• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | أسرة   تربية   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تحليل محتوى المواقع الإلكترونية لحوادث انتشار ...
    عباس سبتي
  •  
    طلب طلاق وشكوى عجيبة
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    المحطة العاشرة: مقومات الإيجابية
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    أنماط التعليم الإلكتروني من حيث التدرج في ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    وصية امرأة لابنتها في زفافها
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    المحطة التاسعة: العادات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    الشباب بين الطموح والواقع: كيف يواجه الجيل الجديد ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    هبة فيها النجاة!
    أ. رضا الجنيدي
  •  
    بركة الزوج الصالح على الزوجة في رفع درجتها في ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تربية الأطفال في ضوء توجيهات سورة الحجرات
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    السلاسل الحقيقية لا ترى!
    أمين محمد عبدالرحمن
  •  
    تطوير العلاقات الإنسانية في الإسلام
    يوسف بن طه السعيد
  •  
    المحطة الثامنة: القرارات
    أسامة سيد محمد زكي
  •  
    التربية بالقدوة: النبي صلى الله عليه السلام
    محمد أبو عطية
  •  
    مهن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    نجاح عبدالقادر سرور
  •  
    تزكية النفس: مفهومها ووسائلها في ضوء الكتاب ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
شبكة الألوكة / مجتمع وإصلاح / تربية / تنمية المهارات
علامة باركود

لماذا فريق عمل؟

عبدالستار المرسومي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 24/3/2015 ميلادي - 3/6/1436 هجري

الزيارات: 10788

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

لماذا فريق عمل؟


فريق العمل في العادة يتكون من مجموعة من الأشخاص الذين يعملون بشكل مشترك وتفاعلي، وتبادلي وتكاملي؛ لغرض تحقيق هدف معين، أو مجموعة من الأهداف.

 

ومن الممكن أن يكون فريق العمل مجموعة صغيرة، أو ربما يكون مجموعة كبيرة، كما يمكن أن يكون مجموعة كبيرة جدًّا، المهم أن يتحقق مبدأ العمل الجماعي بروح الفريق الواحد، ومن أجل مصلحة الفريق ككل، وليس المصالح الشخصية.

 

إنَّ التعامل مع الآخرين في فريق واحد لا يعني إطلاقًا تقديم تنازلات أو تضحيات، أو تحمُّل أعباء بشكل منفرد دون الآخرين، حيث إنها تؤدي إلى نقص واضح في اعتداد المرء بنفسه، كما تقلل من شأنه، بل توزع كل هذه المسميات - إن اقتضت الضرورة وجودها - على الجميع، كلٌّ حسب مكانته ودرجة مسؤوليته في الفريق، فكلما كانت المكانة رفيعة، كانت حصتها من التنازلات والتضحيات أكبر، وبذلك يكون قائد الفريق أول وأكثر المضحِّين، كما أنه ليس المطلوب أن يقدم كل عضو في الفريق ما عليه فحسب، ولكن المطلوب التفاعل البنَّاء، والتعاون والتكامل مع الآخرين بصورة أكثر فاعلية.

 

فالمطلوب هو التعاون الحقيقي بين أعضاء الفريق، وليس الشكلي أو المظهري، وهو أمر في غاية الأهمية، والتعاون الحقيقي يبدأ بالنيَّة الصادقة النابعة من القلب؛ فلذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّما الأعمالُ بالنِّيات، وإنَّما لكلِّ امرئ ما نوى))[1].

 

وفريق العمل يقوم على مجموعة من العناصر التي تمثل الأسس أو الأركان المتينة التي يقوم عليها بناؤه، وهذه العناصر ترتبط فيما بينها ارتباطًا وثيقًا، والمفروض أن يكون هذا الارتباط إيجابيًّا، وليس سلبيًّا؛ فالارتباط الإيجابي من شأنه تحقيق تقدُّم ونجاح في نتائج العمل، وبالعكس، ولكل عنصر من عناصر الفريق مميزاته وخصوصياته التي يعرف بها، والتي تعطي للعناصر الأخرى خارطة طريق للتعامل معه.

 

وفي زحمة العمل، لا بد من الانتباه جيدًا، وإيلاء الاهتمام الكافي بألا تختلط بعض المفاهيم الأساسية فيما بينها، فمن أمثلة ذلك ما يحدث من خلط بين المبادئ والممارسات، أو ما يعرف بالنظرية والتطبيق، وهذا الخلط يجرنا في الغالب إلى صور مشوهة، وتقديرات خاطئة، تتبعها نتائج سلبية، فعملنا في الفريق الواحد هو إيمانٌ منا بأننا مؤمنون بهذا المبدأ، ولكن قد يحصل قصور في الممارسات، فذلك أمر طبيعي.

 

يقول ستيفن كوفي في هذا الموضوع: "إنَّ قوة المبادئ تنبع من أنها عالمية، مطلقة في الزمان، وعندما نحيا حياتنا وَفْقَ تلك المبادئ يمكننا التأقلم معها وتطبيقها في أي مكان، فعندما نعلِّم أولادنا المبادئ بدلًا من الممارسات - أي: نعلِّمهم المبادئ التي تقف وراء الممارسات - فإننا نؤهِّلهم لمواجهة التغيرات والتحديات غير المتوقعة مستقبلاً، إن فهم التطبيق فقط هو أمر بسيط ومؤقت، أما فهم المبدأ فإنه يكمُنُ في مواجهة التغيير في أي موقف بفعالية، كما أن المبدأ سيمدُّك أيضًا بالقوة لمواجهة آلاف التحديات والتغيرات في المواقف المتنوعة مستقبلًا"[2].

 

بهذا لا بد من السعي الدائم - جهد ما نستطيع - من أجل تطابق الممارسات مع المبادئ، وبذلك سنستطيع أن ننقل صورة واضحة وصحيحة ونقية للآخرين، يستطيعون من خلالها الوصول إلى فهم واضح للممارسات، ومن غير عَناء ولا لَبْس.

 

ولا يُقصد بفريق العمل ما يُشكَّل من أجل مهمة معينة ناتجة كردَّة فعل عن حدَث معين، كما يحدث في تشكيل اللجان مثلًا، وإنما يشمل الأقسام والشُّعَب والمديريات والمؤسسات ضمن الهيكليات القائمة مهما كبُر حجمها، وتشعبت مفاصلها، واتسعت مهامها، المهم في الموضوع أن يعمل جميع من فيها برُوح الفريق الواحد، والعمل بهذه الروحية يعني وجود هدف مشترك ومصلحة مشتركة متوافقة مع مصلحة العمل.

 

وانطلاقًا من هذه المشتركات، فإنَّ المهام والفعاليات والنشاطات أثناء العمل ستكون مشتركة أيضًا كنتيجة طبيعية لذلك، وإنَّ الوصول إلى هذه المرحلة المتقدمة في عمل الفريق سيحقق مجموعة من الإنجازات والفوائد، ولعل منها:

1- التوفيق الرَّباني؛ لأن العمل في فريق يعني (جماعة) تعمل بمقتضى منهج الله جل جلاله، ثم التعاون فيما بينها وإشاعة العدل والمؤاخاة والود، وهذا الفريق عندما يعمل بهذه الروح فإنَّ يد الله جل جلاله ستكون معه ولا شك، ومتى ما كانت يد الله جل جلاله مع جماعة، ضَمِنَ هذا الفريق التسديد نحو الحق، ومن ثم بلغ ما خطط له من النجاح والتوفيق، ومَن أسعدُ ممن كان الله جل جلاله معه؟! فمن كان الله جل جلاله معه صار ينظر بنور الله جل جلاله، ويمشي تحت عين الله جل جلاله، ويسمع بقوة الله جل جلاله، وبشكل عام، فإنه يستمد قوتَه من الله جل جلاله، وبذلك سيلازمه التوفيق في كل أحواله؛ فعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال صلى الله عليه وسلم: ((يدُ الله مع الجماعة))[3].

 

2- زيادة وسرعة في كفاءة الإنجاز؛ وذلك من جراء تنظيم عمل الفريق من خلال:

• صناعة آليات عمل إدارية وفنية مع الجماعة.

• وضع ضوابط جديدة وفعالة كلما اقتضت الضرورة الناتجة من سير فعاليات العمل.

• سهولة متابعة إجراءات تنفيذ ما خطط له.

 

3- التقليل من حصول مشاكل أو أخطاء في العمل، ومشاكل العمل يمكن إيجازها في المحاور الآتية:

• مشاكل في الجانب الفني.

• مشاكل في الجانب الإداري.

• مشاكل في جانب العلاقات الخارجية.

• مشاكل الموارد البشرية في الفريق.

• مشاكل خارجية.

 

4- وضع كل فرد من أفراد الفريق في مكانه الطبيعي، ويجري ذلك وَفْق أسس علمية، لعل أهمها:

• الإمكانات الفنية والإدارية والتنظيمية للفرد.

• اختصاصه العلمي.

• المهارات الشخصية، وقابليته للإبداع.

 

وبالتالي، فإن تولية المهام ستكون وفق هذا المنظور، وصولًا إلى حالة متقدمة لجعل شخصية عضو الفريق شخصية ابتكارية مبدعة، وليست جامدة روتينية.

 

5- خَلْق جو من التعاون والتفاعل والتكامل في العمل بعيدًا عن الروتين، وذلك من شأنه ظهور نَوَاحٍ إيجابية لدى أعضاء الفريق الواحد، ولعل من أهمها التنافس النزيهَ في العمل؛ لإظهار القابليات والمهارات، والحصول على الامتيازات المشروعة.

 

6- زيادة ولاء العاملين للمؤسسة، وذلك من شأنه أن يضمن دوام بقاء عمل المؤسسة وطول عمرها، وأول خطوات زيادة الولاء تكون في الصورة الناصعة لكافة الجوانب الإيجابية لشخصية رئيس الفريق والأعضاء، وتطبيقها عمليًّا على أرض الواقع، وهي النُّقطة الافتراضية التي تتطابق عندها النظرياتُ والمبادئ مع التطبيقات؛ يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (الرعيَّةُ مؤدية إلى الإمام ما أدى الإمامُ إلى الله، فإذا رَتَعَ رَتَعُوا)[4].

 

ويزداد ولاء أعضاء الفريق لفريقهم وللعمل كلما شعر هؤلاء الأعضاء أنهم قد حققوا حالة التوازن من خلال الأدوار الملقاة على عاتقهم، وهذه الأدوار تركِّز في المجالات المهمة التي تخدم مسيرة العمل، وبعكسه فإنَّ أي اختلال في هذا التوازن يخلُق صراعًا خطيرًا، قد يقود عضوَ الفريق إلى نتيجة سيئة، متمثلة في أن يكون عنصرًا سلبيًّا في الفريق.

 

وتتطور الحالة السلبية لعضو الفريق حين يصاب بالإحباط ليصبح عدوًّا خطيرًا داخل صف الفريق، وهذه حالة من أخطر المخاطر على الفريق على الإطلاق.

 

وقد يكون رئيس الفريق أو أحد أعضائه - وربما جميعهم - سببًا مباشرًا في إيصال هذا العضو إلى هذه الدرجة من السوء، وتسبُّبهم في ذلك قد يكون بتصرُّف مباشر أو غير مباشر، فلا بد هنا من الانتباه الشديد من الوقوع في هذا المطب، والتوازن المنشود يكون أيضًا في المنح والامتيازات المادية والمعنوية، وما شاكلهما، وليس في المهام فحسب.

 

ولا يُكتفى بإيجاد التوازن في العمل، بل في إمكانية حصول عضو الفريق على حالة توازن في مجمل حياته العملية بشكل منفرد، ما يعني عدم تداخل المهام فيما بينه وبين الآخرين بشكل يؤدي إلى خَلْق بيئة مشوشة لا يستطيع مِن خلالها خَلْقَ حالة تناغم وتكامل في أدوار حياته، فيكون أداؤه ركيكًا، وتفاعله ضعيفًا، وجهوده مبعثرةً.

 

وعلى ضوء هذا، فإن للتوازن ثلاثةَ مبادئ فيما يتعلق بالدور الذي يؤديه عضو الفريق، لا بد لكل عضو من أعضاء الفريق فهمُها، والإيمان بها، والعمل وَفْقَها، وهذه المبادئ هي:

• إن الدور الطبيعي والمؤثر للعضو الفعال إنما يكون نابعًا من (رسالته) التي يؤمن بها، ولا بد من وجود ثوابتَ لهذه الرسالة لا مجال للرجوع عنها مع تغير الحوادث، أو مع تقادمها مع الزمن.

 

إنَّ رسالة الفريق مع ثوابتها لا تتغذى على ما في داخل العضو من أفكار أو أخلاقيات أو تراكمات أثرت على شخصيته المكتسبة من البيئة المحيطة بكل عضو، أو التجارِب التي مرَّ بها، وإنما تنبع قوتها من أحقيتها وصِدقها وأساسها المتين الذي تمتد فيه جذورها، والحاجات الحقيقية التي مِن أجلها وضعت هذه الرسالة، والتي فيها مصلحة الجميع.

 

ومن أجل كل ذلك، فإنَّ العامل المتحكم في عملية التوازن هو مدى إدراك الاتصال الحقيقي بين ما نؤمن به وما نفعله على أرض الواقع بعيدًا عن التأثيرات البيئية المختلفة، وبعكسه فإن الاندفاع للعمل دون إدراك وبلا وعي سيجعل المؤثِّرات الخارجيةَ هي المتحكمَ في نتائج الأعمال.

 

• لا بد من الإيمان بأن كل دور هو مهم، مهما كان، فلو أخذنا مثلًا من الطبيعة، فإن أي دور لحيوان، صغر أو كبر، أو أي نبات - له دور ضمن بيئة متكاملة، وإن بقاءَه يتأثر ببقاء وحيوية كائنات حية أخرى لها أدوار مختلفة عن دوره، ولكن لا غنى لأحدهما عن الآخر في بيئة واحدة.

 

إن تفهم أعضاءِ الفريق بأن العمل المطلوب منهم، إنما هو أمانة في أعناقهم عليهم أن يؤدوها وَفْق سياسات متفق عليها، وليس وفق اجتهادهم أو رغباتهم أو أهوائهم، وبكيفية مستمدة من شكل نظام العمل المُقَرِّ مِن قِبَل الفريق، كل ذلك سيؤدي إلى حالةِ توازن عظيمة تعطي نتائج إيجابية.

 

ومن المفيد هنا أن نذكر قصة حدثت لفريق عمل، كان أحد أعضائه يقوم بواجبات الضيافة على نحو ممتاز، وهو ماهر في عمله، وفي أحد الأيام تغيَّبَ هذا الشخص عن العمل لظرفٍ طارئ ألَمَّ به، فظنَّ أعضاء الفريق أنه لا ضيرَ من غيابه، وبإمكان الآخرين القيام بهذه المهمة؛ لسهولتها، وفي اليوم نفسه حضر زائر رفيع المستوى من مؤسسة صديقة، لعقدِ صفقة مهمة يتعلق بها مصير تلك المؤسسة، لقد تم اختيار شخص آخر ليقوم بدور تقديم الشاي كواجب ضيافة، ولكن هذا الشخص لم يكن محترفًا، فأراق الشاي على بدلة الضيف، الأمر الذي جعل الضيف ينزعج فينسحب، فألغيت الصفقة.

 

ومع أهمية الدور، وإن كان صغيرًا، فلا بد أن يؤديه عضو الفريق بأناقة ورشاقة؛ لأن ذلك مِن شأنه أن يرفع مِن رصيده الشخصي، ويمنحه الثقة اللازمة لمواجهة التحديات مهما كانت كبيرة، وهنا أذكر في هذا الباب حادثةً حدثت معي في العام 1988م، حيث كنت في زيارة عمل رسمية إلى إيطاليا، حيث حجزت لي الشركة التي كنت بضيافتها بالقطار لكي أنتقل من (فينسيا) إلى (روما) في رحلة تستغرق في حدود (6) ساعات أو أكثر بالقطار؛ وذلك لقيام عمال المطارات بإضراب عن العمل في وقتها.

 

فيما ركبت القطار وسار بنا مسرعًا، فتحت باب القاطع الذي أجلس فيه، فخرج علينا رجل من أجمل ما ترى من الرجال، جميل الجسم، بهي الطلعة، وسيم، كأنه لاعب رياضي، يلبس بدلة جميلة جدًّا، زرقاء اللون، وقد فعلت فيها المكواة فعلتها المؤثرة، وقد صفَّف شعره بشكل جميل أيضًا، ويلبَس على رأسه (قبعة) كتلك التي يلبسها الطيارون، وما أن وقع بصري عليه قلت في نفسي: إنه ضابط أمن، أو ضابط شرطة جاء من أجل التفتيش؛ لهيبته ووقاره.

 

ما أن اقترب الرجل مني حتى عرفت أنه الموظف الذي يبطل بطاقة الركوب، والذي نعرفه في بلدنا بـ: (الجابي)، فتذكرت الجباة في بلدي، وعاينت الفرق بين هذا وبينهم، على الرغم من أن هذا الأمر من صُلْب ديننا؛ فقد قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: ((لا يدخل الجنة مَن كان في قلبه مثقال ذرة من كِبْرٍ))، قال رجلٌ: إن الرجلَ يحبُ أن يكونَ ثوبهُ حسنًا ونعلهُ حسنة، قال صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ اللهَ جميلٌ يحبُّ الجمالَ، الكِبْرُ: بطَرُ الحق، وغَمْطُ الناس))[5].

 

فالسائق مثلاً هو عضو في الفريق، وواجبه مهم جدًّا، فلو تأخر السائق عن نقل الموظفين في الشركات الحساسة - كالشركات الأمنية، أو شركات الطيران، أو الشركات الإنتاجية - فماذا سيحصل؟ ولكن يستطيع هذا السائق أن يَزيدَ من رصيده الشخصي حين يرتدي بدلة جميلة وأنيقة، ويكون على درجةٍ من النظافة، ويتعامل مع الآخرين بلُطفٍ ووُدٍّ واحترام.

 

كل دور من الأدوار له خمسة أبعاد، وهذه الأبعاد هي:

♦ بُعد رُوحي: (وهو بُعْدٌ يربط بين ما في داخل النفس من مشاعرَ وأحاسيس مع المبادئ المتمثلة بالقيم والأخلاق، للوصول إلى الاعتقاد، ثم بالإمكان عن طريق البُعد الروحي الارتقاء بالنفس البشرية، وتحفيزها بهذا الطريق أيضًا).

 

♦ وبُعد عقلي: (لأنه يحتاج لتفكير وتعلم، والتفكير الإيجابي هو الوسيلة الناجعة والناجحة لخَلْق الأفكار الإبداعية بشكل دائم).

 

♦ وبُعد مادي: (لأنه يُعنى بالموارد، وما يتوفر منها، وكيفية إيجادها والتعامل معها).

 

♦ وبُعد فني: (يتعلق بالكفاءة الفنية والمهارات التي يمتلكها عضو الفريق لإنجاز الأعمال، وكيفية تطويرها وتنميتها).

 

♦ وبُعد اجتماعي: (لأنه يربطنا بالآخرين، ويضع آليات تفسِّر وتشرح هذا الارتباط)، فلا بد من خَلْق التوازن المطلوب في كل هذه الجوانب والأبعاد، ومراعاة ذلك بشكل دائم.



[1] متفق عليه.

[2] إدارة الأولويات، ستيفن كوفي، ص70 - 71.

[3] سنن الترمذي 2143 .

[4] مصنف ابن أبي شيبة 33780.

[5] صحيح مسلم 156.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • العمل بروح الفريق
  • فريق العمل.. هل هو كذبة كبرى؟
  • إلى زميلي في فريق العمل مع خالص الشكر والتقدير

مختارات من الشبكة

  • فريق في الجنة وفريق في السعير(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شهر شعبان بين فريق غلا وفريق جفا(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كتاب " فريق عمل ناجح " نبذة وتعريف(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الحقيبة التدريبية لبرنامج بناء فريق العمل (عرض تقديمي)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • برنامج بناء فريق العمل: حقيبة مشارك (كراسة الأنشطة)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مواصفات رئيس فريق العمل الناجح(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • لماذا لا أدري لكن لماذا؟(استشارة - الاستشارات)
  • درس اقتصادي من الماضي(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • لمـاذا؟!(مقالة - موقع الدكتور وليد قصاب)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب