.

ولذا تجده يُنفق أزمنةً طويلة في تأصيل نفسه؛ في نيل فائدةٍ.. في تحصيل لَطيفة.. في سَماع كلمة.. هينًا في عينه قدْر التضحية.

قال ابن شهاب الزهري:

"تبعتُ سعيدَ بن المسيب في طلب حديثٍ ثلاثة أيام".

وقال كذلك: "مكثتُ خمسًا وأربعين سنة أختلِف بين الشام والحجاز، فما وجدتُ حديثًا أستطرفه!"؛ أي: أستبعِد مكانَه.

[حلية الأولياء (٣ / ٣٦٢)].

♦   ♦   ♦


يا طالب العلم، تعلَّم (لا أدري)، فما هي والله تزري بك كما تزري بك كلمةُ تعالُمٍ تطاولَتْ بها النَّفس كتطاول أنامل رضيع يريد جعْل الثريَّا في يده!

يا صاحبي، الطَّريق طويل.. واختصارُه احتضاره.. فلا تتعجَّل فضْل ما لم تعْلم بغير (لا أدري)؛ فما لم تعلمْه اليوم تحيط به غدًا.. وما لم تتمكَّن منه غدًا فبعده، وإيَّاك ومزلق الهاوية.. ﴿ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا ﴾ [النحل: 94]!

"وقال الشَّعبي: "(لا أدري) نِصفُ العلم".

وقال ابن جبير: "ويل لِمن يقول لِما لا يَعلم: إنِّي أعلم".

وقال الشافعي: سمعتُ مالكًا يقول: سمعتُ ابنَ عجلان يقول: "إذا أَغفل العالِم (لا أدري) أُصيبَت مَقاتلُه".

[إعلام الموقعين (٢ / ١٢٨)].

♦   ♦   ♦


يا طالب العلم:

إليك هذه الوصيَّة الجامعة النَّافعة.. التي جمعَت حقَّ النَّفس، وحقَّ العلم، وحقَّ العالِم، وحقَّ المتعلِّم:

"عن عمران بن مسلم أنَّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:

"تعلَّموا العلمَ وعلِّموه النَّاس، وتعلَّموا له الوَقار والسَّكينة، وتواضعوا لِمن تعلمتم منهالعلم، وتواضعوا لِمن تعلِّموه العلمَ، ولا تكونوا جبابرة العلماء، فلا يقوم علمكم بجهلكم".

[شعب الإيمان (٢ / ٢٧٨)].

♦   ♦   ♦


طالب العلم الصُّوري يَفتأ خاويًا.. ولن يَبرح محلَّه في ظلمات الجهل والتعالُم مهما زخْرَف القولَ ونمَّقه.

فإنَّما الصوريَّة سمٌّ زعاف، إذا ما سرى في جسَد طالب العلم وتغلغَل في نياط قلبِه، فإنَّه لا مَحالة قاتلُه؛ ومحيلٌ - كما الطَّود - بينه وبين المطلب الأسنى، والغايةِ الأسمى التي يَنشدها طالب الحقِّ والعلم.

وترياقها الذي تَتهاوى أمامه، وبه العافية: الصِّدق مع الله؛ الصِّدق ولا شيء غير الصدق!

♦   ♦   ♦


يا طالب العلم:

أجمِل بتلك الرُّوح الوقَّادة التي لا تملُّ مراجعةَ دروسها، ولا تكلُّ من تلخيص وتفحيص، ومن بحثٍ وتمحيص.. كما قال الإمام البخاري رحمه الله لمَّا سُئل:

"إدامة النَّظَر في الكتب".

[جامع بيان العلم وفضله (٢ / ١٢٢٧)].

 

يا طالب العلم:

ادرس عِلمك قبل أن يَدْرس؛ وراجِعْه قبل أن يرجع؛ فإنَّ "العلم شيء لا يعطيك بعضَه حتى تعطيه كلَّك، وأنت إذا أعطيتَه كلَّك من إعطائه البعض على غرر"؛ كما روي عن أبي يوسف رحمه الله.

[الجامع لأخلاق الراوي (٢ / ١٧٤)].



[1] الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (١/ ١٥٠).

[2] سير أعلام النبلاء (٩/ ١٧٥).

[3] الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (٢/ ١٧٥).

[4] المرجع السابق (٢/ ٢٢١).

[5] فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب (٣/ ٦١٢).

[6] صيد الخاطر (١/ ٤٥٤).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • شذرات عن طريق طالب العلم (1)
  • شذرات عن طريق طالب العلم (٣)
  • شذرات عن طريق طالب العلم (4)
  • شذرات (2)

مختارات من الشبكة

  • شذرات عن طريق طالب العلم (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • شذرات في علوم القرآن (1) جواب القسم في القرآن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شذرات من دلائل نبوته في تكثير الماء ببركته(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شذرات من دلائل نبوته في تكثير القليل من الطعام ببركته(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شذرات من دلائل نبوته في شفاء المرضى على يديه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شذرات من دلائل نبوته في إخباره بتغير أخلاق الأمة الإسلامية في آخر الزمان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شذرات من دلائل نبوته في إخباره بضعف الأمة الإسلامية في آخر الزمان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شذرات من دلائل نبوته في انقلاب الأعيان على يديه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شذرات من دلائل نبوته في إخباره بالغيبيات المستقبلة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شذرات من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم في إخباره بالغيبيات الماضية(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/11/1446هـ - الساعة: 23:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب